توصل عالم اللغويات و الباحث الفرنسي كلود ريللي من تصنيف إحدى عشر (١١) لغة سودانية محكية اليوم وواحدة منقرضة في عائلة لغوية واحدة وصفها بالمتجانسة لغويا و نحويا تحت مسمي العائلة اللغوية "شرق سودانوية شمالية" تحت مجموعة النيلوصحراوية.
رغم إنتمائها لأصل لغوي واحد و إقامتها في منطقة وادي هور شمالي كردفان قبل الاف السنين الا ان ظروف المناخ و التصحر أجبرت هذه الاحدى عشر قبيلة ذات الاعراق المختلفة التي كانت تعتمد على الابقار إلى الهجرة بحثا عن الكلأ جنوبا و غربا و شرقا و في اتجاه النيل. استقر ألمرويين على ضفاف النيل حيث بنوا حضارتهم و اهراماتهم فنهلت قبائل المحس و الدناقلة و الكنوز و نوبيين من نفس المصدر اللغوي الكوشي. تتبع التاما و المراريت منابع وادي هور جنوب غربا الي دارفور و تخوم الحدود الشرقية لتشاد يحملون نفس اللغة و اتجهت قبائل النيماق و الافيتي و نوبة كردفان الي جنوب كردفان و انتهى المطاف بالميدوب و البرقد في دارفور بينما هاجر النارا شرقا إلى إقليم التاكا حتى شرق إريتريا.
يقول العلماء إن اللغات غير المكتوبة تكون عرضة للتحور الكلي نتيجة تاثرها باللغات الاخرى او قد تندثر خلال خمسمائة عام الا أن هذه العائلة اللغوية مازالت تحافظ على نفس التصريف النحوي و تطابق الكثير من التراكيب اللغوية فمثلا جميعهم يطلقون لفظ "آد او آدم" للانسان "أُر" للراس و "تِى" للبقرة، "قُر او موقُر" للثور، "وِى او ول" للكلب، "كوور او قور" للجبل و "كُل او كُلدي" للرقم ٧ و غيرها. يستخدمون النون للاضافة كما في قري-ن-تى اي بقرة الماء او فاس-ن-قان اي عود فاس و هكذا.
الرابط اللغوي بين هذه القبائل و المرويين ساهم في فك طلاسم الكلمات المروية القليلة التي تم التعرف عليها و ما زال البحث جاري في فك المزيد من الكلمات المروية. فمثلا حيواني الفيل و الزراف يسميان "امر" و "اور" في اللغة المروية على الترتيب و كذلك في بنفس النطق في لغة المراريت. ولقب "أماني" السابق لاسماء الكنداكات يعني المراة الأولى في لغة المراريت.
كانت جميع هذه القبائل المتباينة عرقيا تعيش اخويا في رقعة جغرافية واحدة لآلاف السنين و تتحدث لغة واحدة في وقتها فلماذا الفرقة و الشتات و عدم قبول الاخر اليوم.
عثمان عيسى حسن صديق ٠٩١٢٨٧٣٣٤٨
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/24/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة