|
ايها الاتحاديون لماذا لا تحلموا بعالم سعيد
|
عند توقيع اتفاقية نيفاشا قلنا انها سلام امليت بنوده علي الطرفين و قبلتها الانقاذ كثمن للبقاء و قبلتها الحركة الشعبية بقناعة الفوز باحدي الحسنيين (سودان جديد او انفصال نهائي) و كان في ادراك الكثيرين ان فكرة السودان الجديد ممكنة و قابلة للتنفيذ ساعد في ذلك توجهات القائد جون قرنق الوحدوية و فهمه العميق لطبيعة تكوين الوطن , لم يكن في ادراك اهل الانقاذ ان انفصال الجنوب غاية و هدف استراتيجي يجب العمل علي تحقيقه بل وسيلة للبقاء تحتمهاايدلوجيتها العقائدية و طبيعة تكوينهاالفكري الذي لا يسمح بوجود الآخر بل ويري في وجود الحركة الشعبية او اي شريك آخر تنكر للذات و خسران للمواقف كالذي عبر عنه برنارد شو في مسرحية (القديسة جان) عندما جعل احد النبلاء ان يعلن الكاهن (( ان الناس لا يستطيعون ان يخدموا سيدين في الوقت ذاته,فان تغلب حب الوطن علي انفسهم فانه يعني نهاية سلطة الاقطاعيين و الكنيسة , اي نهايت و نهايتك)) فالانقاذ انشأت واقع اجتماعي معين ليس باستطاعتها ان تنفصل عنه و هو واقع مبني علي فرضيات سياسية مبنية حول سلطة الدولة المطلقة علي كل ما يتعلق بالوطن و المواطن و ان اساس الدولة و مصدرها يترسخان في عقد اجتماعي تحكمه قوانين لا تقبل النقاش و لا النقض .
اسوق هذا الخيط و انا اطالع خبر مقتضب عن ندوة الحزب الاتحادي الديمقراطي بحاضرة كردفان الابيض و تترآي لي كلمات الشقيق حاتم السر عن مشاركة الحزب في السلطة و هجومه علي تقاعس المؤتمر الوطني و احزان اتفاق القاهرة و ما آل اليه الوضع و الحالة الرمادية التي وصل اليها الحزب الاتحادي و عن قناعات الحزب من ان الانتخابات لن تقوم و اشياء اخري
تذكروا دائما ان الموقف الثوري ينشأ علي الواجب الوطني و ان الحقوق تنتزع و لا تعطي و ان التاريخ حركة دائمة لا يمكن ادراكها كتركيب الاشياء او الحقائق الثابتة بل كصيرورة دائمة فلتنطلق الحركة الاتحادية من اسارها و لتهب جماهير الحزب فحتمية بقاء الوطن واحدا موحدا تضع علي كاهلنا مسؤلية تاريخية تصغر معها المناصب و المكاتب و التزامنا جانب المواطن هو مفتاح النصر .
|
|

|
|
|
|