* اعتذر عن الغياب في الايام الفائتة، سببه ظرف خاص حال دون مواكبة الاحداث بالنقد، او التعليق، بل لم انقطع عن متابعة المشهد.
ثم الشكر لكل الاصدقاء الذين تواصلوا و سألوا.
* ابدأ كالعادة من آخر حدث و هو الاهم.. تصريح الناطق بإسم الخارجية عن التطبيع، و السلام مع إسرائيل.
قبل ان نحدد موقفنا مع او ضد.. يجب ان ننسلخ من حقبة شمولية عبد الناصر، و الجمهورية العربية المتحدة التي سقطت، و لم يسقط إعلامها، و سدنتها، و بيننا كُثر.
المعلوم ان القضية الفلسطينية منذ إتفاق اوسلو اصبحت قضية سلام تتم مناقشة تفاصيلها بشكل سياسي في كل مراحلها، و اجمع كل العالم علي هذا بموافقة الفلسطينيين انفسهم، و من اهم معالمها السلطة الفلسطينية الحالية التي تتعايش مع دولة إسرائيل بشكل يومي، و تتقاسم معها الموارد، و الامن.
و تشهد كل المبادرات المطروحة، و آخرها المبادرة العربية التي لم تكن الحرب من بين بنودها، فإذن الخيار هو ما بين السلام، و التطبيع، و هذا امر فردي غير ملزم للأعضاء في الجامعة العربية.
دولة إسرائيل شئنا ام ابينا هي دولة تعترف بها معظم دول العالم، و هي دولة مؤثرة.
إن كانت الممانعة انها دولة إحتلال فلدينا اراضي محتلة تستوجب مقاطعة المحتل بذات المبدأ.. يحضرني مثل سوداني بسيط " عريان و لابس سديري".
و إن كان المبدأ إسلامي فكل دول العالم الإسلامي تربطها علاقات، و مصالح مع دولة إسرائيل سراً او علانيةً.
للأسف في بلادنا هذه القضية محور للتكتيك السياسي، و التغبيش، و إستغلال عواطف البسطاء.
الصراع في السودان هو صراع الإتجاه الواحد العروبي في شكله الكلي بين اليسار الإشتراكي، و اليمين الإسلامي، كنتيجة لايام الحرب الباردة، للأسف ظلت النخب المتصارعة متجمدة في ذات القالب الذي عفى عنه الدهر.
للأسف ادوات الصراع مشتركة بين الطرفين، في السلطة، او المعارضة، و في ذات الارض، و لكنه في حقبة زمنية مختلفة ظلت فيها عقولهم متحجرة، و متكلسة، و رافضة الي حقيقة التغيير الذي حدث في العالم.
اعتقد لو تم طرح قضية التطبيع، و السلام مع إسرائيل علي الشعب في إستفتاء ستكون النتيجة صادمة للنخب التي ظلت تتاجر بقضايا هي في الاصل بعيدة عن اولوياته، و همومه، و إحتياجاته.
تعالت الاصوات بأن السلام، و التطبيع من مهام الحكومة الديمقراطية المنتخبة، و هذا خطأ لأن ايّ ديمقراطية ستأتي بذات النخب شئنا ام ابينا، فلذلك يجب ان تُعرض المسائل المصيرية، و الكبيرة علي إستفتاء مباشر يقرر فيها الشعب.
احزنتني دموع الناطق بإسم الخارجية، و ذكرتني بخيبتنا الكبيرة حين إنهمرت الدموع، و تعانق سادة القوم، و هم ادوات في صناعة الخدعة الكبيرة التي رسم تفاصيلها النظام البائد، و مخابراته بمعاونة اجهزة إقليمية يدها لا تزال في غموس العبث بثورتنا المجيدة.
الرجل اراد ان يسجل لقطة، و لكن فاتت عليه ان الشعب السوداني اصبح اوعى مما سبق، و لسان حاله ما قاله نزار قباني "لا اثق في دموع النساء، و شمس الشتاء" ليضيف إليها لا نثق في دموع من خدعونا، و شكلوا هذا المشهد العبثي.
مصيبة السياسي السوداني لا يرى العيب إلا حين مغادرته الكرسي، اجزم اني لم اسمع بهذا الناطق العاطل من قبل حيث وزارة خارجيته تقوم بتعين الكيزان كسفراء، و لا يزال مندوب الجامعة العربية مجرم قاتل، و سفير السودان في البحرين احد قتلة شهداء رمضان، و الفريق الدابي سفير السودان في اليمن مقيم بسفارته في الاراضي السعودية، و كل القنصليات يديرها ضباط امن النظام البائد.
اخيراً نقول ليك بالبلدي " حبتك دقونة" انت عاطل اتت بك عبثية الاقدار كاحد العواطلية الذين فرضتهم المحاصصة، و جهاز مخابرات الكيزان.
*اما بيان وزير الطاقة و التعدين الخيبان ينطبق عليه الوصف " المفارق عينو قوية" اين كنت من العبث، و التجاوزات، و انت وزير، و لماذا لم تقل ذلك قبل الإقالة، فكان من الافضل ان تتقدم بإستقالتك و ذكر الاسباب الواردة في بيانك الهزيل.
للأسف الكل يريد تسجيل لقطة في الزمن الضائع علي حساب الثورة، و إستغفال الشعب.
جميعكم دمى حقيرة، و وضيعة، و علي رأسكم حمدوك، فنرجوا ان لا يخرج علينا بعد تركه المنصب بخيباته، و ضعفه ليذكرنا بمصيبتنا.
* ام المصائب دماء الشعب السوداني كانت تسيل في دارفور و شوارع بورسودان، و الجثث علي الارصفة، و الشوارع، و مجلس الامن والدفاع منعقد بأمر المخابرات المصرية لمناقشة امر سد النهضة، فطالعتنا وسائل الإعلام المصرية بخبر الإنعقاد قبل إعلامنا المغلوب علي امره، فكانت المكافئة زيارة رئيس وزراء مصر.
* بالواضح الصراع هو صراع حول موارد السودان، و من لا يرى المشهد بهذه الزاوية فعليه ان يعيد مراجعة امره.
*دخلت في احد المتاجر في استراليا اكبر دولة زراعية في العالم لأجد منتج عبارة عن خضروات معلبة مكتوب عليها، صنع في دولة الامارات، و المعروف انها لا تملك ارض لزراعة حوض جرجير، من هنا علينا ان نفهم ماذا يجب ان نفعل.
كل دول العالم تتجه لتنوع مواردها الإقتصادية، و من هنا تكمن القوة، و إمتصاص الآثار السالبة لكساد ايّ سلعة لأي سبب.
في المانيا، و عدد من الدول الاوربية تباع اللحوم السودانية و عليها دباجة صنع في مصر، و مصر اكبر دولة في العالم مستوردة للحوم المجمدة.
فحم الطلح السوداني تُعاد تعبئته، و يكتب عليه صنع في مصر، و يُصدر الي كل دول الإتحاد الاوربي دون ان تضيف له مصر شيئ سوى التغليف، و منتجات زراعية كثييرة، منها الصمغ العربي الذي يتصدر السودان الإنتاج العالمي فيه ب 80% فيُهرب و تصدره دول الجوار.
اغنى الدول الاوربية لا تمتلك بترول، و لا ذهب او اي معادن، بل تعتمد بشكل اساسي علي الصناعات الغذائية بشقيها النباتي، و الحيواني.
* البرهان قال : لا يمكن ان تقف القوات المسلحة مكتوفة الايدي..
ايّ قوات مسلحة تقصد سيادتك؟
القوات المسلحة التي اصبحت تُصنف كند للمليشيات، و في احسن الاحوال همساً، او جهراً تعلو الاصوات بأنها عبارة عن مليشيا، او حزب سياسي.
إن كنتم لا تسمعون، فهذه مصيبة، و إن كنتم تسمعون فهي ام المصائب.
سيدي القوات المسلحة التي خلفها نظام مجرم الحرب البشير لا يمكن ان تكون بوصف غير انها مليشيا، مالم يتم تطهيرها، و غربلتها لتكون قوات مسلحة حقيقية، و تمثل السودان بشكل قومي، و تحمي ارضه، و شعبه، بعيداً عن ايّ توجه سياسي، او ديني، او قبلي.
* خطاب وزير الدفاع في جوبا ذكرني بخطبة العيد في حلتنا يرثها الإمام اب عن جد منذ التركية السابقة، و اللاحقة.
هذا الرجل عقدت عليه آمال عريضة بوصفه من الضباط الشُطار كما يقولون! و لكن احسبه دمية اخرى، و صدقت نبوءتي حين قلت ما كان التأخير في إختياره إلا لأنه لا يُرتجى منه.
قالوا اعطوه فرصة، فاعطيناه فسحة في الامر، فلم نرى او نسمع عنه شيئ في مسألة تحرير القوات المسلحة من قبضة الكيزان لإعادة هيبتها، و ثقة الشعب بها.
علي اقل تقدير كنا نتوقع ان نسمع منه ماذا عن ملف المفصولين تعسفياً كجزء من مراحل العدالة، و رفد القوات المسلحة بقادة، و ضباط ابعدهم النظام البائد لا لشيئ سوى انهم مهنيين، و قد كان بالامس احد اعضاء قروبات الضباط حيث المظالم، و الغبن.
اخذ من الوقت ليخرج علينا بخطة واضحة لتأسيس قوات مسلحة محترمة قبل ان يقرأ علينا خطبة ممجوجة تذكرنا بالعهد البائد ركاكة في اللغة، و تواضع، و ضعف في المضمون.
* اما عن مواكب ذكرى الوثيقة " الخازوق" و طريقة حمدوك، و الشرطة، غير مستغرب ما حدث، فنحن في حلقة من حلقات النظام البائد، رُتب لها بكل خبث، و مكر في غفلة من الشعب، حين كانت دماء ابناءه تسيل في الشوارع بألة القمع، و القتل، فكانوا في الغرف المغلقة مع قوش، و كهنة النظام البائد يتحاورون.
الاكيد ان اكثر الناس تشاؤماً يرى في المشهد مصلحة للثورة، فتكشفت الحقائق في وقت مبكر، و سقطت ورقة التوت.
يجب ان نفرق بين فشل الحكومة، و نجاح الثورة، الثورة هي التي اتت بالحكومة، و بمقدورها ان تأتي بحكومة كل ليلة و يوم، و من المستحيل ان تنتج الحكومة ثورة، او نجاح بلا إرادة شعبية.
لذلك يجب ان لا نرهن ثورتنا، و نجاحها لفرد او حكومة، او جماعة، فالثورة هي الآلة الكبيرة لا يضيرها خلل صغير في احد تروسها يمكن تعويضه بالافضل.
اعتقد من المعيب ان ننسب من هم تصدروا مشهد الثورة، و نسميهم رموزا لها، او قادتها، فبذلك سننعتها بثورة العواطلية، لأن جميعهم عواطلية قاماتهم اقصر من هامة ثورة ديسمبر المجيدة، يجب ان يذهبوا اليوم قبل الغد.
* واخيراً عن رفض الحلو رئاسة حميدتي لوفد المفاوضات، ارى انه علي حق فالرجل لا يمثل مؤسسة قومية، فهو قائد مليشيا مهما جملناه، او وضعنا عليه من مساحيق.
مليشيا كل قادتها من عشيرة واحدة لا يمكن ان تفاوض بإسم دولة، فقلنا مراراً، و تكراراً غياب مؤسسة عسكرية ككتلة صلبة سيفتح الباب امام صراعات جديدة، و ربما تفضي الي تحالفات لا علاقة لها بمصالح الدولة.
انا شخصياً لو عاد بي زمن الجاهلية، و الحمية القبلية، لأكون جزء من هذا المشهد سأحشد قبيلتي، و عشيرتي لأجد موطئ قدم في هذا المشعد العبثي الذي لا يمت للدولة الحديثة او مبادئ الثورة بصلة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
خليل محمد سليمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست