حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريقية،.. العنصرية.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 00:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-24-2018, 08:51 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريقية،.. العنصرية.

    07:51 PM February, 24 2018

    سودانيز اون لاين
    بدوي محمد بدوي-KSA
    مكتبتى
    رابط مختصر


    الاخوة الأعزاء،
    تحية طيبة،

    لا نريد ان نطيل عليكم التنظير هنا فكلكم تعرفون إننا على سطح قارب في طريقه للغرق مما يتطلب اقصى درجات التكاتف لإنقاذه وهذا لا يلغي الحوار المتحضر وسنترك لكم التنظير حين يبدأ الحوار ونعدكم باننا سنشارككم ونتعلم منكم، ونقول باننا سنضع هنا بعض المقالات أو الدراسات التي نعتقد انها ستدفع الحوار بشكل إيجابي نحو مراميه وليس بالضرورة أن نتبنى كل ما تتناوله تلك المقالات أو الدراسات كما أنه ليس بالضرورة أيضا أن نضعها جميعها قبل بداية الحوار. ما سنبدأ به هو مقال أو دراسة سمه ما شئت لصديقنا العزيز أحمد محمود أحمد الباشا باسم (ايدولوجيا العرق) وأحمد محمود أحمد الباشا شخص غني عن التعريف لاسيما للذين عاصروا الحركة الطلابية في مصر وتحديدا القاهرة في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي وهو انسان مناضل وكاتب ومفكر ومنظر أعطى موضوع الهوية في السودان جهدا إضافيا وكتب حولها عدة مرات. على كل وقبل أن نعدكم باننا سنتفاعل وبشكل إيجابي مع كل المشاركات والمداخلات حول هذا الموضوع المعقد والمعروفة ابعاده لكثير منكم ونرحب بالجميع هنا نريد أن نوضح إننا سنجعل مقولة الأستاذ أحمد محمود أحمد شعارا لهذا الموضوع نبدأ بها في كل مرة عند تداخلنا فيه وهي:




    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)
    سدد الله خطاكم
    بدوي محمد بدوي




















                  

02-24-2018, 09:23 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)


    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    (أيدولوجيا العرق) بقلم أحمد محمود أحمد


    *أيدولوجيا العرق في السودان و الاسقاط العنصري المضاد علي الهوية*

    *أيدولوجيا العرق هي التي تسقط مفاهيم لون البشرة علي السودانيين*

    *اي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني و الحضاري*

    *أحمد محمود أحمد*

    مدخل* :
    لقد برز بعض المثقفين السودانيين عبر المرحلة الراهنة بأطروحة غير علمية تتماهي مع المنظور العرقي في الرؤية لمسألة الهوية السودانية، هذا الاتجاه يشتغل علي الاقلال من شأن السودانيين والذين يقولون بأنهم عرب، وهذا يعتبر تداعيا نفسيا وشوفينيا راكمته تداعيات الواقع السياسي من جهة، و من جهة أخري هي حالة الانحياز للمنطق غير العقلاني في التفكير من أجل ابراز خطاب سياسي يحمل عنفا مبطنا ضد بعض قطاعات المجتمع، و يحاول في نفس الوقت استرضاء بعض المجموعات التي تضررت من قمع السلطة، لكنه استرضاء كسيح يؤسس لخطاب عنصري يتساوى و خطاب السلطة في نظرتها للذين هم خارج اطارها. وهذه الأيديولوجية ذات اتجاه تفكيكي لا يتناسب مع التقدم العلمي و الحضارة الإنسانية، و التماهي معها من شانه ان يفكك كل مجتمعات الدنيا حيث لا يوجد مجتمع منسجم عرقيا: أذن ما هي الأطروحة المشتركة لأيدولوجيا العرق، والذي يمثله بعض المثقفين الشماليين ومن دون ذكر أسماء، الأطروحة هي:
    1- السودانيون (قوم سود) وادعاءهم بكونهم عربا يؤشر لخلل نفسي في العقلية السودانية
    2- السودان دولة أفريقية وليست لديه علاقة بالعرب و أذا وجدت هذه العلاقة فهي علاقة تبعية
    3- ينظر العرب للسودانيين كمجرد (عبيد) وهذا مدعاة أن يعود السودانيين الي وعيهم الأفريقي وقطع العلاقة مع العرب
    4- كل المشاكل التي حدثت في السودان و منذ الاستقلال تعود الي هذا الانتماء العربي
    5- المرأة السودانية تعيش حالة انفصام لأنها لا تستطيع النظر الي نفسها السوداء ولهذا تلجأ الي المساحيق بحثا عن بشرة بيضاء تيمنا بالعرب.
    هذه هي الأطروحة الأساسية لأصحاب أيدولوجيا العرق، ولكن يمكن أن تتبعها مقولات أخري لا نريد التطرق لها هنا نتيجة لتهافتها الموغل في العدمية. من المؤسف أن هذه الأطروحة تصدر من مثقفين يحمل غالبيتهم شهادة الدكتوراه، وما يطرحونه هو الجانب العنصري في التفكير الإنساني، وهو ما تسعي هذه الدراسة من أجل تفكيكه وفق قراءة غير منفعلة، تتجنب الإساءة الي أي أحد بالرغم من حالة السقوط المريع والتي باتت تشمل مثقفين سودانيين بارزين يخوضون في وحل التفكير القبلي والعرقي وينزعون نحو التفكير المظلم في شأن الهوية.

    *أسئلة وفرضيات*

    1- عند النظر للهوية سودانيا ووفقا للأطروحة السابقة ، فهل يوجد جامع شكلي(لون البشرة) واحد يوحد بين السودانيين؟
    2- اذا كان لون البشرة حاسما في مسألة الهوية أو الانتماء كما يري منظرو أيدولوجية العرق، فهل يمكن أن نتحدث اليوم عن شعب أوروبي واحد يتأسس علي (لون البشرة) كما يري هؤلاء؟
    3- لماذا يطالب الأكراد اليوم بالانفصال عن بقية العراق وقد لا يختلف الأكراد عن بقية العراقيين من حيث(لون البشرة) أو لماذا لا يكون الأتراك عربا أو الإيرانيين عربا؟ او حتي اليهود لماذا لم يكونوا عربا وهم لا يختلفون عن العرب شكليا في أي شيء؟

    *فرضيات أولية*


    1- الهويات الكبرى لا يحكمها العنصر أو العرق، انما الثقافة و الانتماء الإنساني و الحضاري.
    2- كلما تنامي الإحباط السياسي، كلما نزع البعض الي أدانة نفسه في صورة أدانته للآخرين.
    3- العنصر – اللون – السلالة – الدم - الخصائص الوراثية ليست ضمن العوامل التي تحدد الانتماء الوطني أو القومي لأن النقاء العنصري لا وجود له في العصر الحديث، ولأن قيمة الفرد كانسان أو هويته الجماعية لا تتأثران بأصله السلالي. (1)
    4- الدين سواء كان سماويا أو غير ذلك، لا يدخل في التكوين الوطني او القومي وفي الجانب الخاص بكونه علاقة روحية بين الانسان وخالقه، لكنه يدخل في الجانب الخاص بكونه ثقافة وقيما ومثلا. (2)

    *الهوية السودانية -الأسئلة والفرضيات*

    كمدخل أساسي لهذا النقاش يجب أن نشير الي أن المنهج الذي أتبعه بعض المثقفين السودانيين والذي أطلقت عليه ايدولوجيا العرق، قد قام باستخدامه بعض المنظرين الغربيين منذ القرن التاسع عشر والذين استندوا فيه لنظرية التطور المعروفة، حيث وظفوا هذه النظرية وبشكل عنصري في مقايسة الرجل الأبيض بالآخرين. حيث تم التأسيس الي فكرة أن الأنسان الأبيض قد وصل الي قمة التطور السلالي بيولوجيا و بالتالي فهو الأرقي من حيث الصفات الوراثية، ووفقا لهذا التنظير فأن الآخرين ومن غير البيض لم يصلوا الي هذه المرحلة من التطور وبالتالي فهم الأدنى بيولوجيا وبالتالي إنسانيا، وقد أدي هذا الي استعباد الآخرين وفق هذا المنظور المتعالي، كما برز ذلك من خلال الأيدولوجية النازية والتي استندت الي صفاء العرق الآري والتي حسب منظريها فأن الألمان هم الأرقي، وشهد العالم بعد ذلك نتائج هذا التفكير المسنود بالعرق والعنصر والذي تمخض عن حرب مدمرة راح ضحيتها ملايين البشر. ويمكن أن نقرن ذلك بالفكر الاستشراقي والذي سبق الاستعمار العسكري الأوروبي والذي مفاده بان الذين هم أدني من حيث الارتقاء لا يستطيعون تمثيل أنفسهم فيجب ان نمثلهم نحن، أي الأوربيون. هذه النظريات كانت كارثية على مستوي تجربة البشرية اذ تم من خلالها استعباد الأفارقة، وتم من خلالها كذلك استعمار الشعوب والتي أعتقد الرجل الأبيض بكونها غير قادرة علي صنع الحضارة وبالتالي يجب تحضيرها. طبعا المسكوت عنه هنا بأن الغرب سعي وضمن رؤية اقتصادية لتجريد هذه الشعوب من امكانياتها مستندا الي هذا التنظير البيولوجي او الأستشراقي. لكن وان كان هنالك منظرين قد اشتغلوا بهذا الاتجاه، الا أن هنالك مدرسة مهمة برزت في الغرب وهي المدرسة التي لا تعتقد في الجانب البيولوجي او السلالي، بل تعتقد بأن الثقافة والبيئة هما المسؤولان عن تشكل الأنسان وتطوير وعيه، وبالتالي فالحضارة ليست حكرا على الرجل الأبيض، اذ هي ظاهرة إنسانية بالدرجة الأساسية وان الأنسان هو ابن الثقافة وبالتالي فأن البيئة والظروف التي ينشأ فيها هذا الأنسان هي التي تحدد ميوله وقابليته للحضارة، ولا وجود للعرق أو السلالة أي دور في تحديد مصائر الشعوب أو دور الأنسان. هذه النظرية قد تم أثباتها وعكسا للنظرية البيولوجية، وفق تطبيقات سليمة وعلمية، وكان يقف على رأس هذه النظرية الأنثروبولوجي الشهير فرانز بواس (1858- 1942). والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا يحاول بعض المثقفين السودانيين استعادة نظرية العرق والعنصر حين يتم النقاش حول الهوية السودانية او انتماء السودانيين؟ وما هو الدافع وراء ذلك؟ وكيف يستقيم التفكير في هذا الاتجاه؟ وكيف يتم تقييم حركة الشعوب عبر هذا العصر استنادا لمفهوم العرق؟ اذن ونحن نناقش هذه الأيدولوجية في مسار الهوية سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة والأسئلة المطروحة في مقدمة هذه الدراسة. ولنبدأ بتفكيك تنظير أصحاب الأيدولوجية العرقية وفي أطار الهوية السودانية بسؤال جوهري، وهو: ما الذي يجمعنا كسودانيين هل هو (السواد) كما يقول هؤلاء- هل يوجد لون للبشرة موحدا في السودان يجمع بين شماله وغربه وشرقه ووسطه؟ وما هي المقاييس لذلك؟ مثل هذا النقاش يقود الي التردي في التفكير الإنساني ويساوي بين الأنسان القبلي والمثقف الذي يفكر بهذا الاتجاه. فحركة الشعوب سواء كان ذلك عبر التاريخ او في الحاضر يجب ألا تقاس بهذه الكيفيات، لأنه لم يذكر لنا التاريخ بأن هنالك حضارات قد سادت نتيجة لتميز شعوبها في لون بشرتها وعلى الاطلاق، بل كل ما عرفناه عن الحضارات الكبرى بأنه قد كان لديها ثقافات وطرق تفكير وأساليب في الحياة متقدمة. ولهذا وفي حاضرنا الراهن فإننا لا نستطيع تفسير الصراعات التي تحدث في عالمنا استنادا لهذه النظرية العرقية، فأوروبا تتساوي عرقيا (من حيث لون البشرة) ولكنها تختلف ثقافيا وتقع الحروب بين أقطارها بالرغم من كونها غير متمايزة عرقيا، وتطالب أقاليم داخل اسبانيا بالانفصال (كاتالونيا) مثالا، وهي لا تختلف عن بقية الاسبان عرقيا، وهكذا حال الأكراد. اذن تركيز الهويات على الأسس العرقية لا يخدم الا قضية التخلف ويعمل على استبعاد الجوانب الثقافية والحضارية في الانتماءات بين الشعوب. الاختلاف حول الهوية وأيا كانت يبدو مطلوبا من أجل النقاش حول الانتماء ودوره في حركة الشعوب، ولكن أن نتحاور حول بشرة السودانيين فهو السقوط في بئر العدم.

    *الأبعاد الحضارية و الثقافية في الهوية*

    تري هذه الدراسة ان النقاش حول الهوية السودانية يتطلب اولا استبعاد العرق و ما يترشح عنه في نقاش أية هوية من الهويات، و هذا علي أقل تقدير يساعدنا علي النظر للهوية من منظور ثقافي حضاري ويفتح الأسئلة باتجاه التكوينات الكبرى التي تسطيع بناء نهضتها استنادا الي هذه الأبعاد المذكورة ، ولهذا سأبدأ بتعريف الثقافة أولا و من ثم الحديث عن الهوية السودانية ضمن أبعادها العربية و الأفريقية استنادا الي هذه الأبعاد الثقافية. وسأختار ثلاثة تعريفات للثقافة تساعدنا على فهم الهوية علي هذه الأسس الثقافية و من أجل خدمة موضوع الدراسة:
    أولا: يري *تايلور* ان الثقافة هي (ذلك الكل المركب المعقد الذي يشمل المعلومات والمعتقدات والفن والأخلاق والعرف والتقاليد والعادات وجميع القدرات الأخرى التي يستطيع الأنسان أن يكتسبها بوصفه عضوا في المجتمع (3).
    ثانيا: يري *تالكوت بارسونز* إن (الثقافة مركب الأنظمة الرمزية التي عن طريقها يتكيف الناس في المجتمع مع بيئاتهم ويحددون علاقاتهم مع الآخرين في حدود الوضع الإنساني. وتتكون الثقافة من وسائل للتعبير والاتصال مثل اللغات وأيضا مضمون الأفكار أو المعرفة في أشكالها المتعددة والمختلفة وكذلك رموز أساسية معبرة كوسيلة لإظهار المواقف ومفاهيم اخلاقية (4).
    ثالثا: يري *فوزي منصور* الآتي (الثقافة مفهوم مركب تجتمع فيه المعتقدات والقيم والعادات والتقاليد وأساليب التفكير العلمي والخرافي والخيال والأساطير التي بكل تفاعلاتها وعلاقاتها المتبادلة تسهم في صياغة فكر أمة أو شعب (5).
    استنادا الي هذه التعريفات يمكن ان نعرف الهوية كالاتي: الهوية هي الشعور المشترك لدي جماعة بأنها تتقاسم مصلحة مشتركة ومصيرا موحدا، أو هي جزء من مفهوم الذات لدي الفرد، يشتق من معرفته بعضويته في الجماعة واكتسابه القيمة والوجدانية المتعلقة بهذه الجماعة (6).
    أذن تعتبر الثقافة عنصرا مهما في مسألة الهوية وهي التي تحدد درجة الانتماء وتؤدي للوحدة الذهنية بين الشعوب، والثقافة أساسها اللغة، فاذا افتقدت الشعوب عنصر اللغة فأنها تفتقد التواصل. وعندما نتحدث عن الهوية يجب أن ننظر الي هذه الجوانب وليس الي الجوانب العرقية أو السلالية. فالهوية مرتبطة بالتطور التاريخي والحضاري، وفي ظل عالم اليوم وتطوره الحضاري، لا مكان للثقافات المنغلقة على ذاتها والتي تدور حول مفاهيم العرق والسلالة. ولهذا فان الأخطر في قضية الهوية هو التمايز علي اسس عرقية أو دينية أذ يؤدي عادة الي نشوب الحروب والصراعات، وهذا ما تقف ضده هذه الدراسة.

    *الأفريقية مقابل العربية*

    عندما يقول مثقف ما بان السودانيين افارقة لأننا قوم سود، فما هو المقصود بالأفريقية؟ فداخل أفريقيا توجد أقطار عربية عديدة ، و توجد أقلية بيضاء في جنوب أفريقيا، كما توجد مجموعات هندية، و يوجد طوارق و بربر و مجموعات متباينة تماما، وفي ذات الاتجاه فهنالك شرق أفريقيا والذي يري سكانه أنهم متميزون و لديهم حضارتهم المختلفة عن بقية أفريقيا. في ظل هذه الاختلافات كيف يصرح شخص ما ودون تفكير أو روية بكون السودان أفريقي لأننا قوم (سود) هكذا دون أن يحدد أبعاد هذه الأفريقية، ومحتواها الثقافي والحضاري؟ في واقع الأمر ان ننتمي لأفريقيا هذا لا يتم كمقابل لانتمائنا للعرب، ولا يتطلب الانتماء لأفريقيا ان نتنكر نهائيا بكوننا عربا، لأنني أتكلم هنا عن الانتماء بشكله الثقافي وليس العرقي. فالجانب الموضوعي في التفكير يقول بان السودان هو محتوي تاريخي تشكل عبر التداخل العربي والافريقي والذي أنتج هذه الخصوصية السودانية والتي هي تعبير عن تزاوج الحضارات والثقافات وهذا يتطلب الانتماء لهذين الاطارين وفق أسس ثقافية وليست عرقية. فالأفريقية ليست قومية أو دائرة ثقافية موحدة، فأفريقيا تضم شعوبا عديدة ومتباينة ثقافيا و حضاريا ولا توجد ثقافة واحدة تتفق عليها أفريقيا، والرابط بين شعويها سواء كانت العربية أو الافريقية رابط جغرافي و قاري، ويحمل السودان بعض الأبعاد الثقافية الافريقية لكن يغيب الجامع اللغوي، فاللغة تعتبر جوهرية في تشكيل الهويات يضاف اليها التجربة والتاريخ المشترك، ولهذا عندما يقول بعض السودانيين بانتمائهم العربي فلا يتعلق هذا الانتماء بلون بشرتهم انما لهذه الأبعاد الثقافية واللغوية، والأهم من ذلك فعندما وعي بعض السودانيين بانتمائهم العربي، حينها لم يكن يدركوا بأن هنالك عربا مختلفون عن تصورهم لذواتهم، ولهذا عندما يقول بعض المثقفين بأن السودانيين يعيشون متاهة حضورهم الخارجي و الداخلي عندما يقيسون أنفسهم بالعرب الآخرين، فهذه مقولة سطحية وغير متعمقة في الظواهر، فالهوية هي قبل كل شيء شعور ذاتي غير خاضع تماما للأملاء الخارجي، وحتي لو اثر هذا الاملاء الخارجي فيه، لكن لا يلغيه. والأهم ان يكون هذا الانتماء السوداني الداخلي للعروبة غير مفروض على آخرين من ليس لديهم هذا الإحساس، وبنفس المستوي فلا يجب أن نعيب على من يقول إنه عربي ونقلل من درجة هذا الانتماء بمقولة اننا قوم سود فيجب ان نكون ضمن هذه الدائرة او تلك. هذا النقاش بدرجة او اخري لا يفيد مضامين الهوية، اذ المطلوب ان نخرج من متاهة حوار هؤلاء المثقفين الي رحاب الهوية بمضامينها الحضارية وحتى لو اختلفنا في هكذا نقاش فسيكون مفيدا للطرفين. تحويل نقاش الهوية الي العرق ولون البشرة يجرنا الي البعد القبائلي في التفكير وهذا ارتداد في الوعي الإنساني بشكل لا ادراكي. لأن السؤال المركزي هنا، ماذا لو تخلي السودان عن العرب وخرج من جامعة الدول العربية وقال بافريقته المطلقة، اذن ماذا يحدث؟ هل ستحل مشاكل السودان تلقائيا؟ لماذا تدور الدول الأفريقية منذ عقود في دائرة الحروب والتخلف وهي لا ترتبط بالعرب ولا تقول بالعروبة؟ لماذا لم يستطع جنوب السودان بناء تجربته ولا يوجد داخله من يقولون بأنهم عربا وليست لديهم علاقة بالعرب؟ اذن و بدلا من تحميل الانتماء للعروبة كل هذا الشطط اللامعرفي، فيجب أن نفكر عميقا في أسباب التطور وعوائق التخلف ضمن منظومة تتعلق بمفهوم النهضة، فلو اشتغلنا علي مشروع النهضة فان انتماءنا للعرب سيقوي من مشروع هذه النهضة، فهي ليست علاقة تأتي خصما علي مشروع التطور الوطني بل داعما له في ظل ظروف عربية صحية، كما أن تماسكنا الداخلي مرهون بالاتفاق حول سمات كبري مشتركة تساهم في الاندماج الوطني وفي تقديري فالثقافة العربية في السودان يمكن أن تكون أساسا للدور التوحيدي الوطني لكن دون فرض أية رؤية أحادية تقلل من الآخرين. اذن الأفريقية التي يتحدث عنها مثقف العرق ليست بهذا التصور العرقي لكنها هي تشابك جغرافي وسياسي يرتب إقامة علاقات متوازنة مع الدول الأفريقية وتوظيفها لمصلحة السودان، وليس للون البشرة أي دور جوهري في انتماءنا سواء كان باتجاه أفريقيا او تجاه العرب، فقط تبقي هذه الأطر الثقافية والحضارية كمحدد للانتماء. استنادا الي هذه المفاهيم فان الأطروحة التي يقدمها بعض المثقفين والتي تحمل أدانة ضد اي تمظهر بالثقافة العربية تؤشر الي غياب الرؤية المتوازنة والتي لا تحترم خيارات الناس وتقلل من وعيهم التاريخي بذواتهم، وبذات المستوي وعندما يتهكم البعض من البنت السودانية لاستخدامها للمساحيق وذلك بكونها تهرب من السواد الي البياض كراهية في نفسها ولتشبثها بالعرب، هذا المنظور لا يستوعب الأبعاد الجمالية وحسب مراحلها وتطورها. فالمرأة السودانية قد لجأت من قبل الي ما يعرف (بالشلوخ) كنوع من التجميل بالرغم من المعاناة التي تعيشها في ممارسة هذه الظاهرة، ولم يقل أحد بانتهاكها لجسدها او كانت تسعي لتغيير شكلها بشكل كلي، ولا أحد ينتقد بيوتات التجميل المنتشرة في كل انحاء العالم وصالونات الشعر التي تغير من طبيعة شعر المرأة وغيرها. هذه الظواهر ترتبط بتغيرات الموضة و ليست لديها علاقة برفض الشكل أو التنكر للأفريقية، و قد تكون البنت السودانية غير واعية بكل هذا الجدل، فالسوق وحده أحيانا يحدد اتجاهات الموضة و كذلك نظرة الرجل للمرأة، كلها عوامل تسهم في حركة الموضة، و البنت السودانية تبحث عن حضورها الخارجي بعد ان قتل الإسلاميون الجوهر في الانسان السوداني وتم تمزيق المضامين الإنسانية، اذ أصبحت حالة التوهان الإنساني تصدر نفسها عبر كافة المظاهر والتي ليست لديها علاقة بالتنكر الي اي انتماء سواء كان لإفريقيا او غيرها، فالإنسان لا ينتمي بجسده، انما بوعيه و ثقافته و مضامينه الإنسانية.

    *خاتمة*

    الأسئلة المطروحة في مقدمة هذه الدراسة يمكن الإجابة عليها بتتبع التاريخ البشري و من خلال ذلك فإننا لن نجد بأن هنالك أمم سادت لأن توصيف شعوبها بلون بشرتها كان بكيفية أو أخري. كل كتب التاريخ تخبرنا بأن الأمم التي سادت تيسر لها ذلك العمق الثقافي والحضاري، فقضية اللون قضية يجب ان لا تقاس من خلالها حركة الشعوب، ردود الفعل تجاه بعض الممارسات المتخلفة في الواقع العربي يجب ألا تجعلنا كسودانيين نتعامل بعنصرية مضادة تشتغل موضوعيا على نفس أسس المفاهيم والممارسات والتي تجعلنا نقسم العالم حسب نوع البشرة. يجب ان نقف جميعا ضد التعالي الثقافي الذي تمارسه السلطة او الصادر من اية مجموعات متخلفة داخل السودان وضد كافة الأشكال التي تقلل من قيمة الأنسان. فأيدولوجيا العرق قد تولدت سواء كان من خلال وعي او من غير وعي نتيجة للقهر
    السياسي والتسلط وغياب المشروع النهضوي والتنمية المتوازنة، وهذا يتطلب الاشتغال على قضية المشروع الوطني الشامل وضبط العلاقة بين الوحدة والتنوع وبكيفية صحيحة، من خلال رفع السلب المتبادل بين الوحدة والتنوع، وذلك بتحديد دوائر التنوع بحيث تنسجم في علاقات مع الروابط العامة والخصائص الوطنية (7). الفرضيات المطروحة مسبقا يمكن ضحدها فقط ضمن رؤية ثقافية ثاقبة اذ هي لا تدعي الصحة المطلقة لكنها تتصل بالرؤية العلمية حسب المنظور الذي أقدمه، لكن من ضمن أدوات الضحد يجب ان لا يكون العرق و لون البشرة كما يصدره البعض داخل السودان.


    هوامش
    1- ادبيات حزب البعث في السودان-الهوية القومية
    2- المصدر السابق
    3- أحمد محمود أحمد-الجذور التاريخية للثقافة العربية في السودان- رسالة ماجستير-القاهرة-1997
    4- المصدر السابق
    5- المصدر السابق
    6- آدم بمبا- صراع الهوية في افريقيا-التأرجح بين القبيلة و الدولة - قروبات واتساب2017
    7- بكري محمد خليل- دراسة عن الهوية السودانية


    تنوبه:
    يجب أن أنوه انني هنا قمت بوضع دراسة الأستاذ احمد محمود أحمد كاملة دون أي إضافة سوي تصحيح بعض الأخطاء اللغوية البسيطة وسأقوم بوضع رابط لهذه الدراسة في الانترنت متى ما بذل
    تحياتي
    بدوي





























                  

02-24-2018, 09:44 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)



    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)

    عبارة محفزة للتفكير ..
    وموضوع ممتاز ..

    شكرا جزيلا واتمنى ان اعود ببعض التعليقات
                  

02-24-2018, 10:03 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: محمد حيدر المشرف)


    Quote: (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    (أيدولوجيا العرق) بقلم أحمد محمود أحمد


    *أيدولوجيا العرق في السودان و الاسقاط العنصري المضاد علي الهوية*

    *أيدولوجيا العرق هي التي تسقط مفاهيم لون البشرة علي السودانيين*

    *اي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني و الحضاري*

    *أحمد محمود أحمد*

    مدخل* :
    لقد برز بعض المثقفين السودانيين عبر المرحلة الراهنة بأطروحة غير علمية تتماهي مع المنظور العرقي في الرؤية لمسألة الهوية السودانية، هذا الاتجاه يشتغل علي الاقلال من شأن السودانيين والذين يقولون بأنهم عرب، وهذا يعتبر تداعيا نفسيا وشوفينيا راكمته تداعيات الواقع السياسي من جهة، و من جهة أخري هي حالة الانحياز للمنطق غير العقلاني في التفكير من أجل ابراز خطاب سياسي يحمل عنفا مبطنا ضد بعض قطاعات المجتمع، و يحاول في نفس الوقت استرضاء بعض المجموعات التي تضررت من قمع السلطة، لكنه استرضاء كسيح يؤسس لخطاب عنصري يتساوى و خطاب السلطة في نظرتها للذين هم خارج اطارها. وهذه الأيديولوجية ذات اتجاه تفكيكي لا يتناسب مع التقدم العلمي و الحضارة الإنسانية، و التماهي معها من شانه ان يفكك كل مجتمعات الدنيا حيث لا يوجد مجتمع منسجم عرقيا: أذن ما هي الأطروحة المشتركة لأيدولوجيا العرق، والذي يمثله بعض المثقفين الشماليين ومن دون ذكر أسماء، الأطروحة هي:
    1- السودانيون (قوم سود) وادعاءهم بكونهم عربا يؤشر لخلل نفسي في العقلية السودانية
    2- السودان دولة أفريقية وليست لديه علاقة بالعرب و أذا وجدت هذه العلاقة فهي علاقة تبعية
    3- ينظر العرب للسودانيين كمجرد (عبيد) وهذا مدعاة أن يعود السودانيين الي وعيهم الأفريقي وقطع العلاقة مع العرب
    4- كل المشاكل التي حدثت في السودان و منذ الاستقلال تعود الي هذا الانتماء العربي
    5- المرأة السودانية تعيش حالة انفصام لأنها لا تستطيع النظر الي نفسها السوداء ولهذا تلجأ الي المساحيق بحثا عن بشرة بيضاء تيمنا بالعرب.
    هذه هي الأطروحة الأساسية لأصحاب أيدولوجيا العرق، ولكن يمكن أن تتبعها مقولات أخري لا نريد التطرق لها هنا نتيجة لتهافتها الموغل في العدمية. من المؤسف أن هذه الأطروحة تصدر من مثقفين يحمل غالبيتهم شهادة الدكتوراه، وما يطرحونه هو الجانب العنصري في التفكير الإنساني، وهو ما تسعي هذه الدراسة من أجل تفكيكه وفق قراءة غير منفعلة، تتجنب الإساءة الي أي أحد بالرغم من حالة السقوط المريع والتي باتت تشمل مثقفين سودانيين بارزين يخوضون في وحل التفكير القبلي والعرقي وينزعون نحو التفكير المظلم في شأن الهوية.

    *أسئلة وفرضيات*

    1- عند النظر للهوية سودانيا ووفقا للأطروحة السابقة ، فهل يوجد جامع شكلي(لون البشرة) واحد يوحد بين السودانيين؟
    2- اذا كان لون البشرة حاسما في مسألة الهوية أو الانتماء كما يري منظرو أيدولوجية العرق، فهل يمكن أن نتحدث اليوم عن شعب أوروبي واحد يتأسس علي (لون البشرة) كما يري هؤلاء؟
    3- لماذا يطالب الأكراد اليوم بالانفصال عن بقية العراق وقد لا يختلف الأكراد عن بقية العراقيين من حيث(لون البشرة) أو لماذا لا يكون الأتراك عربا أو الإيرانيين عربا؟ او حتي اليهود لماذا لم يكونوا عربا وهم لا يختلفون عن العرب شكليا في أي شيء؟

    *فرضيات أولية*


    1- الهويات الكبرى لا يحكمها العنصر أو العرق، انما الثقافة و الانتماء الإنساني و الحضاري.
    2- كلما تنامي الإحباط السياسي، كلما نزع البعض الي أدانة نفسه في صورة أدانته للآخرين.
    3- العنصر – اللون – السلالة – الدم - الخصائص الوراثية ليست ضمن العوامل التي تحدد الانتماء الوطني أو القومي لأن النقاء العنصري لا وجود له في العصر الحديث، ولأن قيمة الفرد كانسان أو هويته الجماعية لا تتأثران بأصله السلالي. (1)
    4- الدين سواء كان سماويا أو غير ذلك، لا يدخل في التكوين الوطني او القومي وفي الجانب الخاص بكونه علاقة روحية بين الانسان وخالقه، لكنه يدخل في الجانب الخاص بكونه ثقافة وقيما ومثلا. (2)

    *الهوية السودانية -الأسئلة والفرضيات*

    كمدخل أساسي لهذا النقاش يجب أن نشير الي أن المنهج الذي أتبعه بعض المثقفين السودانيين والذي أطلقت عليه ايدولوجيا العرق، قد قام باستخدامه بعض المنظرين الغربيين منذ القرن التاسع عشر والذين استندوا فيه لنظرية التطور المعروفة، حيث وظفوا هذه النظرية وبشكل عنصري في مقايسة الرجل الأبيض بالآخرين. حيث تم التأسيس الي فكرة أن الأنسان الأبيض قد وصل الي قمة التطور السلالي بيولوجيا و بالتالي فهو الأرقي من حيث الصفات الوراثية، ووفقا لهذا التنظير فأن الآخرين ومن غير البيض لم يصلوا الي هذه المرحلة من التطور وبالتالي فهم الأدنى بيولوجيا وبالتالي إنسانيا، وقد أدي هذا الي استعباد الآخرين وفق هذا المنظور المتعالي، كما برز ذلك من خلال الأيدولوجية النازية والتي استندت الي صفاء العرق الآري والتي حسب منظريها فأن الألمان هم الأرقي، وشهد العالم بعد ذلك نتائج هذا التفكير المسنود بالعرق والعنصر والذي تمخض عن حرب مدمرة راح ضحيتها ملايين البشر. ويمكن أن نقرن ذلك بالفكر الاستشراقي والذي سبق الاستعمار العسكري الأوروبي والذي مفاده بان الذين هم أدني من حيث الارتقاء لا يستطيعون تمثيل أنفسهم فيجب ان نمثلهم نحن، أي الأوربيون. هذه النظريات كانت كارثية على مستوي تجربة البشرية اذ تم من خلالها استعباد الأفارقة، وتم من خلالها كذلك استعمار الشعوب والتي أعتقد الرجل الأبيض بكونها غير قادرة علي صنع الحضارة وبالتالي يجب تحضيرها. طبعا المسكوت عنه هنا بأن الغرب سعي وضمن رؤية اقتصادية لتجريد هذه الشعوب من امكانياتها مستندا الي هذا التنظير البيولوجي او الأستشراقي. لكن وان كان هنالك منظرين قد اشتغلوا بهذا الاتجاه، الا أن هنالك مدرسة مهمة برزت في الغرب وهي المدرسة التي لا تعتقد في الجانب البيولوجي او السلالي، بل تعتقد بأن الثقافة والبيئة هما المسؤولان عن تشكل الأنسان وتطوير وعيه، وبالتالي فالحضارة ليست حكرا على الرجل الأبيض، اذ هي ظاهرة إنسانية بالدرجة الأساسية وان الأنسان هو ابن الثقافة وبالتالي فأن البيئة والظروف التي ينشأ فيها هذا الأنسان هي التي تحدد ميوله وقابليته للحضارة، ولا وجود للعرق أو السلالة أي دور في تحديد مصائر الشعوب أو دور الأنسان. هذه النظرية قد تم أثباتها وعكسا للنظرية البيولوجية، وفق تطبيقات سليمة وعلمية، وكان يقف على رأس هذه النظرية الأنثروبولوجي الشهير فرانز بواس (1858- 1942). والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا يحاول بعض المثقفين السودانيين استعادة نظرية العرق والعنصر حين يتم النقاش حول الهوية السودانية او انتماء السودانيين؟ وما هو الدافع وراء ذلك؟ وكيف يستقيم التفكير في هذا الاتجاه؟ وكيف يتم تقييم حركة الشعوب عبر هذا العصر استنادا لمفهوم العرق؟ اذن ونحن نناقش هذه الأيدولوجية في مسار الهوية سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة والأسئلة المطروحة في مقدمة هذه الدراسة. ولنبدأ بتفكيك تنظير أصحاب الأيدولوجية العرقية وفي أطار الهوية السودانية بسؤال جوهري، وهو: ما الذي يجمعنا كسودانيين هل هو (السواد) كما يقول هؤلاء- هل يوجد لون للبشرة موحدا في السودان يجمع بين شماله وغربه وشرقه ووسطه؟ وما هي المقاييس لذلك؟ مثل هذا النقاش يقود الي التردي في التفكير الإنساني ويساوي بين الأنسان القبلي والمثقف الذي يفكر بهذا الاتجاه. فحركة الشعوب سواء كان ذلك عبر التاريخ او في الحاضر يجب ألا تقاس بهذه الكيفيات، لأنه لم يذكر لنا التاريخ بأن هنالك حضارات قد سادت نتيجة لتميز شعوبها في لون بشرتها وعلى الاطلاق، بل كل ما عرفناه عن الحضارات الكبرى بأنه قد كان لديها ثقافات وطرق تفكير وأساليب في الحياة متقدمة. ولهذا وفي حاضرنا الراهن فإننا لا نستطيع تفسير الصراعات التي تحدث في عالمنا استنادا لهذه النظرية العرقية، فأوروبا تتساوي عرقيا (من حيث لون البشرة) ولكنها تختلف ثقافيا وتقع الحروب بين أقطارها بالرغم من كونها غير متمايزة عرقيا، وتطالب أقاليم داخل اسبانيا بالانفصال (كاتالونيا) مثالا، وهي لا تختلف عن بقية الاسبان عرقيا، وهكذا حال الأكراد. اذن تركيز الهويات على الأسس العرقية لا يخدم الا قضية التخلف ويعمل على استبعاد الجوانب الثقافية والحضارية في الانتماءات بين الشعوب. الاختلاف حول الهوية وأيا كانت يبدو مطلوبا من أجل النقاش حول الانتماء ودوره في حركة الشعوب، ولكن أن نتحاور حول بشرة السودانيين فهو السقوط في بئر العدم.

    *الأبعاد الحضارية و الثقافية في الهوية*

    تري هذه الدراسة ان النقاش حول الهوية السودانية يتطلب اولا استبعاد العرق و ما يترشح عنه في نقاش أية هوية من الهويات، و هذا علي أقل تقدير يساعدنا علي النظر للهوية من منظور ثقافي حضاري ويفتح الأسئلة باتجاه التكوينات الكبرى التي تسطيع بناء نهضتها استنادا الي هذه الأبعاد المذكورة ، ولهذا سأبدأ بتعريف الثقافة أولا و من ثم الحديث عن الهوية السودانية ضمن أبعادها العربية و الأفريقية استنادا الي هذه الأبعاد الثقافية. وسأختار ثلاثة تعريفات للثقافة تساعدنا على فهم الهوية علي هذه الأسس الثقافية و من أجل خدمة موضوع الدراسة:
    أولا: يري *تايلور* ان الثقافة هي (ذلك الكل المركب المعقد الذي يشمل المعلومات والمعتقدات والفن والأخلاق والعرف والتقاليد والعادات وجميع القدرات الأخرى التي يستطيع الأنسان أن يكتسبها بوصفه عضوا في المجتمع (3).
    ثانيا: يري *تالكوت بارسونز* إن (الثقافة مركب الأنظمة الرمزية التي عن طريقها يتكيف الناس في المجتمع مع بيئاتهم ويحددون علاقاتهم مع الآخرين في حدود الوضع الإنساني. وتتكون الثقافة من وسائل للتعبير والاتصال مثل اللغات وأيضا مضمون الأفكار أو المعرفة في أشكالها المتعددة والمختلفة وكذلك رموز أساسية معبرة كوسيلة لإظهار المواقف ومفاهيم اخلاقية (4).
    ثالثا: يري *فوزي منصور* الآتي (الثقافة مفهوم مركب تجتمع فيه المعتقدات والقيم والعادات والتقاليد وأساليب التفكير العلمي والخرافي والخيال والأساطير التي بكل تفاعلاتها وعلاقاتها المتبادلة تسهم في صياغة فكر أمة أو شعب (5).
    استنادا الي هذه التعريفات يمكن ان نعرف الهوية كالاتي: الهوية هي الشعور المشترك لدي جماعة بأنها تتقاسم مصلحة مشتركة ومصيرا موحدا، أو هي جزء من مفهوم الذات لدي الفرد، يشتق من معرفته بعضويته في الجماعة واكتسابه القيمة والوجدانية المتعلقة بهذه الجماعة (6).
    أذن تعتبر الثقافة عنصرا مهما في مسألة الهوية وهي التي تحدد درجة الانتماء وتؤدي للوحدة الذهنية بين الشعوب، والثقافة أساسها اللغة، فاذا افتقدت الشعوب عنصر اللغة فأنها تفتقد التواصل. وعندما نتحدث عن الهوية يجب أن ننظر الي هذه الجوانب وليس الي الجوانب العرقية أو السلالية. فالهوية مرتبطة بالتطور التاريخي والحضاري، وفي ظل عالم اليوم وتطوره الحضاري، لا مكان للثقافات المنغلقة على ذاتها والتي تدور حول مفاهيم العرق والسلالة. ولهذا فان الأخطر في قضية الهوية هو التمايز علي اسس عرقية أو دينية أذ يؤدي عادة الي نشوب الحروب والصراعات، وهذا ما تقف ضده هذه الدراسة.

    *الأفريقية مقابل العربية*

    عندما يقول مثقف ما بان السودانيين افارقة لأننا قوم سود، فما هو المقصود بالأفريقية؟ فداخل أفريقيا توجد أقطار عربية عديدة ، و توجد أقلية بيضاء في جنوب أفريقيا، كما توجد مجموعات هندية، و يوجد طوارق و بربر و مجموعات متباينة تماما، وفي ذات الاتجاه فهنالك شرق أفريقيا والذي يري سكانه أنهم متميزون و لديهم حضارتهم المختلفة عن بقية أفريقيا. في ظل هذه الاختلافات كيف يصرح شخص ما ودون تفكير أو روية بكون السودان أفريقي لأننا قوم (سود) هكذا دون أن يحدد أبعاد هذه الأفريقية، ومحتواها الثقافي والحضاري؟ في واقع الأمر ان ننتمي لأفريقيا هذا لا يتم كمقابل لانتمائنا للعرب، ولا يتطلب الانتماء لأفريقيا ان نتنكر نهائيا بكوننا عربا، لأنني أتكلم هنا عن الانتماء بشكله الثقافي وليس العرقي. فالجانب الموضوعي في التفكير يقول بان السودان هو محتوي تاريخي تشكل عبر التداخل العربي والافريقي والذي أنتج هذه الخصوصية السودانية والتي هي تعبير عن تزاوج الحضارات والثقافات وهذا يتطلب الانتماء لهذين الاطارين وفق أسس ثقافية وليست عرقية. فالأفريقية ليست قومية أو دائرة ثقافية موحدة، فأفريقيا تضم شعوبا عديدة ومتباينة ثقافيا و حضاريا ولا توجد ثقافة واحدة تتفق عليها أفريقيا، والرابط بين شعويها سواء كانت العربية أو الافريقية رابط جغرافي و قاري، ويحمل السودان بعض الأبعاد الثقافية الافريقية لكن يغيب الجامع اللغوي، فاللغة تعتبر جوهرية في تشكيل الهويات يضاف اليها التجربة والتاريخ المشترك، ولهذا عندما يقول بعض السودانيين بانتمائهم العربي فلا يتعلق هذا الانتماء بلون بشرتهم انما لهذه الأبعاد الثقافية واللغوية، والأهم من ذلك فعندما وعي بعض السودانيين بانتمائهم العربي، حينها لم يكن يدركوا بأن هنالك عربا مختلفون عن تصورهم لذواتهم، ولهذا عندما يقول بعض المثقفين بأن السودانيين يعيشون متاهة حضورهم الخارجي و الداخلي عندما يقيسون أنفسهم بالعرب الآخرين، فهذه مقولة سطحية وغير متعمقة في الظواهر، فالهوية هي قبل كل شيء شعور ذاتي غير خاضع تماما للأملاء الخارجي، وحتي لو اثر هذا الاملاء الخارجي فيه، لكن لا يلغيه. والأهم ان يكون هذا الانتماء السوداني الداخلي للعروبة غير مفروض على آخرين من ليس لديهم هذا الإحساس، وبنفس المستوي فلا يجب أن نعيب على من يقول إنه عربي ونقلل من درجة هذا الانتماء بمقولة اننا قوم سود فيجب ان نكون ضمن هذه الدائرة او تلك. هذا النقاش بدرجة او اخري لا يفيد مضامين الهوية، اذ المطلوب ان نخرج من متاهة حوار هؤلاء المثقفين الي رحاب الهوية بمضامينها الحضارية وحتى لو اختلفنا في هكذا نقاش فسيكون مفيدا للطرفين. تحويل نقاش الهوية الي العرق ولون البشرة يجرنا الي البعد القبائلي في التفكير وهذا ارتداد في الوعي الإنساني بشكل لا ادراكي. لأن السؤال المركزي هنا، ماذا لو تخلي السودان عن العرب وخرج من جامعة الدول العربية وقال بافريقته المطلقة، اذن ماذا يحدث؟ هل ستحل مشاكل السودان تلقائيا؟ لماذا تدور الدول الأفريقية منذ عقود في دائرة الحروب والتخلف وهي لا ترتبط بالعرب ولا تقول بالعروبة؟ لماذا لم يستطع جنوب السودان بناء تجربته ولا يوجد داخله من يقولون بأنهم عربا وليست لديهم علاقة بالعرب؟ اذن و بدلا من تحميل الانتماء للعروبة كل هذا الشطط اللامعرفي، فيجب أن نفكر عميقا في أسباب التطور وعوائق التخلف ضمن منظومة تتعلق بمفهوم النهضة، فلو اشتغلنا علي مشروع النهضة فان انتماءنا للعرب سيقوي من مشروع هذه النهضة، فهي ليست علاقة تأتي خصما علي مشروع التطور الوطني بل داعما له في ظل ظروف عربية صحية، كما أن تماسكنا الداخلي مرهون بالاتفاق حول سمات كبري مشتركة تساهم في الاندماج الوطني وفي تقديري فالثقافة العربية في السودان يمكن أن تكون أساسا للدور التوحيدي الوطني لكن دون فرض أية رؤية أحادية تقلل من الآخرين. اذن الأفريقية التي يتحدث عنها مثقف العرق ليست بهذا التصور العرقي لكنها هي تشابك جغرافي وسياسي يرتب إقامة علاقات متوازنة مع الدول الأفريقية وتوظيفها لمصلحة السودان، وليس للون البشرة أي دور جوهري في انتماءنا سواء كان باتجاه أفريقيا او تجاه العرب، فقط تبقي هذه الأطر الثقافية والحضارية كمحدد للانتماء. استنادا الي هذه المفاهيم فان الأطروحة التي يقدمها بعض المثقفين والتي تحمل أدانة ضد اي تمظهر بالثقافة العربية تؤشر الي غياب الرؤية المتوازنة والتي لا تحترم خيارات الناس وتقلل من وعيهم التاريخي بذواتهم، وبذات المستوي وعندما يتهكم البعض من البنت السودانية لاستخدامها للمساحيق وذلك بكونها تهرب من السواد الي البياض كراهية في نفسها ولتشبثها بالعرب، هذا المنظور لا يستوعب الأبعاد الجمالية وحسب مراحلها وتطورها. فالمرأة السودانية قد لجأت من قبل الي ما يعرف (بالشلوخ) كنوع من التجميل بالرغم من المعاناة التي تعيشها في ممارسة هذه الظاهرة، ولم يقل أحد بانتهاكها لجسدها او كانت تسعي لتغيير شكلها بشكل كلي، ولا أحد ينتقد بيوتات التجميل المنتشرة في كل انحاء العالم وصالونات الشعر التي تغير من طبيعة شعر المرأة وغيرها. هذه الظواهر ترتبط بتغيرات الموضة و ليست لديها علاقة برفض الشكل أو التنكر للأفريقية، و قد تكون البنت السودانية غير واعية بكل هذا الجدل، فالسوق وحده أحيانا يحدد اتجاهات الموضة و كذلك نظرة الرجل للمرأة، كلها عوامل تسهم في حركة الموضة، و البنت السودانية تبحث عن حضورها الخارجي بعد ان قتل الإسلاميون الجوهر في الانسان السوداني وتم تمزيق المضامين الإنسانية، اذ أصبحت حالة التوهان الإنساني تصدر نفسها عبر كافة المظاهر والتي ليست لديها علاقة بالتنكر الي اي انتماء سواء كان لإفريقيا او غيرها، فالإنسان لا ينتمي بجسده، انما بوعيه و ثقافته و مضامينه الإنسانية.

    *خاتمة*

    الأسئلة المطروحة في مقدمة هذه الدراسة يمكن الإجابة عليها بتتبع التاريخ البشري و من خلال ذلك فإننا لن نجد بأن هنالك أمم سادت لأن توصيف شعوبها بلون بشرتها كان بكيفية أو أخري. كل كتب التاريخ تخبرنا بأن الأمم التي سادت تيسر لها ذلك العمق الثقافي والحضاري، فقضية اللون قضية يجب ان لا تقاس من خلالها حركة الشعوب، ردود الفعل تجاه بعض الممارسات المتخلفة في الواقع العربي يجب ألا تجعلنا كسودانيين نتعامل بعنصرية مضادة تشتغل موضوعيا على نفس أسس المفاهيم والممارسات والتي تجعلنا نقسم العالم حسب نوع البشرة. يجب ان نقف جميعا ضد التعالي الثقافي الذي تمارسه السلطة او الصادر من اية مجموعات متخلفة داخل السودان وضد كافة الأشكال التي تقلل من قيمة الأنسان. فأيدولوجيا العرق قد تولدت سواء كان من خلال وعي او من غير وعي نتيجة للقهر
    السياسي والتسلط وغياب المشروع النهضوي والتنمية المتوازنة، وهذا يتطلب الاشتغال على قضية المشروع الوطني الشامل وضبط العلاقة بين الوحدة والتنوع وبكيفية صحيحة، من خلال رفع السلب المتبادل بين الوحدة والتنوع، وذلك بتحديد دوائر التنوع بحيث تنسجم في علاقات مع الروابط العامة والخصائص الوطنية (7). الفرضيات المطروحة مسبقا يمكن ضحدها فقط ضمن رؤية ثقافية ثاقبة اذ هي لا تدعي الصحة المطلقة لكنها تتصل بالرؤية العلمية حسب المنظور الذي أقدمه، لكن من ضمن أدوات الضحد يجب ان لا يكون العرق و لون البشرة كما يصدره البعض داخل السودان.


    هوامش
    1- ادبيات حزب البعث في السودان-الهوية القومية
    2- المصدر السابق
    3- أحمد محمود أحمد-الجذور التاريخية للثقافة العربية في السودان- رسالة ماجستير-القاهرة-1997
    4- المصدر السابق
    5- المصدر السابق
    6- آدم بمبا- صراع الهوية في افريقيا-التأرجح بين القبيلة و الدولة - قروبات واتساب2017
    7- بكري محمد خليل- دراسة عن الهوية السودانية


    تنوبه:
    يجب أن أنوه انني هنا قمت بوضع دراسة الأستاذ احمد محمود أحمد كاملة دون أي إضافة سوي تصحيح بعض الأخطاء اللغوية البسيطة وسأقوم بوضع رابط لهذه الدراسة في الانترنت متى ما بذل
    تحياتي
    بدوي


    يا بدوي.

    قلت لي زولك ال "غني عن التعريف" طلع بعثي؟؟

    هههههههههههههه
    هههههههههههههه

    أنا لا أستغرب أبدا في الحروبات القائمة في السودان منذ قبل الاستقلال حتى اليوم.
                  

02-25-2018, 00:14 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: Deng)

    سلامات بدوي وزواره الأفاضل ..
    مشكور على هذه النافذه التي دار ويدور حولها لغط كثير ..
    قي تقديري ليس هنالك صراع هوية بالمعنى الكلاسيكي في السودان ..
    لان الاعتراف بالتنوع ينفي مثل هذا الصراع ..
    فلا يوجد في السودان من ينكر وجود إثنيات عربية وغير عربية ..
    وثقافة عربية وأخرى غير عربية ..
    ولكن إدعاء العروبة وحدها فيه عدم قبول بالانتماء لتاريخ وجغرافية الأرض ..
    فأنا عندما أكون مواطن سوداني وأدعي نقاء عرقي العربي ..
    فإنني أعلن انتمائي لتاريخ وأرض غير التاريخ والأرض التي أستوطنها ..
    نعم الثقافة السائدة في السودان هي العربية غير أنها ليست ثقافة الأرض ..
    بل سادت بسبب عوامل دينية وسلطوية ..
    الحالة السودانية الثقافية شبيهة تماما بحالة تركيا قبل اتاتورك ..
    مطلقا ليس عيبا أن نتسمى باسماء عربية و نتحدث بلغة عربية ..
    ولكن العيب أن ندعي نقاء الانتماء لقومية أوعرقية لا علاقة لها بالأرض ..
    إن تغلب ثقافتنا العربية لا يبرر حتى لدعاة الجينة العربية نفي نصف جينتهم غير العربية ..
    لأن مثل هذا النفي يضعهم في خانة المستعمرين للأرض ..
    وهي خانة لا تسندها تواريخ الفتوحات العربية الاسلامية..
    ولا تعضدها دعاوى التلاقح والامتزاج المثبتة تاريخيا ..
    الحل في تقديري هو ما ظل يردده الكثيرون ..
    الانتماء لهوية سودانية وهي هوية خلاسية تقر بجينتها المختلطة وتنوعها الثقافي ..
    ولا تستكف التعامل باللغة العربية كلغة مشتركة شريطة ألا تنفي غيرها من اللغات السودانية .
                  

02-25-2018, 01:03 AM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7322

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: محمد على طه الملك)

    Human identity is dynamic and not static from Amin Maaloal
    our identity is as well very dynamic through historywere all Nubian with Nubian religion and languages until the 7th century then we were Nubian culturally with Christian faith .we were Christians until the 15th century, then we became Muslims with Arabic language and a submerged Nubian culture ,this is correct about most of the Sudanese putting in mind that the Nubian archeological findings were found in the North, Middle, East, and West and in the Nuba mountains .Funj are Shuluk mainly. Nuer people have genetic coincidence with the Coptic people of Egyp,tthe Nuer people are Nubian,I have evidence about Balunda and Joor that they are Nubians as well, we share this history of very diverse but yet one identity we are Sudanese just

    (عدل بواسطة طه جعفر on 02-25-2018, 01:06 AM)

                  

02-25-2018, 04:59 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: طه جعفر)


    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    Quote: (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)

    عبارة محفزة للتفكير ..
    وموضوع ممتاز ..

    شكرا جزيلا واتمنى ان اعود ببعض التعليقات


    الدكتور محمد حيدر المشرف،
    ربما لا تدري مدى الغبطة والسرور اللتان غمرانا بطلتك الرائعة هنا لاسيما وقد كنت أول المطلين علينا في هذه النافذة.
    بالله عليك عد ايها الرائع وعلق بما تشاء لكي نستمتع معا بهذا الحوار ونزداد ايمانا بأبناء الوطن.
    ولكن وفي كل الأحوال وحتى إن لم تستطع العودة نعدك حتما سنأتي اليك بطريقة او بأخرى وبلا شك أيضا سنسعى لتحقيق طموحك في مستوى هذا الحوار في جوانبه الفكرية أو السياسية او الأخرى.
    تقبل سلامي تحياتي



                  

02-25-2018, 05:10 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    Quote:
    يا بدوي.

    قلت لي زولك ال "غني عن التعريف" طلع بعثي؟؟

    هههههههههههههه
    هههههههههههههه

    أنا لا أستغرب أبدا في الحروبات القائمة في السودان منذ قبل الاستقلال حتى اليوم.




    الأخ المحترم دينق أو الأخ المحترم الذي يكتب باسم دينق،

    أشكرك جزيل الشكر على مداخلتك المقتضبة والمرحة المليئة بالهاهات وأعدك بأني سأعود للرد عليها بشكل أكثر تفصيل في غضون الأيام القليلة القادمة والى ذلك أتوقع من شخصكم الكريم اسهامكم المقدر حول المفاهيم المطروحة للحوار. فقط انوه هنا الى أن شخصي الضعيف نفسه بعثي. كما أنني في الحقيقة كنت أرتب لكي أضع هنا ثانيا مقال صديقنا العزيز محمد الأمين أبوزيد بعنوان (الزنوجة والافريقانية والتنميط السياسي) والمفارقة إن الأستاذ محمد الأمين أبوزيد أيضا شخص غني عن التعريف لاسيما للذين عاصروا الحركة الطلابية في مصر وتحديدا القاهرة في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي وهو إنسان مناضل وباحث ومفكر يعطي موضوع الهوية في السودان جهدا إضافيا في هذه الفترة ويكتب حولها ولكني سأؤجل ذلك الآن لأضع مقالا أو دراسة أخرى سمه ما شئت للأستاذ أحمد محمود أحمد بعنوان (الهوية السودانية جدلية الانشباك والتنافر - رؤية طباقيه) آملا أن يساهم ذلك في دفع هذا الحوار نحو مراميه. كما انوه أيضا بأن للأستاذ أحمد محمود أحمد مقالا لا أدري كيف أوصفه سأضعه هنا لاحقا ولكني ساترك وصفه لك حيث يربط فيه بين موضوع الهوية والعروبة والافريقية والجدل الذي يدور مؤخرا حول لقاء الناشطة السودانية المحترمة الأستاذة أحلام مهدي محمد صالح مع قناة البي بي سي أقول لا أستطيع أن اوصفه بيد انني أعتقد أنه سيحسم كثير من هذا الجدل.

    والله ولي التوفيق







                  

02-25-2018, 05:28 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    الهوية السودانية جدلية الانشباك والتنافر (رؤية طباقية)

    أحمد محمود أحمد


    مدخل:
    مفهوم الطباق في اللغة العربية يختلف تماما عن التاصيل المعرفي لهذا المفهوم والذي اشتغل عليه كثيرا المفكر الفلسطيني الأمريكي ادوارد سعيد والذي يساعد او من خلاله يمكن قراءة الاختلاف والآخر دون السقوط في فخ الاختزال والتطرف الأيدولوجي و الديني و الثقافي(تيسير أبو عودة). الجانب الأهم و كما يري تيسير عودة بأن الطباق لديه علاقة بالموسيقي اذ يعني فن التشابك والتفاعل بين النوتات الموسيقية. ما يرتبط بهذه الدراسة من الطباق هو المتعلق بفن التعايش بين الثقافات التي يراها البعض متمايزة ومختلفة ( اذ يكون التنوع في اللغة والدين والثقافة عاملا تكوينيا يساعد علي التماهي بين الثقافات والقدرة علي التفاهم والتشابك من خلال التحرر من الايدولوجيات الدوغمائية والأفكار المسبقة المنتجة والبعيدة عن قيم الحرية والمساواة والكرامة(المصدر السابق).أستعير هنا هذه الابيات الشعرية العميقة الدلالة التي سطرها الراحل المقيم محمود درويش كتعبير عن هذه الرؤية الطباقية:
    هل المستحيل بعيد؟
    يحب الرحيل الي أي شيء
    ففي السفر الحر بين الثقافات
    قد يجد الباحثون عن الجوهر البشري
    مقاعد كافية للجميع
    هنا هامش يتقدم أو مركز يتراجع
    لا الشرق شرق تماما
    و لا الغرب غرب تماما
    فان الهوية مفتوحة للتعدد لا قلعة او خنادق

    استنادا الي هذا الوعي الطباقي تحاول هذه الدراسة تفكيك واقع الهوية السودانية المحتدم من أجل التأصيل لوعي جديد يساعد علي التعايش والاحترام المتبادل، وللوصول الي هذه الغاية فأن هذه الدراسة و كمدخل نظري تفترض الفرضيات التالية:
    1-يتصاعد سؤال الهوية كلما تراجعت الظروف الحياتية والمعيشية للمجتمع
    2-لا توجد حروب ثقافية في السودان بل صراعات سياسية تتخذ الثقافة شكلا
    3-الثقافة العربية هي قاعدة الطباق ولكنها لا تلغي التنوع الثقافي.

    الثابت والمتحول في الهوية:

    الحديث حول الثابت و المتحول في الهوية يرتبط بعلاقة المكان بالزمان ، فالمكان ( بوصفه رقعة جغرافية انما يعني الامتداد والأتساع للمحل والفضاء الذي يحيط به بما يحمله من علامات جغرافية مرتبطة بتشكيل هوية المكان وهوية الانسان الذي يعيش عليه)(علي حسن العيدروس). وفي نفس السياق فالمكان يعتبردلالة انتماء لا بوصفه رقعة جغرافية وكذلك المكان بكونه منتجا لمكونات الهوية الثقافية الوطنية (المصدر السابق). اما فيما يتعلق بالزمان فالمقصود به زمان الهويات التي مرت بهذا المكان. ولهذا يمكن القول وبشكل موضوعي حين التأسيس للثابت والمتحول في الهوية، فأن المكان هو الثابت وزمن الهويات متحول. فالهوية فعل متطور وليس ثابتا، فيمكن أن تمر بهذا المكان هويات متعددة ثم تتطور او تندثر وتحل محلها هويات أخري. ولهذا عندما ننظر لتاريخ السودان منذ الحضارات القديمة فاننا يمكن ان نتحدث عن هوية نوبية مكتملة التكوين في السودان سابقا، وعندما نتعامل مع مصر مثلا فاننا يمكن أن نتعامل مع هويه فرعونية او حضارة فرعونية في التاريخ القديم. لكن هذه الهويات قد اندثرت و بالتالي فأن الانتماء لهذه الهويات يعتبر نوعا من التمسك بالماضي وليس لديه علاقة بواقع هذه الهويات الفعلي، لأن الوجود الثقافي الحي و الشامل لهذه الهويات غير موجود، فالنوبيون وعبر الوقت الراهن (يتحدثون اللغة النوبية وتنقسم الي قسمين،اساسين، الكنزية والفاديجية وتختلف الي خمس لهجات او أكثر في مناطق مختلفة ما بين مصر والسودان. ويتم الحفاظ علي هذه اللغة النوبية القديمة في ما لا يقل عن100 صفحة من الوثائق و معظمها ذات طابع مسيحي الذي الفه بالاشتراك مع مجموعة متنوعة نسيال من الابجدية اليونانية مع تمديد ثلاث رسائل قبطية وثلاثة فريدة من نوعها للنوبية القديمة علي ما يبدو مشتقة من اللغة المروية)(ًوكييبيديا). هذا الامتداد اللغوي يعني ان النوبية القديمة قد تداخلت وتفاعلت مع الثقافات اللاحقة ، وفي وقتنا الحاضر قد تفاعلت او تداخلت مع العربية. هل يعني هذا بأن الكاتب يتبني مفهوم حدث اللحظة في موضوع الهويات ، فالأجابة بالطبع لا، فحدث اللحظة كمفهوم فلسفي يعاين الي اللحظة الزمنية منقطعة عن الماضي والحاضر، بالعكس من ذلك فان الكاتب يتبني مفهوم الديمومة اي ترابط حلقات الماضي بالحاضر والمستقبل،كيف؟ الماضي مخزون تاريخي و حضاري لا يمكن تجاوزه من حيث هذه المضامين الحضارية، لكن بتحويله الي هوية يمكن تحققها في الراهن يبدو ضربا من المستحيل و يعد منهجا هروبيا في مواجهة والتعامل مع الحاضر. اذن يقودنا الوعي الحقيقي لفهم الهوية السودانية في الوقت الراهن بكونها تمتد الي الماضي حضاريا ولكنها متحققة علي ارض الواقع حاليا من خلال عناصرها الحية، اما فيما يتعلق بالمستقبل فأن الهوية قابلة للتطور ولا يستطيع احد التنبوء بأتجاه تطوراتها، أذن ما هي الهوية الراهنة للسودان والتي نتحدث عنها؟

    الهوية السودانية الحالية:

    السودان المكان يمتد الي مئات الاف السنين وما نعرفه عن هذا المكان قديما لا يتعدي الحفريات التي تمت في شمال السودان والتي تحدثت عن ممالك مهمة نشأت في هذا الجزء الشمالي من كرمة و مروي ومرورا بالممالك المسيحية. الراجح ان افريقيا وكما تقول الدراسات الحديثة كانت مهد الانسان الاول والذي أنطلق منها شمالا عبر حقب طويلة ولهذا لا تعرف طبيعة التكوينات البشرية التي مرت بهذا المكان ولكن يمكن التآريخ لهذا السودان منذ تلك الممالك والتي تعاقبت عبر حقب طويلة عبر السودان الشمالي حتي دخول العرب السودان، اذ بدأت تتشكل هوية ثقافية متداخلة مع النسق العام لهذا التاريخ و آخذة منه وهذا ما قصدته بمفهوم الديمومة. هذا التطور في الهوية يبدو طبيعا اذ تتأسس علاقة المكان والزمان بهذه الكيفيات، ليس هنالك نفيا قسريا للهويات السابقة ولكن منطق التاريخ يقول بأن الهوية ليست شيئا ثابثا ولقد تمت الحركة تاريخيا بأتجاه الثقافة العربية والتي تمخضت عن حوار سلمي بين الثقافات وعبر ازمنة مختلفة لتحقق وجودا بارزا ولكنه لا يلغي الثقافات الاخري. الثقافات يجب ان تفهم بكونها متساوية من حيث اهميتها عند حامليها ولكن هذا المفهوم لا يجب أن يحجب حقيقة أن الهوية الوطنية تبني علي حيثيات أهمها اللغة الجامعة ( سواء من حيث مستوياتها المختلفة الصوتية والتركيبية والدلالية او من حيث وظائفها المختلفة في تحقيق التواصل او التبليغ المتبادل بين الأطراف المتواصلة او في التعبيرعن مكنونات الذوات ، أو من حيث الميادين و العلاقات التي تطلقها اللغة كمجال اللا وعي الفردي والجماعي ..الخ)( محمد سبيلا ، وعبد السلام بنعبد العالي). يضاف الي ذلك المصالح المشتركة التي يرتبها هذا المكان وتكوين العقل الجمعي القادر علي الفاعلية الأجتماعية ، فالمكان يشتغل عميقا علي التقارب بين ساكنيه ويؤسس علاقات مصالح متبادلة ويطور من الفاعلية الأجتماعية ويرتب الهوية بأشكال متعددة اهمها البحث عن مشتركات عكسا علي المكان البدائي القائم علي الاحتراب ، ولهذا فالهوية صيغة حضارية متطورة أنتجها المكان عبر تجارب مختلفة، هذا الأمر ينتج في نهاية المطاف العقل الجمعي. من هنا فانناعندما نتعامل مع هوية أي شعب من الشعوب فأن هذا الأمر ليس ترفيا بل هو اساس الفاعلية الاجتماعية والتي تشتغل علي العقل الجمعي.اذن الهوية الوطنية للسودان انبثقت عبر تاريخ هذا القطر وتشكلت عبر حقب طويلة لتستقر علي وجود متحقق للثقافة العربية والتي تتطور في جدل يومي مع ثقافات أخري نحو الاحتملات المفتوحة. ما يعنينا هنا هو الأطار الجامع للسودانيين والذي يعبر عن تطلعاتهم نحو النهضة. فالأتجاهات التي تعلي من وترجح الأبعاد التعددية بشكل يؤدي للانفصال لا تدرك خطورة العزف علي هذا المنحي بالرغم من تفهم الظروف السياسية الراهنة والتي تدفع بهذا الاتجاه. تجربة جنوب السودان يجب ان تفتح افاق السودانيين نحو فكرة التحالف السناري والذي اهملناه طويلا في مسار الهوية من اجل تعميق هذا التشابك بديلا عن التنافر المطروح في مخيلة البعض من اجل هوية ذات سمات قادرة علي الوقوف ضد الهويات الكونية والتي تسعي الي ابتلاع الاوطان. ونحن نناقش هذا المسار فان الهوية السودانية وبالرغم من الدور الذي لعبته السياسة في تفريغ مضاميتها الا أنها تستند الي ارضية حضارية من التعايش بين المكونات المختلفة، ولهذا ومن اجل تعميق هذه الهوية يجب التركيز علي ثلاثة محاور مهمة في تاريخ السودان تساعدنا علي اعادة الطباق بمدلول التشابك في الهوية السودانية.

    أولا التحالف السناري:

    في عام 1504 شهد المكان التقاء العرب القادمين من خلف البحار والسكان المحليين ممثلا ذلك في التقاء الفونج عمارة دنقس وقبائل العبدلاب بقيادة عبد الله جماع . ولقد كان هذا التحالف مدركا لضرورة تشابك الهوية وليس تنافرها و يعتبر هذا التحالف وعيا متقدما بضرورة التعايش في المكان علاوة، علي الوعي باهمية الحوار الثقافي علي اسس عادلة ولقد شكل هذا التحالف اساسا لدولة وكان من ابرز ملوكها السلطان عمارة دنقس والذي كان يدين بالاسلام في وقت كان الكثير من اتباعه ورعايه علي الوثنية (ويكييبيديا).وهذا الامر يجعلنا ان نفكر بالدين كعامل لا يدخل في اطار الهوية القومية اسوة بالعرق، مما يجعل السلطنة الزرقاء وبمفاهيم عصرنا متقدمة علي صعيدي التاسيس والممارسة. اذن فان محور السلطنة الزرقاء يعتبر مدخلا حيويا في فهم علاقة البشر بهذا المكان من خلال الوعي بضرورة التعايش ومن ثم الادراك الواعي للمساهمة في تطويره بالرغم من عجز هذه السلطنة لاحقا في التاسيس لدولة قوية تواجه الغزو الخارجي والذي انتهي بها المطاف باحتلال محمد علي للسودان. لكن القيمة الأساسية والمستمدة من هذا التحالف هي احلال ارضية الحوار الثقافي مكان الأقتتال، اذ كان وعيا متقدما بأسس تأسيس الدولة واعلاء معني الوجود الانساني مقابل الانتماءات الادني.

    الثورة المهدية:

    الثورة المهدية وبرغم طابعها الديني الا انها ادركت اهمية التشابك وتوحدت كافة المكونات من اجل مواجهة الاستعمار اولا ومن ثم الاتجاه الي بناء الدولة والذي فشل نتيجة عدم الوعي بطبيعة التحديات وعدم القدرة علي ابقاء حالة الثورة مستمرة من خلال تجاوز وعي القبيلة. ولهذا فالدارس لتاريخ هذه الثورة سيلحظ الدور المهم في توحيد القبائل والقدرة علي الصمود في مواجهة الاستعمار. لو لا هذه الوحدة التي شهدتها هذه الثورة لما استطاعت هزيمة القوي الخارجية وهذا قمين بان يجعلنا نعيد التفكير في قيمة هذه الوحدة الوطنية اثناء مسار هذه الثورة واعادة التفكير في تجاوز هذا الحالة المتراجعة تحت ضغط السياسات التخريبية ولننظر الي الامام باتجاه تحقيق معاني هذه الوحدة كقيمة نضالية اولا وعند تاسيس الدولة كذلك.

    ثورة 24:

    ثورة 24 يجب ان تتم قراءتها علي مستويين: المستوي الاول يتم علي خلفية النقاشات التي تمت عبر جمعية اللواء الأبيض والتي أنشاها علي عبد اللطيف مع عبيد عبد الرحمن واخرين عام 1923 . لقد اختطف البعض هذه النقاشات ليقول ان علي عبد اللطيف كان اول من دعي الي السودانيوية . والواقع وفي اطار حضور القبيلة وضمن رؤية سليمان كشة السطحية كان علي عبد اللطيف يري ان المستفيد الاول من الواقع القبلي هو الاستعمار ولهذا عندما سئل اثناء محاكمته عن قبيلته رفض الاجابة متمسكا بسودانيته، والواقع وضمن قراء متعمقة فعلي عبد اللطيف لم يكن وطنيا فحسب بل كان لديه منطلق قومي أشمل وبالذات حول العلاقة مع مصر، اذ عرفت جمعية اللواء الابيض بعلمها الذي يتوسطه حوض النيل مع رسم العلم المصري بهلال والنجوم في الركن العالي وكتبت فيه عبارة (الي الأمام باللغة العربية)(ويكييبيديا).هذا المدلول يرتبط بدلالة اخري وهي المتعلقة بدرجة الصدام بين الانجليز واعضاء هذه الثورة اذ ارتبطت بقرار ترحيل احدي الفرق العسكرية المصرية من السودلن مما ادي ذلك الي تحرك هؤلاء الضباط والاصطدام مع الانجليز. المستوي الثاني: علي عبد اللطيف والذي تمتد جذوره الي جنوب السودان كان مهموما بوحدة المصير السوداني مرتكزا علي بعد المكان ومتجاوزا للمفاهيم العرقية التي باتت تطفو علي السطح في وقتنا الراهن، وكذلك كان واعيا بامتداد المكان باتجاه العمق العربي وهذا ما يجعلنا ان نتناول الابعاد المكانية للمكان وظاهرة اللون.

    الابعاد المكانية للمكان وظاهرة اللون:

    السؤال الاساسي هنا هل مكان الهوية السودانية يرتبط بالحدود المرسومة منذ زمن الاستعمار ام تتمدد الهوية خارج هذه الحدود استنادا الي الابعاد الثقافية واللغوية؟ في تقدير هذه الدراسة فان الهوية تتمدد خارج هذا الماكن الحدودي، اذ الهوية بالأصل عابرة للحدود المصنوعة وملتحمة مع فضاءات اخري. ما يعنينا في هذا الاطار السوداني هو تمدد الهوية في العمق العربي من جهة والعمق الافريقي وكيف نفهم هذه الامتدادات؟ تري هذه الدراسة بأن الامتداد نحو العمق العربي يتأسس من خلال اللغة و التاريخ المشترك والثقافة بشكل عام ونحو العمق الافريقي عبر كثير من العادات والتقاليد لكن تغيب اللغة الجامعة في الاطار الأفريقي ، واللغة جوهرية في العلاقة بين الشعوب اي هي بيت الكائن كما يقول هاديغر. فاللغة وكما يقول باحاثان مرموقان(هي سلطة علي النفوس والعقول وأنها ذاتها تتضمن رؤية للعالم وأن تحليل لغة السلطة يتعين ان يمر اولا عبر سلطة اللغة ذاتها)(محمد سبيلا و عبد السلام بنعبد العالي). ووضع السودان بين القطبين الافريقي والعربي يعتبر تمايزا ايجابيا اذ يجعله مستفيدا من البعدين من خلال الاستفادة من البعد البشري والموارد الاخري مع التأكيد ان لون البشرة لا يلعب اي دور فيما يتعلق بالهوية، وعليه يجب ان نقول بأن الانتماء لافريقيا يرتبه وضع المكان وليس لون البشرة كما يتصور البعض كما ان لون البشرة يجب ان لا يعتبر حاجزا عندما يتم التعامل في مسألة الانتماء للأطار العربي بالرغم من ظواهر التخلف في هذا الاطار، الا ان مصائر الشعوب يتجاوز هذه الافكار العنصرية نحو الاطار المفتوح تجاه الانسانية. وتنتقد هذه الدراسة الآراء التي تهاجم المراة السودانية وفي استخدامها لادوات التجميل بكونها تهرب من افريقيتها باتجاه العرب وهذه النظرة السطحية لا تنظر الي معايير الجمال التي رسختها الراسمالية العالمية في مقاييس الجمال عبر الصورة والدعاية وليست صور الانتماء تتم عبر التمظهر الخارجي والا تفرقت حتي الأسرة الواحدة اذا تم الحكم للهوية وفق المظهر الخارجي او لون البشرة. يجب ان نضع الهوية في اطار حضاري اعلي من اجل صياغة الحياة والمصير.اذن فدراسة الهوية ليست ( دراسة نموذجا صافيا يشبه تقريبا النموذج الصافي الذي يعمل عليه عالم الفيزياء حين يجرد التجربة من الشروط العرضية المتداخلة ولا يبقي الا علي العوامل المؤثرة التي يريد دراسة تاثيرها معزولا ليتمكن من فهمها، )( محمد الشاويش). واستنادا الي هذا الوعي فان الهوية السودانية هوية متداخلة وليست انموذجا صافيا كعالم الفيزياء ولكن هذا التداخل لا يلغي حقيقة الشروط المميزة لهذه الهوية اذ يعتبر هذا التداخل اغناءا لهذه الهوية ، وهذا يجعلنا ان نتحدث عن كيماء الهوية السودانية بديلا عن فيزياء الهويات، اذ أن التداخل بالمعني الكيمائي يساعد علي تفاعل كل العناصر ومهما كانت طبيعة تركيبتها لكن ضمن معمل تتوافر فيه شروط هذا التفاعل من أجل تكسير الروابط العشائرية والقبلية والطائفية ومن اجل انتاج روابط جديدة تعكس مجالات الهوية الوطنية العميقة.

    خاتمة:

    لقد افترضت هذه الدراسة مجمل افتراضات ومن اهمها كون الهوية السودانية تتأزم كلما تراجع الفعل التنموي والمعيشي للناس لتتخذ شكلا سياسيا يتم فيه الهجوم علي السلطة المهيمنة والمتبنية لاطار الثقافة العربية الأسلامية. هذا الاحتقان يعتبر حقيقيا فمعالم الهوية تضيع عندما لا يستطيع النظام السياسي تلبية حاجات المواطنين وبالذات في واقع هوية غير مكتملة البناء تماما، لكن هذا الواقع يجب ان لا ينظر اليه الا في أطاره السياسي. وهذه الفرضية ترتبط بالفرضية المتعلقة بكون الصراع في السودان يعتبر صراعا سياسيا يتخذ الثقافة كاطار للمواجهة، ومن هنا ظهرت جدلية المركز والهامش كرؤية تؤسس لفكرة هذا الصراع الثقافي وهي رؤية غير متعمقة في طبيعة الصراع ومتماهية مع خطاب ارتدادي لا يقدم بديلا للأزمة الراهنة سوي المخيلة المرتبطة بهيمنة ثقافة ما علي بقية الثقافات دون ادراك ان التهميش يصل الي كل السودانيين عدا المرتبطين بالسلطة. وهنا يجب ان نعيد تعريف الصراع من جديد، اذ أن الصراع ليس صراعا ثقافيا لكنه صراعا سياسيا أتخذ البعد الثقافي لدي البعض ضمن حالة ضبابية الرؤية و التي طورتها خطابات الأسلام السياسي من جهة، ومن جهة أخري قوي ما يعرف بالهامش لأنتاج ما يعرف بالشرخ في الهوية. الصراع السياسي الحقيقي يجب أن يكون ضد السلطة ومهما كانت طبيعتها خارج اطار التجزأة الاجتماعية من اجل تكوين مفهوم الأنماج بديلا عن الشرخ في الهوية، فالسلطة و في كل الأحوال عابرة والذي يبقي هو المجتمع والذي يتطلع الي خطابات صحيحة تبتعد عن لغة الانقسامات وتستطيع التمييز بين لغة السلطة ولغة المجتمع. الفرضية الاخيرة والمتعلقة بكون الثقافة العربية هي قاعدة الطباق السوداني هذا لا يعني تميزها بل ضرورتها كقاعدة للوحدة الوطنية مع احترام جميع الثقافات . فاذا كان الطباق من خلال المفهوم الموسيقي هو فن التشابك والتفاعل بين النوتات الموسيقة او النوتات المتضادة لعزف لحن موحد فليكن هذا مدخلا للهوية من اجل الخروج من حالة النشاز المستمر في مسارها وليكن ذلك علي الأسس التالية:

    1-وحدة السودان هي الاساس الذي نشتغل عليه خارج كل اطر تقرير المصير والانفصال
    2-العمل علي مشروع انساني حضاري لا يميز بين المواطنيين ولاي سبب من الاسباب
    3-العمل علي فكرة تحقيق البعد الديمقراطي من أجل حوار ثقافي جدي نتجاوز فيه حالة الأصطفاف السياسي متصلا ذلك بتحقيق مشاريع التنمية والتطور الأجتماعي ولن يحدث ذلك الا من خلال الخروج من دوائر شرخ الهوية والتي مثلتها خطابات تيار الأسلام السياسي من جهة وبعض ما يعرف بقوي الهامش من جهة أخري دون المساواة بين الأثنين. فقوي الهامش هي نتاج فشل سياسات القوي الرجعية عموما والتي أدخلت السودان في هذه الدائرة الشريرة.
    4-اخيرا ، يجب احلال مفهوم الهوية الرأسية بمفهوم الهوية الأفقية وهي الهوية القابلة علي الأخذ والتعاطي بين كل المكونات من اجل الانصهار والاندماج دونما فرض أو هيمنة.



    المصادر
    محمد سبيلا و عبد السلام بنعبد العالي-اللغة- صحيفة حريات الالكترونية
    محمد الشاويش-نهضة مجهضة-جدل الهوية و الفاعلية- دار الفكر-دمشق2008
    www.ar.m.wikipedia.org ويكييبيديا-اللغة النوبية-
    www.ar.m.wikipedia.orgويكييبيديا-السلطنة الزرقاء
    تيسير عودة-الطباق-الجزيرة نت
    -http://http://www.almadina.com-المكانwww.almadina.com-المكان وهويةعلي حسن العيدروس-المكان الهوية




































                  

02-25-2018, 07:25 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)



    مولانا محمد علي,
    لابد أن تعلم أنه مرحب بك دائما ليس للحوار حول هذا الموضوع فقط وانما لكافة المواضيع المطروحة والتي تهم الشأن العام ذلك كونك تدخل تحيي صاحب البوست ومتداخليه بكل احترام ثم تكتب ما تعبر به عن رأيك وفي صلب الموضوع وبمنتهى الموضوعية ثم تخرج وبنفس الصورة التي تدخل بها لتجعل الذي يقرأ ما تكتبه يتلفت يمينا ويسارا يبحث عنك ليعبر لك عن امتنانه لك بالمشاركة حتى ولو كان يختلف معك فيها. ليس من المستغرب أن أتفق معك في كثير مما طرحته في مداخلتك والى أن أعود لكي اتناول بعض النقاط التي طرحها شخصكم الكريم ولدي ملاحظات عليها أدعوك لمتابعة وقراءة المقالات والدراسات التي أضعها في هذا المقام لأني أؤمن بأن ذلك سيوفر لنا أرضية أفضل للنقاش وسيجلي كثير من اللبس والغموض فيما أريد توصيله حول هذه المفاهيم.

    تقبل فائق احترامي وتقديري


                  

02-25-2018, 07:35 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)


    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)



    الأخ طه جعفر،
    ارجو إذا توفر لديك الوقت والامكانية أن تقوم بترجمة مداخلة الأخ أمين ملوال حول موضوع الهوية الى اللغة العربية وإعادة نشرها حتى يستطيع الجميع قراءتها إذا رأيتم ذلك ضروري.
    تقبل تحياتي

                  

02-26-2018, 03:22 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    الآن سنورد هنا مقال الأستاذ محمد الأمين أبوزيد حول مفهوم الأفريقية والزنوجة بعنوان (الزنوجة والافريقانية والتنميط السياسي) وكما أسلفنا فصديقنا أبو الأمين شخص غني عن التعريف لاسيما للذين درسوا في القاهرة بمصر في النصف الثاني لثمانينات القرن الماضي فقد شارك في العمل السياسي والنقابي وشغل منصب السكرتير الاكاديمي للاتحاد العام للطلاب السودانيين بدورة ما بعد انتفاضة مارس أبريل 1985 وهو كما ذكرنا أيضا مناضل وباحث ومفكر يكتب في موضوع الهوية محاولا تفكيك المصطلحات المتعلقة بها وفي هذا المقال يحاول لفت نظر القراء للمفهوم القاري لإفريقيا معرجا على حركة الزنوجة في أفريقيا والتي كان الشاعر والاديب العالمي الرئيس السنغالي الأسبق ليو بولد سنغور من أهم روادها كما أنه لم ينسى لينبه الى ضرورة التركيز على الانتماء الوطني السوداني الذي يعبر عن التمازج بين مكونات التكوين القومي جميعها والتعايش دون المساس بها.

    والله ولي التوفيق

                  

02-26-2018, 03:33 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    الزنوجة والافريقانية والتنميط السياسي
    بقلم محمد الأمين أبوزيد


    لقد واجهت القارة الافريقية على مدى التاريخ القريب والبعيد قوى استعمارية استهدفت انسانها ومواردها وأدى استعمال القوة وحالة التخلف التى تعيشها القارة إلى شل قدراتها على النهوض والمساهمة فى الحضارة الإنسانية ولقد أفضى هذين العاملين إلى بروز المصطلحين مثار البحث الذى نحاول فيه معرفة وتقصى جزريهما ومحاولات تنميطهما سياسياً واسقاطهما على واقع المشكلات التى تُعانيها القارة على العُموم والسودان على وجه الخُصوص وهى محاولة تستهدف على المستوى الوطنى تقوية عناصر التوحيد الوطنى وتنقيتها من سلبيات عهود التخلف والاستعمار وإلى عدم الخلط بين حقائقها التاريخية والاختلاف الفكري والسياسي وعلى المستوى القاري تستهدف استكشاف المعاني الحقيقية حول حقيقة معنى الانتماء القاري ومتطلباته بعيداً عن الإسقاطات العنصرية والنظرة الدونية برغم من أن كثير من الدراسات البيولوجية والسلالية أشارت إلى أن أصل الانسان الأول هو إفريقيا .
    من ناحية أخرى إن محاولة تقسيم العالم على أسّاس لون البشرة هى فكرة عُنصرية بغيضة ينبغى أن تُواجه بالرفض الحاسم لمضمونها وفضح أهدافها لأنها فكرة تتصادم مع الإنسانية حيث لا تشكل عوامل اللّون والّدم والعرق والسُلالة والوراثة خصائص للانتماء أيّ كان قاري أو وطنى أو قومى. وفق هذه الأهداف المشار إليها وددنا مناقشة هذين المصطلحين وعلاقتهما بجوهر الصراع السياسي في السُّودان.
    نشأت حركة الزنوج Negritude كحركة أدبية سياسية فى حقبة الثلاثينات فى القرن الماضى ويُعد الشّاعر والرئيس السنغالي السابق نيو بولد سيدار سنغور والشاعر المارتنيكى إيمي سيزير والشّاعر المنحدر من جزر جيانا ليون داماس الرواد المؤسسين لهذه الحركة. تبنت الحركة اللّون الأسود كمعيّار للهويّة في مواجهة الاستعمار الفرنسي آنذاك وهي تُعد ردة فعل لمواجهة سياسة الفرنسة فى المستعمرات الافريقية التى استهدفت محو ثقافة المستعمرات الفرنسية وإلحاقها بثقافة المستعمر عبر اللغة وغيرها ولذلك فهى كانت نتيجة طبيعية لطمس التاريخ والهوية والتراث للإنسان الأفريقي.
    لقد حاول سنجور على وجه الخصوص إيلاء اهتمام كبير أكثر من رفيقيه بمسألة حركة الزنوجة والأفرقة وإعطائها مدلولات أوسع حيث يرى أن تماهى الشخص الأسود مع لونه الأسود دون اعتبار للثقافة التي ينتمي إليها أو اللغة التي يتحدثها أو البقعة التي يعيش فيها.. وفى رؤية لاحقة يرى سنجور نفسه أن الزنوجة هي مجموعة القيم الاقتصادية والسياسية والفكرية والمعنوية والفنية والاجتماعية لدى شعوب إفريقيا والأقليات السوداء في أمريكا وآسيا وأستراليا.
    يرى سيزير أن الزنوجة هي (اعتراف المرء بواقع أن يكون أسود وقبوله بهذا الواقع وبقدر الأسود تاريخياً وثقافياً).. بينما يرى سارتر (أن الزنوجة هي موقف عاطفي حيال العالم)
    إن من المعضلات التي واجهت حركة الزنوجة هو اللّغة وقد عبر روادها عن إنتاجهم الإبداعى بلغات المستعمر نفسه الفرنسية والإنجليزية مما سبب حالة عدم تفاعل مع عموم جماهيرها.
    فى السودان أدت مسيرة التكوين القومى إلى اندماج الموروثات الحضارية والثقافية والدينية للشعوب السودانية القديمة والتمازج العرقي والثقافي بين المكونات المختلفة برغم من ان بعض عناصره الحيّة ظلت ماثلة وموجودة ونعتز بها كتراث تاريخي.. وقد عبر ذلك عن نفسه فى تيار أدبي لم يخلو من المضمون السياسى والثقافى والأدبى (تيار الغابة والصحراء) ومن أبرز شعرائه في تلك الحقبة حمزة الملك طمبل وصلاح أحمد إبراهيم والمجذوب وغيرهم ...
    إنّ الرّابط الجوهري لتيار الزنوجة والأفريقانية في الأدب خصائص أسلوبية وأدبية تميزت بها كتاباتهم التي حاولت إثبات الوجود نسبة للاضطهاد العرقي والثقافي الذي عاناهُ الإنسان الأفريقي جراء الصراع الاستعماري الذي جعل من القارة الافريقية مورداً خام للموارد ومستودع للأيدي العاملة وتُمثل حملات تهجير الزنوج الأفارقة في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلادى لأمريكا أبشع صُور الاسترقاق والاستغلال.
    لم يخلو مفهوم حركة الزنوجة والافريقية من إسقاطات انفعالية على حركة الصراع السياسى فى بلادنا برغم وضوح أبعاده مُنذ الاستقلال على أنه صراع سياسي اجتماعي اقتصادي بين قوتين تُمثلان حالة النقيض (الجماهير الكادحة والمتطلعة للتقدم من جهة وقوى الطائفية والرأسمال والأسلمة السياسية من جهة أخرى) ... لقد زاد من بروز هذه النزعات السياسات التي اتبعتها الأنظمة القائمة على التقسيم والتفتيت والقبلية والجهوية والتمكين والتي كان نتاجها انفصال الجنوب وترشُّح مناطق أخرى للتعاطي مع حالة الانفصال وفوق ذلك ما تعانيه البلاد من حالة الانهيار الشامل الذى يتهدد وحدة البلاد ووجودها المادى والتاريخى كدولة سودانية ...
    أدت سياسات النظام إلى إحياء الصراع حول الهوية وإعطائه أبعاداً سياسية لقضية ليست سياسية وهي مرتبطة - اي الهوية - بتداخل مجموعة العوامل الثقافية والحضارية لأيّ شعب والتى تميزه عن بقية شعوب العالم والتي لا تنتهي بنهاية حقبة زمنية معينة وتظل فى حالة تفاعل وتطور دائمين بحُكم أنها عملية ناتجة عن تفاعل الإنسان مع محيطه المادى والحضارى وهذا خلق سمة التنوع والتعدد فى مرتكزات كل الحضارات الإنسانية.
    إن ظروف التخلف والعزلة وغياب البعد الإنسانى بالإضافة إلى تحمل سكان القارة الإفريقية عبئاً زائداً في الاضطهاد المرتبط بالعرق والإقطاع وعلاقات الرّق والممارسات الاستعمارية رسّخ لدى الكثير ارتباط مفهوم ومصطلح الإفريقية والزنوجة طابعاّ عرقياّ مرتبطاّ بلون البشرة الأسود والذى يُشكل نوعاً من العُنصرية المُضادة أو الارتدادية تِجاه الآخر المُختلف ثقافياً وعرقياً وهو بهذا يتناقض مع المفهوم القاري بمُحتواهُ الإنساني والسياسي العام الذى ينبُع من وحدة شعوب القارة تِجاه السيطرة الاستعمارية بكافة وجوهها وبناء علاقات وجسور تفاعل ومصالح لا حوائط صّد وصراعات وتقسيم تخدم أهداف أعداء القارة لإبقائها على تخلفها .
    فى السودان لعبت سياسات نظام الإسلام السّياسى برُؤيتها القاصِرة والمُعادية لتطلُعات شعبنا دوراً مركزياً في إذكاء هذه النعرات والصراعات حول مفاهيم الهويّة والأفرقة والزنوجة والعُروبة بالقدر الذي جعلت السودانيين فى مواجهة بعضهم البعض وعمّقت حالة عدم القُبول والانقسام الوطني إلى ولاءات صغيرة تافهة وتسيسها مثلما سيّست الدين بالابتعاد عن جوهره ومضامينهِ الإنسانية والعدلية واختزاله في رُّؤية سياسيّة قاصرة تُعبّر عن تصوراتِها فقط ولا تمت للدين بصلة.
    من المُهم بالنسبة لكل السودانيين وبمختلف تكويناتهم السياسية والثقافية والقبلية عدم الاستجابة للوقوع في فخ صراعات حول هذه المفاهيم التي تقوى عناصر الانقسام والتفتيت المجتمعي وتخدم مصالح الفئة الحاكمة والمتسلّطة التى تتقُوى بذلك وأن نستوعب جيداً بأن ذلك جدلاً خارح الحلبة بطرح قضايا صراع سياسى لقضية ليست سياسية بما يعنى عملياً إبعاد القوى السياسية والاجتماعية في السودان عن جوهر الصراع الدائر والقوى التي تُمثله وعن مُرتكزاته وجذوره.
    خُلاصة الموضوع أنّ الإفريقية كمصطلح هو انتماء قاري ذُو محتوى سياسى يتعلق بوحدة قوى القارة وشعوبها نحو التقدم ولا يمثل أيّ بُعد عرقي أو ثقافى حيث تُشكل افريقيا قارة تمور بالتعدُّد الثقافي واللغوي والحضاري.
    وعلى ذات المستوى فإن الانتماء الوطني بالنسبة لنا كسودانيين يعبِّر عن مضمون التمازُج بين كل مكونات التكوين القومى بمختلف جذورهِ وعناصرهِ الثقافية المحلية وغيرها والتى يجب أن تبقى فى حالة تعايُش دُون المساس بمكوناتِها المُتعددة والمتنوعة فى إطار نِظام ديمُقراطى يؤمِن الحقوق المتساوية (الثقافية والاجتماعية والسياسية والدستورية ) لكل المواطنين دُون تمييز على أيّ أساس دينى او ثقافى أو عرقي أو جهوى والذىّ يشكل خلاصة أهداف وواجبات القوى السياسية والاجتماعية في الوقت الرّاهن والبُعد عن الصِراعات الهامشية التى تُطيل فى عُمر النِّظام .


    مصادر المقال:
    سنغور وحركة الزنوجة - محمد سليمان 2008
    دراسة الهوية القومية - حزب البعث 1987
    ويكبيديا حول الإفريقانية والزنوجة – شبكة الانترنت






                  

02-26-2018, 09:37 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    وكما وعدناكم فسنقوم الأن بوضع مقال الأستاذ أحمد محمود أحمد بعنوان (اجتزاء الحقيقة للإقلال من شأن المنتمين للثقافة العربية في السودان) وهو الأمر الذي أصبح وفقا لملاحظاته ورصده طريقة عمل وتفكير لجزء من تيار داخل الحركة الشعبية يمارس ما اسماه الأستاذ أحمد محمود بالمكر الثقافي الذي يدمر الذات قبل أن يدمر الآخر كما أنه ووفقا للكاتب يعبر عن حالة انفصام وفوبيا من الثقافة العربية تضر بالهوية.
    وللأمانة أعتقد ان هذا المقال سيمثل وثيقة تاريخية للضجة التي أثيرت حول لقاء الناشطة السودانية الأستاذة احلام مهدي محمد صالح ومحاولات التشويه التي تعرضت لها بدون أي جريرة ترتكبها سوى التعبير وبمنتهى الاريحية بآرائها وشعورها الطبيعي في حوار يتناول موضوع عام.كلنا أمل أن يشكل هذا المقال محفز لحوار أعمق حول موضوع الهوية والعروبة وبقية المفاهيم المطروحة للحوار من الناحية الفكرية أو السياسية وبالرغم من أن الأستاذ أحمد محمود قد أثقل فيه العيار قليلا منذرا الذين يتمادون في عدم موضوعية الطرح ومحاولات تشويه الحقائق وتضليل الناس.
    والله ولي التوفيق

    (عدل بواسطة بدوي محمد بدوي on 02-27-2018, 02:10 PM)

                  

02-26-2018, 09:42 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    اجتزاء الحقيقة للإقلال من شأن المنتمين للثقافة العربية في السودان

    بقلم أحمد محمود أحمد

    *المكر الثقافي يدمر الذات قبل تدمير الآخر*
    *الانفصام وفوبيا الثقافة العربية في السودان يضر بالهوية*

    يعترف كاتب هذا المقال بأننا في السودان لم نستطع إدارة التنوع عبر المرحلة التي اعقبت الاستقلال، وذلك نتيجة للوعي الناقص أو المنعدم لدى القوى التي سيطرت على مقاليد الحكم، سواء كانت ديمقراطية أو عسكرية.. وهذا كنتيجة، قد أضر بقضية التنوع كما أضر بالقضية الوطنية والتي تعمقت أزمتها عبر حكم الإسلاميين.. هذا الواقع تمثل لدى البعض وكأنه استهداف مقصود لوجود المكونات الثقافية والاقلال من شأنها وبالتالي، فبدلاً من استهداف الأنظمة التي مارست ذلك الظلم التاريخي ليس تجاه تلك المكونات فحسب، بل تجاه المجتمع ككل، وجهت بعض هذه المكونات كل الغبن تجاه المنتميين للثقافة العربية وكأن الانتماء لهذه الثقافة أو تلك شيئاً نختاره.. بعض الذين يقفون ضد انتماء السودان للثقافة العربية يتداولون في صراعهم المفتوح مع الأنظمة الحاكمة مقولات في الخفاء أو في العلن تتعلق بضرورة عودة العرب إلى ديارهم الأصلية، أي مغادرة السودان، وهذا سنلحظه لدى البعض وسط بعض أعضاء الحركة الشعبية، حتى لا نقول الحركة الشعبية كتنظيم، وتحديداً عبر فترات صدامها التاريخي مع الأنظمة المتوالية على الحكم في السودان وقبل انفصال الجنوب، و تبع ذلك المنهج غيرهم، وتم وفي أحوال كثيرة وصف السودانيين الشماليين بأنهم مجرد (جلابة) بما تحمله هذه الكلمة من مفهوم احتقاري، بالإضافة لبعدها المتعلق بتهمة الاسترقاق، وهذا أحياناً لم يسلم منه حتى الذين حملوا السلاح في الدفاع عن حق هذه المكونات... هنالك اعتراف ضمني ومن خلال الخطاب العام لبعض هذه المكونات بأن هنالك عرباً في السودان وهم سبب المشكلة، كما يقول البعض وسط هذه المكونات ولكن يتلاشى هذا الاعتقاد عندما يقول سوداني أنه ينتمي للعرب أو بأنه عربي، هنا تظهر نعرة تهكمية تنكر على هذا الشخص القول بالانتماء الذي يعتقده، هذه الحالة سأطلق عليها (فوبيا الثقافة العربية) في السودان، وهي فوبيا تؤدي إلى حالة انفصام عند أصحابها تصل إلى حالة المرض النفسي، والذي مكانه المصحات النفسية وليس الصراع الفكري والسياسي، وفي هذا الإطار لا نخرج بعض المثقفين السودانيين في الشمال من هذه الاذواجية.. نلاحظ حالة هذا الانفصام عبر بعض الفيديوهات المجتزأة عن سياقها والتي تظهر شخصاً سودانياً يقول بأنه عربي، أو شخصاً عربياً يقول شيئاً سلبياً عن السودانيين أو ينكر عروبتهم ويصبح هذا الشخص، والذي من الممكن أن يكون مريضاً نفسياً كمعيار لنظرة الآخر، ووسط ملايين العرب تجاه السودانيين، وتصبح مثل هذه الحالات الفردية كإثبات لأهل الانفصام العقلي بأن السودانيين ليسوا عرباً وتصبح تلك الحالات الفردية كحكم عام لمجموعة كبيرة من الناس على أسس تنعدم فيها المعايير الإنسانية أولاً، ومن ثم المعايير العلمية. أدلل على هذا بمقطع من فيديو انتشر عبر وسائط التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، والذي ظهرت فيه سيدة سودانية في قناة ال BBC مع سيدات من أقطار عربية أخرى، وظهرت السيدة التي تجلس بجوار السيدة السودانية منفعلة إذ قالت للسودانية بأن شكلها لا يشبه العرب وبالتالي فهي إفريقية، وبدا الأمر وكأنه انتصار لجناح الانفصام العقلي وتأكيد لنظرية المكر الثقافي، والتي تضر بالذات وليس الآخر، وفي أغلب الأحوال. ولكن حين مشاهدة الفيديو كاملاً فإن الحقيقة تبدو غير ذلك تماماً.. فالسيدة التي قالت للسيدة السودانية بأنها إفريقية هي إمراة متمردة على العروبة ولديها موقف تجاه العرب إذ تقول بأنها من الأمازيغ المصريين وتنكر على نفسها الانتماء للعروبة وعلى الآخرين، بل أنكرت على دولة المغرب الانتماء للعروبة!! وعلّلت ذلك بأن المغرب دولة إفريقية وليست عربية، كما قالت أيضاً لإمرأة ليبية كانت تجلس على شمالها بأنها لا تشبه العرب بل أن شكلها أمازيغي.. فالذي حدث أن أحدهم، وبشكل ينسجم مع نظرية المكر الثقافي، قام بترك كل ذلك واستقطع الجزء الذي قالت فيه هذه السيدة الأمازيغية للسيدة السودانية بأنها إفريقية حتى تبدو الصورة بأن هنالك إمراة عربية تنكر على السودانيين عروبتهم، وبالتالي تصدق الرؤية الكسيحة التي يمثلها البعض في هذا الإطار ويتم إحراج السودانيين أمام أنفسهم والتشكيك في انتمائهم.. هذا الانحدار في التفكير واستخدام هذه الاتجاهات المتخلفة لإحراج السودانيين والاقلال من شأنهم لا يخدم قضية الهوية بل يضر بها. فالذين يريدون من السودانيين التنكر للثقافة العربية فإنهم يضرون بقضيتهم أولاً، وذلك فإن الذي يتنكر لانتمائه الذاتي فإنه لا يجد حرجاً في التنكر الأقوى لانتماء الاخرين بل معاداتهم، و الذي لا يدافع عن انتمائه لا يدافع عن انتماء الآخرين.. وفي تقديري، وبشكل متواضع، فنحن نحتاج إلى احترام رؤية الآخر لنفسه، وفقط، أن نعارض تلك الرؤية عندما تحاول قمع أي رؤية أخرى لا تتفق معها.. فالعرب في السودان وعبر التاريخ لم يحملوا معاولهم لهدم ثقافة الآخر بل تداخلوا معهم وتكون هذا النسيج السوداني بخصوصيته المعهودة، والذين يطرحون فكرة الأنا والآخر، وبهذه الحدة، يجهلون ذلك التاريخ ويفضلون البيولوجيا على الحضارة وهو تفكير رجعي لا يخدم إلا قضايا التخلف، والتي يجب أن نقف ضدها جميعاً، كسودانيين، وبغض النظر عن انتماءاتنا، و هذا هو منطق الرؤية الحضارية مقابل الرؤية البيولوجية القاصرة، والتي تحاكم الآخرين استناداً للون بشرتهم، عندما يقولون بانتمائهم للعرب، وهؤلاء وقفوا بشراسة ضد هذه التصنيفات عندما طالتهم داخل السودان، وأقصد تصنيفات لون البشرة والجهة، فكيف إذن تقاتل ضد شيء وتستخدمه ضد الآخر؟! هذا هو عقل الانفصام إذ هو عقل مدمر للذات وللآخر، وهنا فأنا لا أعمم لكنني اتصدى لتيار، إن أصبح سائداً، فإنه سيحرق الأوطان عبر تفكير البيولوجيا، أي الانحدار نحو الشرط اللإنساني في النظر للإنسان.







                  

02-27-2018, 05:19 AM

Ahmed Mahmoud
<aAhmed Mahmoud
تاريخ التسجيل: 01-22-2004
مجموع المشاركات: 229

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحوار حول الهوية، الضرورة و الامكانية. (Re: بدوي محمد بدوي)

    تحياتي استاذ بدوي علي طرح هذا الموضوع المهم و الذي أصبح يغطي علي كافة القضايا المطروحة. في تقديري فأن قضية الحوار تبدو ضرورية عبر هذه المرحلة الدقيقة من تاريخنا الوطني، و بالذات فيما يتعلق بالهوية السودانية لأن مسألة من نحن مهمة في اطار تحديد مسار النهضة و التي ترتكز علي عناصر الثقافة و الوعي بالذات. الأهم ما في هذا النقاش ان لا يكون انفعاليا و ناتجا عن ردود الفعل تجاه الأزمة السياسية و التي صدرها نظام الأنقاذ و طورها علي كافة المستويات، المطلوب أن ننفذ نحو التاريخ و نبحث عن المشتركات التي توحدنا و اعني هنا الثقافة و اللغة ، اي اللغة الجامعة لنا كسودانيين و التي عبرها نحدد مسار نهضتنا مع مراعاة الأختلافات و التنوع الدرجي في السودان، ففي تقديري ليس هنالك أي شيء يتم خارج اللغة. لك التحية و مقدرين لهذا المجهود.

    (عدل بواسطة Ahmed Mahmoud on 02-27-2018, 05:21 AM)

                  

02-27-2018, 06:42 AM

عبدالغني محمد الحاج

تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 320

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحوار حول الهوية، الضرورة و الامكانية. (Re: Ahmed Mahmoud)

    لا بد من شكر الأخ بدوي على فتح البوست وجمع هذه المواد التي تصب في اكثر محاور النقاش حساسية في السودان والمنبر
    لكن أستغرب أن الأخ الكاتب أحمد محمود هو عضو بالمنبر منذ 2004 وما دار جدل ونقاش أكثر مما دار في هذه المواضيع
    وهي محل إهتمامه فلماذا لا يشارك بصورة فعالة في النقاشات الدائرة لا سيما وهو يمثل وجهة نظر تتلقى النقد الشديد
    تحية مرة ثانية للكاتبين
                  

02-27-2018, 07:32 AM

Ahmed Mahmoud
<aAhmed Mahmoud
تاريخ التسجيل: 01-22-2004
مجموع المشاركات: 229

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحوار حول الهوية، الضرورة و الامكانية. (Re: عبدالغني محمد الحاج)

    شكرا أستاذ عبد الغني علي هذا السؤال المهم حول عدم مشاركتي طوال هذه السنوات في الكتابة عبر هذا الموقع. و للتوضيح فأنا قد أنقطعت عن الكتابة لفترة طويلة و لأسياب خاصة، و عندما عاودت الكتابة بحثت عن معلوماتي لهذا الموقع و لم أجدها و قد كتبت للأخ بكري أبو بكر لكنه قد كان مسافرا أو مشغولا فلم يرد علي مكتوبي، و ركزت في نشر كتاباتي عبر الواتساب، و لكن و من خلال اعادة البحث و بتركيز أكبر في دفاتري القديمة و جدت المعلومات و مباشرة دخلت علي الموقع. لا أنكر هنا بأن ابتدار الصديق الأستاذ بدوي لفتح هذا الموضوع الحيوي شجعني كثيرا في البحث عن هذه المعلومات و أعدك يا أستاذ عبد الغني أن أتواصل معكم من أجل حوار جدي يسوده الأحترام المتبادل، فرأي صواب يحتمل الخطأ و رأيك خطأ يحتمل الصواب كما قيل قديما، و لك مني أعلي التقدير و الأحترام.
                  

02-27-2018, 08:13 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحوار حول الهوية، الضرورة و الامكانية. (Re: Ahmed Mahmoud)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    الأخ عبد الغني شكرا على المداخلة المهمة لاسيما ملاحظتك بالطرح غير المتوازن لهذا الموضوع في هذا المنبر والذي عبرت عنه بأن وجه نظر الأستاذ احمد محمود تتلقى نقدا شديدا. أعدك بأننا سنحاول تصحيح غالبية المفاهيم المغلوطة التي جعلها البعض كمنهج عمل جعل كثيرين في هذا المنبر يحسون بأنهم أغراب. هذا الموضوع سينتهي قريبا بكشف بعض الحقائق التي ربما ضاعت على البعض في ظروف التردي التي وصل اليها الحال في بلادنا.
    سنسعى لجعل الطرح المنطقي والمتوازن والموضوعي يسود هنا وسنسعى لكسر حاجز التهيب نتيجة ما هو أقرب للإرهاب الفكري وسنجعل الناس يشاركون ويعبرون عن أنفسهم بشكل طبيعي هذا ليس ادعاء وانما سيتحقق قريبا. جهودكم مقدرة ومتابعتكم تسعدنا وتدفعنا لإتمام ما بدأناه. لا يفوتني أن اشكر الأستاذ أحمد محمود لتوضيحه للنقطة الهامة التي طرحتها والتي تتعلق بانقطاعه عن الكتابة وأخشى أن وجود قلمه وفكره ومنطقه سيعجز البعض عن الحوار الجاد والموضوعي وربما لن يترك لهم سوى خيار الابتعاد عن الحوار الذي نسعى اليه ولكنه في الوقت نفسه سيأتي الينا بأصحاب الحجة والمنطق والفكر بلا شك. اكرر ترحيبي بك وبه مره أخرى.

    تقبل احترامي وتقديري لشخصكم النبيل


                  

02-27-2018, 08:50 PM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    تحياتى يا بدوى
    وكل التقدير

    بك ومنك وفيك، نشتم رائحة طنطا
    وعبق ايام كانت تضج بكل ما هو جميل

    فى شان الهوية السودانية، وارى ان مجرد ذكر الاسم او المسمى، الهوية السودانية، كفيل بالاجابة على سؤال الهوية، واراه يغنى ويسمن ويختصر مدادا كثيرا يستغل لا اقول فى حسم بل فى فهم سؤال الهوية، اذ ان الحسم مستحيل هنا فى حالتنا السودانية، والاستحالة تاتى من حقيقة تنوع الاثنيات فى فيما تشكل وقام واقام ما يعرف الان بدولة السودان
    واى نكران او تجاهل لهذه الحقيقة البينه والجلية واى ابتعاد عنها لا يشى فقط بصعوبة تناول القضية بل بعدم فهمها من البداية

    كنت ولا زلت و ساظل مؤمنا بحقيقة واحدة لا ثانى لها، حقيقة وجود اعراق واثنيات عديدة شاء لها قدرها الجيوبوليتيكى أن تتواجد فى رقعة من الارض اسموها السودان
    هنا عرق زنجى خالص ومعه عرق عربى خالص ومعهما ثالث هو مزيد من الاثنين بنسب تتفاوت كثرة وقلة، وربما أيضا هنا اعراق اخرى غير تلك كلها، مع التنبه الى ان المسميات من شاكلة زنجى وعربى قد لا تكون دقيقة وقد يدخل فيها المعنى القومى والجغرافى وربما السياسى ايضا

    لذا فان جدلية حسم الهوية فى بلدنا السودان لهى ضرب من المستحيل، اللهم الا اذا تمايزت صفوف تلكم الاعراق، ولنسمها الاعراق، وخرجت جميعها وبقى واحد منها فقط، والخروج هنا بمعنى
    Exodus
    بمثل خروج بنى إسرائيل مثلا من مصر

    الهوية السودانية، هى كلمة السر الأعلى لمن يريد الحل

    لماذا لا نعتمد هذه الهوية الساحرة ونجعلها موئلا وحاضنة للجميع، لماذا لا نجعلها لوحة تتعانق فيها كل الالوان والسحنات واللغات والثقافات

    ما هو الصعب فى ذلك ؟

    انا ما هو اسد سحرا ونفعا وربحا وفوزا، فهو القبول، قبول الكل بالكل، فهذا هو سيد الحلول ومفتاح مغاليق كل الإشكالات العصية

    ما اصعبه، ما اسهله
    وما اجمله

    مع وفير التقدير مجددا
                  

02-28-2018, 07:34 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)



    شكرا جزيلا عزيزي بدوي على "المجاملة الرقيقة"
    وانا والله سعيد بانضمام احمد محمود للنقاش ..
    وهي مساحة للتفاكر المثمر دونما شك.
                  

02-28-2018, 09:34 AM

بهاء بكري
<aبهاء بكري
تاريخ التسجيل: 08-26-2003
مجموع المشاركات: 3518

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: محمد حيدر المشرف)

    الف شكر يابدوي علي نشر مساهمة الاستاذ احمد محمود حول الهوية السودانية والتي اعتقد تحتاج لاوراق عديدة حتي نصل لتصور مشترك حول الهوية الوطنية لشعوب السودان .




    مدخل* : لقد برز بعض المثقفين السودانيين عبر المرحلة الراهنة بأطروحة غير علمية تتماهي مع المنظور العرقي في الرؤية لمسألة الهوية السودانية، هذا الاتجاه يشتغل علي الاقلال من شأن السودانيين والذين يقولون بأنهم عرب، وهذا يعتبر تداعيا نفسيا وشوفينيا راكمته تداعيات الواقع السياسي من جهة، و من جهة أخري هي حالة الانحياز للمنطق غير العقلاني في التفكير من أجل ابراز خطاب سياسي يحمل عنفا مبطنا ضد بعض قطاعات المجتمع، و يحاول في نفس الوقت استرضاء بعض المجموعات التي تضررت من قمع السلطة، لكنه استرضاء كسيح يؤسس لخطاب عنصري يتساوى و خطاب السلطة في نظرتها للذين هم خارج اطارها. وهذه الأيديولوجية ذات اتجاه تفكيكي لا يتناسب مع التقدم العلمي و الحضارة الإنسانية، و التماهي معها من شانه ان يفكك كل مجتمعات الدنيا حيث لا يوجد مجتمع منسجم عرقيا: أذن ما هي الأطروحة المشتركة لأيدولوجيا العرق، والذي يمثله بعض المثقفين الشماليين ومن دون ذكر أسماء، الأطروحة هي: 1- السودانيون (قوم سود) وادعاءهم بكونهم عربا يؤشر لخلل نفسي في العقلية السودانية 2- السودان دولة أفريقية وليست لديه علاقة بالعرب و أذا وجدت هذه العلاقة فهي علاقة تبعية 3- ينظر العرب للسودانيين كمجرد (عبيد) وهذا مدعاة أن يعود السودانيين الي وعيهم الأفريقي وقطع العلاقة مع العرب 4- كل المشاكل التي حدثت في السودان و منذ الاستقلال تعود الي هذا الانتماء العربي 5- المرأة السودانية تعيش حالة انفصام لأنها لا تستطيع النظر الي نفسها السوداء ولهذا تلجأ الي المساحيق بحثا عن بشرة بيضاء تيمنا بالعرب. هذه هي الأطروحة الأساسية لأصحاب أيدولوجيا العرق، ولكن يمكن أن تتبعها مقولات أخري لا نريد التطرق لها هنا نتيجة لتهافتها الموغل في العدمية. من المؤسف أن هذه الأطروحة تصدر من مثقفين يحمل غالبيتهم شهادة الدكتوراه، وما يطرحونه هو الجانب العنصري في التفكير الإنساني، وهو ما تسعي هذه الدراسة من أجل تفكيكه وفق قراءة غير منفعلة، تتجنب الإساءة الي أي أحد بالرغم من حالة السقوط المريع والتي باتت تشمل مثقفين سودانيين بارزين يخوضون في وحل التفكير القبلي والعرقي وينزعون نحو التفكير المظلم في شأن الهوية.
    هنالك دعوات مستترة تتحدث عن افريقية السودان ولكن لم اقرا حتي الان ورقة كاملة كتبت من قبل مجموعة او شخص واحد تدعو لهذه الهوية الافريقية . صحيح ماجاء في مقدمة ورقة الاستاذ احمد محمود كلام مرسل من البعض ولكنة لم يقدم كتصور متكامل لذلك الافضل نشر نموذج حتي لو كان احاديا لان الورقة قائمة اصلا لدحض مثل هذه التصورات .
    مع خالص شكري وتقديري
                  

03-02-2018, 04:45 AM

Ahmed Mahmoud
<aAhmed Mahmoud
تاريخ التسجيل: 01-22-2004
مجموع المشاركات: 229

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بهاء بكري)

    شكرا استاذ بهاء و سؤالك مهم جدا..غالبية من يتحدثون عن الهوية و من زاوية عرقية ليست لديهم كتابات عميقة حول هذا الشأن، فهم يعتمدون علي المشافهة و اللغة السائبة، لان نظرية العرق فشلت علميا و من يرددها لا يستطيع التنظير لها وفق تصور علمي. هذا التيار تقوم اطروحته علي ردود الفعل و علي الاسقاط الشخصي علي الاحداث..شكرا علي سؤالك و نتواصل..
                  

03-02-2018, 04:47 AM

Ahmed Mahmoud
<aAhmed Mahmoud
تاريخ التسجيل: 01-22-2004
مجموع المشاركات: 229

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بهاء بكري)

    شكرا استاذ بهاء و سؤالك مهم جدا..غالبية من يتحدثون عن الهوية و من زاوية عرقية ليست لديهم كتابات عميقة حول هذا الشأن، فهم يعتمدون علي المشافهة و اللغة السائبة، لان نظرية العرق فشلت علميا و من يرددها لا يستطيع التنظير لها وفق تصور علمي. هذا التيار تقوم اطروحته علي ردود الفعل و علي الاسقاط الشخصي علي الاحداث..شكرا علي سؤالك و نتواصل..
                  

02-28-2018, 05:13 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)



    ساعود لاحقا للتعليق على المقال الممتاز ادتاه
    وهو للكاتب محمد الامين ابوزيد ..
    وهو منشور بالراكوبة الغراء

    الزنوجة والإفريقانية والتنميط السياسي
    محمد الأمين أبوزيد

    02-28-2018
    لقد واجهت القارة الإفريقية على مدى التاريخ القريب والبعيد قوى استعمارية استهدفت إنسانها ومواردها، أادى استعمال القوة وحالة التخلف التى تعيشها القارة إلى شل قدراتها على النهوض والمساهمة فى الحضارة الإنسانية، ولقد أفضى هذين العاملين إلى بروز المصطلحين مثار البحث الذي نحاول فيه معرفة وتقصي جذريهما، ومحاولات تنميطهما سياسياً واسقاطهما على واقع المشكلات التي تعانيها القارة، على العموم والسودان على وجه الخصوص، وهي محاولة تستهدف على المستوى الوطني تقوية عناصر التوحيد الوطني وتنقيتها من سلبيات عهود التخلف والاستعمار، وإلى عدم الخلط بين حقائقها التاريخية والاختلاف الفكري والسياسي وعلى المستوى القاري تستهدف استكشاف المعاني الحقيقية حول حقيقة معنى الانتماء القاري ومتطلباته، بعيداً عن الاسقاطات العنصرية والنظرة الدونية برغم من أن الكثير من الدراسات البيولوجية والسلالية أشارت إلى أن أصل الإنسان الأول هو أفريقيا....
    من ناحية أخرى أن محاولة تقسيم العالم على أساس لون البشرة هي فكرة عنصرية بغيضة ينبغى أن تُواجَه بالرفض الحاسم لمضمونها وفضح أهدافها لأنها فكرة تتصادم مع الإنسانية حيث لا تشكل عوامل اللون والدم والعرق والسلالة والوراثة خصائص للإنتماء أيّ كان قاري أو وطني أو قومي. وفق هذه الأهداف المشار إليها وددنا مناقشة هذين المصطلحين وعلاقتهما بجوهر الصراع السياسي في السودان.
    نشأت حركة الزنوجة (Negritude) كحركة أدبية سياسية فى حقبة الثلاثينات فى القرن الماضي، ويُعد الشاعر والرئيس السنغالي السابق نيوبولد سيدار سنغور، والشاعر المارتنيكي إيمى سيزير، والشاعر المنحدر من جزر جيانا ليون داماس الرواد المؤسسين لهذه الحركة.. تبنت الحركة اللون الأسود كمعيار للهوية في مواجهة الاستعمار الفرنسي آنذاك، وهي تُعد ردة فعل لمواجهة سياسة الفرنسة في المستعمرات الإفريقية التي استهدفت محو ثقافة المستعمرات الفرنسية وإلحاقها بثقافة المستعمر عبر اللغة وغيرها ولذلك فهي كانت نتيجة طبيعية لطمس التاريخ والهوية والتراث للإنسان الإفريقي..
    لقد حاول سنجور على وجه الخصوص إيلاء اهتمام كبير أكثر من رفيقيه بمسألة حركة الزنوجة والأفرقة، وإعطائها مدلولات أوسع عندما يرى أن تماهي الشخص الأسود مع لونه الأسود دون اعتبار للثقافة التي ينتمي إليها أو اللغة التي يتحدثها أو البقعة التي يعيش فيها.. وفي رؤية لاحقة يرى سنجور نفسه أن الزنوجة هى مجموعة القيم الاقتصادية والسياسية والفكرية والمعنوية والفنية والاجتماعية لدى شعوب إفريقيا والأقليات السوداء في أمريكا وآسيا وأستراليا.....
    يرى سيزير أن الزنوجة هي (اعتراف المرء بواقع أن يكون أسود وقبوله بهذا الواقع وبقدر الأسود تاريخياً وثقافياً).. بينما يرى سارتر (أن الزنوجة هي موقف عاطفي حيال العالم).
    إن من المعضلات التي واجهت حركة الزنوجة هي اللغة، وقد عبر روادها عن انتاجهم الابداعى بلغات المستعمر نفسه الفرنسية والإنجليزية مما سبب حالة عدم تفاعل مع عموم جماهيرها.
    * في السودان أدت مسيرة التكوين القومي إلى اندماج الموروثات الحضارية والثقافية والدينية للشعوب السودانية القديمة إلى التمازج العرقي والثقافي بين المكونات المختلفة برغم من أن بعض عناصره الحية ظلت ماثلة وموجودة ونعتز بها كتراث تاريخي.. وقد عبّر ذلك عن نفسه فى تيار أدبي لم يخلو من المضمون السياسي والثقافي والأدبي (تيار الغابة والصحراء) ومن أبرز شعرائه فى تلك الحقبة حمزة الملك طمبل وصلاح أحمد ابراهيم والمجذوب وغيرهم...
    إن الرابط الجوهرى لتيار الزنوجة والإفريقانية في الأدب خصائص اسلوبية وأدبية تميزت بها كتاباتهم التي حاولت إثبات الوجود نسبة للاضطهاد العرقي والثقافي الذي عاناه الإنسان الإفريقى جراء الصراع الاستعماري الذي جعل من القارة الإفريقية مورداً خام للموارد ومستودع للأيدي العاملة، وتمثل حملات تهجير الزنوج الأفارقة في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلادي لأمريكا أبشع صور الاسترقاق والاستغلال...
    لم يخلو مفهوم حركة الزنوجة والإفريقية من اسقاطات انفعالية على حركة الصراع السياسى فى بلادنا برغم وضوح أبعاده منذ الاستقلال على أنه صراع سياسي اجتماعي اقتصادي بين قوتين تمثلان حالة النقيض (الجماهير الكادحة والمتطلعة للتقدم من جهة وقوى الطائفية والرأسمال والأسلمة السياسية من جهة أخرى)... لقد زاد من بروز هذه النزعات السياسات التى اتبعها النظام، القائمة على التقسيم والتفتيت والقبلية والجهوية والتمكين، والتي كانت نتاجاتها انفصال الجنوب وترشح مناطق أخرى للتعاطي مع حالة الانفصال وفوق ذلك ما تعانيه البلاد من حالة الانهيار الشامل الذي يتهدد وحدة البلاد ووجودها المادي والتاريخي كدولة سودانية...
    أدت سياسات النظام إلى إحياء الصراع حول الهوية واعطائه أبعاداً سياسية لقضية ليست سياسية وهي مرتبطة - أي الهوية- بتداخل مجموعة العوامل الثقافية والحضارية لأي شعب والتي تميزه عن بقية شعوب العالم والتي لا تنتهي بنهاية حقبة زمنية معينة، وتظل في حالة تفاعل وتطور دائمين بحكم أنها عملية ناتجة عن تفاعل الانسان مع محيطه المادي والحضاري، وهذا ما خلق سمة التنوع والتعدد فى مرتكزات كل الحضارات الإنسانية...
    إن ظروف التخلف والعزلة وغياب البعد الإنساني بالإضافة إلى تحمل سكان القارة الإفريقية عبئاً زائداً في الاضطهاد المرتبط بالعرق والاقطاع وعلاقات الرق والممارسات الاستعمارية رسخ لدى الكثير ارتباط مفهوم ومصطلح الإفريقية والزنوجة طابعاً عرقياً مرتبطاً بلون البشرة الأسود والذي يشكل نوعاً من العنصرية المضادة أو الارتدادية تجاه الآخر المختلف ثقافياً وعرقياً وهو بهذا يتناقض مع المفهوم القاري بمحتواه الإنسانى والسياسي العام الذي ينبع من وحدة شعوب القارة تجاه السيطرة الاستعمارية بكافة وجوهها وبناء علاقات وجسور تفاعل ومصالح، لا حوائط صد وصراعات وتقسيم تخدم أهداف أعداء القارة لإبقائها على تخلفها...
    * في السودان لعبت سياسات نظام الإسلام السياسي برؤيتها القاصرة والمعادية لتطلعات شعبنا دوراً مركزياً في إذكاء هذه النعرات والصراعات حول مفاهيم الهوية والأفرقة والزنوجة والعروبة بالقدر الذي جعلت السودانيين فى مواجهة بعضهم البعض وعمقت حالة عدم القبول والانقسام الوطني إلى ولاءات صغيرة تافهة، وتسييسها مثلما سيست الدين بالإبتعاد عن جوهره ومضامينه الإنسانية والعدلية واختزاله فى رؤية سياسية قاصرة تعبر عن تصوراتها فقط ولا تمت للدين بصلة..
    * من المهم بالنسبة لكل السودانيين وبمختلف تكويناتهم السياسيةو الثقافية والقبلية عدم الاستجابة للوقوع فى فخ صراعات حول هذه المفاهيم التي تقوى عناصر الانقسام والتفتيت المجتمعي وتخدم مصالح الفئة الحاكمة والمتسلطة التي تتقوى بذلك وأن نستوعب جيداً بأن ذلك جدلاً خارح الحلبة بطرح قضايا صراع سياسي لقضية ليست سياسية بما يعنى عملياً إبعاد القوى السياسية والاجتماعية في السودان عن جوهر الصراع الدائر والقوى التى تمثله ومرتكزاته وجذوره..
    * خلاصة الموضوع أن الإفريقية كمصطلح هو انتماء قاري ذو محتوى سياسي يتعلق بوحدة قوى القارة وشعوبها نحو التقدم ولا يمثل أي بعد عرقي أو ثقافي حيث تشكل إفريقيا قارة تمور بالتعدد الثقافي واللغوي والحضاري..
    وعلى ذات المستوى فإن الانتماء الوطني بالنسبة لنا كسودانيين يعبر عن مضمون التمازج بين كل مكونات التكوين القومي بمختلف جذوره وعناصره الثقافية المحلية وغيرها، والتي يجب أن تبقى في حالة تعايش دون المساس بمكوناتها المتعددة والمتنوعة فى إطار نظام ديمقراطي يؤمن الحقوق المتساوية (الثقافية والاجتماعية والسياسية والدستورية) لكل المواطنين دون تمييز على أي أساس ديني أو ثقافي أو عرقي أو جهوي والذي هو خلاصة أهداف وواجبات القوى السياسية والاجتماعية في الوقت الراهن والبعد عن الصراعات الهامشية التي تطيل فى عمر النظام...

    * مصادر المقال:
    * سنغور وحركة الزنوجة - محمد سليمان 2008
    * دراسة الهوية القومية - حزب البعث- 1987
    * ويكبيديا حول الأفريقانية والزنوجة

    [email protected]


    Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
    Copyright© Dimensions Of Information Inc.

    Copyright © 2018 http://http://www.alrakoba.netwww.alrakoba.net - All rights reserved
                  

02-28-2018, 06:49 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: محمد حيدر المشرف)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    قبل نشرع وابتداء من الجمعة القادمة بالرد على مداخلات الاخوة الكرام مستهلين ردنا بالمداخلة المرحة المقتضبة التي احتوت على كمية من الهاهات مرورا بجميع الاخوة الذين تداخلوا معنا وساهموا في هذا الحوار والذي يسودنا تصورا بأنه ما يزال في بداياته كما انه سوف يستمر فترة طويلة نسيبا من الزمن كما سيشارك فيه غالبية أعضاء هذا المنبر في النهاية وامل ان لا أكون متفائل اكثر مما يجب أقول وحتى يكون من يتابعنا في الصورة بعد الرد على تلك المداخلات سأضع هنا مقالات أو دارسات أخري لكتاب آخرين لهم اسهام حول هذا المفاهيم حتى نحاول جميعا توسيع نطاق ادراكنا بالاطلاع عليها وكذلك ممارسة النقد سلبا او إيجابا والكتابة او الحوار حولها.
    ولأن كثير من الاخوة يجمعون على حساسية تلك المفاهيم والمصطلحات التي نطرحها هنا ولأن كثير من الناس لا يعرفوننا بصورة كافية فقد فضلت أن اضع هنا حديثا رددت به على مداخلة لأخ كريم يكتب باسم حركي وهو شطة خضراء تداخل معي في صفحة أراء حرة ومقالات للتعليق على مقال كتبته بعنوان الأحزاب والحركات السياسية السودانية بين ازمة القيادة وتغيير النظام قبل مدة قصيرة ونشرته أيضا في هذا المنبر أقول فضلت ان اضع ذلك الرد هنا وقبل بداية تعليقي على المداخلات انفة الذكر لاعتقادي ان له علاقة بهذه المفاهيم المطروحة للحوار لاسيما موضوع العنصرية كظاهرة سلبية في المجتمع السوداني بالإضافة الى اعتقادي ان ردي هذا سيعطي الكثيرين صورة عامة لأفكاري وتصوراتي حول تلك المفاهيم ستعمقها بلا شك ردودي على مداخلات الاخوة. يجب أن أوضح أن هذا الرد ربما يتطرق لأمور يمكن ان يراها البعض خارج تلك المفاهيم محل الحوار ولكني لأسباب مهمة لا أريد ان اقتطع منه أي جزء مع ادراكي بانه طويل نسبيا ولنفس الأسباب سأضع أولا مداخلة الأخ المذكور ثم اردفها بردي حتى تكون الصورة أوضح للقراء.
    ولكن قبل أن اضع تلك المداخلة مردوفة بردي عليها لابد أن أحي واشكر الأخ العزيز الشاعر والاديب ابوذر بابكر على مداخلته المهمة والتي سوف نعلق عليها حين يأتي دورها بالرغم من أننا لا نمتلك القدرة على التلاعب بكلمات العربية للتعبير عن الذات ولن نصل يوما لننظم مثل هذه الكلمات:

    من مهجة الطمى
    خرج الجسد
    و روح المدينة براق
    يكابد وعثاء العروج
    من النهر
    خرجت ابجدية المطر
    و روح المدينة صفصافة
    تحلم بقبلات الفراش
    واعراس المروج
    تغتسل الحروف
    فى نبع الملح المذاب
    وتجفف شعرها
    باشعة اللغة العذاب
    اختارى لونك ايتها القصيدة
    فالخرطوم انثى
    تخرج من بين الوعد و الرعد
    تسكن بين الشهد والسعد
    واخرج لالتقيها
    عند مهبط السراب
    الخرطوم انثى
    لو انزلنا طعمها على جبل
    لخر مرتويا
    من عذوبة الرضاب
    لو كتبنا اسمها على نجم
    لتوهج عاشقا
    بين قطعان السحاب
    الخرطوم اغنية
    فى خاطر التيه
    ولوعة الغياب
    تتبرج فى الاصيل
    بمزيج لونها القديم
    من الأزرق
    ينهمر البكاء على سفح المساء
    بالأبيض يتدثر الهتاف
    بريش الرغبة الملساء
    عميقا فى لهاة الفرح
    وفى جب البكاء
    اختارى لونك يا خرطوم من جديد
    فأنا اسميك اغنية
    مملوءة بنواح الشجر
    و ترانيم العناء
    مسقوفة بجراح الليل
    و تراتيل الرجاء
    منسوجة بحبال الصبر
    وخيبة الشعراء
    اختارى اسمك من جديد
    نحن والافراح
    فى كهف الاسى نيام
    و حلمنا
    باسط عينيه
    على الوصيد

    يبدو انه في طنطا قد فاتنا أن نقترب من كثيرين نأمل الأن أن نلتقي بهم مرة أخرى داخل الوطن المكلوم.
    وللأستاذ بهاء الدين بكري أقول إنه فعلا أن اغلب تلك الدعوات مستترة بالرغم من ارسالها وتطبيقها من حيث السلوك والممارسة وكذلك بعض الكتابات هنا وهناك أما بخصوص ملاحظتكم المهمة لإيراد نموذج لذلك في حالة توفره فاعتقد أن الأستاذ أحمد محمود سيلبي طلبك هذا بصورة او بأخرى لاسيما أنه أطلع على كثير من تنظيرات ذلك التيار أما فيما يتعلق بي سأحاول هنا اثبات تلك الممارسة والسلوك ونتائجها ومن خلال الواقع المعاش.
    دكتور المشرف عد لتعلق على موضوع الأستاذ محمد الأمين حتى نستفيد وكذلك نقرا لغتك الرائعة أذا ما كنت تعتقد ان وصفنا لك بالكلمة من باب المجاملة وهو ليس كذلك.
    تقبلوا تحياتي

                  

02-28-2018, 07:02 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    كتب الأخ الذي يكتب باسم شطة خضراء بتاريخ 30/12/2017:
    Quote: أعتقد أنه من حقي أن اختلف معك تماما،،، فانت هنا تأتي بشكل موغل في الظلم و الإجحاف بسلة واحدة و تحشر فيها الجميع في آن واحد!!!،،، فسيادتك تضع الحكومات و الاحزاب الزائفة و المشوهة التي ظلت تتداول مقاليد الحكم في البلاد متبادلة إياها مع شرزمة من العسكر الفاشلين و المغامرين اصحاب نفس العقلية الرعوية العقيمة، و ذلك في تبادل مقيت للادوار السمجة على مدى ٦٢ عاما!!،،، و في نفس الوقت تضع معهم في نفس السلة ظلما و لغرض في نفسك الحركات النضالية في الهامش و بعض الاحزاب التي نحسب صدق قادتها و التي لم تنفرد بالحكم بعد،،، فكيف تبيح لنفسك الحكم على نوايا الناس بالتخمينات المعيبة و إصدار الاحكام المنحازة و تعميمها!، فهل كان لديك ثروميترا لقياس مقدار وطنية الجميع و مدى صدقهم و اصلحيتهم؟!، ام كان لديك علم الغيب للإطلاع على السرائر و معرفة النوايا و الخبايا!!!،،، ثم أنك إتهمت الحركات المناضلة التي تحاول إصلاح ما افسدته العقلية الرعوية الرعناء بالعنصرية و عدم الوطنية و لكنك لم تعرف لنا ما الذي تعنيه بتلك الكلمة ( العنصرية )، و هل ما ظل ماثلا في السودان منذ ٦٢ عاما من انظمة حكم تعسفية و ممارساتها تتسع لاستيعابها كلمة العنصرية التي اوردتها هنا أم لا؟!!،،، و الغريبة انك و بكل بجاحة تورد امثلة تتفاخر بها و تدعي انها نماذج صالحة مثل الطاغية المريض صدام حسين و لينين و البعض الآخر ممن سادة افكارهم ثم بادت لانها لم تكن صالحة لتبقى و تدوم،،، و الغريبة ايضا إنك تناسيت ان تورد من ضمن امثلتك قادة حقيقيون مثل جورج واشنطون،،، بل و الأغرب إنك تقول بأن قادة الحركات في الهامش لا يؤمنون بالديمقراطية و أنهم لا يتداولون رئاسة احزابهم و قرنت ذلك بتلك الاحزاب التي تسنمت السلطة حتى الآن، متناسيا ايضا ان هنالك شيء يسمى الظرف الثوري و خاصة في حالات العمل المسلح و ان الوضع يختلف عنه في حالة السلطة و الحكم الفعلي و اجواء السلم و خير مثال على ما اقول هو المناضل الاممي الكبير نيلسون مانديلا في فترة ما قبل الحكم و بعد الحكم.




    رد بدوي محمد بدوي علية بتاريخ 02/01/2018 بالتالي:

    بدأ الاخ الذي يكتب باسم شطة خضراء مداخلته على مقالنا بان من حقه أن يختلف معي تماما وبالطبع من حقه ان يختلف معي او مع غيري في آرائه وان كنت أتمنى أنه كتب من حقي ان اختلف معك جزئيا او ان اختلف معك في النقاط التالية حيث يمكن ان نتوصل الى بعض النقاط التي يمكن ان نتفق فيها لأن الاصل ان نبحث عن نقاط الاتفاق وبعد ذلك نحاول علاج اسباب نقاط الخلاف او نناقشها حتى نتوصل فيها الى نقاط اتفاق حيث يتبقى في النهايه نقاط اختلاف ينبغى ان لاتفسد للود قضية كما يقال فى السودان او قل دون ان تقلل من احترامنا لبعضنا البعض. على كل كان اختلاف الاخ معي في جزئية أساسية من المقال مرتبطة بموضوع التعميم الذي يخل بالموضوعية وذلك بوضع قيادات الأحزاب والحركات السياسية السودانية جميعها في سلة واحدة وبطريقة يراها موغلة ومجحفة بالرغم من عدم اعتراضه على توصيفي للقوى التي تبادلت الحكم في السودان خلال الاثنتين وستين عاما المنصرمة وانما اعتراضه الاساسي يشمل وضعي الحركات المسلحة وقادة بعض الأحزاب الجديدة التي تحاول إصلاح ما أفسدته السياسة السودانية والذين يحسب انهم مناضلين في تلك السلة. أزعم هنا أنه لم يقرا المقال بتمعن لانه ان فعل ذلك لوجد الاجابات على ماطرحه بل اكثر من ذلك لوجد تساؤلاته التي تتعلق بجانب التعميم المخل هذا نفسها مكتوبة ولعرف ايضا انه ليس لدينا غرض مع اي كان وعلى اية حال من حقه أن يخرج من يريد أن يخرج من السلة التي وضعهم فيها شخصي وهو ايضا حر في أن يعترض على وصفي بعض تلك الحركات بالعنصرية و تعليقي هنا انني فقط حملت جميع قادة العمل السياسي في بلادنا مسؤولية تردي الاوضاع داخل احزابهم وحركاتهم قبل تردي اوضاع البلاد السياسية وتحدثت عن الممارسة السياسية الانتهازية وغير الجادة من قبل هؤلاء القادة وتحديت من يدعى بغير ذلك ان يذكر لنا اسما واحدا من هؤلاء القادة لانه بحسب اعتقادنا لايوجد ومن يقول بوجوده دعه يذكره لنا او قل يذكره للاخرين حتى يعرفروا اننا ظلمنا ذلك الشخص ووضعناه في تلك السلة وأوكد له إن ذكر لنا اسم لأي قائد لأي من الحركات السياسية السودانية المسلحة أو غير المسلحة التي وضعت السلاح أو التي مازالت تحمله وقد كنا وضعناه عن طريق الخطأ أو قل عن طريق التعميم المخل في تلك السلة البائسة فإني أؤكد له باننا سنراجع موقفنا تجاهه إن لم نقم بدعمه بكل ما نملك اذا قبل ذلك لأنه من أهداف مقالنا الأساسية البحث عن مثل هؤلاء المناضلين والوطنين. أما موضوع أننا نعلم الغيب او اننا نمتلك جهازا لقياس مستوى وطنية الناس وتوزيعها عليهم فبالتاكيد نحن لانعلم الغيب وانما فقط نستنتج احيانا ما نعتقد انه مبني على التحليل العلمي والموضوعي الذي يصيب في حالة ما اذا توفرت لدينا المعلومات الصحيحة ويمكن أن لايصيب في الحالة المعاكسة وبلاشك سيحسب علينا. وكذلك والعياذ بالله لانمتلك جهازا لقياس الوطنية وتوزيعها على الناس وانما فقط تناولنا قادة الاحزاب والحركات السياسية من خلال تاريخها السياسي وممارستها السياسية واصدرنا احكاما نعتقد انه من الصعب ان يختلف معنا فيها أحد بالرغم من انها ربما تكون قاسية نسبيا على بعض القادة وربما يوجد من هؤلاء القادة من يستحق ان يطلق عليه احكاما اقسى مما ذهبنا اليه ولكن بخصوص الاعضاء في الاحزاب والحركات السياسية السودانية من غير قادتهم فقد قلنا انه بهم المناضلين وكذلك غير المناضلين من المطبلين لقيادتهم اما في مايتعلق بموضوع صفة العنصرية التي اطلقناها على بعض الحركات المسلحة او التي تركت السلاح فلنا عودة بعد ان نغطي بعض نقاط الاختلاف الاخرى مع الاخ صاحب المداخلة.
    يذكر الاخ في معرض حديثه اننا ذكرنا بعض الاسماء نتفاخر بها وهي اسماء لشخصيات قال عنها ان افكارها سادت ثم بادت لنوضح الاتي اولا نحن لم نذكر تلك الاسماء للتفاخر ولاتربطنا بكثير منها اي صلات فكرية او حزبية تجعلنا يمكن ان نتفاخر بها سوى انها معظمها شخصيات تاريخية تبنت بعض الافكار الانسانية العامة التي يمكن ان تجعل اناس اخرين يعجبون بها اويذكرونها كامثلة حيث تم ذكرها من قبلنا كامثلة لشخصيات ساهمت في تغيير التاريخ ليس إلا وكذلك لإبراز دور القادة المؤثر في التغيير وقيادة المجتمعات وقد كان من الطبيعي ان لانستطيع ذكر كل العظماء والقادة اصحاب التاثير في التاريخ مع تفهم الاخ بان التاريخ سيظل محل خلاف دائما رغم اجماع الغالبية من الناس على بعض الشخصيات وعلى كل ومثل ماهو مختلف معنا حول شخصية صدام حسين المجيد الامر الذي سنتطرق اليه لاحقا نقول إن عدم ذكرنا لجورج واشنطن يمكن ان يكون لاي سبب من الاسباب فيمكن انه لم يخطر على بالنا اونسيناه اوربما لانعتبره شخصية عظيمة في التاريخ وعلى أية حال وحتى أكون صادق فانا شخصيا غير مهتم بشخصية جورج واشنطن وايضا غير معجب بشخصيتة او حتى بشخصية ابراهام لنكن مع احترامي لهما كشخصيات تاريخية معروفة كان لها الاثر البالغ في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية ولكنى إن كنت قد نسيت ممن كان يجب ان اذكرهم من الشخصيات الامريكية التى اعجبت بها وبنضالها في المجتمع الامريكي وكنت اتمنى ان يذكرني بها الاخ الأمر الذي كان سيؤكد لي جدية تبنيه لقضيتة والتي اعتقد إن اهم ركائزها هو النضال ضد العنصرية وفي نفس الوقت ربما كنت أجد له العذر عن بعض ماخرج به عن اللباقة في بعض التعابير في مداخلته وذلكم هو السيد مارتن لوثر كنج (جونيور) الرجل الذي دفع حياته ثمنا للمبادئ الانسانية العالية واولها النضال ضد العنصرية والتمييز العنصري في المجتمع الأمريكي الذي كان جورج واشنطن من اهم مؤسسيه ولكن الاخ اختار شخصا آخر من هذا المجتمع الأمريكي ليذكرني بأنني نسيته ولا ضير في ذلك فحب الناس مذاهب.
    وبمناسبة مارتن لوثر كنج هذا دعنا نرجع لاسئلته حول ماذا اقصد بالعنصرية او بالحركات العنصرية وهل ان الممارسات السياسية التي تمت من قبل من وصفهم بالعقلية الرعوية لبعضها علاقة بالعنصرية ام لا. واذا بدأنا بالشق الاخير من السؤال سنرجع لنقول مرة أخرى إن الاخ لم يقرأ المقال بعناية أو لم يعط المقال الجهد الكافي وهو أمر مفهوم نتيجة مشاغل الحياة ولان المقال طويل نسبيا او ربما تكون لغة المقال غير واضحة في حالة التسرع في التعامل معه ودعني انبه الاخ هنا انه لو اعطى فقط مدخل الموضوع الاهتمام الكافي لوجد انني عزيت اسباب تفشي عقلية الانفصال لدى السياسين الجنوبين وماتبعها من تعميق وتركيز على المسألة العنصرية العرقية او المناطقية اكثر من المسألة السياسية للمقاربة الاولى للتعامل مع التمرد في الجنوب من خلال تحضير قاذفات اللهب من قبل وزير دفاع الفريق عبود حينها ولذلك حتى تكون هذه النقطة واضحة في ذهنه ادعوه لمراجعة مدخل المقال فقط في هذا الجانب اما ماذا اقصد بالعنصرية والحركات العنصرية فقد كانت هنالك طرفة يحيكها الطلاب السودانيين من جيلنا او الاجيال التي سبقتنا خلال امتحانات الشهادة السودانية وخصوصا مادة التاريخ حيث يقال ان احد الطلاب سؤل في الامتحان عن السياسة الخارجية لبسمارك ولانه كان قد ركز فقط على السياسة الداخلية لبسمارك قبل الامتحان فقد اجاب انه لكي نتحدث عن سياسة بسمارك الخارجية لابد ان نتحدث اولا عن سياسة بسمارك الداخلية وربما يكون السؤال معكوس ايضا المهم اصبح يسهب ويتحدث عن سياسة بسمارك الداخلية ولم يتطرق لسياسة بسمارك الخارجية التي لم يكن قد ذاكرها جيدا وعلى أية حال وبغض النظر عن أن العنصرية كمصطلح معروف وله تعريف حسب مواثيق الأمم المتحدة واتفاقات جنيف وإن أي شخص يفتح القوقل سيرى في الويكيبيديا ما معنى العنصرية ومع ذلك أقول انه لكي اشرح لك ماذا اقصد بالعنصرية دعني اشرح لك ماذا اقصد بالعنصري او الشخص العنصري او الشخص السوداني الذي يتحول الى شخص عنصري لنقول مثل هكذا شخص يمكن إن يكون منتميا لأي من القبائل السودانية الكثيرة المتعددة حيث يذدهر بلدنا الحبيب ويشتهر بتعدد القبائل والثقافات واللهجات وكذلك تختلط فيه هذه المجموعات السكانية متعددة الاعراق والالوان وان كانت الغالبية من الناس تدين بدين واحد هو الاسلام الذي جعل لغته العربية ايضا تنتشر في غالبية اجزائه بثقافتها المعروفة وضمن هذه التركيبة الفريدة والمتعددة والمتداخلة ومع ظروف الناس من فقر وجهل وتخلف نتيجة لفشل القوى السياسية في استيعاب هذا الواقع والنهوض به تتم التجاوزات والاستفزازات والاهانات سوى من قبل السلطة الحاكمة على بعض ابنائها بما فيهم من ابنائها الذين يعتبرون إن السمة العامة لقبائلهم افريقية وليست عربية او من قبل بعض الجهلة والناس المتخلفين على بعض الناس من هؤلاء وهكذا مع تراكم هذه الامور وتطورها وحدوث المشاكل القبلية في مناطق التماس بين القبائل التي تعتز بعروبتها والقبائل الاخرى التي تعتز بجذورها الافريقية ومع غياب سلطة القانون الذي ينظم العلاقات مع الناس ويحفظ لكل ذي حق حقه يعاني بعض من ابناء السودان من الاضهاد او التجاوز عليهم وتطفو على السطح بعض الممارسات العنصرية من قبل الطرف المحسوب على العروبة في السودان وأحيانا كفعل وفي احيان أخرى كرد فعل وهكذا تساهم هذه الممارسات سلبا في تركيبه وعقلية ونفسية الانسان الذي تعرض لها او رأى أخرين يتعرضون لها ممن هو مرتبط بهم وهكذا يبدأ بعض من هؤلاء الذين تعرضوا لتلك التجاوزات يشعرون بنوع من الغبن ولكنهم يستمرون في حياتهم الاعتيادية في المدارس والجامعات لاسيما عندما يخرج ممن يسكنون منهم القرى النائية ويذهبون الى المدن الحضرية حيث يختلطون بالحياة وتتفتح أمالهم وتزداد يحلمون بالمشاركة الإيجابية في مجتمعهم والعمل على تطويره يتحلون بصدق روح الشباب والجدية المعروفة التى يتحلى بها ابناء مناطق بعينها في السودان ولكنهم يصطدمون من ناحية بمشاكل الحياة الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها كل ابناء السودان عدا القلة القليلة وكذلك يصطدمون بسلبيات المجتمع السوداني والجو السياسي المشوه وانعكاساته على الجانب الاجتماعي فيبدا جزء من هؤلاء بالتطرف في مواقفهم في نقد المجتمع بدلا من نقد السياسيين وتحميل المجتمع المسؤولية عن كل الممارسات السلبية بما فيها حرمانهم من فرص الحياة الكريمة وتهميشهم ومن ثم يخرج جزء منهم خارج البلاد للبحث عن حل لمشكلته الشخصية حاله حال الآخرين من ابناء البلاد الذين طردتهم بلادهم بينما يبقى الجزء الذي تتيسر ظروفه نسبيا في البلاد. اما الذين لم تتاح لهم فرصة الدراسة في الجامعات من تلك المجموعات التي تعرضت للمشاكل والممارسات هذه واصبحو يمارسون المهن الاخرى من اجل كسب العيش سوى كان ذلك في مناطقهم او المدن القريبة منها اوالمدن الأخرى وسط البلاد بما فيها العاصمة الخرطوم بحيث يظل هؤلاء الناس جميعا ومن المجموعتين الأولى التي تعلمت والثانية التي لم تتاح لها فرصة التعليم يكابدون من اجل لقمة العيش يعملون في التجارة ومختلف المهن الاخرى ولأن البلاد طاردة لابنائها يخرج من القسم الاول من الذين درسوا في الجامعات وتيسرت حالتهم إلى الخارج بما في ذلك إلى الغرب أي أمريكا وأروبا وأستراليا وكندا أما الشريحة الثانية التى لم تتوفر لها فرصة الدراسة فيذهب بعضها الى الدول المجاورة لاسيما التى اوضعاها الاقتصادية افضل كليبيا على سبيل المثال حيث تساعد الظروف بعض من هؤلاء عبور البحر والذهاب الى الغرب متمثلا في اوربا أو أمريكا وكندا وأستراليا أيضا وفي احيان أخرى الى مصر حيث يتمكن البعض ايضا وبمساعدة منظمة الامم المتحدة من السفر الى الغرب أيضا.
    في الغرب يبدا هؤلاء الناس حياتهم مثلهم مثل الالاف من مواطنى دول العالم الثالث الذين تركوا بلادنهم للبحث عن حياة أفضل وكل حسب الدولة الغربية التي اتت به الظروف اليها وفي الغالب يطلب هؤلاء الذين وصلوا باجتهاداتهم الخاصة وبدون مساعدة المنظمات الدولية اللجوء السياسي كل ينسج قصته حسب خياله وحسب ماهو موجود في سوق اللجوء حيث يختلط الخيال بالحقيقة في هذه القصص المقدمة من اجل الاقامة ويوزع الناس في معسكرات اللجوء حسب قوانين كل دولة وتبدأ تلك الاجراءات الطويلة حيث تبدأ معها حياة الناس الجديدة وعلاقاتهم الجديدة. وضمن هؤلاء يوجد ابناء الشعب السوداني ومن مختلف المناطق في السودان وبدرجات متفاوتة شرق غرب جنوب شمال ووسط ويعيش ابناء السودان فى تلك المعسكرات كل حسب حظه ويبدا بعضهم يدرس اللغة وأخرون هم الأغلبية يبدأون بممارسة الأعمال أيا كانت لمساعدة اهلهم وأسرهم في السودان وتصبح الحياة جميلة مليئة بالامال رغم المعاناة القاسية وفجأة يبدأ بعض السودانيين في الانكماش والانعزال عن السودانين الاخرين ويتكتلون حسب قبائلهم او جذورهم القبلية وجزء منهم يبدأ بتصديق قصص اللجوء المختطلة فيها الحقيقة بالخيال وحسب السوق حيث العنصرية العربية والإبادة الجماعية لجميع افراد الاسرة والاغتصاب والتنكيل وهكذا تبدأ مقاربة جديدة من قبل هؤلاء لمشكلة السودان عنوانها معاداة العروبة في السودان ومعاداة العروبة تعني في هذه الحالة الانعزال عن السودانين الآخرين الذين يعتقد بان أصولهم عربية والموجودين في نفس المعسكر أو في نفس المدينة ومعادة العروبة تعني في السودان معادة القبائل العربية القريبة أو التي في تماس مع هؤلاء ومعادة العروبة تعني معادة الاخوة والتآخي وتعني نبذ كل ماهو عربي بما في ذلك اللغة العربية حيث يشكل هؤلاء مجموعات قبلية يتحدثون بلغاتهم الخاصة او لهجاتهم سمها ماشئت.
    وللاسف بدلا من أن يستفيد هؤلاء الناس من تواجدهم في الغرب الذي تجاوز القبلية منذ امد بعيد تجدهم يتكتلون على اساس قبلي ويعزلون انفسهم من بقية اخوانهم السودانين الموجودين معهم في المعسكر المعين او المدينة المعينة وبدلا من ان يدينون المجتمع الغربي الذي تستشري فيه العنصرية كالسرطان يتكأون عليه لمساعدتهم في التخلص من العنصرية العربية وهكذا يتحول بعض من هؤلاء الى عنصريين متطرفين حقيقين تختلط عليهم الامور ينادون كل الغبن والمشاكل التي مروا بها ومنذ ان كانوا اطفالا ويضعونها امامهم سيتمدون منها الشعور بالحقد والرغبة في الانتقام ويذهب بعضهم الى الانتماء للحركات المسلحة بهذه العقلية العنصرية ويليتهم يبدأون صراعا حقيقيا ضد السلطة الحاكمة وانما يبدأون صراعهم مع مجتمعمهم او قل مع جيرانهم واخوانهم من القبائل الاخرى التي يصنفونها كقبائل عربية ومن ثم تتواصل الحرب الأهلية والتي كانت بدايتها تمثل الشرارة التي دفعت هؤلاء للانعزال والتطرف في معاداتهم لبقية إخوانهم الأخرين حيث يحشد كل من الأطراف المتصارعة أو التي وجدت نفسها داخل الصراع بلا ذنب أو جريرة قبيلته ويسلحها لكي تدافع عن نفسها يستنجد هذا الطرف بالحكومة وذاك يستنجد بدولة أخرى ومن ثم تعلو اصوات البنادق ويدفع المساكين من اهلنا في القرى من الطرفين الثمن غاليا حيث يتعرض الناس للقتل والتشريد وتفتح معسكرات اللاجئين على الحدود وهلمجرا. وهكذا تعلو الأصوات العنصرية كذلك من الجانبين وتتحول القضية من صراع مع الدولة والسلطة الى صراع قبلي مسلح بين المجموعات السكانية ويصبح فقط المستفيد هو الحكومة وتجار الحروب وبعض الزعماء القبلين. كما يفكر البعض في الانفصال وحق تقرير المصير ويعمل عليه ومن ثم يتوه الجميع في هذه المعمعة. ضمن هذا المفهوم يتحول صاحب الغبن الذي خرج به من بلاده يبحث عن حل لمشكلته او مشكلة بلاده الى شخص آخر يختلف تماما عن الشخصية التي تحمل الطيبة والتسامح والانفتاح على الاخر وينعزل اولا عن محيطه الطبيعي السوداني الاوسع والارحب لانه محيطا عربيا عنصريا حسب تقييمه ثم يبدأ في التطرف ليدخل في صراع حتى مع مايحمله من ثقافة ولغة عربية أحيانا ويبدأ بالتنظير لطروحات عنصرية عقيمة يملاؤها الحقد يغذي نفسه يوميا بالحديث عن الظلم والهامش يحلم بالانتقام من العرب الذين ظلموهوا وهو مستعد أن يذهب الى اعدائهم من الاسرائلين لكي يتلقى المساعدة منهم وأن سألتهم لماذا تفعلون ذلك يقولون لك انظر للحكام العرب فهم جيمعا يركضون نحو اسرائيل وامريكا فلماذا تريد ان تمنعنا لنقول لهم يجب ان تعلموا ان هؤلاء الحكام لايمثلون شعوبهم ويفترض انكم تناضلون بالضد من هؤلاء الحكام بما فيهم السلطة الحاكمة في الخرطوم وان كنتم ضد العرب لانكم تشعرون انكم تتعرضون من قبلهم للاضطهاد والعنصرية لماذا تذهبون إلى اكبر مثال في العنصرية واضطهاد الغير واحتلال أراضيهم وممتلكاتهم وكيف تريدون حتى من مجتمعاتكم ان تقبلكم وانتم تتنكرون لكل ماهو مرتبط بكم وهكذا ينسى من يريد أن ينسى أويحاول ان يتناسى كل مايربطه بمحيطه الذي يتخيله عربيا عنصريا دخيلا ومستعمرا. أن مثل هذه المقاربة هي التي تفكك المجتمعات وتسمم التآخي بين الناس وتخلق الحرب الاهلية وتعمق بذور الخلاف وتزيد الناس حقدا وجهلا وتخلفا ومثل ماينبري شخص ما لقتال من يعتقد أنه عربي من جيرانه أو إخوانه في القبائل الأخرى يسجد الطرف الاخر يقوم بتجهيز نفسه للقتال ويتسلح بالافكار المضادة والبنادق للقتال. إن بلادنا الحبيبة بلاد متعددة الثقافات والاعراق وقد انتهى زمن الاعراق واصبحت الهوية هي فقط هوية ثقافية تتشكل بالتاريخ والجغرافية والمصالح المشتركة بين الناس. وليس هنالك من مفر ان يجلس الناس جميعا ومن مختلف الاعراق في السودان ويعملون ويناضلون معا يأخذون من طروحات الهامش والسودان الجديد كل مافيها من ايجابيات كسعى الناس نحو التنمية المتوازنة في البلاد ورفع الظلم عن الاخرين والاحتكام لدستور يساوى بين جميع الناس استنادا لحقوق المواطنة ويدينون جميعا العنصرية المقيتة ويحترمون خصوصيات بعضهم البعض وثقافات بعضهم البعض ليتحولون تدريجيا لمجتمع مدني متحضر مستند الى قيمه الانسانية وتراثه الخالد واعرافه الجميلة وتقاليده السمحة. كما يجب ان يدرك الجميع ان الحرب بين ابناء الوطن الواحد سوى كانت في خنادق القتال او في ساحات المنابر لن تؤدي الى نتيجة وسيجد الجميع انفسهم خاسرون ومن ينبري ليقاتل على الارض من يعتقد ان خلافه معه ليس له حل غير الحرب ومهما كان قويا سيجد من يقاتله ومن ينبري يتربص بالناس في المنابر ممن يعتقد انهم اعدائه وهم غير ذلك ويخرج عن اللباقة في التعامل معهم ايضا ومهما كان سيجد من يتصدى له ولكن يبقى السؤال لماذا يتطرف الناس في عدائهم لبعضهم البعض وهم ابناء الوطن الواحد عاشوا مئات السنين متجاورين يمتهنون جميع انواع المهن سوى كانت الرعي او الزراعة او التجارة او غيرها.
    علينا أيها الأخ الكريم أن نسعى لتقليل نقاط الخلاف بيننا كما يجب أن ينصب غضب الناس على السلطة الحاكمة وعلى القادة السياسين الذين أخفقوا في النهوض بالبلاد عدا ذلك يجب ان يتحاور جميع الناس بمنتهى الأدب والزوق الرفيع ويتمسك الناس بكل ما هو إيجابي في قيمهم من تسامح وقيم رجولة وان يحاول كل واحد ان يجد العذر للآخر ويمكن ان يختلف الناس سياسيا وينعتوا بعضهم بالمصطلحات السياسية المتعارف عليها دون الاساءة الى بعضهم البعض وان لايجعلوا المزاج الشخصي يتحكم في تصرفاتهم وان لايظلموا الاخرين حتى ولو كانوا يشعرون بأنهم ظلموا من قبلهم. نحن جيمعا ايها الاخ بالطبع لسنا ملائكة ولكننا عندما نكتب نضع مجتمعنا واهلنا وشعبنا نصب اعيننا وشعبنا في المقام الاول هو شعب السودان من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ومن اقصى الشرق الى اقصى الغرب لم نفرق في حياتنا بين ابناء وطننا الواحد في يوم من الايام على اساس قبلي او دينى لانفرق بين السوداني القبطي والسوداني المسلم ولانفرق بين ابناء القبائل المختلفة عربية ام افريقية ولايهما أن يحكم البلاد مسيحيا أو مسلما ذو اصول عربية أو أفريقية قضينا طيلة حياتنا اين ماذهبنا تجد اصدقائنا ورفاقنا من مختلف تلك المجموعات السكانية نؤمن بوحدة بلادنا ووحدة ترابها بالرغم من تعدد اعراقها وثقافاتها لانعيش في الاجواء العنصرية اطلاقا ولانتفق ولن نتفق مع الذين فصلوا جزاء هاما منها ويريدون ان يفصلوا اجزاء اخرى تحت شعارات الحرية والتنمية التى لم نراها في الجزء الجنوبي من بلادنا الذي انفصل تحت غطاء تلك الشعارات حتى نصفق لهم ونقول لهم خيرا فعلتم فصلتم جزء من بلادنا وقمتم بتطويره وياليتكم تفصلون الاجزاء الاخرى الجزء تلو الاخر وتطوروها ثم في النهاية تجمعونها مرة اخرى مثلما اجتمعت المانيا الغربية والشرقية ومثل ماستجتمع كوريا الجنوبية والشمالية.
    نحن لانفرق بين ابناء شعبنا تماما أيها الاخ الفاضل مثلما ماهو صدام حسين لايفرق بين ابناء شعبه من شيعة وسنه وعرب واكراد وتركمان وشبك ويزيدين وصابئة رغم ادعاءات البعض عليه بظلم الشيعة او قتل الاكراد وغيرها من الدعاية الكريهة التى ابتدعها من كان ينوى تنفيذ مخططه في احتلال العراق وتمزيق المنطقة وهو شئ غير مستغرب وايضا من غير المستغرب ان يقع الاخرين من الناس البسطاء او اصحاب الغرض في هذه الدعاية ويروجون لها ولكن ماهو غريب ويعبر عن وضع غير طبيعي ان تجد انسانا سودانيا وهو بالضرورة شخص مثقف كما انه سياسي وبعد كل تلك السنوات من احتلال العراق وبعد معرفة العالم كله بحقيقة مايجري ان يجرؤ على وصف رجل مثل صدام حسين لو وضعت البشرية الحالية كلها في كفة وهو في كفة لرحجت كفته ان يجرؤ على وصفه بالمريض. نحن نتفهم وصف الأخ الكريم لنا بالتبجح ويمكن أن نتجاوزه فنحن أناس عادين يمكن وصفنا من قبل أي شخص لا يعرفنا جيدا بما يريد كما نتفهم وصفه لصدام حسين بالطاغية فهذا وصف سياسي يمكن أن يوصف به أي رئيس دولة أو زعيم سياسي وكثيرين من أعداء صدام حسين وصفوه بكثير من الأوصاف كالطاغية والدكتاتور والدموي إلى آخر الأوصاف المتداولة والمتعارف عليها سياسيا ولكننا لم نسمع بشخص وصف صدام حسين بالمريض ورغم علمنا أن صدام حسين أكبر من كل تلك الأوصاف ومن مطلقيها عليه ورغم ان موضوع مقالنا الرئيسي ليس صدام حسين ولكن لابأس دعنا نسأل الأخ الفاضل كيف يمكنه أن يصف شخص بهذه الصورة وهو الذي حشدت له اكثر من ثلاثين دوله جيوشها وأساطيلها وطائراتها وبقيادة اقوى الدول في العالم ولم تهز كل تلك الجيوش شعره من رأسه وكيف يصف شخص بهذه الصورة وهو الذي احتلت أمريكا بلاده فلم يغادرها ولم يساوم عليها بل عض على مبادئه بأسنانه ولم يفرط فيها وبالصورة التي جعلت القاصي والداني يحترمه. كيف يمكن له أن يصف وبهذه الطريقة ذلك الشخص الذي مثل آمال وطموحات الشعب العربي قاطبة من المحيط إلى الخليج وهو أول من أطلق الصواريخ على إسرائيل وهو شخص أياديه بيضاء على جميع الناس في المنطقة العربية. ذلك الشخص الذي أوقف المطامع الإيرانية في المنطقة ادخل الآن أخي العزيز إلى اليوتيوب أو الأنترنت وستجد الجميع وخصوصا أبناء شعبه يتباكون عليه. فمنذ السبعينات وخلال سنوات معدودة من حكمه أمم نفط بلاده وطور جيشه وقضى على الأمية في بلاده وخلق جيشا من العلماء العراقيين في مختلف المجالات بما فيها التكنولوجية النووية وساعد الفلاحين والفقراء ولأنه شخص أبي ويمثل العربي الأصيل حارب أعدائه بكل شجاعة وقاوم الظلم وأصبح رمزا لمقاومة الظلم بالله عليك أسال أي من الناس البسطاء الطيبين من أي قبيلة في السودان عن رايه في صدام حسين. أسال حتى من أصدقائك أو أقاربك من أعمامك أو أخوالك أسألهم ما رأيهم في صدام حسين أراهنك لن تجد شخصا واحد من هؤلاء يتفق معك في هذا الوصف لانهم أناس طيبون عفويون ولانهم فرسان يحبون الناس أصحاب القيم والمبادئ والفروسية أسال الذين تعرفهم وفي المكان الذي أنت فيه وقل لهم ما رأيكم في صدام حسين أو قل لهم قد وصفته بالمريض وانظر ماذا سيقولون لك في الرجل الذي كان يقول لرفاقه أذا اهتزت لدى أحدكم قيم المبادئ فليتذكر قيم الرجولة. ولكن دعني استنتج لأسالك لماذا تصفه بهذا الوصف؟ هل لأنه ساعد الحكومة السودانية أثناء الفترة الديمقراطية الثالثة في تحرير الكرمك من الحركة الشعبية. نعم قام بذلك وهل تدري ماذا قال للسيد محمد عثمان الميرغني عندما طلب منه المساعدة في تحرير الكرمك حينها. قال له (البصرة والكرمك عندي سيان). أنظر بالله عليك كيف ينظر هذا الرجل للمدن العربية وكيف هو فهمه للعروبة فالعروبة عنده ليست لون أو عرق وإنما لغة وثقافة وقيم وأنظر كيف انه يهتم بوحدة السودان ويفهم ما هي الأهداف الحقيقية للحركة الشعبية وإن هذه الأهداف المغطاة بشعارات السودان الجديد وقوى الهامش والتنمية وغيرها من الشعارات البراقة كيف انقلبت عليها الحركة الشعبية بفصل الجنوب في أول سانحة وليتها وكما نردد دائما ليتها طورته وتقدمت به ولكنها جعلته من أسوء المناطق في أفريقيا حيث الجوع والفقر والحرب الأهلية والاستعلاء والغارات المتبادلة للمورلي على النوير لقتل الأطفال والرجال وللدينكا على النوير وتهجير الناس وتشريدهم وهكذا دواليك. كان صدام حسين يعلم ذلك جيدا لأنه صاحب تجربة في هذا المجال والمشكلة الكردية بتداعياتها الحالية اكبر مثال على ذلك ويعرف تماما إنه من الأفضل لأبناء الوطن الواحد أن يجلسوا سويا وطوعيا ليحاولوا حل مشاكلهم وأن يعترفوا بجميع اشكال التمايز التي تجعل خصوصية لبعضهم البعض وإن تفكك الشعوب والدول لن يوصل إلى نتيجة في الوقت الذي يسعى فيه الأخرون إلى التكتل والتوحد وإن أصبح التفكك هو الطريق فإن كل قبيلة ستسعى لتقيم دولتها وسيتحارب الناس مثل ما هو في الجنوب الحبيب الذي لن تقف الحرب فيه مالم تجلس اطراف الصراع فيه مع بعض لتحل خلافاتها السياسية لأنه حتى ولو نجح النوير في الانفصال عن طريق القتال فستاتي القبائل الأخرى لتنفصل أيضا وهكذا سيتفتت المتفتت وسيقسم المقسم ولأننا لا نريد أن نصل إلى هذا المستوى ستجدنا دائما نفق بالضد من أي طرح نعتقد انه يؤدي إلى تقسيم بلادنا بالرغم تعاطفنا مع كل من هو في الهامش يعاني من الغبن بل اكثر من ذلك نحن نصف انفسنا أبناء الهامش أيضا وبغض النظر ماهي قبيلتنا أو أين نسكن. ففي السودان الآن تعيش الغالبية العظمى على هامش الحياة فكل الذين هم خارج السودان يعيشون في الهامش وفي الغربة لأنهم لم يتمكنوا من العيش الكريم في بلادهم. وغالبية أبناء شعبنا داخل البلاد يعيشون في الهامش لأنه لا يتوفر لهم العلاج المجاني والتعليم المجاني والسكن المناسب والحياة الكريمة جميعهم مهما كانت قبائلهم وأصولهم العرقية أو أماكن تواجدهم فيكفي أنهم سودانيون تشكل اللغة العربية عامل توحيد بالنسبة لهم وليس عامل تفرقة. تخيل أيها الأخ أننا سحبنا تلك اللغة التي هي قدرنا حيث وجدنا أنفسنا نتحدث بها ونكتب بها ونقرأ بها كتاب الله ونصلى بها لله كيف سيكون حالنا. دعني اصفه لك فكثيرون وممن هم مثلنا ليس لهم في الوقت الحالي أي لغة سودانية أخرى سيجدون أنفسهم صم بكم والآخرون الذين لديهم لغات أو لهجات أخرى متعددة لن يستطيعوا أن يتواصوا مع بعضهم البعض. وللحوار بقية وفي النهاية الفت انتباهك بأنني أقوم بنشر المقال آنف الذكر في المنبر العام لسودانيز أون لاين وعلى أجزاء حتى يكون مدخلا لحوار جاد وهادف لكي نتعلم منه كيف يمكننا أن نساعد ولو بأضعف الايمان بالمساهمة في الخروج من الازمة الخانقة التي تمر بها بلادنا ومساهمتك من خلال ذلك الحوار ستكون مقدرة ومرحبا بك في أي وقت وعذرا على التاخير في الرد على مداخلتك وكذلك لك العذر وللقراء على الاطالة وكذلك نعتذر اذا ماكانت هنالك بعض الاخطاء اللغوية او الاملائية .


                  

02-28-2018, 07:15 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    أريد فقط أن انوه هنا أنه قد فاتني في المداخلة قبل السابقة أن اشكر الأستاذ بهاء الدين بكري على مداخلته ومشاركته لأثراء هذا الحوار والذي أعتقد أنه لن يوفر جهدا لطرح آرائه حوله.




                  

03-02-2018, 04:55 AM

ناصر الاحيمر
<aناصر الاحيمر
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    المرجوا مناقشة موضوع الهوية
                  

03-02-2018, 08:46 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: ناصر الاحيمر)

    Quote: الف شكر يابدوي علي نشر مساهمة الاستاذ احمد محمود حول الهوية السودانية والتي اعتقد تحتاج لاوراق عديدة حتي نصل لتصور مشترك حول الهوية الوطنية لشعوب السودان .مدخل* : لقد برز بعض المثقفين السودانيين عبر المرحلة الراهنة بأطروحة غير علمية تتماهي مع المنظور العرقي في الرؤية لمسألة الهوية السودانية، هذا الاتجاه يشتغل علي الاقلال من شأن السودانيين والذين يقولون بأنهم عرب، وهذا يعتبر تداعيا نفسيا وشوفينيا راكمته تداعيات الواقع السياسي من جهة، و من جهة أخري هي حالة الانحياز للمنطق غير العقلاني في التفكير من أجل ابراز خطاب سياسي يحمل عنفا مبطنا ضد بعض قطاعات المجتمع، و يحاول في نفس الوقت استرضاء بعض المجموعات التي تضررت من قمع السلطة، لكنه استرضاء كسيح يؤسس لخطاب عنصري يتساوى و خطاب السلطة في نظرتها للذين هم خارج اطارها. وهذه الأيديولوجية ذات اتجاه تفكيكي لا يتناسب مع التقدم العلمي و الحضارة الإنسانية، و التماهي معها من شانه ان يفكك كل مجتمعات الدنيا حيث لا يوجد مجتمع منسجم عرقيا: أذن ما هي الأطروحة المشتركة لأيدولوجيا العرق، والذي يمثله بعض المثقفين الشماليين ومن دون ذكر أسماء، الأطروحة هي: 1- السودانيون (قوم سود) وادعاءهم بكونهم عربا يؤشر لخلل نفسي في العقلية السودانية 2- السودان دولة أفريقية وليست لديه علاقة بالعرب و أذا وجدت هذه العلاقة فهي علاقة تبعية 3- ينظر العرب للسودانيين كمجرد (عبيد) وهذا مدعاة أن يعود السودانيين الي وعيهم الأفريقي وقطع العلاقة مع العرب 4- كل المشاكل التي حدثت في السودان و منذ الاستقلال تعود الي هذا الانتماء العربي 5- المرأة السودانية تعيش حالة انفصام لأنها لا تستطيع النظر الي نفسها السوداء ولهذا تلجأ الي المساحيق بحثا عن بشرة بيضاء تيمنا بالعرب. هذه هي الأطروحة الأساسية لأصحاب أيدولوجيا العرق، ولكن يمكن أن تتبعها مقولات أخري لا نريد التطرق لها هنا نتيجة لتهافتها الموغل في العدمية. من المؤسف أن هذه الأطروحة تصدر من مثقفين يحمل غالبيتهم شهادة الدكتوراه، وما يطرحونه هو الجانب العنصري في التفكير الإنساني، وهو ما تسعي هذه الدراسة من أجل تفكيكه وفق قراءة غير منفعلة، تتجنب الإساءة الي أي أحد بالرغم من حالة السقوط المريع والتي باتت تشمل مثقفين سودانيين بارزين يخوضون في وحل التفكير القبلي والعرقي وينزعون نحو التفكير المظلم في شأن الهوية.هنالك دعوات مستترة تتحدث عن افريقية السودان ولكن لم اقرا حتي الان ورقة كاملة كتبت من قبل مجموعة او شخص واحد تدعو لهذه الهوية الافريقية . صحيح ماجاء في مقدمة ورقة الاستاذ احمد محمود كلام مرسل من البعض ولكنة لم يقدم كتصور متكامل لذلك الافضل نشر نموذج حتي لو كان احاديا لان الورقة قائمة اصلا لدحض مثل هذه التصورات .مع خالص شكري وتقديري




    الاخ بهاء بكري

    سلام وتحية.

    أتفق معك في كل ما زكرت من نقاط. ولكن دعني أضيف الاتي:

    الحديث عن ثقافة زنجية أفريقية ضد أخرى عربية في السودان، هذا حديث غير صحيح، والغرض منه تضليل بعض السودانين البسطاء.
    لأن السودان بلد أفريقي وغالبية سكانه من الزنوج الافارقة، والخلل الذي حدث هو أن هنالك أقلية تريد أن تفرض الثقافة التي تبنتها على الاغلبية الساحقة، وبعد أن سيطرت هذه المجموعة على السلطة والثروة، أدعت عن طريق الكذب بأن السودان "دولة عربية" وهذه خدعة لم تستمر طويلا.

    عموما الافارقة أو الزنوج السودانين لا يحتاجون الى برنامج يفرضونه على الناس في السودان، وذلك لسبب بسيط جدا وهو أنهم الاغلبية، وطريقة حياتهم واسلوبهم وعاداتهم وتقاليدهم، هي تعتبر ثقافتهم، رغم أنها قد تكون تأثرت ببعض العادات والتقاليد العربية المسيحية والاسلامية التي دخلت للسودان.

    ويجب أن لا ننسى دور الاجهزة الاعلامية السودانية المملوكة للدولة والتي صاغت الانسان السوداني الافريقي الزنجي وأرادت أن تعمل منه مسخ مشوه عربي.
    وهذه الاجهزة كانت ومازلت تعبر وتعكس عن هوية عربية مفقودة وغير موجودة ، ولكنها مفروضة على الجميع.

    (عدل بواسطة Deng on 03-03-2018, 07:00 PM)

                  

03-02-2018, 12:20 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: Deng)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)

    Quote: يا بدوي.قلت لي زولك ال "غني عن التعريف" طلع بعثي؟؟ههههههههههههههههههههههههههههأنا لا أستغرب أبدا في الحروبات القائمة في السودان منذ قبل الاستقلال حتى اليوم.

    الاخوة الكرام،
    بعد التحية في هذه الجمعة المباركة بإذن الله وكما وعدناكم سابقا أن نبدأ ردنا على المداخلات المختلفة بالمداخلة أعلاه المقتضبة والمرحة المليئة بالهاهات نقول بأن ردنا عليها سيكون بثلاثة مقالات أتمنى ألا تكون ثقيلة على القراء الكرام والمشاركين في الحوار او الذين لديهم النية للمشاركة فيه، إرتجلناها سريعا لذلك ربما تكون ليس بالعناية المطلوبة ونعتقد إنكم تقدرون ظروف الوقت بالنسبة لنا ولكن لماذا ثلاثة مقالات؟ لأنها أي المداخلة بالرغم ان كلماتها معدودة الا أنها في رأينا تختصر مشهد له ثلاث ابعاد على الأقل وبالرغم من ان هذه الابعاد تتفاوت من حيث رؤية الناس لها كما انها ربما لا تكون منسجمة مع بعضها أخترنا أن نرد على كل بعد بجزء خاص به أطلقنا عليه لفظ مقال أو قل رد حيث نحاول في المقال الأول الرد على الفكر وممارسته الموجودة على ارض الواقع و المستترة وراء تلك الهاهات التي تتوسط المداخلة ذلك الفكر والممارسة الذي يقارب موضوع الهوية بشكل عام في السودان والتي يعبر عنه صاحب المداخلة ومن يتطابقون معه بشكل او بآخر في رؤيته. ولأننا واستنادا على النظرية التي توصلنا اليها هذه المرة وبدون مساعدة اصدقائنا الأعزاء والتي اسميناها جدل الفكر والشخص والتي سنحاول من خلالها أن نرد على الفكر والممارسة فقط وليس على الشخص باي حال سياتي ردنا على هذا البعد الفكري وممارسته بالمقال الأول الذي اسميناه (المسكوت عنه في موضوع الهوية) وقبل وضع هذا المقال نود أن نعتذر مسبقا بالنسبة لبعض الاخوة الذين نعتقد انهم يستخدمون موضوع الحمض النووي ومن باب المزاح ونتيجة ما ارتبط به من جدل حول الهوية والعروبة والافريقية والعنصرية في السودان لنقول كل من يتعاطى مع هذا الموضوع بهذه الصورة يجب أن يعلم انه ليس المستهدف الحقيقي بما عرجنا عليه حول هذا الموضوع في ردنا على المداخلة، اما البعد الثاني في المداخلة وهو ما يمكن ان يلاحظه حتى اعمى البصيرة وذلك لشده وضوحه وهو تحميل العرب والعروبة الحروب القائمة في السودان ومنذ الوجود البريطاني أي قبل استقلاله ليكون ردنا على هذا البعد من خلال مقال اسميناها أنا عربي نتحدث فيه عن مفهومنا وشعورنا تجاه موضوع العروبة في السودان كما نود مسبقا أن نعتذر حوله مسبقا للقراء الكرام ولأصدقائنا لأننا لم نجد فيه من مفر ومن باب التوضيح للقضية مسار الجدل الا أن نذكر فيه قبيلتنا أو قبيلة والدنا لأن والدتنا تنتمي لقبيلة أخري من قبائل السودان المتعددة وذلك لأن كل من يعرفنا لم يسمع منا الحديث القبلي الا في اطاره الإيجابي العام ونعتقد ان الغالبية العظمى من رفاقنا واصدقائنا وزملائنا الذين ربما يرون او يسمعون لأول مرة اننا نتحدث عن قبيلتنا رابطين ذلك بالحديث عن نفسنا سيستغربون جدا وربما سيعتقدون ربما ارتدينا عن النأي بالنفس عن الموضوع القبلي في السودان حيث تعودنا ان نقول اننا سودانيين فقط وحتى الذين يسالوننا عن قبائلنا نحاول فقط ان نذكر لهم مناطقنا التي عشنا او نعيش فيها وهذه مسالة ربما ارتبطت بالنشأة وفي مرحلة لاحقة بمرحلة الدراسة الجامعية التي ارتبطت لدينا ولدي الغالبية من اخوتنا السودانيين بالتركيز على الموضوع الوطني والتطرف في إدانة التفكير القبلي بكل مفاهيمه لاسيما السلبية بل وحتى المناطقي الجغرافي حيث لم نكن نشارك في روابط الأقاليم المناطقية بحيث كان تركيزنا جله يصب حول طرحنا لأنفسنا كسودانيين، على أية حال كان لابد من توضيح هذه القضية الحساسة بالنسبة لنا ولرفاقنا واصدقائنا لنذهب الان للبعد الثالث وهو يتمثل في ربط صاحب المداخلة مسالة العروبة والحديث عن الهوية العربية الثقافية بحزب البعث عند حديثه عن بعثية المفكر كاتب المقال الأول في هذا البوست وكأنما العروبة حكرا على البعثيين في السودان وان الذين يدافعون عنها هم البعثيين فقط ومن خلال هذا الربط أيضا تحميل حزب البعث المغلوب على أمره في السودان مسؤولية الفشل والحروب الحالية الخ. وقد أخترنا عنوانا لهذا المقال اسميناه (أنا بعثي) ونود أن نعتذر للقراء والمشاركين معنا في الحوار ونوضح لهم أن هدفنا من هذا الحوار ليس الحديث عن حزب البعث وكذلك ليس استقطاب الناس لحزب البعث بأي حال كما ان العروبة في السودان يجب أن يدافع عنها وبحسب تصورنا كل السودانيين بما فيها الذين لا يشعرون بانهم عرب ولكن فقط لأن لهم أخوه في الوطن وهم كثر يشعرون بانهم عرب أضف الى ذلك اننا ندرك جيدا أن غالبية أبناء شعبنا لا تستهويها الأحزاب السياسية في هذه المرحلة في بلادنا لأن الإحباط والفشل قد جعلها تفقد الثقة في غالبية هذه الأحزاب لاسيما بصيغها الحالية ولذلك عندما نتحدث عن حزب البعث في هذا المقال المسماة أنا بعثي نريد فقط أن ندافع عن أنفسنا ونوضح للناس جميعا إن فكر البعث لم ولن يكن ثغره ونقطة ضعف عند الحديث عن العروبة في السودان ومثل ما يريد أن يوحي من يريد ذلك بما فيهم صاحب المداخلة وانما هو ومن قوة منطقه سيبتعد عن الحوار معه كل الاخرين الذين يريدون تصويره بتلك الصورة. ولو أردنا طرح أفكار حزب البعث لخصصنا لها بوست منفصل نثق أنه لن يستطيع مجادلتنا فيه أي كان وهذه ليست أوهام قوة لأنه عندما كنا في الماضي نقيم الندوات بعنوان نحن والتنظيمات السياسية كنا في الغالب وبالكاد نجد من يورط نفسه في الحوار معنا وفي الوقت الذي نحترم فيه أيا كان عندما يتحاور معنا بموضوعية.
    نوضح هنا إن مداخلة الأخ الأخيرة والتي يرد فيها على الأستاذ بهاء الدين بكري ليست سوى توضيح لمداخلة الهاهات الأولى لم يكن الأخ يحتاجه بحسب رأينا ولكنه بالطبع مخير فيما يفعل.
    نعتذر للإطالة عليكم ونقول إنها نقاط كان لابد من توضيحها أولا حتى لا تختلط الأمور ويبقى هنا أخيرا أن نكرر أنه وبعد ردنا على المداخلة المذكورة والتي سنضع فيها المقالات الثلاث يوما بعد يوم وبعد نشر هذه المداخلة مباشرة لنعطي القارئ الكريم فرصة لالتقاط أنفاسه بعد ذلك سنرد على كل الاخوة المتداخلين أصحاب تلك المداخلات القيمة الواحد تلو الاخر ومن ثم نضع المقالات او الدراسات التي وعدنا بها ليتواصل هذا الحوار حول تلك المفاهيم الى ان يصل الى مراميه.
    والله ولي التوفيق،

    (عدل بواسطة بدوي محمد بدوي on 03-02-2018, 03:03 PM)

                  

03-02-2018, 12:30 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    (المسكوت عنه الان في موضوع الهوية في السودان)

    لا شك ان تجربة القيادات القبلية للحركة الشعبية في جنوب السودان والتي تعتبر الأسوأ في التاريخ الحديث وبكل المقاييس تخرج التيار المتمترس خلف فكرتها ورؤيتها وممارساتها العنصرية العقيمة ومن ينظّرون لها والذين يريدون تكرارها في أجزاء أخرى من بلادنا من دائرة الإنسانية والتفكير الإنساني القويم وتضعهم في دائرة تتعدى الطبيعة اللإنسانية التي لا تعرف غير قتل الآخرين والإبادة الجماعية والتصفية القبلية للمجموعات السكانية التي تطالب بالمشاركة في حكم بلادها وبما يمكن وصفه بجرائم ضد الإنسانية ممنهجة وموثقة في التقارير الدولية جميعها تلك التقارير التي تعتبر وضع حقوق الانسان في هذه الدولة الحديثة هو الافظع في العالم، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يمكن وصف هؤلاء الافراد بمجموعة تمارس أقصى أنواع التفرد والدكتاتورية بالسلطة وتعرض كل من يعارضها للقمع والاعتقال والتصفية حتى ولو كان جزءا من تركيبة حركتها نفسها، مضافا الى كل ذلك تمارس ابشع أنواع الفساد المالي والإداري ونهب خيرات شعب جنوب السودان الشحيحة وتركه في العراء يتضور جوعا، وما تقرير منظمة الشفافية الدولية الصادر قبل أيام قليلة من الآن واضعا تلك الدولة في الترتيب قبل الأخير في قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم ومتوفقة على جميع دول العالم بما فيها الدولة الام التي انفصلت من رحمها وبعدة نقاط تاركة فقط دولة امراء الحرب في الصومال خلفها الا دليلا على أن هذه المجموعة لم تترك مجالا سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا او حتى إنسانيا الا وتفوقت في الإساءة اليه معبره بذلك عن أسوء ممارسة لفكر بشري يمكن أن يحمله شخص في عالم اليوم. ليس هذا فحسب بل تحالفت مع أكبر كيان عنصري غير انساني أيضا ومغتصب لأرض الغير مقيما عليها دويلة منبوذة بعد أن تعلمت من مدرسته في التفكير كيفية استعطاف البشر بالمسكنة ولعب دور الضحية والحديث عن الظلم والاضطهاد لتمارس في الواقع ما يندى له جبين البشرية تلوي عنق الحقائق التاريخية وتزور التاريخ أمام مرأى الناس مانعة لهم الحياة الطبيعية والشعور باي انتماء وطني ومحولة ولاءتهم لقبائلهم لتحويلهم الى جماعات لا تستطيع حماية نفسها مما ستلحقه بها عندما تنفرد بهم.
    هل هذا هو الواقع بعينه في جنوب السودان ام إننا نؤلف ونفتري على تلك المجموعة من عناصر الحركة الشعبية؟ هل نكذب نحن عندما نقول إن قيادات الحركة الشعبية القبلية المنتمية للقبيلة المهيمنة والمتحالفين معها انفردت بأبناء قبيلة النوير بعد انفصال جنوب السودان وعرضتهم لأكبر مأساة في التاريخ الحديث بعد أن مارست ضدهم الإبادة الجماعية وجعلتهم تحت رحمة الجوع والمرض والهروب والمنظمات الدولية وهم القبيلة السودانية (الافريقية) او قل القومية الثانية في جنوب السودان والمفترض أن أبناءها أخوة لهم حاربوا معهم جنبا الى جنب من أجل حق تقرير المصير؟ هل هذا الحديث صحيح أم لا؟ أين هي شعارات القومية الافريقية أيها العنصرين؟ أين هي شعارات الهامش والمركز أيها الدجالين؟ اين هي شعارات التنمية أيها الفاسدين الذين امتلأت حساباتكم بأموال الإعانات التي دفعت لكم؟ اين هي شعارات الديمقراطية أيها المتسلطين؟ اين هي شعارات التبادل السلمي للسلطة أيها الدكتاتورين؟ اين هي شعارات التحرير يا عملاء الاستعمار والصهيونية العالمية؟ اين هي شعارات البناء يا أيها القابضين على الزناد لهدم الاطلال التي ورثتموها؟ أين هي المدارس وتعليم اللغات المتعددة يا أعداء الثقافة وأنصار العرق؟ اين هي الشعبية وقد أصبح الشعب يفترش الأرض ويتلحف السماء يتضور جوعا؟ اين هي الطفولة والمستقبل حيث لا يستطيع الاطفال تحريك أجسادهم ملقين على الأرض تنظر إليهم أمهاتهم في مشهد يختصر كل ذلك الفكر العقيم والحضارة الخاوية والقوي الاستعمارية التي دعمته بكل ما أمكن من أجل الانفصال. أين أنتم من كل ذلك يا أبناء شعب السودان لا سيما المتواجدون منكم في أوربا والعالم المتحضر تتحدثون ليل نهار عن الهوية؟
    الغريب في الأمر إن تلك القوي التي دعمت انفصال جنوب السودان وفي محاولة منها لزر الرماد في العيون وأخذ مسافة من الجريمة ومسرحها وابطالها قادة الحركة الشعبية القبليين العنصريين بإصدار قرارات لمنع تصدير السلاح لهم بعد أن تجاوزوها هي نفسها في كل اشكال القتل التي مارسته هي نفسها وفي أماكن أخرى من العالم وكأنها تريد أن تقول لهم لقد تجاوزتمونا في السلوك غير الإنساني لدرجة الخجل وبما يفوق تصوراتنا. فنحن عندما دعمناكم للانفصال ومع ادراكنا إن لشعبكم قضية ونحن ومن استعمر بلادكم منا مضافا الى ذلك القوى السياسية التي حكمت بلادكم بعد استقلالكم قد ساهمنا في إدارتها بالطريقة المعروفة للجميع كنا نعتقد بأنكم ستوفرون مناخا معقولا لتاتي شركاتنا وتنهب ثروة الجزء الجنوبي من بلادكم بمجموعاته السكانية المغلوبة على أمرها ولكنكم الان أصبحتم تنهبون ما ندعمكم به حتى امتلأت حساباتكم في بنوكنا بملايين الدولارات. لقد أثرتم قلقنا وجعلتمونا نندم لما قدمناه لكم حيث فاحت رائحة الجثث التي تقتلونها ووصلت للمنظمات الدولية التي أصبحت تسأل أين هي حقوق الانسان في بلادكم؟ وإذ وصل بكم القتل للمستوى الذي جعل المنظمات الدولية تتساءل وتصدر تقاريرها مصنفة لكم بالأسوأ في عالم اليوم على الاطلاق. بالرغم من كل هذا الواقع والذي يمثل جليا امام اعين الجميع ويُخجل من لم توزع عليه ذرة من الحياء يطل علينا البعض يريد تكرار هذه التجربة المأساة مصدعا رؤوسنا بالشعارات الجوفاء عن الهوية. دعونا نحن أبناء الشعب السوداني الذين صدعتم رؤوسهم بالشعارات لنسألكم أين هي المجموعات المهمشة التي جاءت نحو المركز وأنتم تمارسون الإبادة الجماعية لثاني أكبر قبيلة في الجنوب، لماذا لم تتوقف الحروب التي كانت تدور من قبل الاستقلال والتي يدعي أصحاب هذا التيار العنصري وداعميه بإشعالها من قبل العرب في السودان. لماذا لم توقفوها عندما كونتم دولة مستقلة ولتبدؤوا بالتنمية ونشر الثقافة ورفع الظلم عن الشعب وإعطاء الهوية مضامينها الإنسانية؟ بالله عليك انظر كيف يريد هؤلاء تزور التاريخ وكيف يحاولون إرهاب الناس حتى لا يتناولون تجربتهم المخجلة خجل الصور التي تأتي من جنوب بلادنا وعلى قلتها مدعين دور التضحية يتاجرون بمظالم ومشاكل الفقراء من أبناء شعبنا وفي مختلف أجزاءه ويدعون زورا وبهتانا بتمثيلهم له ينظّرون عن الهامش والمركز والظلم الاجتماعي وعنصرية العرب. ماذا فعلتم بأصحاب المركز من النوير في الجنوب ناهيك عن الهامش. وأين هو الظلم الذي رفعتموه عن شعب الجنوب المغلوب على أمره وأين هي أموال هذا الشعب وثرواته التي وزعتموها عليه بالتساوي أيها الاشتراكيون. أنتم لا تمتلكون فكرا وليس لديكم رؤية ولا يدفعكم أي دافع وطني وانما حقد غريب تسعون به لضرب النسيج الاجتماعي وحرق الوطن تضللون أبناء السودان وستقطبونهم باللعب على وتر التنوع العرقي وتغذوا فيهم مفاهيم الحقد والكراهية تجاه اخوتهم في الوطن لتحشدوهم للحرب الاهلية حارقين الأخضر واليابس ويبدوا انه لا يهمكم حتى ولو احترقتم معه. مقولاتكم ومواقفكم ضد العرب والعروبة وحديثكم عن الظلم وعدم التوازن في التنمية وحديثكم عن الهوية الأفريقية وغيرها ليس سوى تبريرات لتنفيذ مخطط لتفتيت البلاد وضرب النسيج الاجتماعي فيها وملئها بالحروب الاهلية والحقد والكراهية والطروحات العنصرية حتى تزداد تخلفا ليسهل نهبها وقد قطعتم شوطا في ذلك يساعدكم من يساعدكم ولكن استعجالكم وتجربتكم في جنوب البلاد عجلت بكشف كثير من الحقائق التي ارهبتم الناس ليسكتوا عليها في الوقت الذي يجب ان يتناولها فيه كل من يعتقد بحرصه على الوطن الذي مزقتموه مع شركائكم في الجرائم وبإيحاء من المستعمر الحقيقي الطامع في الثروات والناهب لها منذ قرون. أقول يجب الا يسكت بعد الان أي أحد عن كشف هذه الأمور وحتى لو انجر معكم من قبل وبحسن نية في هذا المستنقع الآسن الذي أدخلتمونا فيه أو تعامل معكم بحسن نية وتعاطف مع الظلم الذي عانت منه الشرائح الاجتماعية والتي تدعون بتمثيلها زورا وبهتانا بينما أنتم في الواقع من الد اعدائها لأنكم من أبناء جلدتها وقد وثقت بكم ولكنكم رددتم لها العرفان والجميل بقتلها وطردتها من ديارها ليأتي لها أصحاب اللون الأبيض كي يقدموا لها لقمة من الطعام تسند بها ظهرها للهروب منكم. بئس التجربة وبئس الفكر وبئس الممارسة وبئس الهوية التي تحدثون عنها.
    يجب ان نوضح هنا وبدون أي لبس وعندما نتحدث عن الهوية في السودان اننا نستوعب وجود من يصنفون أنفسهم بالضد من العرب ومع حملهم للثقافة العربية وتحدثهم بلغتها كلغة أم أو بجانب لغاتهم الأخرى ومن مختلف الاتجاهات الجغرافية في بلادنا سواء كان ذلك في الوسط ام الشمال ام الغرب بالإضافة الى الشرق والجنوب نفسه ونستوعب أن هؤلاء قد بح صوتهم بالمطالبة بحقوق المجموعات السكانية التي ينتمون اليها، تلك الحقوق الثقافية والسياسية والاقتصادية المشروعة، كما نتفهم إن من بين هؤلاء من يتبنى أفكار وتنظير يدور حول السودانية أو الافريقية أي كانت تعني كما يرى جزء من هؤلاء أنفسهم سكان البلاد الاصلين ويتمادون في أدانه العرب وبأقصى درجات الإدانة. لأقول هنا بانه لا يجب أن يتخلل هؤلاء أدنى شك في أننا نكتب أو سنكتب في يوم من الأيام ضدهم أو نستهدفهم لأننا نعلم علم اليقين إن هذه الشريحة في السودان ليس سوى أناس وطنيين يناضلون اجل حقوقهم الثقافية والسياسية والاقتصادية المشروعة في اطار وحدة بلادهم وحقوق مجموعاتهم السكانية التي يعتقدون ان هضما قد حصل لها من قبل السلطات المركزية التي تعاقبت على البلاد كما أنهم يطالبون بتضمين لغاتهم وتدريسها واحياء ثقافاتهم وتراثهم وهم محقين في كل ذلك بل اكثر من ذلك نحن نحترم تضايقهم وكرههم للممارسات العنصرية التي تصدر من بعض العرب سواء في داخل السودان من قبل أفراد او جماعات سودانية تجاه سودانيين آخرين او من خارج السودان من قبل افراد او جماعات أو ممثلي دول عربية تجاه شعبنا السوداني الآبي بل أكثر من ذلك نتفق معهم تماما ونعتقد إن إدانتهم لتلك الممارسات العنصرية سلوك طبيعي يمارسه كل أنسان حر تجاه أي سلوك شاذ لا يحترم الاخر وخصوصيته حتى ولو صدر هذا السلوك من شخص من نفس اسرتك او قبيلتك ناهيك عن قبيلة او دولة أخرى او أي طرف آخر. ونلف أنتباههم هنا إن هذه الاستعلاء والعنصرية هذه لا تصدر عن جزء من العرب فقط بل أيضا أن بعض الاخوة الافارقة يعتبروننا لسنا بافارقة وانما خليط وهجين مشوه فقط بما فيهم الذين يحسبون أنفسهم افارقة من اخوتنا في الوطن. ونؤكد لهؤلاء السودانيين الذين يقاربون هذا الموضوع بتلك الكيفية إننا نحن إخوتهم أبناء واقعنا نكتوي معهم بنيران التخلف والجهل والممارسات العنصرية أيا كانت. كم نعلم تماما وعلم اليقين إن هؤلاء يؤمنون بوحدة السودان ومستعدين للدفاع عن وحدته ولا يريدون ان يروه ممزقا مفتتا تضربه الحرب الاهلية ويحكمه أمراء الحروب ولن ينجروا في يوم من الأيام الى مستنقعها الآسن وإن حصل ووجدوا أنفسهم داخل هذا المستنقع سيبذلون كل ما في جهدهم للخروج منه كما أن هؤلاء لا يتعاطفون مع إسرائيل ولا يحبون الأنظمة الرجعية العربية المطبعة معها ويكرهون الدول العربية المتخلفة وحكامها الخونة كذلك هو امر واضح ومفهوم بالنسبة لنا بل أثر من ذلك نحن نفهم أيضا بوجود مجموعة أخرى من إخوتنا وأبناءنا ضمن هذه الشريحة وربما تكون اكثر تطرف من هؤلاء في التعبير عن كراهيتها للعرب ولا تريد أن يربطها الناس بالأمة العربية الضعيفة والمفككة والمجزأة في هذه المرحلة ويسعون لبلوره أفكار لعزل السودان عن الامة العربية وهو شعور رغم اختلافنا معه نقدره لأننا نفهم أن البعض يريد ان ينسب الى حيث لا يوجد مشاكل او ربط بالإرهاب المتهم به العرب وخصوصا في الغرب حيث يكفي أحيانا ان يحرمك اسمك العربي من فرصة تدريب او عمل وقد كنا في السابق نلاحظ عندما يدخل البعض الى المطاعم والبارات في أوربا إنه يتحدث اللغة الإنجليزية باللكنة الامريكية كأنه يريد أن يوصل رسالة تفيد بانتمائه للدول القوية في حين انه ليس امريكي كما نفهم أيضا انه في زمن الانحطاط والتردي العربي سيفتش بعض أصحاب الانتماءات المزدوجة لجذورهم القبلية غير العربية ليتكئ عليها ضاربين بالبعد الثقافي الإنساني عرض الحائط، كل ذلك نتفهمه نحن لأخاطب هؤلاء جميعا انه يجب ان يعلموا إننا لا نتحدث عنهم كما أنهم ليس أعداء لنا أو للسودان بأي حال فكل سوداني وطني حر في تحديد انتمائه حسب وعيه وشعوره وثقافته ومعرفته والفيصل الرئيسي في تصنيفه أن يؤمن بوحدة السودان في اطار التسامح والابتعاد عن شعارات الكراهية لأننا نفهم أيضا إن نظرة جميع أبناء السودان لبعضهم البعض لا تخرج من اطار الاخوة والتكاتف والاختلاف الذي يمكن ان يعالج بالحوار الجاد بينما الذين نكتب ونتحدث عنهم هم بالضبط فئة قليلة لتيار عنصري عقيم له أجندات غير وطنية يتكئ على الظلم الذي تعرضت لهم بعض المناطق في السودان نتيجة لأسباب سياسية ويربطه بالانفصال وبحق تقرير المصير مثلما تم في جنوب البلاد كما يتلقى هذا التيار دعما من اكثر من جه مشبوهة الأمر الذي جعل صوته عاليا فوق جميع الأصوات كما جعل تنظيراته العرقية العنصرية الجوفاء حول الهوية أكثر انتشارا لا سيما وسط بعض الكوادر السياسية التي دب فيها اليأس بحكم عقم أحزابها وفشلها أو بعض القلة الشاذة المريضة التي أصبح دينها وديدنها مخاطبة الناس بالكلمات التي يجب أن تختفي من قاموس السودانيين والمعروفة لدى كل الناس، أقول أصبح صوت هذه الفئة مع قلتها عاليا مما جعل آخرين وبحسن نية أو لأسباب أخري يجارون طرح هذا التيار الذي يرفع شعارات الافرقة والعرق والحمض النووي ومعادة العروبة فقط من اجل تقسيم البلاد وضرب نسيجها الاجتماعي مستفيدا من السخط الشعبي على السلطة المركزية في الخرطوم كما انه نفسه الذي يكيل بمكيالين مع الدول العربية نفسها والتي يدعى بالعداء لها إذ هو يخلق العلاقات الوطيدة مع الدول العربية التي لها علاقات مع إسرائيل ويكره الحكام العرب الوطنيين الذي يصارعون إسرائيل والإمبريالية العالمية ويبث سمومه حولهم بل اكثر من ذلك مستعد ان يحارب ضدهم متى ما توفرت له الفرصة مثلما أرسلت ما تسمى بالجبهة أو الحركة الشعبية جنودها في السابق للتحالف الذي قادته أمريكا علنا والدولة الصهيونية سرا لمحاربة العراق ابان حرب الكويت بينما يصفون القوات التي أرسلتها الحكومة السودانية لمساعدة السعودية الآن في اليمن بالمرتزقة (يجب ان يفهم الناس أن هذا المثال لتوضيح الازدواجية في المعايير فقط ولا يعني موافقتنا السلطة الحاكمة طريقة كيفية ادارتها للعلاقات مع الدول العربية وهذا موضوع آخر سنكتب فيه مستقبلا). وكذلك مثل ما ذهب من ذهب من هؤلاء وغيرهم مع الجنود الامريكان الذين احتلوا العراق من اجل النفط وعيون اسرائيل لمساعدتهم إذ يؤكد ذلك صدق ما ذهبنا اليه.
    أضف الى ذلك إن هؤلاء الذين نتحدث عنهم ونعمل على تعريتهم لا يكيلون في موضوع التعامل مع العروبة بمكيالين على المستوى السياسي فقط وانما على جميع المستويات بما فيها مستوى الفكر حيث يعادون الفكر العربي الذي يدع للتحرر والوحدة والبناء والتضامن والاستقلال وتحرير فلسطين في الدول العربية ليصفوا هذا الفكر بعكس ما ينطبق عليه من مفاهيم إنسانية نيرة ويحملونه المسئولية في الفشل السياسي في السودان منذ الاستقلال رغم ان أصحابه لم يحكموا ولم يشاركوا في الحكم يريدون اجتثاثه من جذوره مثل ما فعل الامريكان بعيد احتلالهم العراق واجهاضهم لتجربته البعث الفتية المشرفة في العراق وفي كل جانب من جوانب الحياة بما في ذلك تشرف حكم البعث في العراق بأنه الوحيد في منطقة الشرق الأوسط الذي اعطى الأقلية الكردية واكراد العراق حقوق سياسية وثقافية لم يعطيها لهم أي من الأنظمة المجاورة والتي يسكنها اكراد بما في ذلك ايران وتركيا واللتان تحرمانهم حتى من التحدث بلغتهم ومع ذلك لم تمنع علاقة بعض قياداتهم أي الاكراد بالكيان الصهيوني من التآمر على النظام الوطني العراقي مع الامريكان لاحتلال العراق ليجد هؤلاء انفسهم بعد عقد ونصف من احتلال العراق وعدة شهور من الان يقاتلون من جديد من اجل الحقوق التي أعطاها لهم نظام البعث الوطني السابق وخسروها وفي ظل هيمنة الامريكان على القرار العراقي مما يؤكد أن الأمريكان لا يحبون الأكراد أو شعب جنوب السودان أو أبنائنا وأخوتنا في دارفور وانما يريدون التفتيت ثم النهب فقط والكل يعلم ذلك. اورد هنا هذا الحديث ليلاحظ الناس تناغم القيادات الكردية مع إسرائيل وعلاقات الحركة الشعبية مع إسرائيل ولأذكر الذين يتحدثون عن الهوية الافريقية والممارسات العنصرية البغيضة التي يقوم بها بعض شذاذ الافآق في ليبيا إن اكبر الحملات العنصرية المنظمة بأشراف دولتها بإعلامها وقضائها هي التي تحدث الان في إسرائيل تجاه الافارقة الذين ذهبوا للاحتماء بها بعد تصديقهم لبعض قيادات الحركات التي تدعي الدفاع عنهم حيث ينتظر هؤلاء السجن أو الترحيل الى افريقيا التي فر منها هؤلاء بحثا عن الحياة ، أقول أورد هذا الحديث حتى يعرف الناس ما هي الجهة التي تعمل في السر لضرب أسفل جدار الدول وتفتيتها ومن هم أدواتها ولأوضح أيضا ان الموضوع في أساسه لا يتعلق بالهوية والحقوق الضائعة والمظالم التاريخية والمركز والهامش والتنمية باي حال بالنسبة لهذه الفئة وحتى لو كان كذلك بالنسبة للبعض فأن هذه الشعارات بالنسبة للمحرك الأساسي ليست سوى تغطية لتنفذ المخطط وإن الذين ينفذونه ليس سوى أدوات فقط، لأرجع وأقول ان هؤلاء وأدواتهم من العنصريين وبقدر ما يكرهون الأفكار العربية التحررية والتي من شئنها دفع نضال الشرفاء من العرب الى الامام يشجعون في الوقت نفس الأفكار العربية الرجعية وأفكار التجزئة والانفصال وتأليب الأقليات التي سكنت تلك المنطقة منذ امد بعيد وكذلك الأفكار العنصرية لانهم يستمدون من تخلف الواقع واستمرار الأنظمة المتخلفة الطرح الذي يساعدهم بالاستمتاع بتخلف العرب والمجتمعات العربية وبما فيها السودان كما أنهم وحتى في السودان لا يعملون بصدق مع القوى الوطنية الحقيقة المناضلة والتي تؤمن بالتعدد والتنوع وإن عملوا معها فهو أمر مرحلي تفرضه بعض الظروف. لذلك سرهم جدا وقوع العراق تحت الاحتلال وما تلاه من اصدار الامريكان قراراتهم بحل جيشه واجتثاث حزب البعث فيه بعد ان روجوا وبثوا الدعاية والسموم واتهموا زعمائه بإشعال الحروب وبنفس أسلوب لوى عنق الحقيقة واتهام الاخرين بما يراد تنفيذه. أشعل الامريكان الحرب في العراق بحل جيشه والتي لم تقف منذ احتلالهم له وحتى الأن ليحولوا هذا البلد من بلد رائد في جميع المجلات الى دولة ضعيفة مفككة تتصارع طوائفها بينما الشعارات التي جاءوا بها هي استقراره وتخليصه من رئيسه الذي زج به في الحروب وأضاع ثرواته فيها كما قتل شيعته واكراده. ورغم كل ذلك لم يستطع الامريكان اجتثاث البعث بعد عقد ونصف من الزمان ولن يستطيعوا هم وعملائهم وهل سيستطيع الامريكان القضاء على فكره حتى ولو اعتقلوا الملايين من أعضائه مثل ما فعلوا وهل يستطيع هؤلاء العنصريين اسكات العرب في السودان واجتثاث العروبة والثقافة العربية وتهجير حامليها. ألي أين يريد هؤلاء تهجير حاملي الثقافة العربية من غالبية السودانيين إن جاز السؤال؟ دعوني أقول لكم إلى أين؟ الى فوهات البنادق كطريق وحيد للحل حيث القتل المتبادل والمجازر والى تفكيك النسيج الاجتماعي بدلا من وحدته ضمن تنوعه والى اضرام الحروب بين القبائل المتجاورة المتأخية لمئات السنين بدل التأخي والى تقسيم البلاد الى دويلات متصارعة بدلا من دولة واحدة قوية امنه مترامية الأطراف والى التخلف والهدم باسم التنمية، الى ترويع الأطفال والى قمع الناس ومنعهم من التعبير عن شعورهم، الى الهوة السحيقة بتصنيف الناس حسب اشكالهم ولون بشرتهم وجيناتهم وما أن يقول احدهم انا عربي او ان ثقافتي عربية حتى يخرج عليه العنصريين كيف تقول ذلك بلونك الأسود وشكلك القبيح وعرقك الافريقي وجدتك الزنجية بالله عليك هل انت تشبه العرب أيها المستلب المعقد الناكر لأصله تعال الى الفحص حتى يتعرف المعمل على جيناتك. بالله عليك انظر الى المراوغة والدجل وتضليل الناس ما هو الاكتشاف العلمي الذي سوف يثبته الحمض النووي؟ اذ اثبتت التجارب العلمية التي اجراها بعض الباحثين لطلاب فصل في قرية في شمال السودان ينتمون لمجموعة سكانية واحدة لوجود أكثر من اثنين وعشرين من الاختلاف في جينات هؤلاء الطلاب، ماهي النتيجة التي سيتوصل لها الحمض النووي أيها العلماء؟ بئس الفكر وبئس الإنسانية وبئس الذين يتبنون هذا الطرح وبئس الذين يدعمون هذه الاجندات التي يتغابى البعض في معرفة أصحابها وكيف ينتظر بالله بعض الاخوة الذين لانشك في وطينتهم او نواياهم حقوقا من هؤلاء وكيف ينتظرون منهم اثراء الثقافات واللغات والعمل لأحيائها وتدريسها؟ اين هي لغة النوير الان وفي أي مدرسة واي جامعة تدرس في الجنوب الحبيب؟ اترك اللغة، اين هي المدارس التي شيدوها ليدرسوا فيها المناهج العلمية ولغات وثقافات القبائل الأخرى؟ بل اترك المدراس، أين هي قبيلة النوير كلها؟ اين هم اطفالها ناهيك عن لغتها ومدارسها ولماذا يجب قتلها وتهجيرها هل أتت مع العرب الى السودان؟ هل هي مستلبة وتستخدم نسائها المساحيق لتبيض وجوههن؟ ولماذا يقتل اطفالها؟ بالله عليك كيف ينتظر عاقل من هؤلاء العنصريين وعندما تتاح لهم فرصة تكوين أي دوله في أي جزء من أجزاء السودان أن يثروا الثقافات ويحققوا التنمية ويحيوا اللغات فاذا كان هؤلاء قد فعلوا ذلك بالنوير الذين قاتلوا معهم حتى الانفصال ماذا هم فاعلون بقبيلة المسيرية على سبيل المثال إذا ما توفرت لهم السلطة والقوة والسلاح في جنوب النيل الأزرق؟ وماذا هم فاعلون بقبائل أخرى في جنوب كردفان أذا ما توفرت لهم نفس الظروف؟ واذا كان البعض سيبرر لهم هذا القتل بأنه صراع داخل الحركة الشعبية بالله عليك اذا كان هؤلاء يحسمون صراعاتهم الداخلية مع رفاقهم بهذه الكيفية المتعطشة للدماء وهم الذين ناضلوا وحاربوا واكلوا وشربوا معهم في خنادق القتال كما أنهم افارقة مثلهم حسب ما يدعون فكيف يمكن لهم ان يحسموا خلافاتهم مع من يعتبرونهم أعداء ومستعمرين من حاملي الثقافة العربية ومهما كانت اصولهم القبلية؟ بالله عليك من هو المستلب الحقيقي وبعد كل ما وصلت له البشرية من معرفة وتقدم وتطور وبعد أصبح العالم كله متداخل، هل هو الذي يقول بمعايير الثقافة واللغة والمصير والتاريخ المشترك لتحديد الهوية ويؤمن ويقر بالتنوع ولا يتنكر لجذوره أم هو الذي يقول بالعرق والدم واللون والسلالة؟ ومع ذلك يتعاطف مع المستعمر الأبيض الأشقر الذي أخد الملايين من سكان إفريقيا ونقلهم بالسفن مقيدين في الاغلال حيث مات نصفهم في عرض البحر ويكره العرب الذين اتوا الى أفريقيا يحملون رسالة سماوية تساوي بين الناس جميعا شعوبا وقبائل فاختلطوا مع سكان افريقيا في المناطق التي وصلوها وتصاهروا معهم حتى أصبحت بعض المناطق تعج بمختلف السحنات والسمات والألوان؟ من هو المستلب الحقيقي أكرر هل هو الذي يقول بالمعايير الثقافة واللغة والمصير والتاريخ المشترك لتحديد الهوية ويؤمن ويقر بالتنوع ولا يتنكر لجذوره أم هو الذي يريد أن يفحص جينات الناس فردا فردا ليميزهم ويتحقق من أصولهم ليكتبها مع فصيلة دمهم؟ بئس الفكر وبئس العقول التي أعماها الحقد. سؤال أخير قبل أن نختم في هذا الصياغ يجب أن يسأله أي إنسان الآن الآ وهو إذا كان هؤلاء حريصين على رفع الظلم عن مجموعاتهم السكانية وكما أنهم أفارقة حقيقيون ويدافعون عن حقوق القبائل الإفريقية التي تعرضت للظلم لماذا لم نرى واحد منهم فقط يدافع عن قبيلة النوير التي يتلحف أبنائها الآن الأرض ويفترشون السماء ويتعرضون لأكبر مأساة في التاريخ الحديث وباعتراف الجميع؟ الا تستحق هذه القبيلة منهم التضامن والمساندة والوقوف معها وكشف ما يحدث لها؟ ولماذا لم يتحدث منهم شخص واحد حول هذا الموضوع؟ ولماذا لا تخرج كوادر الحركة الشعبية والحركات الأخرى التي تتبنى الطرح العنصري للهوية في السودان والتي تفتح لها مكاتب في أوربا لتحديد موقفها من المأساة الإنسانية التي تتعرض لها قبيلة النوير السودانية الافريقية؟ بل أكثر من ذلك أسألهم لهم لماذا تسكتون عن اكبر حملة عنصرية تنظم في إسرائيل ضد ابنائكم الذين ذهبوا يحتمون بها في الزمن الرديء بعد أن روجتم علنا لعلاقاتكم معها وينتظرون الآن دورهم في السجن او الترحيل منها؟ أتحداهم لم ولن يتحدث أحدهم عن هذا الموضوع الإنساني او ذاك ولن يتضامن أحدهم مع هذه القبيلة الافريقية أو هؤلاء الافارقة لأن الذي يقتلها هو الذي يمدهم بالمال والسلاح لمواصلة الحرب الاهلية و كذلك الذي يضهد هؤلاء، وذلك هو الامر الذي ينسف كل الطروحات والشعارات الجوفاء عن الهوية وغيرها والتي يدعونها جملة وتفصيلا وكل من يقرأ منهم هذا الحديث الذي سينزل عليهم كالصاعقة سيدرك إن منطقه ليس مهزوم فقط وانما مخجل.
    وفي ختام هذا الحديث أنبه الى خطورة مجاراة التيار العنصري المتخلف من أصحاب نظرية العرق كما يوصف وتجربته المؤلمة الماثلة أمامنا في جنوب بلادنا وعدم الخضوع لابتزازه كما يجب الوقوف ضده وكشفه وتعريته وايقاف مخططه من اجل المحافظة على ما تبقى من بلادنا ووحدتها الوطنية ضمن تنوعها والسعي لتقريب الفوارق بيننا للعمل كيد واحدة من اجل الوقوف بالضد من كل القوى التي اقعدت بلادنا وادخلتها في متاهات التخلف والحروب الاهلية.

    والله ولي التوفيق
    بدوي محمد بدوي

    (عدل بواسطة بدوي محمد بدوي on 03-02-2018, 01:13 PM)

                  

03-03-2018, 06:41 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    الاخوة الافاضل،
    نريد أن نوضح لكم عدم تمكننا من وضع الجزء الثاني من ردنا على المداخلة التي وعدناكم ان نرد عليها في ثلاث أجزاء وذلك لظروف انشغالنا في نهاية الأسبوع ببعض الأمور الطارئة. نأمل أن نتمكن من وضعه غدا على أن نضع الجزء الثالث في أقرب فرصة خلال الأسبوع الذي أمامنا ولأنه ربّ ضارة نافعة نأمل أن نكون قد أتحنا وقت أطول للاطلاع على الجزء الأول الذي وضعنا بالأمس.
    وقبل أن نعتذر لكم عن عدم الالتزام بالتوقيتات التي وضعناها نريد أن نستغل هذه الفرصة لنشكر الأخ الفاضل ناصر الاحيمر على تداخله معنا وتنبيهه لنا بمواصلة الحوار حول موضوع الهوية ونؤكد له بأننا سنواصل الحوار حول جميع المفاهيم محل الحوار وبما فيها موضوع الهوية.
    والله ولي التوفيق.

                  

03-04-2018, 08:46 AM

Ahmed Mahmoud
<aAhmed Mahmoud
تاريخ التسجيل: 01-22-2004
مجموع المشاركات: 229

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    هنالك سؤال يجب ان نطرحه علي الذين يتبنون اطروحة الحركة الشعبية وهو المتعلق باطروحة السودان الجديد، فهل سقط مشروع السودان الجديد و ما هي الاسس التي قام عليها هذا المشروع؟ الاجابة علي هذا السؤال سيكشف لنا الجزئية التي تحدث عنها الاستاذ بدوي في واقع الجنوب، اذ يبدو ان الحركة كانت تطرح شعارات اكثر منها مشاريع.. لان الحركات ذات المشاريع الكبيرة لا تنهار تجربتها بالكيفية التي حدثت لتجربة الحركة الشعبية سواء في الحكم او ما يجري في واقع هذه الحركة و في الشمال...نحن لا نحاكم التجربة بقدر ما نبحث عن اجابات...
                  

03-04-2018, 10:34 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: Ahmed Mahmoud)

    التحية للجميع هنا .
    بدوى ؛ الذى ظل كما كان ؛ متوهج ومشع .
    أحمد محمد ؛ الذى تقدم بخطوات ثابتة ومجهود وتثقيف ذاتى ؛ ليحجز مكانه فى الصف الأول .
    ومحمد الأمين ؛ له التقدير .
    أنجبت جبهة كفاح الطلبة قامات ترفع لها قبعات ؛ واللى خلف مامتش .
    مستمع بكل حرف هنا ؛ واجلس مثل تلميذ للتعلم منكم .
                  

03-04-2018, 03:47 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: shaheen shaheen)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    أنا عربي وبدون أي لكن

    لا تريدون من أي أحد في بلادي أن يقول إنه عربي؟ أقول لكم يقول كثر في بلادي أنهم عرب. ولكن دعوا شخصي الضعيف يشرح لكم قليلا، كيف ولماذا، أنا عربي ما رأيكم؟ أنا ابن النهر الخالد ودجلة والفرات وبرقة وعمان وطرابلس و الخرطوم والدار البيضاء وكل المدن السودانية والعربية، ما رأيكم؟ هل تريدون أن تفحصوا حمضي النووي وقبل أن تاتوا لفحص الحمض النووي دعوني أساعدكم قليلا لأسألكم هل تريدون معرفة قبيلتي في السودان؟ والدي من أب دنقلاوي وأم محسية أذن والدي دنقلاوي أذا أنا دنقلاوي بالرغم أن والدتي تنتمي لقبيلة أخرى؟ أذا أنا أعتبر نفسي من أحفاد بعنخي بشكل أو بآخر، وأكثر من ذلك تربط جدودي الصلات بمحمد احمد المهدي وقد طحنت غالبيتهم حروب المهدية لاسيما كرري مع خليفته التعايشي، ولأننا لم نتعود الحديث عن قبائلنا سيستغرب ذلك كثير ممن يعرفونني، أعتذر منهم جميعا. اكرر أنا عربي و أعتز باني عربي و ثقافتي والوعاء الذي يحويها هو اللغة العربية، ما هي المشكلة اذن هل يعني ذلك إنني تخليت عن قبيلتي؟ انا اعتز بقبيلتي وتاريخها وحضارتها ولو وجدت فرصة لأتعلم لغة قبيلتي لأغوص في معرفة حضارة اجدادي العظماء المعروفون سأفعل ذلك لأنني عندما أتيحت لي الفرصة تعلمت ثلاث لغات اجنبية لا تربطني بشعوبها أي علاقة سوى علاقات الدراسة والسفر والاغتراب، ماهي المشكلة في أن اتعلم لغة اجدادي الى جانب لغتي الحالية العربية لغة القرآن التي أحبها؟ كما أستطيع أن اعبر بها عن نفسي والتي قرأت وعرفت من خلالها أجزاء مهمه من تاريخ العرب قبل وبعد الإسلام. بالإضافة إلى إنها ربطتني بالمنطقة العربية ومشاكلها وجعلتي أتطلع الي المساهمة في حلها وأدافع عنها، مدركا من هو عدوها، كما أؤمن بوحدتها من الخليج الى المحيط وبالمستوى الذي جعلني أشارك في الحرب العراقية الإيرانية لحماية بوابتها الشرقية وعمري حينها لم يتجاوز العشرين عاما وكان معي رفاقي من السودان وقابلت العراقيين والأردنيين والمصرين والتوانسة واليمنيين والمغاربة والارتريين والصوماليين وغيرهم من الجنسيات العربية الأخرى هناك ولم يسخر مني احد ولم يتهكم في لوني أو شكلي احد من هؤلاء الذين يعرفون المعنى النضالي الإنساني للعروبة، هؤلاء الذين يدافعون عن الامة العربية بأرواحهم هم فقط من اؤمن بأنهم يمثلون الامة العربية وقيمها الحقيقية، هؤلاء أصحاب المعاني النضالية والحضارية والإنسانية هم الذين يمكن أن استمد منهم عروبتي وليس من المتخلفين من العرب ومن غير العرب الذين ينظرون الى شكلي ولوني. ما هي المشكلة في انني عربي ولي قبيلة او عشيرة أيا كانت تلك القبيلة ومثلي مثل جميع الناس في السودان والمنطقة العربية كلها؟ أين هو التناقض؟ إذا سالت الافريقي الذي أتي اهله الى فرنسا قبل عشرات السنين وولد فيها ودرس وتعلم فيها وعاش فيها خمسين عاما فقط وربما لم يمكث في أفريقيا سوى أسابيع متقطعة يزور فيها من تبقى له من أهل، إذا سألته من أنت ماذا سيجيبك، بماذا ستكون أجابته وهو اسود اللون ولا يحتاج الى فحص حمضكم النووي لإثبات ما تريدون اثباته. ماذا ستكون اجابته اليس أنا فرنسيا وبلغة أفضل من لغة الكثير من فرنسيين آخرين مثلما ما هي لغتنا العربية التي هي أفضل من عرب آخرين؟ اترك هذا الافريقي الذي قضى خمسين عاما في فرنسا، فربما انه ما يزال يصنف نفسه غاني او سنغالي او غيره لأنه لم يتمكن من الاندماج في المجتمع الفرنسي بالشكل المطلوب للإجابة على السؤال من أنت واسأل أبنائه وبناته الذين ما يزالون سود اللون عن هويتهم ستجد الخبر اليقين عند سؤال الهوية. وإذا قال لذلك الشخص الافريقي في فرنسا شخص فرنسي أبيض أنت لست فرنسي، انت أفريقي أسود اللون، أرجع من حيث أتيت. ما هو تصنيف هذا الشخص حسب القوانين الاوربية التي تعرفونها؟ الا يحاكم بتهمة العنصرية والإساءة الى مواطنه؟ وكذلك ينطبق الامر على بريطانيا وامريكا ماذا يقول الناس الذين أتوا اليها من كل صوب؟ لماذا لم يصبحوا جميعهم هنود احمر؟ أنا افهم تماما أنه في بريطانيا وامريكا لا بد من تصنيف الناس انفسهم حسب أصولهم في الاستمارات التي يقومون بملئها لأي سبب من الأسباب كطلب الحصول على وظيفة او وثيقة او اعانة الخ... كأن تكتب انك ابيض او اسود او كاريبي او اسيوي او تقع ضمن تصنيفات أخرى بجانب انك امريكي بحيث تبرر تلك الدول هذه الممارسة بأهمية تلك التصنيفات للحصول على المعلومات حول أصول افراد المجتمع من اجل خلق حالة من التوازن داخل مؤسساته، وهو ما نعتقد أنه مجرد تبرير بينما الغرض من ذلك هو لتمكين إدارة المجتمع ومؤسساته وشركاته في السيطرة على افراده ولأسباب أخرى غير التي تبرر بها هذه الممارسة والدليل على ذلك ان مثل هذه الاستمارات غير موجودة في دول كثيرة أخرى في العالم بما فيها الدول الاوربية مثل المانيا وهولندا وغيرها. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن ما يصلح او ما تعود عليه الناس هنا ليس بالضرورة ان يصلح هناك وأقرب مثال على ما نقول هو محاولة الامريكان تطبيق هذا النموذج في العراق بعد احتلاله وهو الامر الذي رتب في النهاية نتائج كارثية على المجتمع. فعندما دخل الامريكان العراق ودمروا مؤسسات الدولة و وزاراتها، جاءوا بنفس تلك الاستمارات ليقوم الناس بملئها على نفس الشاكلة المتوفرة في أمريكا وأصبح المواطن العراقي مطالب بان يكتب ما إذا كان سني او شيعي او كردي او مسيحي الخ.... بجانب عراقيته، فماذا كانت النتيجة. انعدمت معايير الكفاءة التي كانت سائدة في الدولة العراقية السابقة وانتشرت الطائفية في الوزارات والجيش والشرطة وغيرها وأصبح الوزير واستنادا على المعلومات المتوفرة في هذه الاستمارات، ولأسباب أخرى أيضا يعين جميع الموظفين من طائفته أو قوميته ابتداء من وكيل الوزارة وحتى الفراش فأصبحت وزارات كاملة شيعية وأخرى سنية أو كردية الخ وشاع ما اسماه العراقيون بمبدأ المحاصصة الطائفية والقومية. والجدير بالذكر إن كل تلك الانتماءات الجانبية عندما تكتب في مثل هكذا استمارات لن تحل مشكلة، بل تزيد الأمور تعقيدا ويبدو لي انها مستخدمة الان في السودان بالشكل القبلي. ستجادلون كثيرا في موضوع الهوية وتقولون إن منطقي مقلوب فكيف تقارن المهاجر الافريقي المسكين الى فرنسا الدولة المتبلورة قوميتها في حين تطالبه بأن يتحول الى فرنسي وتطالبنا نحن اهل البلاد على تغيير هويتنا حسب المهاجرين العرب الذين أتوا الينا ولا تطالبهم هم أنفسهم بان يتحولوا الى افارقة يتكلمون لغاتنا ولهجاتنا، لأقول لكم لماذا لم يفرض عليهم اجدادنا لغتهم وثقافتهم حين أتوا في السابق، بينما العكس الذي حدث. أذهبوا إخرجوا جثثهم من باطن الأرض لتسألوهم لماذا لم تمنعوا انتشار اللغة والثقافة العربية في هذه المنطقة ولكن إن تقولوا إن هؤلاء المهاجرين مستعمرون فلابد انكم تلوون عنق الحقيقة، لأسألكم إذا كان المستعمر الحقيقي الفرنسي والذي اتى محملا بكل أسباب القوة المادية العسكرية ولم يأتي بأي رسالة سوى النهب الى افريقيا وحاول فرض لغته وثقافته بالقوة على الناس لم يستطع، فكيف تستطيع جماعات هاجرت الى افريقيا في الماضي وعلى دفعات ان تفرض ثقافتها بالقوة بينما يعجز الفرنسي؟ أقول إذا لم يكن الفيصل للحديث عن الهوية هو الشعور تعالوا نذهب لنطلع ونقرأ حول الثابت والمتحول في الهوية وارتباطه بالزمان والمكان وتطور اللغة والثقافات في المجتمع السوداني وأدعوكم للصبر معي قليلا لأقول أكثر من ذلك، أنا عربي وأنا سوداني واعتز باني سوداني ويمكن أن أضحٌي بالغالي والنفيس من اجل السودان ماهي المشكلة؟ وعروبتي هذه لا تلغى كوني سوداني، كما لا تلغي قبيلتي بالمعنى الإيجابي للقبيلة؟ ماهي المشكلة، ليس لدي مشكلة في ذلك اعتز وافتخر بكل هذه الانتماءات. ما هي المشكلة في كوني سوداني و اشعر بأنني أخ لجميع السودانيين من القبائل الأخرى ومن مختلف الديانات، مسلمون، مسيحيون، وثنيون وغيرهم من النسيج الاجتماعي المتعدد في السودان بلادي وفي الوقت نفسه فانا عربي تربطني لغتي العربية وثقافتي بمحيطي العربي الذي من حولي؟ ماهي المشكلة أن يكون هنالك مصريا فرعونيا او من أصل ارمني عربي رابطا مصيره بمصير الامة العربية أو عراقيا من أصل اشوري او أكدي عربي أو أن يكون لبنانيا من أصول شركسية عربيا ماهي المشكلة؟ جميعهم ليس لديهم مشكلة، انا فقط هو الذي لديه مشكلة بسب اللون؟ أنا لا اعتبر اللون معيارا للهوية. ولا أجد أي تناقض حقيقي في كوني سوداني وعربي. وإذا كنتم تريدون دائما الذهاب نحو اللون، أقول لكم تعرفون ان في كل الدول العربية هنالك أناس لونهم اسود، اليس هذا صحيحا؟ ماهي المشكلة في أن يكون شخص اسود اللون وهو عراقي وعربي أو اسود اللون وهو قطري وعربي؟ كيف يرى الشخص القطري ولونه أسود نفسه؟ هل يرى أنه عربي أم يري أنه رقيق ينتظر سيده ليبيعه أو يعتقه؟ لماذا يتحدث الناس عن التطور وينحدرون الى عصور الظلام والتخلف. أسألكم هل هنالك تناقض بين كوني سوداني انتمي لأحدى القبائل وعربي في نفس الوقت؟ أكرر أنا عربي، وأعرف أنكم ستقولون لي اذهب الى السعودية وأنظر كيف يعاملونك الناس هناك، أقول لكم أنا الآن في السعودية وأسألكم هل تعرفون أن السوداني في السعودية يتعرض للتهكم من قبل بعض السعوديين السود والذين هم أكثر سوادا منه أكثر مما يتعرض لذلك من السعوديين البيض كما ترونهم. ولا أدري إذا كان السعوديين بيضا، فبماذا سنوصف الالمان مثلا؟ وكذلك يتعرض السودانيون الامريكان في أمريكا للتهكم من قبل الامريكان السود أكثر من الامريكان البيض، في حالة ما إذا كانوا لا يجيدون اللغة الإنجليزية بشكل جيد وأيضا يتعرض السودانيون الهولنديون في هولندا للتهكم من قبل السير وناميين والأنتيليين والذين هم أكثر سوادا منهم أكثر من الهولنديين البيض إذا ما اتضح أن لغتهم الهولندية ركيكة وهكذا في فرنسا وغيرها من الدول، هذا لا يعني أنه لا يوجد أناس عنصريين او متخلفين في كل هذه الدول ويتهكمون علينا بخلاف السود، وإنما أقول السبب الأساسي للتهكم هو اللهجة مع أمور أخرى سيأتي ذكرها، عندما أقول اللهجة أعرف أنكم تفهمون أنني أعني ما يطلق علية باللغة الإنجليزية (الآكسنت). إذا الموضوع لا يتعلق باللون فقط في حالة السعودية والدول العربية الأخرى، والا لماذا يتهكم علينا السعودي الاسود أيضا، انما يأتي الينا التهكم بالإضافة الى اللهجة وبشكل جوهري من ضعف بلادنا وتمزقها وجوعها وحروبها الاهلية فمن يجرؤ على التهكم على أي سوداني لو كنا أقوياء باقتصادنا وجيشنا ودولتنا. وهل لو كانت بلادنا قوية سيتهكم علينا أي كان؟ وكذلك يأتي الينا تهكم الأمريكي الأسود او السيروناومي الأسود بالإضافة الى موضوع اللغة الى نظرته الينا كمهاجرين من مناطق الجوع والتخلف نبحث عن الذهب في الدولة التي سبقنا اهله في المجيء اليها، يرى نفسه أحد أفراد ذلك المجتمع و يتضايق قليلا أو كثيرا من وجودنا لاقتسام فرص العمل والموارد التي بدأت تشح فيها معه، فيعبر عن ذلك السلوك بالتهكم مستغلا لهجتنا كثغرة لدينا، وهو سلوك قريب جدا مما نمارسه نحن أنفسنا مع بعض المهاجريين من الدول المجاورة لنا وكما تدين تدان. أذن عدم الاحترام يأتي الينا من الضعف الذي نعاني منه ونعمقه بالخلافات والحروب. ومن يتوقع أن يحترمه أي كان حتى لو كان في الواغ الواغ او الواق الواق ودولته ضعيفة وفقيرة تمزقها الحروب فهو واهم، والدليل على ما أقول إنه لغاية الان وفي الوقت الذي يحارب فيه السودانيون في اليمن فإن مستوى احترام الاخوة اليمنيين للسودانيين يعتبر أفضل نسبيا من دول عربية أخرى، مع ان اليمن تكاد تكون هي الدولة العربية الوحيدة التي بها عرب حضارمة أقحاح. وبالمناسبة أقول لأصحاب الحديث عن العرق انه يكاد ينعدم الآن وجود عرب أقحاح لا في السعودية ولا في العراق ولا في أي دولة عربية أخرى عدا الحضارمة في جبال اليمن، و مع هذا فاليمنيون يحترموننا لأنهم يتذكرون أنهم اغتربوا عندنا كما يتذكرون إن مدرسينا قد علموا أبناءهم اللغة العربية نفسها بالإضافة الى أنهم لم يسبقونا كثيرا في التطور مثل الذين توفر لهم النفط. نحن توفر لها ماهو أفضل من النفط ثم توفر لنا النفط أيضا ولكن للأسف ماذا فعلنا به؟ اما سرقنا أمواله وبنينا بها القصور او تحاربت قبائلنا التي حوله بعد أن غذى تجار الحروب أبنائها بالكراهية. أعود لأقول إن كل الدول العربية بها سحنات وألوان مختلفة والمفروض أنه في هذا العصر وبعد ان بلغت البشرية من الرشد ما بلغت أن يكون الانسان قد أصبح يُحترم لتفوقه وإنجازه وعطائه الإنساني وقدرته على التأثير وليس لشكله أو لونه أو عرقه أو أصله وفصله ومن يحكم على الناس من خلال الوانهم يجب أن يخرج على الأقل من دائرة التحضر ليذهب ويعيش في المجتمعات المنغلقة إذا وجدت. يجب ألا يفهم من هذا الحديث إننا لا نستوعب ولا نفهم و لا ندرك إن كثير من الناس مازالوا حتى اليوم يقّيمون الآخرين على أساس الوانهم ويعتبرون إن الانسان كلما ازداد سوادا كلما قلت قدراته، وانما نريد القول هنا إن تقييم الناس على إساس اللون وبهذه الكيفية انما هو الجهل والاستعلاء والعنجهية بعينها. ولذلك ندعو الى المفهوم الثقافي في موضوع الهوية وتقييم الانسان بقدرته على العطاء الإنساني أيا كان هذا العطاء. ونكرر إن أصحاب فكر العرق واللون قد أصبحوا ينظّرون ويعطون التبرير لهؤلاء الجهلة الذين يستعلون على الناس استنادا على الالوان وان هذا الامر لا يساعد باي حال على إرساء مفاهيم متقدمة في المجتمعات وعلينا جميعا التحرر من عقدة اللون فهذا الفكر العقيم ثبت عدم علميته وتخلى عنه أصحابه الحقيقين منذ زمن، فالألوان جميعها ضرورية لرسم أي لوحة كما إن اختلاف الألوان أضحى ضروري في المجتمعات الحديثة اما اللغة العربية الواحدة فهي بالإضافة الى الثقافة التي تحملها ومع وجود الخصائص المتعددة الاخرى عامل إيجابي للتواصل لو فقدناه لن نستطيع ان نتواصل كسودانيين مع بعضنا البعض ويجب ان نثمن دورها أيضا على هذه المسالة بدل ان نقع فيها بالشتائم ونحن نتحدثها ويحمل غالبيتنا اسمائها، كما إن التنكر لها وكراهيتها يخلق الحالة الحقيقية للتناقض وعدم التصالح مع النفس لأنه بالنسبة للغالبية العظمى من السودانيين فالموضوع لا يتعلق باللغة فقط، فاذا افترضنا جدلا، تعلم الناس لغة أخرى فماذا سيفعلون باسمائهم وأسماء ابائهم وجدودهم مثل، محمد و احمد ومحمود وعلي وعبدالله وعمر وعثمان وكذلك اسماء أمهاتهم وإخواتهم مثل زينب وفاطمة وعائشة وآمنة الخ، هل سيغيرونها أيضا؟. بالله عليك كيف يكره الانسان اللغة التي يعبر بها عن نفسه، يغني بها ويطرب ويكتب بها الشعر والقصة والرواية؟ ان ذلك هو عدم التصالح مع النفس بعينه والوقوع في فخ التأزم وجلد الذات والاستلاب الحقيقي. وأكرر هنا للذين ينظّرون الآن لموضوع اللون ويقولون لنا العرب لا يقبلون بكم نتيجة الوانكم اتركوهم تعالوا الى أفريقيا كأنما نحن موجودون في كوكب أخر وليس في قلب إفريقيا، لأقول لهم ما تعرفونه وتمارسونه أيضا واستنادا الى نظرية اللون، وهو مثل ما إن جزءا من العرب لا يقبل بنا كعرب ونتيجة للون، فإن جزءا من الأفارقة لا يقبل بنا كأفارقة ونتيجة للون أيضا، ولا يرى لوننا أفريقيا حقيقيا وانما ينظر الينا كخليط وهجين مشوه، وفي هذه الحالة ما ينطبق على العرب ينطبق تماما على الأفارقة. وعليه وفق منطقكم هذا ليس لنا مكان على الأرض إما أن نحلق في السماء مبتعدين منها أو نباد على سطحها أو أذا أردتم أن تعطونا فرصة للحياة على الأرض عليكم أن تستخدموا (القُرعة) بمعنى الطرة والكتابة كما يقول أحد أصدقائنا لحسم هذا الموضوع. لماذا لا تتركوا لنا بديلا أفضل. البديل متوفر ولا نستجديه من أحد. دعونا نحسم خيارنا على أسس إنسانية، لا تضعوا لنا حواجز وهمية بين انتماءات لا يوجد بينها تناقض الا في اذهانكم ولأوكد لكم ما ذهبت اليه، أقول مع هذا ورغم ذلك ومع إنني عربي وسوداني فأنا افريقي أيها الأصدقاء، ما هو رأيكم؟ كيف ذلك؟ أنا لا أنتظر ولا استمد عروبتي او أفريقيتي من نظرة الآخرين لي او تقيمهم لي سواء كانوا بعض الجهلة من العرب او من الافارقة. التاريخ والجغرافيا واللغة والثقافة والمصير المشترك هي العوامل التي تحدد تلك الانتماءات. دعوني أشرح لكم كيف إنني أفريقي لأقول لكم افريقيا هي القارة التي اسكنها، جذر حضارتي وتراثي يضرب في اعماقها لذلك اشعر بالانتماء اليها واتعاطف مع شعوبها وأسعى ليقوى بلدي السودان ويكون له مكانا مؤثرا فيها تربطه بدولها علاقات الصداقة وتبادل المصالح المشتركة والتعاون من أجل تقليل نفوذ المستعمرين الذين نهبوا خيراتها وزادوا سكانها جهلا وتخلفا على ما هم عليه من جهل وتخلف واعمل لمحاربة الدعوات العنصرية المتخلفة التي تجعل التصنيفات العرقية قانونا لها. هل ستنكرون علىٌ افريقيتي بهذا المعنى لأنني عربي؟ هل التوانسة والمغاربة والموريتانيين والليبيين وغيرهم ليسوا عربا وأفارقه؟ دعك من امازيغية البي بي سي فهي أيضا تمشي حاملة معها المجهر وجهاز الحمض النووي، ولأنها عنصرية متخلفة وكذابة تدعي الأفريقية على أساس الشكل وتصنف إمراه أخرى على أنها إفريقيا في شكلها في حين أن شكلها هي نفسها يختلف مع المرأة الأخرى مما يؤكد أنها ترى شكلا ولونا معينا للأفارقة يختلف عن شكلها ولونها، لأنه لا يعقل أن نأخذ الشكل واللون معيارا ونضع شكلين ولونين في تطابق. أعود وأقول الأفريقية أيضا ليس لها علاقة باللون والشكل، فإفريقيا قارة مثلها مثل اسيا أو أمريكا اللاتينية فيها البيض والسود والملونين لأسأل، هل تلغي هذه الافريقية عروبتي؟ هل هنالك عداء بين العرب وافريقيا؟ الى اين ذهب رفاق محمد الرسول العربي عندما اشتد عليهم الخناق من أهلهم؟ الم يلجؤوا الى افريقيا؟. ومنذ متى بدأت هجرات العرب الى افريقيا؟ ما هي المشكلة في أن يلعب بلدي السودان دورا إيجابيا في المساعدة في حل مشاكل افريقيا؟ ويكون حلقة الوصل بين أفريقيا جنوب الصحراء وشمالها؟ الا يعطيه ذلك دورا مشرفا وكبيرا؟، ولكنه كيف يفعل ذلك عندما تضربه هو نفسه الحرب الاهلية ويتحارب افراده وقبائله وكل فرد منهم يحمل معه مجهره ليتبين جينات الآخر؟ أنا أعتز بترهاقا وإبنه بعانخي وبمحمد أحمد المهدي وعلي عبد اللطيف وبعمر ابن الخطاب وخالد ابن الوليد وعبد الرحمن الداخل الذي فتح الاندلس وبصدام حسين المجيد، ماهي المشكلة في ذلك؟ منذ أن كنت طفلا سمعت كثر من آبائي وأهلي يقولون بذلك كما سمعت أسطورة غنائي يغرد بعزم ترهاقا وإيمان العروبة، لذلك وفوق هذا وذاك أعتز بمحمد ابن عبد الله الرسول العربي الكريم ما هي المشكلة في ذلك؟ وأعتقد إني أعبر بهذا الفهم عن وجدان الغالبية من أبناء شعبي؟ البعض سيسالني ماذا يوجد عند العرب حتى تنتمي إليهم وكأني افهم إن مثل هؤلاء يمكن ان ينتموا للعرب عندما يصبحون أقوياء، أليست هذه هي علاقة التبعية بعينها عندما تنتمي لمجموعة لأنها قوية ومؤثرة؟ وهل نتخلى عن السودان لأنه ضعيف الأن؟ لنفترض أنه لا يوجد عند العرب الآن أي شيء إيجابي يذكر، فانا عربي أريد أن أساهم معهم في خلق الأشياء الإيجابية ما هو المانع؟ هم اخوتي في اللغة والثقافة والمصير المشترك، ضعفاء مفككين يحكمهم عملاء الاستعمار الذي قسم منطقتهم ووضع حدودها الجغرافية ودولها الحالية، وزرع إسرائيل في قلبها، وهم دائما مفعول بهم، فانا أريد ان اناضل من اجل وضع أسس لتعاونهم ووحدتهم لماذا تريدون منعي من القيام بذلك؟ كما أريد أيضا ان أساهم مع الافارقة أخوتي وجيراني في صنع الأشياء الإيجابية، فهم أيضا مفككون ومضطهدون، ومنهوبة ثرواتهم من قبل المستعمر الحقيقي والذي اين ما حل ترك مشاكلا وزرع الغاما تمنع التفاعل الطبيعي بين الناس، اريد ان أساهم مع هؤلاء في المساعدة بما أستطيع فعله. ولكن ليس على طريقتكم بأن احمل بندقيتي لأحارب جيراني يساعدني عدو افريقيا الأول المعروف للجميع لأجعل الاقتتال والحروب الاهلية سبيلهم الوحيد للفكر والممارسة والأمثلة كثيرة بما فيها المسكوت عنه الان عندكم. فلنفترض انه ليس عند العرب أي شيء يذكر في الحاضر وهو أمر أقرب الى الواقع أذا استثنينا مقاومة العرب للظلم والاحتلال هنا وهناك وابعدنا الإسلام الذي أصبح غالبية العرب لا يفهمونه بشكله الصحيح ، إن لم يكن فقط يتاجرون به للأغراض السياسية وغير السياسية، رغم أنه روحهم وزادهم ومعينهم الذي لا ينضب. وان تخلى جزء كبير منهم عن قيمهم السمحة من شجاعة ومروءة وكرم، فالحمد لله أنه مازال جزءا كبيرا من اهلي في السودان يكرم ضيفه ويحتفظ بقيمه رغم كل شيء. ولكن دعنا نفترض أن ذلك يقع في التاريخ فقط؟ هل تنكرون عليهم التاريخ أيضا؟ هل تنكرون عليهم بغداد التي غير حبرها مياه النهر عندما رمى المغول كتبها بداخله؟ هل تنكرون عليهم الاندلس؟ هل تنكرون عليهم معلقاتهم؟ هل تنكرون عليهم ثقافة المأمون ودين محمد؟ أقول ولمن يقع أحيانا في الفخ وبحسن نية ويلتقي دون أن يقصد مع الشعوبيين ويتصور أن الله قد أنزل الدين على العرب لأنهم جهلة وأشد كفرا ونفاقا وليهذبهم به مثل ما يدعيه أعداء العرب الذين أسقط العرب إمبراطوراتهم لينشروا دين الله في الأرض مثلما يعتقدون فيه، أقول له أترك الله جانبا وأجبني أنت، أذا كان لديك رسالة فلمن ستعطيها؟ اليس للذي تعتقد أنه قادر على توصيلها وخصوصا إذا كنت تعتقد إن هذه الرسالة مهمة. هل ستحّمل أمانتك الى من لا يستطيع حملها أم ستختار الأمين الذي سيحملها لك على أكمل وجه؟ هذا المنطق البسيط جدا الا يؤكد قدرة العرب على حمل رسالة الإسلام الذي أصبح روحا للعروبة وتراثا للعرب جميعا بما فيهم المسيحيين أنفسهم وغيرهم، الا يستحق العرب التقدير على الأقل من الذين وصلهم هذا الدين؟ والذين يكرهون العرب ويريدون ان يتخلوا عن لغتهم العربية واسمائهم كذلك فهل يريدون ان يتخلوا عن اسلامهم أيضا. فهو بالرغم من عالميته عربي أيضا، نعم عربي بقرآنه ورسوله وابطاله ومسرحه، فماذا سيبقى لهم بعد ذلك إن تخلوا عن كل ذلك؟ دعونا نسأل الذين يريدون حرمان العرب من كل ما هو إيجابي قبل الإسلام وتصويرهم كأنهم قوم جهلة غضب الله عليهم فانزل عليهم دينه، لماذا خياركم في الجاهلية هم خياركم في الإسلام، ولماذا بعث النبي العربي ليتمم مكارم الاخلاق، ولماذا جعلهم الله أمة وسطا ليكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول العربي عليهم شهيدا ومن هم هؤلاء؟ أنهم المسلمون ولكن من هم هؤلاء المسلمون حينها، الم يكونوا العرب مع ثلاثة اشخاص افاضل آخرين ولماذا كنتم خير امة أخرجت للناس؟ ومن هي هذه الامة التي أخرجت للناس؟ هل هي الامة الإسلامية؟ ومن هي الامة الإسلامية حينها وعند نزول الآيات؟ اليس العرب مع نفس الثلاثة اشخاص الافاضل الآخرين؟ ولماذا لسان الذي يلحدون اليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ولماذا انزل قرآنا عربيا غير ذي عوج ولقوم يعقلون ولعلكم تتقون وبلسان عربي مبين، ولماذا العربية هي اللسان ومن نطق بالعربية فهو عربي وكيف يسئ البعض الينا ومن الذين يريدون استفزازنا ويقولون إننا نستجدي العروبة من خلال اللغة كأنما نزلت علينا من السماء أو أتت الينا مخلوقات خارقة علمتنا لها وانسحبت من المشهد لتتركنا في الحيرة التي تريدون ادخالنا فيها .لقد أنزل الله القران على العرب لأنهم الأقدر على فهمه وحمله وتوصيله، و قد أنجزوا مهمتهم على أكمل وجه وعلى الذين يعتزون بإسلامهم أن يشكروا ويحترموا القوم الذين نشروه أيا كانوا، وان لا يربطوهم بالقيم التي تتنافى معه. الآن دعوني أرتبها لكم بطريقة أخرى أنا إفريقي وسوداني ولكني عربي، ختاما اعرف ان منكم من ينتظرني أن أختم هذا المقال إن جازت تسميته، بقولي وفي نهايته إنني انسان وهو محق، فأنا إنسان والعروبة لا تعني بالنسبة لي إي مفهوم أكثر من القيم الإنسانية كما لا تتعارض مع انتماءاتي الأخرى.
    والله ولي التوفيق،

    بدوي محمد بدوي

    (عدل بواسطة بدوي محمد بدوي on 03-04-2018, 04:17 PM)

                  

03-05-2018, 06:46 AM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    الأستاذ أحمد محمود،
    وأنت تسأل هؤلاء عن مشروعهم للهوية والسودان الجديد وهل أنه سقط ام مازال مستمر عليك ألا تتوقع أن يأتي هنا من لديه القدرة منهم على الحوار معك على اسس فكرية أو سياسية حول الهوية أو المصطلحات الأخرى المطروحة للحوار هنا. هؤلاء ليس لديهم شئ يفيد الناس يحاورن حوله وخصوصا في هذا المكان الذي يأتيه أصدقاء وأصحاب الفكر وليس لديهم الشجاعة للمجئ هنا أيضا للدفاع عن طروحات الكراهية التي تعودوا على نشرها في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها أبناء شعبنا. هذا لا يعني أنهم لايمتلكون مشروعا فهم لديهم مشروعا للسودان الجديد بالفعل وسآتي اليك بالخبر اليقين حوله و أجيبك عن ما تطرحه من أسئله حوله وبما يقنع القاصي والداني. فاصبر معي قليلا واعتقد أن أنت تفرغت للطرح الفكري المميز حول الهوية والعروبة ومفاهيم الحوار الأخرى وتناولت بعض المداخلات الثرة والقيمة لبعض الاخوة الافاضل هنا لاسيما الذين يعتقدون بوجود تناقض بين انتماءات السودانية والعروبة والافريقية وبما يفيد الناس في هذا المنبر ويملكهم أدوات الحوار العلمي ويثقفنا جمعيا أفضل لك من الانشغال بالخزعبلات التي يطرحها هؤلاء.
    تقبل تحياتي،

                  

03-05-2018, 01:59 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    Quote: التحية للجميع هنا .
    بدوى ؛ الذى ظل كما كان ؛ متوهج ومشع .
    أحمد محمد ؛ الذى تقدم بخطوات ثابتة ومجهود وتثقيف ذاتى ؛ ليحجز مكانه فى الصف الأول .
    ومحمد الأمين ؛ له التقدير .
    أنجبت جبهة كفاح الطلبة قامات ترفع لها قبعات ؛ واللى خلف مامتش .
    مستمع بكل حرف هنا ؛ واجلس مثل تلميذ للتعلم منكم .


    شاهين الاديب الراقي لقد أخجلت تواضعنا ايها الاشتراكي العروبي الهوى.
    ليس لك مزاج للكتابة حول مفاهيم البوست التي نظر فيها شخصكم منذ زمن، لابأس اربطها لنا باي من الاعمال الفنية الرائعة كقصيدة أو قصة فهذا مكانك ايضا للفكر والثقافة والفن والابداع وانت الذي تعودت أن تربط أعمالك بالواقع الذي هو أمر من طعم العلقم وأحر من جمر جهنم.
    تقبل تحياتي وتحيات صديقك الرائع أيضا محمد أحمد خليل البرنس وتحيات احمد محمود وكذلك محمد الأمين أبو زيد وآخرين.



                  

03-06-2018, 04:52 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)

    الأخوة الأفاضل،
    كان يجب أن نضع الآن المقال الثالث والذي يشكل الضلع الثالث في ردنا على المداخلة التي بدأنا بها ردودنا على مداخلات الاخوة الكرام ولكننا آثرنا ان لا نضع ذلك الرد الآن لبعض الأسباب واهمها الالتصاق أكثر بالمفاهيم المطروحة للنقاش، مع احتفاظنا بذلك المقال ووضعه متى ما شعرنا بضرورة ذلك لنقول إننا في الفترة القادمة سنواصل تعليقاتنا وردودنا على مداخلات الاخوة الأعزاء الذين وعدناهم سابقا، سنفعل ذلك بالتزامن مع وضع المقالات والدراسات المرتبطة بتلك المفاهيم محل الحوار والتي نعتقد انها ستساهم في إثرائه.
    والله ولي التوفيق،


                  

03-07-2018, 09:59 AM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    الأعزاء جميعا،
    سنقوم بأيقاف هذا البوست لأعتقادنا بعدم مناسبة الوقت للمواصلة فيه. نتمنى أن يكون القرار الذي أتخذته دولة جنوب السودان بالانضمام لجامعة الدول العربية يصب في مصلحة شعب السودان قاطبة وفي نفس الوقت فاتحة للتواصل الهادي غير المتشنج بيننا جميعا ولتماسك السودانيين جميعهم ولخلق جو تسودة الطيبة والاحترام المتبادل والأخلاق السمحة التي يتحلى بها أبناء السودان.
    نكرر أعتذارنا للذين وعدناهم بالردود على مداخلاتهم القيمة فيه كما نامل أن نستطيع ترتيب اولياتنا من اجل النهوض بواقعنا الاليم.
    في آمان الله
    بدوي

    (عدل بواسطة بدوي محمد بدوي on 03-07-2018, 10:04 AM)
    (عدل بواسطة بدوي محمد بدوي on 03-07-2018, 03:03 PM)

                  

03-08-2018, 02:00 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    الاخوة الاكارم،
    كنا في المداخلة السابقة قد ابلغناكم بتوقف هذا البوست وذلك بسبب عدم مناسبة توقيته الحالى للحوار مستندين في ذلك للقرار المفاجئ الذي اتخذتة دولة جنوب السودان بتقديم طلبها للانضمام لجامعة الدول العربية وهو الامر الذي قلب بعض الامور والمفاهيم في ذهن بعض الناس رأسا على عقب، لنقول إن السبب الرئيسي لاختيارنا هذا الموضوع ابتداء وللحوار حوله هو انتشار المفاهيم المغلوطة والخاطئة والعنصرية في هذا المنبر وكذلك العداء غير المبرر للعروبة في السودان فيه، وهو الامر الذي كان يشغل بالنا وعلى المستوى الشخصي قبل ان نتشرف بعضويه هذا المنبر وكل الذين تابعوا بوست الترحيب بنا او مشاركاتنا في هذا المنبر ومنذ سنوات ومن قبل الانضمام اليه سيلاحظون ذلك الأمر. ولاننا نعلم أنه ليست هنالك مشكلة لدى الغالبية من ابناء شعبنا الطيبين وان هذه الاشكالية هي في المقام الاول اشكالية بعض النخب السياسية والثقافية السودانية كما أن جماهير شعبنا وبما فيها نخبها الوطنية الحريصة على التاخي والتعايش السلمي بين مكوناتها لا ترفض العروبة وانما الممارسات العنصرية التي تصدر هنا وهناك ومن مختلف الناس بما فيهم بعض الذين ينظرون للعروبة أنفسهم وبشكل نظري جيد ولكنهم يفشلون في الممارسة الحقيقية على ارض الواقع الامر الذي ادى الى إحباط الكثير من الناس ويجب ان لا ننسى دائما الواقع السياسي والحكومات التى تعاقبت على بلادنا وفشلها في ادارة ازماته بشكل صحيح . عموما كنا قد لاحظنا التمادي في انتشار الطرح المغلوط والمتشنج بما فيه العنصري والعدائى للعروبة في السودان وكذلك انتشار المفاهيم العنصرية كالعرق واللون والدم والسلالة الخ. فاخترنا طريق مواجهة تلك المفاهيم وتصحيح مانعتقد أنه طرح غير سليم ولا يصب في الوحدة الوطنية لبلادنا ضمن تنوعها واخترنا المفهوم الثقافي الاكثر علمية وتطور وتقدم لطرحه بديلا للمفاهيم الشوفينية التى عفى عليها الزمن. وبغض النظر حول نجاحنا في هذا المقصد والله من وراء القصد من عدمه وفي ظل احتدام الحوار مع بعض الاخوة الذين نعتقد انهم اوغلوا في طرح المفاهيم الخاطئة، جاء قرار حكومة جنوب السودان بطلب الدخول في الجامعة العربية وفي الوقت الذي يطالب فية آخرين باخراج السودان نفسه من هذه الجامعة. لا شك ان هذا القرار وبغض النظر عن دوافعه ومصلحة شعب جنوب السودان منه وكذلك مصلحة بقية الدول الاعضاء في الجامعة العربية بغض النظر عن كل ذلك سيساعد في مراجعة موضوع الهوية والعروبة في السودان ونأمل بشكل ايجابي ويؤدي الى وقف الاقتتال الاهلي ويرجع القضية للصراع السياسي ضد النظام القائم وذلك بعد أمتصاص مفاجئته للناس اي القرار وكذلك بعد تطبيقه على ارض الواقع وبناء على ذلك فقد اعتبرناه بمسابة سانحة للمراجعة من قبل الجميع رغم ادراكنا بان الحوار حول الهوية في السودان لن يتوقف ولن تحسمه اي قرارات سياسية من قبل اي حكومة ومها كانت. كان هذا هو السبب الذي جعلنا نتوقف مؤقتا في نقاش هذه الامور ولكي نعطى جميع الاطراف فرصة لمراجعة نفسها وكلنا امل ان هذا القرار سينعكس ايجابيا في الحوارات القادمة ويدشن مرحلة جديدة من الوعي والموضوعية والاحترام المتبادل وفي نفس الوقت سيساهم في نهاية النغمة العدائية التي كانت سائدة من قبل البعض في هذا المنبر. نؤكد في الوقت نفسه بأننا لن نتوانى في محاولة تصحيح كل ما نعتقد انه طرح غير متوازن في ما يتعلق بالمواضيع الوطنية مادمنا أعضاء في هذا المنبر.
    يجب ان نثمن جهود الاخوة الذين سبقونا في الدفاع عمن اجل ارساء المفاهيم الصحيحة وكذلك الذين استماتوا في الدفاع عن العروبة في السودان وهم معروفون لا نريد ان نذكر اسماء حتى لا ننسى احدهم نقول فعلوا ذلك ورغم الظروف التي ساد فيها الطرح المعادي لها وعليت فيه اصوات من تحدثوا به.
    كما نشكر مؤقتا كل الذين شاركوا معنا في الحوار منهم، الذين اختلفوا معنا جزئيا او كليا او الذين اتفقوا معنا جزئيا او كليا والذين تابعونا وقدموا لنا الدعم المباشر كما يجب ان لا يفوتنا ان نشكر الذين قدموا لنا خدمة كبيرة بمحاولتهم الاساءة الينا في الوقت الذي ساعدونا فيه بتوسيع دائرة القرآء الكرام للمفاهيم التى كنا نريد توصيلها ونعد الجميع باننا ملتزمون بالحوار الجاد في هذا المكان وحول مختلف المواضيع.
    تقبلوا تحياتي
    بدوي محمد بدوي

                  

03-19-2018, 07:20 AM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    الاخوة الاكارم،
    بعد التحية،
    كنا قد أوقفنا الحوار في هذا البوست في المداخلة الأخيرة قبل حوالي اسبوعين من الان وأعتذرنا فيه للاخوة المتداخلين الذين لم نتمكن للرد عليهم مؤقتا وقد كان السبب المباشر لايقاف هذا البوست هو القرار المفاجئ لدولة جنوب السودان بطلب الأنضمام لجامعة الدول العربية سواء كان ذلك بصفة دائمة او بصفة مراقب. ذلك الطلب الذي أثار لغطا كثير واربك تفكير البعض من الناس حيث قرأءه الناس بطرق مختلفة كل حسب وعيه وادراكه ومواقفه ومصالحه وغيرها. ونحن هنا في هذا المقام ليس بصدد تقييم قرار لدولة مستقلة يفترض معرفتها ما تقوم به من أجل مصالح الشعب الذي أصبحت تحكمه اقول ليس في صدد التقييم لهذا القرار الا في في حالة اذا ما تم حوار حوله وارتبط هذا الحوار بالمفاهيم المطروحة للحوار في هذا البوست. أكرر تمنياتنا ان يصبح هذا القرار أي كان شكله وطبيعته وموقف الاخرين منه بما فيهم جامعة الدول العربية نفسها، اكرر تمنياتنا بأن يكون فرصة حقيقية لتجاوز حالة الفوبيا التي سكنت البعض فيما يتعلق بموضوع العروبة في السودان وبالمستوى الذي خلق حالة غير طبيعية اسهمت بلا شك في تغذية مفاهيم عنصرية سممت اجواء الحوار حول موضوع الهوية في السودان وارتباطها بالطرح السياسي من أجل ايجاد مخرج آمن من الازمة السياسية التي تعيشها بلادنا بشقيها الشمالي والجنوبي. كما نأمل أيضا أن يكون القرار بمثابة مراجعة شاملة للمواقف تجاه ازمات البلاد المختلفة.

    أقول بعد أن مرت أجواء المشاحنات والارتباك التي خلقها القرار سالف الذكر نعود الآن وبمنتهى الهدوء لنواصل طرحنا تجاه مفاهيم الحوار المطروحة كعنوايين لهذا البوست وأيضا للأجابة عل مداخلات الاخوة الذين لم نتمكن من تغطيتها في المرحلة السابقة كما سنضع هنا ايضا اي مقال او دراسة نعتقد أنها من الممكن أن تفيد الحوار وترتفع بالوعي للقراء والمتابعين. مؤمنين بأن الذين سيتحاورون معنا هنا هم الذين يدركون اهمية تعميق الوعي للتعامل العلمي والنقدي ايضا تجاه المفاهيم المطروحة للحوار.

    والله ولي التوفيق،
    بدوي محمد بدوي


                  

03-21-2018, 04:12 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)


    السلام عليكم،
    قبل أن نقوم بالرد على مداخلة مولانا محمد علي والتي تأتي الان في الترتيب أقول ان ردي على تلك المداخلة يأتي ومصادفة بعد اكمال قراءتي للبوست المهم الذي إبتدره مولانا محمد علي نفسه بعنوان السودانيون من، ومتى وكيف تم تعريبهم؟ والاطلاع وبعناية على كل المداخلات التي تمت فيه وأقول إنني تأخرت في اطلاعي على ذلك البوست نتيجة لانشغالي ببعض الظروف ولا يسعني هنا الا ان أسجل اعجابي بهذا البوست والطريقة التي يدار بها وكذلك كافة المداخلات التي احتوى عليها (اعتقد عدا حالة واحده). أقول كافة المداخلات من الاخوة الذين شاركوا فيه كانت مداخلات ممتعة ومسؤولة واهم ما كان يتخللها هو الوعي والادراك والتصميم على تناول الموضوع انطلاقا من الحرص على وحدة البلاد والحفاظ على مكوناتها الثقافية والابتعاد عن الطرح العدمي الذي لا ينتج غير تدمير الذات والتي هي السودان والسودانيين في حالتنا كما كانت جميعها مداخلات منتجة اما من اجل البحث عن المعرفة او من اجل إضافة معرفة للآخرين او من أجل الاثنان معا ولم تكن بأي حال مثل ذلك النوع من المداخلات التي تعج بألافكار المسبقة والساذجة او بالتهريج التي يحاول صاحبها وضعها بدون أي وعي. وأعتقد أن شخصية صاحب البوست وما تتمتع به من قبول وسط الناس وكذلك مستوى الاحترام للنفس الذي تمتع به المتداخلون هو الذي جعل ذلك البوست من أمثلة البوستات التي يتم التحاور فيها بمنتهى الاريحية وحول موضوعات تعود الناس في التعامل معها بتشنج. هذا لا يعني ان هذا هو البوست الوحيد هنا الذي يتحاور فيه الناس بموضوعية في هذا المنبر فاغلب البوستات كذلك وانما اقول تعود الناس على التشنج في الموضوعات المرتبطة بموضوع هذا البوست ولكنهم تحاوروا فيه بنوع من الاريحية وفي اعتقادي لو استمر الطرح في هذا المنبر بهذه الكيفية لأي موضوع وهي كيفية وطريقة الأغلبية العظمى من أعضائه ستزداد الثقة بشكل تدريجي بين معظم أعضائه وستسود قيم الاختلاف الودية التي تؤدي الى الفهم المشترك والعلمي لكثير من الظواهر وستنحسر الأصوات الشاذة التي تدعو للكراهية والاختلاف وتصبح نشاز مرفوض وغير مقبول أينما تداخلت وبالتالي سيصحح جزء من أصحابها وعلى قلتهم سلوكهم استنادا على السلوك القويم للغالبية من أبناء هذا الوطن في هذا المنبر وسيعود هذا المنبر منبرا حقيقيا للفكر والحوار الموضوعي وسيتجاوز الناس صغائر الأمور والضغائن والعدائيات والامراض ولن يصبح باي حال مكانا للإسقاطات الشخصية والامراض المعدية. سياتي أي شخص يرى الموضوع الذي يجذبه ليطرحه او ليعلق عليه بمنتهى الهدوء والادب وخفة الظل وروح النكتة وغيرها من صيغ توصيل المعلومة وسيجد من كانوا يتخيلون أنفسهم أعداء أقرب الى الأصدقاء. بل أكثر من ذلك فإن موضوعات للبحث عن المخرج السياسي للازمة في البلاد ستجد الاهتمام الكافي والمداخلات الثرة وسيتشكل رأي عام يمثل دليل وهادي نحو المخرج الآمن من الازمة السياسية الخانقة التي تعيشها بلادنا. وسيسود جو من التماسك من شأنه ابتكار حلول للخروج من الازمة التي تعيشها بلادنا ولن يضحك علينا الذين جعلهم وضعنا البائس يستمرون في حكمنا كل تلك السنوات غير مبالين باي نتيجة يمكن ان توصلنا لها الظروف المزرية التي وضعونا فيها. أقول هذه ليست أفكار افلاطونية وانما هي الاخلاق السودانية التي يود الجميع الحفاظ عليها عدا القلة التي تريدنا ان نتخلص منها حتى نصبح بدون هوية سوى كراهيتنا لبعضنا البعض واقتتالنا مع بعضنا البعض ويجب أن أؤكد هنا اننا لا ندعو الى ان يدخل الناس على بعضهم في البوستات من اجل التحية والمجاملة بل ندعو لطرح الرأي المخالف بكل قوة وجرأة وبدون أي مجاملة ولكن بأدب واحترام للرأي الاخر على ان يتذكر صاحب الراي ان رائه يحتمل قدر من الخطأ وايضا قدر من الصواب بمعني إنه علينا ان نتجاوز موضوع الادعاء وامتلاك الحقيقة ومعرفة التاريخ والسياسة والعلم والفن وغيرها من الأمور وان يحاول الناس التواضع وان يعرفوا ان المتواضعين فقط هم الذين يستطيعون التغيير والتأثير في الواقع وإن الناس في النهاية تمتلك القدر الكافي من الوعي الذي يؤهلها أن تميز بين الأشياء وأن محاولات الاملاء والتلقين غير مجدية على الاطلاق وان تعالت في ظروف سلبية معينة فإنها لن تستمر ما دام هنالك من ابناء هذا الشعب الذين ما يزالون يؤمنون به وبقدرته على تجاوز واقعه المرير.
    لا أريد أن أطيل هنا وكذلك لا اريد ان أجامل صاحب البوست الذي تداخل هنا وهو انسان مضطلع في هذا الموضوع لأقول له وكما قلت في ردي الأولي عليه أنا أتفق في معظم مداخلته ولكني أختلف معه حول ما ذكره هنا:

    Quote: ولكن إدعاء العروبة وحدها فيه عدم قبول بالانتماء لتاريخ وجغرافية الأرض .
    فأنا عندما أكون مواطن سوداني وأدعي نقاء عرقي العربي .
    فإنني أعلن انتمائي لتاريخ وأرض غير التاريخ والأرض التي أستوطنها .
    نعم الثقافة السائدة في السودان هي العربية غير أنها ليست ثقافة الأرض .
    بل سادت بسبب عوامل دينية وسلطوية ..الحالة السودانية الثقافية شبيهة تماما بحالة تركيا قبل اتاتورك ..
    مطلقا ليس عيبا أن نتسمى باسماء عربية و نتحدث بلغة عربية ..
    ولكن العيب أن ندعي نقاء الانتماء لقومية أوعرقية لا علاقة لها بالأرض ..
    إن تغلب ثقافتنا العربية لا يبرر حتى لدعاة الجينة العربية نفي نصف جينتهم غير العربية .


    أقول مع المامي بأن هذه المداخلة قد كتبت قبل ان نستطيع توضيح كثير من الأمور التي ترتبط بمفهومنا لموضوعة العروبة والتي هي وحسب اعتقادنا حالة ثقافية اصيلة في مجتمعنا السوداني ليست لها علاقة كبيرة بالعرق لان الاختلاط بين الأعراق قد تم بشكل كبير وبالمستوى الذي يجعل المفهوم العرقي غير منتج. كما انها أي العروبة تشكل من خلال اللغة حالة توحد بمعنى ان اللغة العربية تجمع بيننا ومن خلال الثقافة تشكل مجموعة من القيم التي تتفاعل مع قيم اصيلة أخرى في مجتمعنا لتنتج حالة ثقافية عربية إسلامية ان شئت لا يجب أنكارها لأن ذلك الانكار هو اشبه بإنكار الذات بيد انها باي حال ليست عروبة ذات علاقة بالعرق وبالطبع مولانا محمد على يعتبر من المراجع لموضوع العروبة والتعريب والاستعراب في السودان وكثير مما في بوسته يؤكد على هذا الدور الثقافي العربي ومع عدم انكار التعدد الثقافي الموجود في هذا البلد الكبير مترامي الأطراف التي يحاول اعداءه سلبها منه لتقزيمه وتقزيم شعبه.

    هذا من ناحية ومن ناحية أخرى انا أعتقد انه لا يجب ان يدعو أي كان الى موضوع النقاء العرقي ولسببين أحدهما أنه لا يوجد هذا النقاء حسب ما أتصور وكما اسلفنا اللهم الا في بعض المناطق المنغلقة والتي لا تصلح ان تكون مثالا يعمم على الغالبية العظمى من المناطق التي تخالطت وامتزجت فيها الثقافات المختلفة بالإضافة الى أن هذا النقاء إن وجد لا يجب الاخذ به وانما يجب استبداله إن شئت بنقاء آخر حسب ما يقول احد أصدقائنا هو نقاء القيم الأخلاقية والحضارية وبالتالي يصبح من يتمسك بالقيم الأخلاقية التي تشكل وجدان العرب فهو اكثر عروبة ومع العلم بأن هنالك قيم لثقافات أخرى ويتمتع أصحابها بنقاء لتلك القيم السمحة أيضا وفي أغلب الأحيان تمتزج هذه القيم مع تلك لتنتج تركيبة فريدة من القيم يقول عليها الجميع بأنها القيم السودانية وهو قول صحيح ولكن هذه القيم السودانية نفسها جزء أساسي منها قيم عربية وكذلك قيم أخرى.

    وبالتالي المعادلة الصحيحة في موضوعة القيم هذه هو السؤال أي قيم تغلب على هذا الشخص او ذاك؟ فمن يشعر بأن قيمه وثقافته ولغته ودينه واسمه وغيره يغلب عليهم الطابع العربي بكلمات أخرى الذي يتحدث اللغة العربية ويدين بانتمائه للثقافة العربية ويشعر بأنه عربي ودون أن ينسى أنه أيضا يحمل قيم وثقافة اخري لاحظ ان العرق هنا لا يدخل في موضوع الشعور فله أي ذلك الشخص الحق ان يري نفسه سوداني عربي مرتبط بعرب آخرين خارج السودان ويرتبطون بنفس القيم التي يشعر أنه مرتبط بها معهم وبالتالي هو يتفاعل معهم ومع قضاياهم ولكنه كسوداني يعطي الأولوية لمشاكل بلاده والتي هو موجود بها ومرتبط بها بشكل مباشر. وكذلك الذي يشعر بأن قيم أخرى غير القيم العربية هي التي تشكل فلنقل النسبة الأعلى من وجدانه ويريد الاكتفاء بسودانيته فقط او يعتقد انه مرتبط بشعوب اخري غير العرب يجب ان يتفاعل مع مشاكلهم ويتضامن معهم دون ان ينسى انه مرتبط بشكل أساسي بمشاكل بلاده السودان فهو حر أيضا ولكن وفي نفس الوقت عليه أن يحترم من يرى انه عربي او أي شيء آخر ما دام الذي يرى نفسه عربي يحترمه أيضا وبهذه الطريقة فلن تكون هنالك أي مشكلة بين الاثنين. وبالتالي سيتم تجاوز العرق لأن العرق بالنسبة للغالبية يقول بالاختلاط وعملية فرز نسبة الاختلاط واسبابها وغيرها هي ما سيجرنا للمجهول الذي ربما يصل أحيانا الى العبثية، ولكن أيضا هذا لا يعني أن لا ننظر للتاريخ ونحاول قرأته بشكل صحيح لنرى كيف تسير الأمور ونستهدي به وكذلك لأخذ العبر منه. وهنا عدم الدخول في متاهات التاريخ فقط هو ما دعاني اتجاوز الامر الذي ذكر ويتعلق العوامل الدينية والسلطوية وغيرها من العوامل التي يمكن ان تكون ساهمت في انتشار اللغة العربية والثقافة العربية في السودان وما زالت تساهم في انتشار تلك اللغة العربية ومعها ثقافتها أيضا وبشكل مستمر في جنوب السودان او اقطار افريقية أخري وفي الوقت الحالي.

    وضمن هذا التصور سيكون الجميع سودانيون عليهم أن يعملوا سياسيا مع بعضهم البعض ضمن احزابهم السياسية ومؤسساتهم وتنظيماتهم وصيغهم الأخرى أي كان شكلها باتجاه الحلول السياسية ليضعوا النظام السياسي الذي يرضيهم وسوف لن يختلفوا في موضوع العروبة او الافريقية هذه الا إذا ما قامت دولة الوحدة العربية والتي يراها اغلب الناس بعيدة المنال إن لم تكن مستحيلة وطالب بعضهم بعد ذلك أي بعد قيامها بالانضمام الى تلك الدولة. وعلى اية حال وفي حالة قيام دولة الوحدة العربية تلك والتي يراه شخصي ليس ببعيد فيمكن حسم انضمام السودان اليها من عدمه بالوسائل الديمقراطية بما فيها الاستفتاء على سبيل المثال. لأن قيام دولة الوحدة العربية سيكون المحك الوحيد الذي يمكن ان يخلق التناقض بين أبناء السودان الذين يشعرون بالانتماء للعروبة او الذين لا يشعرون بالانتماء اليها. وحينها يمكن ان ينظم استفتاء لينظم العلاقة بين السودان والدول العربية او أي دولة عربية أي كانت وتريد ان تتحد مع السودان. أقول ذلك مع إننا لم نرى دعاة الافريقية ينظمون استفتاء يسألون فيه شعبهم عن رأئه للانضمام لجامعة الدول العربية. ولكن الآن دع السودانيين يعملون جميعا مع بعضهم البعض من اجل حل مشكلاتهم الوطنية والنهوض بواقعهم السياسي والاجتماعي الذي يتردى يوما بعد يوم.

    واذا ما حاولنا هنا شرح موضوع النقاء الأخلاقي كبديل للنقاء العرقي يمكن القول إنه إذا كانت العروبة كمفهوم ثقافي تمثل قيم أخلاقية معينة مثل الكرم والشهامة والشجاعة والكبرياء الخ فأن التمسك بتلك القيم يمكن ان يعبر عن نقاء أخلاقي والجدير بالذكر أنه في حالة السودانيين فان للقيم هذه نكهة خاصة ربطتها بقيم افريقية أخرى عظيمة أدت في النهاية الى انتاج واضافة قيم أخلاقية اخري اليها فأنتجت قيم أخلاقية لا تحصي ولا تعد يذكر منها الشجاعة والشهامة والكبرياء والكرم والتواضع والتسامح والطيبة وغيرها فصار الموضوع الرئيسي هو موضوع القيم الأخلاقية. وأصبح من الواضح للجميع ان تلك القيم ليست سوى تفاعل ثقافات على الأرض وعبر التاريخ بمعنى تجسيد للعلاقة بين الأرض التي هي الجغرافية والتاريخ الذي هو عامل التشكل والاندماج عبر السنين.

    بناء على ذلك يمكن انتفاء مفهوم النقاء العرقي تماما وفي اعتقادي كلما بعد الناس عن موضوع العرق كلما كانوا أقرب الى مفاهيم العصر الثقافية حيث يقر كثير من الناس بأن ثقافة كونية في طريقها للتشكل واذا كان الامر كذلك وان ثقافة كونية في طريقها للتشكل فليس من المنطقي ان يتمسك الناس بموضوع العرق ويحاولوا فحص جينات ملايين البشر لتحديد اصلوهم واعراقهم. علما بأن الثقافة الكونية هذه لا تنفي خصوصيات ومصالح المجتمعات والتجمعات السكانية الكبيرة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتي تقوم بالأساس مستندة على المفهوم الثقافي نفسه.وبناء على ذلك سيكون حديث مولانا محمد علي بأن ادعاء نقاء الجينة ينفي بقية الجينة الأخرى حديث صحيح ولكنه غير مطروح من قبلنا نحن إطلاقا كما أنه في نفس الوقت يؤكد وجهة نظرنا في التمسك بالموضوع الثقافي وترك موضوع الجينات ولذلك سنجد انفسنا غير مختلفين من حيث الجوهر وانما الاختلاف ينتج من سوء فهمنا لبعضنا البعض، كأن أقول أنا عربي على سبيل المثال فيعتقد شخص آخر أنى أقول بنقاء عرقي العربي فيقول لي انت مخطئ وتنفي الجانب الاخر لجيناتك وهو محق اذا ما كنت قد قلت انني عربي من حيث النقاء العرقي وليس من حيث الثقافة ولكن سوء الفهم وعدم قدرتي لإيصال تصوري له بالطريقة الصحيحة هو الذي يجعله يهاجم فكرتي التي هو في الأساس لا يختلف معها اذا ما وصلته بالشكل الصحيح او ان أقول انا عربي فيخرج على آخر من خلال سوء الفهم أيضا ويقول لي انت تريد ان تجعل ثقافة واحدة تهيمن ولا تعترف بتعدد الثقافات الموجود في المجتمع السوداني في حين إني أؤمن بذلك التعدد او ان أقول انا عربي فيقول لي شخص اخر لماذا تقول انت عربي وانما انت سوداني او افريقي ومن خلال سوء الفهم أيضا يعتقد بأنني اعني التعارض بين عروبتي وسودانيتي وافريقيتي وان تمسكي بعروبتي ينفي سودانيتي وافريقيتي وهكذا.

    لذلك أنا اعتقد أن هنالك سوء فهم نتيجة غياب الطرح الواضح لموضوع العروبة في السودان و ذلك نتيجة لقصور أصحاب الفكر العروبي في توصيل مفاهيمهم بالشكل الصحيح. وفي رأيي المتواضع يعتبر هذا القصور من قبل القوى العروبية في السودان خللا يجب علاجه حيث اعتقد كثير من المنتمين لهذه القوى العروبية إن صحت التسمية إن هذا الموضوع مفهوم ومنتهى بالنسبة لغالبية الناس معتقدين ان الناس ما زالوا يعيشون مراحل المد القومي العربي حيث كان مكتبات افراد تنظيم الضباط الاحرار في الجيش السوداني تعج بالكتب والمقالات التي تتحدث عن القومية العربية والوحدة العربية وبجوار الكتب والمقالات التي تتحدث عن الاشتراكية وغيرها متناسين إن الوقت الحالي هو اكثر فترة تشهد تراجع للطرح القومي العربي وهي الفرصة التي وجدها أعداء هذا الطرح مواتية لتمرير المفاهيم والشعارات المغلوطة والأفكار المتخلفة التي تساهم في تشويه فكر العروبيين من ناحية ومن ناحية أخرى في تفتيت المجتمع السوداني نفسه. وأسوء ما في ذلك هو وصول الناس الى مستوى من عملية تخدير محكمة يعيشها الكثير منهم وبالمستوى الذي يجعلهم لا يستطيعون الربط بين الأمور الماثلة امام أعينهم واكتشاف التناقضات التي هي أوضح من الشمس. واكبر دليل على ذلك هو إن كثير ممن ينادون بالافريقية ويبثون السموم بالضد من العروبة ويغالون في حرصهم على تلك الافريقية يساهمون في إبادة ثاني اكبر قبيلة افريقية في الجزء الجنوبي من السودان او يتفرجون على إبادتها وكأنما هذه القبيلة ليست من اكثر القبائل السودانية والافريقية اصالة وانتماء وان أي من أبنائها لم يأتي الى هذه البلاد مع أبناء جهينة. والغريب في الامر إنه ولحد الان ونحن نطرق هذا الموضوع ونركز عليه لم يصح ضمير أي منهم أن يفتح ولو بوستا واحدا يقول فيه تضامنوا مع قبيلة النوير في جنوب السودان او أوقفوا القتل او أوقفوا قتل الافارقة ولكنهم مستعدون دائما لفتح بوستات تدعوا الافارقة المتنكرين لأصلهم ليصحوا من نومهم العميق كما أنهم منشغلون بالأمور الأخرى التي تساعدهم في تضليل الناس ولفت الانتباه عن الجرائم الحقيقة التي تتم بحق القبائل الافريقية في هذا البلد.
    هذه الحادثة فقط تثبت الخلل الرئيسي في تفكير كل من يتحدث عن الافريقية كنوع من الموضة أيضا جعلها بعض من أصحاب التيار المعادي للعروبة في السودان ومن خلال برنامج مستمر ولأكثر من عقدين من الزمان مستغلين ظروف كثيرة أهمها أخطاء السلطة السياسية التي حسبت زورا وبهتانا على العروبة والإسلام معا فمرر هؤلاء كل ما يريدون تمريره من مفاهيم وخلقوا شرخا في أذهان الناس وبالمستوى الذي اصبح جزء منهم غير مؤهل ليري الحقائق امامه. سنكرر مثال آخر تحدثنا عنه من قبل أيضا على هذه الحالة وهو الفيديو الذي يتحدث فيه جون قرانغ عن ما اسماه بالقومية السودانية التي باستطاعتها توحيد العرب والبجة والنوبة والزنوج وغيرهم من المجموعات السكانية في بلادنا في حين أن الذين يعتمدون على هذا الفيديو هم أنفسهم الذين فصلوا وقسموا السودان وانقلبوا على كل الشعارات التي تحدثوا عنها في السابق وفي حين لم يتبرع أي واحد ليسألهم لماذا فصلتم الجنوب اذا كنتم بالفعل تؤمنون بما هو موجود في هذا الفيديو الذي تتشدقون به او لماذا مازلتم تواصلون تفتيت ما تبقي من البلاد وعليه أيضا فإن عدم رؤية تلك الأمور من قبل البعض لا تخرج من اطار عملية التخدير التي تعيشها وكذلك حالة الفوبيا التي اسكنها هذا التيار في نفوس البعض والتي تحدثنا عنها في السابق أيضا.

    وإنه بالفعل أمر غريب أن البعض مازال حتى الآن لا يرى كل تلك الأمور الواضحة ومازال يجاملهم ويبرر لهم حتى عندما يتنكرون لعدائهم للعروبة نفسها وهو منطلقهم الفكري العدمي الذي أسسوا وبنوا كل شيء عليه وتركوه يهرولون الآن نحو الجامعة العربية التي تعتبر اسوء مثال وأنموذج في قضية العروبة نفسها والارتباط بقضاياها المصيرية.

    والله ولي التوفيق

    بدوي محمد بدوي


    وقبل أن نترك لكم اليوم مقال الأستاذ الطيب رحمة قريمان زميل هذا المنبر والشخصية المعروفة للجميع هنا والذي يتحدث فيه عن ثلاثية اللغة في السودان ضمن سلسلة مقالات اسماها ثلاثيات سودانية وذلك بعد ان تصورنا ان هذا المقال يمكن ان يضيف بعض الى البعض المعلومات المهمة التي تتعلق بموضوعة اللغة في السودان لا بد من ان ننبهكم للحمل على أنفسكم لإيجاد العذر لنا فيما يتعلق بالأخطاء اللغوية والاملائية.



    بسم الله الرحمن الرحيم

    ثلاثيات سودانية

    الطيب رحمه قريمان


    في الثلاثية الأولى تناولت التكوين السكاني في السودان و خلصت فيه أن سكان السودان حتما يقعون في واحد من ثلاث مجموعات فأما الأولى فهي القبائل السودانية و أوردت قبيلة النوير مثالا لها و قبيلة الرشايدة
    أنموذجا للمجموعة الثانية فهي القبائل العربية التي لم تمازج الآخرين لظروفها الجغرافية و الأخيرة عبارة عن خليط يبن هذا و ذاك و ختمت ثلاثيتي الأولى بان كل الناس سواسية في انتمائهم لهذا البلد
    و توجهت بدعوة لترك النعرة القبلية والجهوية أو العنصرية و يتجه الجميع لبناء الوطن.



    اليوم أتناول ثلاثية أخرى و هي اللغوية و باعتبار أن اللغة هي مكون وركيزة أساسية في حياة كافة المجتمعات الإنسانية و هي وسيلة التواصل الوحيدة بين أفراد المجتمع بل هي الإنسان
    و بدونها لما وجدت حياة بالصورة التي نعرفها وفي هذه الثلاثية سوف انظر إلى سكان السودان و أصنفهم لغويا إلى ثلاثة جموع رئيسية ولكن قبل ذلك سوف اعرف بإيجاز اللغة و بعض المصطلحات التي ترتبط بها.



    اللغة ( language ) هي عبارة عن نظام صوتي يمتلك سياقا اجتماعيا و ثقافيا له دلالاته و رموزه و هو قابل للنمو والتطور يخضع في ذلك للظروف التاريخية و الموضوعية التي يمر بها
    المجتمع وذلك لان اللغة منطوقة بلسان و شفتين و مسموعة بأذنين و فيما بعد أضيف للتعريف السابق الكتابة المقروءة بكل أشكالها من رسم و نقوش كالفرعونية و خلال الأسابيع الماضية
    تم التوصل إلى فك رموز اللغة المروية في العاصمة السودانية الخرطوم و هي عبارة عن رسوم ونقوش , إضافة إلى ذلك لغة الصم و البكم (( sign language بدأت كثير
    من محطات التلفزيون استخدام هذه اللغة مؤخرا لأهمية هذه الشريحة من المجتمع.


    فاللغة هي الإنسان و هي الوطن و الأهل و هي التي تفرق بين الإنسان و الحيوان و نخلص لان اللغة إما أن تكون سمعية أو بصرية و أضيف اللمسية كما في لغة ( ( Braille .


    اللغة الرسمية ( ( official language و هي لغة رجالات الدولة و تستخدم في أجهزة الإعلام و التعليم و المحاكم و دور العبادة و غالبا ما تكون لغة فصيحة ( standard/formal
    ( و قد تتخذ الدولة أكثر من لغة لتكون لغة رسمية كما هو الحال في كندا و سويسرا و جنوب أفريقيا و الهند.


    وفى إطار الحديث عن اللغة لابد من ذكر اللهجة ( (dialectباختصار شديد هي شكل من أشكال اللغة تنتمي إلى بيئية خاصة أو إقليم بعينه و يستعملها الناس بعفوية في تعاملاتهم اليومية و هي أول ما نتعلم من كلام
    ( mother tongue (و تختلف من منطقة إلى أخرى في إطار البلد و اللغة الواحدة.


    و هناك ما يسمى بالهجين ( ( Pidgin/Creoleوهى عبارة عن تركيبات لفظية بسيطة من لغات عدة لا تتبع قواعد كما هو الحال في بعض دول الغرب الأفريقي .



    و المتحدث لأي لغة يقع في واحد من الأتي:



    فإذا تعلم الإنسان اللغة صغيرا أصبحت لغته الأولى و الأساسية ( ( mother tongue و إذا تعلم لغتين في آن واحد صار bilingual )) وقد يكون الفرد ( trilingual
    ( في حالة تعلمه ثلاث لغات و هنا أنا أتحدث عن اللغة و ليست العرق أو اللون و المعروف أن الإنسان ابن بيئته.

    أما في حالة أن يتعلم لغة ثانية أو ثالثة في بلده كمن تعلم الانجليزية في السودان فتكون الانجليزية له لغة أجنبية

    ( ( English as a Foreign Language بصرف النظر عن إجادته لها.



    أما الهاجرون من شتى بقاع العالم إلى دول ناطقة بالانجليزية مثل أمريكا و استراليا و تعلموا الانجليزية فتصبح لهم لغة ثانية

    ( English as a second language ( و لعل الفرق كبير و شاسع بين الاثنين .



    بعد هذه المقدمة وعلى ضوئها سوف انظر إلى السودان وأقسم سكانه لغويا إلى ثلاث مجموعات رئيسية و ليست بالضرورة أن يكون هناك ثمة ارتباط بين اللغة التي يتكلم الفرد و المجموعة العرقية
    التي ينتمي إليها بل قد يتحدث الفرد لغة واحدة , اثنتين أو ثلاث لغات على حسب البيئة التي نشاء فيها.

    المجموعة الأولى تتحدث اللغة العربية و حتى يسهل على القارئ فهم هذه المجموعة سأفرعها إلى ثلاث أجزاء:

    الجزء الأول و هو عبارة عن التجمعات السكانية التي تعيش في إطارها القبلي تتنقل من مكان إلى أخر أو تقيم في أماكن بعينها و مثال ذلك الشكرية في سهول البطانة و الحمر في كردفان و غيرهما من القبائل السودانية ,
    فاللغة العربية هي الوسيلة الوحيدة أو الرئيسية المستخدمة للتواصل بين أفراد القبيلة الواحدة و القبائل الأخرى .

    الجزء الثاني و هو سكان المدن و القرى الذين انحدروا من مشارب عدة فهم عبارة عن خليط من أهل السودان فانصهروا في بوتقة واحدة و جيل بعد جيل و بطول الإقامة في المدينة نسى أو تجاهل الكثيرون لغة قبائلهم
    أو ما يسميها الكثيرون " الرطانة" و مثال ذلك الدناقلة الذين أقاموا في ود مدني أو غيرها من المدن الكبيرة أو الدينكا الذين سكنوا امدرمان .



    الجزء الثالث و تمثله الأسر الصغيرة أو الأفراد الذين تنقلوا من مكان إلى آخر بسبب ظروف العمل و استوطنوا بعيدا عن قبائلهم فينطبق عليهم ما انطبق على الفئة التي استوطنت المدن مع الفارق.
    هذه الفئات الثلاثة تتكلم العربية كلغة أساسية و لا يفقهون غيرها و تتواجد هذه المجموعة في مختلف انحاء البلاد.



    و أما المجموعة الثانية من السودانيين فتتكلم لغة سودانية و لا ينطقون العربية و هذه الفئة موجودة في كل إنحاء السودان دون تفريق بين ناحية و أخرى
    و نلاحظ عند ذهاب أفراد من هذه المجموعة إلى المدينة أو القرية المجاورة لقضاء قرض أو مقابلة طبيب غالبا ما يستعينون بمترجم لتوصيل المعلومة
    و الأمثلة لهذا المجموعة لا حصر لها و يحضرني عندما كنت تلميذا بالمدرسة الابتدائية كنا نشاهد مساعد الطبيب يستعين بالممرضة لتترجم بينه و بين كثير من المرضى الذين يفدون للعلاج و اذكر أن مساعد الطبيب
    كان يتحدث العربية و الانجليزية إضافة إلى لغة النوير.

    ربما يكون لبعض الأفراد من هذه المجموعة الإلمام بلغة قبيلة أخرى أو شيئا من العربية أو هجين من اللغات المحلية و العربية.



    المجموعة الثالثة تتحدث العربية بجانب لغة ثانية أو العكس و قد يستعلمون اللغتين معا بالتساوي و ينطوي تحت هذه المجموعة قطاع كبير من السودانيين في جنوبه و شماله شرقه و غربه
    واذكر أن كثير من زملائي في كسلا الثانوية من أبناء القبائل العربية كانوا يتكلمون اللغات البجاوية بطلاقة متناهية و كثير من أبناء الهدندوة و البني عامر و غيرهم من الذين ينحدرون
    من قبائل ناطقة بلغات غير اللغة العربية كانوا من البلغاء الفصحاء و كانوا يحفظون النصوص العربية بكل سهولة ويسر وكثير منهم يكتب الشعر بأفضل ما يكون و دونكم أمثلة
    لا حصر لها لهذه المجموعة ممن برزوا في كتابة من شعر و قصة , واعتقد أن هذه نعمة يحسدون عليها لان الشخص العارف المجيد لأكثر من لغة يكون واسع المدارك فصيح اللسان واضح البيان
    أكثر من غيره في الغالب الأعم وقد عايشت ذلك مع ابنتي عن كثب.


    و بنظرة سريعة إلى شريحة السودانيين التي نالت حظا من التعليم العالي أو المتوسط فنجد إنهم يكونون ثلاثية من ثلاث أفرع تختلف بعض الشيئي عن سابقتها و ذلك لأن الكثيرين منهم ملم باللغة العربية الفصحى
    و أعداد كبيرة يتكلمون اللغة الانجليزية كلغة أجنبية :

    و أول أفرعها الذين يتحدثون العربية فحسب و ذلك لأنهم اتجهوا أو بالأحرى وجهوا نحو تعليم يتخذ من اللغة العربية أداة للتدريس و ليست بالضرورة أن يكون تعليما دينا كان ذلك داخل السودان أو خارجه
    وبما أن هذا الفرع لم تكن لأفراده لغة سودانية و لم يدرسوا لغة أجنية بالتالي كانوا يتحدثون لغة واحدة فقط .

    الفرع الثاني ينقسم إلى أجزاء عدة:

    يتحدث كل أفراد هذا الفرع لغتين وهى معقدة شيئا ما , فجزؤها الأول نال تعليما كان قوامه اللغة العربية كما في المجموعة الأولى و في الأصل كانت لهم لغة سودانية فصارت لهم لغتان
    و أما الجزء الثاني من هذه الفرع هم في الأصل بعضا من أفراد المجموعة الأولى الذين أتيحت لهم الفرصة لتعلم لغة أجنبية و في معظم الأحوال تكون الانجليزية و الجزء الثالث أولئك الذين
    أتيحت لهم فرصة التعليم باللغة الانجليزية إضافة إلى لغنم الأصل سواء كانت العربية أو غيرها من اللغات السودانية الأخرى.


    الفرع الثالث لهذه الثلاثية ممن نال حظا من التعليم بالعربية و الانجليزية و كانت له لغة سودانية فصارت له لغات ثلاث و عندما أشرت في سياق حديثي إلى اللغة الانجليزية ذلك لان السودان كان
    مستعمرة تتبع إلى الانجليز أو ما يسمى بالتاج البريطاني. بهذا حاولت أن أرى السودان من منظور لغوى , هذا البلد كثير الأعراق متعدد اللغات ثروة لأهله فليعضد كل منا عليه بالنواجذ بصرف النظر
    عن انتماءاتنا اللغوية المذكور آنفا و ألا يضع اللغة حاجزا بل يجعلها جسرا للتواصل مع الآخرين و هذه دعوة للوحدة و المحبة و السلام.

    الطيب رحمه قريمان

    March 7, 2007

    (عدل بواسطة بدوي محمد بدوي on 03-21-2018, 04:59 PM)

                  

03-22-2018, 07:10 AM

حاتم إبراهيم
<aحاتم إبراهيم
تاريخ التسجيل: 08-11-2014
مجموع المشاركات: 3382

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    Quote: واذا ما حاولنا هنا شرح موضوع النقاء الأخلاقي كبديل للنقاء العرقي يمكن القول إنه إذا كانت العروبة كمفهوم ثقافي تمثل قيم أخلاقية معينة مثل الكرم والشهامة والشجاعة والكبرياء الخ فأن التمسك بتلك القيم يمكن ان يعبر عن نقاء أخلاقي والجدير بالذكر أنه في حالة السودانيين فان للقيم هذه نكهة خاصة ربطتها بقيم افريقية أخرى عظيمة أدت في النهاية الى انتاج واضافة قيم أخلاقية اخري اليها فأنتجت قيم أخلاقية لا تحصي ولا تعد يذكر منها الشجاعة والشهامة والكبرياء والكرم والتواضع والتسامح والطيبة وغيرها فصار الموضوع الرئيسي هو موضوع القيم الأخلاقية. وأصبح من الواضح للجميع ان تلك القيم ليست سوى تفاعل ثقافات على الأرض وعبر التاريخ بمعنى تجسيد للعلاقة بين الأرض التي هي الجغرافية والتاريخ الذي هو عامل التشكل والاندماج عبر السنين.

    قسمتها يعني!
    بعدين كيف تقترح (النقاء الأخلاقي) كبديل طالما في نهاية الفقرة بتقول (القيم ليست سوى تفاعل ثقافات)؟
    وإذا كنت بتلهث وراء (نقاء أخلاقي) هل تخصم قيم (التواضع والتسامح والطيبة) الأفريقية عشان تؤكد على عروبتك مثلاً؟
    وجاي تدينا (دروس) عن العنصرية قال يعني بالهردبيس المؤلم دا!

    انت يابونا نصيح؟

    بدوي!

    بعدين قصيدة النقاء الأخلاقي
    وقصة التطعيم لشعبنا بقيم (الكرم والشهامة والشجاعة والكبرياء الخ)
    دي نتيجة لبحوث علمية اجتماعية ولا حقائق تاريخية ولا اتفاق دولي ولا تعبئة محلية خاصة جداً؟
    وهي قيمك الأخلاقية (العربية) دي متين تم إثباتها؟

    ___
    حالة صعبة، شنو يعني نقاء أخلاقي؟

    +++


    Quote: لذلك أنا اعتقد أن هنالك سوء فهم نتيجة غياب الطرح الواضح لموضوع العروبة في السودان و ذلك نتيجة لقصور أصحاب الفكر العروبي في توصيل مفاهيمهم بالشكل الصحيح.

    كتر خيرك والبركة فيك
    وصلتها (بشق) النفس والقلب والثوب!

    ____
    أها والتوصيلة دي بتدخل ضمن (الخدمة) ولا شغل العلاقات العامة؟


    ==========

    دي سذاجة لا تليق براشد
    الواحد ما يعرف يخجل ليكم ولا يخجل منكم.
                  

03-22-2018, 09:52 AM

عمر دفع الله
<aعمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: حاتم إبراهيم)

    https://www.gulf-up.com/
                  

03-23-2018, 10:29 AM

حاتم إبراهيم
<aحاتم إبراهيم
تاريخ التسجيل: 08-11-2014
مجموع المشاركات: 3382

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    Quote: العروبة كمفهوم ثقافي تمثل قيم أخلاقية معينة مثل الكرم والشهامة والشجاعة والكبرياء الخ




    +++

    Quote: في حالة السودانيين فان للقيم هذه نكهة خاصة ربطتها بقيم افريقية أخرى عظيمة أدت في النهاية الى انتاج واضافة قيم أخلاقية اخري اليها فأنتجت قيم أخلاقية لا تحصي ولا تعد يذكر منها الشجاعة والشهامة والكبرياء والكرم والتواضع والتسامح والطيبة وغيرها


    هسع يا بدوي قووووول أنا كايس أبقى أفريقي سوداني (نقي أخلاقياً)
    أها أمنع نفسي من الكرم والشهامة والشجاعة والكبرياء؟
    وأركز على التواضع والتسامح والطيبة، مش؟

    قلنا ليكم فينا الرخيس، والبصلة المعفنة بتخرب الشوال!

    ____
    دا فات بريمة بهناك

    (عدل بواسطة حاتم إبراهيم on 03-23-2018, 10:31 AM)

                  

03-23-2018, 12:33 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: حاتم إبراهيم)

    (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)



    الاخوة الكرام،
    نتداخل معكم في هذا البوست وفي هذه الجمعة المباركة لنقول لكم ان هذه هي آخر اطلالة لنا فيه والذي نتمنى ان يكون قد ساهم بشكل او بآخر في تعميق الحوار حول المفاهيم التي طرحت فيه ونود أن نؤكد هنا ان الحوار حول تلك المفاهيم والمفاهيم الأخرى المختلف عليها سوف يستمر بصيغة او بأخرى ولن يتوقف ما دام الحياة مستمرة وما دام الانسان يسعى بشكل مستمر من اجل رفع وتطوير وعيه من خلال الحوار والتثقيف والتعلم وغيرها من الوسائل الأخرى التي تتاح له. لا بد ان نكرر هنا اعتذارنا للأخ العزير الشاعر والاديب ابوذر بابكر صاحب المداخلة الأخيرة في هذا البوست التي لم نتمكن من الرد عليها والتي لا نختلف معها كثيرا من حيث الجوهر ونعده بان نتطرق لما جاء في تلك المداخلة في اول حوار له علاقة بتلك المواضيع نبتدره خلال الفترة القادمة.
    وقبل أن نغادر نذكر بأننا سنضع هنا ومن أجل التوثيق فقط الجانب الذي كان يخصنا في الحوارات التي تمت حول تلك المواضيع في مكان آخر من هذا المنبر ونقول للتوثيق فقط لأننا نعتقد إن أغلب المتابعين للحوار قد قاموا بقراءتها سلفا.

    وفي الختام نستودعكم الله ونتمنى لكم التوفيق والسداد.

    بدوي محمد بدوي



    السلام عليكم،
    أولا هذا الحوار هو حوار عادي ومهم لتوضيح تصورات الناس وبه وجهات نظر مختلفة اعتقد ان الحوار سيجلي بعضها والكل يمكنه ان يحكي قصصه وطرائفه وذكرياته التي يمكن ان تفيد في توضيح وجهة نظره. انا لا اتحسس منه وعلى الأخ عمر محمد احمد دفع الله أن يأخذ راحته ويعبر عن نفسه بالكامل وبدون أي تحسس، الاعتذار المقدم مقبول بالإضافة الى انه يجب تثمينه وكذلك حتى الألقاب كأستاذ وغيرها ليست مهمة ويمكن التعامل بشكل عادي كما ارجو ان أوضح انني أيضا اعتذر مقدما في الحالات المشابه.
    ثانيا يجب ان أوضح انني في هذا الحوار امثل شخصي الضعيف فحسب بالرغم من انني أؤمن ايمانا لاريب فيه بفكر حزب البعث العربي الاشتراكي الذي سأدافع عنه هنا ومتى ما اقتضت الضرورة وأوضح بعض جوانبه التي ربما تكون خافية على البعض وبالتالي فحزب البعث العربي الاشتراكي ليس مسؤولا عن ما يقوله شخصي هنا أي كان ذلك كوني لست متحدثا رسميا باسمه وهذا ليس غريب فكثير من الناس يتبنون الفكر الماركسي اللينيني بينما لا تربطهم علاقات تنظيمية مع الحزب الشيوعي وهكذا كما اود ان أوضح انني اتبنى تجربة العراق بالكامل تلك التجربة التي اعتقد المحتل الأمريكي انه قضى عليها.
    ثالثا وللذين يتابعون او يشاركون فالانقطاع عن هذا الحوار ان تم سيكون انقطاع مؤقت ونتيجة لبعض الظروف التي ربما تكون خارجة عن الإرادة أي كانت لأنني لست متفرغا للعمل السياسي او الكتابة او رسومات الفوتو الشوب وانما انسان يكتب ويشارك عندما يتيح له الوقت او الظروف ذلك.
    أخيرا اود ان أوضح ان هذا الحوار في تصوري ليس فيه منتصر او مهزوم لأنه أبتدأ وفي رائي المتواضع غير متكافئ وذلك لأنه حسب النظرية التي تحدثت عنها سابقا في البوست الذي كان سببا في هذا الحوار والمتعلقة بجدل الفكر او قل الفكرة والشخص فإن احد الاطراف دائما يتحاور مع فكر الطرف الاخر للوصول الى شيء مشترك او أي نتيجة أي كانت ولكن أحيانا تكون لديه قناعات مسبقة بان فكرة الطرف المقابل نفسها عدمية ولا توجد جدوى من الحوار معها وعندما تكون لديك قناعة بعدميه الفكرة ففي رائي ان الاحتمالات المتبقة تكون محدودة جدا فإما ان لا تتحاور معها استنادا الى مقولة او مثل الذي يلعب مع الجريوات بيخربشوه وفي هذا الحالة ربما يعتقد بعض الناس ان فكرتك نفسها غير متماسكة وقطعا سيصيب نوع من الغرور الاعمى الطرف الاخر صاحب الفكرة العدمية وهو الامر الذي له جوانبه سلبية على كثير من الناس لا سيما الذين تخاطبهم الفكرة العدمية او الذين هم من حولها وفي الغالب انهم سيغمهون في غيهم اما الاحتمال الاخر والذي قررنا اللجوء اليه وهو ان نخلق من الفسيخ شربات ونستخدم الفكرة العدمية نفسها كسبورة (تختة) لتوصيل مفاهيم يمكن ان تفيد الناس. هذه الدروس سيكون المستهدف بها أصحاب الفكرة العدمية نفسها عسى ولعل ان تساعدهم لتلمس طريق افضل لما تعودا على سلكه لأنه حسب وجه نظري انه تقريبا جميع الذين شاركوا بمداخلات في هذا الحوار قبل هذه المداخلة لا يحتاجون لتلك الدروس وذلك بسبب التوازن في أفكارهم وطروحاتهم بالطبع لا يخلو الامر من استثناء تحدث عنه أحد الاخوة العقلاء الذين تداخلوا. هذه الدروس ستكون بعناوين مختلفة ولكنها لن تخرج باي حال عن موضوع الحوار والذي هو الهوية والعروبة والافريقية والعنصرية الذي قررنا التوقف عنه بسبب القرار المفاجئ المتداول لدولة جنوب السودان آملين ان يلتقط الناس انفاسهم ويراجعوا بعض تصوراتهم ولكن يبدوا ان الثقة الزائدة جعلتهم لا يلتفتون لأي نوع من المراجعة فالقناعات لديهم محسومة ولا تحتاج الى أي شيء سوى ان تملى على الناس لتقبلها وهو الامر الذي سيتضح من خلال شروحات السبورة فيما إذا ما كان فعلا ثقة زائدة او انه لا يعدو الغرور الزائف اوالتوهان في المجهول. نقول الدروس لا تخرج عن المفاهيم التي طرحناها للحوار وتوقفنا مؤقتا للمراجعة ولكننا اجبرنا على نقله لهذا المكان وهو أمر لا يخلو من الإيجابية وفي النهاية سيخلق لنا أصدقاء فكر جدد وسنستفيد منهم بلا شك وعلى جميع المستويات.

    سؤال السبورة الأساسي والذي يعتبر بمثابة مراجعة لجميع الدروس وهو موجه أساسا لصاحب رسومات الفوتو شوب وهو التالي:

    أذا كان هنالك شخص ما أي شخص من أبناء الوسط في السودان لاحظ نحن هنا لا نتحدث عن أبناء الشمال او الجنوب او الشرق او الغرب الذين يمكن ان يكون لبعضهم لغاتهم او لهجاتهم الخاصة والتي يتحدثون بها كما انها تحوي جانب من ثقافاتهم وتراثهم وانما نحن نتحدث عن ابن الوسط في السودان الذي ليس لديه أي لغة أخرى غير العربية بمعنى ان العربية لغته وهي التي تشرب من خلالها ثقافتها كما ان اسمه نفسه اسما عربيا بالإضافة الى ان دينه هو الإسلام، هذا هي بيئة هذا الشخص، لنسأل إذا كان هذا الشخص يكره كل تلك الأشياء التي ذكرناها من لغة وثقافة واسم ودين الخ والتي تمثل وجدان الوسط الذي نشأ فيه يا ترى ماذا يمكن ان يكون السبب في ذلك. سنترك هذا السؤال المفتوح الآن؟


    الدرس الأول (الانتقائية واجتزاء الحقيقة والاستهبال):

    حتى يكون الجميع في الصورة بما فيهم من سيتابعون لاحقا نقول ان سبب ما دار حولنا في هذا البوست هو بوست ابتدرناه لنناقش فيه أربعة مفاهيم وهي الهوية، العروبة، الافريقية، والعنصرية كان هدفه ضحد الأفكار الشيفونية لهذه المفاهيم والتي تقوم على العرق واللون والدم والسلالة باعتبارها مفاهيم كلفت العالم في السابق حرب عالمية قضى فيها مئات الملايين من البشر حتفهم كما ان أصحابها ومنظريها قد تركوها. وفي ذلك البوست لم يطرح شخصي الضعيف أي أفكار سوى إدارة البوست ووضع مقالين فقط لأنني اعتمدت في بدايته على مجموعة مقالات او دراسات تتناول موضوع الهوية الثقافية في السودان والافريقية كتبها أخوة افاضل كنت اريد ان يدور الحوار حولها ونقدها ولكن عند شعوري بأن لا أحد من الذين يتبنون الأفكار التي تضحدها يريد ان يحاور فيها وكرد على أحد الاخوة الكرام الذين تداخلوا وضعت مقالين كما اسلفت سأضعهما هنا لاحقا بالرغم من معرفتي ان اغلب الناس هنا اطلعوا عليهما ولكني اعتقد ان وتوفرهما هنا ضروري لاسيما للذين سيتابعون لاحقا، أقول المقال الأول بعنوان (المسكوت عنه الان في موضوع الهوية في السودان) ويتناول ثلاث نقاط أساسية في موضوع الهوية الافريقية وهي السؤال لماذا لم يقم أي من دعاة هذه الافريقية بالمفهوم العنصري الشيفوني المرتبط باللون والدم والعرق باي عمل لمساندة قبيلة النوير الافريقية المغلوبة على امرها في جنوب السودان ولماذا يقضون الطرف عن ما تتعرض له هذه القبيلة من ابادة؟ السؤال الثاني لماذا لم يقم أي من دعاة الافريقية العنصرية بالمفهوم العنصري الشيفوني نفسه بعمل أي جهد لمساعدة الافارقة الموجودين حاليا في إسرائيل ويتعرضون لأكبر حملة عنصرية في العصر الحديث حيث يوصفون في وسائل الاعلام الإسرائيلية المسموعة والمرئية بكلمات يتعفف الانسان عن ذكرها ولا يستخدمها في هذا العصر الا العنصريون المرضى، كما ينتظرهم احتمالين لا ثالث لهم وهما اما الترحيل الى حيث فروا منه او السجن ولماذا لم تنظم حملة للتضامن معهم او لم يكتب او يرسم عنهم ولماذا يتم تجاهلهم.
    الموضوع الثالث ربطت فيه الدعوة للإفريقية بالمفهوم العنصري الشيفوني بمخطط يسعى لتقسيم السودان لعدة دويلات متصارعة بدأت بفصل الجنوب وتتجه نحو جنوب النيل الأزرق ثم جنوب كردفان ودارفور والشرق وهو الامر الذي ربما نخاطب فيه ومن هنا الأخ ياسر عرمان ونطالب بغسل يده منه.
    هذا كان فحوى المقال الأول ان جازت التسمية حيث أعتبره من قرأه من هؤلاء مقالا متماسكا ويعكس الواقع ولا يمكن باي حال تناوله او الرد عليه. وبدل من الإقرار بهذا الواقع وشكري من قبل هؤلاء لتناولي القضيتين اللتان تتعلقان بالاخوة الافارقة في إسرائيل وقبيلة النوير الافريقية الموقرة وترك موضوع مخطط التفتيت لأنه ابتداء ينسف كل ما يقولون به بدل كل ذلك ذهبوا الى المقال الثاني ولا أقول ذهبوا لأنني اعتقد ان المقالين تركا اثرا إيجابيا في غالبيتهم وان لن يعترف به حاليا وانما أقول ذهب أحدهم لذلك المقال بعنوان (أنا عربي وبدون أي لكن) والذي لا بد ان أوضح انني اعتز بكل كلمة كتبته فيه ولا اعتقد انني سأستطيع ان اكتب بنفس مستواه مرة اخرى.
    فهذا المقال كان مقالا كتبه الشخص الذي لا ينفصل عن واقعه ليخاطب وجدان السودانيين جميعا ويفند لهم الادعاءات التي يصيغها بعض المضللين الذين لا يدرون ماذا يفعلون ولمصلحة من يفعلون ذلك كما يجيب على أسئلة الهوية التي تدور في اذهان أبناء الوطن كافة ولكي يتم تصالحهم مع الواقع الذي يعيشونه فهذه الأمور كلها ليس لدينا فيها أي يد ولا نختارها وانما ولدنا لنجد انفسنا عليها ولهذا تم فيه التعاطي مع الجانب القبلى مع الاعتذار مسبقا لتناوله رغم ان تناوله كان إيجابيا. ولكن الذي حدث هو أن أخدت من ذلك المقال الجزئية المتعلقة بالقبيلة في محاولة للاستهزاء من خلالها عن طريق تلك الرسومات التي أصبح الجميع الان يكتشفون خوائها ومع هذا تفاعل معها شخصين او ربما ثلاثة ولكنهم ما أن قرأوا المقال حتى تيقنوا ان هذا المقال يعبر عن الواقع تماما ومن ثم توقفوا تماما عن الحديث حوله وحول كاتبه. أن اجتزاء الحقيقة يكمن هنا ليس حسب في ترك المقال الأول والذهاب الى الثاني فقط وانما بعد الذهاب الى المقال الثاني لم يقم صاحب رسومات الفوتوشوب وهي بالمناسبة يستطيع أي طالب في المرحلة المتوسطة تعلم ولديه فكرة عن أي من برامج الفوتو شوب ان يرسم أفضل منها بحسب تصوري البسيط بوضع كل المقال حتى يستطيع الناس الحكم علية بشكل أكثر موضوعية وانما تم اجتزاء ما يمكن ان يمثل نسبة قليلة جدا منه في محاولة مكشوفة لتضليل الناس لا يقع فيها من يقترب من وصف فنان ناهيك عمن يعتقد بذلك. كما تمت بعد ذلك المحاولة للتزاكي على المتابع والقارئ الكريم وامعانا في الاستهبال وبعد ان قام شخصي بوضع المقال كاملا مع المقال الاخر وتوضيح مناسبته حيث قام صاحب الرسومات بوضع المقال كاملا بعد ذلك مرة أخرى في حينها وحسب تصوري كان قد اقتنع هو نفسه بعدم جدوى ما يقوم به. ولكن يبدو انه وبعد ان قرر شخصي إيقاف البوست المخصص لمناقشة تلك المفاهيم بسبب قرار دولة جنوب السودان الذي نسف ما تبقى من أسس لتلك الدعوة الافريقية العنصرية المعادية للعروبة في السودان فاعتقد من اعتقد متوهما ان سبب ذلك التوقف هو رسوماته. وهكذا وبعد أن فشلت الوقيعة بين كاتب المقال والمجموعة الموقرة من أعضاء المنبر من المجموعة السكانية التي يعتبر شخصي جزء من نسيجها الاجتماعي وذلك ليس لأي سبب سوى الوعي العالي لهؤلاء الذين لابد انهم قد اعتبروا المقال لا يذكر السودانيين جميعهم سوى بالفخر والاعتزاز. ولذلك السبب الذي هو توقف البوست وامعانا في تضخيم الذات تصور ان المقال ربما يكون مادة للسخرية متناسينا أن كل من يقرا هذا المقال سيجد إجابات عن أسئلة عميقة يبحث عنها بمن ضمنهم هو نفسه ولا يدري انه قدم الينا خدمة كبيرة عندما وسع دائرة القراءة للمقال، فانتقل للحديث عن تطوع صاحب المقال في الحرب العراقية الإيرانية وهو الامر الذي نعتز به أي اعتزاز لأنه يربط بين ما نؤمن به ونمارسه وسنتطرق له بالتفصيل وهي أيضا فرصة لاستعادة الذكريات الجميلة عن فترة مهمة من حياتنا مع اخرين وأيضا إعطاء البعض لا سيما من الأجيال الجديدة فكرة عن تلك الحرب التي استمرت ثمانية أعوام والأسباب التي دفعتنا للقيام بذلك كما حاول صاحب الفوتوشوب الذي بدا بعض العقلاء يطالبونه بالكف عن ما يقوم به وهي مطالبات ستتطور حسب رأينا ولكننا في سياق هذه الرسومات نود ان نوضح مثالا آخر على الاستهبال وهو الرسم المتعلق بسلفا كير والذي أراد ان يوحي انه كان استنادا على طلبنا منه في حين اننا رجونا منه الا يقوم بذلك وبالفعل هو لم يقم بذلك والدليل على ذلك انه اظهر رئيس جنوب السودان في كامل بدلته التي يظهر بها دائما ولم يجرؤ على وضع العقال على رأسه في الرسم وهو الامر الذي تعود على فعله في المواضيع المرتبطة بالعروبة. واما محاولة ربطة مشاركتنا بالموضوع الحوثي والذي هو جزء من صراع عالمي تشترك فيه كل الأطراف في منطقة الشرق الأوسط فسنتحدث عنه لاحقا اذا اقتضى الامر ولكن قبل ذلك ادعوه لقراءة مقالنا بعنوان المستقبل القريب للشرق الأوسط (القول الفصل) كما أن موقفنا منه موجود في مقال المسكوت عنه الان في موضوع الهوية في السودان.
    والان دعنا نختم هذا الدرس بأن نضع هنا مقال صديقنا العزيز احمد محمود والذي يحدد فيه المصحات النفسية مكانا للذين تعودوا على اجتزاء الحقيقة للتقليل من شأن المنتمين بالثقافة العربية وأصحاب الفوبيا غير المبررة منها.
    الى اللقاء،



    تلخيص لما اردت قوله في المداخلة السابقة في صيغة أسئلة للأخوة الذين تعذرت عليهم قراءته او فهمه:

    أولا: ماهي هي النتيجة النهائية للعنصرية والعنصرية المضادة بين أبناء الوطن الواحد، اليست الحرب الاهلية والتي هي قائمة بالفعل؟

    ثانيا: هل سيؤدي بنا الحديث عن الهوية العنصرية المربوط بحق تقرير المصير ومن ثم الانفصال الى تقسيم ما تبقي من السودان ام لا؟

    ثالثا: أذا أنفصل أي جزء آخر من أجزاء السودان التي تدور فيها حروب الان ومثلما تم في الجنوب على سبيل المثال هل ستضرب الجزء المنفصل الحرب أهلية بين مكوناته القبلية ام لا؟

    رابعا: ايهما يتناسب مع العصر وتطور البشرية هل هو الهوية الثقافية ام الهوية العنصرية على أساس العرق واللون؟ واي من الدول الكبرى في عالم اليوم تقوم هويتها على أساس العرق واللون؟

    خامسا: ما هو مبرر الفوبيا من الثقافة العربية في السودان ومحاولات نفيها وما هي النتيجة التي يمكن الوصول اليها من ذلك؟

    سادسا: أما آن للناس أن تحترم خيارات بعضها البعض حول الهوية فيصبح مخير أي كان في ان يرى نفسه عربيا او أفريقيا أو نوبيا أو زنجيا او بجاويا الخ إذا كان الجميع لا يختلفون في أنهم سودانيون؟

    سابعا: إذا كان دعاة الهوية العنصرية ولا سيما افراد الحركة الشعبية يؤمنون بما جاء في السؤال أعلاه ويريدون النضال من اجل قومية سودانية تجمع العرب والزنوج والنوبة والبجة وغيرهم من المكونات وعلى ضوء الفيديو المنتشر لجون قرانغ في هذا المنير الان والذي يتحدث فيه عن الهوية السودانية لماذا تم انفصال الجنوب إذا؟

    ثامنا: إذا كان سبب انفصال الجنوب هو ارتباط السودان التبعي بالعرب لماذا إذا الهرولة حاليا نحو الجامعة العربية ذلك الكيان الهزيل الذي لا يسمن ولا يغني من جوع؟

    تاسعا: الا تعتبر هرولة جنوب السودان نحو جحيم الجامعة العربية والتبريرات التي تصاغ الان مره لتبرير هذا الخبر وثانيا لنفيه ومرة أخرى لتجاهله دليلا على تخبط أصحاب الهوية العنصرية ونسف للأسس التي تعودوا على طرحها؟

    عاشرا: إذا كان طرح الحركة الشعبية لا يقصي الاخر ويوحد الناس مثل ما يقول جون قرانغ لما لم يوحد هذا الطرح قبائل جنوب السودان الان من اجل التنمية وانسان الجنوب؟

    احدى عشر: لما يقض دعاة الهوية الافريقية العنصرية جميعهم الطرف عما تتعرض له قبيلة النوير من إبادة جماعية في جنوب السودان؟

    ثاني عشر: لماذا هذا الإصرار على تجاهل قضية الافارقة في إسرائيل ومن ضمنهم السودانيين والذين توصفهم وسائل الاعلام الإسرائيلية بأبشع الاوصاف علنا وينتظرهم اما الترحيل او السجن؟

    الى اللقاء.....






    Quote: سؤال السبورة الأساسي والذي يعتبر بمثابة مراجعة لجميع الدروس وهو موجه أساسا لصاحب رسومات الفوتو شوب وهو التالي: أذا كان هنالك شخص ما أي شخص من أبناء الوسط في السودان لاحظ نحن هنا لا نتحدث عن أبناء الشمال او الجنوب او الشرق او الغرب الذين يمكن ان يكون لبعضهم لغاتهم او لهجاتهم الخاصة والتي يتحدثون بها كما انها تحوي جانب من ثقافاتهم وتراثهم وانما نحن نتحدث عن ابن الوسط في السودان الذي ليس لديه أي لغة أخرى غير العربية بمعنى ان العربية لغته وهي التي تشرب من خلالها ثقافتها كما ان اسمه نفسه اسما عربيا بالإضافة الى ان دينه هو الإسلام، هذا هي بيئة هذا الشخص، لنسأل إذا كان هذا الشخص يكره كل تلك الأشياء التي ذكرناها من لغة وثقافة واسم ودين الخ والتي تمثل وجدان الوسط الذي نشأ فيه يا ترى ماذا يمكن ان يكون السبب في ذلك. سنترك هذا السؤال المفتوح الآن؟
    ------------------------------
    ( ذنجي كاره لذاته ) ...... من اقوال بشاشا المأثورة


    (الإجابة: زنجي كاره لذاته)
    أولا: الرجاء اعادة المحاولة للإجابة على سؤال السبورة، فسؤال لماذا لا تكون إجابته بدون لأن وكراهية الذات من شأنها إثبات الجانب العدمي في الفكر الذي تحدثنا عنه إلا إن السؤال يقول يا تُرى لماذا.
    لذلك عندما يكون السؤال في وادي والاجابة في وادي آخر تكون الدرجة الممنوحة للإجابة صفر،
    يرجى إعادة المحاولة.

    ثانيا: تلخيص الدرس الثاني في شكل نقاط غير مرتبة للذين ستتعذر عليهم قراءة او فهم ما نكتب:

    لم يكن المفهوم الثقافي للعروبة مشكلة بالنسبة لنا عند انتمائنا لفكر البعث العروبي ولم يكن هنالك من يقول لنا أنتم لستم عرب الا نادرا وكنا نخرسهم بالسؤال قولوا لنا هذا الكلام بغير اللغة التي تتحدثون.

    بها.تخلصنا الى حد كبير من العنصرية مبكرا لأن اول خلية حضرنا اجتماع فيها كان كل أعضائها من أبناء غرب السودان بمن فيهم من اقصى المناطق في دارفور وقد أصبحوا جميعا اعز أصدقائنا كما أن رفاقنا كانوا من جميع انحاء السودان.

    كانت روح التحدي وطرد الخوف والاقدام وخوض تجربة السلاح واكتشاف ما يحدث خارج السياق الطبيعي الذي نعيش بالإضافة الى تجسيد ما آمنا به على أرض الواقع هي دوافعنا كشباب للذهاب للتطوع في العراق أثناء العدوان الإيراني الفارسي.

    غالبية أبناء شعبنا تعاطفوا مع العراق في كل حروباته وكذلك مع صدام حسين المجيد ومنذ اعتقاله واثناء محاكمته و(عملية إعدامه) كما تعاطفوا مع كل القضايا العربية بما فيها القضية الفلسطينية عدا المنفصمين الذين يكرهون أنفسهم وبيئتهم التي تربوا فيها متمنين أن يصحوا يوما ليجدوا كل ما ربطتهم بها قد اختفى.

    تجربة التطوع زادت قناعاتنا بما آمنا به وأصبحت من المحطات المضيئة في حياتنا وهي التي جعلتنا نحتفظ بجرثومة مرض العروبة التي حملناها مبكرا. ل

    م نتمكن للذهاب للقتال ضد العدو الصهيوني ولكن رفاقنا السودانيين الذين انتموا لجبهة التحرير العربية حينها ذهبوا ونحن نتوق لذلك خلال السنوات القليلة القادمة وأقول تتعدد الاسباب والموت واحد.

    تعريف البعثيين للعربي هو من تحدث العربية وعاش في الأرض العربية وآمن بانتمائه للامة العربية لذلك كانت خلاياهم الحزبية في مناطق جبال النوبة منذ السبعينات.

    أبناء شعبنا السوداني وبما فيهم ابناء الجنوب نفسه ليس لديهم أي عداء للعروبة وإنما عدائهم للممارسات العنصرية وللاقصاء والتهميش بفعل الواقع السياسي واكبر دليل على ذلك هو انتشار اللغة العربية في أوساطهم بما فيها الجنوب نفسه ودون أي موانع.

    في فترة الستينات في السودان لم يكن يجرؤ مثقف أن يقول انه ليس عربي لذلك تغنى كثير من الفنانين السودانيين للعروبة ومن أمثلة هؤلاء وردي والكابلي والعطبراوي الذي غنى انا سوداني وبقية القصيدة معروفة للجميع.

    محاولة تزوير الواقع والايحاء بأن أبناء شعبنا لا يكترثون للقضايا العربية من قبل المنفصمين الذين يكرهون أنفسهم قبل الاخرين محاولة مهترئة وتعبر عن المرض الذي يعانون منه.

    في العراق تم تجسيد جميع الشعارات التي رأيناها مكتوبة خلال فترة التطوع وكل مقولات صدام حسين التي قرأناها وهو الامر الذي أثبت صدق الايمان بالمبادئ.

    نحن لم نأتي هنا من أجل الانتصار على أحد أو تدمير أحد من أبناء شعبنا وانما لمساعدتهم ليتبينوا طريقا أكثر نفعا وجدوى لهم ولبلادنا كما نستطيع في أي وقت وبشكل او بآخر استخدام رسومات الفوتو شوب نفسها.

    الارتزاق والتخلي عن الذات وبيعها بارخص الاثمان لمصلحة للأعداء سيعمق حالة المرض والانفصام التي يعيشها البعض ولاسباب يعرفونها هم جيدا وتوهم الانتصارات لن يعالج المرض.

    المحاولات البائسة لتبخيس اللغة العربية تأتي ممن لا يفهمون في اللغات ولم يتعلموها في البلاد التي هاجروا اليها أو من مزوري الوعي والحقائق التاريخية من أصحاب الغرض .

    يجب ألا ينسى الناس إن ما يسمى بالحركة الشعبية كانت قد ارسلت أرسلت مرتزقتها أيضا للسعودية للمشاركة في حرب الكويت أكثر الدول التي خدمت المشروع الامريكي الاسرائيلي في المنطقة ومع ذلك تحاول اسرائيل ابتزازها بقضية البدون الآن.


    الدرس الثاني: (مواجهة حالة الانفصام للتخلص منها اشجع من توهم الانتصارات بالعداء للعروبة)

    السلام عليكم،

    كتب هنا هو أني حملت جرثومة هذا المرض والذي هو العروبة ولم أستطع التخلص منه حتى الآن ورغم كل شيء وقد أصاب كبد الحقيقة من قال ذلك ولذلك سأحكي لكم كيف تسللت تلك الجرثومة الى جسدي وروحي وكيف إنني لم أستطع التخلص منها حتى الان ورغم كل شيء. إن الذين استقطبوني أولا لما عرف بجبهة كفاح الطلبة حينها وهو تنظيم واجهة للبعثيين يضمهم مع الطلاب الوطنيين وفي بداية ثمانينات القرن الماضي شخصين أحدهما من مدينة بارة وآخر من الأبيض وهم اعلام معروفة لكل الذين درسوا في مدينة طنطا في تلك الفترة. حيث تم استقطابي لحزب البعث في مرحلة لاحقة. عندما دخلت هذا التنظيم حضرت اول اجتماع لي في خلية كان أعضائها خمسة بما فيهم شخصي وبخلاف مسؤولها والذي هو احد الذين استقطبوني وكانوا الأربعة الاخرين جميعهم من غرب السودان بما فيهم إثنين كانا من أقصى المناطق في دارفور، هذا لا يعني ان جل أعضاء التنظيم كانوا من غرب السودان بل كان هنالك من أجزاء السودان الأخرى ولكن قدري ولكى افهم الهوية الثقافية العربية واتخلص من المفاهيم العنصرية المرتبطة بالعرق واللون قدر الإمكان مبكرا كان تلك الخلية التي صار أعضائها من اعز أصدقائي ومنذ البداية، في تلك الخلية عرفت المعنى الثقافي للعروبة وتعريف البعثيين لمن هو العربي. بعد ذلك بدأت أتجول في المدن المصرية لاستقطاب كل من ربطتني به علاقة في السابق وكذلك اتجول في المدن المصرية لتبادل الزيارات او من اجل العمل السياسي فبدأت ببنها العسل واستقطبت صديقي وزميل دراستي في المتوسط والثانوي بالأهلية أمدرمان عوض جبارة مع كل شلته هناك ثم ذهبت للمنصورة لزيارة صديق فوجدت كوكبة من الرفاق ومن مختلف مناطق السودان وبما في ذلك كردفان ودارفور ومدني ومناطق السودان الأخرى كما تعرفت في المنصورة على العلامة احمد كوكو الذي اصبح اول رئيس لأتحاد المنصورة في الدورة التي اسقط فيها التجمع تنظيم الاتجاه الإسلامي من قيادة اتحاد المنصورة وعندما ذهبت للقاهرة ولأول مره وفيما هو مرتبط بعمل هذا التنظيم استقبلني رفيق من كادقلي وهو دكتور معروف في الجامعات السودانية الآن، كان هذا الرفيق على ما اعتقد المسؤول الحزبي في القاهرة حينها وطبعا في مرحلة لاحقة اكتشفت ان هنالك الكثير من أبناء الشمال من القيادات المعروفة في حزب البعث بمن فيهم الأستاذ بدر الدين مدثر رحمة الله عليه مسؤول الحزب نفسه واخرين لا يتسع المجال لذكرهم. وعندما أقول وجدت بعثيين من أبناء كادقلي والدلنج وغيرها يجب ان لا يستغرب أحد فقد قال النميري في العام 1979 وفي ظل حملته المحمومة لاعتقال البعثيين حينها متبجحا إننا قبضنا على خلايا لهؤلاء الذين يدعون العروبة في جبال النوبة وقد كان فهمه حينها لا يختلف من فهم البعض الان وبعد أربعين عاما حيث تؤكد هذه المسألة حالة التراجع الذي وصل اليها مجتمعنا. على اية حال ونتيجة لهذا المناخ الذي يجمع أبناء السودان ومن مختلف المناطق الجغرافية وأين ما ذهبت أصبحت اقرأ تدريجيا عن حزب البعث واردد الشعار المحبب الذى يوضع في رسومات الفوتو شوب أحيانا وفي كل اجتماع يحدثني هؤلاء الناس عن كيفية العمل لإسقاط نظام نميري وإقامة بديل وطني تقدمي ولكن أيضا وبسبب احتدام النقاشات الفكرية والسياسية والصراع مع تنظيم الاخوان كانوا يحدثوني أيضا عن الوحدة العربية وتحرير فلسطين والقومية العربية وكيف ان العروبة هي مفهوم ثقافي وإن تعريف البعثيين للعربي ليس أكثر من أن العربي هو من نطق العربية وعاش في الأرض العربية وآمن بانتمائه للامة العربية ..الخ. كان طرحهم مقنع ولم أجد حينها من يقول لي من التنظيمات الأخرى او بقية الطلاب العاديين انت لست عربي ولماذا تتحدث عن العروبة وإن وجد في بعض الحالات الشاذة من يقول بذلك أرد عليه بقل كلامك هذا بغير اللغة التي تخاطبني بها فيخرس من يخرس وإن كان بعضهم يخرس دون قناعة وإنما لقلة الحيلة. كان النقاش ينصب بشكل أساسي مع الاخوة الشيوعيين حول الاشتراكية والاممية وكيف يعتبرون دعاة القومية العربية من البرجوازية الصغيرة وكان النقاش معهم نادرا وذلك كوننا كنا نصب جهدنا جميعا في الصراع مع الاخوان المسلمين الذين يطرحون الوحدة الإسلامية بديلا للوحدة العربية كما أنهم يصنفوننا حينها الى ما هو أقرب للكفار لأن مؤسس حزبنا مسيحي الديانة وهو الأستاذ المفكر ميشيل عفلق. ولذلك كانت المعضلة الرئيسة التي تواجه طرح البعثيين حينها ليس السؤال هل نحن عرب أم لا فهذه المسألة لم تكن مطروحة وبالمناسبة وللذين لا يعرفون تاريخ البلد التي يدعون انتمائهم اليها أنه في ستينيات القرن الماضي كان من الصعوبة بما كان ان يقف شخص ويقول انا لست عربي. كانت تلك فترة المد الناصري حيث غني أعمدة الغناء السوداني للعروبة في السودان فالكابلي كان يقول مصر يا اخت بلادي يا شقيقة الى آخرة ووردي يقول بعزم ترهاقا وايمان العروبة والعطبرواي يقول انا سوداني ثم يردف قائلا لوحة او دوحة العرب أصلها الكرم والى العرب تنسب الفطن وهكذا. ولذلك أخبرت هؤلاء انني على قناعة بان العروبة التي تطرحونها هذه لا غبار عليها وحينها لم نكن نرى ايه دولة عربية أخرى باستثناء مصر التي لم نواجه فيها أي عنصرية تذكر تجاهنا وكانت علاقات النظامين المصري والسوداني جيدة حينها وترجمت فيما عرف بالتكامل المصري السوداني ولكني قلت لهم إن حزبكم هذا مؤسسة مسيحي فأعطوني كتاب ميشل عفلق في سبيل البعث لكي أقرأ وأرى ماذا يقول ميشيل عفلق عن الاسلام فوجدته يقول أشياء كثيرة عن الإسلام ومن ضمنها إن الإسلام ثورة ولا يفهمه الا الثوريون وفي يوم من الأيام سيجد الثوريون انفسهم المدافعين الوحيدين عن الإسلام ويقول لقد كان محمد كل العرب فليكن اليوم كل العرب محمد ويتحدث عن الانقلاب الذاتي ويقول ان المجتمع العربي يعاني من الامراض الكثيرة ومن اهمها الانفصام بين القول والعمل ويجب ان يتخلص المناضلون الحقيقيون من امراض المجتمع أيا كانت وكان يقول اذا اردت تقييم العرب انظر الى الذين يحملون منهم السلاح لمقاومة الظلم والاحتلال. وفي هذه الأجواء التي تأكل وتشرب وتتحرك وتلعب الكوتشينة الخ مع رفاقك من مختلف مناطق السودان لا تفرق بين ابن الوسط او ابن الشمالية او ابن غرب السودان او شرقه او جنوبه الا فيما يتعلق بسلوكهم ومبدأيتهم، وعندما أقول ابن الجنوب يجب ان يعرف الناس ان هنالك كان أعضاء في التنظيم من جنوب السودان وأحدهم كان في المنصورة ويعرفه من درس هناك ولم تكن هذه الميزة مرتبطة بتنظيمنا فقط فقد كانت تنظيمات الاخوان والشيوعيين وغيرها حينها أيضا تضم الطلاب من مختلف مناطق السودان. ما اريد ان أقوله هنا هو اقتناعي بالمفهوم الثقافي للعروبة ودون وضع معيار للون او العرق ومنذ البداية. ولابد أن أوضح أن قناعتي ومن خلال احتكاكي بكل هؤلاء الرفاق التي توصلت اليها هي إن غالبية أبناء شعبنا السوداني وبما فيهم أبناء الجنوب نفسه لا يعادون العروبة وانما موقفهم الأساسي يتمثل في رفض الممارسات العنصرية وأكبر دليل على ذلك هو انتشار اللغة العربية وحتى هذه اللحظات وبشكل مذهل في جنوب السودان نفسه والذي كان مثقفوه في السابق يتحدثون اللغة الإنجليزية فقط بالإضافة الى لغاتهم او لهجاتهم الخاصة. على أية حال ضمن هذه الأجواء وعندما طرح موضوع التطوع لم نتردد انا وكثيرين مثلي من رفاقي فقد كانت روح التحدي وطرد الخوف والاقدام وخوض تجربة السلاح واكتشاف ما يحدث خارج السياق الطبيعي الذي نعيش فيه بالإضافة الى تجسيد الطروحات النظرية بالممارسة الفعلية كلها كانت دوافع بالنسبة لنا كشباب وبما فيهم شخصي، هذه الأمور كانت الدافع لعدم التردد ولا أقول أن هنالك من تردد ولكن نسبته كانت قليلة بحيث لا يمكن ذكرها. وهكذا ذهبنا للعراق بهذه الروحية وبعد يومين فقط زج بنا في معسكر التاجي المعروف والقريب من بغداد. كنا حوالي ثمانين رفيق من طلاب مصر وحوالي ثلاثين رفيق أتوا من أوربا الغربية والشرقية وكنا جميعنا طلاب. كون منا مع حوالي اربعمائة آخرين ما عرف باسم قاطع المتطوعين العرب حيث ضم القاطع بالإضافة الينا متطوعين عرب من اليمن والصومال والأردن والمغرب العربي ومصر وارتيريا ولا اذكر إذا كان حينها يوجد رفاق من موريتانيا ام لا وكان غالبية المدربين من العراقيين. كانت كلمة رفيق هي المتداولة بين هؤلاء جميعا وكانت الأجواء صحية والتعامل حضاري واخلاقي يستند وبشكل أساس على مفهوم التضحية وقد أصبح الناس يرون شعارات البعث كالشهداء أكرم منا جميعا والبعثي اول من يضحي واخر من يستفيد وكذلك مقولات صدام حسين المجيد مثل إذا اهتزت لدى أحدكم قيم المبادئ فليتذكر قيم الرجولة الخ. وقد اتضح لاحقا ان هذه الشعارات والمقولات جميعا قد تم تجسيدها على ارض الواقع ولم تكن مجرد شعارات جوفاء مثل الشعارات التي يصدع بها رؤوسنا البعض يوميا والخطب الرنانة التي ليس لها أي قيمة. ومما أكد لنا نظرة صدام حسين الصائبة للأمور وأيمانه بالمفهوم الثقافي للعروبة حيث أصبحنا منذ تلك الفترة نراقب تصرفاته السياسية تجاه القضايا العربية كافة ونذكر هنا وخلال الفترة الديمقراطية الثالثة وبعد سيطرة الحركة الشعبية على الكرمك ذهب اليه السيد محمد عثمان الميرغني طالبا المساندة لتحريرها فقال له صدام حسين (الكرمك والبصرة عندي سيان) وبالفعل جاءت الطائرات العراقية قاطعة كل تلك المسافة لمساعدة الجيش السوداني وهو الأمر الذي ربما دفع ما سمي بالحركة الشعبية بإرسال جنود مرتزقة للسعودية للمساعدة في حرب الكويت التي اشتركت فيها ثلاثة وثلاثون دولة بقيادة أقوى دول العالم بما فيهم الولايات المتحدة بشكل علني وسرا بقيادة إسرائيل من أجل تدمير العراق وهو ما تم لاحقا وبدون ان يقوم العراق هذه المرة باحتلال أي شبر وبمبررات وجود أسلحة الدمار الشامل والعلاقة مع الإرهاب والتي اتضح للقاصي والداني أنها ليست سوى تبريرات لتنفيذ المخطط الإسرائيلي لتفتيت المنطقة العربية والسيطرة عليها من النيل الى الفرات والذي يريد أن يغالط دعه يذهب لليوتيوب ليرى تلك الأنشطة المختلطة التي تتم بين الإسرائيليين وبعض أبناء الجنوب الان وليعلم الجميع من الذين يساعدون في تفتيت بلدانهم سوى كان ذلك في السودان او في اي بلد عربي آخر إنهم يساعدون إسرائيل التي تعتبرهم هم أنفسهم أعداء وإن التاريخ لن يرحمهم كما ستلاحقهم لعنة الله في الدنيا والاخرة وللتأكيد على إن إسرائيل ليس لديها أصدقاء في هذه المنطقة وانما خدم وأدوات فقط هو ما يتداول الان من بعض النخب في الأوساط الإسرائيلية ومحاولاتها الحالية من ابتزاز الكويت نفسها بموضوع البدون والحديث عن إمكانية استقبالهم في إسرائيل لرفع الظلم والاضطهاد عنهم . تصور يتم ذلك في الوقت الذي يوصف فيه الافارقة الفارين اليها بأوصاف لا يمكن ذكرها لتصبح قضية البدون بالنسبة للإسرائيليين ليست اكثر من ورقة ضغط وابتزاز تمارس على اكثر الحلفاء إخلاصا لها علما بأن الكويت أكثر دولة عربية خدمت المخطط الصهيوني بالتآمر على العراق. أواصل لأقول حتى عندما وزعنا على جبهات القتال كل حسب حظة والقاعدة التي كان جزء منها اذكر انه مرة واثناء ترتيب بعض القنابل اليدوية واخراجها من صناديقها وتسميتها العسكرية (الرمانات اليدوية) شعر احد الرفاق بطنين في احد القنابل كما ارتفعت فجأة حرارة القنبلة فلم يشأ ان يرميها لانها كانت ستقتلهم جميعا ولكنه وبكل شجاعة امسكها بيديه الاثنين وضغط عليها كما وضع يديه على بطنه وانثنى لكي تنفجر فيه وحده، لم تنفجر لحسن الحظ وانما قضت شده حرارتها على أصابع يده اليمنى وجزء منها بالإضافة الى جزء من أصابع اليد اليسرى وقد زرناه جميعا اثناء انسحابنا من الجبهة في مستشفى مدينة العمارة عاصمة محافظة ميسان وقد شاءت الظروف ان اقابل ذلك الرفيق مرة أخرى بعد ثلاثة عشر عام من تلك الحادثة وهو بالقطع لا يعرفني لأننا لم نكن في مكان واحد ولكنني عرفته فبمجرد ان اخبروني ان هذا الرجل كان طالب في بولندا وحصل له حادث وما ان نظرت الى يدية حتى عرفت من هو واخبرت الذين عرفوني عليه بان بينهم رجل والرجال قليل والجدير بالذكر هنا أيضا انه وبعد وصول الباصات التي اقلتنا من المعسكر الى الجبهة مغطين حينها بطائرتين من الهيلوكوبترات كان صديقنا العلامة احمد كوكو قد ركب الباص الخاطئ نتيجة الربكة والاستعجال في مواعيد تحرك الباصات فنقله ذلك البص الى الخطوط الامامية حيث كانت تلك وجهة الباص وفي ابعد مكان حيث لا يوجد بعد ذلك سوى ما تسمى بالأرض الحرام ومن ثم خطوط العدو الفارسي. فاستقبلهم احد العساكر العراقيين واصبح يشرح لهم التعليمات وكيفية التعامل في هذا المكان الخطر ومن ضمن ما ذكره لهم انه في حال سماع صوت القذيفة فيجب الانبطاح ارضا وفورا والطريف في الامر انه واثناء توجيهاته دوى صوت قذيفة فانبطح احمد كوكو وحده ارضا ملتزما بالتعليمات فما كان من العسكري العراقي الا ان قال له انهض رفيق (هاي مالتنا) أي اننا نحن مطلقي هذه القذيفة فنهض احمد كوكو صاحب الطرفة التي لا تفارق لسانه قائلا للرفيق العراقي (يا رفيق مالتكم بس ما شرطت اضانا ) وفي اليوم التالي لهؤلاء الرفاق وهم في الخطوط الامامية وبعد بدء الليل في ارخاء سدوله جمعهم رفيق عراقي وقال لهم نريد منكم رفيق لكي يذهب مع رفيق عراقي آخر لاستطلاع خطوط العدو وتجمعاته سيحمل الرفيقان بنادقهم وزمزمياتهم على ان يرجعا قبل الفجر هنا ولكني لا اضمن ان يرجع الذي سيذهب، تلفت الرفاق يمينا ويسارا فاذا بأحدهم يقول أنا سأذهب وقد ذهب بالفعل وعاد سالما ومن غرائب الأمور وعجائب هذه الدنيا ان هذا الرفيق عضو في هذا المنبر ولكني اعتقد انه لا يتابع هذا المنبر في الشهرين الأخيرين لأنني لم أرى له مداخله هنا خلالهما. كانت الأمثلة في التضحية والشجاعة كثيرة ولا يمكن حصرها وقد وصلت حد الاستشهاد وللذي يسأل لماذا لم نذهب لنقاتل في فلسطين أقول ان جزء من رفاقنا كان قد انضوا الى ما أسمي حينها بجبهة التحرير العربية وذهبوا اليها في لبنان لمقاتلة العدو الصهيوني حينها فبالنسبة للبعثيين كل الأرض العربية واحدة وأين ما كانت اما فيما يتعلق بشخصي أقول انني اتوق شوقا للمساهمة والتطوع في معركة تحرير فلسطين والتي اتخيلها ستتم خلال عامين او ثلاثة وذلك بعد أن تنقلب الموازين بقدرة قادر ويذهب الزبد جفاء ويمكث ما ينفع الناس وأقول للذين يخافون على من الموت فطيس تتعدد الأسباب والموت واحد. وبمناسبة التكامل المصري السوداني الذي تكلمنا عنه سابقا لابد أن أحكي أني كنت أيضا اسكن مع ثلاثة رفاق في شقة اثنين من مدينة أم روابة ورفيق ثالث من الأبيض هو الأستاذ فيصل حسن التجاني الذي اعتقله الأمن المصري خارج طنطا دون علمنا ثم أتى بعد ذلك وقام باعتقالنا وفي التحقيقات ولأن هذا الرفيق والذي رحل ليقضي سنتين في سجن كوبر حيث اطلق عليه المناضلين المسجونين حينها فيصل تكامل، كان فيصل مسؤول حينها من جزء من الرفاق من المنصورة وكان الأمن المصري قد كسر دولابه أمامي وأخرج أوراق عليها أسماء وتقيم للرفاق الذين كان مسؤول عنهم وكانت الخانة الأخيرة للملاحظات كتب فيها بجانب بعضهم شارك في قادسية صدام. واثناء التحقيق والتعذيب سألني الضابط مسؤول مباحث أمن الدولة ما معنى قادسية صدام فقلت تعنى الحرب العراقية الإيرانية فرد أعلم ذلك ولكن ماذا تعني هنا في هذه الأوراق وقد كان يعتقد انها شفره او كود لنشاط ما لدورة ثقافية او ندوة او غير ذلك ولم يكن يتخيل ان طلابا سودانيين بالعشرات يغادرون مصر للتطوع للعراق ويرجعون دون ان يدري عنهم الأمن المصري شيئا. وذلك لأن العراقيين كانوا لا يضعون ختم دولتهم في جوازاتنا للأسباب الأمنية نفسها. وعندما قال الضابط ذلك اكتشفت أن خياله وخبرته لم تمكنه من اكتشاف تلك المعلومة الواضحة امامه اصررت على عدم علمي بذلك النشاط المقصود وتأكدت من غباء الأمن المصري الذي كان مهولا بالنسبة لنا وبالمناسبة ذلك الضابط الذي سيكون في المعاش الان ان كان حيا لن يتمكن معرفة ماذا تعني شارك في قادسية صدام تلك الا إذا قرأ هذا الكلام او شاهد رسومات الفوتوشوب وكذلك هو الدكتور عصام فليني احد ابرز متحدثي الاخوان في الأركان في تلك المرحلة ولأن الاخوان كانوا قد جمعوا في مرة من المرات جميع جوازات الطلاب لصرف الاعانة فقد قاموا بتفتيش الاختام في جوازاتنا وقد كان مختوما علي بعضها ختم مملكة تايلند بدلا من العراق فوق عصام فليني مخاطبا الطلاب في ركن النقاش في فترة الانتخابات متصورا انه خرج بصيد ثمين هل تدرون اين يعقد البعثيون مؤتمراتهم وأخبرهم إننا نعقد تلك المؤتمرات في تايلند وهو لا يدري لحد الان اننا لم نرى تايلند في حياتنا.

    اعود واقفز لأقول إن الحديث عن أن أبناء السودان في الجزيرة لم يكن يهمهم اذا ما كان قد تم احتلال العراق من قبل ايران أم لا لا يعدو محض افتراء وتزوير للواقع لأن هؤلاء تعاطفوا مع العراق في كل حروباته وساهروا الليالي يستمعون لإذاعة البي بي سى في الحرب العراقية الإيرانية وكذلك في حرب الكويت يتعاطفون مع العراق وهو يحارب ثلاثة وثلاثين دولة بقيادة اقوى دول العالم، أقول تعاطف الشعب السوداني قاطبة مع العراق عدا المنفصمين الذين يكرهون انفسهم وبئتهم التي تربوا فيها ويريدون التنكر لها لا يريدون ان يسمعوا عنها أي شيء ويتمنون حتى لو اصبحوا يوما ليجدوا كل ما يربطهم بها قد اندثر، وكذلك عند احتلال العراق أصيب الناس بالإحباط والشعور باليأس وهو احد الأسباب التي ذادت التيار المعادي للعروبة في السودان قوة حيث وجد هؤلاء حالة الإحباط والياس التي يعيش فيها الناس فقالوا من الأفضل ان نضرب ضربتنا الان وننفذ مخطط تفتيت السودان كجزء من مخطط تفتيت المنطقة العربية كلها وعلينا استغلال الغبن والتهميش لبعض المجموعات السكانية الاصيلة في المجتمع السوداني ذلك الغبن والتهميش الذي ساهمت فيه الحكومات والأحزاب السياسية السودانية التي تعاقبت على حكم البلاد، هذا المخطط التي ادارته الحركة الصهيونية العالمية وإسرائيل يساعدهم في ذلك بعض أبناء الشعب السوداني بعضهم يدري ما يفعل والأكثرية منهم لا تدري ماهي النتائج المترتبة على ما تقوم به. وكذلك منذ اللحظة التي قبضت فيها القوات الامريكية على صدام حسين تعاطف معه الشعب العربي قاطبة بما في ذلك غالبية أبناء الشعب السوداني مرورا بمحاكمته وحتى لحظات ما اطلق عليها عملية اعدام صدام حسين. أن تزوير الواقع ومحاولة تصوير أبناء شعب السوداني بأنهم لا يتفاعلون مع القضايا العربية هو محض افتراء يضحده الواقع. فلقد حزنا ونحن أطفال لا نميز الخطأ من الصحيح لهزيمة 1967 عندما رأينا الحزن يخيم على أهلنا ومن ثم استقبلت الخرطوم قمة اللآت الثلاث وخرجت جماهير شعبنا الهادرة تستقبل عبدالناصر كما فرحنا ونحن أطفال أيضا في أكتوبر 1973 وفي كل مناسبة يتفاعل أبناء شعبنا مع القضايا العربية لنؤكد أنه بالرغم من الانتصارات المؤقتة التي يعتقد أعداء العرب من الصهاينة وعملائهم الصغار وادواتهم انهم قد حسموا بها الصراع سيأتي يوم قريب جدا تخرج فيه الجماهير العربية وتحسم صراعها مع الصهيونية العالمية يقودها أبنائها الذين يؤمنون بها وسيستمر الذين يكرهون انفسهم قبل كرههم للآخرين ويكرهون لغتهم وثقافتهم واسمائهم واهلهم وجيرانهم وبئتهم وبلادهم نتيجة لانفصام عقولهم المريضة لأسباب يعرفونها هم جيدا وإن كنا نتمنى لهم الشفاء ومقاومة الضعف الذي نخر ارواحهم قبل أجسادهم. وليس بغريب أن تراهم الآن يتوهمون انتصارات بعملهم الدؤوب بالضد من مجتمعاتهم وقيمها وببيعهم لك ما امتلكوه وعلى قلته لأسيادهم أصحاب الحضارة المزيفة والقيم العقيمة. وعليهم أن يعلموا جيدا إننا لم نأتي هنا لتدمير أحد أو الانتصار على أحد وانما أتينا هنا لضحد الأفكار العنصرية العقيمة والمريضة هدفنا الأساس أن يتبين الناس طريقا معتدلا للتعامل مع المواضيع التي تهم شعبنا وأمتنا ونحن ندرك إن الواقع الذي نعيشه مؤلم ومحبط ولكن ذلك لا يجب أن يعني لا سيما للذين يعتبرون أنفسهم نخب بالتسليم للأمر الواقع وبيع القضية كلها ودفعة واحدة وكل ما يتعلق بها من قيم ومبادي واخلاق لمصلحة الأعداء ومساعدتهم في تنفيذ مخططاتهم. كما نؤكد للجميع إننا نستطيع وفي أي وقت استخدام رسومات الفوتوشوب نفسها وغيرها بشكل أو بآخر لأثارة الناس ولكننا نؤمن بأن قوة حجتنا ستقنع في النهاية كل الخيرين والوطنيين الحريصين على وحدة بلادهم. فعلى سبيل المثال إن مخطط تقسيم السودان وانطلاقا من الدعوات التي تغذي العنصرية والعنصرية المضادة قد أصبح مكشوفا كمخطط مدروس ومستمر لتقسيم المنطقة العربية ودولها كلها ولن تنجو منه أي دولة أو حتى مجموعة سكانية تساعد فيه هي نفسها وذلك لأن عدو هذه المنطقة لا يفرق بين أبنائها ودولها ويعتبرهم جميعهم أعداءه الذين يجب ان يصبحوا خدما له. وأقرب مثال على ذلك قضية البدون التي يتناولها الناس هذه الأيام. فالمعروف إن الكويت هي من أكثر الدول التي خدمت المخطط الأمريكي الإسرائيلي بتآمرها على النظام الوطني العراقي السابق ومع ذلك وقبل أيام تحدث في وسائل الاعلام الإسرائيلية بعض نخبها لاستضافة البدون الكويتيين في إسرائيل نتيجة لما يتعرضون له من هضم للحقوق والاضطهاد وكما أسلفنا. وعندما نقول إن المخطط التي يستهدف المنطقة كبير ومتعدد الأوجه وفي السودان بشكل خاص يعتمد أحد أوجه هذا المخطط بالإضافة استغلال الغبن الذي تعرض له البعض في تزكية العنصرية والعنصرية المضادة بين أبناء الوطن الواحد على التقليل من الثقافة العربية واللغة العربية والتي هي لغة القران والدين الذي يدين به غالبية ابناء السودان كما أنها اي اللغة العربية تعتبر من أكثر اللغات حيوية ويعتبرها بعض علماء اللغة وبما فيهم أجانب أم اللغات جميعها.

    في ختام هذا الحديث أتمنى من الله أن يسود صوت العقل والوطنية وأن يحاول الناس احترام بعضهم البعض وتجاوز صغائر الأمور وأن يتخلى البعض عن الغرور المزيف وأؤكد إننا عقدنا العزم لإرساء تلك القيم والمفاهيم وإنه في النهاية لن يصح إلا الصحيح وسيذهب الزبد ويمكث ما ينتفع به الناس في الأرض والله ولي التوفيق.

    الى اللقاء.......


    وكما عودناكم دائما سنترك لكم هنا مقال للأستاذ محمد الأمين أبوزيد الذي يشرح فيه بعض الابعاد التاريخية والسياسية لموضوعة العداء للعروبة. كما سنضع لكم رابط او فيديو نعتقد أنه مهم جدا لا سيما لجميع الذين هم حريصون على التعاطي مع موضوع اللغة العربية سلبا أو ايجابا. كما نود الاعتذار مقدما عن الأخطاء الاملائية واللغوية إن وجدت.


    العداء للعروبة والثقافة العربية لماذا ؟

    بقلم محمد الامين ابوزيد

    منذ الف عام عندما كانت بغداد والاندلس هى بوابات الامة العربية تعرضتا لحملات شرسة من قوى معادية استهدف تدمير الحضارة والثقافة العربية فى مراكز اشعاعها فى الاولى انتهت الى تدمير الدولة العباسية بواسطة التتار والتى اتخذت طابع من الحقد والكراهية عبر عن نفسه فى طبيعة العدوان ووسائله واهدافه وفى الثانية انتهت الى طرد العرب وغروب شمس الحضارة العربية الاسلامية بواسطة الفرنجة ومحو اثارها منذ ذلك التاريخ عرف فى المصطلح الفكرى والسياسى مايسمى بالحركة الشعوبية التى تعنى (الية العمل السلبى على تفريق العرب والحط من شانهم وهدم تكويناتهم الحضارية ونفى إبداعاتهم الثقافية وتشويه تاريخهم والحط من شأن رموزهم وأبطالهم )..إتخذ هذا المنحى من التفكير خطا صاعدا منذ ذلك التاريخ وحتى وقتنا الحالى الذى يمثل فيه الثالوث الامبريالى والفارسى والصهيونى قوي العداء للآمة وتاريخها ودورها الانسانى سيحاول هذا المقال أن يجيب على السؤال المركزى لماذا العداء للعروبة ؟دوافعه ؟ورافعاته ؟واهدافه؟وقواه ؟والوسائل المتبعة فى ذلك ...؟ ليس من منطق الدفاع وانما من مركز الحوار الموضوعى الهادف ....

    بدءا لابد لنا ان نعترف ان الانتماء لاى كيان وطنى اوقومى او فوق ذلك أو دونه هو انتماء حضارى وثقافى وتاريخى ودون ذلك لاتوجد مقومات يستند عليها وبضوء ذلك يتحدد الانتماء موضوع المقال بهذا الافق المشار اليه فالثقافة هى عنوان العروبة وليس اي شى اخر. ..

    إتخذت حركة العداء للعروبة والثقافة العربية فى قطرنا وفى كثير من أقطار العروبة التى مرت فيها مسيرة التكوين القومى عبر بوابة إندماج المورثات والأعراق والثقاقاث المحلية (العراق والمغرب العربى ومصر والسودان ) إتخذت حركة العداء للعروبة نزعة سياسية بارزة متناسية ومتجاهلة حقائق التكوين القومى بأبعاده الثقافية والتاريخية التى أدت الى مسيرة من التعايش والاندماج والتلاقح والتطور والحوار المبدع الثقافى والحضارى والتاريخى من موقع الاختلاف والتمايز النوعى والدرجى ولعل امتداد هذه المنطقة المشار اليها ضمن تفاعل حضارى قديم شكلته حضارتى الرافدين ووادى النيل اعطى الثقافة والانتماء العربى فى هذه المنطقة نكهة مميزة دون غيرها ومايعزز هذا الاتجاه ان مسيرة التعايش السلمى أفشلت كل محاولات التقسيم والتفتيت التى تبنتها حركات فكرية وسياسية نشات ضمن اطار هذه المجموعات باستثناء ماحدث فى السودان برغبة طرفى قوى الانقسام فى اقرار واقع الانفصال 2005. من الاهمية بمكان الاشارة هنا الى ان حركة الاستشراق الاوربى والتى كانت ضمن أهدافها متماهية مع الحركة الشعوبية لم تغفل دور العرب فى الحضارة الانسانية والتاريخ البشرى وظلت كثير من المجتمعات الاوربية تحتفى برموز مثل ابن رشد والكندى وابن سيناء وغيرهم من منارات العلم والمعرفة ..نشير هنا الى نماذج من الكتاب الاوربيين ومساهماتهم ... غوستاف لوبون فى كتابه (حضارة العرب )واندرية مايكل فى كتابه (صاحب الجغرافية الانسانية عند العرب )ونيكلسون صاحب كتاب (تاريخ الادب العربى ) وسيغريد هونكة (شمس العرب تسطع على الغرب ) وديفد جاكسون (صلاح الدين اعظم قائد فى التاريخ ) مع ملاحظة ان صلاح الدين المعنى فى هذا الكتاب هو صلاح الدين الايوبى ذوى الاصول القومية الكردية !!....

    *من الملاحظ أن تيار العداء للعروبة فى المنطقة العربية تبنته قوى ومجموعات (دينية سياسية -ماركسية -حركات جهوية ) إتخذت من العداء والاختلاف والصراع الفكرى والسياسى مع حركة التيار القومى بمختلف تكويناتها متكئا لوضع الانتماءات الوطنية والثقافية والدينية فى حالة عداء وتناقض مفتعل مع العروبة والثقافة العربية وتسميم أجواء التعايش التاريخى التى استمرت آلاف السنين وهذا يعود الى أهداف سياسية نخبوية عمدت الى الخلط بين العروبة والقومية والفكر القومى وللاسف فهى بهذا المنحى قد عبرت عن وعى عنصرى بغيض فى محاولة بائسة لتلبيس الفكرة القومية المرتكزة على البعد الثقافى والتاريخى صفة العنصرية التى تجاوزها التاريخ الانسانى والتى تعنى (شعور يبديه الشخص تجاه شخص اخر او فئة معينة من الناس على اساس انتمائهم العرقى او الدينى او الاثنى )ويبنى على ذلك تصرفات من العداء والعنف والمنع من الحقوق وقد أكدت الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز العنصرى والموقعة من قبل 170 دولة على نبذ المفاهيم العنصرية ورفضها ...*ان العروبة ثقافة وحضارة وليست مذهب دينى ولا ايدلوجية ومذهب فكرى وليست نزعة شوفينية وانما العروبة هوية وقومية أراد لها الله البقاء ضمن امم الدنيا وهى تجمع بين دفتيها أديان ومذاهب وأصول متنوعة كحال كل المجتمعات البشرية ..اما حركة التيار القومى وحركة الثورة العربية بمختلف منطلقاتها فهى تشكل التجلى السياسى والفكرى لمضمون هوية التكوين القومى فى أهداف سياسية فى الوحدة السياسية (الوحدة ) والتحرر القومى والديمقراطية (الحرية ) واهداف إجتماعية واقتصادية فى العدالة الاجتماعية (الاشتراكية ) وفى ذلك تطرح مواقفها للاختلاف والتوافق والحوار حول مضامينها لمختلف قوى الامة وهى الحركة التى شهدت صعودا وهبوطا فى المد حسب مقتضيات الظرف القومى ..

    *ان حركة العولمة قد خلقت تحديات وتناقضات إجتماعية وثقافية واسعة ضمنها الخلط بين مقومات الولاء الوطنى والدينى والقومى وقد برزت مصطلحات الاسلاموفوبيا (التحامل والكراهية والخوف من الاسلام ) والارهاب كعناوين لصورة مشوهة للاسلام أنتجتها الحركات الجهادية والاصولية فى المنطقة العربية وسلوكها السياسى التخريبى المدعوم من قوى دولية تهدف للاساءة للعروبة والاسلام وقد إلتقطت القفاز قوى وحركات غربية عمقت هذه المفاهيم (الارهاب والاسلاموفوبيا )وحاولت ربطها بالاسلام والعروبة. *فى السودان تعمدت قوى عديدة انطلاقا من ذات النزعات السياسية المشار اليها وفى تماهى مع سياسات النظام الحاكم فى السودان التى هدفت الى التقسيم والتفتيت متخذة من سمة التنوع والتعدد التى يذخر بها السودان وتحويلها الى عناصر انقسام بدل من ادارتها لصالح الوحدة .لقد عمدت الكثير من القوى السياسية والجهوية فى السودان الى الخلط المتعمد بين سياسات النظام واتخاذها منطلقا للعداء للعروبة والاسلام متناسين ان هذا النظام هو شوه صورة الاسلام ضمن التحالف العريض لقوى الاسلام السياسى وأيدلوجيتها الارهابية فى المنطقة يكن عداءا تاريخيا للعروبة ولقواها السياسية المناضلة وقد مثلت حركة الاخوان المسلمين فى وصولية سياسية وانتهازية وميكيافلية لاتصلح معيارا للتاريخ ولا للحضارة فى ايجاد تناقض مقصود بين العروبة والاسلام ومحاولة اعلاء الولاء الدينى على الرابطة الوطنية والقومية فى تضاد مع الشعار السودانى التاريخى (الدين لله والوطن للجميع ) .

    ان العداء للعروبةفى السودان ايا كانت منطلقاته وقواعده فهو يسمم حالة التعايش السلمى التاريخى فى السودان واحالتها الى أجواء الانقسام والتناحر والتفتيت وهنا تبرز اهمية الوعى باحترام مقومات التكوين القومى والتمازج الثقافى وادامة جو التفاعل الطوعى والحوار الحر والتلاقح ضمن وطن موحد يتساوى فيه الناس فى الحقوق الدستورية والثقافية والسياسية وكافة الحقوق المدنية والسياسية فى اطار نظام ديمقراطى تعددى كشرط لتفاعل طوعى بين كل مكونات البلاد ..
    *ان مقومات البناء الوطنى والقومى الحضارية والثقافية والتاريخية يجب ان لاتخضع لمنطق الصراع الفكرى والسياسى والمزايدة والخلط بين الولاء الوطنى والقومي والدينى وان يتجه نضالنا لتاسيس نظام ديمقراطى يسع الجميع فى وطن








    (اجتزاء الحقيقة للإقلال من شأن المنتمين للثقافة العربية في السودان)

    بقلم أحمد محمود أحمد

    *المكر الثقافي يدمر الذات قبل تدمير الآخر*
    *الانفصام وفوبيا الثقافة العربية في السودان يضر بالهوية*

    يعترف كاتب هذا المقال بأننا في السودان لم نستطع إدارة التنوع عبر المرحلة التي اعقبت الاستقلال، وذلك نتيجة للوعي الناقص أو المنعدم لدى القوى التي سيطرت على مقاليد الحكم، سواء كانت ديمقراطية أو عسكرية.. وهذا كنتيجة، قد أضر بقضية التنوع كما أضر بالقضية الوطنية والتي تعمقت أزمتها عبر حكم الإسلاميين.. هذا الواقع تمثل لدى البعض وكأنه استهداف مقصود لوجود المكونات الثقافية والاقلال من شأنها وبالتالي، فبدلاً من استهداف الأنظمة التي مارست ذلك الظلم التاريخي ليس تجاه تلك المكونات فحسب، بل تجاه المجتمع ككل، وجهت بعض هذه المكونات كل الغبن تجاه المنتميين للثقافة العربية وكأن الانتماء لهذه الثقافة أو تلك شيئاً نختاره.. بعض الذين يقفون ضد انتماء السودان للثقافة العربية يتداولون في صراعهم المفتوح مع الأنظمة الحاكمة مقولات في الخفاء أو في العلن تتعلق بضرورة عودة العرب إلى ديارهم الأصلية، أي مغادرة السودان، وهذا سنلحظه لدى البعض وسط بعض أعضاء الحركة الشعبية، حتى لا نقول الحركة الشعبية كتنظيم، وتحديداً عبر فترات صدامها التاريخي مع الأنظمة المتوالية على الحكم في السودان وقبل انفصال الجنوب، و تبع ذلك المنهج غيرهم، وتم وفي أحوال كثيرة وصف السودانيين الشماليين بأنهم مجرد (جلابة) بما تحمله هذه الكلمة من مفهوم احتقاري، بالإضافة لبعدها المتعلق بتهمة الاسترقاق، وهذا أحياناً لم يسلم منه حتى الذين حملوا السلاح في الدفاع عن حق هذه المكونات... هنالك اعتراف ضمني ومن خلال الخطاب العام لبعض هذه المكونات بأن هنالك عرباً في السودان وهم سبب المشكلة، كما يقول البعض وسط هذه المكونات ولكن يتلاشى هذا الاعتقاد عندما يقول سوداني أنه ينتمي للعرب أو بأنه عربي، هنا تظهر نعرة تهكمية تنكر على هذا الشخص القول بالانتماء الذي يعتقده، هذه الحالة سأطلق عليها (فوبيا الثقافة العربية) في السودان، وهي فوبيا تؤدي إلى حالة انفصام عند أصحابها تصل إلى حالة المرض النفسي، والذي مكانه المصحات النفسية وليس الصراع الفكري والسياسي، وفي هذا الإطار لا نخرج بعض المثقفين السودانيين في الشمال من هذه الاذواجية.. نلاحظ حالة هذا الانفصام عبر بعض الفيديوهات المجتزأة عن سياقها والتي تظهر شخصاً سودانياً يقول بأنه عربي، أو شخصاً عربياً يقول شيئاً سلبياً عن السودانيين أو ينكر عروبتهم ويصبح هذا الشخص، والذي من الممكن أن يكون مريضاً نفسياً كمعيار لنظرة الآخر، ووسط ملايين العرب تجاه السودانيين، وتصبح مثل هذه الحالات الفردية كإثبات لأهل الانفصام العقلي بأن السودانيين ليسوا عرباً وتصبح تلك الحالات الفردية كحكم عام لمجموعة كبيرة من الناس على أسس تنعدم فيها المعايير الإنسانية أولاً، ومن ثم المعايير العلمية. أدلل على هذا بمقطع من فيديو انتشر عبر وسائط التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، والذي ظهرت فيه سيدة سودانية في قناة ال BBC مع سيدات من أقطار عربية أخرى، وظهرت السيدة التي تجلس بجوار السيدة السودانية منفعلة إذ قالت للسودانية بأن شكلها لا يشبه العرب وبالتالي فهي إفريقية، وبدا الأمر وكأنه انتصار لجناح الانفصام العقلي وتأكيد لنظرية المكر الثقافي، والتي تضر بالذات وليس الآخر، وفي أغلب الأحوال. ولكن حين مشاهدة الفيديو كاملاً فإن الحقيقة تبدو غير ذلك تماماً.. فالسيدة التي قالت للسيدة السودانية بأنها إفريقية هي إمراة متمردة على العروبة ولديها موقف تجاه العرب إذ تقول بأنها من الأمازيغ المصريين وتنكر على نفسها الانتماء للعروبة وعلى الآخرين، بل أنكرت على دولة المغرب الانتماء للعروبة!! وعلّلت ذلك بأن المغرب دولة إفريقية وليست عربية، كما قالت أيضاً لإمرأة ليبية كانت تجلس على شمالها بأنها لا تشبه العرب بل أن شكلها أمازيغي.. فالذي حدث أن أحدهم، وبشكل ينسجم مع نظرية المكر الثقافي، قام بترك كل ذلك واستقطع الجزء الذي قالت فيه هذه السيدة الأمازيغية للسيدة السودانية بأنها إفريقية حتى تبدو الصورة بأن هنالك إمراة عربية تنكر على السودانيين عروبتهم، وبالتالي تصدق الرؤية الكسيحة التي يمثلها البعض في هذا الإطار ويتم إحراج السودانيين أمام أنفسهم والتشكيك في انتمائهم.. هذا الانحدار في التفكير واستخدام هذه الاتجاهات المتخلفة لإحراج السودانيين والاقلال من شأنهم لا يخدم قضية الهوية بل يضر بها. فالذين يريدون من السودانيين التنكر للثقافة العربية فإنهم يضرون بقضيتهم أولاً، وذلك فإن الذي يتنكر لانتمائه الذاتي فإنه لا يجد حرجاً في التنكر الأقوى لانتماء الاخرين بل معاداتهم، و الذي لا يدافع عن انتمائه لا يدافع عن انتماء الآخرين.. وفي تقديري، وبشكل متواضع، فنحن نحتاج إلى احترام رؤية الآخر لنفسه، وفقط، أن نعارض تلك الرؤية عندما تحاول قمع أي رؤية أخرى لا تتفق معها.. فالعرب في السودان وعبر التاريخ لم يحملوا معاولهم لهدم ثقافة الآخر بل تداخلوا معهم وتكون هذا النسيج السوداني بخصوصيته المعهودة، والذين يطرحون فكرة الأنا والآخر، وبهذه الحدة، يجهلون ذلك التاريخ ويفضلون البيولوجيا على الحضارة وهو تفكير رجعي لا يخدم إلا قضايا التخلف، والتي يجب أن نقف ضدها جميعاً، كسودانيين، وبغض النظر عن انتماءاتنا، و هذا هو منطق الرؤية الحضارية مقابل الرؤية البيولوجية القاصرة، والتي تحاكم الآخرين استناداً للون بشرتهم، عندما يقولون بانتمائهم للعرب، وهؤلاء وقفوا بشراسة ضد هذه التصنيفات عندما طالتهم داخل السودان، وأقصد تصنيفات لون البشرة والجهة، فكيف إذن تقاتل ضد شيء وتستخدمه ضد الآخر؟! هذا هو عقل الانفصام إذ هو عقل مدمر للذات وللآخر، وهنا فأنا لا أعمم لكنني اتصدى لتيار، إن أصبح سائداً، فإنه سيحرق الأوطان عبر تفكير البيولوجيا، أي الانحدار نحو الشرط اللإنساني في النظر للإنسان.








    السلام عليكم،
    في هذه المداخلة سنبدأ بالمعكوس وذلك بوضعنا مقال الدرس الثالث أولا قبل التعليق عليه أو حتى تلخيصه مثلما تعودنا ثم نقوم بالتعليق عليه ووضع بعض التعليقات المقتضبة على أن نقوم بالتلخيص او المراجعة في وقت آخر إذا ما اقتضى الأمر.


    الدرس الثالث: الفكر وراء التعامل بالأسماء الحركية

    ترتبط أهمية استخدام الأسماء الحركية بالظروف التي تقتضي استخدامها فيها، فعلى سبيل المثال وفي موضوع التطوع الذي تحدثنا عنه في السابق كان قد أعطي كل شخص منا اسمه الحركي الذي يجب أن يتعامل به مع الآخرين وبالفعل صار التعامل بالأسماء الحركية وبالمستوى الذي يجعلك تقابل شخص بعد عدة سنوات لتخاطبه باسمه الحركي الذي كان مستخدما حينها والذي علق في ذهنك وتكمن أهمية ذلك أنه أذا ما تمكنت أي جهة اخرى من زرع شخص ما وسط هؤلاء المتطوعين فإنه لن يكن بمقداره معرفة أكثر من الذين يعرفهم في المنطقة التي يوجد فيها معهم أو إذا تعرض أي من المتطوعين على سبيل المثال لأنواع قاسية من الاستجواب والتعذيب وهو يعرف الاسماء الحقيقية لكل الذين كانوا معه فبلا شك سيعّرض مجموعة كبيرة منهم لخطر الانكشاف ولكنه عندما يكون فقط يعرف الاسماء الحركية للآخرين فبلا شك إن الاذى سيكون أخف. وهكذا تعود الناس أيضا في العمل التنظيمي وفي ظل ظروف العمل السري استخدام الاسماء الحركية فعندما تكون مسؤول لخلية حزبية أو خلايا حزبية وتستخدم لأي سبب محضر إجتماع به الاسماء الحقيقية فأن اعتقالك من قبل عناصر الأمن أي كانوا والذي هو متوقع في أي وقت لا شك أنه سيكشف كل أعضاء الخلية أو الخلايا التي تقع تحت مسؤوليتك وبالتالي سيتم أعتقالهم وستوجه ضربات للعمل التنظيمي وما أقوله هنا من أبجديات تأمين العمل التنظيمي السري وابسط مبتدئ في هذا العمل التنظيمي يمكن أن يكون يعرفه، بيد إن جوانب التأمين لا تقتصر على العمل التنظيمي أو النضالي أو العسكري فقط وإنما هي أمور من باب الاحتياط أو التحوط ومطلوبة في الحياة الاعتيادية أيضا وهو موضوع آخر وربما نعود اليه لاحقا. لنقول مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي وبروزها كأدوات يمكن إستخدامها للحوار وتوصيل الأراء والعمل السياسي المعارض أيضا تبرز أهمية استخدام الاسماء الحركية بالنسبة للبعض الذين يمكن أن تمثل آرائهم المطروحة في وسائل التواصل الإجتماعي وبالضد من السلطة السياسية الدكتاتورية أو القمعية المعينة خطورة على حياتهم أذا ما كانوا داخل نطاق السلطة بمعنى أن السلطة تستطيع الوصول اليهم وسجنهم أو محاكمتهم. وإذا أخدنا المنبر العام لسودانيز أون لاين كمثال للمكان الذي يطرح فيه بعض السودانيين آراء حادة بالضد من السلطة الحاكمة قد تترتب عليها نتائج وخيمة في حالة وجودهم داخل البلاد أي السودان فإنه من الطبيعي جدا وفي ظل هذه الظروف المحددة أن يستخدم بعض القلة الذين يقومون بعمل هام ضد النظام أن يستخدم هؤلاء الأسماء الحركية ليكون الهدف الاساسي للتعامل بالاسم الحركي هو حماية هذا الفرد السياسى المناضل ضد السلطة من المطاردة وعليه فإن التعامل بالاسم الحركي في هذه الحالة يفرض ضوابط أخلاقية معينة بالنسبة للفرد الذي يستخدمه وأهمها أن يستخدم الأسم الحركي للهدف الذي استخدم من أجله فعلى سبيل المثال ليس من المنطقي أن يستخدم شخص داخل السودان اسما حركيا للحديث عن الموسيقى أو الافلام السينمائية. بيد أننا نلاحظ أن غالبية أعضاء منبر سودانيز أون لاين من الناشطين السياسيين أوالمثقفين الذين يتحدثون ضد السلطة يستخدمون أسمائهم الحقيقية وليس أسماء حركية وهي مسألة في غاية الإيجابية اذا أنها تكسر في المقام الأول حاجز الخوف والتهيب من السلطة بالاضافة الى إنها تزيد الرصيد النضالى الشخصي لهؤلاء ولحركاتهم السياسية مع تعرضهم لهامش من الخطر هم بالاصل استعدوا لدفعه كثمن في مقارعتهم للنظام الحاكم. ولذلك سنلاحظ اسماء كثيرة حقيقية تكتب بجراءة وتعبر عن ارائها الحادة تجاه السلطة وتنقل الأخبار الساخنة أيضا. أما بالنسبة للذين هم في الخارج فإن مساحة الآمان التي يوفرها لهم وجودهم شبه الدائم في الخارج تجعل غالبيتهم العظمى تعمل بأسمائها الحقيقية مضافا الى ذلك فان إمتلاك بعض الناشطين الموجودين في الغرب عموما جنسيات البلاد التي هاجروا اليها يعتبر بمثابة حصن آمن آخر يعقد المسأله على السلطة في التعامل معهم ولذلك تسقط تقريبا كل مبررات تعاطيهم من خلال الاسماء الحركية إلا إذا كانت هناك جوانب خفية أخرى لذلك وهو ما سنحاول التعرف عليه.

    وقبل أن نغادر هذه النقطة نقول أنه وبالنسبة للذين هم داخل السودان او حتى خارجه ربما تستخدم الأسماء الحركية في الجانب المعاكس بمعني أن يكون شخص موالي للسلطة أو ضمن أجهزتها الأمنية ولكنه يريد أن يستفيد من ميزة التعامل بالاسماء الحركية لما توفره له من إمكانية الدفاع عن السلطة دون أن يظهر نفسه أو أنه يريد متابعة الناشطين الآخرين دون أن يكشف نفسه وفي هذه الحالة فإن المصيبة أعظم.

    وإذا رجعنا مرة أخرى للضوابط الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها من يستخدم الاسم الحركي في وسائل التواصل الاجتماعي نستطيع أن نقول إن صاحب الأسم الحركي لا يمثل نفسه في كل الأحوال لانه لم يقوى على الشجاعة لإظهارها على الاطلاق لأنه في المقام الأول يحاول حماية نفسه فقط وليس كمسؤول الخلية الذي يحمي الآخرين الذين هو مسؤول منهم وهذا فرق واضح بين أن يستخدم الشخص اسما حركيا لحماية نفسه أو يفرض على الآخرين الذين هو مسؤول منهم التعامل بالاسماء الحركية من أجل حمايتهم وهكذا. ولكننا ايضا نعتقد إنه لا يوجد أي مانع بالنسبة لاستخدام الاسماء الحركية من اجل حماية الافراد لانفسهم. لنقول إنه في حالة استخدام الاسم الحركي للحماية الذاتية ولغير الفئة داخل البلاد والتي يشكل نشاطها خطورة مباشرة عليها يجب أن يرتبط مستخدم الاسم الحركي بتمثيله لفكر واضح أو منهج واضح أو حزب أو حركة سياسية واضحة حتى تكون رادعا أخلاقيا لتصرفاته وبمجرد ظهوره في أي حوار فإنه سيكون معرف بتلك الحركة أو الفكر أو الجهة أي كانت أما إذا تعذر ذلك يجب أن يمتلك صاحب الاسم الحركي من أجل الحماية الذاتية القدرة على تمثيل الشخصية الاعتبارية التي يمثلها وهي باختصار شخصية الفرد السوداني بقيمه وأخلاقه التي يعرفها ويتحدث عنها الجميع وهو الأمر الذي يلقي على عاتقه مسؤولية كبيرة تجعله حذرا جدا في طرح آرائه وفي مقاربة مختلف الأمور. واستنادا على هذا التصور وأي كان سبب الأسم الحركي المستخدم فإنه سيكون أفضل من يمكن أن يتحاور معه الناس هو الشخص الذي يتعامل من خلال الاسم الحركي لأنه سيكون دائما ملتزم الموضوعية واحترام الآخرين ويتمتع بأخلاقية عالية كما أنه لايلتفت للامور الجانبية وإنما يحاور في الأمور السياسية أو الفكرية الرئيسية التي هي في الغالب مرتبطة بالاهداف السامية التي يناضل من أجلها أو التي يطرح نفسه مناهضا لها أو القضية المعينة التي يتبناها.

    ضمن التصور آنف الذكر يبرز سؤال مهم يجب طرحه وهو لماذا تستخدم بعض القلة القليلة والتي لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة من أعضاء المنبر العام لسودانيز أون لاين والذين هم بالالاف حسب تصوري المتواضع لماذا يستخدم هؤلاء اسماء حركية في حين أن جزء منهم موجود في أماكن بعيدة وآمنة خارج البلاد كما أنهم لايقومون بأي نشاط معادي للسلطة يذكر وانما يقومون هم أنفسهم بدعم السلطة بمحاولاتهم مطاردة الآخرين بما فيهم الناشطين الاخرين ومحاولة تسقيطهم ومنعهم من التعبير عن آرائهم متخفين خلف الأسماء الحركية التي أتخذوها دروعا حامية معتقدين باستحالة أن يتمكن الآخرين بمعرفة أي شئ عنهم او عن حياتهم.

    واستنادا على ما سبق من طرح يمكن تصنيف أصحاب الاسماء الحركية الى أربعة تصنيفات حيث لا يخلو الامر من تداخل أحيانا وهي بإختصار:

    أولا: الفئة الأولى تناضل ضد النظام وغالبيتها العظمي في الداخل ولا تدخل في أي حوارات سوى مع الفئات المحسوبة على النظام وهذه الفئة تتمتع بوعي ومسؤولية عالية وتعرف ترتيب أولويات الصراع ضد السلطة.

    ثانيا: الفئة التي تمثل أصحاب الفكر والقضايا العامة عموما وتكون مشغولة بالتبشير لطرحها وهولاء يمتلكون اعلى مستوى من القيم الرفيعة ولا يدخلون في المهاترات والامور الشخصية إطلاقا.

    ثالثا: فئة لا تنتمي للفئتين الاوائل وهي فئة عادية من الناس خارج السودان أو داخله ولديها الرغبة في المشاركة في مختلف الحوارات ولديها مبررات خافية على الناس لاستخدام الاسماء الحركية ولكنها في هذه الحالة توضح مبررات استخدامها للأسماء الحركية وتقنع بها الذين تريد الحوار معهم لأن هنالك من لا يريد وليس لديه الرغبة في الحوار مع أشخاص يعتبرهم متخفيين وراء الاسماء الحركية بدون مبرر مقنع وعليه فإن هذه الفئة تحترم هذا الأمر ولا تدخل في الحوارات الا مع الذين يقبلون وضعها هذا ومستعدين للحوار معها وبمجرد اكتشافها برغبة الطرف الآخر في عدم الحوار معها تلتزم وتحترم ذلك.

    رابعا: الفئة الرابعة وهي فئة لا اقول كلها وإنما يوجد ضمنها بعض الافراد الذين ليس لديهم أي مبرر لاستخدام الاسم الحركي سوى استخدامه كسلاح للتخفي لأنهم ليس لديهم القدرة على مواجهة الناس بأسمائهم وشخوصهم الحقيقية نتيجة بعض الاسباب الذاتية التي ربما يعرفونها هم أنفسهم ولذلك تراهم جعلوا الاسم الحركي والتخفي وراءه ميزة للاساءة الى الاخرين ومطاردة بعضهم والميل دائما للإساءة إليهم وشخصنة الأمور معهم واستخدام أساليب الارهاب والتخويف بالأمور الشخصية بالإضافة الى استفزاز الناس واستعراض العضلات وغيرها. هذه المجموعة من الناس وعلى قلتها وأنا أتحدث هنا عن منبر سودانيز أون لاين أقول تحاول فرض رغبتها في الحوار على الآخرين الذين ليس لديهم رغبة في الحوار معها بحجة إن هذا منبر عام وللجميع الحق في أبداء آرائه في المواضيع المطروحة وهذا كلام حق أريد به باطل، ودعنا هنا نقول كيف ذلك يتم.
    هنالك البعض من الناس يجدون صعوبة في الرد على الأشخاص غير المُعرّفين أو الذين يكتبون بأسماء حركية بشكل عام لأنهم يعتقدون أن فرص النقاش نفسها غير متكافئة مع هؤلاء وقد توصل البعض منهم لذلك من خلال تجاربهم الشخصية لاسيما عندما يحتد نقاشهم وتتصاعد الأمور وينزلقون الى الاساءات الشخصية حيث يجد احد الأطراف نفسه يحاور ربما شخصا مجهولا بالنسبة له في حين أنه مكشوف تماما امام الطرف الامر الذي يعطي الشخص المجهول ميزة في التطاول والإساءة على ذلك الطرف المعروف خصوصا إذا ما كان الشخص المجهول يفهم إن عدم معرفة الناس به سوف يجعله في حل من الضوابط الاخلاقية التي تحدثنا عنها سابقا بل أكثر من ذلك هنالك من يتحسس في الحوار مع اشخاص حقيقيون بمعنى انهم مُعرّفون ولكنهم غير معروفون بالنسبة له وذلك لأنهم لا يعرفون بعضهم البعض كما أن البعد الجغرافي بينهم أو قل الفضاء الإسفيري ربما يدفع أحد الأطراف للتطاول على الطرف الآخر وبطريقة لن يستطيع تجسيدها إذا ما كان ماثلا امامه على سبيل المثال وهي كلها أمور تدخل في اطار الاستخدام غير الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي.
    ولذلك تعتبر هذه المجموعة ضمن هذه الفئة تجاهلها من قبل الآخرين وعدم الدخول معها في الحوارات انتصارا لها علما بأنها يمكن تصنيفها هي نفسها ضمن اصحاب الانفصام في الشخصية الذين تراهم في الواقع الحقيقي شخصيات لا تخلو من وصف الانطوائية بشكل أو آخر كما إنها من اظرف الشخصيات واكثرها تهذيبا بينما كتاباتهم في المنابر أو قل الاسافير تعطي إنطباعا آخر تماما، أضف الى ذلك فجزء منهم في الغالب وعلى المستوى الشخصي نكرات تعودت على التخفي وعدم المواجهة حتى في الحياة الاعتيادية نتيجة لبعض الاسباب والظروف التي لا نريد الخوض فيها الأن. لا شك إن سلوك هذه المجموعة يشكل خللا كبيرا في هذا المنبر يجب معالجته من خلال تناول عقلانية الفكرة نفسها لأنه في الأصل لا يوجد شخص حقيقي وحتى إن وجد الشخص وتم التعرف عليه فالمفترض إن التعامل والحوار مبني على أساس الفكر والممارسة الفكرية والسياسية. وبناء على ذلك يجب ردع هذه الفئة القليلة في حالات التمادي وذلك بمحاصرتها وتحديها ومطالبتها بالإعلان الشجاع عن شخصياتها الحقيقية إذا ما أرادت أن تتحاور مع الجميع من يرغب في الحوار ومن لا يرغب وبالإضافة الى ذلك مطالبتها ذكر الأسباب التي تستدعيها لأستخدام الأسماء الحركية لإقناع الآخرين بممارستها غير السوية هذه. أقول ذلك لأنني بالفعل لاحظت السلوك غير الطبيعي لبعض من تلك الفئة وأغرب ما لاحظت أنه عندما يتصدى لها البعض ويصفها بأصعب الالفاظ التي لايمكن أن يتحملها انسان مردفا تلك الالفاظ باسم أو اسماء غير الاسماء الحركية التي تستخدمها فهي لا ترد على هؤلاء الناس الذين يهنونها بهذه الطريقة وتتجاهل هذه الاهانه متقمصة شخصية السيد المسيح ومقولة إذا ضربك أحدهم في كفك الأيمن فأدر له كفك الأيسر، ولكنها في الوقت نفسه تهرب للاشتباك مع آخرين في ادعاء غريب يقارب الحالة المرضية لبطولات وهمية ويعبر عن حالة إنفصام واضحة لا تقبل اللبس واكبر مثال على هذا السلوك ماتم خلال خلال هذا البوست الذي نكتب فيه هذا الموضوع الان وكل الذين يتابعونه أو قرأوه بدقة سيلاحظون ذلك.
    هذا الامر يوضح بشكل جلى انتهازية الاستفادة من الاسم الحركي لميزة للتطاول على الاخرين الذين لا يعرونها فقط في حين ان سلوكها يختلف تماما مع الاخرين الذين ربما لديهم بعض المعلومات عنها وهو أمر مؤسف جدا.

    والله ولي التوفيق

    بدوي محمد بدوي


    نصيحتي المتواضعة للذين تنطبق عليهم الاوصاف التي تحدثنا عنها ضمن الفئة الرابعة المذكورة في هذا المقال المتعلق باستخدام الأسماء الحركية هي إن الطريق الذي هم فيه طريق غير سوى ولا يؤدي الى نتيجة ايجابية فيما يتعلق بشخصياتهم وإنسانيتهم وعليهم مراجعة سلوكهم الشائن هذا قبل فوات الأوان.

    ويجب عليهم أن يعوا أيضا إننا على المستوى الشخصي لم ولن نسعى للدخول في أي عداء شخصي ومع أي كان. نحن أتينا الى هنا لتصحيح ما نعتقد أنه خاطي وغير مقبول ولم نتعلم أن أن نفرض على أي كان أي نوع من السلوك ونعتقد إن كل إنسان حر في إختياره الطريق الذي يريد أن يسير فيه بل أكثر من ذلك نعتقد إن المعارك الشخصية خاسرة إي كان المنتصر فيها وإن الذين يسعون اليها هم المرضي والجبناء فقط. ونحن نتعامل بهذا المستوى لأننا ندرك إن بلادنا تعيش حالة مزرية على جميع المستويات وهو أمر معروف للجميع وإن اغلب الناس حاليا بما فيهم أنفسنا ينطبق عليهم المثل الذي يقول وقف حمار الشيخ في العقبة بمعني إننا في الوقت الحالي جميعنا عاجزون عن تلمس الطريق الصحيح للمساهمة الجادة في مخرج آمن لشعبنا وابناء شعبنا الذين قست عليهم الظروف بصورة غير طبيعية.
    لذلك توفير جهد الناس للنقاش في الأمور المهمة والجادة وسيادة اجواء الأحترام الودية في الحوار هى فقط التي يمكن أن تخلق نوع من الثقة تساهم في السمو بالحوارات نحو مراميها.

    يجب أخيرا أن نقول إننا اكثر الناس رغبة في غلق هذا البوست واستنآف حواراتنا العادية الأخرى من أجل كسب الأصدقاء والوصول الى الاراء المشتركة كأبناء وطن واحد رغم تشردنا في المهاجر والمنافي الداخلية والخارجية. ولكن يجب أن يعلم الجميع هنا وفي كل الاحوال فإن هذا البوست لن يتم غلقه الا بعد ان نضع بجانب أحد عناوينه عبارة (الدرس الأخير) والله الموفق.

    الى اللقاء .......




    Quote:
    Quote: سؤال السبورة الأساسي والذي يعتبر بمثابة مراجعة لجميع الدروس وهو موجه أساسا لصاحب رسومات الفوتو شوب وهو التالي: أذا كان هنالك شخص ما أي شخص من أبناء الوسط في السودان لاحظ نحن هنا لا نتحدث عن أبناء الشمال او الجنوب او الشرق او الغرب الذين يمكن ان يكون لبعضهم لغاتهم او لهجاتهم الخاصة والتي يتحدثون بها كما انها تحوي جانب من ثقافاتهم وتراثهم وانما نحن نتحدث عن ابن الوسط في السودان الذي ليس لديه أي لغة أخرى غير العربية بمعنى ان العربية لغته وهي التي تشرب من خلالها ثقافتها كما ان اسمه نفسه اسما عربيا بالإضافة الى ان دينه هو الإسلام، هذا هي بيئة هذا الشخص، لنسأل إذا كان هذا الشخص يكره كل تلك الأشياء التي ذكرناها من لغة وثقافة واسم ودين الخ والتي تمثل وجدان الوسط الذي نشأ فيه يا ترى ماذا يمكن ان يكون السبب في ذلك. سنترك هذا السؤال المفتوح الآن؟
    ------------------------------
    ( ذنجي كاره لذاته ) ...... من اقوال بشاشا المأثورة


    (الإجابة: زنجي كاره لذاته)
    أولا: الرجاء اعادة المحاولة للإجابة على سؤال السبورة، فسؤال لماذا لا تكون إجابته بدون لأن وكراهية الذات من شأنها إثبات الجانب العدمي في الفكر الذي تحدثنا عنه إلا إن السؤال يقول يا تُرى لماذا.
    لذلك عندما يكون السؤال في وادي والاجابة في وادي آخر تكون الدرجة الممنوحة للإجابة صفر،
    يرجى إعادة المحاولة.



    Quote: يا جماعة ما تفكونا من ( دبّاب القادسية ) دا ....
    ؟؟


    Quote: Quote: يا جماعة ما تفكونا من ( دبّاب القادسية ) دا ....

    يا عمر انت تستبدل الذي هو أفتك "الكاريكاتير"، بالذي هو "اقل فتكاً"، أي الكتابة..

    واستخدم "الفتك" هنا كما يستخدم بصور متعددة في خطاب الاكشنيين من الانتلجنسيا الرثّة * الاسفيرية...


    *تصنيف طبقي اسفيري من اختراع البعبد لله ههههههه


    سأعود لاحقا للتعليق
    تحياتي


    \



    الدرس الرابع (الأخير)

    التمسك بالخطأ والإصرار عليه يؤدي الى حيث لا ينفع الندم:

    لا بد إن إنكار جانب من الذات وكراهيتها أيضا ورغم الظروف الموضوعية التي يمكن ان تحكمه سيقود الى شكل من أشكال الغرور المزيف ولا شك إن المتأمل لبعض ما كرر هنا من مقولات مختلفة لا نريد الخوض فيها سيلاحظ لمستوى ذلك الغرور المزيف والذي ربما يعاني منه البعض وما يترتب عليه من استهانه بالطرف الآخر وقد كنا أكدنا أن هذا الحوار سيوضح ما إذا كان الأمر ثقة زائدة في النفس أم أنه لا يعدو غرور مزيف وتوهان في المجهول. ولم تمض أيام معدودة حتى اتضح ما ذهبنا اليه وبالتالي ما ترتب عليه من عجز عن الدفاع عن فكرة عداء العروبة والتي قلنا منذ البدء بعدميتها لأنها في الأساس قائمة على الاقصاء والكراهية والتشويه وتزوير الحقائق كما إنها لا تخلو من لامبالاة شبه مطلقة لما يمكن أن يترتب عليها من نتائج على مستوى الافراد او على مستوى المجتمع.

    أقول نحن عندما نتحدث عن العروبة في السودان والتي يكرهها البعض لا نتحدث من الفراغ وإنما نتحدث من هم يشغل الناس في بلادنا نتيجة ظروف معروفة للجميع. مثلما هو الشأن العام الذي يمس هموم الناس جميعا مما يقتضي التعامل معه بمنتهى المسؤولية ونحن لا نحاول أن ننمق كلمات هنا في لحظات ربما يعتبرها البعض لحظات تفوق فكري او غيره وهي ليست كذلك لنستعرض بها العضلات والعياذ بالله وقد قلنا منذ البدء إن الصراع بين أبناء الوطن الواحد المنتصر فيه خاسر ولذلك أردناه حوارا يفيد الناس جميعا ولكنه لم يخلو من قسوة فرضتها علينا محاولات استهزاء لم تكن موفقة بأي حال ولابد انها أصبحت درس للجميع حتى يتركوا لبعضهم البعض مساحة من الاحترام المتبادل تقييهم شر الوقوع في فخ الشيطان والنفس الامارة بالسوء.

    فنحن دائما مسؤولون عما نكتب، ندري إن موضوع الخوض في عروبة السودان وكذلك هويته مسالة شائكة جدا ومرتبطة دائما بظروفنا وكذلك الظروف التي تدور حولنا وإنه كلما كانت الأجواء التي حولنا في المحيط العربي إيجابية فإنها ستنعكس علينا وعلى إعطائنا نوع من الاريحية في مناقشة موضوع الهوية للإجابة على السؤال هل نحن عرب أم لا والواقع العربي ومستوى ترديه معروف للجميع.

    منذ طرح هذا الموضوع الذي يشكل هاجسا مستمرا لكثيرين لا سيما من أجل التصالح مع الذات وانا أحاول إعادة الأسئلة واسأل الأصدقاء والمعارف من نحن. وقبل أيام قليلة سألت واحد من أصدقائنا الذين لم نتعود ان نناقش معهم مثل تلك الأمور. سألته وبمنتهى الاريحية وقلت له بالله عليك اصدقني القول من نحن كسودانيين هل نحن عرب ام زنوج ام هنود أم ماذا. فقال لي وبمنتهى البساطة وبدون أي تفكير (نحن زنوج ساكت) فأصبحت أتحاور معه بطريقة المسامرة وليس الحوار السياسي لكى أعرف ما تستند عليه وجهة نظره هذه وانا أدري أنه أنسان صادق ومتواضع جدا وليس له أي علاقة بالسياسية وبعد قليل من الأخذ والرد وبعد أسئلتي له حول هذه الزنجية ولغتنا وثقافتنا واسمائنا وديينا وقيمنا وغيرها شعرت أن ارتباكا في التفكير قد حدث له ولأن حوارنا لم يكن يستدعى التشبث بالرأي والدفاع عنه مهما كان لأنه كان حوارا اتخذ طابع التفاكر بين شخصين يبحثان عن حل لورطة ويساعدان بعضهما البعض توقف قليلا ثم قال لي: (والله إذا انت عايز الجد، نحن العرب ولكن العرب لا يعترفون بنا) وبهذه الجملة لخص لي ذلك الصديق البسيط المتواضع والصادق الإشكالية التي ربما يشعر كثير من الناس بوقوعنا فيها. وهي الإشكالية التي تجعلنا نجد العذر في كثير من الأحيان للذين يرفضون العروبة لأننا بالضبط تعودنا أن نضع أنفسنا في مكان الطرف الآخر عند تناول أي موضوع. لذلك أقول نجد العذر للبعض ولكن عليهم الا يحرموا الاخرين الذين لا يرفضون العروبة في السودان او الذين يثقون في أنهم عرب ولا يلتفتون الى نظرة الاخرين إليهم ومن صميم حقهم التعبير عن أنفسهم بالطريقة التي يرونها وهذه القضية منطقية جدا لأنه دائما هنالك من يحاول أن ينتزع منك انتمائك أو ما تعتقد انه انتمائك استنادا على الأفكار المشوشة والتصور المقصور وهذا يحصل في مفهوم السودانية نفسه وذلك لأن هنالك من ينظر لسودانيين آخرين اصيلين كأنما هم ينتمون لدول الجوار وليس السودان وهو الأمر الذي لا يجب الاستجابة له. أقول قلت لصديقي انت صادق فمن المؤكد إننا عرب إذا ما استندنا الى مفاهيم العصر التي تقول بالثقافة واللغة والجغرافيا التاريخ والمصير المشترك وبالفعل فأن جزء من العرب ونتيجة للوننا وظروف أخري يتعالون علينا ولكن هذا لا يجعلنا نتخلى عن هويتنا من أجلهم. ربما نحن نعبر عن العروبة الإنسانية الحضارية أفضل من هؤلاء. وربما نكون نحن عرب من ناحية قيم العروبة أفضل من هؤلاء وهو هذا هو الواقع لان العروبة في النهاية قيم يتحدث عنها التراث العربي وهي قيم الشجاعة والشهامة والكرم وغيرها وهذه القيم وحسب تصوري موجودة في المجتمع السوداني أكثر من أي مجتمع عربي آخر ولذلك يمكن ان نقول نحن الذين يجب ان تقاس العروبة عليهم. وإن الآخرين من العرب في الدول الأخرى وفي زمن الانحدار نحو القطرية والتخلي عن القيم هم مخيرون في ان يتخلوا عن عروبتهم او ان يتمسكوا بها. كما يجب ان نكرر اننا وبغض النظر عن كل شيء فقد وجدنا أنفسنا في هذا الوضع، نتحدث وندين بالثقافة العربية ونحمل القيم العربية الاصيلة وكذلك نرتبط بقضايا الامة العربية المصيرية ضمن وجودنا في قارة أفريقيا وكذلك ارتباطنا بقضاياها العادلة أي افريقيا وضمن التعدد الموجود في مجتمعنا حيث توجد الثقافات الأخرى. وهنا لابد أن أحكي حادثة حصلت معي شخصيا في منتصف التسعينات وهي مشابه لحادثة حوار ناشطات قناة البي بي سي المعروفة حول الهوية والتي فجرت هذه القضية.

    وهي بينما كنا مجموعة صغيرة من السودانيين الاصدقاء لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة نعمل في منتصف التسعينيات في مستودع كبير لخزن الادوية لمصنع أدوية يسمى فيرزنيوص في ضواحي مدينة فرانكفورت وكان معنا آخرين من دول اخري كأريتريا والمغرب العربي بالإضافة الى الالمان وغيرهم، أقول أثناء العمل رأى صديق لنا وهو الآن دكتور وقيادي بارز في إحدى حركات العدل والمساواة، رأي ذلك الرجل الشهم الأصيل خفيف الظل احد العمال واعتقد أنه كان شابا تونسيا وكان وجيها جدا يميل شعره للشقرة فنادى على وقال (بالله عليك يا بدوي انت عربي وهذا عربي؟) تمالكت نفسي سريعا من الضحك وقلت له اترك هذا العامل البسيط هل تعرف (أمين الجميل) انا اكثر منه عروبة وأردفت دعك من أمين الجميل هل تعرف الملك الحسين ملك الاردن الذي يردد ان الرسول العربي جده وكان حينها الملك الحسين رحمه الله حيا، قلت له أنا اعتقد بانني اكثر منه عروبة لأن العروبة عندي ليست دم او لون أو عرق أو نسب أنا لدى مفهوم للعروبة يقيم الناس حسب دورهم في خدمة الأمة العربية لذلك أن تكون عاملا سودانيا بسيطا تعمل عملا بسيطا في أي من الأسواق المزدحمة في أي مدينة في السودان يمكنني تقييمك باعتبارك اكثر وافضل عروبة من ان تكون رئيس لدوله عربية وعميلا لأعداء امتك العربية حتى ولو كان جدك المباشر سيدنا إسماعيل عليه الصلاة والسلام. هذا هو المقياس بالنسبة لي في تقييم موضوع العروبة وهذا هو ما أؤمن به. وأقول لو كنت في مكان تلك الناشطة السودانية المحترمة لكنت خرجت عن اللباقة وأعطيت المذيعة والآخرين درسا لن ينسى.

    أقول في النهاية نحن عرب ولا نستطيع أن ننكر ذلك. فإنكار ذلك هو اشبه بأنكار الذات. كيف يمكن بالله عليك وعلى سبيل المثال لشاعر ينظم الشعر باللغة العربية التي لا يعرف ولم يعرف غيرها أي لغة يستطيع ان يعبر بها عن نفسه أن يقول أنا لست عربي، كيف يمكن أن يتم ذلك. إنني أعتقد إن أقرب تصور للإجابة على السؤال من نحن أو من أنا؟ هو أن يتجرد الانسان من التأثيرات السلبية وينظر خارج منظور العرق لأن هذا المنظور سيغوص بنا في تفاصيل مجهولة ومختلف عليها في التاريخ لمعرفة من هم أجدادنا وكيف أتوا وماذا فعلوا الخ ولن نصل الى نتيجة كما سيغوص بنا في موضوعات الحمض النووي العبثية ولن نصل أيضا الى نتيجة وسيجعلنا ندخل في المتاهة. لذلك دعنا نتجرد ونقول ماهي الثقافة التي نحملها وما هو الوعاء الحاوي لتلك الثقافة. أين نعيش نحن وماهي القضايا المركزية التي تهمنا. كيف هي أسمائنا وما هو مصيرنا؟ اللغة والثقافة هما اهم عاملين في موضوع الهوية. فالأمريكان ينحدرون من أصول أثنية مختلفة ولكن كلهم يقولون نحن أمريكان. الهنود الحمر سكان البلاد الأصلين لا يقولون نحن هنود حمر وانما يقولون نحن أمريكان. ولا يقول السود في أمريكا ان البيض يضهدوننا ولذلك نحن افارقة جيء بأجدادنا بالقوة الى هنا وعلينا الرجوع الى افريقيا ولكنهم يقولون نحن امريكان يجب ان نناضل من اجل المساواة في حقوق المواطنة والأكثر وعي منهم سيسعون لمساعدة افريقيا في النهوض من الحالة المزرية التي تعيشها. أضف الى ذلك فإن الذين يختلفون مع هذا ليس لدينا معهم مشكلة ولكن كل ما هو مطلوب منهم ان يحترموا شركاء لهم في الوطن يختلفون معهم في فهمهم لموضوعة الهوية ويقولون بالثقافة بدل العرق ويرون أنفسهم عرب ويريدون العمل من أجل الارتقاء بالوضع العربي والافريقي المحزن ضمن تلك التصورات التي يؤمنون بها. يريدون إثبات جدارتهم في تطوير المجتمع العربي قاطبة، وكذلك النضال بالضد من القوى المتخلفة في المجتمع العربي والذي نحن جزء منه. وأقول إن الفيديوهات التي تنتشر لبعض الناس هنا وهناك سواء كانوا من تيارات ليبرالية او غيرها وتتحدث عن ضعف العرب ومساهمتهم في العطاء الإنساني وإن العرب لا يعرفون في العالم سوى من خلال الإرهاب والتخلف وبما تعبر هذه الفيديوهات عن انتقادات صحيحة للمجتمع العربي ولكن السؤال هل هي انتقادات من أجل استفزاز العرب حتى تكون لهم همة ليحاولوا اللحاق بالركب ام هي انتقادات تهدف الى زرع الياس والإحباط واقناعهم بعدم القدرة على فعل أي شيء. ولذلك هذه الفيديوهات والمحاضرات تختلف حسب الغرض منها وكثير من دعاة العروبة بما فيهم نحن ان صحت علينا التسمية يتحدثون عن الخلل في المجتمع العربي وعجزه الحالي في تقديم أي شيء يذكر للبشرية ولكنهم يحاولون استنهاض همم الناس من اجل الإنجاز. والعرب بلا شك يستطيعون الإنجاز وسأثبت لكم ذلك. كيف بالله عليك لو لم تتكالب قوى الشر جميعها على التجربة العراقية بما فيها الحكام العرب أنفسهم ماذا كان سيكون عليه حال الدور الحضاري للعراق. كيف كان سيكون جيش العراق. وكيف كانت ستكون الصناعة في العراق وكيف كانت ستكون حالة العلم والتعليم والصحة في ذلك البلد الذي تعرض للتدمير في العام 1991 وبمستوى لو تعرضت له أي دولة في العالم ربما لم ولن تكن موجودة الان ومع ذلك استطاع العلماء العراقيون وهم محاصرون وبدون أي خبرات اجنبية تساعدهم وخلال أشهر لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة بعد حرب الكويت من إعادة بناء كل ما تم تدميره تقريبا. أعيد بناء شبكة الكهرباء واعيد بناء شبكة الاتصالات والهاتف واعيد بناء الجسور والطرق والمصانع وغيرها. كل ذلك تم خلال أشهر فما بالكم لو تركت دولة بهذا المستوى أن تنطلق لتؤثر في محيطها وتصبح تجربة وانموذج في المنطقة كيف كان سيكون الامر. وكيف كان سيكون نظرة السودانيين أنفسهم للعراق وصدام حسين الذين كان يقترح وفي كل اجتماعات القمم العربية انشاء صناديق من قبل الدول النفطية لمساعدة الدول العربية الأخرى في التنمية ويقول ذلك اثناء الحرب العراقية الإيرانية ويحدد مساهمة العراق فيرفض اقتراحه من قبل الاخرين الذين هم بالفعل جعلوا الكثير من أبناء شعبنا يكرهون العروبة التي ينتمون اليها. أعرف تماما إن منكم من لا يريد اكتمال الفكرة ليذهب قائلا إن طاغية تلك الدولة والتي هي العراق صدام حسين بأخطائه ودكتاتوريته وحروبه ودخوله للكويت هو الذي دمر التجربة وهذا هو غباء العرب بعينه. لأقول هذا هراء ومحض افتراء فتجربة العراق لن يكتب لها أن تستمر بالوسائل الطبيعية وسيتم التآمر عليها ومن قبل نفس القوى وفي كل الأحوال والحروب التي خاضها صدام حسين قائمة، قائمة شئنا أم ابينا بطريقة او بأخرى لأن التجربة نفسها هي المستهدفة وقد تم احتلال العراق الذي لم يكن له أي مصوغ وقد اشتركت فيه نفس الاطراف التي استهدفت التجربة ومن أجل القضاء عليها واسكات كل من يحاول أن يبني تجربة رائدة تضع العرب في مصاف الدول المتقدمة وذلك كون العرب الآن مستهدفون ويعيشون ظرفا استثنائيا حيث زرع وسطهم وفي ارضهم وفي القدس ثالث الحرمين الشريفين كيان هزيل ومسخ مشوه وتمت تقويته على حساب دول المنطقة، كان يزرع الخوف في الدول العربية جميعها وعندما قويت دولة عربية تستطيع أن تتصارع معه أتى حلفاء هذا الكيان من خلف البحار والمحيطات العميقة من أجل اجهاض التجربة التي أصبحت تشكل خطر عليه وبعد أن فشلت الحرب العراقية الإيرانية في أضعافها. لذلك فالحرب ضد العراق كانت في كل الأحوال قائمة دخل العراق الكويت ام لا. فالتجربة نفسها مستهدفة من الكيان المسخ المشوه لأنه يريد أن يسرح ويمرح في المنطقة. وقد كان له ما يريد مؤقتا وها هو الآن يسرح ويمرح في المنطقة واول المتضررين منه ومن سقوط تجربة العراق نحن السودانيين الذين يعتبرنا البعض اننا ليس عرب. لأن نفس هذه القوى الحاقدة على المنطقة يساعدها ضعاف النفوس الذين يريدون الحكم وباسم الدين جميعهم فتتوا بلادنا وقسموا جزءا هاما منها وفصلوه ليصبح الحديقة الخلفية لإسرائيل في هذه المنطقة والكل يعرف ذلك ولكنه يتغابى. وبالتالي فإن دخول هذه الحديقة الخلفية الى الجامعة العربية لن يزيد سوى إسرائيل نفوذ في التأثير على الدول العربية من خلالها. وكلنا يعلم كيف كانت قمة القاهرة المتعلقة بحرب الكويت وقد ذكر القذافي ذلك كثيرا وكيف ان بيانها أي الجامعة العربية أعطي من السفارة الأمريكية في القاهرة لحسني مبارك ومكتوب باللغة الإنجليزية ليترجم ويقرأ على الحضور متيحا دخول القوات الامريكية للمنطقة بصورة مباشرة. بهذه الطريقة نعتقد أنه يجب أن تقرأ الاحداث وبهذه الكيفية يجب ان ينظر الى قرار الجنوب للانضمام لجامعة الدول العربية مع إقرارنا بوجود دوافع سياسية أخرى للقرار. لذلك أيها الأخوة ستلاحظون دائما اننا نكرر الحديث عن مخطط للتفتيت. وهذا ليس محض خيال وايمان بنظرية مؤامرة ليس لها وجود، وانما واقع وعلى الأرض. فعلى الأرض هنالك دولة قسمت. وعلى الأرض هنالك أجزاء أخرى من تلك الدولة تتحارب فيها الأطراف المختلفة. وعلى الأرض هنالك جماعات تتحرك واموال تدفع ومنظمات أجنبية مشبوهة تعمل. وعلى الأرض هنالك فكر للكراهية يغذى به الناس وإن كان مستند على غبن وتهميش معترف به من قبل الجميع تقريبا. دعوني أسألكم سؤال مهم ربما لم يخطر على بال الكثيرين. يا ترى ما هو الدافع الذي جعل ياسر عرمان يخرج من الخرطوم للحاق بالحركة الشعبية في منتصف الثمانينات من القرن الماضي. لأقول هنالك دوافع جانبية ولكن الدافع الأساسي حسب تصوري هو ايمانه بالسودان الجديد والحديث صاحب الهوية السودانية الجامعة التي مثلما يقول بذلك جون قرانغ في الفيديو المتداول في هذا المنبر والذي يحاول البعض خداع الناس به حول الهوية السودانية وكذلك أيضا ايمان ياسر عرمان لما جاء فيما أسمي بمنفستو الحركة الصادر في العام 1983 حول تأمين الخروج من مأزق الحرب والتنمية ونظام الحكم وغيرها من الأمور التي جذبت كثير من أبناء الشمال. ولقد كان إيمان ياسر عرمان ايمانا قاطعا بتلك الأهداف وكان حينها شابا وطنيا اشتراكيا في مقتبل العمر لا سيما إذا ما صحت الأخبار التي تتناقل حول عقد قرانه من إحدى كريمات جنوب البلاد حيث يضفي ذلك الأمر مزيدا من المصداقية عليه وعلى وايمانه بالمساواة بين جميع أبناء السودان. لذلك لم يكن بمقدور أحد ان يشكك في وطنية ياسر عرمان حينها ذلك الشاب الوطني الاشتراكي المتحمس وهكذا ساهم ياسر عرمان من خلال قدراته التنظيمية والسياسية والفكرية مع آخرين في دفع عمل الحركة الشعبية خطوات بعيدة الى الامام لاسيما سياسيا وفي المفاوضات مع الحكومة السودانية وما بعدها وقبلها أيضا مع قوى المعارضة التي كانت حينها تسمى بالتجمع الوطني الديمقراطي. وبعد توقيع الاتفاقية المشؤومة جاء جون قرانغ وكلكم تذكرون ان الخرطوم استقبلت قرانغ استقبال الفاتحين مما يؤكد وطنية أبناء شعب السودان وقواه الحية وان الروح الوطنية هي الفيصل لدى هذا الشعب في تقييم القادة السودانيين وقد نظرت تلك الجماهير لقرانغ في تلك فترة كقائد وطني سوداني لم يكن يهمها إذا ما كان مسلما أم مسيحيا جنوبيا او شماليا او من أي مكان في السودان.

    على أي حال وبغض النظر فيما إذا كان قرانغ صادقا مع شعبنا حينها ام ان ابناء شعبنا تعرضوا لخديعة ما وبغض النظر أيضا عن الكيفية التي مات بها قرانغ نقول ان ياسر عرمان ومن معه من أبناء الشمال وجدوا انفسهم وبعد وفاة قرانغ ومجيء الحركة الشعبية الى الخرطوم ومشاركتها في السلطة اثناء الفترة الانتقالية التي حددتها الاتفاقية من أجل الوصول الى ما أسمي بالوحدة الجاذبة أقول ان ياسر عرمان ومن معه وجدوا انفسهم يتورطون تدريجيا في خطة محكمة لفصل الجنوب لم يكونوا يتصوروها حسب ما اعتقد وما تشير اليه الاستنتاجات ولم يتنبه لها الناس بصورة جيدة وحتى لو انتبهوا لها فإن إمكانية ايقافها كانت صعبة في ظل تواطؤ غالبية الجهات داخل الحكومة السودانية معها. وقد استمر هذا التورط والتوريط الى اليوم المشئوم الذي أعلن فيه الانفصال. وقد مثل ذلك اليوم لحظة تاريخية فارقة غادر فيها بعض الشماليين الذين عملوا مع الحركة طوال الفترة الانتقالية بعد ان اكتشفوا تلك الورطة التي وقعوا فيها فانسحبوا من المشهد يسيطر عليهم الندم لمساهمتهم في مخطط معد سلفا لفصل ليس الجزء الجنوبي من بلادهم فقط وانما أجزاء أخرى وقد اعترف أحدهم في لقاء تلفزيوني بتفاصيل كثيرة تدعم ما نريد الذهاب اليه. وهنا يكمن بيت القصيد، حيث واصل المتورطون في انفصال الجنوب لإكمال المخطط لفصل جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان كمرحلة ثانية تتبعها دارفور ومن ثم الاتجاه نحو الشرق. هذه المرة اجزم ان ياسر عرمان كان يدرك المخطط جيدا لأنه ليس بذلك الغباء الذي يجعله ينفذ مخططين دون ان يدري كما انه وبالإضافة الى درايته أصبح يتعامى عن المحرك الرئيسي لكل تلك المخططات التي وضعتها المخابرات الإسرائيلية والأمريكية لتفتيت الدول العربية جميعها مبتدأه بالأطراف أماكن النزاعات العرقية والحكومات الضعيفة مستخدمة ضدها حركات التمرد الداخلية او التدخل العسكري المباشر في حالة الدول القوية كحالة العراق. ولو نظر أي عاقل الآن الى خارطة منطقة الشرق الأوسط والتي تتوسطها إسرائيل وتأمل أطرافها سيجد ان المرحلة الثانية في المخطط الإسرائيلي تكاد تكون في نهايتها حيث تعاني أغلب الدول العربية التي تقع في أطرافها حروبا وانقسامات تهدد وحدتها ووجودها وإن المرحلة القادمة ستشمل دول الخليج ودول أخرى بعد أن كانت المرحلة الأولى السيطرة على الدول المجاورة لإسرائيل والتغلغل فيها. ربما يكون أناس كثر لا يدرون بهذا المخطط بما فيهم رئيس حكومة جنوب السودان نفسه فأغلب هؤلاء ربما أدوات ليس الا بالرغم من انني استبعد ذلك. ولكن أقول إنه وفي أحيان كثيرة تلتقي الاجندة السرية من قبل مجموعة صغيرة تقود حركة ما مع أجندة دول كبرى أخرى فيدعم الاثنان بعضمها البعض ولكن في النهاية غالبا ما تنتصر اجندة الدول القوية. سأشرح هذه النقطة من خلال مثال لأنني اعلم ان كثير من الناس لن يفهم ما اريد أن أقول. لأقول لنفترض أن هنالك تيار صغير يقود الحركة الشعبية ومن أبناء قبيلة الدينكا الموقرة ويعتقد هذا التيار بأن هذه القبيلة تمثل السكان الأصليين للبلاد أي السودان وهي التي يجب ان تحكم كافة أنحاءه. أذا هذه الأجندة ليس لها علاقة باي أجندة أمريكية او إسرائيلية تسعى لتفتيت السودان كجزء من خطة لتفتيت المنطقة العربية لنهب ثرواتها والسيطرة عليها من قبل إسرائيل من الناحية الاستراتيجية وانما التقاء تكتيكي للتخلص من الأعداء المحتملين المشتركين والذين هم العرب وغير العرب أي كانوا. ولكن في النهاية سيكون السؤال أي الاجندات ستنتصر؟ فأبناء الدينكا على سبيل المثال والذين لديهم طموحات قبلية كبيرة سيجدون نفسهم في تصادم مع قبائل أخرى من إخوانهم السودانيين وهو ما حدث مبكرا في الجنوب مع قبائل أخرى كالنوير. والذي ربما يؤكد الافتراض الذي تحدثنا عنه حول أجندة تيار صغير من أبناء الدينكا على سبيل المثال هو الطريقة الوحشية التي عبرت عن نفسها في محاولات إبادة النوير القبيلة المنافسة في الاعتقاد بأحقيتها في حكم البلاد أيضا. ولكن الطرف الأمريكي الإسرائيلي لا يهمه القتل الذي يحدث بين هؤلاء الاخوة وانما يهمه بالأساس ان اجندته مستمرة في التطبيق على ارض الواقع. لذلك تجدني أكرر ان كثيرين أصبحوا أدوات لأجندات متضاربة ولكنها في النهاية تؤدي الى الهدف الرئيسي وهو تفتيت المنطقة. ولذلك لدي القناعة بأن غالبية قيادات الحركات المسلحة ربما يدركون اجنداتهم بما فيها الوطنية والمشروعة منها والتي تسعى لرفع الظلم والغبن عن أبناء المناطق الذي يعتقدون بتمثيلها او غير الوطنية وغير المشروعة في السيطرة على السلطة والثروة والانفراد بها لتحقيق اهداف السيطرة وربما الانتقام ولكنهم لا يدرون بالتأكيد ان هنالك من يستخدمهم مع أجنداتهم ويوفر لهم الدعم الكامل من أجل تحقيق أجنداته هو نفسه. وهذا هو المأزق الذي يقع فيه هؤلاء.

    ولذلك أختم في هذا الصياغ بمناشدتي للأخ ياسر عرمان وبقية الاخوة الذين يحملون السلاح يحاربون بعضهم البعض الآن لأقول لهم فقط انتبهوا لهذا المخطط وراجعوا الشريط وعودا بذكرياتكم الى الأهداف الأولى التي حملتم السلاح من أجلها وقارنوها بما يحدث الان وستدركون بسهولة انكم تقادون مع بلادكم نحو المحرقة. وأن كنتم اذكياء ستنتهزون ظروف الخلافات الحالية بينكم لإخراج أنفسكم من الورطة التي وضعتموها فيها. وأؤكد لهم ان هذا المخطط لتفتيت المنطقة لن يمر بالرغم من أنه قطع أشواط كثيرا وسيحدث قريبا ما سيزلزل هذه المنطقة ويوقف هذا المخطط وحينها لن ينفع الندم وسيكتب التاريخ ان من القيادات السياسية من أبناء شعب السودان من كان مع سبق الإصرار أداة في يد الاخرين لتفتيت بلاده.

    والله ولي التوفيق.
    بدوي محمد بدوي


    الأخ الخواض انا بالمناسبة ضعيف جدا في قضايا الإنتلجنسيا ومع ذلك اشكرك على تصنيف خطابي والذي اعتقد انه ليس خطابا اسفيريا وانما هو خطاب حياتي اليومية الاعتيادية.
    تحياتي


    في ختام هذا الحديث اهدي هذا الفيديو الذي لا يتجاوز الدقيقتين لكل الوطنيين في هذا المنبر وخارجه واخص بالذكر منهم الاشتراكيين الذين قضوا جل شبابهم يناضلون من اجل الاشتراكية وقضايا السلم العادلة.
    الى اللقاء





    ولأصحاب الطرب نهدي هذا ونامل أنه تحمل كاملا ويظل الاعتذار عن الأخطاء اللغوبة دائما سيد الموقف.
    الى اللقاء....





    الأخ الذي يكتب بالاسم الحركي (حاتم إبراهيم).

    يجب أن أكون واضح معك. أنا ليس لدى أي رغبة في الحوار مع أي شخص يكتب باسم حركي.
    أنا مستعد فقط للحوار للذين يكتبون باسمائهم الحقيقية.
    متى أستطعت أن تكتب باسمك الحقيقي ستجدني مستعد للحوار معك في أي موضوع.
    بخلاف ذلك لا يوجد اي حوار بيننا.
    آمل أن تكون هذه المسألة واضحة بالنسبة لك وأن تحترم ذلك.








    الأخوة الافاضل،
    كنا قد وعدنا إننا سنضع في هذا البوست المقال الذي أثار هذا الحوار ورغم علمنا بان الغالبية العظمى من المتابعين قد اطلعوا عليه.
    الى اللقاء.....



    (أنا عربي وبدون أي لكن)

    لا تريدون من أي أحد في بلادي أن يقول إنه عربي؟ أقول لكم يقول كثر في بلادي أنهم عرب. ولكن دعوا شخصي الضعيف يشرح لكم قليلا، كيف ولماذا، أنا عربي ما رأيكم؟ أنا ابن النهر الخالد ودجلة والفرات وبرقة وعمان وطرابلس و الخرطوم والدار البيضاء وكل المدن السودانية والعربية، ما رأيكم؟ هل تريدون أن تفحصوا حمضي النووي وقبل أن تاتوا لفحص الحمض النووي دعوني أساعدكم قليلا لأسألكم هل تريدون معرفة قبيلتي في السودان؟ والدي من أب دنقلاوي وأم محسية أذن والدي دنقلاوي أذا أنا دنقلاوي بالرغم أن والدتي تنتمي لقبيلة أخرى؟ أذا أنا أعتبر نفسي من أحفاد بعنخي بشكل أو بآخر، وأكثر من ذلك تربط جدودي الصلات بمحمد احمد المهدي وقد طحنت غالبيتهم حروب المهدية لاسيما كرري مع خليفته التعايشي، ولأننا لم نتعود الحديث عن قبائلنا سيستغرب ذلك كثير ممن يعرفونني، أعتذر منهم جميعا. اكرر أنا عربي و أعتز باني عربي و ثقافتي والوعاء الذي يحويها هو اللغة العربية، ما هي المشكلة اذن هل يعني ذلك إنني تخليت عن قبيلتي؟ انا اعتز بقبيلتي وتاريخها وحضارتها ولو وجدت فرصة لأتعلم لغة قبيلتي لأغوص في معرفة حضارة اجدادي العظماء المعروفون سأفعل ذلك لأنني عندما أتيحت لي الفرصة تعلمت ثلاث لغات اجنبية لا تربطني بشعوبها أي علاقة سوى علاقات الدراسة والسفر والاغتراب، ماهي المشكلة في أن اتعلم لغة اجدادي الى جانب لغتي الحالية العربية لغة القرآن التي أحبها؟ كما أستطيع أن اعبر بها عن نفسي والتي قرأت وعرفت من خلالها أجزاء مهمه من تاريخ العرب قبل وبعد الإسلام. بالإضافة إلى إنها ربطتني بالمنطقة العربية ومشاكلها وجعلتي أتطلع الي المساهمة في حلها وأدافع عنها، مدركا من هو عدوها، كما أؤمن بوحدتها من الخليج الى المحيط وبالمستوى الذي جعلني أشارك في الحرب العراقية الإيرانية لحماية بوابتها الشرقية وعمري حينها لم يتجاوز العشرين عاما وكان معي رفاقي من السودان وقابلت العراقيين والأردنيين والمصرين والتوانسة واليمنيين والمغاربة والارتريين والصوماليين وغيرهم من الجنسيات العربية الأخرى هناك ولم يسخر مني احد ولم يتهكم في لوني أو شكلي احد من هؤلاء الذين يعرفون المعنى النضالي الإنساني للعروبة، هؤلاء الذين يدافعون عن الامة العربية بأرواحهم هم فقط من اؤمن بأنهم يمثلون الامة العربية وقيمها الحقيقية، هؤلاء أصحاب المعاني النضالية والحضارية والإنسانية هم الذين يمكن أن استمد منهم عروبتي وليس من المتخلفين من العرب ومن غير العرب الذين ينظرون الى شكلي ولوني. ما هي المشكلة في انني عربي ولي قبيلة او عشيرة أيا كانت تلك القبيلة ومثلي مثل جميع الناس في السودان والمنطقة العربية كلها؟ أين هو التناقض؟ إذا سالت الافريقي الذي أتي اهله الى فرنسا قبل عشرات السنين وولد فيها ودرس وتعلم فيها وعاش فيها خمسين عاما فقط وربما لم يمكث في أفريقيا سوى أسابيع متقطعة يزور فيها من تبقى له من أهل، إذا سألته من أنت ماذا سيجيبك، بماذا ستكون أجابته وهو اسود اللون ولا يحتاج الى فحص حمضكم النووي لإثبات ما تريدون اثباته. ماذا ستكون اجابته اليس أنا فرنسيا وبلغة أفضل من لغة الكثير من فرنسيين آخرين مثلما ما هي لغتنا العربية التي هي أفضل من عرب آخرين؟ اترك هذا الافريقي الذي قضى خمسين عاما في فرنسا، فربما انه ما يزال يصنف نفسه غاني او سنغالي او غيره لأنه لم يتمكن من الاندماج في المجتمع الفرنسي بالشكل المطلوب للإجابة على السؤال من أنت واسأل أبنائه وبناته الذين ما يزالون سود اللون عن هويتهم ستجد الخبر اليقين عند سؤال الهوية. وإذا قال لذلك الشخص الافريقي في فرنسا شخص فرنسي أبيض أنت لست فرنسي، انت أفريقي أسود اللون، أرجع من حيث أتيت. ما هو تصنيف هذا الشخص حسب القوانين الاوربية التي تعرفونها؟ الا يحاكم بتهمة العنصرية والإساءة الى مواطنه؟ وكذلك ينطبق الامر على بريطانيا وامريكا ماذا يقول الناس الذين أتوا اليها من كل صوب؟ لماذا لم يصبحوا جميعهم هنود احمر؟ أنا افهم تماما أنه في بريطانيا وامريكا لا بد من تصنيف الناس انفسهم حسب أصولهم في الاستمارات التي يقومون بملئها لأي سبب من الأسباب كطلب الحصول على وظيفة او وثيقة او اعانة الخ... كأن تكتب انك ابيض او اسود او كاريبي او اسيوي او تقع ضمن تصنيفات أخرى بجانب انك امريكي بحيث تبرر تلك الدول هذه الممارسة بأهمية تلك التصنيفات للحصول على المعلومات حول أصول افراد المجتمع من اجل خلق حالة من التوازن داخل مؤسساته، وهو ما نعتقد أنه مجرد تبرير بينما الغرض من ذلك هو لتمكين إدارة المجتمع ومؤسساته وشركاته في السيطرة على افراده ولأسباب أخرى غير التي تبرر بها هذه الممارسة والدليل على ذلك ان مثل هذه الاستمارات غير موجودة في دول كثيرة أخرى في العالم بما فيها الدول الاوربية مثل المانيا وهولندا وغيرها. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن ما يصلح او ما تعود عليه الناس هنا ليس بالضرورة ان يصلح هناك وأقرب مثال على ما نقول هو محاولة الامريكان تطبيق هذا النموذج في العراق بعد احتلاله وهو الامر الذي رتب في النهاية نتائج كارثية على المجتمع. فعندما دخل الامريكان العراق ودمروا مؤسسات الدولة و وزاراتها، جاءوا بنفس تلك الاستمارات ليقوم الناس بملئها على نفس الشاكلة المتوفرة في أمريكا وأصبح المواطن العراقي مطالب بان يكتب ما إذا كان سني او شيعي او كردي او مسيحي الخ.... بجانب عراقيته، فماذا كانت النتيجة. انعدمت معايير الكفاءة التي كانت سائدة في الدولة العراقية السابقة وانتشرت الطائفية في الوزارات والجيش والشرطة وغيرها وأصبح الوزير واستنادا على المعلومات المتوفرة في هذه الاستمارات، ولأسباب أخرى أيضا يعين جميع الموظفين من طائفته أو قوميته ابتداء من وكيل الوزارة وحتى الفراش فأصبحت وزارات كاملة شيعية وأخرى سنية أو كردية الخ وشاع ما اسماه العراقيون بمبدأ المحاصصة الطائفية والقومية. والجدير بالذكر إن كل تلك الانتماءات الجانبية عندما تكتب في مثل هكذا استمارات لن تحل مشكلة، بل تزيد الأمور تعقيدا ويبدو لي انها مستخدمة الان في السودان بالشكل القبلي. ستجادلون كثيرا في موضوع الهوية وتقولون إن منطقي مقلوب فكيف تقارن المهاجر الافريقي المسكين الى فرنسا الدولة المتبلورة قوميتها في حين تطالبه بأن يتحول الى فرنسي وتطالبنا نحن اهل البلاد على تغيير هويتنا حسب المهاجرين العرب الذين أتوا الينا ولا تطالبهم هم أنفسهم بان يتحولوا الى افارقة يتكلمون لغاتنا ولهجاتنا، لأقول لكم لماذا لم يفرض عليهم اجدادنا لغتهم وثقافتهم حين أتوا في السابق، بينما العكس الذي حدث. أذهبوا إخرجوا جثثهم من باطن الأرض لتسألوهم لماذا لم تمنعوا انتشار اللغة والثقافة العربية في هذه المنطقة ولكن إن تقولوا إن هؤلاء المهاجرين مستعمرون فلابد انكم تلوون عنق الحقيقة، لأسألكم إذا كان المستعمر الحقيقي الفرنسي والذي اتى محملا بكل أسباب القوة المادية العسكرية ولم يأتي بأي رسالة سوى النهب الى افريقيا وحاول فرض لغته وثقافته بالقوة على الناس لم يستطع، فكيف تستطيع جماعات هاجرت الى افريقيا في الماضي وعلى دفعات ان تفرض ثقافتها بالقوة بينما يعجز الفرنسي؟ أقول إذا لم يكن الفيصل للحديث عن الهوية هو الشعور تعالوا نذهب لنطلع ونقرأ حول الثابت والمتحول في الهوية وارتباطه بالزمان والمكان وتطور اللغة والثقافات في المجتمع السوداني وأدعوكم للصبر معي قليلا لأقول أكثر من ذلك، أنا عربي وأنا سوداني واعتز باني سوداني ويمكن أن أضحٌي بالغالي والنفيس من اجل السودان ماهي المشكلة؟ وعروبتي هذه لا تلغى كوني سوداني، كما لا تلغي قبيلتي بالمعنى الإيجابي للقبيلة؟ ماهي المشكلة، ليس لدي مشكلة في ذلك اعتز وافتخر بكل هذه الانتماءات. ما هي المشكلة في كوني سوداني و اشعر بأنني أخ لجميع السودانيين من القبائل الأخرى ومن مختلف الديانات، مسلمون، مسيحيون، وثنيون وغيرهم من النسيج الاجتماعي المتعدد في السودان بلادي وفي الوقت نفسه فانا عربي تربطني لغتي العربية وثقافتي بمحيطي العربي الذي من حولي؟ ماهي المشكلة أن يكون هنالك مصريا فرعونيا او من أصل ارمني عربي رابطا مصيره بمصير الامة العربية أو عراقيا من أصل اشوري او أكدي عربي أو أن يكون لبنانيا من أصول شركسية عربيا ماهي المشكلة؟ جميعهم ليس لديهم مشكلة، انا فقط هو الذي لديه مشكلة بسب اللون؟ أنا لا اعتبر اللون معيارا للهوية. ولا أجد أي تناقض حقيقي في كوني سوداني وعربي. وإذا كنتم تريدون دائما الذهاب نحو اللون، أقول لكم تعرفون ان في كل الدول العربية هنالك أناس لونهم اسود، اليس هذا صحيحا؟ ماهي المشكلة في أن يكون شخص اسود اللون وهو عراقي وعربي أو اسود اللون وهو قطري وعربي؟ كيف يرى الشخص القطري ولونه أسود نفسه؟ هل يرى أنه عربي أم يري أنه رقيق ينتظر سيده ليبيعه أو يعتقه؟ لماذا يتحدث الناس عن التطور وينحدرون الى عصور الظلام والتخلف. أسألكم هل هنالك تناقض بين كوني سوداني انتمي لأحدى القبائل وعربي في نفس الوقت؟ أكرر أنا عربي، وأعرف أنكم ستقولون لي اذهب الى السعودية وأنظر كيف يعاملونك الناس هناك، أقول لكم أنا الآن في السعودية وأسألكم هل تعرفون أن السوداني في السعودية يتعرض للتهكم من قبل بعض السعوديين السود والذين هم أكثر سوادا منه أكثر مما يتعرض لذلك من السعوديين البيض كما ترونهم. ولا أدري إذا كان السعوديين بيضا، فبماذا سنوصف الالمان مثلا؟ وكذلك يتعرض السودانيون الامريكان في أمريكا للتهكم من قبل الامريكان السود أكثر من الامريكان البيض، في حالة ما إذا كانوا لا يجيدون اللغة الإنجليزية بشكل جيد وأيضا يتعرض السودانيون الهولنديون في هولندا للتهكم من قبل السير وناميين والأنتيليين والذين هم أكثر سوادا منهم أكثر من الهولنديين البيض إذا ما اتضح أن لغتهم الهولندية ركيكة وهكذا في فرنسا وغيرها من الدول، هذا لا يعني أنه لا يوجد أناس عنصريين او متخلفين في كل هذه الدول ويتهكمون علينا بخلاف السود، وإنما أقول السبب الأساسي للتهكم هو اللهجة مع أمور أخرى سيأتي ذكرها، عندما أقول اللهجة أعرف أنكم تفهمون أنني أعني ما يطلق علية باللغة الإنجليزية (الآكسنت). إذا الموضوع لا يتعلق باللون فقط في حالة السعودية والدول العربية الأخرى، والا لماذا يتهكم علينا السعودي الاسود أيضا، انما يأتي الينا التهكم بالإضافة الى اللهجة وبشكل جوهري من ضعف بلادنا وتمزقها وجوعها وحروبها الاهلية فمن يجرؤ على التهكم على أي سوداني لو كنا أقوياء باقتصادنا وجيشنا ودولتنا. وهل لو كانت بلادنا قوية سيتهكم علينا أي كان؟ وكذلك يأتي الينا تهكم الأمريكي الأسود او السيروناومي الأسود بالإضافة الى موضوع اللغة الى نظرته الينا كمهاجرين من مناطق الجوع والتخلف نبحث عن الذهب في الدولة التي سبقنا اهله في المجيء اليها، يرى نفسه أحد أفراد ذلك المجتمع و يتضايق قليلا أو كثيرا من وجودنا لاقتسام فرص العمل والموارد التي بدأت تشح فيها معه، فيعبر عن ذلك السلوك بالتهكم مستغلا لهجتنا كثغرة لدينا، وهو سلوك قريب جدا مما نمارسه نحن أنفسنا مع بعض المهاجريين من الدول المجاورة لنا وكما تدين تدان. أذن عدم الاحترام يأتي الينا من الضعف الذي نعاني منه ونعمقه بالخلافات والحروب. ومن يتوقع أن يحترمه أي كان حتى لو كان في الواغ الواغ او الواق الواق ودولته ضعيفة وفقيرة تمزقها الحروب فهو واهم، والدليل على ما أقول إنه لغاية الان وفي الوقت الذي يحارب فيه السودانيون في اليمن فإن مستوى احترام الاخوة اليمنيين للسودانيين يعتبر أفضل نسبيا من دول عربية أخرى، مع ان اليمن تكاد تكون هي الدولة العربية الوحيدة التي بها عرب حضارمة أقحاح. وبالمناسبة أقول لأصحاب الحديث عن العرق انه يكاد ينعدم الآن وجود عرب أقحاح لا في السعودية ولا في العراق ولا في أي دولة عربية أخرى عدا الحضارمة في جبال اليمن، و مع هذا فاليمنيون يحترموننا لأنهم يتذكرون أنهم اغتربوا عندنا كما يتذكرون إن مدرسينا قد علموا أبناءهم اللغة العربية نفسها بالإضافة الى أنهم لم يسبقونا كثيرا في التطور مثل الذين توفر لهم النفط. نحن توفر لها ماهو أفضل من النفط ثم توفر لنا النفط أيضا ولكن للأسف ماذا فعلنا به؟ اما سرقنا أمواله وبنينا بها القصور او تحاربت قبائلنا التي حوله بعد أن غذى تجار الحروب أبنائها بالكراهية. أعود لأقول إن كل الدول العربية بها سحنات وألوان مختلفة والمفروض أنه في هذا العصر وبعد ان بلغت البشرية من الرشد ما بلغت أن يكون الانسان قد أصبح يُحترم لتفوقه وإنجازه وعطائه الإنساني وقدرته على التأثير وليس لشكله أو لونه أو عرقه أو أصله وفصله ومن يحكم على الناس من خلال الوانهم يجب أن يخرج على الأقل من دائرة التحضر ليذهب ويعيش في المجتمعات المنغلقة إذا وجدت. يجب ألا يفهم من هذا الحديث إننا لا نستوعب ولا نفهم و لا ندرك إن كثير من الناس مازالوا حتى اليوم يقّيمون الآخرين على أساس الوانهم ويعتبرون إن الانسان كلما ازداد سوادا كلما قلت قدراته، وانما نريد القول هنا إن تقييم الناس على إساس اللون وبهذه الكيفية انما هو الجهل والاستعلاء والعنجهية بعينها. ولذلك ندعو الى المفهوم الثقافي في موضوع الهوية وتقييم الانسان بقدرته على العطاء الإنساني أيا كان هذا العطاء. ونكرر إن أصحاب فكر العرق واللون قد أصبحوا ينظّرون ويعطون التبرير لهؤلاء الجهلة الذين يستعلون على الناس استنادا على الالوان وان هذا الامر لا يساعد باي حال على إرساء مفاهيم متقدمة في المجتمعات وعلينا جميعا التحرر من عقدة اللون فهذا الفكر العقيم ثبت عدم علميته وتخلى عنه أصحابه الحقيقين منذ زمن، فالألوان جميعها ضرورية لرسم أي لوحة كما إن اختلاف الألوان أضحى ضروري في المجتمعات الحديثة اما اللغة العربية الواحدة فهي بالإضافة الى الثقافة التي تحملها ومع وجود الخصائص المتعددة الاخرى عامل إيجابي للتواصل لو فقدناه لن نستطيع ان نتواصل كسودانيين مع بعضنا البعض ويجب ان نثمن دورها أيضا على هذه المسالة بدل ان نقع فيها بالشتائم ونحن نتحدثها ويحمل غالبيتنا اسمائها، كما إن التنكر لها وكراهيتها يخلق الحالة الحقيقية للتناقض وعدم التصالح مع النفس لأنه بالنسبة للغالبية العظمى من السودانيين فالموضوع لا يتعلق باللغة فقط، فاذا افترضنا جدلا، تعلم الناس لغة أخرى فماذا سيفعلون باسمائهم وأسماء ابائهم وجدودهم مثل، محمد و احمد ومحمود وعلي وعبدالله وعمر وعثمان وكذلك اسماء أمهاتهم وإخواتهم مثل زينب وفاطمة وعائشة وآمنة الخ، هل سيغيرونها أيضا؟. بالله عليك كيف يكره الانسان اللغة التي يعبر بها عن نفسه، يغني بها ويطرب ويكتب بها الشعر والقصة والرواية؟ ان ذلك هو عدم التصالح مع النفس بعينه والوقوع في فخ التأزم وجلد الذات والاستلاب الحقيقي. وأكرر هنا للذين ينظّرون الآن لموضوع اللون ويقولون لنا العرب لا يقبلون بكم نتيجة الوانكم اتركوهم تعالوا الى أفريقيا كأنما نحن موجودون في كوكب أخر وليس في قلب إفريقيا، لأقول لهم ما تعرفونه وتمارسونه أيضا واستنادا الى نظرية اللون، وهو مثل ما إن جزءا من العرب لا يقبل بنا كعرب ونتيجة للون، فإن جزءا من الأفارقة لا يقبل بنا كأفارقة ونتيجة للون أيضا، ولا يرى لوننا أفريقيا حقيقيا وانما ينظر الينا كخليط وهجين مشوه، وفي هذه الحالة ما ينطبق على العرب ينطبق تماما على الأفارقة. وعليه وفق منطقكم هذا ليس لنا مكان على الأرض إما أن نحلق في السماء مبتعدين منها أو نباد على سطحها أو أذا أردتم أن تعطونا فرصة للحياة على الأرض عليكم أن تستخدموا (القُرعة) بمعنى الطرة والكتابة كما يقول أحد أصدقائنا لحسم هذا الموضوع. لماذا لا تتركوا لنا بديلا أفضل. البديل متوفر ولا نستجديه من أحد. دعونا نحسم خيارنا على أسس إنسانية، لا تضعوا لنا حواجز وهمية بين انتماءات لا يوجد بينها تناقض الا في اذهانكم ولأوكد لكم ما ذهبت اليه، أقول مع هذا ورغم ذلك ومع إنني عربي وسوداني فأنا افريقي أيها الأصدقاء، ما هو رأيكم؟ كيف ذلك؟ أنا لا أنتظر ولا استمد عروبتي او أفريقيتي من نظرة الآخرين لي او تقيمهم لي سواء كانوا بعض الجهلة من العرب او من الافارقة. التاريخ والجغرافيا واللغة والثقافة والمصير المشترك هي العوامل التي تحدد تلك الانتماءات. دعوني أشرح لكم كيف إنني أفريقي لأقول لكم افريقيا هي القارة التي اسكنها، جذر حضارتي وتراثي يضرب في اعماقها لذلك اشعر بالانتماء اليها واتعاطف مع شعوبها وأسعى ليقوى بلدي السودان ويكون له مكانا مؤثرا فيها تربطه بدولها علاقات الصداقة وتبادل المصالح المشتركة والتعاون من أجل تقليل نفوذ المستعمرين الذين نهبوا خيراتها وزادوا سكانها جهلا وتخلفا على ما هم عليه من جهل وتخلف واعمل لمحاربة الدعوات العنصرية المتخلفة التي تجعل التصنيفات العرقية قانونا لها. هل ستنكرون علىٌ افريقيتي بهذا المعنى لأنني عربي؟ هل التوانسة والمغاربة والموريتانيين والليبيين وغيرهم ليسوا عربا وأفارقه؟ دعك من امازيغية البي بي سي فهي أيضا تمشي حاملة معها المجهر وجهاز الحمض النووي، ولأنها عنصرية متخلفة وكذابة تدعي الأفريقية على أساس الشكل وتصنف إمراه أخرى على أنها إفريقيا في شكلها في حين أن شكلها هي نفسها يختلف مع المرأة الأخرى مما يؤكد أنها ترى شكلا ولونا معينا للأفارقة يختلف عن شكلها ولونها، لأنه لا يعقل أن نأخذ الشكل واللون معيارا ونضع شكلين ولونين في تطابق. أعود وأقول الأفريقية أيضا ليس لها علاقة باللون والشكل، فإفريقيا قارة مثلها مثل اسيا أو أمريكا اللاتينية فيها البيض والسود والملونين لأسأل، هل تلغي هذه الافريقية عروبتي؟ هل هنالك عداء بين العرب وافريقيا؟ الى اين ذهب رفاق محمد الرسول العربي عندما اشتد عليهم الخناق من أهلهم؟ الم يلجؤوا الى افريقيا؟. ومنذ متى بدأت هجرات العرب الى افريقيا؟ ما هي المشكلة في أن يلعب بلدي السودان دورا إيجابيا في المساعدة في حل مشاكل افريقيا؟ ويكون حلقة الوصل بين أفريقيا جنوب الصحراء وشمالها؟ الا يعطيه ذلك دورا مشرفا وكبيرا؟، ولكنه كيف يفعل ذلك عندما تضربه هو نفسه الحرب الاهلية ويتحارب افراده وقبائله وكل فرد منهم يحمل معه مجهره ليتبين جينات الآخر؟ أنا أعتز بترهاقا وإبنه بعانخي وبمحمد أحمد المهدي وعلي عبد اللطيف وبعمر ابن الخطاب وخالد ابن الوليد وعبد الرحمن الداخل الذي فتح الاندلس وبصدام حسين المجيد، ماهي المشكلة في ذلك؟ منذ أن كنت طفلا سمعت كثر من آبائي وأهلي يقولون بذلك كما سمعت أسطورة غنائي يغرد بعزم ترهاقا وإيمان العروبة، لذلك وفوق هذا وذاك أعتز بمحمد ابن عبد الله الرسول العربي الكريم ما هي المشكلة في ذلك؟ وأعتقد إني أعبر بهذا الفهم عن وجدان الغالبية من أبناء شعبي؟ البعض سيسالني ماذا يوجد عند العرب حتى تنتمي إليهم وكأني افهم إن مثل هؤلاء يمكن ان ينتموا للعرب عندما يصبحون أقوياء، أليست هذه هي علاقة التبعية بعينها عندما تنتمي لمجموعة لأنها قوية ومؤثرة؟ وهل نتخلى عن السودان لأنه ضعيف الأن؟ لنفترض أنه لا يوجد عند العرب الآن أي شيء إيجابي يذكر، فانا عربي أريد أن أساهم معهم في خلق الأشياء الإيجابية ما هو المانع؟ هم اخوتي في اللغة والثقافة والمصير المشترك، ضعفاء مفككين يحكمهم عملاء الاستعمار الذي قسم منطقتهم ووضع حدودها الجغرافية ودولها الحالية، وزرع إسرائيل في قلبها، وهم دائما مفعول بهم، فانا أريد ان اناضل من اجل وضع أسس لتعاونهم ووحدتهم لماذا تريدون منعي من القيام بذلك؟ كما أريد أيضا ان أساهم مع الافارقة أخوتي وجيراني في صنع الأشياء الإيجابية، فهم أيضا مفككون ومضطهدون، ومنهوبة ثرواتهم من قبل المستعمر الحقيقي والذي اين ما حل ترك مشاكلا وزرع الغاما تمنع التفاعل الطبيعي بين الناس، اريد ان أساهم مع هؤلاء في المساعدة بما أستطيع فعله. ولكن ليس على طريقتكم بأن احمل بندقيتي لأحارب جيراني يساعدني عدو افريقيا الأول المعروف للجميع لأجعل الاقتتال والحروب الاهلية سبيلهم الوحيد للفكر والممارسة والأمثلة كثيرة بما فيها المسكوت عنه الان عندكم. فلنفترض انه ليس عند العرب أي شيء يذكر في الحاضر وهو أمر أقرب الى الواقع أذا استثنينا مقاومة العرب للظلم والاحتلال هنا وهناك وابعدنا الإسلام الذي أصبح غالبية العرب لا يفهمونه بشكله الصحيح ، إن لم يكن فقط يتاجرون به للأغراض السياسية وغير السياسية، رغم أنه روحهم وزادهم ومعينهم الذي لا ينضب. وان تخلى جزء كبير منهم عن قيمهم السمحة من شجاعة ومروءة وكرم، فالحمد لله أنه مازال جزءا كبيرا من اهلي في السودان يكرم ضيفه ويحتفظ بقيمه رغم كل شيء. ولكن دعنا نفترض أن ذلك يقع في التاريخ فقط؟ هل تنكرون عليهم التاريخ أيضا؟ هل تنكرون عليهم بغداد التي غير حبرها مياه النهر عندما رمى المغول كتبها بداخله؟ هل تنكرون عليهم الاندلس؟ هل تنكرون عليهم معلقاتهم؟ هل تنكرون عليهم ثقافة المأمون ودين محمد؟ أقول ولمن يقع أحيانا في الفخ وبحسن نية ويلتقي دون أن يقصد مع الشعوبيين ويتصور أن الله قد أنزل الدين على العرب لأنهم جهلة وأشد كفرا ونفاقا وليهذبهم به مثل ما يدعيه أعداء العرب الذين أسقط العرب إمبراطوراتهم لينشروا دين الله في الأرض مثلما يعتقدون فيه، أقول له أترك الله جانبا وأجبني أنت، أذا كان لديك رسالة فلمن ستعطيها؟ اليس للذي تعتقد أنه قادر على توصيلها وخصوصا إذا كنت تعتقد إن هذه الرسالة مهمة. هل ستحّمل أمانتك الى من لا يستطيع حملها أم ستختار الأمين الذي سيحملها لك على أكمل وجه؟ هذا المنطق البسيط جدا الا يؤكد قدرة العرب على حمل رسالة الإسلام الذي أصبح روحا للعروبة وتراثا للعرب جميعا بما فيهم المسيحيين أنفسهم وغيرهم، الا يستحق العرب التقدير على الأقل من الذين وصلهم هذا الدين؟ والذين يكرهون العرب ويريدون ان يتخلوا عن لغتهم العربية واسمائهم كذلك فهل يريدون ان يتخلوا عن اسلامهم أيضا. فهو بالرغم من عالميته عربي أيضا، نعم عربي بقرآنه ورسوله وابطاله ومسرحه، فماذا سيبقى لهم بعد ذلك إن تخلوا عن كل ذلك؟ دعونا نسأل الذين يريدون حرمان العرب من كل ما هو إيجابي قبل الإسلام وتصويرهم كأنهم قوم جهلة غضب الله عليهم فانزل عليهم دينه، لماذا خياركم في الجاهلية هم خياركم في الإسلام، ولماذا بعث النبي العربي ليتمم مكارم الاخلاق، ولماذا جعلهم الله أمة وسطا ليكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول العربي عليهم شهيدا ومن هم هؤلاء؟ أنهم المسلمون ولكن من هم هؤلاء المسلمون حينها، الم يكونوا العرب مع ثلاثة اشخاص افاضل آخرين ولماذا كنتم خير امة أخرجت للناس؟ ومن هي هذه الامة التي أخرجت للناس؟ هل هي الامة الإسلامية؟ ومن هي الامة الإسلامية حينها وعند نزول الآيات؟ اليس العرب مع نفس الثلاثة اشخاص الافاضل الآخرين؟ ولماذا لسان الذي يلحدون اليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ولماذا انزل قرآنا عربيا غير ذي عوج ولقوم يعقلون ولعلكم تتقون وبلسان عربي مبين، ولماذا العربية هي اللسان ومن نطق بالعربية فهو عربي وكيف يسئ البعض الينا ومن الذين يريدون استفزازنا ويقولون إننا نستجدي العروبة من خلال اللغة كأنما نزلت علينا من السماء أو أتت الينا مخلوقات خارقة علمتنا لها وانسحبت من المشهد لتتركنا في الحيرة التي تريدون ادخالنا فيها .لقد أنزل الله القران على العرب لأنهم الأقدر على فهمه وحمله وتوصيله، و قد أنجزوا مهمتهم على أكمل وجه وعلى الذين يعتزون بإسلامهم أن يشكروا ويحترموا القوم الذين نشروه أيا كانوا، وان لا يربطوهم بالقيم التي تتنافى معه. الآن دعوني أرتبها لكم بطريقة أخرى أنا إفريقي وسوداني ولكني عربي، ختاما اعرف ان منكم من ينتظرني أن أختم هذا المقال إن جازت تسميته، بقولي وفي نهايته إنني انسان وهو محق، فأنا إنسان والعروبة لا تعني بالنسبة لي إي مفهوم أكثر من القيم الإنسانية كما لا تتعارض مع انتماءاتي الأخرى.
    والله ولي التوفيق،

    بدوي محمد بدوي





                  

03-23-2018, 12:49 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27321

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: حاتم إبراهيم)

    حاتم،

    أولاً دعنى نرحب بأخونا بدوي في بوسته .. الذي جاء في الصميم ..
    Quote: دا فات بريمة بهناك

    هل تصدق منذ أن جاء بدوي وفتح البوست .. أنا قلت ح ألبد .. عشان ما نشوش لبدوي ..

    والله رغم أعجابي بطرح الأخ الأستاذ بدوي، إلا أننى وقفت بغبطة غامرة حينما قال الأستاذ بدوي إنني دنقلاوي عرقياً .. وعربي اللسان والثقافة وأعتز بعروبتي ..
    هذا الكلام أنا دلقت فيه مداد غزير .. بأننا ثقافياً عرب بغض النظر عن خلفيتنا الأثنية .. وكان هذا مرتكز دعوتي للأفارقة بالتمسك بالدين الإسلامي والثقافة العربية .. والعروبة .. بدلاً عن الفرانكفونية والأنجلوفونية والبرتغالوفونية .. وغيرها من أشكال الفونيات .. اللائي يسلبنهم أبسط مقومات الأنسان الأفريقي الثقافي ..

    حسي نحن في أمريكا .. لا أحد يجئ ويقول لي ما تعمل عصيدة بملاح روب أو ما تضرب عبار "بركيب *" .. أو قراصة بملاح ورتاب .. ولا أحد يسألني عن قبيلتي .. هذه أشياء ثقافية ..
    سير يا ول أبا بدوي ..

    بريمة
    --------------------
    * البركيب .. هو اللبن الرائب روبان تقيل .. تحتاج تهز "البخسة" عشان تتكسر الحبات بتاعتو حتى يمكن شربة مع صوت مسموع "برررب .. برررب .. ولهذا سمي البركيب .. وأحياناً .. البرتيب" .. نحن الحوازمة بنسميه "البرتيب" .. وبقية البقارة يقولون البركيب .. وبصفتي بقاري قومي أتبع الغالب من لغة البقارة.

    بريمة
                  

03-27-2018, 08:56 AM

حاتم إبراهيم
<aحاتم إبراهيم
تاريخ التسجيل: 08-11-2014
مجموع المشاركات: 3382

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    Quote: أولاً دعنى نرحب بأخونا بدوي في بوسته .. الذي جاء في الصميم ..

    صميم شنو؟
    الراجل (بيتعب في التحضير) لدروس ومقالات يستمتع هو بقراءتها ولا يهمه محتواها.

    هياااااا بريمة!
    أبو القاسم دا ما خلى لينا شهامة ولا كرم، كلهن كومهن بهناك وقال الدايرهن إلا يبقى عربي هههه
    كل شي عرفناهو في الدنيا (الضيقة) دي لكن أول مرة جينا واحد شغال بمبدأ هذا لكم وهذا أهدي إلي
    مدرسة جديدة في التعاطي مع الأزمة


    هسع انت يااااا بريمة ناسك (السودانيين) في بوست (في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة والجمال وحب الحياة.)
    http://sudaneseonline.com/board/499/msg/%d9%81%d9%8a-%d8%b6%d9%8a%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%80%...%a9.-1521951233.html

    رغم الريش والسكسك والصفافير والنفير والزفير معقولة (الله) ما بكون قسم ليهم من طقم (بدوي القاسم) بتاع (الكرم والشهامة والشجاعة والكبرياء)؟


    +++

    Quote: هذا الكلام أنا دلقت فيه مداد غزير .. بأننا ثقافياً عرب بغض النظر عن خلفيتنا الأثنية .. وكان هذا مرتكز دعوتي للأفارقة بالتمسك بالدين الإسلامي والثقافة العربية .. والعروبة

    يعني تأملوا في افئدتنا وتغاضوا عن وجوهنا ولا كيف؟


    أنا ملاحظ في زي حركة بتاعة تحييد للقيم الانسانية، شغل ما مفهوم لكن ظاهر
    Quote: لأنه الكرم واحدة الخصال العربية ومفهوم العيب البدا من وأد البنات لقتلهن لو إرتكبن ما يشين
    عادة عربية بإمتياز وللأسف قلدناهم
    Re: د. النور حمد لمحمد لطيف: نحن لا نختلف عن ار�Re: د. النور حمد لمحمد لطيف: نحن لا نختلف عن ار�

    +++

    ما هي الغاية من تدريس الدين؟
    أليست هي ليكون النشء متدين وصالح وذو خلق؟
    أعتقد أن أفضل طريقة يدرس بها الدين وأعني الإسلام
    أن يكون الأمر كالأتي :
    1- تضاف للمنهج الدراسي مادة الأخلاق
    وهو أن تقسم لأبواب وفصول
    مثل باب الصدق
    الفصل الأول
    الأدلة عليه من الكتاب كذا
    الفصل الثاني:
    الأدلة عليه من السنة كذا
    الفصل الثالث :من الشعر العربي كذا

    الحل أن لا يدرس الدين للطلاب مادة خام حتى لا يستغله ويتاجر به كل من هب ودبالحل أن لا يدرس الدين للطلاب مادة خام حتى لا يستغله ويتاجر به كل من هب ودب

    +++

    واذا ما حاولنا هنا شرح موضوع النقاء الأخلاقي كبديل للنقاء العرقي يمكن القول إنه إذا كانت العروبة كمفهوم ثقافي تمثل قيم أخلاقية معينة مثل الكرم والشهامة والشجاعة والكبرياء الخ فأن التمسك بتلك القيم يمكن ان يعبر عن نقاء أخلاقي والجدير بالذكر أنه في حالة السودانيين فان للقيم هذه نكهة خاصة ربطتها بقيم افريقية أخرى عظيمة أدت في النهاية الى انتاج واضافة قيم أخلاقية اخري اليها فأنتجت قيم أخلاقية لا تحصي ولا تعد يذكر منها الشجاعة والشهامة والكبرياء والكرم والتواضع والتسامح والطيبة وغيرها

    Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق�Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق�

    +++


    ركزى على الفكر وليس سلوك البشر .. انا معاكى بأنو اخلاق المسلمين الآن فى الحضيض.. لكن ذلك بسبب انهم ليسوا ملتزمين بأبسط اخلاق الاسلام مثل حب لأخيك ماتحب لنفسك، وتبسمك فى وجه اخيك صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق ووو ..
    الغرب الانتى مفتونة بيهو ده حينما استمسك بنذر يسير من الآداب التى دعا إليها الاسلام وصل بمجتمعه لهذا النظام والاحترام، فكيف به إذا كان ماسكاً حزمة الاخلاق الاسلامية كلها؟.. هم مثلاً يحترمون الآخر، فكيف اذا تطور احترام الآخر لمحبة الآخر، من باب لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه؟؟.. ايهما ارقى درجة، الاحترام ام المحبة؟؟ وقيسى على ذلك ..
    نعلم ان سلوكنا منتهى كمسلمين ، لكن لا يجب ان يعمينا ذلك عن اخلاق الاسلام الاصلية النبيلة التى فارقناها .. فلينظر كل منا لنفسه ويحاكمها بدلاً عن ان يوجه كشافته على الآخرين وهو قاعد فى ركن مظلم ويقوم يحكم على الاسلام بأخلاق غيره من المسلمين بدون ما يكون هو فى عضمه ده جوة الصورة!!

    Re: ما بين الكفروالإيمان والعلم والخرافة ..Re: ما بين الكفروالإيمان والعلم والخرافة ..

    واضح أننا أمام خلل مفاهيمي طال حتى أسلوب التفكير العادي للشخص السوي غير المتعمق
    الشيء المشترك بين الناس ديل أنهم الدنيا عندهم هي السودان وجزيرة العرب، وعلاقة المتلقي بالمانح، العبد بالرب، وتظهر نظرتهم هذه في كل شيء!
    كل شيء بما في ذلك السلوك الفطري الذي يجمع بين الأحياء.


    ياريت يتبرع واحد ويقنعنا بأنو النظرة دي متحققة سواء بالمثال أو بالتنظير!

    ____
    لكن أنت الفرق بينك وبين بدوي إنو هو مقاول (قيم انسانية) وانت مقاول أعراق.
                  

03-27-2018, 11:29 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27321

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: حاتم إبراهيم)

    حاتم،
    Quote: هياااااا بريمة!
    أبو القاسم دا ما خلى لينا شهامة ولا كرم، كلهن كومهن بهناك وقال الدايرهن إلا يبقى عربي هههه

    أنسيت حاتم الطائي .. جيب لي زول في الدنيا كلها يذبح أخر ناقة حلوب لأبناءه لإكرام ضيوفه ..

    بريمة
                  

03-27-2018, 11:16 AM

محمد محمد قاضي
<aمحمد محمد قاضي
تاريخ التسجيل: 12-23-2014
مجموع المشاركات: 1605

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)

    Quote: العروبة كمفهوم ثقافي تمثل قيم أخلاقية معينة مثل الكرم والشهامة والشجاعة والكبرياء الخ00

    الكلام الفوق ده أنا قريتو قبل كده وين يا ربي ؟؟؟؟ نعم نعم من زميلة المنبر صباح حسين الله يطراها بالخير

    ول آبا بريمة شايفك فرحان بي عروبة الدنقلاوي ول آبا بدوي محمد بدوي

    والله الإستلاب مصيبة والتسلبط في حق الآخرين مصيبة أكبر في حين حقك الآخرين ما لاحقين حتي ربعه

    _________________________

    دنقلا يعني شنو؟؟؟؟؟؟
                  

03-27-2018, 11:46 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27321

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: محمد محمد قاضي)

    محمد قاضي،
    Quote: ول آبا بريمة شايفك فرحان بي عروبة الدنقلاوي ول آبا بدوي محمد بدوي

    العروبة ليس عرق .. العروبة دين، ثقافة ولسان ..

    بريمة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de