|
Re: الباعة الجائلون ... حكايات تدمع لها العيون (Re: عواطف ادريس اسماعيل)
|
أحمد ... في السادسة من العمر .. يفترض أن يكون في الصف الأول ... لكن وفاة والده المفاجئة ... ومرض والدته المزمن دفعاه إلى بيع أكياس االيمون في سوق أمدرمان .. بكم الكيس ؟ خمسة جنيه خلاص خد الخمسة وخلي الليمون معاك لا والله يا خالة لازم تاخدي الليمون طب إنتي ليه ما بتروح المدرسة ؟ لمع دمعة الحزن في عينيه البريئتين لكنه قاوم البكاء ورد بقوة لا تعرف الاإنكسار لازم أصرف على أخواتي .. وامي .. آاه يا أحمد من زمن جعل عودك ينضج قبل الأوان فمن المسؤول عن ضياع مستقبل طفل يتيم يذهب إلى السوق في التاسعة صباحا وهو يحملبين أنامله البضة أكياس الليمون وفي فؤاده الصغير ألم لا تمحوه السنين ؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الباعة الجائلون ... حكايات تدمع لها العيون (Re: عواطف ادريس اسماعيل)
|
كريم ... كما يحلو لرفقاء محنته مناداته شاب في العشرينات الأخيرة من عمره يحمل كبايات شاي في يده ، وأمامه مجموعة من الكراتين لذات البضاعة التي يبدو أنها تحتاج إلى جده كبير لبيعها فكل السيدات لديهن كبابي شاي ..... كيفك يا كريم ؟ أنا في الحقيقة إسمي عبدالكريم ولكن أصحابي إختصروا الإسم .. بكم دستة الكبابي ؟ بعشرين جنيه .. وطب لو إشتريت منك دستين ؟ أديك ياهن بي خمسة وتلتين .. لا أنا عايزاهم بنفس السعر .. يعني أربعين ؟ أيوة .. خلاص شيليهن عشان أنا أرجع البيت أخلص البحث إنت بتدرس ؟ خلصت الجامعة وبحضر ماجستير في الكيمياء طب ليه ما أشتغلت ؟ وين الشغل ؟ مفيش ... نصف الدفعة بدون شغل .. ليس لدي ما أقوله فكريم أبدى رغبة عارمة في الخروج من البلد
أين هي البلد يا كريم ؟ بلد لا يعرف عدد سكانه ولا احتياجاتهم .. بلد لا ينتمي إلى البلد .. أخرج يا كريم في رعاية الله ... فربما تجد بلدا آخر يحترم علمك .. وثقافتك .. وعلى الأقل آدميتك ... نماذج أخرى كنت أود التحدث إليها ولكن للاسف باغتتنا الشرطة بهجمة شرسة طاردت خلالها الشباب والأطفال إلى داخل الأزقة ومن كان حظه عاثرا تم القبض عليه ومصادرة ما خف وزن وغلا ثمنه من بضاعته التي حصل عليها بشق الأنفس .. وفتكم بعافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الباعة الجائلون ... حكايات تدمع لها العيون (Re: عواطف ادريس اسماعيل)
|
صديقتي العزيزة سهير بابكر
أشارت إلى أن إبن جيرانهم يعمل بائعا متجولا ليعول أسرته بعد وفاة والده
ونظرا لمداهمة الشرطة للأسواق قرر أن يعمل على إشارات المرور
حيث لا توجد فرصة أخرى للعمل في أي مكان آخر ولكن ياللأسف
دهسته سيارة مسرعة لتلقي به في الإتجاه المعاكس جثة هامدة
فأصبحت الأسرة التي تتكون من أم مريضة وإخوات يعانين
من عاهات مستديمة لأسباب وراثية بلا عائل ...
فمن المسؤول عن موتك يا إبراهيم ؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الباعة الجائلون ... حكايات تدمع لها العيون (Re: مني عمسيب)
|
شكرا اخت عواطـف
هذه هي حكايات الناس التي لا تجد من يكتبها الباعة الجائلون وبائعات الشاي وصبية الأسواق عمال الدرداقات وباعة المياه الباردة وغيرهم
(كلات المواني الغبش التعاني بحارة السفن قطاعة القصوب لقاطة القطن الجالبة الحمار الفطنة الفرن والشغلانتو نار والجو كيف سخــن) كما قال الراحل حميد وغنى مصطفى سيد أحمـد
وشكرا لتحسس أوجاع المجتمع نيابة عنا وهي الاوجاع التي لا تحس بها الرأسمالية المتسربلة بالدين
لك كل تحية وواصلي الكتابة عن هؤلاء جميعاً
أحمد الشايقي
| |
|
|
|
|
|
|
|