تتفاخر الدول والشعوب باللقاب التي تحض علي الشجاعة والفهم والحكمة فنجد الشعب الجزائري يشتهر ببلد المليون في سبيل نيل الحرية والانعتاق من الاحتلال الفرنسي فقد قدم الشعب الجزائري ملاحم بطولية ودروس في التضحية والفداء في مواجهة دولة كبري مثل فرنسا التي رفضت حتي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية منح الجزائر حقها في الاستقلال الا بعد حرب ضروس كانت الكلمة الفصل فيها لشعب الجزائر عندما صوت في استفتاء شعبي لصالح الاستقلال وكذلك نجد دولة موريتانيا تشتهر بلقب بلد المليون شاعر فالصحراء هناك كانت عامل مساعد للانسان الموريتاني في ابراز مايمتلك من موهبة الشعر مع اتساع الصحراء وعدم وجود مايعكر صفو ذهن الشاعر من صخب المدينة وعوادم السيارات فان الشعر في بلاد شنقيط ينساب كالشلال لمن يريد من يرسم لوحة من الكلمات
والعراق هو الاخر اشتهر بلقب بلد المليون نخلة فارض الرافدين التي تقع بين نهري دجلة والفرات تستحق ان تعمر بالاشجار والحدائق والبساتين ومن منا لم يسمع بحدائق بابل المعلقة والتي تعتبر من ضمن عجائب الدنيا
ونحن في السودان نستحق ان نحمل لقب بلد المليون حسود وعنصري وشرير عن جدارة فالبرغم من امتلاك بلادنا لكل مقومات الدولة العظمي الا انها تعيش في فقر وعدم تقدم في جميع المجالات وذلك يرجع الي عدم صفاء نفوس السودانيين، الذين تسود بينهم الحسد والكراهية وعدم محبتهم لبعضهم البعض وتقديم القبلية علي القومية وقد كان النظام البائد راعي اساسي لتفشي هذه الظاهرة والتي جعلت السودان عقب سقوطهم يتنفس المزيد من العصبية وعدم قبول الآخر ظهر ذلك في صراع السياسين في مابينهم حول السلطة وتجاهلهم تعمير البلاد وتدمير مشاريع كانت عماد اقتصاد البلاد وتشريد العاملين فيها
لقد كان المستعمر الانجليزي احرص من السودانيين في المحافظة علي حدود الوطن فقد تصدي لمحاولات فرنسا في العام 1898 عندما حاول المرشال الفرنسي ضم مناطق النيل الابيض الي املاك فرنسا ولكن تحت اصرار اللورد كيتشنر باشا انسحبت فرنسا من تلك المنطقة بعد ان كادت تقع حرب بين بريطانيا وفرنسا وكذلك تصدي الاستعمار الانجليزي لاطماع ايطاليا التي حاول جيشها اجتياح شرق السودان بعد احتلالها للحبشة سنة 1935 لتقوم بيرطانيا بقيادة قوة دفاع السودان بطردهم من شرق السودان ولكن بكل اسف بعد خروج الاستعمار ظهر من هم ليس حريصيين علي وحدة البلاد وذلك باحياء القبلية والجهوية. فكان جنوب السودان ضحية لتلك السياسة التي لم تتوقف حتي بعد انفصال الجنوب في العام 2011 ولم يتعظ من هم في السلطة فكان تجدد الحرب في دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة والتي لم تتوقف بشكل نهائي حتي بعد سقوط نظام الاسلاميين الذين استغلوا الدين لاجل تمزيق شمل البلاد تحت زعم الجهاد والذي لم يكن له مبرر من جماعة تتدثر بغطاء من تحته تفوح العرقية والعنصرية
ان السودان بلد غني بالموارد الطبيعية التي تندر في دول العالم ويكفي اننا نتملك اكثر من مصدر للمياه و اراضي خصبة ومناخ متعدد وثروة حيوانية ومعادن وغيرها من نعم الله علينا ورغم ذلك نعيش الفقر والبطالة والجوع بسبب قصر نظر وحقد المسؤليين بالبلاد في مختلف الحكومات المتعاقبة بعد استقلال البلاد ان قلة تعداد افراد الشعب السوداني كانت كافية لجعل هذا الشعب يعيش في سعادة ورفاهية لو وجد قلوب رحيمة لاتعرف الحقد والانانية والانتهازيين كان الشعب يتطلع عقب سقوط نظام المخلوع الي اقامة العدالة الاجتماعية وذلك باعادة توزيع عادل للثروة بين السودان وذلك عقب قيام لجنة ازالة التمكين باسترداد اموال وعقارات وارضي واسهم وغيرها من اصول من ازلام النظام البائد وكانت المفاجاة في قيام الحكومة برفع الدعم من شعب فقير كان يحتاج الي المزيد من الدعم بدلا عن تحميله اشياء فوق طاقته فقد تضرر المواطنين الفقراء من تلك السياسة الاقتصادية الانتقامية
يظل السودان حاضن وراعي للجهوية فالعلاقات الشخصية والقبلية تلعب دور كبير في الحصول علي فرص عمل او تمويل مصرفي او حتي توكيل تجاري لذلك ينتشر الفقر في فئات اجتماعية معينة ينظر اليها بعض الانتهازيين علي انهم مجرد حفنة من الرعاع لذلك لاتتوفر لهم فرص العيش الكريم تحت ذريعة عدم نيلهم للتعليم وتلك كلمة حق اريد بها باطل فنجد ان هناك مهن لا يستحق الحصول عليها نيل مؤهل جامعي ولكنها تكون حكر علي الفاشلين من ابناء الانتهازيين لحين ان يستوي عودهم ترتيب للدفع بهم في المستقبلر وظائف علي مستوي اعلي لذلك لا ينبغي ان يتسغرب العالم لعدم توقف حركات التمرد في السودان وذلك نتيجة الي الاحساس بالظلم والصراع الذي ربما لن يكون في الهامش هذه المرة كما كان فربما بات العنف قريب من الذين كانوا بالامس سبب في ماحدث لهولاء المهمشين تعاسة وتجويع
ان مشكلة السودان معقدة بين بشر حاول الاستعمار الانجليزي جعلهم شعب واحد ولكنهم يصرون علي التشرزم والتفكك والانقسام
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/18/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة