الغابُ دَولة! بقلم:محمد حسن مصطفى

الغابُ دَولة! بقلم:محمد حسن مصطفى


07-18-2021, 05:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1626625478&rn=0


Post: #1
Title: الغابُ دَولة! بقلم:محمد حسن مصطفى
Author: محمد حسن مصطفى
Date: 07-18-2021, 05:24 PM

04:24 PM July, 18 2021

سودانيز اون لاين
محمد حسن مصطفى-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




عندما يجد المُجرمُ مُجرمَاً مثله أو أسوء منه في آمان و سلام و "بحبوحة من العيش" رغم عِلم كل من حوله بأنه مُجرم عندها حق له -أعني مُجرمنا الأوَّل- أن يضرب في إجرامه مُتمسِّكاً به مُحترفاً و يتفنن!
و عندما يجد بسطاء الناس أن هكذا هو الحال مع المُجرمين في الدولة فسوف ينساق ضعاف النفوس و الإيمان منهم و قليلي الحيلة على نفس الطريق من الإجرام لكسب العيش أقله و فك العجز و الحيرة!
*



الأمر نفسه يحدث عندما يجد المظلوم أن طريق العدالة و استرجاع حقه صعبة مُعقَّدة و حبال القانون معها "مرخيَّة" طويلة و أن الذين لأخذ حقوقهم يستخدمون أيديهم بعيداً عن القانون ينالون إحتراماً من الدولة و مسامحة في قانونها و تسهيلاً؛ فسوف يسعى لأخذ حقه غلاباً!
*




ما بُني على باطل فهو باطل و ما لا أصل له استحال أن يُعتبر هو الأصل. و في السودان اختلط الحابل بالنابل و تضاربت القوانين و تداخلت المصائب و البلاوي و المهازل و الجرائم!
في الوقت الذي نسعى فيه لتفكيك كل أثار ظلم النظام الساقط و إزالة التمكين نحن نرى النظام نفسه شاخصاً يرقبنا شامتاً ساخراً في أشخاص يُشاركون في إدارة الدولة بمختلف أجهزتها و مؤسَّساتها أرضعهم النظام و تبناهم و رباهم!
فكيف تريد من مُجرم أن يُحاكم مُجرماً؟! أي منطق هذا الذي نُريد فيه أن نقنع أو "نخدع" أنفسنا أن الظالم قادر على تحقيق العدالة و القصاص للمظلوم ممَّن ظلمه؟!
فالأمر ليس استخدام "خبرات" هنا!
نحن نتكلم عن و نُؤسِّس لدولة القانون و حتى نفعل لابد من "العدل" الذي هو أساس الدولة.
*



عندما يرى كل ظالم و مجرم أن غيره و من هم "أكبر" منه - تحديداً- قد اُقتُصَّ منهم سيُؤمن أن الموت عليه حق. و عندما يرى كل مظلوم أن العدل أعاد لغيره حقه فسوف يُؤقن أن حقه قريب منه و عاجل.
و عندما يرى الناس كل هذا سيلتزم الجميع القانون و يخضعون له حُبَّاً أو كُرهاً.
فالعدل أساس المُلك.
*





و عودة إلى "حكوماتنا" و "مجالسنا" الإنتقاليَّة من سيادة و شركاء و "حاضنة" و إزالة تمكين و "أديب" و قد تفشت بيننا الجرائم و المظالم و تشكيلات من عصائب و عصابات لا ملامح لها فنعرفها و أصبح الجُرم - أي جُرم - أهون على فاعله و غنده من السعي فيما أحل الله له؛ هذا إن كان المُجرم مؤمن بالله و يعتنق دينا! و فوضى من فتن قبليَّة و قمع للحريّات و ترهيب للخلق و العباد!
عودتنا أعلاه بمطالب أن هل حقاً أقمتم العدل فينا؟!
هل أزلتم التمكين بينكم و فيكم أوَّلاً؟!
هل لشهداء الثورة انتقتم و انصفتم الحق لهم و لنا؟!
فماذا بعد الكفر ذنب!!!
كراسيكم و رتبكم و "مواسيركم" كما زالت الأنظمة قبلكم هي لا محالة زائلة.
و يصعد العمل الصالح و تبقى السيرة الطيبة
و عند الله تجتمع الخصوم
و يا الله؛


محمد حسن مصطفى