|  | 
  |  عشرون أشرف مروان في الخرطوم..!! |  | 
 
 > وكأنها تشير إلى «شيء مشترك» بين الرجلين.. الكتابات الآن التي تنبش تاريخ سيسي تنبش تاريخ أشرف مروان.
 > وبروفيسور «ييسيف» الإسرائيلي يصدر كتاباً بعنوان «الملاك..» والملاك هو أشرف مروان.
 > وأشرف مروان الرجل الثاني في مصر أيام السادات وأيام مبارك هو الذي يكشف لإسرائيل «يوم وساعة» ضربة حرب أكتوبر.
 > وهيكل يقص أنه حين يلقاه في لندن يسأله هذا عن «حقيقته»
 > يعني هل هو جاسوس لإسرائيل.
 > وإسرائيل تعترف الأسبوع الماضي أن أشرف ــ الذي كان يحمل اسم «الملاك» في ملفات المخابرات الإسرائيلية ظل عميلاً لإسرائيل لثلاثين سنة.. «جاسوس لثلاثين سنة في مكتب الرئيس!!»
 > وأشرف حين يسأله هيكل وهما جالسان في مقهى تحت شمس ربيعية في لندن يسكت هذا لحظات ثم يطلب من هيكل أن يلقاه هنا في العاشرة صباحاً ليقول له «كل شيء».
 > ليس عن نفسه فقط.. بل عنه وعن آخرين.
 > كان هذا عام 2007..
 > وفي العاشرة من صباح اليوم التالي كان ما يصل «هيكل» في المقهى هو أن أشرف مروان «انتحر بالقفز من الطابق السابع»
 > وهيكل يكاد يعلن أن الرجل لم ينتحر.. وأن أذرعاً إسرائيلية تلقي به حتى لا يتحدث عن «آخرين» في مصر.
 > والكتابات التي تسوق الحديث عن أشرف تسوق الحديث عن سيسي
 > ومدهش أنه لما كان أشرف يلقى به من النافذة إلى الشارع العام ليموت كان الكتاب السنوي للجيش الأمريكي يصدر.
 > وفي الكتاب الحديث عن سيسي وصور له يحتفل بعيد القديسين وابنته ترتدي ملابس كيلوباترا.
 > وأن سيسي كان شديد الحرص على إقامة الصلاة.. مثلما كان أشرف مروان حريصاً.
 «2»
 > وشيخ الأزهر ـ الذي يظهر إلى يمين سيسي صباح الانقلاب لم يكن شيخًا يمشي في الطريق وينزلق فوق قشرة الانقلاب.
 > شيخ الأزهر لابد أنه استقبل مناجاة طويلة.. شهوراً ربما وسنوات حتى يقبل الاشتراك في الانقلاب.
 > الانقلاب كان شيئاً يعد ضد مبارك.. وانقلاب طنطاوي يصبح تجربة معملية و...
 > ومثل شيخ الأزهر كانت النجوى الطويلة تعد كثيرين من داخل وخارج الجيش
 > الأمر إذن كان استخبارياً دقيقاً طويلاً.
 > وفوز الإسلاميين ومرسي يصبح هو «الجملة الحاسمة» لمن كانوا يرفضون الانقلاب.
 > وأهداف الانقلاب ــ عزلة مصر ــ تنطلق.
 > وعزل مصر عن السودان الإسلامي خطوة متقدمة.
 > وأيام مرسي يشتعل الحديث عن «سد النهضة» الإثيوبي.
 > والطبول تدوي ضد السودان وإثيوبيا.
 > الصراخ لم يكن ما يدفعه هو «ذعر» مصر.. الصراخ كان له دافع آخر
 > دافع يجعل السودان «العصا» التي تضرب بها مصر أعداءها.. والعصاة إن هي تحطمت يحقق التحطم هذا هدفاً آخر.
 > ومصر من هناك تنصب الاتهام لمرسي ويحاكم لأنه «قدم مشروعاً للسودان يحول منطقة حلايب إلى سوق مشتركة».
 > ومصر من هنا ترسل وزير خارجيتها ليحدث السودان ضد مشروع إثيوبيا.. وفهمي لا يستقبله أحد غير السودان.
 > والسودان ــ كالعادة ــ يقبل الكف التي تصفعه.
 > السودان الذي يستمع لمصر ينسى أن مصر لم تكن في تاريخها تحت قبضة السودان مثلما هي اليوم.
 > مصر اليوم تحتاج إلى الخرطوم حتى يعيدها الاتحاد الإفريقي ـ الذي يطرد مصر منذ الشهر الأسبق.
 > ومصر تصبح وحيدة ضد دول حوض النيل كلها إن اتجه السودان شرقاً وليس شمالاً.
 > والسودان هو المستفيد الثاني من سد النهضة الإثيوبي.
 > وأسامة عبد الله حين يوقف المحادثات مع مصر بعد انقلاب سيسي تصرخ مصر من اللطمة.
 > والسودان يستطيع الآن .. الآن فقط ـ أن يرفع عيونه ويسأل مصر عن
 : لماذا يحصل السودان على «معشار» ما تحصل عليه مصر من مياه النيل
 > لو كان السودان «يؤجر» أرضه فقط لعبور النيل هذا لحصل على أكثر بكثير مما يحصل عليه الآن.
 > والسودان يستطيع
 > والسودان يستطيع
 > والسودان يفعل حين يقيِّض الله له وزير خارجية يشعر العالم بوجوده
 > مثلها السودان يستطيع أن يتعامل مع العالم المالي بحجمه الحقيقي وثرواته الحقيقية حين يقيِّض الله له وزير مالية يقبله العالم.
 > والسودان إن لم ينجح في التلاعب بالعالم اليوم والرياح تملأ أشرعته كلها.. فإنه لن ينجح في شيء بقية حياته.
 > هذا إن بقيت له حياة.
 > فالجهات التي تصنع سيسي ليس في نيتها الوقوف عند حلفا.
 > وهي تستخدم عشرين أشرف مروان في الخرطوم.
 
 
 
 آخر الليل - أسحاق احمد فضل الله · 
 |  |  
  |    |  |  |  |