ما هو ( إكتوبر !) الذي لا زال يعيش بأمان في ذاكرة الشعب السوداني البطل ؟ إنه شهرٌ أزاح فيه الشعب أول ( جلاَّد ! ) عن الحكم . ذاك الجلاّد كان هو ( الفريق إبراهيم عبود ! ) الذي أنهى الحكم الديمقراطي في السودان وتربع على كـــرسي الحــــكم طيـــــلة ما يقـــــارب السبـــــــعة سنـــوات وهو الحكم العسكري الأول والذي ( حبس ! ) أنـفاس الديمقراطية الأولى والتي كانت حلم السودانيين في أن ( يلزم !) الجيش ثكناته فقط أن يحمي الوطن والمواطن من ( عاديات !) تغول أي بلد على إحتلال السودان . إذا أردنا ( جـــــــــرد حـساب !) الفـــــــــــريق عبــــــود وماله وما عليه ، نجد أنه كان ( دكتاتور مستنير !) ويعني ذلك أنه حقق إنجازات داخلية وأهمها – على سبيل المثال – كانت السكة حديد وكانت سياسته الخارجية جيدة نوعاً ما ... ما عليه أنه حرم الشعب أن يعيش في ديمقراطية ، عموماً هبَّ الشعب في ( 21 إكتوبر !) من عام 1964م و إزاحة عن الحكم وقد كان ( ثمن!) ذلك باهظاً فقد قدَّم شهداء كُثر أولهم كان الشهيد ( القرشي !) . لم ( يرعوي ! ) جيش جمهورية السودان من ثورة إكتوبر ولم ( يقرأ !) التاريخ جيداً فقد اقدم ( اللواء جعفر محمد نميري ! ) على حَبْس أنفاس الحرية والتي نَعِم بها الشعب أثناء الحكم الديمقراطي الوليد ففي ( 25 مايو 1969م ) أي بعد ( 5 سنوات فقط ! ) من زوال ( عبود !) أقدم اللواء ( جعفر نميري !) على إطلاق رصاصة أصابت الحكم والكيان الديمقراطي في قلبه فقضى عليه وقد قلنا في مقال سابق أن : طبيعة ونفسية الجيش السوداني ، تختلف تماماً عن طبيعة ونفسية جيوش العالم وهذا ما سوف نراه في إستعراضنا في سطور هذا المقال المتواضع ! . إن ( نميري !) كان طاقية ولكنه – مثل – ( عبود !) كان مستنيراً فقد أنشأ الشركات كصناعة السكر وغيرها وكانت سياسته الداخلية ( جميلة !) فقد كانت الحياة المعيشية جيدة أما سياسته الخارجية فكانت لا بـأس عليها ! . لم يغمض الشعب السوداني عينيه فقد هبَّ من جديد وفي ثورة شعبية عارمة ذهبت ( بنميري ومايو والمايويين ! ) إلي ( غياهب !) الظلمات فقد أنهى هذا الشعـب حكم ( المشير نميري !) في عام 1985م ، ( لملم !) الجيش أطرافه ( العميد عمر حسن البشير !) مستعيناً بالمدنيين ( حسن عبدالله الترابي !) وأستولى على الحكم في ( 30 يونيو 1989م !) ظاناً أنه قد ( أنقذ !) السودان من حكم المدنيين ( الصادق المهدي !) .... حكم البشير ومن معه السودان بالحديد والنار وكان ( الإنقاذيون !) يبيعون ( الناس !) بالفلوس حتى صار السواد الأعظم من الشعب السوداني ( مؤتمر وطني !) . يضيق المجال هنا عن إستعراض سياسة ( المشير عمر البشير !) ولكننا نرى ما له ( صفر كبير ! ) وأن ما عليه هو : وبإختصار عزل السودان عن المجتمع الدولي والذي بدوره عزله ( العقوبات الاميركية !) فسياسته الخارجية كانت ( سيئة جداً !) وعليه ، فالبشير كان دكتاتور ( غير مستنير !) وهو كذلك حتى ( عزله !) الشعب في ثورة شعبية لا يعرف لها مثيل في التاريخ وذلك بشهادة كل ( الدنيا !) . إذن ، ماذا تعني مليونية أكتوبر والتي يشهدها السودان هذه الأيام ؟ ! إنها تعني أن ( يعي !) الجيش السوداني دروس الماضي وأن ( يلزم ثكناته !) ويعطي الشـعب السـوداني حـقه فـي أن يحكم نفـسه بنفسـه وهذا ما يفهم من كلمة ( ديمقراطية !) وهي حكم الشعب للشعب مهما ( كلّف !) ذلك من شهداء وسجون. إن مليونية الحادي والعشرين من إكتوبر تعني وتهدف إلي الكثير ، فهل تحقق غرضها وتصل إلي هدفها ؟ّ نأمل ذلك . آخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين إلي اللقاء
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/18/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة