قوى الحرية والتغيير تحالف تصدع باكرا وفقد فرصته في إنجاز التغيير
عند ظهور ما يسمى بإعلان قوى الحرية والتغيير على مسرح ثورة ديسمبر المجيدة، سارعت عديد من الكيانات الوطنية للتوقيع على هذا الإعلان لغرض إيجاد قيادة موحدة للثورة، ورغم تحفظنا حينه في حزب الخضر السوداني ونقدنا لهذا الميثاق المتواضع سياسيا عن قامة ثورة عارمة بحجم ديسمبر ، إلا أننا أجمعنا على التوقيع على الميثاق كي لا نشق الصف الثوري. ولكن المواقف(الشتراء) وغير المدروسة سياسيا بل والمتهافتة من بعض أفراد وكيانات من نصبوا أنفسهم قادة لقوى الحرية والتغيير، جعلتنا في حزب الخضر السوداني نتراجع مبكرا عن بياننا الداعم لهذا الميثاق. فالتهافت كان (مريبا) من بعض أفراد وكيانات( قحت) للتسابق على أبواب وردهات( قصر البشير) والغرق في مستنقع التفاوض الاعتباطي مع سلطة المؤتمر الوطني الممثلة في لجنة البشير الأمنية، في الوقت الذي كان لا يزال الثوار في الميدان، ومعتصمون في كل ميادين وأصقاع الوطن، ولقد انتزعوا ( أصلا) سلطتهم الشعبية والشرعية الثورية عنوة واقتدارا من بعد تضحيات جسام ونضال ثلاثين عاما مهر بالدم والدموع. في ذلك الوقت الحاسم من عمر الثورة التي قد كافحت وتشردت وفنيت أجيال في سبيلها، تهاون من نصبوا أنفسهم قيادات لكابينة قيادة الثورة في مهمتهم التاريخية وفشلوا في إدارة دفتها..وبالتالي فرطوا في الأمانة الغالية كما شهدنا جميعا. وقد سببت أخطاؤهم الكارثية هذه استنزافا للشارع الثوري حتى اللحظة، استنزافا لمزيد من الدم والدموع وإرجاعا الثورة للمربع الأول. لقد فشل هؤلاء( الساسة) في ميدانهم السياسي وفي معركة الإرادات( هذا لو كانت هنالك إرادة أصلا)، وأغرقوا أنفسهم وأغرقونا أشهرا طوال في مستنقع التفاوض الاعتباطي( الذي هو إستراتيجية عسكرية معروفة) وبالتالي وضعوا أنفسهم طوعا تحت رحمة إستراتيجيات لجنة البشير الأمنية والتكتيكات الوقائية الجاهزة سلفا من قبل حكومة الإسلامويين. والكل يعرف ما تلى ذلك من مخازي بالطبع أوصلتنا للمتاهات والإنتكاسات الجسيمة التي عصفت بالثورة بل وتعصف حاليا بالوطن وتهدد وحدته. وكنا قد حذرنا حينها من بوادر الإنقلاب على الثورة منذ بداية التفاوض وقرعنا جرس الإنذار عندما شهدنا استمرار التفاوض(رغم) استمرار لجنة البشير الأمنية في قتل الثوار في مدن الأقاليم وفض متاريس شارع النيل وقتل وجرح المعتصمين، ثم طاعة قادة قحت لمطالب عسكر البشير في رفع بعض المتاريس هنا وهناك، وثم أضاءت لمبتنا الحمراء عند حدوث مجزرة منطقة كولومبيا وقتل المواطنين هناك، واعتراف بعض قادة (قحت) بأنهم قد منحوا العسكر الضوء الأخضر لفض اعتصام كولومبيا باعتباره ليس جزء من اعتصام القيادة !! وبالطبع، هذه الأحداث التي تسامح معها قادة (قحت) كانت مؤشرا خطيرا لما تلاها من الإنقلاب الواضح والفاضح على ثورة ديسمبر والذي تمثل في مذبحة اعتصام القيادة، هذه المذبحة المروعة التي حدثت في قلب عاصمة بلادنا وتحت سمع وبصر من نصبوا أنفسهم قادة للثورة..ثم لم يلبسوا أن عادوا لغرف التفاوض (المغلقة) رغم فداحة المذبحة وتناثر الأشلاء والدماء!! لذلك نحن في حزب الخضر السوداني نحمل قيادات التنظيمات النافذة في تحالف قوى الحرية والتغيير..سواء كانت ( قحت أ) أو (قحت ب )، نحملهم المسؤولية التاريخية لمشاركتهم في إجهاض ثورة ديسمبر ٢٠١٩ المجيدة، وذلك عبر تحالفهم مع الجناح العسكري والمليشياتي للمؤتمر الوطني متمثلا في لجنة البشير الأمنية، ومن ثم جعل أنفسهم وتنظيماتهم (حاضنة سياسية) لحكومات لجنة البشير الأمنية العسكرية (الأولى والثانية وحتى السلطة الشائهة الحالية). وكذلك تخليهم وتسليمهم لشركائهم هؤلاء أخطر الملفات (الأمن، والاقتصاد،والعلاقات الخارجية، والسلام) وذلك في تخلي غير مبرر عن أخطر الملفات التي قامت من أجلها الثورة !! ومنذ الفشل المدوي لهذه الشراكة المعطوبة في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي وتخلي عسكر البشير عن حاضنتهم السياسية الأولى بعد الثورة (الأربعة أحزاب) وانفرادهم بالحكم هم وحلفائهم من ميلشيات وتنظيمات قحت الأخرى .. لا يزال الشعب ينتظر اعترافا حقيقيا ومكاشفة صريحة ومراجعة لكل الأخطاء الجسيمة من قبل قادة ما يسمى بقوى الحرية والتغيير.. مؤتمر صحفي عقب مؤتمر..ولا يزال الشعب يطمح في مراجعة حقيقية واعتذارا شفافا( مؤسساتيا ومنهجيا) يليق بحجم المسؤولية التي تصدى لها هؤلاء ..ويليق بضرورة إبداء ذرة من الاحترام لهذا الشعب ولهذه الثورة ولدماء الشهداء .. ثم ضرورة تواري هذه الشخصيات والكيانات إلى الصفوف الخلفية لثورة الشعب، عل الشعب يغفر لهم ..
فلقد أجرموا في حق هذه الثورة كثيرا، منذ أن استلموا من الشعب أروع ثورة، ورغم كل هذه القوة التي إمتلكوها..كانت أنفسهم ضعيفة لدرجة لم يكونوا بمدركين حجم قوتهم..فلجأوا(للخارج) والحج غير المبرور إلى السفارات وعواصم المحاور..بحثا عن دعم زائف ..حين كان يدعمهم شعب كامل وثوار في الميدان .. وها نحن الآن نشهد فداحة الخضوع للتدخلات الأجنبية وتنفيذ أجندات المحاور على حساب أجندة الشعب وكذلك فداحة الوثائق الدستورية ووثائق السلام المصاغة ومصممة خارجيا لإجهاض التغيير وثورات الشعوب ولتقسيم وسلب إرادة وموارد الأوطان.
حزب الخضر السوداني ١٨ أبريل ٢٠٢٢م
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/25/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة