كما سبق، و ذكرنا حين تم توقيع الوثيقة الدستورية بعد سقوط رأس النظام، ذهبت مباشرةً لأقرأ الفصل الذي يخص إصلاح القوات المسلحة، و المؤسسات الامنية، فوجدت الامر في إصلاحها قد تُرك للمكون العسكري ( لجنة المخلوع الامنية).. خرجنا في ذات اليوم، وقلنا هذه الوثيقة عار علي الثورة، فطالتنا سهام عديدة فقط سيطرت علي اصحابها العاطفة، و الشجون، و الامنيات من خلف سراب الاوهام.
شاء من شاء، و ابى من ابى تظل المعضلة الحقيقية في السودان تكمن في المؤسسة العسكرية، و الامنية، فبدون مخاطبة قضية الإصلاح في هذه المؤسسات بشكل جريئ، و مباشر بعيداً عن الخوف، و الضعف، و التردد، و الإستسلام، سنخوض في ذات الوحل..
حتي لا نذهب بعيداً بالتأويل، او التخمينات.. في تسجيل صوتي لأحد قادة الإتجاه الإسلامي قالها بكل وضوح، انهم ظلوا لثلاثة عقود يؤسسون لجيش الحركة الإسلامية، مستهجناً، و متسائلاً " يعني عايزننا نكون جيش للبعثين، و الشيوعيين"!
للأسف هذه حقيقة يهرب الجميع امامها، و آخرها مشروع الوثيقة بالامس انشأ مفوضيات كثيييرة، و تناسى إصلاح المؤسسةالعسكرية، و تركوا الباب موارباً " لرئيس الوزراء الحق في إنشاء مفوضيات إن إقتضت الضرورة.
سبحان الله .. ما اشبه الليلة بالبارحة.. حيث إصلاح المؤسسة العسكرية، و الامنية حسب ما تقتضيه "الضرورة"!
ايّ ضرورة؟
ضرورة الإنقلابات، ام العداء السافر الذي تقوده قيادة هذه المؤسسة، و التي اعلنت عن ساعة صفر قادمة لا محال في إحدى مواجهاتها مع الشعب السوداني، حسب تصريح رئيس تحرير جريدة الجيش الرسمية؟
القوات المسلحة لأنها بيت الداء فمن مصلحة الجميع ان يوضع حد للتمكين، و إزالة التشوهات التي اقعدتها بنصوص واضحة، و صريحة، و مفوضيات مستقلة من الخبراء، و الشرفاء، لإعادة هذه المؤسسة الي قوميتها، و المهنية التي تمكنها من اداء واجباتها.
ربطوا عمل مفوضية السلام بشأن إتفاق جوبا بموافقة الاطراف الموقعة عليه، نص معيب يضعنا في ذات المربع، نص قبيح، تجاهل رأي غالبية الشعب السوداني الرافض لهذا الإتفاق.
اعتقد الآن نحن امام معضلة سلام جوبا، لطالما ننشد السلام، و المصلحة العامة فعلينا ان نخضِع هذا الإتفاق الي إستفتاء شعبي لنحسم اهم معضلة وضعت في مسار الثورة، و التحول الديمقراطي في السودان ( لا سبيل من فك الإشتباك حول هذه الإتفاقية إلا بالإستفتاء) لطالما اصبح فوق الدستور كما جاء بالنص.
لو ان هذه الإتفاقية محترمة عندما يقوم احد افرادها بفساد فيجب تغييره بذات الآلية، و المحاصصة، إحتراماً لأنفسهم قبل الآخرين " فكي جبرين مثال)
لكنها بلطجة التقسيم، و فرد العضلات، و سطوة لوردات الحرب.
لكي لا نكذب علي انفسنا بحجج واهية، هؤلاء لوردات حرب لا احد لديه برنامج دولة وطني، بل هي شعارات تم تسويقها في زمان قد بانت عوراته، و السوءات.
اعتقد من مصلحة اطراف سلام جوبا انفسهم لإنقاذ ما تبقى من ماء وجه إن وجد، ان يبادروا لإلغاء هذه الإتفاقية، او مراجعتها بلا شروط لأنها كشفت عن قُبح النوايا، و سوء التفكير، و وضعتهم جميعاً في مواجهة الشعب السودان.
فإن كان الامر بالنسبة لهم هو النهب، و البلطجة، فسيذهبوا غير مأسوفاً عليهم مهما إمتلكوا من قوة، او عتاد، فالشعب اقوى، و إرادته اعتى
اخيراً ..
لا يفوتني ان اهنيئ الإخوة، و السادة الضباط، و ضباط الصف، و الجنود في كيان قدامى المحاربين، و ضحايا الحروب، لما قدموه من اوراق محترمة في ندوتهم الاخيرة بقيادة سعادة العميد احمد سليمان، و مولانا سعادة العميد احمد الطيب زين العابدين، وسعادة العميد السر احمد سعيد، لهم التحية، و الإجلال.
كسرة..
هل تعلم يا مؤمن حتي تقييم إتفاق جوبا لا يحق لأيّ كائناً من كان ان يتطرق له إلا بموافقة من وقعوا عليه، حتي مفوضية السلام المنشأة بذات الوثيقة؟
سلام مثّل فيه الدولة قائد مليشيا قبلية، يعني مصالحه، و مصالح المليشيات التي تقاسمت معه النفوذ، و السلطة، و المال، فلا يعني الشعب السوداني، و مصالحه في شيئ.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 12 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة