ليس من السهل أن تعرف ما لا يعرفه الآخرون. وأن تصمت..لأن ما تعرفه لن يصدقه أحد..ولأنك في الواقع لن تستطيع قول أي شيء. غير أن أغنية أثيوبية حنينة تؤجج مشاعري وتجبرني على كتابة مقال الوداع. وهو وداع ليس ماسوفاً عليه، لأنه سيكون رحمة لنا ولسوانا. ولأنه وداع حتمي، لرقعة أرض لم يهنأ فيها الفقراء والضعفاء بأي خير، وتسيدتها فوضى اللصوص والانتهازيين. فقد آن لكل هذا الظلم أن ينتهي. وقد قدر الله أن يجمع شتات شعوب لا يعرف من في غربها شيئاً عن من في شرقها، ولا من في شمالها الكثير عن ما في جنوبها. بثقافات ممزقة وبروح خبيثة حامت بشيطانها فوق سماء هذه الأرض. ولكن كل شيء آيل إلى النهاية، وكما بدأ الله اول خلق يعيده وهو على كل شيء قدير. وتمضي بي الأغنية الاثيوبية، تمضي وتجعلني أتخلص من بعض ما يمكن أن يقال، وما يمكن أن يقال يتلخص في جملة بسيطة؛ ولكنها لا تُصدق ولن تُصدق، غير أنها حتمية الحصول إلا أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً. فعندما يأتي عام ٢٠٣٠ لن تكون هناك دولة اسمها "جمهورية السودان". قضي الأمر الذي فيه يستفتون. في الحقيقة، ودعوني أغلق الأغنية الاثيوبية حتى لا أفجر القنابل بعاطفة كما يفعلها العاشق الفقير مع فتاة لا تحبه فيطرح لواعجه بعاطفة وتشيح هي بوجهها عنه بعقلانية. نعم فخلال بضع سنين لن تكون هناك دولة اسمها "جمهورية السودان"، سينتهي البؤس من هذه الأرض. غير أن البديل دويلات ستكون فيها ثلاث دويلات غنية، أغناها دولة هي الدولة الإتحادية بين القضارف وكسلا. ستكون أغنى من دولة البحر الاحمر. وسيتم التركيز عليها من قبل المجتمع الدولي وإدارتها إدارة مباشرة بحيث تكون سويسرا أفريقيا. الخرطوم ستكون عاصمة ولاية نهر النيل وستكون ولاية الجزيرة إقليماً للإقتصاد الزراعي في هذا الإتحاد الثلاثي. سنار والنيل الازرق والأبيض ستشكلان دولة اتحادية مليئة بالمشاكل والصراعات. جنوب وشمال وغرب كردفان سيشكلان دولة تعاني في الجنوب والغرب الجنوبي من صراعات محتدمة. الشمالية ستكون دولة قائمة بذاتها ولكنها ستخضع لإدارة مصرية، مع ملاحظة أن حدودها السياسية ستتغير عن حدودها الإدارية، فهي لن تشمل ذلك المستطيل المستقطع الذي يصل بين النيل وبين ليبيا ومصر. فهذا المستطيل سيتم مده للأسفل حتى حدود شمال كردفان الحالية ليتحد مع شمال دارفور لتتكون دولة تعاني معاناة قاسية، ولكن سينفصل عنها شرق وجنوب ووسط وغرب دارفور لتتكون دولة غير مستقرة وستحكمها أنظمة شديدة البطش والعنف على النموذج الأفريقي الكلاسيكي، مع ذلك فستكون أحوالها الإقتصادية عادية جداً؛ لن تتطور ولكنها أيضاً لن تنهار. هذا ما سيحدث ويكتمل قبل عام ٢٠٣٠. ولكن من هم المشاركون في ذلك؟ سأحتفظ بهذا لنفسي، فالإنسان على نفسه بصيرة، ولو ألقى معاذيرة. يمكن طلب الأغنية الاثيوبية في الخاص لمن يرغب.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/19/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة