من المؤسف جداً أن تتعرَّض بيانات وتصريحات وإفادات الشرطة السودانية للتهكُم والإتهام بالتلفيق وعدم المصداقية ، في بلادٍ أمَّ منظومتها الشُرطية والأمنية والعدلية رجالاً صدقوا في عهودهم مع الرعية وكانوا بأقوالهم وأفعالهم مثلاً حقيقياً لكل الأسباب التي تدفع العامة لإستئمانهم وجعلهم موضع الثقة المُطلقة في المصائب والملَّمات.
نشر بيان عن مُجريات التحريات (الأولية) لمقتل العميد بريمة في الموقع الإعلامي للشرطة ، ثم حذفهُ ثم إعادة نشرهُ بعد تعديل (شكلي) لا يُقدِّم ولا يؤخِّر في مضمونهِ ، هو بالنسبة (للمُتلقي) المُستهدف بالبيان (دليلٌ) جديد يُثبت (إرتباك) منظومة الإجرءات الشُرطية وتعرُّضها (للإستلاب) السياسي الذي لا يتوانى عن التوغُّل في (إباحة) الكذب والتلفيق والإذعان لقوى (خفية) تعمل على مُصارعة وسحل الحقيقة والحق والعدالة.
لماذا لا يُصدق الشعب بياناتكم وتصريحاتكم ؟ :
- لأنكم صرَّحتكم في مقتل الشهيد محمد الخير على لسان أعلى رتبة شرطية في كسلا بأن الشهيد توفى بسبب تسمُّم غذائي ، ثم إتضح فيما بعد أن السبب (حدث ما حدث) ، بعدها علم القاصي والداني أن الشُرطة (يُمكنها) أن تخوض في مستنقعات التلفيق.
- لأنكم تُصرِّحون قبل كل مليونية شعبية يؤمَّها الشُرفاء الذين تتركَّز مهامكُم في خدمتهم ، بأن الشرطة ستعمل على (حماية المتظاهرين) ، ثم تُظهر فيديوهات القتل المُمنهج من يرتدون زيكُم الرسمي يُصوِّبون بنادقهم نحو رؤوس وصدور اليُفع العُزل العُظماء .
- ولأن منظومتكم الشُرطية أصبحت (مُخترقة) من قوات ومليشيات مُتعدِّدة ، يبدو أنها باتت (تستبيح) زيَّكم المُسمى سابقاً (شرف الدولة) ، والذي لم يتبَّقى في مجال (تيسير إتاحته) إلا أن يُعرض أرضاً في أزقة السوق العربي.
- لأن هيئة الدفاع قد أدلت ببيان مفادهُ أن بعض المُتهمَّين قد تعرَّضوا للتعذيب والإيذاء الجسدي لإقتلاع إعترافاتهم ، وأن الهيئة حاولت مقابلة النائب العام ، إلا أنها وجدت أمراً مُسبقاً قد صدر يفيد منعهم من المُقابلة ، وفي ذلك إشارة إلى خلل (جسيم) في مسطرة الإجراءات الجنائية التي تُمكِّن الدفاع من الطعن في إجراءات الشرطة لدى النيابة العامة.
- وختاماً لأن ما يُرافق رواية مقتل العميد من (دراما) بطلها يافع في السابعة عشر من عُمرة ، تفوق قُدرات الوعي المنطقي في عقول أكثر الناس (مهارةً) في فنون التماهي مع الخيال والغوصُ في المستحيل.
.... هذا رد فعل شخصي على ما أطلعتُ عليه في بيانكم ، حتى تستبينوا وقعهُ وإنعكاسهُ على الرأي العام الذي إستهدفتموه بالنشر ومثلي في هذا المنحى كثيرون ، فماذا أنتم فاعلون !؟.
صدقوني (ورطتكم) أو معركتم الحقيقية الآن ليست في كبح جماح الثورة ، ولا إخماد إشتعال المظاهرات ، ولا في القبض على قاتل العميد بريمة وغيرهُ من (المقتولين) ، معركتم الحقيقة في (إستعادة) ثقة الشعب فيكم من جديد .
ملحوظة : المُستهدفين بهذا المنشور في منظومة الشرطة قياداتها العُليا وأولي الأمر والنهي فيها.
<هيثم الفضل.jpg>
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/25/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة