يبدو الجيش مهرجاً كبيراً، وهو يتلاعب بصغار الحالمين، بسفيه أحلامهم. وليس هكذا تدار الدول. فمن الواضح أن البرهان لا يملك حتى الآن استراتيجية حيوية، سوى اجترار العلف القديم. وهذه مشكلة، ستحرك الجيش إلى خانة صفرية، وليس من المستبعد -حينها- أن يحدث إنقلاب عسكري، بل إنني أرى الإنقلاب وقد تهيأت فرصته بقوة، إذ أن معيار تقدير الموقف يصب في خانة أي مغامر عسكري ولو بنجمة واحدة. من الواضح أن الأشهر القادمة هي امتداد للأيام الراهنة، وحمدوك أصبح ورقة محروقة امام العالم وأمام نفسه لذلك فاستخدامه في مسألة الاتفاق (العسكري-المدني) لعبة سخيفة ومكشوفة. والآن على الجيش إما أن يتعامل مع الأمر بجدية وبقدر ما عليه الوضع من خطورة أو سيقع المحظور الذي لا تحمد عقباه. فبهذه المسرحيات الهزيلة، لا أعتقد أنه سيتمكن من إحداث اختراق في الإنسداد المر الذي تعاني منه الدولة. تعيينات أكروباتية، ومبادرات تهريجية، وتوقيعات كوميدية، وحمدوك يخرف، والبرهان لا يتوقف عن الثرثرة. أما المشهد على أرض الواقع فجامد بل ولا تبدو حتى نسمة هواء تعبر أفقه. نحن ندعوا السيد البرهان إلى تحديد موقف واضح، لأنه -هو نفسه الآن- بات يحترق شيئاً فشيئاً، وربما سيضع نفسه موضع البشير، الذي أصبح في سنواته الخمس الأخيرة عالة على البلد برمتها، وحدث التغيير لإحداث انفراجة بإذهابه، غير أن الأمور ازدادت تأزماً. الآن هناك البرهان وحميدتي وحمدوك والحركات المسلحة، والجهويات المتأزمة، والشعب الجائع، وكل هذا مشهد لا يمكننا أن نجد فيه لا خضرة ولا ماء ولا وجه حسن، وبالتالي لا يوجد أي عنصر جميل يمكن الإمساك به وتكبير حجمه ليغطي على القبيح. إن كل المشهد قبيح ويزداد قبحاً يوماً بعد يوم. وهناك الحد الأقصى للمرونة والذي إقتربنا منه، فإن انقطع الحبل، انهار السقف بما عليه على ما تحته، وحينها ستكون فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة. فليتوقف هذا التهريج، وليتدخل الجيش بجدية أكبر، وليحسم المسألة. إما سلباً أو إيجاباً فكل قرار لن يكون أسوأ مما سيحدث إن لم يتخذ.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/17/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة