الشعب الذي فجر ثورة المدن والقرى والفيافي والبقاع ..كل بقاع الوطن ..هذا المبتلى دوما بنخبه وتنظيماته السياسية الفاشلة ومغامرات( عسكره )..
لم تفلح هذه( البلاوي) مطلقا ..طوال تاريخ حقبة ما بعد الاستعمار..في إنجاب( حكومة وطنية حقيقية ) تمثله وتمثل همومه في حرية وسلام وعدالة وعيش كريم يليق بهذا الشعب العملاق الكريم والغني بتاريخه ووعيه والمزهو عزة وكرامه بطبعه ، وولم تفلح في صيانة سيادته الوطنية وإدارة وطنه العملاق والغني بثرواته التي لا حصر لها من موارد بشرية وطبيعية وثقافية وتاريخية وتنوع إثني فريد.
بل لطالما عملت هذه ( الحكومات مدنية كانت أم عسكرية، متتخبة كانت أم شمولية ) على حكم هذا الشعب الكريم ..(بعدم رشد سياسي)..وباختطاف إرادته الحرة وتجاهلها عمدا بعد أن تصعد إلى كراسي الحكم .. وكذلك إجهاض ثوراته وانتفاضاته ومحاولات إنعتاقه من الدكتاتوريين الشموليين الذين عادة ما يرتدون أقنعة مختلفة..حتى لو كانت أقنعة بنكهة ثورية.
وإلا ، ما الذي يفسر لي ..لنا ، أن تشارك معظم هذه التنظيمات السياسية..في التمهيد أو المشاركة في الإنقلابات العسكرية التي حدثت طوال تاريخنا الحديث والمعاصر؟!!
ولماذا دأبت هذه التنظيمات السياسية على الاصرار على إدخال المؤسسة العسكرية في الحكم ..وصرفها عن عقيدتها الأساسية والتي هي حماية الوطن والمواطن ؟!!
وكذلك دأبت على رهن إرادة الشعب السوداني الكريم وموارده الغنية وأراضيه الشاسعة..للمحاور الأجنبية وأجندتها..سواء كانت هذه المحاور دولا أو مؤسسات مالية أجنبية أو منظمات دولية تحمل مسميات براقة وهمية..
وبالتالي ساهمت حكوماتنا (كفواتنا ) في النهب المنظم لموارد الوطن ..وتجزئته وبيعه في خنوع عجيب!! وفي تركيع المواطن السوداني الحر..وإذلاله في الداخل والخارج..وكسر كرامته عبر دفعه إلى الهجرة والاغتراب..والتشظي الإثني..ودفعه لليأس والرغبة في مفارقة الوطن وإنفصال أجزائه .. الأمر الذي أضعف الرغبة في الإحساس بالانتماء لهذا الوطن العملاق ..وأضعف الروح الوطنية. رغم أن هذا المواطن كان من المفترض أن يكون السيد الحقيقي العزيز في وطنه .. لا المسيود الذليل في دول اللجوء والاغتراب وكذلك من قبل حكومات(المرتزقة والعملاء )..الذين لطالما (سمسروا) في الوطن ومقدراته وموارده في سوق ) (النخاسة) الدولية.
لذلك، ولكل ذلك ..يتم إجهاض كل محاولات إنعتاق(المارد السوداني) من قمقمه..
ولذلك، ولكل ذلك ..تم إجهاض ثورة ديسمبر المجيدة..عبر المحاور التي مدت أذرعها القذرة وتدخلت لإنقاذ (نظام العمالة) من السقوط المحتوم ..وبالتالي أن لا تعود للوطن إرداته وحريته وكرامته وموارده ومقدراته المنهوبة.
مدت المحاور أياديها القذرة..لفرض (تفاوض عبثي) مع اللجنة الأمنية لنظام الإنقاذ ..وذلك في (عز عنفوان الثورة)..وحين كان لا يزال (الثوار في الميدان) ..!! وحين كان عسكر النظام ونظامهم ورئيسهم (يرتجفون رعبا) من الثوار البواسل..والثورة العارمة التي عمت كل ربوع الوطن .. وحين إنحاز جنود الوطن الشرفاء من النظاميين للثورة وحموا الثوار..وهتفوا( الرهيفة التنقد)..مغامرين في ذلك بفقد عملهم ومصدر رزقهم ورزق عيالهم.
حين كل ذلك ..
هبت المحاور الإقليمية والدولية وعملائها من قوى الهبوط الناعم (التي كانت تفاوض الإنقاذ لمشاركتها في الحكم) ..وكذلك بقية التنظيمات (المشبوهة) وتنظيمات الأيدولوجيات المعطوبة المنتهية الصلاحية وتنظيمات شلليات العاصمة..و(بعض) رجال الأعمال و(بعض) موظفي المنظمات الأجنبية والمحلية. من الذين كانوا يستثمرون بمختلف القضايا تحت ظل نظام الإنقاذ(ذي الثلاث شعب)..
هب كل هؤلاء للدفاع عن مصالحهم ضد إرداة الشعب..وتواطؤا مع القتلة على حساب دماء خيرة شابات وشباب الوطن .
قام (مصاصو الدماء هؤلاء، وعبدة الكراسي والسلطة والنفوذ ) بالتواطؤ إلى إرجاع الوطن إلى مربع واحد ..وإلى الحظيرة كدواب.
وعومل الثائر والوطني المنعتق من التبعية..كأنه عدو ومارق ..وخارج عن طوق التطبيل والبيعة والهتاف( لمكونات بعينها) نصبت نفسها بدور الوصي على الثورة والجماهير..
وإلا فسيف التخوين والشتائم جاهز..بغرض إسكات أي صوت ثوري ناقد منعتق من التبعية والبيعة والهتاف الأعمى.
أذكر أننى إبان تلك (المفاوضات العبيطة) كنت قد نبهت إلى أن الثورة يجب أن تكون مستمرة في كل أدواتها التصعيدية المعروفة في نهج الثورات..وأن لا يستجيب الثوار لشروط عسكر الإنقاذ لشرط إزالة المتاريس مهما كان ..كي لا ينهزموا في ( معركة الإرادات ) .. وناديت ب(العصيان المدني التام) كضرورة مرحلية لإستعادة (الشرعية الثورية) ..هذه الشرعية والفرصة الذهبية التي فرطت فيها الكيانات المشبوهة والفاشلة سياسيا ..وأضاعتها عبر ( مسرحية التفاوض) ..
وناديت بضرورة إعلان حكومة الثورة من ميدان إعتصام القيادة..كي ننقذ ثورتنا من المساومات التي ستأتي لاحقا. وخذلنا جميعا عندما تداعت الجماهير إلى ميدان الإعتصام..ولكن لصوص الثورة تراجعوا عن إعلان حكومة الثورة بكل جبن .. رغم أننا أصلا رضينا بتسنمهم قيادة زمام الثورة (على مضض)..
وأذكر تماما كيف تم شتمي ووصمي حينها ب(الكوزنة)..عندما أطلقت على هذه الكيانات ألقاب( قوى المحركة والتحيير) و ( وتجمع الضهبانين).. وعندها علمت وعلم غيري من الناقدين لهذا العبث ..وكانوا كثر .. علمنا جميعا أن هذه الثورة قد تم سلبها في وضح النهار.
* ماهو المستفاد من ثرثرتي هذه الآن ؟ ولماذا لا زلت أثرثر عن هذه الأمور ؟
لأن الوضع الآن موات جدا لاستعادة زمام إرادة الجماهير السودانية التي اختطفها تجار السياسة وعملاء المحاور والبنوك والمنظمات الدولية.
فهذا الشعب الصابر يستحق أكثر من ذلك يا قوم .. فكفوا عن تخوين الشوارع ..فالشوارع لا تخون . وبالطبع لا أعني ( شوارع العاصمة فقط).. بل كل شوارع بقاع الوطن ..والتي هي الأم الشرعية والأب الشرعي لثورة ديسمبر المجيدة.. شاء من شاء وأبى من أبى .
وكذلك أدعوا الشعب الواعي الباسل..أن لا يقع مرة أخرى في فخ ما يسمى(بجدولة الحراك الثوري) ..أو الخروج في تواريخ محددة تحددها تنظيمات شاركت في وأد هذه الثورة عبر ما يسمى بمسرحيات التفاوض والوثيقة العبثية التي ليست دستورية.. وما تبعها من وثائق ومفاوضات ومسارات ولت وعجن..وهنجكة( صممت خارجيا).
فالشعب الحر يقود ولا يقاد .. يسود ولا يساد.. تنبع قياداته من صفوفه..ولا يتم فرضها عليه بليل..
ومن شرق السودان الأبي..ترس البحر الكبير وترس بوابة الوطن الشرقية، أقول لكم: سوربينا... قدااام ... فلنكنس كل (العفن)..ونحرر وطننا .. وننتصر للشهداء والنازحين والمشردين والمفصولين تعسفيا.
ولنطالب بمؤتمر دستوري محترم..بدلا عن وثيقتهم ( المهلهلة ) التي خرقوها بأنفسهم عدة مرات..حتى أضحت خرقة بالية. وليكملوا المؤسسات المعطلة للفترة الإنتقالية بعيدا عن سياسة المحاصصات التي سبب الإنسداد الحالي للأفق السياسي، والصراعات بين ( الضرات المعرسهم نفس المحور )... طالبوا بإلغاء مؤسسات الحكم ذات الرؤوس المتعددة والأذرع المتعددة مثل الأخطبوط. وإلا ..فالعودة للشوارع ..فالشوارع لا تخون .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
آمنة أحمد مختار
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست