عندما يجد المُجرمُ مُجرمَاً مثله أو أسوء منه في آمان و سلام و "بحبوحة من العيش" رغم عِلم كل من حوله بأنه مُجرم عندها حق له -أعني مُجرمنا الأوَّل- أن يضرب في إجرامه مُتمسِّكاً به مُحترفاً و يتفنن! و عندما يجد بسطاء الناس أن هكذا هو الحال مع المُجرمين في الدولة فسوف ينساق ضعاف النفوس و الإيمان منهم و قليلي الحيلة على نفس الطريق من الإجرام لكسب العيش أقله و فك العجز و الحيرة! *
الأمر نفسه يحدث عندما يجد المظلوم أن طريق العدالة و استرجاع حقه صعبة مُعقَّدة و حبال القانون معها "مرخيَّة" طويلة و أن الذين لأخذ حقوقهم يستخدمون أيديهم بعيداً عن القانون ينالون إحتراماً من الدولة و مسامحة في قانونها و تسهيلاً؛ فسوف يسعى لأخذ حقه غلاباً! *
ما بُني على باطل فهو باطل و ما لا أصل له استحال أن يُعتبر هو الأصل. و في السودان اختلط الحابل بالنابل و تضاربت القوانين و تداخلت المصائب و البلاوي و المهازل و الجرائم! في الوقت الذي نسعى فيه لتفكيك كل أثار ظلم النظام الساقط و إزالة التمكين نحن نرى النظام نفسه شاخصاً يرقبنا شامتاً ساخراً في أشخاص يُشاركون في إدارة الدولة بمختلف أجهزتها و مؤسَّساتها أرضعهم النظام و تبناهم و رباهم! فكيف تريد من مُجرم أن يُحاكم مُجرماً؟! أي منطق هذا الذي نُريد فيه أن نقنع أو "نخدع" أنفسنا أن الظالم قادر على تحقيق العدالة و القصاص للمظلوم ممَّن ظلمه؟! فالأمر ليس استخدام "خبرات" هنا! نحن نتكلم عن و نُؤسِّس لدولة القانون و حتى نفعل لابد من "العدل" الذي هو أساس الدولة. *
عندما يرى كل ظالم و مجرم أن غيره و من هم "أكبر" منه - تحديداً- قد اُقتُصَّ منهم سيُؤمن أن الموت عليه حق. و عندما يرى كل مظلوم أن العدل أعاد لغيره حقه فسوف يُؤقن أن حقه قريب منه و عاجل. و عندما يرى الناس كل هذا سيلتزم الجميع القانون و يخضعون له حُبَّاً أو كُرهاً. فالعدل أساس المُلك. *
و عودة إلى "حكوماتنا" و "مجالسنا" الإنتقاليَّة من سيادة و شركاء و "حاضنة" و إزالة تمكين و "أديب" و قد تفشت بيننا الجرائم و المظالم و تشكيلات من عصائب و عصابات لا ملامح لها فنعرفها و أصبح الجُرم - أي جُرم - أهون على فاعله و غنده من السعي فيما أحل الله له؛ هذا إن كان المُجرم مؤمن بالله و يعتنق دينا! و فوضى من فتن قبليَّة و قمع للحريّات و ترهيب للخلق و العباد! عودتنا أعلاه بمطالب أن هل حقاً أقمتم العدل فينا؟! هل أزلتم التمكين بينكم و فيكم أوَّلاً؟! هل لشهداء الثورة انتقتم و انصفتم الحق لهم و لنا؟! فماذا بعد الكفر ذنب!!! كراسيكم و رتبكم و "مواسيركم" كما زالت الأنظمة قبلكم هي لا محالة زائلة. و يصعد العمل الصالح و تبقى السيرة الطيبة و عند الله تجتمع الخصوم و يا الله؛
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة