في ثالث ليالي خيمة الصحفيين التي تنظمها طيبة برس ، بدا الهرم الإعلامي البروفيسور علي شمو كمن يقرأ من كتاب وهويجتر سيرة إذاعة ام درمان بفندق ريجينسي امس الاول، ليلة علي شمو التي حملت اسم "زمان الإذاعة"، حبست الانفاس وشدت الحواس لتفاصيل لم تعد موجودة الا عند القليلين حيث أدار الانس الرمضاني الصحفي والإعلامي النجيب نور الدين، الذي استضاف بجانب علي شمو مدير إذاعة صوت الامة الاستاذ عوض أحمدان. وعد علي شمو إنطلاقة إذاعة ام درمان في مطلع الاربعينيات بمثابة المفخرة للسودانيين، وفرد مساحة واسعة من حديثه عن نشأتها والغرض منها والذي ارتبط بظروف الحرب العالمية الثانية لجهة أهمية المنطقة العربية في الصراع العالمي الدائر انذاك، والذي ابتدرته المانيا من خلال إذاعة صوت برلين التي كان يديرها إذاعي عراقي، واشار شمو الي نمو حركة نازية لدي السودانيين كرفض للإستعمار، لافتاً الي تمويل وزارة الخارجية البريطانية للإذاعة من خلال حكومة السودان، وقال بأن السودان يعتبر من اوائل الدول التي تقدمت للمنظمة الدولية للاتصالات للحصول علي تردد علي ثلاث موجوات قصيرة بالاضفة الي موجة رابعة متوسطة، وتناول شمو كيفية نشأة الإذاعة من خلال تكليف مصلحة البريد والبرق ببناءها، وقال ان الراديو نشأ في كنف السكرتيرالإداري ومكتب المخابرات، واشار الي ان الإذاعة في بداياتها كانت تبث كل 15 يوم ربع ساعة، وتقدم القرأن الكريم والمدائحوالدوبيت بتوجيه من الإنجليز، وقال شمو ان الشعب السوداني رغم إستماعه للإذاعة الا انه كان لديه رأي فيما يذاع ويستمع الي الإذاعات الاخري، ولم ينس شمو الحديث عن الحراك القومي بين الناس والمثقفين بدعم الإذاعة وإستمرارها بعد توقف الحرب العالمية الثانية وتوقف وزارة الخارجية البريطانية عن دعم الإذاعة بعد انتفاء الغرض منها في خدمة اجندتها، الي ان جاء الحكم الذاتي والوطني وتغيرت الإذاعة كثيراً، وقال عندما حدثت السودنة كان للانجليز استحقاقات ما بعد الخدمة ارادوا اخذها ساهمت الإذاعة من خلال ما يعرف بمال الفداء حيث اعطيوا زمن لجمع التبرعات، واضاف بأن هذه التبرعات استطاعت ان تفدي البلد. ووصف الفنان احمد شاويش الذي تغني بعدد من الاغنيات وصف نفسه بانه ابن الإذاعة، حيث كان يعمل في الإشراف الموسيقي علي التسجيل وسلامته، وحكي شاويش عن الرهبة التي كانت تعتري كبار الفنانيين اثناء التسجيل داخل الاستديوهات. فيما قال مدير إذاعة ذاكرة الامة الاستاذ عوض احمدان ان الإذاعة تمثل دار وثائق مسموعة يحق للسودانيين ان يفخروا بها لما تحتويه من كنوز حقيقية، والتي تشترط مرور 20 عاماً علي المادة لبثها من جديد. واشر علي شمو الي ان الإذاعة لم يكن لها اي دور في إستقلال السودان بعكس الصحافة التي قامت بدور كبير في الاستقلال لكونها لم تكن مملوكة للحكومة، وقال بانها كانت مناهضة لكل الحركات الإستقلالية ومقاومة للحراك الوطني الذي كانت تصفه بالشغب وغيره من النعوت، لافتاً الي تسخير الإذاعة لمطابعة نشاط الحكومة الوطنية في بداية الحكم الذاتي من خلال تغطية زيارات الرئيس وما يدور في البرلمان باعتباره بدايات للدور الوطني الذي لعبته الإذاعة، إذ ظلت علي الدوام تعبر عن الانظمة الحاكمة لانها غير مستقلة مثل الصحافة، وحكي شمو عن الحقيبة وبداياتها وبرنامج حقيقبة الفن، وقصة حرق بعض الاسطوانات، بالاضافة الي برنامج في ربوع السودان الذي يقدم أغاني من مناطق السودان المختلفة، والذي جعل من الإذاعة معبرة عن التنوع السوداني بعد ان دار بعض اللغط عن الذي كانت تقدمه.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
اخبار سودانيزاونلاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست