|
فتوات أم درمان: قدوم زعلان وكبس الجبة وراس الميت..!
|
عن فتوات أم درمان الظرفاء: قدوم زعلان وكبس الجبة وراس الميت..!
شوقي بدري * (1) كان صديقي أحمد عبدالفراج الشهير بـ (قدوم زعلان) قوياً بشكل لافت ويبدو كأنه مصفحة صغيرة، وربما الوحيد في الشلة الذي كان يعمل له (كبس الجبة) ألف حساب.. شلة (كبس الجبة) تكونت من (كبس) و(قدوم زعلان) و(دغماس) و(راس الميت) إضافة لآخرين إرتبطوا بالشله في اوقات مختلفة، لكن المذكورين بين الأقواس كانوا هم الاعضاء الدائمين. (كبس) عُرف بـ (كبس الجبة) لأنهم عندما كانوا صبيان في الجيش (نُص تعيين) كانت له شهية مفتوحة لآخرها وساعدت التمارين العسكرية في جعله قويا ممتلئاً وعندما عينوه جندياً كاملاً صرفوا له (الجبة) التي كانت الزي الرسمي للجنود وتصرف في العادة، واسعة، ويقوم الجندي بـ (تضييقها) عند الخياط، ولكن (كبس)، كبس الجبة ولم تحتاج الى تضييق..! (2) أثناء تمارين الملاكمة في الجيش قديماً، كان المدرب شاويشاً انجليزياً ضخماً، وبضربة واحدة من (كبس الجبة) اغمي على الشاويش البريطاني..! (كبس) والمجموعة شاركوا في الحرب العالمية الثانية وحاربوا في فلسطين حتى قتل في حفل عرس لآل خاطر رمياً بالرصاص، فقد كان من العادة ان يفركش الفتوات الحفلات ولهذا كان كل حي (يربي فتواته) للدفاع عن شرف الحي الرفيع..! (3) (أبوالرقاع) كان متخصصاً في إنهاء حفلات حي السوق بالضربة القاضية بجثته الضخمة، لكن مكافحته كان على يد شخص نحيف لا أستحضر اسمه الآن، يحضرونه للحفلات مقابل (نُص عرقي) وما أن يراه (أبوالرقاع) حتى ينصرف فزعاً. (4) في العام 1963م جاء (قدوم زعلان) عابراً شارع السيد الفيل في طريقه لصديقي عثمان ناصر الميكانيكي لأن سيارته المورس، وهي بوكس مؤجرة لنقل عمال النقل الميكانيكي في بحري مقابل 150 قرشاً في الشهر، عطبت. بعد عبور كوبري امدرمان لاحظ (قدوم زعلان) صوتاً في العجل الخلفي اليسار، ولأن المورس موديل قديم، تخوف صديقي عثمان الميكانيكي أن يكون السبب من البلي و.. (وآ مورساه) أن يكون البلي من نوع (بلح) لانه لا يتوافر بسهولة. (5) ذهب (قدوم زعلان) للاستلقاء قليلاً تحت شجرة اللالوب لأن الوقت كان بعد الغذاء، فقمت بمساعدة عثمان الميكانيكي في رفع السيارة ونزع العجل لنكتشف ان البلي المكسور من نوعية (بلح) فنادينا على (قدوم زعلان) من فوق الحائط، وعندما شاهد البلي المكسور جلس على الارض واضعاً يديه على رأسه و هو يئن ويشكو ويتسائل: ــ أعمل أيه مع نقل العمال ديل ياربي؟! (6) العمال المكلف بنقلهم كانوا عشرة أفراد، والتاكسي يساوي خمسة قروش طرحة للخرطوم وقرشين ونص لبحري، اي ان العملية المهببة ستكلف 150 قرشاً في اليوم ..! فجأة يظهر (حمودة ) الذي كان قد بدأ دراسته في الصف الاول بمدرسة المؤتمر الثانوية. حمودة كان في طريقه من الترزي الشهير عبد المحمود أبوصالح في الموردة حاملاً معه اثنين من (البناطلين) الجديدة في (سرج العجلة) الخلفي، فإنزلقت البنطلونات وشبكت في (فرول) الدراجة وقام (الجنزير) بفرمها. تركنا السيارة وساعدنا (حمودة) في فك العجل والجنزير، إلا ان البنطلونات كانت في حالة يرثي لها، فضحك حمودة بهدوئه وأدبه المعروفين وقال: ــ يعني الواحد اول مرة في حياتو داير يلبس ليهو بنطلون يحصل ليهو كدا ؟! فإنتفض (قدوم زعلان) من الارض وشد العرّاقي البلدي قائلا: ــ الولد الصغير دا بناطلينو بتسعة واللاّ عشرة جنيه ويضحك، أنا (قدوم زعلان) عامل مأتم في مية وخمسين قرش؟! (6) أخيراً وجدنا (البلي) عند الأسطى يحي، صاحب الشنب الضخم في فريق فلاتة، ورغم انه طالب بمبلغ كبير، إلا ان (قدوم زعلان) كان سعيداً وهو يردد: ــ بالله شوف الشافع دا ..! والله راجل، دا لو كان ولد تاني كان بكى، والله في رجال بيتجرسوا من جنس الوجعة دي..! (7) كلما تضيق الامور وتبيض المشاكل ويفرخ البؤس، أتذكر درس (حمودة) الصغير لـ(قدوم زعلان) الفتوة.!
* السويد
ـ نقلاً عن ملحق حكايات الرأي العام ـ
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فتوات أم درمان: قدوم زعلان وكبس الجبة وراس الميت..! (Re: Mustafa Mahmoud)
|
شكراً لك استاذ وجدي
وشكراً للاستاذ شوقي بدري بمعينه الذي لا ينضب .
حكى الاستاذ شوقي بدري في كتابه حكاوي امدرمان عن جدي ابراهيم سند وهو كما ذكر الاستاذ شوقي بدري يمت له بصلة قرابة من ناحية امه , وقد اغتيل جدي ابراهيم سند ولم يعرف قاتله حتى اليوم والقيت جثته في خور ابو عنجة بعد غرسوا مسماراً للمراكب في رأسه حتى يشلوا حركته فيما يبدو , لأن جدي كما يحكى كان يتمتع بقوة جثمانية هائلة ويحكى انه كانت له "جريدة" واحدة, ورغم انه لم يكن فتوة , فقد كان يعمل وكيلاً للبوسته , الا انه كان مصدراً للرعب بالنسبة لفتوات امدرمان في ذلك الزمان , ولكنه اخذ غيلةً وهو في قمة شبابه ووسامته التي عرفته بها امدرمان في اربعينياتها وخمسينياتها.
| |
|
|
|
|
|
|
|