• مع التسليم أن لا أهلية دستورية أو قانونية للبرهان لرئاسة السودان بعد تلاوته الفقرة الأولي من بيانه اليتيم، فاقد الشرعية (لا غير) قائلاً " قررنا حل مجلس السيادة وإعفاء أعضاءه". • البرهان لم يكتسب شرعية في ابن الثورة والثوار قط، فاختياره رئيساً لمجلس السيادة جاء بالتوافق، لا غير، • بالفقرة الأولي من بيانه (فقط)حل البرهان نفسه كرئيس لمجلس السيادة كبقية أعضاء المجلس، وكان عليه القيام من كرسيه الوثير ومغادرة القاعة التي سجل فيها بيانه. وليس عليه أن يكلف نفسه عناء قراءة بقية فقرات بيانه اليتيم، • إذن، فأي قرار أتخذه البرهان بعد ذلك. أو سيتخذه لا شرعيه ولا سند قانوني له، • ولهذا، فلنتساءل، بأي صفة يمهر البرهان قراراته الان؟ هل يوقع قراراته برئيس مجلس السيادة؟ أم القائد الاعلي للقوات المسلحة السودانية؟ أم الرئيس المؤقت؟، وهل يوقعها علي الورق المروي لرئاسة الجمهورية؟ وأي صفة يا تري يختارها البرهان عندما يصدر قرار إعفاء أو تعيين؟، فإن إختار الصفة الاولي، فقد زاد في أخطاءه، أما الصفتين الأخيرتين فلا يوجد لهما سند في قاموس الثورة، • و أقف عند معارضة أكثر من ٧٣ سفير ودبلوماسي و إداري داخل وخارج السودان قرارات البرهان، و أعلنوا عدم الامتثال لها، لأنهم ببساطة يدركون ما يقولون، والسفراء يمثلون السودان ثنائياً لدي الدول، وفي المنظمات متعددة الأطراف، و تعترف بهم تلك الدول والمنظمات في نسق دولي دقيق طبقاً لإتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، ونصوصها الحاكمة، وعندما تحل حكومة ما، في بلد ما، يفقد رئيسها شرعيته الدستورية وصفته القانونية لحكم ذلك البلد، فلا تعترف أي من تلك الدول والمنظمات به، أو بأي قرار صادر عنه، ناهيك عن قرار خطير كإعفاء السفراء، و ستظل تلك الدول والمنظمات تعترف بكل أولئك السفراء ممثلين لبلدهم، و ستطلب منهم ممارسة أداءهم بشكل مهني سلس كما لم يتغير شيء، وهناك أمثلة كثيرة، وسوابق ماثلة، فليطلع عليها البرهان، وليعلم أن كافة قراراته بإعفاء السفراء وهم علي رأس عملهم في السفارات والبعثات لا قيمة له، وسيري بأم عينه ما أقول، ولكن ربما الشيء الوحيد الذي جناه البرهان من قرارات إعفاء السفراء والدبلوماسيين، ، أنه قلدهم أرفع الأوسمة و الاوشحة، تعلي من شأنهم، يفخرون بها بين أهلهم وعشيرتهم ووطنهم وشعبهم، • بقاء البرهان أو ذهابه الان، معضلة تخصه وحده. وطوفان اليوم، الثلاثين من أكتوبر ٢٠٢١، وسفينة تتهادي كمن ركب لج البحر يحيط به طود عظيم، والزبد سيذهب جفاء، • شرعية الوثيقة الدستورية وما نتج و أنبثق عنها من قرارات طيلة فترة الانتقال قبل بيان البرهان، ما تزال سارية، فالبرهان لا شرعية (له وحده) تخوله تعديلها أو إلغائها، أو تعطيل أي من بنودها التي انتقاها بعناية لتلبي حاجة في نفسه، ولا قيمة دستورية أو قانونية لاي قرار يتخذه، وينطبق ذلك علي قرار حل مجلس الوزراء، وهكذا دواليك، • شرعية رئيس الوزراء، وما أتخذه من قرارات بحكم منصبه ما تزال سارية وفاعلة، بقوة الوثيقة الدستورية، وبالتالي فإن دكتور عبدالله حمدوك ما يزال رئيساً للوزراء رغم أنف البرهان وبيانه اليتيم، • لن يكون هناك أي مخرج للبرهان سوي، إعلان التنحي كضابط كبير في القوات المسلحة، ليعود لثكنات الجيش، وليقرر الجيش في شأنه، بعد أن تحول الي سياسي تنتفي لديه صفة (الضابط العظيم بالقوات المسلحة السودانية التي يلزمها القانون بالابتعاد عن السياسة)، • ويعود حمدوك بقوة الشارع وشرعية الوثيقة الدستورية رئيساً للوزراء ليعيد أو ليشكل حكومته الجديدة، فهو أمر يقرره وحده، • إجماع الشعب السوداني ووقوفه خلف الشرعية الثورية، وتمسكه بحمدوك رئيساً للوزراء هو التفويض، ولسنا بحاجة لتفويض أخر، ولا قبل للبرهان به، فحذاري، • الثورة ستمضي و ستكتسح كل من سولت له نفسه الوقوف مع البرهان، سوي معتقد بأن للبرهان سلطة خولته تعيينه، أو حدثته نفسه فهمست له، طمعاً في منصب لم يكن ليناله حتي يلج الجمل في سم الخياط، • الإجماع الشعبي في وطننا لا مثيل له، وهو سبق في التاريخ، و الشارع لا يكذب، ولن ينكسر، ولن ينحني،فهو طوفان، ولا قبل لأي قوة به، • والبرهان، عليه عاجلاً، ليس آجلاً، إتخاذ قرار التنحي بمحض أرادته، فكما قرر الانقلاب علي السلطة، والشرعية، فقراره بالتنحي قرار شخصي، و الأفضل له اتخاذه قبل أن يسمع هدير الشارع غداً، • حمدوك سيعود رئيساً للوزراء، وسيعود كل من فصله البرهان لموقعه مع قلادة شرف باذخ، • وستعزز الوثيقة الدستورية، وسيعود السند الشعبي لحكومة الانتقال لتكمل مراحل وهياكل التحول الديموقراطي لنكون أكثر قوة، وقادتنا أمضي عزيمة، وسيعود السودان لموقعه بين الدول أكبر قامة، بعد أن زعزعه البرهان ببيانه اليتيم، • وستمضي سفينة الانتقال، ولو جعنا، أو عرينا، لكننا سنظل واقفين كأشجار التبلدي، نعض بالنواجذ علي وطننا من الضياع والتمزق، وسنرتب بيتنا الداخلي بقوة ورباطة جأش، ووطنية وتجرد، وسنعود أقوي مما كنا، • شعلة الثورة ستظل نبراساً يهدي السابلة كالنجوم، وستبقي جذوتها متقدة للأجيال التي ستأتي من بعدنا لتحدثهم عن نضالات رجال ونساء وأطفال الوطن، • لنترحم علي أرواح شهداءنا، وندعو بالشفاء العاجل لجرحانا، وندعو الله لعودة المخفيين قسرياً إلي منازلهم، ولنرفع الحناجر لتهدر في الشوراع ليتردد صداها في كل الوطن. • والثورة مستمرة، والردة مستحيلة.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/29/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة