وحي الفكرة ▪️ايها القارئ الكريم النداء التالي موجه إليك أنت شخصيا لعلك تسهم بإستجابتك لتخليص نفسك ومجتمعك ووطنك من التفاهة،نعم التفاهة تحديدا وليس شيئا آخر غيرها...والنداء هو(توقف عن جعل الناس الاغبياء نجوما أو قادة لمجتمعك) وهذا النداء هو ترجمة للنداء الأصلي الذي أطلقه الكاتب الكندي آلان دونو مؤلف كتاب صناعة التفاهة حيث قال :-Stop making stupid people famous وكتاب صناعة التفاهة من أصدق واميز الكتب في عهدنا الثقافي العالمي المعاصر، وكنت ولازلت مفعم بالإعجاب والدهشة لسببين :- الأول... هو أننا في السودان نعاني من إرتكابنا لجريمة صناعة التفاهة بما يجعلنا أكثر تفوقا من المجتمعات الغربية عموما، والمجتمع الكندي، والأمريكي تحديدا،حيث نشأ المؤلف. والسبب الثاني ... فهو ذكاء المؤلف وقدرته علي تنبيه العالم ووضعه أمام حقيقة التدهور المريع في العلاقات الإنسانية والتراجع المخيف لأنشطتنا الثقافية والسياسية والإجتماعية. ▪️والسؤال الذي يقفز لأذهانكم بالطبع هو :- (وأين توجد التفاهة في السودان ومنذ متي كان عهدها حتي ينتهي ذلك العهد؟) ولعل عهد التفاهة قد تمدد منذ أن غاب الوطن عن إهتمام قادته ومواطنيه، فأستبدلنا الوطن بالمصالح الشخصية،والحزبية،والقبلية، وأرتضينا صعود الكفوات وأستبعاد الكفاءات في مختلف المجالات ، الفن، الثقافة،الصحافة،السياسة،الرياضة، وغيرها من مجالات ، ولك كامل الحرية في إجراء المقارنة، بين سودان الستينات والسبعينات من القرن العشرين وسودان اليوم في العام 2022 في القرن الحادي والعشرين لتكتشف بنفسك التدهور المريع في الذوق العام والحق العام ، ويكفي ان نشير لتدهورنا في مستوي قيادتنا السياسية إلي أن السودان الآن أصبح وطنين منفصلين (السودان،ودولة جنوب السودان) ومهدد بمزيد من التمزق لعلة واحدة هي غياب القيادات الوطنية شديدة الولاء للسودان. ثم العبث بنظم إدارية وفنية محكمة وضعت منذ عهد المستعمر الإنجليزي وهي كانت تمنع تسلل الجهل والغباء والضعف إلي مؤسسات الدولةشديدةالحساسية ،وأعني مؤسسات التعليم، الصحة، الجيش، الشرطة والمخابرات العامة فكان التدقيق في المؤهل وحسن السير والسلوك الشهير بالفيش والتشبيه) ،وذلك وحده يكشف السبب الرئيس في تراجع الأداءالتربوي و السياسي والإداري والأمني. ولك أيضا كامل الحرية في استرجاع وضعنا الاقتصادي الممتاز يوم أن كان السودان اغني الدول العربية والافريقية وقبلة مغتربي العالمين معا إضافة لليهود واليونانين والأتراك والأرمن ويستجيب لإغاثة المنكوبين في أوروبا وآسيا وحتي أمريكا نفسها، يوم أن كانت الخرطوم اغني من دول الخليج مجتمعة وهي تدفع بشيك ضمان لشركة اراموكو العالمية لاستخراج بترول الخليج،والعجيب أن الجنية السوداني يومها يفوق الاسترليني ويساوي العشرات من الدولارات، ومع كل ذلك كان اقتصادنا يعتمد علي القطن فقط ،وقد يصيبك الإحباط والاكتئاب وانت تتابع الأخبار هذه الأيام وكيف ان العالم مصاب بالدهشة تجاه السودان اغني دول العالم وافقر شعوب الأرض في الوقت نفسه ، كنوز وثروات لاتحصي ولاتعد ، ودولة فاشلة عاجزة عن إستغلال مواردها وتاريخها لمساعدة مواطنها ليكون في وضع المجد والعز الذي يستحقه لأنه ينتمي لوطن الحضارة العريقة والتاريخ العظيم والثروات الضخمة. أمامقارنات الثقافةوالصحافة والرياضة والفن فتلك مقارنات تدمي القلوب، لأن تدهورنا في تلك المجالات جلب لنا سخرية وتهكم من علمهم السودان الفن والادب والثقافة وأسس لهم انديتهم الرياضية بعد ان أنشأ لهم جيوشهم وبني لهم عواصمهم ومدنهم الجميلة ودرب كوادرهم الإدارية. ▪️مما سبق يبدو أن التفاهة تسيطر علي حياتنا الآن وهي المسئولة عن التخبط السياسي و سيطرة الجيوش العشوائية وهيمنة منسوبي الحركات المتمردة علي مفاصل البلاد وإختفاء دور قواتنا المسلحة الحاسم لكل من يهدد السودان ويعرضه للمخاطر، حتي أصبح السودان اليوم بلا وجه ولا توجه ولا واجهة. ▪️الآن يمكن التخلص من سيطرة التفاهة بالتوافق علي شخصيات قومية من الكفاءات الوطنية ليسند اليها إدارة ماتبقي من الفترة الإنتقالية، وتعطيل خيبات اتفاقية جوبا ،و وتوجيه الاحزاب السياسية بمافيها لجان المقاومة والحرية والتغير وكل الاحزاب السياسية الأخري لتنصرف نحو تجهيز كوادرها وبرامجها الإنتخابية، وأن تتجه القوات المسلحة السودانية والأجهزة الامنية الأخري لاداء مهامها في الحفاظ علي الوطن وحماية الممتلكات العامة وحسم اي تخابر أو وجود اجنبي يعبث بالسودان وثرواته.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق June, 11 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة