*** وأنا أقول قد نجحت المحاولة الانقلابية الفاشلة.. !! من قال لكم أنها فشلت. فقد أستثمرها مخططوها كما إستثمرها معارضوها .وهم في الحالتين جهة واحدة( العسكر والفلول) مهما تستر صانعوها ومعلقي فشلها إلى حين مخرج ، وها هي تثمر تفاعلاتها. أما الثورة وثوارها ، شبابها وشاباتها ، شفاتتها وكنداكاتها فهم ليسوا معنيين ، بهذا الصراع ، الذي يعبرعن فشل المكونين المدني والعسكري ، الحاكمين بلادنا بلا مسوغ ، قانوني أو إنتخابي ، الذين فشلا في الإقتراب حتى من نية ، حل جذور الأزمة السودانية بسبب إبتعادهما ، كلا المكونين ، عن أهداف الثورة ومحاولة تجييرها كل لصالحه ، وكل يسبح بإسمها ، وهو أبعد من كل حرف من حروفها ، فاللجنة الأمنية البشيرية ظلت ، منذ أعلنت انحيازها لثورة الجماهير مجبرة لا مخيرة ، مجبر أخاك لا بطل ، يقول حال لسانها . فالثورة كانت ماضية إلى نصرها النهائي ، وخوفاً من أن يسبقهم الآخرين من العسكر الوطنيين او حتى أصحاب الطموحات ، المشروعة وغير المشروعة ، من قبيلة العسكر ، كما صممتها الأنقاذ ، لإنقاذ نفسها ، وليس إنقاذ الشعب السوداني، فأعلنوا الإنحياز للثورة مكرهين. ولكن منذ يومهم الأول ، فهم ظل ، قلبهم وسيفهم مع النظام البائد ، فليسوا كما كان الأولون ، بعضهم قلبه مع علي وسيفه مع معاوية. فقد كانوا بكليتهم مع النظام الإسلاموي البائد . وكان أول مخططهم إنهاء هذه الثورة، والإنقلاب عليها ، وكان ذلك ، بإعدام قلبها النابض، فكان قرار فض الإعتصام ، ولكنهم فوجئوا بردة الفعل من الثورة ، التي كانوا يظنون أنها حدث عابر ، وكانت الثورة الثانية في مليونيات الثلاثين من يونيو التي عمت كل مدن السودان والتي أجبرتهم ، بلحس كوعهم وألسنتهم وسلاحهم . وجلسوا صاغرين إلى الثورة ، ولكن دون الثوار ، فقد وجدوا أمامهم . أولئك النفر قصيري النفس ، الذين عيونهم على كراسي السلطة، أولئك الذين خانوا من البداية جماهيرهم التي شاركت شعبها ثورته من بدايتها حتى النهاية. وهكذا صاغوا وثيقة دستورية ، ظلوا يقرأونها بالمقلوب . وينفذون غير ماورد فيها ، وظلوا يعدلونها ويبدلونها حتى أصبحت مزقاً ممزقة. وبلا شماتة أقول لكم يا أهل الهبوط الناعم لم تجنوا من هبوطكم إلا الإنحناء والانحناء التام والخزي والعار الذي تلبسكم من جراء العسكر . وها هم بعد أن عصروكم كأية ليمونة رشفوا عصيرها النفاذ ، ونفذوا كل ما يبعدكم عن الثورة وأهدافها ، ويقربكم ومعهم من خطط النظام البائد . هاهم يقذفونكم كقشرتها ، إلى سلة خروقاتهم ، فلا تتحسرون فقد كانت بيدكم لا بيد غيركم . ولن نقول إننا سنعزلكم *وانتم تطلبون أن يهب الثوار لنجدتكم* كما عزلتم هؤلاء الثوار وأستأثرتم بغنيمة الثورة وتجاهلتم الدماء التي سالت فداء لها وللوطن . وإنما نقول لكم بداية لكي تتوحد القوي الثورية ، دعكم من اللف والدوران حول أنفسكم فمنذ وقعتم على الوثيقة الدستوريةالكارثةوقَبِلها الثوار على مضت وتحالفكم هو نفسه. تحالف الهبوط الناعم مدعوماً بعسكر الحركات ، تتحدتون عن توحيد قوى الثورة ممثلة في قوي الحرية والتغيير وعند التوقيع على هذه الوحدة نجدكم ذات الموقعين وآخرها ما شهدناه في قاعة الصداقة. أما قوى الثورة الحقيقية فهي خارج مخططاتكم . نقول لكم ، قبل تغولكم في الحديث غير المجدي ، الذي تعودناه منكم ، فيما يخص الوحدة الوطنية ، التي لم تستطع مناوراتكم من تحقيقها . هناك في الديمقراطيات الحديثة . وفي العلوم السياسية تم تقسيم المجتمع إلي طبقات ، وهذه الطبقات أصبح لها أحزاب تمثلها وأتفق للعلوم السياسية تسميتها باليمين واليسار والوسط، دون أن تعني أي منها إساءة طرف للطرف الآخر ، وحتى يكون لنا ديمقراطية مستدامة يكون الصراع السلمي فيها هو للفكر والبرنامج وليس الطائفة أو القبيلة أو العشيرة أو المناطقية وغيرها من المكونات العابرة للتاريخ. فدعونا نصل معاً لنصيحة سواء. والمطلوب من الطرفين أنتم والثوار الآتي: 1-إلغاء او تجميد المبادرة التي. اطلقها د/ حمدوك بآليتها المنحازة لطرف اليمين العريض وتم عزل اليسار العريض منها. 2-الدعوة العاجلة للكتل التي أفرخها الصراع السياسي في السوان من اليمين واليسار والوسط ، منذ استقلال السودان ولم يتم الاعتراف به ، بل كل يقصي الآخر، فأبداً لم يكن الصراع إلا صراع طبقات ، وليس بين مسلم وملحد ، كما ظلت تصوره الطبقة ، او تلك التي ترنو للحكم . 3-التجاهل التام في هذا الاجتماع العاجل، لاي إنتماء قبلي أو مناطقي أو طائفي وليأت من يأت ، ولكن تحت مسمى طبقته التي ينتمي إليها او يختارها. 4- أما العسكر فعليهم الأختيار بين أن يكونوا جيش موحد لحماية الوطن أو يتخذوا قراراً معلناً أنهم سيحكمونا بسلاحهم في شمولية جديدة لكي يروا بأم أعينهم ما ستفعله بهم الثورة المتجددة والمستمرة . والمخطط كبير ولا يزال مستمراً ، وقد قلت في صدر المقال ، أن المحاولة الفاشلة لم تفشل بعد . مستنداً لما قلته في مقالي قبل ليلة الانقلاب بيوم واحد ، بعد سرد تطورات المؤامرة ، التي لم تنتهي بتهديدات الناظر ترك ، وتنفيذه إغلاق الطريق العام والميناء. قلت(وياخيوط تجمعي ، لكشف المستور . وما خفي أعظم ، وسوف تظهر خيوط المؤامرة ، أكثر في قادم الساعات أو الأيام . ) وقد ختمت المقال ب( لكن .. إنتبهوا لأنها متشعبة الأطراف ، ومالين يدهم من نجاحها، فقد أشركوا فيها حتى فوضي تسعة طويلة ، وكانهم يقولون لأنفسهم يا غِرق يا جيت حَازِما) ها هي وقد بانت وظهرت خيوط المؤامرة ، ولكن ما خفي منها أعظم - لذلك أقول لم تفشل بعد . وها هما الرئيس ونائبه يعلنا الانقلاب دون مارشات عسكرية . الردالرد .. هو مليونياتكم. فالشوارع لا تخون. *** حتى يتضح ، رائي اكثر ولمن يريد الإستزادة هناك مقال سابق لي كان بخصوص مبادرة حمدوك نشرته قبل أسابيع حوى تفاصيل هذا المقترح . يوجد على هذا الرابط. sudanile.com/archives/145230
عناوين مقالات بسودانيز اون لاين الان اليوم الموافق 23/9/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة