كنا نود أن تكون زيارة الوفد الإسرائيلي للخرطوم مكونا في الأساس من تيارات شعبية ، أتت ملبية لدعوة من الشعب السوداني الحر كي تقدم نفسها وتلقننا " درس عصر" بأنها أفضل نظام ديموقراطي في المنطقة وتشرح لعموم ساستنا ، لماذا النظام السياسي ،التشريعي والتنفيذي في إسرائيل راسخ رسوخ الجبال الشامخات وأن لا أحد هناك فوق القانون وأنه يمكن أن يُلقي بكبار مسئوليه ، بما فيهم رؤساء الدولة في السجون ، مثلهم مثل عتاة المجرمين ، إذا ما أدينوا بتهم جنائية ، أقلها الفساد.!! . أما الحكام " العملاء" في الدول الأخري ، فلا ضير أن يتم التعامل معهم " كعملاء" بل وحمايتهم من المسائلة ، طالما هم يحققون رغباتنا ومصالحنا .
إبان إقامتي في باريس (74-77) أذكر ، أنا ، العبد لله ، كاتب هذا المقال ، أنني صادقت الكثير من المثقفين ، الفنانين والأدباء اليهود ، رجالا ونساء ، صداقة الند للند إذ كنت ومعي ثلة من بني جلدتنا الأفاضل نحاجيهم فيما يعرفونه من معارف ، كنا نعرفها أيضا بحكم ثقافتنا شبه الغربية آنذاك ، بل ونزد عليها "بسطة" لذلك ، كان الإحترام بيننا متبادل ولم يكن هناك في ذلك الزمان ، ما يعرف بالمهاجرين أو العملاء الذين يبيعون أوطانهم برخص التراب ، كما هو حادث الآن.
كانت ستثلج صدورنا حقا إذا كان الوفد الزائر ، كان وفدا شعبيا فعلا ، أتي لنصرة الشعب السوداني وثورته المطلبية المشروعة وكنا سنذهب بعيدا وبدون تعجب ، لنعرف لماذا تم إختيار قوم موسي ، عليه السلام ، علي علم علي العالمين(سورة الدخان – آية 32) ولماذا كان منهم من " يهدون بالحق وبه يعدلون" (سورة الأعراف – آية159)ولن نرفع حاجب الدهشة إذا علمنا أن قوم موسي " كانوا مسلمين " حقا ، كما ورد في سورة يونس – آية84. يبقي السؤال : أهؤلاء حقا من قوم موسي ، عليه السلام؟!. للأسف ، لم تثلج صدورنا كما أردنا لها أن تكون ، فالزمان لم يعد هو ذلك الزمان ، والذي حضر إلي الخرطوم زائرا في عجالة ، لم يكن إلا وفدا من الموساد ، أتي بدعوة من قتلة الشعب السوداني وناهبي ثرواته ولم يكن ذلك غريبا البتة ، فقد إتضح جليا الآن ، أن جل الذين يتعاملون مع الشأن السوداني الآن ، ما هم إلا أصحاب مصالح ، يمكن أن يتخلوا عن الديموقراطية ومبادئهم "اللاراسخة" في أي لحظة ، إذا ما رأوا أنها تهدد مصالحهم الخاصة . إذن ، ليس إسرائيل وحدها الملامة وإنما معها أمريكا ودول الترويكا بل والأمم المتحدة نفسها ، بعدما ثبُت ، بما لا يدع مجالا للشك، أن كل هؤلاء وغيرهم ، يمكن أن يتحالفوا مع القتلة والمجرمين وناهبي الثروات علي حساب شعب مسالم وثورة يقودها شباب أعزل.!!. لا تتعجبوا إذن أن يحكم " آل كابوني" و " المافيا بلدانهم"إإذا إستقرت " اللعبة" السياسية علي هذا النحو.
لنا الله يا شعبنا الصابر ، هو حسبنا ونعم الوكيل ونسأله تعالي أن يتقبل شهداءانا ويعجل بشفاء الجرحي ويصبر قلوب المكلومين وإنها لثورة حتي النصر بإذنه تعالي.
الدمازين في : 20/01/2022م.
محمد عبد المجيد أمين ( براق)
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/20/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة