رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 10:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الاديب محسن خالد(محسن خالد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-13-2005, 04:42 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي

    إحداثيات الإنسان - الكتاب الثاني
    التداعي (2)

    الرجل الكلوروفيل

    التداعي الثاني
    الرجل الكلوروفيل

    أَبْلَغُ الأرض حين ينطقها معول
    وأَبْلَغُ المرأة حين ينطقها عضو الرجل


    وقفتُ في ذلك الليل؛ أو قل انتصبتُ ذكراً للمدينة النائمة. الأشياء تلمع أمامي من فوق أرض قاسية ومتشدّدة بشهواتها. والعجول؛ هذه المجيدة؛ تنام فوق أعقاب جنسها وعلفها كأحلى كائنات بريئة ومتشرّبة بحكمة أجسادها. الأشجار سافرة؛ مائدة؛ ومهزوزة على جذور متعة تعرفها هي، بطعم الملح وطعم التراب. وقفتُ في ذلك الليل وتعامدتُ مع وحدة كل خيط من ضوء ووحي يقطُرُ من سماء شهيدة. وفي مواعيد ينهض معها كُلُّ ذي معنى وبهيم؛ يتفتّح؛ ويعبق؛ أقوى وأخضر من أي روح كانت له فيما مضى من عُمُر.
    هاأنذا متشبعٌ جنسياً لحد الشعور بأنني لو بصقت فسأبصق شفاه نساءٍ بالأطنان. ولكنّ عينيّ لا تزالان تصنعان لأقفية العابرين كلهم قافية واحدة من أرداف صبيّة مكتنزة.
    تمطّى ذلك القاضي السفيه والعجوز؛ الذي ألقمني لحلقوم كل هذا الحرمان؛ قبل أن يقول لي،..
    - أنت متهم بجريمة زنا وسُكْر، تُقر أم تُنكر؟
    "وبماذا يفيدني الإنكار؟".
    - أيعني ذلك تأييدك للاتهام!؟
    "يعني تأييدي للفليل".
    صاح حينها ذو كرشٍ متدلٍّ جاعراً: محكمة.
    وصحت أنا،..
    "سيبقى المطموث كأي سيف حرب لا سلام له إلا بجوف غمد".
    شتمني نقيب الشرطة الذي ضبطني مع زوجته، أمام القاضي، فلم يُهَدِّنه مولانا ولم أقل أنا شيئاً يستفزه. فهو سيظل ضابطاً في كل يوم قادم، وأنا سأظل الفليل نفسه وفي مدى أرحب، كلما أيقظتني الشمس ومرور الناس من دوخة خمر أو رائحة مبيت مع امرأة. كما أنك لا تستطيع أن تقول للضحى اصطبر ما لم تكن الغد.
    لقد عَذَرتُه، فقد ألقى عليَّ القبض وهو يجرني جراً من بين فخذي زوجته. وجدها طافية معي بما يُعَدُّ من مغمورها الحرام. كانت ورطة لا يمكن تفاديها. ولكن رغبة الإنسان الدائمة في تخليص نفسه أيضاً لا يمكن تفاديها. قلت له من دون أي منطق أو سروال: "الحقيقة أنا قصدتك أنت في موضوع و...".
    "قصدتني في موضوع، ها؟ ولمّا لم تجدني قَرّرت أن تبحث عني في سروال زوجتي!؟".
    لا شك أن بلادنا كبيرة لدرجة أنَّ أُمَماً لا تدري ما الذي يجمعها مع أغراب من نفس جنسيتهم، ومع أهلٍ بعيدين جداً، ما عادوا يذكرون منهم سوى أنَّ النيل ربما يسقي أرضهم أيضاً. ففي بعض أركان هذه البلاد المترامية يُطلق الناس على عضو الرجل لقب "المطموث"، الدلو الذي يقصد عمق الأرض ليجلب الحياة، طارداً في طريقه الخفافيش، ومنيراً بلمع الماء كهوف البئر ونسيج العتمة. القيمة المطلقة لمنتهى الرجل، التي ليس بوسع نساء الأرض تجاوزها، وليس بوسعهن جميعاً أن يأتين بمجرد تصور لرجل بلا مطموث. إلا أنَّ صاحبنا النقيب كان ذلك التصور المُرَاهَن عليه لاستحالته.
    فقد كان عِنّيناً ولا شاغل له في هذه الحياة سوى جمع اللوحات والمجسّمات الفنية. وارتضت هي العيش معه بالرغم من جدبه الرجولي، بدافع فقرها الأُسري العريق والمتوارث. ليبحث سيادة النقيب عن عزائه في الفن أو المنشطات الصيدلانية أو كما يشاء. فأعمال نورمان ركويل ولوسيان فرويد وماتييس الفنيّة لا تطردان حكّة دود بمصارين ابن آدم. وتلك المسكينة تريد مطموثاً لا حقنة. تريد أن تتلوّى ورائحتها رجل رجل، مُشْ، أجزخانة أجزخانة.
    كانت "شموم" زوجة الضابط، تمارس بعض التجارات الصغيرة من باب التَلهِّي وتمضية الوقت والتناسي. وتسللتُ إليها أنا عبر هذه الهواية مُدَّعِياً بأنني تاجر صحون أيضاً. قمت بتوسيط إحدى الجارات لديها بكوني أُريد مشاورتها في مشروع مشترك يتعلّق بتجارة الصحون. ولكن الطريقة التي تَمَّ بها التشاور بعد ذلك لا علاقة لها لا بالصحون ولا بالتجارة. لقد دحرجت الحوار بخبرة عملي الطويلة في جبهة النساء، نحو نقطة معينة، ليست بمهمة ولا هامشية، بل نقطة يلتفت عندها الإنسان لما يجري حوله بناءً على صوت أعماقه. الروائح، سطوة الأعين، روح المكان في عين اللحظة، ضياء الأسنان الخبييء، التواءات الدعوة المعدّة بالجسد –منذ الأزل- لاستضافة آخر. مقيل أرواحنا الذي يمكن أن نفرده لأرواح أخرى تلفحها هاجرة شمس لاهبة. قلت لها من عند هذه النقطة وأنا أُرَكِّز في عينيها تحديداً وبعمق،..
    "عيناك أصبحتا غريبتين عليك".
    - لم أفهمك!
    "أقصد أنهما صارتا لكائن لا يشبهكِ قبل قليل".
    - أنت تراوغ.
    "أبداً لا. ربما تُعَبِّران عن شيءٍ دخيل ومستجد، تُزيّفه الملامح في حالاتنا العادية".
    - أيُّ شيء!؟
    "الرغبة. الرغبة هذه مخلوق بكامله ينضاف إلينا. ملامحه تختلف؛ شِيِك، عصبي أكثر من اللازم وربما يُدخّن".
    انطلقت منها ضحكة غواية وسلطنة. ضحكة في آخرها كَمْ إمالة وبكَمْ نبرة بديعة الفحش، كي تجرح أينما الْتَوت وتترك نُدَباً. ضحكة امرأة نسيت نفسها طويلاً. لقد جعلتني أستجيب من جهات كثيرة وأُمطر فَلِيلاً في كل درب يريد أن يسلكه جرح.
    "وأنتَ أيضاً تغيّرت". قالت وهي تطعج قطعة اللبان في فمها بشراهة أكبر، وتدفعها من خد إلى خد. أجبتها ويداي تدسان تنميلهما في حرارة صدرها،..
    "طَيِّب، جعلتيني حامض، ليمون بَسْ".
    انزاحت بعيداً، عَنِّي ونحوي، قائلة كهَرَبِ الموج وارتداده: أوعَ تقول أنا السُّكَّر.
    وضحكنا في رشفة كأس طويلة من عصير ابن آدم. غصت فيها وكلي أنصال لامعة ومُشْهَرَة كالحصّادة. كانت لا عظم ولا كوع ولا ساق. الحيلة التي تفرّد بها خلق تلك المرأة: صُلبها اندلق إلى أسفل وكوَّن رجليها، ثم طمح إلى أعلى وكوَّن صدرها.. لقد خُلقت بكاملها من لدونة الأرداف وملمس غوايتها.
    شعرت وأنا بين فخذيها كأنني أحفر قبراً لأدفن فيه الأرض برمتها، أو لأُخرج منه الوجود بكامله. المهم أنني كنتُ أفعل أشياء في أشدِّ تطرف قيامتها المجهولة. تعالت أنفاسها بلهاث حار وحميم، منظوم مع بعضه بعضاً في تتابع مثير ومترابط كتدلي الشلال من أعلى الجبل. ثم دَخَلتْ عيناها، مخزنا الرغبة، في حَوَر بديع تحت وطأة اللذة. نعم، كنّا بأبهى لحظة تُغَيِّم عندها عيون الإنسان كما تغيّم سماء خريفية بالسحاب.
    لقد قاومتني كثيراً وحالت بيني وبين منجمها. تحايلتْ عليَّ حتى وجدنا أنفسنا ملفوظَيْن بساحل الوهن، فارغَيْن تماماً، فيما يشبه الاستعداد الكامل للامتلاء بالحياة كلها، من جديد، ودفعة واحدة. لم أسألها عن سبب حرمانها لي من ممارسة جنس كامل معها، بل همستُ لها بأحاديث متفرّقة وعيناي مغمضتان.
    - افتح عينيك، لماذا تغمضهما؟ ومالت على خدها الآخر لأحشر يدي بين ردفيها.
    "لأن أمثالكِ بالنسبة لي كالحلم. ولكي تسمع الأحلام جيداً فلا بُدّ من أشباه النوم هذه".
    - تبدو لطيفاً ومسالماً، أنت في غاية الظرف. لا أظنك تتشاجر مع زوجتك مطلقاً؟
    "الشجار معكن أيضاً أُنْس".
    أضفت بالذي أمكنني تحريكه من أعضاء: ليس لديّ زوجة، والمرأة دائماً عندي مقترح توقيتها، والأجمل الذي لن نحوزه مهما حشدنا له من المأذونين وشهود العقود.
    ضحكتُ وأنا أشفط أنفاسي وهي طبقات إثر طبقات كبعضٍ من عبير لعابها، وقلتُ لها كي تتسلَّى بها الأفكار وليس العكس:
    (الواحدة بعد خصر الليل؛ هنا الفليل؛ وكل ما عداي من إذاعات الدنيا مجهولات. لندن، مونتي كارلو، صوت أميركا، صوت القاهرة، صوت دمشق، صوت أم درمان، كلها دجل الليل. هنا الفليل، في كل مكان وبلا حد، وخلف كل حلم يقظة ومنام. ومنذ افتضاض الأرض).
    لقد تصادقنا من حينها أنا وشموم. وصار يربطنا الذي لا يستخدم الحبال في وثاقه ولا يمكن شرحه. كنتُ في تلك الليلة التي فتحت فيها جسدها على الحياة، كي يتلقّاها وتتلقّاه، مخموراً ومصطولاً لدرجة أنني أشعر بالطريق ينسحب من تحت أقدامي لورائي ولا أشعر بسيري عليه. أسمع وقع أقدامي كصوت غريب ينبعث من معنى المشي نفسه؛ وقطعاً ليس من ترجمته السطحية والتافهة التي تعني اصطدام أرجلٍ بالأرض. أنظر إلى أي واحد من المباني الهناك فأراه يميد يمنة ويسرة وتشوبه حركةٌ ناعسةَ الناس وحييَّةَ الإضاءة.
    طرقتُ بابها بعد أن تأكّدتُ من عدم وجود عربة زوجها أمام البيت. كانت قد وعدتني في المرة الفائتة بأكثر مما هو سطحي وصبياني. لم تصدِّق لوهلة، البحر يطرق بابها ويقول لها: هاكي عوم!
    وكانت الليلة التي اقتحمتُ فيها قسطنطينيتها. وجدتها بتمامها وعند خيوط ختان طفولتها فاستعذت بالله. لم أكن أدري عِنّة زوجها الضابط. تساءلت في أعماقي: أهذا الرجل متزوجها أمانة؟ ولكنه كَفَرَ نعمتي، فلولاي لكان إلى الآن حبيساً عند كهف علي بابا وسمسه قد مضت به حواصلُ الطير.
    كانت تتملّص مني وتتقَلَّب كالمحموم. أحياناً تُخَلِّص نفسها حتى تكاد تفلت، ثم تعود لتصفع قفاها بالفراش من جديد. النساء، الصيد الحرون؛ والوحيد الذي يتملّص كي تتمَكّن منه شِباك الشَرَك أكثر فأكثر.
    البنقو أمدَّني بهلوسة سمعت من خلالها صوتها يحرضني قائلاً: "غَرَقك ولا عوم الضَحَل. تفرد طيور البجرواية أطول بال جناح عندها وأختارك مشياً".
    لله نعمة مَنْ غَنِم، فإني أشهد أن لا منام يُبَلِّغُ قدرَ راحتها وبلاد طِيبِها. إذ هي بدينة بمقدار أن لا يسقط الرجل من فوقها لا أكثر. أعملت فيها معولي من جديد، فهذا هو المنجم الوحيد الذي بإمكان الفقراء أن يحفروه ويأخذوا ما فيه من ذهب لأنفسهم. قبضتُ على نهديها، الجسد، المادة، فاستحالا لقبضة من مادة بخصيصة الروح، كقبضة يدي السامري للتراب من تحت جواد الروح القدس.
    تأمّلتُ ذلك الجرح الذي جُرحت به المرأة وكُتِبَ على الرجل أن يحمل ألمه. جُرح بموضع أسفل المرأة ويخز بأسفل الرجل. حقاً، إنّ حياتنا جرح طويل بطول الأبد، نُولد منه ونحيا له ونُدفن فيه. كانت ختيناً على ملة فرعون. ويا لجبروت هؤلاء الفراعين الذين وصلت حضارتهم إلى كل مكان، حتى إلى إفريقيا المرأة السُفلَى. وصحيح أنّ المرأة كلها آثار ثمينة، فمفاهيم حضارة الفراعنة هذه رحلت من كل مكان إلا هذه الأدغال.
    "الله حَيْ" ولنا في النساء أفانينٌ من جياد وفواكه وحصاد. دفعتُ فيها بشفرة الحصّادة من جديد. وتَخَطّت هي صوتها وحلقها في الصراخ وأخذت تصيح بكل الظمأ الذي تلملم منذ أن ردموا ينبوعها. عويلها الملتهب والفاضح غَطّى الليل وانكشف عالمٌ ماست فيه الجن. وربما هي لم تصرخ على الإطلاق، وكل ما جرى ويجري كان زيطة قبائل ومهرجانات احتفالاً بالمطموث.
    بَدَا للحظة وكأنَّ الزمن، البعد الرابع، لطول الأشياء وعرضها وارتفاعها، يندك من جهة وينبني في جهة أخرى، ووجدت نفسي في متصل عالم عجيب، ثم انزلقتُ في مكاشفة رهيبة للتاريخ والفنون فيما هو الأزل والأبد في آن. فقد انفجر المكان بالضوضاء وأصوات القدوم والصحو من الموت ومن كل زيف عالمنا البسيط الذي نظنّه عالم الحقيقة والشهادة.
    وهاهم الناس والأشكال وما هو تصوّرات يتدفق من كل فج، ويحضر في لا صفة وخِلْوَ كل ما نعرفه عن الحضور. فقد نزلت كل الشخوص والأشكال المرسومة في اللوحات المعلّقة على جدران بيت صاحبنا الضابط. كل ما كان يمُتُّ للفنون بلمسة ريشة في ذلك المنزل تملّص من موته وصبّ حياته في قدح. لقد مات الموت لأنّ الفنون وجَدَت طريقها ومغزاها أخيراً. الكل أسرع يرتدي نزواته واحتياجاته ليلحق ببعُد تلك الليلة المفارقة من الدهر.
    ذلك العالم، بتمامه، الذي عاش عزلة اللون والظلال والجبص ونفسية الفنانين الغتمة، ألقى بنفسه خارج الإطارات والبراويز والأسوار، مُفَضِّلاً الانتحار على تحنيط الرغبة.
    كانوا حُكّاماً وفقراء وصعاليك وباعة وقساوس وشيوخاً، فرساناً وجميلات، وحتى أشكالاً غير مفهومة وإنْ عند نفسها. يتعلّقون ببراويز اللوحات كأنها حيطان ويقفزون على الأرض، بينما الألوان تتشتت منهم وهي تلصف وتُبرق كقطع الزجاج، ورائحتها الطازجة تمتد إلى أعماقنا كالرياحين. لقد كانت الألوان تحمل خصائص لحظة ميلادها وكأنّ الذي مرّ عليها ليس الزمن، وإنما شأنٌ لا يختلف عن ترديد حركة الريشة لتركيز اللون ساعة رَسْمها.
    صار الناس إذا رغبوا في رؤية الغد يفتحون النافذة فحسب، والأطفال الذين يلعبون الكُرة في حديقة المنزل، لو صادف أن سقطت كرتهم خارج السور يأتون بها من الأمس. لقد كان بُعداً شفيفاً وعُلويّاً من الوجود، أكسبني هلامَ كلّ شيء.
    التجليات التي تزرعك بما تحب أن ينبت فيك وتورق به، وتحصدك من كل ما هو زرعٌ لقوم آخرين. التجليّات المنتخَبة والمُطَهِّرة.
    أول من تململت أضلاعه بالحياة وخرج من زواياه الضيّقة وسخف الحساب، إلى رحابة الوجود العفوي، والذي بلا مقدار، مجسمٌ للعالم فيثاغورث. هاهو جاء ليبتهج معنا بمتوالية أساسها المطموث وليس أعداداً بليدة، ورموزاً ضالَّة عن سوائها لدرجة أن تظن نفسها المنطق كله. هاهنا عالَم وجمهورية لمنطق يتخلّق بفعل الصيرورة لا التواضعات.
    كأسك،.. كأسك،... ليركب رأسك النجم،.. كأسك،.. كأسك،... وكنت أبحث بين الطاولات عن عضو امرأة يكون قد سَهِيَ عنه أحد الناس كي أدسه في جيب فيثاغورث، هكذا سيكتشف لنا الوتر الموسيقي الذي يلعب معزوفة الحياة بأشهر وأطول أصبع سحري لدى الرجل.
    يا فيثاغورث، جيب سين وجتا ص، تطلّع دينك،... صُبّ الهانيكان، الفوستر، وهاك نبيذ،... هاك جِنْ عشان تجن، وكان ما جنّيت أدَّيّن، أتسلّف ياخي، ولو غلبك تسدّد ديونك أستمر مجنون،... أيوي يوي يوي يويييييي،...
    ندمت لأنني أسأت الظن بفيثاغورث، فقد لاح لي من بين وسط شخوص كثيرة تتزاحم، رأيتُه يدسّ يديه بين فلقتي كل ردف يمر من أمامه، غلمان، جوارٍ، أشكال ذات إيحاءات جنسية، لا تمييز لديه أبداً، اللعين، لتتبارك الأيدي التي لم يكن لها من وحي في ماضي أيامها سوى رسم المثلثات والدوائر، الكروكي واللاكروكي، هاهنا عالم يقع على الحقيقة من أوّل شخبطة.
    أحد الشخوص كان يحمل موعداً مع فتاة في يده، ويعبث به كحاملة المفاتيح، سألته ما حكايته،..
    - هو ليس لي، بل لواحد فنّان. ضحك متحاذقاً ليكمل،..
    "التافه.. لقد نسيه معي وذهب لفتاته من غير مواعيد، هؤلاء الملاعين دائماً ينسون لدينا أشياء عجيبة، تصوّر؟ كان بإمكاني أن أذهب لفتاته بدلاً عنه"، وقهقه الشخص.
    ليكن أي شخص ما يشاء وعلى أي موعد يشاء، إنها ليلة خصّيصة لأجل ذلك.
    القساوس والأئمة يشبهون ضوّينا في وسامته، وقفوا يناولون الناس هدايا قيّمة من السماء، حتى إنني رغبتُ في أن أذهب إليهم وآخذ واحدة.
    الباعة كانوا يبيعون أشياءهم على طرف طاولة العشاء، الطلح، والكليت، والشاف، ولم يأتِ أحدٌ مطلقاً على ذكر الحرجل والمحريب، ينصر دينكم، اليوم يتنكّر الموت وحده، أخذتُ أُمرحب الجميع،..
    "مرحب قَفَا التاريخ، مرحب صدر الحاضر، مرحب مغيّب بالسَكَر يا غد. مرحب يا ريشة خُلقت من رمش امرأة وبُلِّلت برضاب شفتيها نزولاً نحو رسمتها التحت والأسحر".
    لاحظت أنّه عندما تصرخ "شموم" تأتي الشخوص والأشكال لتتجوّل بالقرب منّا، وتتطفّل علينا، بينما هي تُترجم كالمتصوفة المجذوبين، وتصدر همهماتٍ كالتي تصدر من متنزّه ليلاً أو من أطواء غبار لسوق قديم. وعندما تكف "شموم" عن الصراخ، تبتعد قليلاً وتتجاهلنا، تساءلت مُخفياً دهشتي عن شموم،..
    "الصراخ،.. الصراخ،.. الصراخ،... في الميلاد وببطن اللذة وساعة الموت. ما الذي نشر التاريخ والموت والفنون على حبل صرخة؟". توهّمتُ أنّ شموم ستجيبني، ولكنها تساهتْ فتمتمتُ بلوعة،..
    "لو أنّ المعاول ادّخنت وحامت في أحلام الأرض طيف عروس، كان تحتلم كل المناجم الراقدة تحت الأرض وتقذف ذهبها، فلا عَرَق ولا بارود ولا حروب".
    كدنا أن ننام في الأعالي منّا لفرط اللّذة، ونمنا في قرارتنا بأن أغمضت "شموم" جفني عين واحدة على المستيقظ مني، عين تبصر الأشياء بسقوط الرغبة وانعكاسها وليس الأشعة.
    لقد تشتّتتُ عليها كالبذور بوسط بيدر عريض، حتى أعجزتني لملمة حالي، فلو فاجأتني ريحٌ ليلتها لقامت قيامة "الكلح" في كل أرض تقع فيها ذرّة مني. ومضى الزمن بسرعة من عند تلك الليلة، أو قُل انتفض كملسوع، ليقف عند تلك الحادثة، حادثة مبيتي الثلاثين ربما مع "شموم"، التي سألني القاضي في إثرها،..
    "أيعني ذلك تأييدك للاتهام!؟".
    وأجبته أنا: يعني تأييدي للفليل. سيبقى المطموث كأي سيف حرب لا سلام له إلا في غمد.
    دعا الضابط ليلتها، أصدقاءه وحوشيته ممّن كانوا معه من العسكر، وهم تملّقوه بضربي، فقد انكالوا عليّ ضرباً وشتماً بعنفٍ عُقِدت عليه آمال. للحقيقة هو نهاهم عن ضربي، ولكن ماذا يفعل لهم؟ فمنهم من ينوي أن يأتي للكثير من الطوابير العسكرية متأخراً ومتسخاً ومخموراً وزانياً مثلي، عليه أن يشطب كل ذلك بتملّق قائده وادعاء متانة صداقته به الآن، وإلا فلا فرصة معه مستقبلاً. دعاهم إلى الدخول لكي يشهدوا ضدي، ولكي يشهدوا طلاقه الفوري لـ"شموم"، التي اكتفى بطردها فقط.
    واكتفت هي بارتداء ملابسها لا غير، ولم تأخذ من بيته ذلك إلا سَبَت الصحون الذي كان بادئة تعرّفنا على بعض. أثناء مرورها ناحية الباب كانت أجزخانة المنشّطات تبع صاحبنا مرصوصة على منضدة فاخرة، فركلتها شموم في طريقها لتتبعثر في كل ركن من أركان البيت، العنّين، ولأنني كنتُ مصطولاً فقد صنع خيالي حركة لذيذة، إذ تخيّلته سيضع يديه بسرعة على منطقة حزامه وينحني بقوة تجاه الأرض، مطلقاً صوت ألمٍ مكتوم. ولكن الذي حدث أنني أنا من أطلق صوت الألم المكتوم إثر رميي كزكيبة علف مبلول بداخل جِيب الشرطة.
    أمي كانت امرأة طيّبة ومستقيمة، لم تكن جميلة، ووجهها ليس بكريه، ولكنني لو كنت مكان أبي لَمَا تزوّجتها مطلقاً. لقد عَرِفتْ حبي لكلية الآداب، وحاولت دعمي في هذا الاتجاه، ولكن هيهات، فقد ذبحوا خروفهم بنيّة أن أكون "الرضي بن التوم"، فما سلم خروفهم ولا أرضيت الله ولا أرضيتهم، كما تتندّر هي، ولكم كرهتْ عربدتي وعربدة أبي الذي كان هو الآخر، فليلاً تقدّمت به السن. أذكر حينما ضبطني في صغري مع الدخّان، باغتني وأنا بجوار الأزيار أودّ أن أشرب،..
    "لقد كنت تدخّن، ها؟ ما هذه الرائحة؟".
    "أبداً يا بوي، كنت قاعد مع واحد صاحبي بدخّن و...".
    جَرّني من خدي، ليقاطعني بسخرية صارمة: صاحبك وما صاحبك، ها؟ وهو البدخّن مش إنت؟ إلا إنك كنت ولد جدع وسلّفته خشمك عشان يدخّن بيهو؟
    طأطأتُ رأسي، الطريق مغلق كما هو واضح، فاقترب مني هو ليقول بتودّد،..
    "يا ولد يا إبليس، هات علبة السجائر"، أخرجها بيده من جيبي وبتعجّل ليُكمل: وكمان بينسون! عب كبير. بورسودان مَطَرَتها كيف؟ وألا الأخ ما سوّاق شاحنة؟
    لقد خُلقتُ عائراً كما تقول أمّي، حتى المدرسة أذكرها كرائحة حبر تنبعث من الأولاد الوسيمين والمرفّهين، ولكم لَزِقنا بورّانيتهم. فقد كُنّا نحن أبناء السباريت غُبشاً كأنما خُلقنا من العجاجة التي أثارها الناس بعد أن خلقوهم ومضوا.
    التاريخ يُثبت أنّ كُبَراء القُرى والنواحي استطاعوا استعمار المجتمع الريفي لأنهم الأكفأ والأفضل، وجمعوا جرّاء ذلك أموالاً من كَدِّنا وعَرَقِنا ليتزوجوا بها المرأة الأجمل والأفضل. طبيعي إذن أن ينجبوا بعد ذلك النسل الأحلى والأليْن لأنه الأرقى والأكثر دعة. فالمعارك بيننا وبين أولادهم تاريخية، ونحن تلقينا فيها الهزائم حتى قبل ولادتنا، فآباؤنا مَن فاز عليهم العُمَد، وأُمهاتنا مَن دُحرن في مسابقة اختيار نسائهم.
    مدير المدرسة والوكيل عرّضا كثيراً لكون هنالك من "يتصارعون" من الصبية في أماكن منزوية، أو بقرب الحقول وسكّة الحديد. وأنني لا بُدّ ممن يعرفون أمور الضحكات المتغنّجة بالأماكن المظلمة تلك. خشيتُ المدير لأنه رجل خبيث، أما الوكيل فكان يستولدني شفقةً من "مافي"، فهو رجل أروش، خلا فوق وخلا تحت، إذ كان يحمل صلعةً كبيرة جداً، ويحمل بداخلها فراغاً يسع المجموعة الشمسية. ولم يكن دوره في المدرسة إلا مكبّر صوت للمدير، أو صدى خشناً لصوته. عليّ إسكات المدير إذاً، فأذعتُ أنا أيضاً أقاويلي وتعريضاتي، بأنّ هناك من يرغب في حرق محاصيل، وزرائب، وأعلاف،...إلخ.. عندها خشي المدير على ممتلكاته فاجتنبني، ولمّا لم يجد مكبّر الصوت من ينفخ فيه، بقي صامتاً.
    كانت قريتنا متنوّعة البشر والمستويات، ما يجعلها متنوعة المزاج وما تحتاجه. أفواجٌ كثيرة من الباعة كانت تقتحم علينا صمت القرية وحواريها. منهم من ارتبط مجيؤه في أعماقنا بالمطر، ومنهم من يلده سراب الصيف المترامي بعيداً وخارج القرية، وشِقٌّ آخر يجدنا متكدّسين في "الكدّكة" بظهر الجُدُر اتقاء القِرّة.
    ما كان يُمَثِّل انتظاري المتلهّف والعميق فرقتان فقط من أولئك الباعة. الفرقة الأولى هي باعة "الحرجل" و"المحريب" و"الجردقة" و"الطلح" و"الكليت" و"الشاف". كانوا يُعرفون باسم باعة "الحرجل والمحريب" أو "باعة الجردقة" تدليساً، ومن باب التنكّر، الحرجل والمحريب عشبتان تستخدمان للتداوي وتنكيه المشروبات. أما الجردقة فشيء يشبه الحجارة الجيرية يستخدم لعلاج سوء الهضم. هؤلاء الباعة، انشتلوا في أعماق الفليل بصفتهم الأكثر أهمية من التنكّرات وأمور الحِواء هذه. إنّهم باعة "الطلح" و"الكليت" و"الشاف" لا غير، يصيح أحدهم بالدوبيت من فوق جمله الأغبر،..
    أخَمْجِي الحِنّة بي دمي ليك لُخِّيها
    وحُفرة قبري للدّخان عليّ فِجِّيها
    طاش بالليل نجوم الضِّهاب باريها
    بايت القَوى وصاقعة الخراب راجيها
    حينما يأتون تصبح المسافة بيني وبين ذاتي جِدّ قصيرة، أقطعها بجرّة نفس واحدة، جرّة نَفَس واحدة وغالية، كأني أسحبها من طيز سيجارة بنقو. إبلٌ تجيء من قُهبة الخلاء، تحمل على ظهورها الحطب السحري وبدواً صحراويِّ السحنات والطباع، اندسوا فوق ظهورها غير ناشزين عمّا تحمله من متاع. يعرفون عن قيمة حياتهم أنّها أكثرُ اتساعٍ حر من حياة إبلهم، التي ترغي بما تشاء وتبول على ما تشاء.
    يبيعون أعواد وحطب الطلح، الكليت، الشاف،.. التي من شأنها في بلد قديم، كالسودان، أن تقطّع لقطع صغيرة ونشارة، ثم توضع بداخل حُفرة منزلية صغيرة، تُعَدُّ عادةً في جانبٍ منزوٍ من المنزل أو ببطن المطبخ وحتّى بغرفة النوم أحياناً في المناطق الإقليمية البعيدة. كي تأتي المرأة من بعد ذلك وتصير عاريةً كفطرتها وتجلس على نار العطور تلك، بعد أن تُغطّي نفسها بشملة غليظة تحجب عنها الهواء تماماً، كي ترعى فيها تلك التركيبة وتتخلّلها مساماً إثر مسام.
    يقال إنَّ النساء في بلدان أخرى بعيدة يسألن الرجل: تريدني؟ أو يزحفن بجواره كالسحالي الملساء، الراغبة والمتزلّفة.
    أما هنا في هذا البلد القديم والعريق فالمرأة تقوم بإشعال حُفرة دخانها فحسب. الرجل عندنا تدعوه النار شخصياً، وبأبهاء احمرارها الرهيب والماجد.
    فالناس بتكنيك الدخّّان هذا يضيفون للمرأة أوّل ما يضيفون عنصر الأسطورة، ويَلْحمونها بجانبها الغيبي الذي كان متهدّلاً وغافياً، خصوصاً حينما يخرجونها من شملة الدخّان وبوخها يلوي ويسد الأفق، كجنيّة جُلبت من قيعان جبال "الباريا"، ثم يُبرّدونها بما يُعرف بـ"الخُمْرَة" و"الدِّلْكَة" وهذا الشِّق التكنيكي يُعْرف بـ"الكَبَريت". أمّا "الخُمْرَة" و"الدِّلْكَة" فهما مستخلصات من الذرة، والمحلب، والصندل، والدّهن المعطّر، بعطور السودان، والهند، ومصر، وسوريا، وكلّ البلدان القديمة، مع ملحقات حداثية من باريس ولندن.
    هكذا يصير أوار المجال الجنسومغنطيسي، كلعنة، تنقل فضيحة البدن من جن لجن. وتصبح فتحة التلاقح في المرأة كثقب إبرة أرادوا له أن يكون شديد السريّة فهَمُّوا بثقبه فقط ثم تركوه. كما أنّ الدخّان والكَبَريت لا يمتصّان الروائح الكريهة من الجسد فحسب، بل يُثبتان أنّ المرأة عود نَد يُشعل من أسفل.
    "عوووووك آناس، الدخّان تساب النسوان، وجهنّم غربتي وحنيني، يا الله تحشرني فرعونها".
    هؤلاء هم باعة الآخرة في الدنيا، كلّما تذكرت الجنّة، حور مقصورات في الخيام، في كل خيمة سبعون حورية، في كل يوم لك أهل جديدون، حور، غلمان، وِلْدَان،.. يتناهى إلى سمعي،..
    "الدايرة الكلح التشتري الطلح".
    أو صياح بائع آخر: "الدايرة الحتيت التشتري الكليت".
    ففي تلك الجنة التي تبدو كداخلية بنات كبيرة، لا بدّ أن يكون لباعتنا هؤلاء شأنٌ كبير وأصوات أعمق نداءً وإغواء. كانوا ينادون بأصوات مليئة بالرجولة الخلوية، ومنغّمة بالدوبيت، وإذ تفيض القرية بالضجيج الداعر، تنطلق قهقهات الصغار وشهقات البالغين وتأوّهات النساء، وتنقلب البلدة لسوق كبير من ممارسة العادة السريّة الجماعية.
    "يا أخوانا أسكتوا خلوّنا نسمع،.. العريبي دا نَمَّتُو ممشهَدَة خلاص".
    "فيها حُرقة يبقالي آود علي".
    ود علي: "حُرقة ساي!؟ عليّ الحرام أتقول بدوبيها بمصارينو".
    وينطلق صوت العريبي البائع، من بعيد،..
    أهيييييي، إييييي،...
    ليلك عليّ دون الخَلِق مطبوق -يا الزينة
    وطلحك..
    دُخّانو متل القَطَر مبقوق -يا الزينة

    يصيح ود علي خلفه،..
    "هيع، أتَّبلعك آمنجوه، دولبها تاني، يدولبك بابور البحر"، قاه قاه قاه.
    الجميع يحفظون شعر العريبي، يقول أحد السكّيرين المتخفيين في الوراء، بعد أن يزيل لثام عمامته ليبصق تمباكه،...
    "الدامشيق،.. الدامشيق،..".
    فينادي "العريبي" بعد هنيهة حادياً،..
    حليلنا من زولاً –مغارب- طلوحو تَبِق
    نيين نين نين
    وحليلنا للبلد، الدامشيقو مُرّاً يشق

    ينكتم صوت العريبي لبعض الوقت، لأنّ "النزيهة" المرأة المتغنّجة ستشتري،..
    "حاج فلان بقولك بعنا بكذا، أو زدنا كذا"، لعامل الخجل الملفّق طبعاً، النساء تشتري باسم الزوج، وكأنّه هو الذي سيخلع ملابسه ويدلّي خصيتيه في حمو النار.
    يصيح البائع المعروف بـ"الداهي" لكثرة استخدامه لهذه المفردة، التي تعني الشيء والشخص في آن واحد، صوته ثقيل وكأنّه يخلع نفسه خلعاً من بين فلقتي عود طلح أو شاف،..
    "الدايرة الحتيت التشتري الكليت،... الدايرة الكلح التشتري الطلح".
    فتتضاحك النسوة من حول العريبي، ويتغامزن مع رفيقاتهن اللائي يُطللن من نوافذ وكُوى البيوت، أو يتفرجن من فوق الحيشان والجُدُر. إذ إنّ غالبية البيوت كانت من ذوات القامات القصيرة، ومعظم نوافذها تقريباً تُطل على الشوارع والأزقة. فالشوارع والأزقة هاهنا تُعتبر امتداد لحرمات البيوت. كما أنّ البيوت واضحة وما بداخلها من أشياء وحُوَار محفوظ لكل أحد، فليس لديها ما تُخفيه أو تتستّر عليه. والشوارع والأزقة نفسها لم تلتف حول البيوت لتراقبها أو لتتنصّت عليها، وإنما لتكون صوت البيوت الجماعي في ملمّاتها بفرحها وغضبها وأتراحها.
    تَقَلُّ أعداد النسوة من حول العريبي فينطلق مُقَصِّداً من جديد،..
    "المارقني نُصّ الليالي أتهمّى
    مِعَلِّب شَافَها لزولاً مقامو مذمّه"

    ود علي: "صِحْ يمين الله"،..
    فقد أخذوا منه امرأة أحبّها فيما مضى.
    "الداهي" يصيح أحياناً بجُمَل سوريالية يفهمها هو وحده،..
    "سِلْك القلب، يكهرب، يمين وشمال
    ناديتو، ما سَعَل فيني سُعال
    يا الماشي الصعيد، كلّم جبال الفاو"

    يعيد صيحته من جديد، لكي لا يفوز العريبي بكل زبائنها،..
    "الدايرة الحتيت التشتري الكليت،... الدايرة الكلح التشتري الطلح".
    هو يعرف أنّ الكل يُريد "الكلح" و"الحتيت" أي النكاح من رجل موهّز، بقسوة ووحشية يجعل الورّانية تكنتك كأضواء الزينة، ولكن لماذا تتهافت النسوة على العريبي المحبوب وليس عليه هو؟
    لأنّ هنالك وَزْنَة هو يجهلها، عليك أن تنادي رغبة الناس وحياءهم في آن واحد، دعارتهم مع أقنعتهم وبفن، وهو فاحش ووقح بنفس استقامة سِكّينه.
    "حلو الكلح، في المنَجّض بالطلح".
    الصبايا المراهقات يهربن من أمام الأهل وتصفرّ خدودهن بمجرّد صياح "الداهي"، ولكن لكي تردّد أصواتهن اليافعة بخفوت، ولكي تقرقع في السر الأواني أثناء غسلها، الطاسات، الطشوت بملابسها، ترتج بين أيديهنّ مع نقرات خفيفة، من أصابع ناعمة ومتحضّرة لشراء الكثير في مقبل الأيام: الدايرة ودايرة الكلح، هَيْ بسْ التشتري الطلح".
    وتغزر وفود النساء بالخارج، وترفّ الأفخاذ للّون الخمري، الذي يتوزّع على مسوح الدخان، وترّف الأفخاذ الأخرى والمُشْعِرة أيضاً لأن تختم تفاصيلها الصغيرة بذلك الحبر الجهنمي، في الوقت الذي تتفرّق فيه جماعات البيع في القرية كالمشارق ويبدؤون الصياح الجماعي من جديد، فتلتحم القرية كلها، في التعبير عن شهوة واحدة وأكيدة، ومطلب بازلتي يتظاهر من باطن الأرض والكائنات، ويخضوري تهبُّ به رائحة الحقول وحَيْدُ النهر.
    العريبي نافخ صُور قيامة الكلح تلك، يهب جمرَه،..
    "الدخّان السيدو ممسّح، فطيراً في لبنه طفّح".
    فيلتبس الأمر على الصبية اليافعين، لأنهم يعرفون معنى الفطائر عندما تُطفِّح في اللبن، ولكنّهم يجهلون مغزى المرأة المدخّنة عندما تطفّح في المسوح، يسألون العريبي، فيرد ناهراً لهم -بتلاعب- من حول راحلته المحمّلة بالحطب،..
    "بعدين، بعدين بتعرفوا، هسّع ألقفوا الفطير باللبن ساكت، قوّوا عضامكم".
    يبايع امرأة، ويلتفت مهمهماً مع نفسه بخصوص سؤال الأطفال،..
    "يابا حلاوة لبان، وجيب لي معاك كريملّة. كان مو طلحي دا آولاد الحايلة كان في ود غلفاء ببيعلوا كريملّة!؟"، يبلّغ العريبي حسده لـ"الماحي" صاحب البقّالة.
    يرفع "العريبي" رأسه ليجد أنّ "الماحي" يحدجه بعدم مودّة هو الآخر، يتزلّفه العريبي، بقهقهة أوّلاً ثم يقول،..
    "أنحن نكورك النهار كله الدخّان السيدو ممسَّح، الدخّان السيدو ممسَّح، وإنت تنسف جركانة سمسم وراء جركانة".
    "بالله!؟ لو مكورك عشاني أنا سد خشمك من يوم الليلة دي، لا مَمَسَّح لا مَشَتَّح، شوف العربي المطرطش دا عليك الله، يعني إنت كان مُتّ وألا مَسَكَك وجع حلق، زيت السمسم بتاعي ماشي يبور؟"، يجيبه الماحي بتضاحك ساخر.
    "والله لِعَيْمَاً! لا حولَ"، ويخففها العريبي بتضاحك هو الآخر.
    كانوا قوماً لا مبالين، مستهبلين وسعاليق، يركبون جمالهم المنهوكة في مرح وسرور وقلّة أدب. ولطالما اعترض إمام مسجدنا على مسلكهم وسابّهم وناصبهم العداء، ولأنه يعتقد بأنّ الشارع هو ما يقع ناصية لمنزله وليس العكس، فقد منعهم من المرور عبره بالمرّة.
    ما عدا "الداهي" لكونه بهيمة وسكّينه هي المنطق الوحيد الذي معه، و"العريبي" لسبب فصاحته ولأنه شاعر له سلطة الكلمة، فبوسعه هجاءه بحيث يُكَرِّس له منقصة لا يستطيع دفعها مدى الحياة.
    "ها ناس إنتو ديمة عليكم في كلامكم المسيخ دا! بتعقلوا متين إنتو؟". يسألهما إمام المسجد، مع غضب مكبوت.
    يجيبه "الداهي" بلغة بطيئة ومسترجلة،..
    "بعد جُمَالنا دي ضهرها يفضى، يمكن نَعَقَل".
    العريبي: نحن أحرار ومن يريد أن يذبح حريتنا فليجرّب ذبح البحر الراقد للذبح.
    "المعايش ما كلّنا ساكّنها متلكم، بنصيّح جنس صياحكم المافيهو حياء دا؟". واضح أنّ الإمام ينتقي عباراته، فهو يرى ذراع "الداهي" تبرم عكازه بين أصابعه كسَيْر طاحونة، رجل أعسر وقوي، ومشهور بتأديبه للفتوّات.
    "معايش من معايش تفرق يا مولانا"، يجيبه العريبي بينما هو ينقر على علبة تمباكه بأصابع حريفة، مؤخراً إحدى رجليه ورافعاً الأخرى، بعد خلع نعلها، ليسندها إلى عصاه.
    يسأله الإمام بحدّة: يعني إنت شايف عماراتنا البتنطح في السحاب، وألا شنو؟ ما ياها كلّها ويكة وتمليكة.
    "ناس الويكة والتمليكة ماك منّهم، شوف الضراطن تفاح"، يجيبه العريبي، "الداهي" طبعاً ينتظر فحسب، لا حُجج معه، فهو من ناس "أكتح" و"كَيّلوا".
    يحاول الإمام استخدام لغة خطبة الجمعة، كنوع من عدم رفع الكُلفة وادّعاء الرسمية،..
    "ظراط التفاح أنساهو، لأنّ الله لم يخلق دبرك له".
    "لكن يا مولانا دبرنا دا ما زهج من فساء البليلة"، يقهقه الحشد الذي بدأ يتجمّع لأجل الشماتة من الإمام، ما يضطر الإمام لأن يبصق وينطلق مبتعداً ومتعَوِّذاً.
    حيّ يا باعة الطلح، لو تقومون بجولة في أوروبا!؟
    أتوسّد كَفِّي كيفما يتهدهد النائم، وأرى: "العريبي" و"الداهي" ينهران إبلهما في جادّة "هاي ستريت كينزنغتون" بقلب لندن، في جولة ستمرُّ من جادّة أوكسفورد وبيكاديلّي دون شك، و"حلو الكلح في السمارو ملهلب بالطلح"، تلعلع من حوش سماء لحوش ثانية...
    و"العريبي" يدوبي وينم، قول في درب قول. ويتناهى إليّ صوتُه الحاد والمستفحل من بعيد،..
    "لا حول ولا قوّة، هآ زول ما تجابدنا كتير، والله آخوانا الناس المحومرين ومقدَّدين ديل!" يهز رأسه وتُصَوِّت علبة تمباكه تصويتتها الحريفة،..
    "يمين 3 اصطرليني ما بفوتلك منها "تِفْ"،.. يؤكّد "تِفْ" هذه بحركة طرقعة يؤدّيها بأن يحشر إصبعه في جانب فمه ويجذب حواف شدقيه للخارج، ثم يطلقهما مرة ثانية ليصطدما بموقعهما، في تصويتة تتزامن بالضبط مع كلمة "تِفْ".
    ويضيف: "يا زول ما تكتّر المجَابَدَة، لا حول ولا قوة، الخواجة دا ظنيتو أصنج".
    لا أحد أحسن من أحد، "الداهي" المنافس والصديق التاريخي للعريبي، يصنع حركة "طج،.. طج،.." بفمه، التي تُقاد بها الحمير، بمعنى تثنية لحكم "العريبي" بصناجة الخواجة، ويضيف هو الآخر،..
    "لا بوم تب، الداهي دا بوم مرّة واحدة،..".
    "غايتو ترى معايشنا بقت مَبَاصَرَة من جُمُلات حريم الرخم ديل"،.. يقول العريبي بعد أن يحنث بقسم "تِفْ". فيهز "الداهي" رأسه بطرب، وينفخ: "أوففف"، ويقهقه بمتعة طفولية ساذجة بعد نفخة "أوففف".
    "أوففف" الخرطومية هذه، يترقّى بها "الداهي" طبعاً، ويصعد بها من منزلة مدنية لأخرى.
    حيّ يا باعة الطلح، لو تقومون بجولة في أوروبا!؟
    فإنّ الرجل الأوروبي يُقَدِّر الإبداع والحياة، وقطعاً لو ذاق المرأة المدخّنة سيكفر بأنثاه المثقّفة، التي تجادل في التلوّث وقضايا "ناسا" و"مير" والكيمياء الحيوية والعضوية، وسيأتي لينازعنا هذه الأنثى التي لا تجادل إلا في سعر الطلح. هذه الأنثى التي لن يهمها حَفر بئر بترول بقدر ما سيهمها حَفر حُفرة دخان، بنزين الناس أوّلاً، وبالمَهَلَة بنزين الطلمبات.
    كنت أشعر بأنّ كلّ نداءاتهم تلك تستدعيني أنا وحدي، لأشتري كلّ ذلك الطلح والكليت والشاف، فأصنع منه كمينة ضخمة كالتي يُعَدّ منها الطوب الأحمر، بدل حُفرة الدخان الصغيرة والمنزوية تلك، ثم تُجْرَد لي نساء القرية بتمامها كجَرْدية الحصاد، أكون مصطولاً جداً، ولأنّ البنقو سوط من يريد أن يجلد الهبوب، أقشط الأرض بسوطي، فتجري أنهار الخُمْرة والدِّلْكَة، وتطقطق فروع الرياحين والعطور في قنانيط أُمّها، فتبرّد لي النساء بغمسهنّ في ذلك النهر، لأشفى من نهر أعماقي، نهر الحنين كلّه، وشوق الإنسان للإنسان بإجماله وفي تمامه،..
    "العريبي" و"الداهي" ليسا وحدهما من كانا يشطّفان المكان من سماجة الإمام، بل تشاركهما أيضاً امرأة رائعة اسمها "دهرية". كانت أوّل امرأة تفتض عذريتي، وتجعلني أتهدهد كموج رائق عند حواف أجمل ما يسكنني من شاطئ.
    لم تكن بالجميلة مطلقاً، بل قبيحة يتعثّر فيها الحَجَر (شينة تعتّر للحجر). أجمل ما فيها صدرها، وهي تعرف هذا التفوّق كحال كل النساء، أي واحدة منهن تعرف أين رُبِط شيطانها. فـ"دهرية" في مشيتها تحاول أن تجعل من صدرها رجليها، كي يتفرّغ صدرُها لاحتضان كل الهائمين، وأهل الفقد، والموجدة، والتخلّي، و..و...
    كانت "دهرية" شُجاعة ونمرة، لا مثيل لها. التقاها إمام المسجد ذات لوثة من لوثاته بجوار الفرن، فافتعل معها شجاراً، وقال لها ممّا قال،..
    "روحي بالله، إنت واحدة قليلة أدب، تفوو عليك وعلي مِلّتك، وليّة عديمة الوليان والتربية".
    فالتفتت إليه بتحدٍّ، وعيناها تحُشّان عينيه كالمنجل،..
    "يعني شنو؟ قِلّة الأدب للمرأة رأس مال".
    "وكمان عندِّك لسان تتفاصحي؟ يا مرحاض السوق وبتاعة المريسة؟".
    "آي مرحاض سُوق، وإنت ذاتك أتفضّل بول. وعَبّار المريسة أطول من مئذنتكم، وشِن عجبك!".
    هاهنا يبصق الإمام، ويتستّر بكونه أهملها لأنه سيشتري برسيم بهائمه، يُلاحح بائع البرسيم متهرِّباً.
    عفارم عليها "دهرية"، مَنْ علّمتني أنّ القُبلة سديم لكون ابن آدم، فبها يجعل من فمه مركزه، ليدور فراغه حوله، وليس العكس. وتشرحك لذاتك، كرجلٍ تلوي الأزقة رجليه، فيستقيم المشي نحو وصولٍ داخله. وعلى صدرها اكتشفت أنّ اعتلاء المرأة بقدر ما يعني الإشراف على العالم من علٍ، يوازي النزول إلى جوف خندق، أثناء قصفٍ مجنون.
    في بدء صداقتي معها، وكنتُ حينها طالباً غريراً، وقفَتْ "دهرية" قُبالتي كهينغ واثقة. وقفتها تمنحها صِبَا امرأة تفتّحت في أوانها، واشتمّت سماد الرجل، سألتني باعتداد إغرائي،..
    "ماذا تريد؟".
    "ما يُريده الذين يأتون إلى هنا".
    "أيووة، ولكنهم يأتون إلى هنا بالمال لا بأرجلهم".
    "ومن هنا، هل يذهبون بالمال أم بأرجلهم؟".
    ضحكتْ بظُرف من سؤالي، لتقول: الكلام مثل اللبان، يمكنه أخذ أشكال كثيرة كلّما لاكَه ضُرس، ولكن الواقع له هيئة واحدة، وشكل واحد. وأنت واقعك أنك لا تملك مليماً واحداً. أمشي أبْلُغ، وأشتغل، وألا أقول ليك أغترب وتعال.
    عرفتُ من كلامي معها أنها ليست أي داعرة كما توهمت. وأنها تبدو ملّمة بالكثير، ومتفتحة إن لم تكن مثقفة، والأهم أنها من النوع الذي يمكن أن يُشفق، ولكنها قطعاً ليست ممّن يمكن ابتزازهم. قلت لها بخيبة،..
    "سأذهب ما دام المال لسان الناس وأرجلهم".
    تركتني أذهب مبتعداً، والحسرة جُوّاي جبل، ولكن عندما بلغت الباب الخارجي للدار، صاحت فيّ،..
    "تعال يا إنتَ، يا طالب".
    أوشكتُ أن أطرب، فقد لمحتُ لمعة الزيغ الشهواني بين درفتي صدرها.
    ولكنّها سألتني، ضاحكة، قبل أن أبلغها: معانا وألا مع مولانا الإمام؟
    تلفّت، كنتُ صغيراً، وأخشى إن صففتُ نفسي لجانبها، أن ينزل مَلَك عذاب ويقبض عليّ في تلك الساعة، تلوّت هي ضاحكة ودسّت يدها تحت ملابسي: طيّب مع الإمام وألا مع صاحبك دا؟
    انطلق جسمي ناراً، سألتها مبتسماً باضطراب: الإمام مُش كفاية عليهو ناس جبريل، العَشَرة المبشّرين بالجنة، وناس بيعة الرضوان؟
    قعقعت ضحكتها، كفروع شجرة اللالوب المثمرة: خلاص اتفقنا يا جميل، قانوني يقول: اكسب الرجل ولا تكسب منه جنيهين.
    تطلّعت إليّ قليلاً ثم سألتني،..
    "هل كرهتني حينما صددتك؟".
    "لا، كرهت الاحتياج، هنالك فرق بين أن يؤلمك الواقع وبين أن تكرهه".
    تعجبت من وجود امرأة مثلها في ذلك المكان، حتى شرحت لي أنها مجرد فنّانة فاشلة، كانت تود بقوة أن تصير ممثلة فانتهى بها الحال بين يديّ دهرية. وأنها كانت تعمل مع فرقة غناء إثيوبية جوّالة، فزاولت التسواح وجرّبت المدارس والمسارح وتذوّقت كُلَّ ما صادفها من أنواع الخمور الجيدة، والتبغ الجيد، والرجال الذين لم يصادفها منهم صنفٌ جيّد بالمرة.
    وبرغم ما شهدتُه بنفسي من زيف العاهرات وغشّهن، فقد منحتني دهرية في ذلك اليوم صدقاً نادراً إن لم يكن معدوماً. صدق رئيس بلدية مخلص، حمله مَنْ فوّزوه فوق أعناقهم، فكان حرصه على أن لا يسقط، أكثر من حرصه على أن يراه الناس فوق هاماتهم، للمبالغة طبعاً. فقد كانت امرأة سِمِّيرة وشهوانية تعرف كيف تفاجّ بين فخذيها وكأنّ الذي سيهبط بينهما نيزك لا رجل. لقد ضاجعتني بأوّل امرأة فيها كانت تدخرها لرجل بلا نقود. أما أنا فقد نَقَدتُها ابن آدم نفسه وبتمامه دون تمحيص أو مفاصلة.
    ومجنون أبدك يا جسد، إذ تنقض حنوطك بالبلوغ، وتُبصر منذ أن يؤرخ فيك الجنس لعَيْن... أيّما جسد هو مومياء في طفولته، لن تعمُرَ بالحياة إلا حين يباغتها الماء اللوزي، يخضور الإنسان، ومخ عظامه.
    ومنذ "دهريتئذ" مشيت الطريق، الطريق من الكمبو إلى القرية. ذلك الطريق الذي لم يكن في عُرف الناس طريقاً يصل بين منطقتي إقامة، بل يفهمونه على أنه طول قامة الشيطان الذي يرقد بين القرية والكمبو.
    الطريق الذي يُراد له أن يكون خالياً من آثار الناس ويبدو ظاهرياً كذلك، وما إن تسير عليه قدماك حتى تجد أنّ خطواتك تقع على رهبة خطوات كثيرة سبقتها. وتكتشف أنّ سودانيين كثيرين ساسقوا على طول هذا الشيطان المنبطح، وخطاهم تُشَلِّخ الدرب كلٌّ على حسب قبيلته. إنه طريقٌ لا يفصل بين عيشٍ وعيش فحسب، بل بين كوكب وكوكب، وبين كائنات وكائنات. الدرب الذي يوجد تقريباً على كل الخارطة السودانية، وخصوصاً مناطق الإنتاج والمشاريع الكبرى. حيث يقطن الكمبو العمال تحديداً والفقراء والنازحون من القبائل الزنجية على وجه العموم.
    هذا الطريق متحكّم ونافذ في أقدار الناس هنا، فبإمكانه إسالة الدم وتخمير الجو برائحة البارود، تغيير الوصايا وتبديل حصص الميراث، نقض عقد أو صُلح أو انتزاع أرض من رجل وتقديمها لآخر. يمكنه طرد أيٍّ كان من بيت وُلِدَ وخُتِنَ فيه، وربما من البلد كلها التي حدّد فيها البقعة التي سيضع فيها جنبه للموت، فكل حيّ هنا يعلم أنّ قبره ذراعين، ثلاثة، أو كذا خطوات يمين أو شمال قبر جَدّه فلان.
    أما القرية التي تكون مناظرة للكمبو فهي أبداً لأجلاف العرب من باعة السكّر والشاي والقديد. مصلّو الجمعة نهاراً، الذين هم في الحقيقة منتسبو الكمبو ليلاً.
    إمام قريتنا كان يدعو على الكمبو بالخاسفة كلّما وجد لسانه رطباً وبداخل فمه. كما كان يتهم "ضوّينا" المؤذن بأنه رجل سُوقي وبكّاش، يطلس الناس ويداهنهم. أما الحقيقة فهي أنّ ضوّينا قد كان رجلاً سمحاً وفيه نُزوع للمشاورة، يهتم بطرح آرائه في شكل مقترحات يسعى لأن يجمع لها الموضوعية قبل المناصرين. يقف دائماً مُقَسَّماً بين رجل مهيب ورجل طاعم اللهجة. بالتساوي. عين تُطل من عالم جليل، وأخرى تُطل من عالم ضحوك. وجهه لا يفتش وإنما يتنَقَّل كمدرة القارب، يعرف عمق الناس وضحلهم أينما التفت. بادئ ذي بدء ليقدِّر نبلهم ويجلّه، وثاني ذي مثنى ليقوِّم اعوجاجهم بحنان. هو لا يترصّد ولا يثأر ولا يعظ. إنه شاهد الخير فحسب.
    كان الإمام لئيماً ولطينة بني أُمية، يقطعه الله. فإن دَرَج على الترويج إلى أنّ ذلك الطريق الذي يصل بين القرية والكمبو طول الشيطان الذي يرقد بينهما، فلطالما سعى لترسيم حدوده فوق الناس على أنّه قامة الملاك الذي يقف بين القرية والسماء.
    الغريب أنّ ضوّينا لم يخلُف الإمام بعد موته كما هو متوقّع، بل خلفَه ناظر المدرسة. ليحلّ صنف رجال الدين الحديثين هؤلاء. الذين هم أصلاً ذلك الدجال القديم، بعد أن أُضيف له القليل والمضلِّل من معرفة الحساب والجغرافية، والكثير من الخبث وجداول الضرب لتجويد حسابات لصوصيتهم. فنوعه هذا هو بالتحديد ما يدفع سانتينو لمقولة: الله يعتبر المشتبه فيه الأوّل، في كل الجرائم التي تُرتكب باسم الدين.
    ضوّينا كان حلو اللهجة وطاعمها، ولأنني مفتونٌ باللغة والقواميس منذ صغري فقد كنت أحبُّ حديثه، خصوصاً حينما يحكي عن مذبحة الإمام الحسين، ولطالما جسّد لي حضرة الإمام الناظر بني أُمَيّة بأنوفهم الطويلة والقاسية، والخُرج الكبير الذي كان يجمع فيه الفاصوليا والفول والمحاصيل من أناس أفقر منه، وتحوّلت خطبة الجمعة في عهده من شتائم الإمام الراحل، إلى هرطقات بهلوانية تشبه كثيراً حصصه في مادة الجغرافيا، التي يتناول فيها صناعة الأفّاقين من بيض جنوب إفريقيا.
    ضوّينا الرائع كان متواضعاً، وعيناه الصوفيتان يسكنهما على الدوام انعكاس نخلتيه اللتين بجوار الساقية، وحتى حينما يعود من حقله ويفارق ساقيته يجلس إلى الناس وعيناه تُطلان بانعكاسهما وظل نخلتيه نفسه. فلم يكن يتحرّج مطلقاً من القدوم لدائرة شجرة اللَّبخ العملاقة بقرب النهر، حيث اعتادت أن تنزل دائماً المجموعة الثانية التي كانت تستهويني من الباعة، الغجر، وابنتهم "سنيّة" على وجه الخصوص.
    الحَلَبْ "الغجر" يسيحون في البلاد بطولها، ليقوم الرجال منهم بصيانة الأواني وقِطَع الأثاث وغيرها من الأغراض، أمّا نساؤهم فيقمن بتجارات صغيرة أهمّها بيع أدوات المكياج والأواني المنزلية والملابس.
    قلت لوالد سنيّة كأنّي أرمي بشِباكي في النيل،..
    "يا عمّنا إنتو ما عندكم لا أهل لا بلد؟".
    "كيف يا ولدي!؟ أمّة محمد دي كلها أهل منو؟ وأرض الله دي من حدّها لحدّها الدّخلها معاه في قبره منو؟ دهور بأكملها يا ولدي وأنا أمتلك خيمة لها 12 وتد، لم ينبت أحدها في أرض بلد، ولم أغرسها في مياه بحر. دائماً معي، ودائماً أجد لها الأرض والمنزَلة. نحن يا ولدي بلدنا موسم مُش مكان. أما كلام أرضنا وبلدنا وحدودنا دا كلام ناس حكومة وبَسْ".
    فليفهم أبو سنيّة ما يشاء، من كون ملكية الأرض كمرادف للوطن، ضلالٌ كبير وغيره، فأولئك قوم الوطن عندهم رديفٌ على حمار. أمّا الذي أفهمه أنا، فهو أنّ النساء من جنس سنيّة ابنته أكبر فكرة ضد الوطن، لستُ مراهقاً صغيراً ليخدعني شاعر ما ببيت شعر يقول فيه إنّ المرأة وطن مهم ومثل هذه السذاجات، كلا، أنا مراهق متمرّس، يعرف أنّ المرأة الجميلة لدرجة الإبهام، ما هي إلا الحنين في تجليّاته العضوية، فانظر بهذا المفهوم بُعد امرأة كهذه من أن تكون وطناً.
    سنيّة لم تُخلق من الشِّعر الداجن لتخدَع أحداً بالمواطنة، بل أنزلوها من ظهر الشعر غير المطيَّع أبداً، جاذبة دون حد يتوقّف لديه الخيال. كانت رسمة ولم تكن بنتاً، قبضوا عليها من شِق ماد به النخيل في تيه فانزلق منه.
    بالأمارة، كنتُ أجمع صور الجميلات من كل غلاف وباطن مجلّة، وأُكدّسهن لحد أن ضاق بهن المنزل. ولكنني لاحظتُ أنّه بعد فترة تنقلب الجميلة لمجرد فتاة لا أكثر. أحياناً أعتبر نفسي قد أخطأت التقييم، وأحايين أخرى أتأمل هذا الاستهلاك نفسه للجمال، وأقول لنفسي لا بدّ أنّ للإنسان مَلَكَة تعمل على استئناس الجمال! وإلا قتله الحنين. وكنتُ أفترض من ناحية أخرى أنّه لا بدّ من وجود جمال فذ ووحشي، لا يمكن استئناسه بالمرة، لأنه يقع في بلاد الحنين بالكامل، فما من مقدرة هنا بوسعها بلوغه كي يتم لها استئناسه بعد ذلك. وسنيّة كانت ذلك الشاهد الحي على صدق نظريتي، كانت الجمال الوحشي كما لم يُقدّر حتّى لخيال البشري أن يمتطي ظهره مطلقاً.
    أتذكّر جيداً حينما بَرَّر المرحوم حسنين طلاق زوجته بقوله لحمدان الطبّاخ،..
    "أنا رجل محكوم بالموت كما تعرفون، لتأخذ حرّيتها، فهي بأي حال تزيد على المرأة ناقصة العقل والدين بكونها ناقصة ذوق وجمال".
    ضحكوا ساعتها، وأجابه حمدان،..
    "كلهن يصبحن هكذا بعد فترة، ولكنّا نُكْمِلُهن بالصبر وغض البصر". ضحكت معهم، ولم أقل لهم إلا "سنيّة"، فأنت لن توافق على نظرية سوى هذه إن لم يُقدّر لك أن ترى "سنيّة".
    كانت قانوناً من قوانين الطبيعة في حد ذاتها، القوانين التي تُوجد بدافع أن تَحْكُمَ بناءاتٍ، وتُفني غيرها.
    وكنت أنا أيضاً قانوناً في المقابل، أعرف حكاية الجسد وخيال الجسد من مبتداها لخاتمتها، فمع أحاجي كـ"سنيّة" أقود حواراً مختلفاً، في مناطق الضَحَل المليئة بالصير، بلغة شاغفة التطفّل أكثر منها ذكية، لغة رحيمة مع غربة الغريب وحواجزه.
    "وجهكِ يبدو مألوفاً بالنسبة لي. قولي بس شفتك وين؟".
    "أنا؟ وين يا وِلْدي؟"، قالت بلهجة الحَلَب، وأردفت،..
    ما أظن أنا، تكون واحدة تانية".
    "لا، أنا لا أقصدك أنت، ابنة الحَلَب، وبائعة الصيني!".
    مع إجابتي هذه أخرجت عينها التي تتأكَّد بها من كون الناس مجانين أم لا، فأكملتُ على الفور: أقصدك أنتِ، البنت الحلوة وبس. يعني إنت كان لازم تشتغلي بنت حلوة وبائعة؟
    فأطلقت "سنيّة" ضحكة غير مترحّلة، ضحكة كدَقِّ وتد الخيمة في الأرض.
    "أيوة أيوة، دلّلني بالكلام الحلو، أصلها الحلاوة دي شَغّالة عند ألسنتكم، مش عندنا". ردّت وهي تُدير ابتسامة من خلف قمر وجهها بكامله، وبعد تفتيش فمها الجميل، لإخراج بسمة خاصة تدخرها لمن يتفاوضون معها في غير الأسعار. ربما أحسّت باللعبة الودودة القادمة.
    وهكذا لعبسة بعد لعبسة حتى صارت لي معها علاقة بطول أسفار غجر الدنيا كلهم، وإن كانت كالأنهار الموسمية، تمتلئ وتفيض مع موسم مجيئهم إلى قريتنا، وتذوي وتتصحّر أوان غيبتهم.
    لا زلت أذكر أوّل لقاء جسدي كان لي معها. أشّرتُ لها من بعيد، وأشّرتْ لي هي بماعون العَلَف، فتبعتها. تظاهرتْ بكونها ستعلف الحمير البعيدة بعض الشيء عن الناس، وأنا جلست لظل شجيرة قريبة منها بدعوى أنّ هنالك شوكة في قدمي.
    كانت "سنيّة" أجمل حكاية رافقت الغجر من بين كل حكاياتهم. حتّى المسترجلات قليلاً من نساء قريتنا، كنّ سيأتين لينخسنها ويغمزنها ويتغزّلن فيها، كما رَغِبت "الروضة" بائعة البروش، كانت أكثر شخص ينافسني على الفتيات، لأنّ معها تصريح الدخول لجميع أماكن تجمّعات النسوة. كانت امرأة مشلّخة ووسيمة بشكل لافت، تتحدث دوماً بأرخص لسان شوارع دنئ، تحاججها امرأة حول سعر "بِرش" في السوق،..
    "هوي يا الروضة، إنتِ والله إلا كان دايرة تغشّيني".
    "شوفي يا وليّة إنتِ، هسّع في ذمّتك صبغة البرش دي بتاعة عشرة ريال وألا عشرة جنيه! أقوم أنيكك؟ الدنيا براها حر".
    تنكمش المرأة حين تقوم الروضة، ولكنّها لا تهرب، فكل النساء فيهنّ تلاعب ما، تتضَحّك المرأة، لأنّ الروضة تقول،..
    "أقيفي أوريك نوع السعف"، طبعاً لا سعف ولا يحزنون، "الروضة" تميل في اتجاه الجوالات المرمية في الخلف، بينما تضغط بعضوها ردفي المرأة الطريين، ويدها تفعل أشياء في صدرها، توزّع المرأة المستلذة كل تلك الحركات الواضحة جداً على،..
    "هَيْ يا يمة شوالات سعفك بعيدة، كان تجيبيها في وشيك بي هنا". لتقول لها الروضة مقهقهة،..
    "يعني إنتِ كايسة الراحة لي منو فينا؟".
    مع بدايات ظهور سنيّة وجمالها الفذ، كنتُ حاسماً مع "الروضة"، فقد سمعت بكونها بدأت تحوم حول "سنيّة". لمحتها تحمل سعفها من بعيد، فربطتُ حماري بجوار الترعة وأسرعت أقصدها بينما طوريتي في يدي بطينها، وبدون مقدّمات،..
    "شوفي يا الروضة، إنتِ ما عندك ذِب، صاح؟".
    "هوي آود التوم، قول بسم الله، وارعَ بقيدك!".
    "بطّلي حركاتك دي، واسمعيني كويس، والله،.. ووالله، أشوفك وألا أسمعبك قرّبتي من لبخة الحلب دي، إلا أزرع ليك الذِب الدايراهو دا في رأسك، وبالطورية أم طين دي، شايفاها؟".
    كانت الروضة امرأة لها كلمة: "مبروكة عليك"، قالتها كوعد وأنجزته برجولة.
    أصبحنا بعيديْن عن أعين الناس، وكانت سنيّة تعلف البهائم، بماعون فارغ، بينما كنت أنا أستخرج شوكة لم تدخل إلى جسمي بعد، وبدون منقاش، فتواعدنا مساء ذلك اليوم لدى صفصاف الشاطئ.
    كنتُ منتصباً لها بتمامي، قرب النهر، ومن قبل مواعيد لقائنا. أشعلت سيجارة بنقو غليظة وفاهمة، بوسعها تقريح شفاه حتّى ذلك النهر، وإصطاله ليخرج مهرجلاً بين البيوت. بنقو الجنوب من صنف "الكافن"، حين تتلقّاه تتلقّى المعرفة كلها في جرعة واحدة وكبيرة، فليس بمقدرة أي كلام بعد ذلك أن يُعَقِّد نفسه بداخلك حتّى يبلغ قامة السؤال فيك، يُعيد صياغة الصور الواقعية ويؤطّرها بضباب لذيذ يُبرز عمقها، يُحمِّض منك ما يُحمِّض،... يشذ بالحياة الغريبة كلها نحو مألوف منسي بداخل الإنسان، يستأنسُ فيك ما يستأنس،..
    دخّنتُ ودخّنت، حتى رأيت الشمس ترفُّ فوق المياه، كوزّة تُريد أن تبترد. وإلى أنْ تشقّق النهر عن فتيات كُثر، يرتدين منامات رهيفة. فإذا ما صرفت بصرك باتّجاههن، لا تُبصرهن كتحريري عَيْن، وإنما شفهياً وبكل لغة.
    صرفت بصري ناحية النهر من موقعي ذلك، فوجدته قرمزيّ اللون، زِدتُ من تركيزي وهِمَّتي كي أتيقّن منه، فلامسَ عينيّ كوجود رائق من دلكة خالصة.
    الزمان والمكان استحالا لسجسجٍ من عناق، ودغدغة، وتورّد خدود، وانفتاح وانغلاق غمّازات وأرداف.
    ضوء الشمس الشفقي يشطّف بلمعه وجوه الفتيات السُمر، فيأخذ تلك الوجوه رويداً رويداً إلى حيث جوهر الإشراق وكلّياته الخفية. ثم بدأ غناؤهن بكلمات تتراكب أمام عينيّ كقطع ملوّنة من نوع دُمى الأطفال التركيبية تلك.
    أخذتُ أُردّد معهن كلمات الأغاني، فأحسستُ بنفسي تتحدّث لغةً سَبَقت قومها للتحضّر بعصر جيولوجي كامل، لذا ظلّت بِكراً وطي ألسنتها لدهور، وهاأنا أوّل المفتضّين.
    فالإنسان حين يصطل يسد منابع اللغة البدائية فيه، ويفتتح مجاهل للكلام من حيث لا يرتهن للّسان.
    حينما بدأن البرود بالدلكة كنت أتطاير أمام نفسي مثل قطع الكلام تلك، وأتراكب مع بعضي بعضاً في مليون صفة وهيئة وهيئة.
    لاهَ برقٌ فضي في علياء ذلك العالم المثير ثم اختفى، وإن كانت أشتات ضوئه لا تزال تقشط نهر الدلكة ذلكم في تيه. فتبتلُّ منامات الفتيات من جديد، وتقطر ندف الضياء برفق، حتى تلتصق بأطراف شَعَر الفتيات في شكل بلّورات صغيرة، وأيضاً في شكل حِزم كبيرة بعض الشيء، تتراءى من بعيد وكأنها من جنس الشرائط اللامعة التي يُصفَّف بها الشعر.
    أجسادهن كانت حرباً معمارية، فحين ينثنين.. قوساً، وحين يستقمن في وقفتهن يصرعني سهم. أمّا شعورهنّ فكانت سوداء فاحمة، وطويلة حد الدنيا تغيِّم. انغمستْ في نهر الدلكة ذلك لدرجة الغرق، وتغطّت بضفاف من أرداف الفتيات. كنّ ينفضن شعرهن بغنج، فيطير فَراش الرذاذ المعطّر ويدس نفسه حيث تندسّ الخَمْر. ثم تضحك واحدة منهنّ فالثانية، ويبدأ التراشق المَرِح بتيار الخُمْرة الذي يجري من تحت طبقات الدلكة بخرير يصطل الروح.
    اجتاحني احتياج شهواني بحجم يفوق هياج أنوثة كلّ الفتيات الخائضات في النهر. فشاطئتُ نهر الدلكة، قاصداً الفتيات، بخطوات لا أكاد أنزعها عن الأرض حتى تنمو شجرة حناء أو صندل على الفور حيث موطئي، بلغت عالَماً من أيادٍ بيضاء، حنطية، سمراء، وسوداء، يمتدّ إلي بأكمله مستغيثاً،... وما إن بدأت أخوض نحوهن...
    نادتْ هي، وقطع صوتها الواجف وساوس ذلك النبات السلطان، كانت تقف أمامي من بين بوادر الظلام الذي بدأ يحل، ومن بين أصقاع البنقو التي أخذت تنقشع.
    تعثّرتْ على أرض النهر الحرشة وهي في طريقها إليّ، وتلقفتها أنا بسرعة لتكمل تعثرها وباقي وقوعها في صدري. فلاقتني وأنا مواقيت المواسم كلها، يميني الشتاء، غربي الصيف، "اجلس يا ربيع"، "غُوري يا أمشير"، أنا يوم اليوم وخميرة الدهر.
    انحنيت فوقها، تحملني ساقٌ تحفظ لي توازن ما بعد الوقوف/ المشي، وعلى مركزي لا على رقعة أرض أو أي مُعْتلَى آخر.
    كنتُ كالعتّال، العتّال باليد الحنينة والساق الأَحَن، لأُنزل من فوقها الهموم مطمورة وراء مطمورة، وسهر الوحدة ليلة بعد ليلة.
    أخذتُ بكامل راحتي اليدين، حلمتيها الورديتين في شفاف، إسكابتيّ ماعون الحياة، ثم فتلتهما مترفّقا مترفّقا، مثل لف ورق التبغ والكافن، فغزاني إحساس أُشَني، وجذبتني طاقة الحياة بين عُمر وعُمر، حيث المشي بالساق الثالثة والتحليق لزيادة المحرّكات.
    طرحتها على العشب الطري برفق، برفق، بهدوء وكأنني أخشى عليها أن تندلق، مباعداً بين بدايتها ونهايتها، ثم جثوتُ بين فخذيها كمزارع يريد أن يبدّد عناد أرض شاسعة، بطورية وحيدة؛ وبضربة واحدة فقط؛ يُريدها أن تُسوَّى وتُزرع وتُحصَد. مكثتُ بين ضفتيها طويلاً، حتى خشيت أن تُداهمني صرخة طفل وأنا في ذلك المكان.
    انتبهت إلى أنّ عَرَقها أخذ ينتح كندى الأوراق، ثم فحنا بعبق أشجار الحناء والقرنفل، والفاكهة المتبرعمة لتوّها، نكهات كثيرة، من اللّبان واليانسون والأناناس واللافندر، يا رب الكلوروفيل، الأرض ينكحها الجدول، والمرأة يُفلحها الرجل.
    لقد احتلمتْ كل مسام جسدها بالخروج، وغدت كل شقوق الروح منها حُبلى، إثر ذلك الاحتلام. الخروج.. الخروج.. الخروج الكبير لآخر رسول، نبي، أو مهدي فيه.
    تشابكنا والتقت جذورنا عند خصب مناطق التقاء التيارات.
    كنتُ أهمزها من جانبها، هاهنا موضع للبهجة وأسارير غالية، البهجة دفينة بجانب الإنسان، وحين تضحك بالكامل أمصّها من فمها، يصبح نصف الضحكة بفمي وأترك نصفها الآخر بفمها، ويرفس المرح بيننا كسمكة فضّية صغيرة، معلَّقة من رأسها وذيلها بين فمّينا، هذا ما يُجَمِّع شتات الأرواح في مدارها الواحد، وينظمها في خيط عقدها وتتابعها الأزلي.
    تذَكّرت مع الراحة المبهمة التي شعرت بها، أنّ الناس من أرضنا يُلقِّبون "المطموث" أيضاً بلفظة "الشيء"، أمر عُجاب كما ترى، فهو بذلك يصبح الأمر الوحيد الذي يُعَرَّف بالتنكير ويحدَّد بكلمة مطلقة ولا حدود لها. همست في أُذن سنية،..
    "ارفعي رأسك لأرى عينيك".
    كانت تتأوَّد بين يديّ كدمية من العلك، على وجهها ترتيب المحاريث وأسارير أخرى غالية، أجابتني بما يتوق لأن يكون ندماً: "لا بُدّ أنني مخبولة". أدارت وجهها ليلمع بوهجه في جهة أخري كصفحة نهر كانت رائقة وعَنَّ لها خاطرٌ آخر، خاطر انقلابي، من جنس وميض لروح تتألّم في العميق، سألتني بلهجة ندم متدلّلة،..
    "ألست خائفاً؟".
    "أبداً لا،...".
    "ولا حتّى ندمان؟".
    "اسمعي يا سنيّة، أنا هنا بالتحديد لكي يتحرَّر قلبي من أمراضه".
    "ولكننا نتعذّب بعد هذا"، تحسستْ بيديها يديّ، فقلت لها: "ولكننا قَبْله أيضاً كنا في عذاب".
    نهنهتْ: "لقد غلطنا، أشعر بذلك.. وفي نفس الوقت بالرغبة فيك مجدداً".
    بالنسبة للفليل، مراجعة حالة كهذه في رأسه لم تكن تعني المحاسبة أبداً، بقدر ما تعني اجترار المتعة، قلت ويدي تمغنط باللذة الذي كاد أن يفيق من خَدَرها،..
    "الغلط بدأ يوم تلصَّص ردفان صغيران لصدرك. الجسد يغلط غلطة كهذه في النمو؟ يا لفداحة الأمر، ستنبني عليها جمهورية من الغلط. أمثالي لن يصححوا الدنيا ولن يقترحوا أنفسهم مُعَدّلِين أوضاع. لتغلط الدنيا على كيفها، ولنغلط نحن من بعدها على كيفنا. نمو الحياة وابتناؤها من بدأ لعبة الغلط هذه، بَذْر الحياة وتبرعمها يحتاج لأغلاط كثيرة".
    ثم سرحنا،.....
    تذكّرت علاقاتي بنساء كثيرات خسرتهن، ولم أحزن أو أندم على أي واحدة منهن مطلقاً، إنَّ خسران أي امرأة هو في الحقيقة شاغر مكان لكسب غيرها، إلا شاغر سنيّة هذه، بل هو مخزنها وليس شاغرها، مخزنها الذي سيبقى في انتظار موسمها القادم على الدوام. لقد سكنتني إلى الأبد كوسواس لذّة تلعاب، تنهرها فيركض ظلها فحسب، أمّا هي فتلبد وتكمن بين لعبة الشيء وظله.
    سهرتُ لجانبها حتى الصباح، ولم أغفُ لثانية واحدة، ولا عجب، فالسهر بقرب امرأة عارية عند الفحل تُمباك عين. عانقتها بشرَه وجنون حتّى تحوّلت سلسلتها الذهبية إلى عنقي دون أن نشعر. عانقتها لآخر شبر يرتكز عليه المطموث مبلّلاً كأصبع لقارئ يود تقليب صفحات المرأة جيلاً بعد جيل. سعينا معاً على أنهرٍ، وخيل، وبُراقات، ورواحلٍ كثيرة ممّا نعلم، ومن مجاهيل، فالمطموث عندي ذو سُرَى وأكثر من موصِّل جيّد بين بدنين.
    تلاشينا في تركيبة واحدة وفي غير ما شكل أو صفة، فنحن لم نكن نتلاحم بوضع جانبي، ولا حتى قائمٌ أحدنا على الآخر. لقد اصطلحنا أيْنَاً من وحينا في تلك اللحظات اللصّة، التي تدفعك للوقوع دفعاً، وحين تنفصل عن توازنك ولا يصبح أمامك خيارٌ سوى الوقوع، تسبقك وتسرق الوقوع،... خليك هنا: بين أعلى أرض وأنوَر سماء.
    لم أصحُ إلا على صوت المؤذن ضوّينا وهو "يتكّل فَتَر الأرض بي حيل السماء". صوت الأذان غار في أعماقي كالمدية، تمادى، تمادى، وأنا أتمدّد وأتطاول كالنفق، فلم يلبث أن تجاوزني بعد أنْ تردّد صداه بداخلي لأزمنة لا أعرف قدرها، ثم امتصّته آفة ما، كما تمتصّ الحقول الرطبة دويّ البندقية.
    لقد أكسبتني ليلة البارحة شيئاً محسوساً ولا يمكن شرحه، كملكة شعر أو رسم، أو طريقة سريّة للغناء. شعرتُ وكأنّي تلقّيت عناقاً من نساء الأرض كلها، وألفيتُ أنّ كل ما بي من أسف وحزن وحنين مجهول، قد شربته أولئك النسوة أثناء احتضانهن ومصّهن لي.
    وهاأنذا سجين مكان لئيم، ضوء الشمس سقط ههنا فتسوّس، لأنه لم يجد الغجرية الشفّافة التي يعبرها. أُراهن على أنّه لو زُرعت شجرة لبخ ههنا لأصبحت تُلقي بظلالها في جيب، كما يفعل الناس بنقودهم. هنا مكان ضد أن يُقيم الغجر وضد أن يترحّلوا. ولكني سأبحث عن عالمي في هذا المكان داخل الشق النسوي النائم بأعماق الرجال، سأُوقظه، فكل رجل يمكن تعميره كماكينة السيارة ليلعب عُمْرَين من حياة وظيفته الواحدة، ولن أكون مغفلاً أبداً، فالمغفل لن تسوءه الدنيا بقدر ما سيسوء هو نفسه.
    قلت لمكاشفي صباح أحد الأيام، والهواء يخضّنا بذكرياتنا وشغفنا الهائم نحو لا شيء، كجريد النخل،..
    "لِمَ أنا شهواني يا شيخنا؟"
    وعدّلها هو الإنساني الكريم، ليُلحقني ببقية البشر، ولكي لا يصنّف نفسه بدرجة ثانية في مواجهتي،..
    "نحن شهوانيون لأننا لا نفكّر إلا في أنفسنا". وضحك بلطفه المعتاد، وسألني برغبة حقيقية في التآنس،..
    "ألم تحب امرأة يا الرضي؟".
    لم أُجبه، بل طاردت ردّه السالف بقولي: "ولكن هناك شيء سيغيب عنك، إن لم تلاحظ أنّ الشهوة في الأصل جزئية عطاء، وليست أنانية بحتة". نظرت في عينيه الوقورتين وأضفت،..
    "ابن آدم ليس مستودع الروح فحسب، بل كله مستودعات، و...
    ولكنه قاطعني قائلاً،..
    "المستودع الذي في صُلب ابن آدم على وجه الخصوص هو مستودع البترول، ومن ثَمّ الطاقة أو الحرائق. أما بالنسبة لشخص مثلي فبوسعه العثور على طاقة من خلال أشياء جِد بعيدة عن مفاهيم مستودعاتك هذه".
    شعرت به قد كَرِه التفلسف في ذاك الصباح، ومعه الحق، فكل مسجون تافه منّا تخطر له فكرة ما، إما أن يأتي ليضجر بها مكاشفي أو يذهب بها إلى بشرى محمود. امتثلت الصمت. أما هو فقال لي،..
    "رغبت في استفسارك عن شيء، لو أمكنك أن تصارحني".
    "لك ما تشاء".
    "هل سبق لك أن نبشت قبراً؟".
    لم أكن أتحرّج من مكاشفي، ولا من موقفي نفسه تجاه وجودي، ككائن ممثّل للحياة من طراز أول، ولن يتوانى عن جَرّ الحياة من الضفة الأخرى للعالم الثاني، عوداً بها نحو هذا العالم، لو كان بوسعي فعل ذلك. ولكنني تحرّجت فقط من بعُد المسافة بين نظرتينا تجاه الموت وداخله. قلت له بلهجة اجتهدتُ كي تخرج بسيطة وثابتة ما أمكن: ذلك حَدث معي يا شيخنا، ولكن مَرّة واحدة فقط.
    سألني باهتمام تعَجّبت له في دخيلتي: كيف؟ أو اروِ عليّ ما حدث.
    كان هناك رجلاً يلقبونه "الشالع" يا مكاشفي، لشجاعته وإقدامه، بالرغم من ضآلة حجمه وقصر قامته. لم تكن تربطني به إلا معرفة طفيفة، وكان يشتغل في مجال البناء، مع عمل إضافي بتحضير المياه والطوب في المقبرة لو كانت هناك وفاة، كما اعتاد الناس أيضاً على مناداته بـ"عزرائيل" لأنّه الأمين على مفاتيح مخزن أدوات الحفر الخاصة بالمقبرة.
    كنت أُدخّن بجوار الطاحونة الفوقانية والدنيا شبه ليل، يوم ماتت "نعمة" الأرملة الجميلة. فمرّ بي "الشالع" وهو يحمل بعض أدوات الحفر، وحيّاني بتحدٍّ أو بإصرار ما اعتدت عليه منه، كنت أُقيّمه فَجّاً وساذجاً لا أكثر، ولكنه توقّف ونادى فيّ بصوته الأبح والمنخور،..
    "ود التوم، المطيميس، مصيّدلك لبنيّة وألا شنو؟".
    جاملتُه أنا من قِبَلي: "الليلة سوقك عاد، عزرائيل عارف ما عندك حق سماية، وألا ما ياهو؟"، كانت امرأته قد وضعت مولوداً لتوِّها.
    "بصّح والله، عارف ما عندي حق سماية، وعارفني متوسِّد الكَرّاب"، قالها وضحك. استغربت أنا عبارته الخاتمة، هو سيجني بعض جنيهات من أهل المتوفية نظير خدمته في الدفن، فيسمّي بعائدها مولوده، ولكن "متوسّد الكرّاب" هذه، تعني أنه يلتحف سريره فحسب، ولا ينام فوق زوجته لأنها واضعة، ما معنى ذلك؟ ما كان ليفوت رجلاً مثلي الإيحاء الجنسي لعبارته ورنّة صوته المحظوظة التي قال بها ذلك. اقترب مني أكثر وقال لي مكشّراً بأسنانه الصفراء،..
    "إنت آود التوم زول دِلكة وخُمرة ساكت؟".
    أوليتُه اهتمامي هذه المرة، فسألني،..
    "جرّبت السعوط المتخمّر لحدي ما عفنته تطقطق زي كراع الجرادة؟".
    طبعاً كنت أعرف ذلك، كحال كل الكيِّفين، كلما كان السعوط قديماً زاد مفعول تخديره، أحياناً كنت أتركه حتّى يتعفّن فبذلك يصبح ألذّ وقوياً كالشراب. لم أكن أعرف النيكروفيلية واتجاهاتها بالطبع، قبل أن يشرحها لي كمال هنا، القراءة العكسية للأشياء، الأبواب الثانية، ليس عطر المرأة ما يهم، ولكن رائحة الآدمي منها، الإدراك للجمال بعد تشريح وتذوّق القبح، الخلود للراحة بعد تلقي الألم لدرجة امتصاص مفعوله، تذوّق الدم بوصفه "الوالِدَيْن" للُعاب الجنس ومنيّه، تذوق اللحم لاجتياز السَعَر المختبئ خلف كل نزوة.
    لَمَح "الشالع" في عينيّ، تحت الضوء المتسرّب من الطاحونة البعيدة، أنني فهمته جيداً. دَقْ، دَقْ، دَقْ، صوت الطاحونة، في رأسي وفي فضاء الليل البكر تناهى إليّ آسراً، ما يدهس القمح والذرة ويؤمِّن الحياة، بطَق الحجارة وتصادمها، لأجل دقيق مخلوطٍ بشَرَر ورائحة حريق مستنبت من يقظة طاقة تبدو غافية. قال متحرّشاً بي،..
    "فلاحتك بس في النهود أمّات حليب".
    راهنتُه على الفور: أنا معاك الليلة في أمّات دود، تَنْقد الرهيفة".
    يا لبرودة دمه، قصد بي داره أولاً ونادى على زوجته من فوق الحائط، فجاءته أخته: لِمّي السُّكّر والدقيق ديل، قولي ليها الصابون بجي أجيبو من دكان التعاون.
    ثم توجّهنا ناحية المقبرة،…
    "لو خائف أرجع، الشغلانية دي فيها وسواس". اعتقدته يقصد أنها ربما تؤثر على نفسيتي سلباً، فأجبته،..
    "لو فيها موت ما برجع".
    "لا أنا قصدي، حلوة ولذيذة، سيدها تاني بحرس المقابر دي لي ديمة".
    لم أرد عليه، أخذ هو يضحك، أزعجني بكونه يضرب بعصاه على كل شيء نمر به، أردته أن لا يُحدث إزعاجاً فيلفت إلينا الأنظار، بالرغم من كوننا تجاوزنا دائرة الآهلين. ثَبّتُ عصاه في إحدى المرات ففهم قصدي،..
    "ما تخاف، أنا سيد الناس الميتين ديل كلهن، وكمان الحيين الإنت خائف منهم ديل، لأنهم برضوا ح يموتوا، خذ راحتك وما تهم". يُريني حدود أملاكه المختل، ويعزمني على التصرّف بحرية.
    عندما وصلنا وجدتُه قد رتّب كل شيء،…. ضربات معدودة بالفأس، في مجارٍ خبأها أصلاً وبحنكة، وهاهو يستعيد نعمة، يضحك،..
    أنا تهيّبت الموت فعلاً، دعاني باستفزازه،..
    "قَرِّب آخوي، أسهل من شغل الحمير، لا لفخ، لا فقعنا بيضتك".
    يستشيرني: أنا أوّل وألا إنت أوّل؟
    "لا خُذ راحتك"،…
    ابتعدت عنه قليلاً، أعرف أنه لن يأتي أحد إلى هنا، ولكنني تشاغلت بكوني أُراقب الطريق، لأُراجع فكرة مشاركته، أو الإحجام!
    كان يغني، وكان رأسي يغلي، انتهى وجاء ناحيتي،…
    "قرّرت يا بتاع الطالبات؟ وألا نخلي الوليّة تتوكّل؟".
    لم أتمالك نفسي من ضحك متخوّف، وقلبي يضرب،…
    "راقب،…"، وتوجّهت ناحيتها، لم تكن مختلفة كثيراً كما كنت أتوقّع، كانت امرأة جميلة في حياتها،..
    رائحتها كانت نفّاذة وشبيهة برائحة موقد الكيروسين إبّان اشتعاله، أو رائحة النار في حطب مبلول، أكثر ما استدرت حوله مراراً ملمس أوردتها، وقريباً من سُرّتها،...
    شعرتُ باكتفاء مكاشفي لدى هذا الحد، فأكّدت له: "لم أُكرِّرها يا شيخنا".
    إذ لا بدّ أن نتعاطى المرأة كقصيدة، وأن لا نقترب منها كشيء يُكال أبداً، فالمكاييل لها بداية ولكن لا آخر لها. والجرائم الجنسية تحدث لأننا نريد من الجسد ما هو أكثر، مثلما أنّ الكوارث البيئية تحل لأننا نريد من الأرض ما هو أكثر.
    علينا بالاستشفاف، فالكل يريد النفاذ إلى سكينة عميقة، عبر شيء يمضغه، يعلكه، يتذوقه، يدركه عبر اختبار شكلاني،.. نُريد ذلك من أجل القرارة، إنه جوع أزلي منذ التفتّق القديم، يسعى للعودة والالتحام عند كل صيرورة من صيرورات الجسد، ولدى كل لفّة أو منحنى من تعريجاته ونوافذه، كُن مثلي إذن، شاعراً أو متصوفاً بَرَّانياً، لأنّ الشروع في تعاطي الجسد بالجسد لا ينتهي إلا به، وبتدميره في النهاية، ولن يتحقّق لنا تَجَابُه الكيان الداخلي الممتع إلا بروح تصوُّف بَرّانية مرحة.
    وقفت في ذلك الليل، أو قُل انتصبت ذكراً للمدينة النائمة. تسيطر عليّ رغبة صارمة، في أن أكتشف بأسفلي الأمامي، كلَّ ما هو أسفل خلفي من هذا الوجود. أنا الكائن الغريب، الذي أمطره غمامٌ تجمَّع من ماء الرجل، فنزل للأرض دوائر دوائر، مثل فقاقيع الصابون، ليختلط بأشجار الصندل والطلح والكليت والشاف، ولينبت معها بذرةً بذرة، وعوداً عوداً، في كل مهبل بور، وكل دبر مثل طريق مقطوعة، لا تعبرها راحلة ولا غرباء، وأنا الغريب كلّه والغربة كلّها.
    كمال يقول: "الإنسان كالريح، ويأخذ وجهته من الفصول المتغيّرة".
    وبشرى يقول: "الإنسان كالبوصلة، ويأخذ وجهته الثابتة من الله".
    ولكن الذي أعرفه أنا، أنني أنتظر قيامة إنسان الريح هذا أن تقوم من جسدي، وإن كنتُ بوصلةً فإن مؤشرها في أسفلي، وما تحت النساء شمالي الخالد. أما أيْن الله للبشري، فلا يُلخصّه فصلٌ ولا اتجاه. وربما يصدق فيّ ما قاله حمدان: "أنت هكذا، لا ترى الأشياء، وإنما ترى انعكاسك عليها".
    أذكر حينما كنّا نجلس في فناء السجن وفاضت بي مثل هذه الأحاسيس، قلت لسانتينو وكمال،..
    "كل الناس الذين عرفتهم في صغري كانوا بدايات لذوات أخرى مكتملة، أو تشبه أن تكون مكتملة. شيء مؤسف جداً أن يكون ضوّينا مجرد بداية مسار ينتهي بمكاشفي، مدير المدرسة بداية لشيطان مكة، أما أبي فبداية ركيكة لي.
    ضحك سانتينو وكمال، وواصلت حديثي: ولكن سلامة تختلف، يا ترى هي تتمة أو بداية من؟ وفيمن أجد خاتمة دهرية؟ ولا شك أنّ المأمور ملحق لوكيل المدرسة. أما والد سنيّة فلا بُدّ أنه ضاعت منه بعض الفصول أثناء تجواله. كما أنّ إمام المسجد الجديد تسلسله غير جيد، ما يحتّم أن تختتمه مصيبة.
    ضحكنا لكون الناس كمجموعة شجر من نوع واحد، منها الجذوع، ومنها ما طوله متر، ومتران،...
    "سأشكرك يا الفليل لو أثبت أحد الناس أنني فصل يخصّه، ليأخذه فأُعتبَر لاغياً وأستريح"، قال كمال ضاحكاً، فتحمّس سانتينو: يا لها من لعبة ماكرة، تستنفد خيرات الأرض بأفواه كثيرة، كان يجب أن تُلَخَّص في فم واحد ونصف فتحة شرج.
    اصطدمت ضحكاتنا بعد هذا التعليق فوق رؤوسنا، وسقطَتْ على الأرض تتلوّى في غبارها. اختطفَنَا الغبار لبعض الوقت، ثم أعادنا إلى مواقعنا جزءاً جزءاً، حتى اكتملنا فرادَى ومنفصلين عن بعضنا بعضاً، وكلٌّ على حدة. لقد كانت لعبة ماكرة بالفعل كما يبدو.
    بالليل عليك، نار الحُفَر
    تغنّي في حطب الطلح
    وخشم الرواكيب
    يداور في الرذاذ
    يا مرحب حبابك، ومنشرح
    يضهب في الضلام
    نور الفوانيس القُدَام
    ويضوِّي فيك،..
    وهج الجرح

    طاردت بهذه الأبيات كمال جعفر –ذات يوم- وهو يتملّص مني ويضحك، كنّا نعدُّ للمسرحية التي سنقدّمها للترفيه عن المساجين. ولم أكن أعرف أنّ سلامة ستشارك فيها، على كل حال فقد انزلق لساني أمامها بهذه السيرة. كان هذا الموضوع يعتبر من الأسرار، ولكن ماذا أفعل مع فمي؟ إنّ فم الإنسان إنْ لم يجد فماً آخر يوظّفه فلا بدّ أنّ عطالته ستكون الثرثرة.
    تضاربنا أنا وكمال في تعابث جميل، كنتُ أقول له،..
    "أنا منجم الفيرمون، أنا جوهانسبيرج الفيرمون، أنا رور الفيرمون، أنا بني شنقول الفيرمون"،... طالبتُه بأن يجعل هذه الصيحة مقطعاً في المسرحية.
    يقول لي وهو يضحك: كركوك الفيرمون نسيتَها،..
    إنها نفس الفترة التي ضحكنا فيها أنا وسانتينو من منديل سلامة الأبيض بمكتبها، حين لوّحت به كراية بيضاء! فعالم المسرحية تردُ فيه الوردة، كرمز للجوع، ومَن يحمل وردة في يده يعني أنّه يحتاج لوجبة. وتغالط المسرحية دلالة الراية البيضاء كرمز للاستسلام، ففيها تستخدم المرأة الراية البيضاء لطلب الجنس والمتعة. هذه أمور كمال طبعاً، يريد أن يجرّب عالماً ذا دلالات بكرة ومختلفة.
    قلت له، لو أُلهمت موسكو دلالة الراية البيضاء على هذا النحو، حين رفعها نابليون بقلب روسيا، لفعل الروس المنمَّشون بنابليون وجنوده الأفاعيل، ولَجَرَى إسهال الغزاة الماضيين وهم في قبورهم.
    أمّا الدلالة التي أزعجتني، فهي تصوّرهم لأنّ الألوان لم تكن مختلطة بالشهوات والغرائز في الماضي، أي أنها كانت ذات دلالة شاعرية حالمة كالموسيقى تماماً، ولها متعة في حدّ ذاتها ومن صميمها، لا تعوِّل فيها على شيء آخر تختلط به كي يُظهرها. ثم تلت ذلك مرحلة جيوسية ما على الحياة، تَمَّ فيها تكوين المخلوقات من المستويين، الحيواني والإنساني، الأرضي والسماوي. فأصبحنا بذلك نشتهي الفاكهة من خلال لونها، ونستثار جنسياً لمجرّد كون شعر المرأة أسود، أشقر، بُنّي،...
    أمّا ما أفهمه أنا من الموضوع، أنّ الشهوة هي الأصل، وأنّ الموسيقى أعظم اشتهاء خالد عرفه الإنسان، وأنّ أُمَميتها ووحدة خطابها من أُممية الجنس ووحدة خطابه، الخطاب الشمولي والديكتاتور. ولهذا فنحن إلى الآن لم نصل لفهم تحليلي حولها وحول التلقّي لبنية خطابها، ولا نزال نجهل كيف نشبع بها.
    وبما أنّ سلامة ستؤدّي دوراً في المسرحية، أخذتُ أُشاغب كمال وأُطالبه بإدخال الأحضان والقُبَل إلى النص، ناديتُ فيه،..
    "إن لم تُدخل هذه الأشياء إلى العمل، فإنّ نصكم هذا سيعاني من الخُواء العاطفي والوجودي". فضربني هو بيد هازئة،..
    "ياخي بَطِّل، دعه يعاني من الجذام، ما دخلك أنت؟".
    "أنا؟ أنا مؤمن كبير بالحياة، وفقط".
    قلت ذلك لمناكفته وللضحك فحسب، ولكن زاولني إحساس بالله في تلك الساعة. تذكرتُ مقولة سانتينو الجاحدة: إنّ الله ليس إلا مشوارنا إليه. لأُجيبه أنا على الدوام: إنّ الله إلهٌ أوجَد، وليس برجوازياً يعمل الفقراء في حقله.
    لا علينا، فليحمل سانتينو وكمال ومن يشبههم، سؤال الله كأكبر الأسئلة التي توجد داخلهم، بل كسؤال أكبر من أفق التساؤل المخصّص للبشر. أمّا أنا بحكم خبرتي العميقة وحميميتي مع الجسد، فقد شهِدتُ اللهَ بقلب كل ذرّة منه وبقعة لون ووثبة عَوَز. فالجسد له خيالٌ كالروح تماماً، ولن يتمّ لك العثور على هذا الخيال الجسدي إلا بعد أن تهضم الجسد كدائرة استيعاب كاملة، وذلك عبر سبره والغوص والتوغّل فيه، وليس بالطيران فوقه.
    أنا أحبُّ الجسد لدرجة تجعلني أعتقد بأنني في يوم من الأيام، ربما أصحو مع جتا ردف، وجيب نهد، و2 حضن تربيع، وباي نق العيون، ونهايات الشفاه،... ويكون معي القانون الكُلّي والنظرية التي تفسّر الوجود، فالجسد هو العالم الوحيد الذي يمثّل عالَمَي الغيب والشهادة في قطعة واحدة.
    والجنس ليس استفراغ الجسد لشيء متعفّن أبداً، بل هو العزائر تُفْرِعُها الجذوع، لبناء الكينونة والترقّي، وحَثّ الضفاف للضفاف، كي تعانق وتضم نهرها أينما هرب. إنه ليس شيئاً مرعباً بالمرة، لكي يخيط السودانيون كل ما ينتجونه من الدمور سراويلاً.
    أمّا روح الإنسان تلك، التي برعوا في الحديث عنها كملخّص يُلغي الإنسان ويحل محلّه، فما هي إلا مقدِّمة جانبية متواضعة لخياله الجسدي وما يختبئ فيه من أنحاء. ولطالما سحرتني الإرادة التي أمتلكها بعد تفريغ/ تنشيط جسدي، ولذلك فأنا لا أترك رغباتي تنفجر بداخلي مطلقاً، كي لا أفقد إرادتي. انفجار الرغبة خارج الكيان يمنحنا الإرادة اللانهائية. فالحياة في عمومياتها، وخصوصاً المفهومة منها، هدف تجسُّدي/ خفي نطارده بغرائزنا أوّلاً، وبتخطيط أدمغتنا دعماً لهذه المطاردة وإحكاماً لها ثانياً. فلو توقّفت هذه المطاردة فَقَد الإنسان إرادته، أو أصابه جنون التوقّف، ككمال أو مشتقاته السامّة د. بدوي خليل. فالجنون خلل يصيب الإرادة وليس الدماغ.
    لذا سيظلّ الفليل يجري إلى الأبد دافعاً طاقته لخارجه، كالنيل، مادام أنّه لا مفر من خيار أن تمضي بالجنس كنهر معافى، أو أن تركد به كبِرْكة تتعيّش فيها الهوام وتُمرض الخلق. إنّي لا أستحث أشياءكم على الغرق، ولكنني لستُ مديناً للطفو بشيء. فقد خُلقتُ عائراً كما تقول أُمي، عائراً نحو الحقول الماروتية البعيدة، والليالي القديمة والمُقمرة بمروي وطيبة ونينوى وآرام نهرايم.
    منذ زمن بعيد، خطر لي أثناء عودتي من أحد أحياء أمدرمان الموبوءة، أنّ المدن كالنساء تفسد من أسفل. ففي درك قيعان كهذي، تلفظ الإنسانية ضراعتها اليائسة ويتشفّى الإنسان من الدنيا ونفسه. الأحداث تُخلق من طَحْن الدود وإلى بطنه تأوي من جديد. تحت حيث المدينة طائر خرافي، يمدُّ أجنحته السفلية ويحلّق في الحضيض. هناك تكتشف تهوّر الحياة وبركانية البشر، لماذا؟ لأنّهم جاؤوا إلى هنا بعد أن فقدوا إرادتهم. فلو تَركتَ لديهم جنازة امرأة لتسلّمتها منهم حُبْلى. المهم أنّ التسكّع انتهى بي عند مبنى المسرح، فدخلتُ لأجد ممثلة فاتنة وطبيعية، لا تمتلك مزاليج للكلفة كي ترفعها أو تنزلها، إذ كانت عفوية نتيجة لذكاءٍ في فطرتها.
    تتقافز على خشبة المسرح بخفة ورشاقة نضرتين ومتقنتين، ولا يعنيها فستانها القصير حينما ترتفع به هبات النسيم نحو قُرابة نصفها. لقد شرحني جسدها لدى نفسي ككتاب، خصوصاً تحت إضاءة المسرح المراوغة والتنقّلية تلك،..
    "يا رب القُدرة، أي سيقان لعينة وفاخرة لهذه الصبيّة"، صحت أنا فاقداً لإرادتي الخارجية وحائزاً على مجمل إرادة أن لا أكون شبحاً.
    تزحزحتُ كي أتمهّل في مقعدي، فإذا بشبح آدمي ينخلق من ذلك الظلام، الذي يفوِّط المسرح من وجوه الناس.
    "الأخ من هواة مطالعة النساء من أسفل، وألا ما كدا؟"، قال الشبح.
    "طيّب! أنا من محترفي مطالعة النساء من أسفل، لمعلوميتك. والمرأة هي الصحيفة الوحيدة التي تُقرأ بالمقلوب. صنّفني زي ما عايز. فذلك أهون عليّ من أن أكون أُميّاً في مطالعة النساء". أضفت من باب التحرّش: ألا توافقني على أن ساق المرأة أعرض وأهم مانشيت في صحيفتها المسلّية؟
    "هذا لو كانت المرأة صحيفة، وللتسلية".
    "قد لا تكون صحيفة، وليست للتسلية، ولكننا نُسَلِّي بعضنا، نتسلّى يعني".
    "هنالك كائن اسمه الإنسان يا هذا".
    "نعم إنسان، إنسان مسلٍّ، ولا بدّ أنّ هناك نوعاً آخر غير مسلّي".
    واجهني الرجل هذه المرة ليقول: عليك أن تفكّر فوق سروالك قليلاً.
    سألته: "ببطني مثلاً، أم أنت تقصد رأسي".
    "تعرف ما أقصده، لا تتبالَه، هذا لو كان لك رأس طبعاً".
    "وما رأسي؟ إنه سروال من أعلى فحسب".
    "لا خلاص، دمك خفيف وفيلسوف، ولو عامل فيها فاسق ربنا يعينك".
    "ما دمتَ تمتلك سروالاً فنحن نشترك في هذا الفسق. بالنسبة للفلسفة، أنت فلسفتك المطالعة من أعلى، وأنا فلسفتي المطالعة من أسفل. وأنت ترى أن ينتصب عقلك قبل ذكرك، وأنا أترك الأمر للذي ينتصب أوّلاً"،..
    ثم أطلقتُ ضحكة الفليل التي أعرض من فمه، فوجدها الرجل تفسيراً لما دار بيننا من حوار. فقد ظنّ منذ طريقة التفاتته إليّ تلك، بأنّي بهيمة مجنونة، وتأكّد من ظنه ذلكم بإمساكه لتلك الضحكة كذنب لها وصَمَت.
    شعرت بالملل من امتلاء الدنيا بالأشباح، غادرت المسرح على الفور. ليصيدني هذا الليل بالخارج أو لأصيده. وقفتُ في ذلك الليل، أو قُل انتصبت ذكَراً للمدينة النائمة، وكان الحائط أمامي مباشرة، قِزماً وليس بوسعه أن يستر صدر امرأة تقف لجانبه عارية في فلك آدميتها. لم أتسلّق ذلك الحائط، بل خطوتُ فوقه، إذ كان لا يفي بضرورة أن يتسوّره أحد.
    الجميع كانوا ينشرون روائح نومهم في الحوش. رائحة العَرَق والشهوة الغافية، طيّبة ونفّاذة، استطعت تمييز جسد صاحبتي في الظلام، من ضمن الأجساد الكثيرة المنشورة في هواء الليل. بوسعي أنا مرفعين الجسد، رؤية هالات وأبخرة متلويّة وعلامات أخرى كثيرة، منهم ومن أعماقي، تعينني على قراءة وتمييز الأجساد.
    اقتربت من سريرها بلهفة، فقد كانت فتاة فخمة وناضحة بالشباب. جسدها كان متكشّفاً عند مواضع كثيرة ومُغوية، كنت أراها كقضمات الفأس من شجرة، لها رحيق وصمغ ولمعة الكلوروفيل. دكدك شيء في أعماقي كهرولة لجموع، لدواب، لأنهر، لغمام مرعد، وبدا كهروب كبير لغابة من وحوش وطير.
    مددت لها يدي، مضرّجة بالاشتهاء، ونحو صدرها تحديداً. كان يضج بثغاء زرائبه ولحظة حليبه في الظلام. انتفضتْ هي بقوة حينما مسّتها يدي، قوة أكبر من أن ينتجها الخوف أو أن يحتويها. قوة الرغبة في الآخر، وثبة الحياة من ضَحَلِها نحو عمقها. لذلك لم تسألني عمّا أفعل؟ ولا كيف أجرؤ؟ أو.. أو.. بل سألتني وأنفاسها تصكصك كقرطاس في الريح،..
    "من أنت؟".
    أُخفت صوتي كثيراً وأنا أقول: الرضي.
    لم تسمع همسي، فنَوَتْ تكرار سؤالها بطريقة: نعم؟
    ولكنني قرّبت عينيّ من عينيها بسرعة وتدارك، كي يصطدم مخزنا الرغبة، بخوفهما وبجوعهما في وهدة الظلام. عرفتني فوراً، فتحوّل سؤالها –في فمها- من كلمة "نعم" الاستفسارية تلك، لهمهمة،..
    "أممم، الله يجازيك".
    فانتصبت ذكراً للمدينة النائمة، وتلاشيت في غيب امرأة.

    ..
    ..

    (عدل بواسطة محسن خالد on 01-17-2005, 09:09 AM)
    (عدل بواسطة محسن خالد on 01-08-2007, 02:45 PM)

                  

01-14-2005, 05:39 AM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    اعتذار من الاخ محسن خالد الى الاخوان والاخوات المتداخلين في هذا البوست


    يعتذر الأخ محسن خالد بشدة عن عدم تمكنه _ او تأخره _ من الرد عليكم لظروف صحية ، حيث دخل مستشفى المفرق صباح اليوم لاجراء عملية جراحية خفيفة ( مساء اليوم) , وسوف يواصل الكتابة بعد انتهاء العملية وفترة التقاهة .

    ============

    امنياتنا للأخ محسن محسن بعاجل الشفاء

    والف الف سلامة ليك
                  

01-14-2005, 09:00 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: sympatico)

    ايها المحسن يشهد الله انك مافون(مقام مدح)

    ربنا يكتب السلامة و تكمل هذا البوست..
                  

01-14-2005, 09:23 PM

إيمان أحمد
<aإيمان أحمد
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 3468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    .


    هنا -تحديداً- سيقرؤك الكثيرون..
    هنا -أيضاً- لن يكتبوا..

    لكنهم سيشترون، ذات الكتاب من بائع الخضار -سراً..
    إذ في فناء مجاور..
    تنتصب مشنقة لل"بول"!!
    ً
    ?What's "urine" anyway

    !?...Water
    !?..Urea
    !?"And some "salts

    ً
    !!!?What's "pain" anyway

    ________

    تمنياتي بالشفاء
    وشكرا للأستاذ سبمتيكو

    إيمان

    (عدل بواسطة إيمان أحمد on 01-14-2005, 09:38 PM)
    (عدل بواسطة إيمان أحمد on 01-14-2005, 09:39 PM)

                  

01-14-2005, 11:24 PM

هشام المجمر
<aهشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محسن: ربنا يشفيك من المرض و لا يشفيك من الجنون (Re: محسن خالد)

    انتقلت لموقع عمل جديد قبل عام تقريبا و من حسن حظى تعرفت و اثنين من الزملاء ابناء اشقاء لكاتب سورى له العديد من الروايات المنشورة. نشات بيننا علاقة صداقة متينة زادها جمالا الاهتمام بالقراءة والرواية بصفة خاصة.
    الشقبقان ايضا يكتبان القصة القصيرة ولهما حس تقدى فطرى وبارع. اهديت لهما احداتيات الإنسان الجزء الأول فكانت دهشتهما كبيرة و متعتهما اكبر و اصرا على ان يلتقيا بك ولكنى لم استطع ان ارتب هذا اللقاء بسب أنشغالى بأشياء لا اعلمها.

    دائما يستطيب لهما ذكر أبطال الرواية و خاصة الفليل فقد اصابهما بكثير من المتعة و المرح.

    محسن

    ارجو ان لا تشرح ما تكتب. ليس هناك صنم اسمه محسن خالد. انما هناك انسان كاتب يعشق الكتابة فتاخذه الى مرتفعاتها وقممها الشامخة و تنزله الى سهولها ووديانها و تغوص به فى أعماق بحارها. نحن نحبك كما انت.

    ربنا يديك العافية ويزيد جنونك المبدع
                  

01-15-2005, 07:50 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محسن: ربنا يشفيك من المرض و لا يشفيك من الجنون (Re: هشام المجمر)

    لي فوق
                  

01-16-2005, 00:29 AM

هشام المجمر
<aهشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محسن يخرج من المستشفى بعد إجراء جراحة صغيرة (Re: محسن خالد)

    خرج بالأمس الكاتب محسن خالد من المستشفى بعد إجريت له عملية جراحية صغيرة ناجحة.

    التمنيات بعاجل الشفاء
                  

01-16-2005, 10:07 AM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محسن يخرج من المستشفى بعد إجراء جراحة صغيرة (Re: هشام المجمر)

    ....
    .................
    .................................
    .........................................
    .............
    ومدهش
                  

08-04-2005, 11:41 PM

Luay Elhashimi

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 308

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محسن يخرج من المستشفى بعد إجراء جراحة صغيرة (Re: هشام المجمر)

    لنفعل لما يفعل الرائعان,لؤي شمت وعثمان محمد صالح
    لنرفع كل post
    مثمر ليذهب الغث بعيدا
    up
    up
                  

01-16-2005, 10:13 PM

هشام المجمر
<aهشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صباح الخير يا محسن (Re: محسن خالد)

    صباح الخير يا محسن


    ارجو ان تكون فى احسن حال اليوم

    فى إنتظارك
                  

01-17-2005, 01:48 AM

Mahmoud Mustafa Mahmoud
<aMahmoud Mustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 4325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    الدهشة الأولى فور انتهائي من قراءتي الأولى لهذا الإبداع هي كوني أمضيت 3 ساعات بالتمام والكمال وأنا منغمس في هذا العمل المتفرد وأنا في عز الدوام... ولكم أن تتخيلوا فداحة أن يمضى موظف أجنبي لدى قطاع خاص (كفيلي) مش كلوروفيلي.. يمضى هذا الموظف الثلاث ساعات الأولى من الدوام مدفوع الأجر (مأخوذاً) بإبداع أحد بني جلدته....

    والدهشة الثانية هي أن هذه الساعات الثلاث هي تقريباً المرة الأولى كذلك التي أعود فيها مجدداً للقراءة بحالة من الانجذاب أو التركيز على أقل تقدير...


    ياخوانا دي روعة شنو دي ؟؟؟؟ لا حولااااااااااااااااااهه

    عاجل الشفاء لك أستاذنا محسن ،،، فخري بقراءتك لا يضاهيه سوى فخري بسودانيتنا

    لك الحب الشديد جداً..
                  

01-17-2005, 09:31 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: Mahmoud Mustafa Mahmoud)

    سمبتيكو،...
    تسلم يا صديق، وشكراً لاهتمامك، والله دا على الدوام العشم فيك، تتم للزول مشهادو وتسندو، ودُم معافىً طوالي، وشكرا يا عزيز،..

    بيان،...
    تحياتي، واعتزازي بمنزلة المديح هذه لا حدود له، والله يسلمك ويعافيك، ونفخونا زمان همبوبة (بالونة) جِنْ وطارت،...


    هشام المجمّر،...
    بلغ تحياتي لصديقيك باسمك واسمي، ما نحن حقّين بعض، وبلّغهما هذا التداعي للفليل، الفليل دا راجل ما ساهل تب، وبمرق للناس الحد فوق السروبة، زي ما بقولوا أهلنا في الجزيرة،...
    وتوبة من يوم الليلة دي عن فلهمات ما قبل الكتابة،...
    الصنم،.. آخ منك ومن هذه السيرة! الآن ثقافتنا بمجملها صارت ثقافة الأصنام، أقلام الأصنام، ووجوه الأصنام، ورسم الأصنام، الله يكفينا شر الصنومية، أعدك أن أتمثّل طريق الفتى/ الإمام على بن أبي طالب ضد هبل واللات والعزّى ويغوث ويعوق ونسرا، فقد أضلّوا كثيراً، وسرقوا صلاتنا طويلا،...
    لنحب بعضنا بدمامتنا، وتقرّحاتنا، وبتشوهاتنا،.. لندع ما هو بطبيعته عُرضة لأن يُحب، للبكتريا المسكينة،... نحن البكتريا الفوق رأي،...
    شكراً على تمنياتك لي بالسلامة، وشكراً يا زعيم،...
    ومنّك إنت لـ"بيان" البتشكّر بالجن، باقيلي بتربطوني في مسيد، هاهاها

    عاطف عبد الله،....
    لفوق، ولنجم، نجم لا تَحُتّه العاصفة،..
    لفوق، ولثمر، ثمر تحُتّه رغبة أقصر طفل يشتهيه،..
    وشكراً يا صديق،...

    إيمان أحمد،...
    إزيك يا زولة، وشكراً بيادر على وصيتك الذكيّة
    لندعهم يشتروا الكتاب، بطريقة لا علاقة لها لا بالكتاب ولا بالصحون،..
    منذ صغري وأنا لا أمتلك قناعاً، القناع لا يخفي وجه القاتل من الشرطة، بل وجه القاتل من أن يكون بداية لذكريات الأموات،..
    في الابتدائية مثلاً كنت بشف من ورق زملائي، لأني (بلا قلب)، كما تقول حبّوبتي وليس كما يقول "الغلام رامبو"،...
    هنا وهناك وفيما بعد هنا وهناك، ح أشف من النهر، يمر بالمدن وبالخلاء طوالي وفي سُكاتو وسكّتو، لا تنبحه الكلاب ولا يحزن عليه قلب أحد، ويفارق ويلم في حاجات وناس رمشة كل ضفّة، النهر خلقه الله هكذا، ليس لأنه (بلا قلب)، ولا حتّى لكونه لا يهتم،...
    يا ربي تكون موصياني الفطرة وألا مشوّشاني الفكرة؟؟ واحدة فيهن قطع شك، أو اتنيناتن برضو احتمال لا يمكن هشّه،... فالاحتمال ما هو بالذباب في أي تَجَلٍّ من تجلياته،... في مراحيض السوق مثلاً، أنت لا تهش أبداً احتمال أن يكون أحد بالداخل،..
    وما هو البول على كل حال؟ سؤال يناص (لا يُقارن) بل يُناص، قصة قديمة قابلتني في (العقد الفريد)، إذ دخل رجل على إياس بن معاوية، إبّان توليه للقضاء، الرجل يريد ترخيصاً في شرب الخمر بحجة: وما الخمر على كل حال؟
    ماء،
    عنب، أو تمر
    وخميرة،
    أمّا دور إيّاس في إجابة كهذه، كما رسمه له الرواة، الحكائيون و(المقنَّعون) بامتياز، فقد كان:
    ماذا لو ضربتك بماء؟، يجيب الرجل: لا شيء.
    ماذا لو ضربتك بغبار؟، يجيب الرجل لا شيء.
    ماذا لو مزجتهما لأضربك بهما؟،يجيب الرجل لا شيء.
    وماذا لو تركت –المزيق، وليس المزيج- حتّى يجف وضربتك به؟،
    يُقر الرجل بتأثيرٍ من الرواة: تؤلمني،...
    وما الألم على كل حال؟ احتمال أنّه نص يُناص لهذه القصة (ولا يُقارن) بها.

    أبنوس،...
    سلامي المطبوق والمدمّس لك،...
    والدهشة بيناتنا، ريكة وأيادي الحيران

    محمود مصطفى محمود،...
    يا سيدنا تسلم من كل لصوص العمر، خصوصاً ناس (الكفيل)
    وأمنيتي أن أكون قد أخذت من عمرك بمقابل، وثناؤك منحني ما أعتز به،..
    وأوفى التقدير على تليفونك الخاص، واطمئنانك على حالي، تلك روح أنا أيضاً بها أفخر، وكُن في الجوار دوماً، يا جدع
                  

07-06-2005, 01:45 AM

Samer Osman
<aSamer Osman
تاريخ التسجيل: 02-22-2005
مجموع المشاركات: 1247

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    محسن محسن أم تشابه أسماء ..؟؟
    أنا سامر حسن
                  

01-17-2005, 09:59 PM

هشام المجمر
<aهشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حمد الله على السلامة (Re: محسن خالد)

    كنت امس فى رحلة عمل شملت مدينتى العين و دبى.
    لذا لم اتمكن من الدخول للحوش( البورد).

    فرحت غاية الفرح عند مطالعتى لردودك علمت ان الألم خفَ. حمد الله على السلامة.

    أصدقائى ايضا يبادلونك التحية و فرحون بالعودة
                  

01-18-2005, 03:29 PM

الحسن بكري

تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حمد الله على السلامة (Re: هشام المجمر)

    سأكرس هذا "الرد" للترحيب بمحسن خالد هنا ولتهنئته بالشفاء (مرة واحدة كدة)!

    لا يمكن المرور على نصوص "محسن خالد" دون الإشارة للمتعة العالية جداً التي تحققها هذه النصوص لقارئها. لا أملك وأنا أقرا نصوصك إلا تذكر الراحل محمد شكري إضافة للبوروفي ماريو بارقاس يوساخصوصاً في احتفائه الطاغي بالجسد والرغبة المنفلتة بجمالها الذي ترعاه النزوات الإنسانية الجامحة، الطليقة.

    سأحاول العودة مرة أخرى رغم قرار شخصي بالتوقف عن التعامل مع هذا البورد الذي غدا يغص بنتانة عنصرية بالغة لا يستطيع المرء البقاء معها في حيز واحد حتى لو كان هذا الحيز هو الفضاء الكوني بأسره.

    ارحب بك محسن ثانية ككاتب متفرد ومثابر وجسور وألف حمد لله على السلامة.
                  

01-18-2005, 03:55 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حمد الله على السلامة (Re: الحسن بكري)

    العزيز، الحسن البكري،...
    أولاً تحية عريضة طويلة ليك، يا كاتب وفنجري
    إلى الآن لم أعثر على (المحارب القديم) وهذه أمنية لديّ، أشكرك على ربط اسمي بأسماء فعلت الكثير في عالم الكتابة، وأمنيتي أن أفعل أشياء أترسّم من خلالها وجودي أولاً، ومتعتي ثانياً،..
    كما أشكرك لسؤالك عن صحتي وحالي، وكسرك لرغبة صومك عن (هنا) بدافع أخلاقي كما أفهمه، لتأتي وتقول كلاما فيه إعزاز وألفة فشكرا،...
    صدقني يا صديقي فبيننا ما بيننا، وأمثالك هم أصدقاء بالغيب، في إطار صداقة (غير مستخدمة فحسب) صداقتنا تجلس على رف ما، حين نلتقي بعضنا ننزلها لتستخدم ولا أكثر،...
    أمّا العنصرية يا صديقي فبحق أنا أستغرب فيها بحَيْرة كاسرة، منذ زمن طويل لم أعد أذكر من أنا ولا قبيلتي ولا حتى الوطن بمفهوم (هولي وهولك)،...
    أحترم رغبتك في الكف، وأقدّر باحترام وإجلال قدومك لمطايبتي فوق ما انتويت،..

    (عدل بواسطة محسن خالد on 01-19-2005, 08:53 AM)

                  

01-19-2005, 09:07 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(أعيش إجمالاً ليس أهم عندي من عيش نزوة صغيرة لي كهذه) (Re: محسن خالد)

    إلى تيموليلت،...
    أولاً، شكراً لأجل تليفونك، لن أقول بأنني شخت بما يكفي لأتخلى عن نزواتي، تلك الحكمة في الأيام الخالية دوّنت علي احتكامي إلى المضاء،
    كما يقول (الرجل الأميبي): "رجل وحيد ونهر وحيد في هذه البقعة من الأرض، للنهر حاشية من الغابات الشرسة، وللرجل حاشية من الجنون الموهوب".
    أسعدني أنك وصويحباتك صرتم تتابعون أحوال السودانيين، وأرجو أن ترسلوا بتحاياكم للرجل صاحب المنبر(بكري أبو بكر)،...

    هاهنا النص الشعري المرغوب، لخاطر عيون (منى النجاحي)،...


    الحنين بوصفه الموطن

    الأُلفة وحاجز الطيور

    لمبتدأ الشجر تَكَهُّن النحت
    وما ينقع في العروق بمجاهل التفاصيل
    من نحو فُرقة رفيف الطير الذي طار
    ومن الاسم المقدَّر في رواح النجم
    تنقع روحُك فيُدركك المقام
    حيث تؤثر الأشياءُ صراحَ ما بها
    ومكنونَ فطرتها البدئي
    بالظلال نَدُلُّ على حضور ما عَبَر
    فللمعتم هناك إطلالته الجليلة
    ووجوده المطبوع كالوشم
    وللوجوم شبه أبخرة البحر المتصاعدة
    ورشح النارنج
    يعلُق بالموجود شفافُ رهافتِه
    فينصل منه حافرُ الأرض
    بأفياء الصفو المحجوب..
    وجانب المشقوق عن أبهائه
    جملة ما تراه ينطمس لصفائه الشديد
    هذا الذي اختمر فيه شوقُ الدالية
    فحلَّ آكَدُ مما يملأ الفراغَ بالظلال
    هذا مُعَايَنُ المخبوء
    لشخصٍ يُعَيِّنُ مصيره الأهم
    ويستبق قدرة أينه الحاصلة
    يَشْغِلُ الأكفانَ بوعده الطَّهور
    ويَشْغِلُ الموتَ بأسف قدرته العاطلة
    للموت فيك اكتمال
    وفي كل جمال مَبْكَى ومُعَزِّين
    مهما اقتربت
    ما بينك وبين شهادته إلا حنين
    الجمال لا يحتمله حيزٌ لِيَحِلْ
    ولا يسعه مستمر التمدد
    أو بياض الحَمْل المخصص بالفراغ
    الجمال صفو الجمال في أبهائه
    الجمال ما ينير
    لروح مدىً من الشجر يتنفَّس
    وللخالص من جمال الحق
    فالفراغ إطارُ ما لا حق فيه
    الفراغ لما يَقِلُّ عن حيز معناه
    والصور مجاهل ما تبدَّى
    الصور نحو الحق وكل الإشارة
    لفراغها المتكون اشتهاء
    ولوجهها الفاغر سئة القوس
    وجنون ذهابه في طُلْبَةِ الأمل
    مهما اقتربت
    بعيدٌ لا تدانيه صِلَة أو حنين
    ضاحٍ في أبهائه
    والقناديل التي له أوان
    فيا ليتك تعفو عَمَّا اشتهيت
    أو ترتسم من الجسر
    بالَ وقفتِه الشهيدة على ضفتين
    بكبرياء الحب وشذوذ مذلته
    ما لا يتوازن إلا لخلل يناصف قَدْرَه
    أو لميلٍ يعادل مبتنى أنحائه
    الباهظ الود، الغليظ الكراهية
    الشاهق لانحنائه نحو الأسس
    المتحرك لانجرافه في السكون
    والمُوزِعُ نفسه في العطايا
    إذ لا مِلْك له إلا جنس الصفات
    المنتظم في حِلْ
    الواهب عطفه في القسمة
    المتلمس حيث تنملص الحواس
    قل لنا في سِرْ
    حين نعبر خِفافاً
    والطفو يُرتِّقُ ذواءَه على المياه
    والشجر صالدٌ وكئيب
    يُغمى عليه، كلما أرَّقته...
    أرواح الطير الذي طار
    للتاركِ حِلَّه في غياب
    وللمُسْلِم ذكراه إلى غصون
    من يستوحش ليصلي مصيره
    كروحِ ضارٍ في الدغل
    وكمدافن الذي كان جلاءً وشريد
    بصفات تتقطع من هولها مسابحه
    فتنفرط أبراجُ سماواتِه
    وتَعُدُّ على أصابعه أرواحَهَا النجوم

    محسن خالد 2003م كازبلانكا

    (عدل بواسطة محسن خالد on 01-19-2005, 09:12 AM)

                  

01-20-2005, 06:40 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(أعيش إجمالاً ليس أهم عندي من عيش نزوة صغيرة لي كهذه) (Re: محسن خالد)
                  

01-21-2005, 06:44 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الليلة الدراويش اتسوحروا بصلاحن، (Re: محسن خالد)

    يا منوت،...
    يا زول شجرك كيف، أمرق من هذا الصفق وأمرق بالسلام، وعند لفّة النهر أنزل، نهر السابعة/ قطار السابعة/ محطة كبوشية والسوق القديم،.... من يشبه أكثر ملامح الطريق؟
    أمرق يا زول أمرق،... من قشر الليمون، وضحك البنات،.. ومن فرطقة السوط لما نُص الدارة يوج،...
    الليلة الدراويش اتسوحروا بصلاحن،
    تتوقأ براك الحضرة، وترد النار/ السر
    ما ضرّ الشجر لو جلس حين أحب،..
    إنت، يا مروّب جني، ومتاكي المشلعيب،... نحو زمان فيه نصيد سارق اللبن،..
    كل ما النهار اتسرّحك، شالت الشمس شبّال،... متعشي ضُلّ الشارين الجسد في الشمس شان النشاف،...
    ضراعك تحوا وتحجا الفي انشغال، والشيخ الكبير (محمود ود طه) الأطفال تاوقوا من كوّة النور، وشافوهوا مقيّد الشياطين اتنين اتنين،...
    (نميري/ صلاح الدين الأيوبي) أولاد الانحطاط في فت قيد، والشيخ يحيى بن أميرك السهروردي،... ينادي، يتوسط، ويقول:
    يا محمود يا محمود، دع الظالمين للظالمين،... لا تذهب بالدم، لا تذهب بالدم...
    وعبد الخالق محجوب تنير ضحكته الطريق،... (نحن نحب جهات الحب يا منوت)،..
    يا مروّب جني،....
    غيب يا زول غيب،...
    البلد غبينتو أطول من نيلو،...
    والروح مناصصة بالأنا
    المؤخرات تبحث عن كراسٍ،...
    (الحالة خَمَج ساي)،...
    يا زول ما تغيب، وانْهَرْ في الغيبة، وأبعد رِدّك تب،..
    من بلد فاضي من قلوب، القمرية تطير من شجرو رفيف جنحيها يكركب يومين
    ودس جسدك من نورك، ما يقصو دربك بالضُل،...
    الضُل ضحَل، الضل ضحَل،... وما تبرا القيف،.. الناس ناس قيف،..
    يا منوت، يا منوت، قُل لهم أن يزهدوا في الدم، يزهدوا في الدم،..
                  

01-22-2005, 06:11 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
[B](أعيش إجمالاً ليس أهم عندي من عيش نزوة صغيرة لي كهذه) [/B] (Re: محسن خالد)

    (أعيش إجمالاً ليس أهم عندي من عيش نزوة صغيرة لي كهذه)
                  

01-23-2005, 02:45 AM

Mannan
<aMannan
تاريخ التسجيل: 05-29-2002
مجموع المشاركات: 6701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    لآول مرة أقرأ لهذا الكاتب العملاق الذي ولد بأسنانه.. من انت يا محسن؟ ومن اي كهف ابداع خرجت؟؟ وددت لو كنت من اوائل حضور ميلاد هذا الكاتب الكبير لآشعر بفخر خاص ولكننى اشعر ان قامة عالية قد نبتت فى ارضنا.. أرى فيه شخوصا اكثر حدة وعويلا من مصطفى سعيد وبنت العمدة .. سمعت الصرخات الهمجية وموسيقى الكلام يتصالحان لديك يا محسن.. الى الامام والى اعلى .. تقدم علوا ونحن نشاهدك ونقرؤك ونسمعك صوتا سودانيا جديدا وقويا يمثلنا فى هذا القرن الموحش والمجدب..

    نورى جليلة (نورالدين منان)
                  

01-24-2005, 05:07 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: Mannan)

    منّان،...

    أحييك فحسب يا فنّان، ولن أشكرك على شجاعتك،..
    لسّاك في أول قصة محسن، فالصمت سيغلب لولا حشرجات القتلى،..
    وما نحن فيه، نحن فيه لأنّه لا مكان غيره،...
    أقول لك بأنك ديمبلوماسي شجاع لأنك تأتي إلى حيث لا يجب أن تقود الديبلوماسيين خُطاهم،...
    أعتزّ بحق، لقدومك، وشكراً في زمن (صرمَة القلب لنخوتو، وخليك أخوي:
    دم الغرباء شقيق دم الغرباء،...
    يا زمن الغرباء،.. الغرباء،.. الغرباء،...
                  

01-24-2005, 06:48 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    نتابعك بمحبة...
                  

01-24-2005, 08:28 AM

nazar hussien
<anazar hussien
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 10408

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: bayan)

    الكرسابه ال.....دا كان وين!!!
                  

01-25-2005, 12:51 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: nazar hussien)

    بيان،...
    وبمحبة مخلصة سأسعى في الكتابة أنا،..
    خليك في الجوار،...

    Nazar Hussien،...
    دا لسه هناك موقّه ومستني تشوتو ريح،...
    يا فنّان، خليك في الجوار،..

    (عدل بواسطة محسن خالد on 01-25-2005, 01:07 PM)

                  

01-26-2005, 02:13 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    وحتى يعود النقاء وينفض رواد المشنقة
    Quote: هنا -تحديداً- سيقرؤك الكثيرون..
    هنا -أيضاً- لن يكتبوا..

    لكنهم سيشترون، ذات الكتاب من بائع الخضار -سراً..
    إذ في فناء مجاور..
    تنتصب مشنقة لل"بول"!!
    إيمان أحمد


    وحتى يعود البورد كما نريد له ويعود الأخيار إليه
    Quote: سأحاول العودة مرة أخرى رغم قرار شخصي بالتوقف عن التعامل مع هذا البورد الذي غدا يغص بنتانة عنصرية بالغة لا يستطيع المرء البقاء معها في حيز واحد حتى لو كان هذا الحيز هو الفضاء الكوني بأسره.
    الحسن البكري


    لى فوووووووووووووووووووووق
                  

01-26-2005, 03:19 AM

نادر

تاريخ التسجيل: 11-27-2002
مجموع المشاركات: 3427

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    Quote: وكنتُ أفترض من ناحية أخرى أنّه لا بدّ من وجود جمال فذ ووحشي، لا يمكن استئناسه بالمرة، لأنه يقع في بلاد الحنين بالكامل، فما من مقدرة هنا بوسعها بلوغه كي يتم لها استئناسه بعد ذلك

    هذا قمة الجنون اللغوي والعربدة اللفظية... يا هذا أشهد أنك وغد آخر ظهر في هذا الفضاء ليلهمنا الصبر والسكينة ... ووواصل معاك بالجوار ننتشي ...
                  

01-26-2005, 06:05 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: نادر)

    يا عاطف، أحييك طويلاً، ولا أنفك أردد في حضرتك متى وقعت، أنت من جئت بي لهذا المكان وعليك تقع أوزاري،..
    شكراً يا كريم،...

    نادر،...
    عربد يا صاحبي عربد، رجليك هيلك وإنت هيل روحك، حوم حوم، كل ما تعاين جوّة جيبك وتشوف قروش، أحسبن بالأميال بودنك لاحدي وين؟؟
    وأشهد أنك وغد أيضاً، يعرف الأوغاد ليس كما كتب الطيب صالح،...
                  

01-27-2005, 00:35 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    (أعيش إجمالاً ليس أهم عندي من عيش نزوة صغيرة لي كهذه)
                  

01-27-2005, 05:25 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    حتى فلهماتك بتاعت ما قبل الكتابة جميلة
    اكرر سؤال نزار صاحبي : كنت وين ؟
    واكاد اغفر للمنبر شروره

    (عدل بواسطة الجندرية on 01-27-2005, 05:34 AM)

                  

01-27-2005, 09:08 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: الجندرية)

    الجندرية،..
    تحياتي، ولك الشكر ياستي،...
    وأستغفركم أن كنتُ في الغائبين،...
    سأدع حال الهداهد هذا، وسأحضر ما وسعتني الحيلة،..
                  

01-27-2005, 05:49 PM

ودرملية
<aودرملية
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3687

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    سلامات
    وعوافي
    ...
    كلما استفيق من دهشة تقتحمني اخري .. حتي صرت مدهوسا من فرط اندهاشاتي...
    جميل يامحسن ...
    بالامس كنت اقراء في بوست قديم للسامقة ميرفت (اظنها طالعتك خلا الكتابة) شابة في عشرينياتها تنضم احزانها بفهلوة الكتابة لتخرج علينا بمسبحة كعصا موسي او اشدُ ابهارا... وكلما تصادفني مثل هذه الكتابات تتركني كالذي يبحث عن الدفء في جليد الاسكيمو ... واستعجب كما المستعجبين حاجب فوق واخر ربما وطاته اقدامي ... كيف بكم ياسحرة الكلام اللذيذ .. اقول ليك حاجة..
    انساني هسي كدي والف محبة لك ولكل حرف سامق خرج من بين بينك ليشيع بيننا...
    مودتي ياكامل البهاء
    اسمعني بقيت كويس تًب .. والا فيك باقي وجع ... ان كويس شاحد الله ستار العرايا يتم ليك الصحة (وترتدي ثوبا قشيبا من نسج اضراسك) وان فيك باقي سائلوا جلُ في علاه تتغشاك نسمات الشفاء فتترك بصماتها عليك وضاءة وجمالا... ولي قدام
                  

01-29-2005, 00:38 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: ودرملية)

    ود رملية،...
    (وأستعجب كما المستعجبين، حاجب فوق، وآخر ربما وطئتْه أقدامي)
    (وترتدي ثوباً قشيباً من نسج أضراسك)
    كيف بالله يا ساحر الكلام إنت دا، ناضمني طوالي، ما تبقه حاسد،...
    وعن الساحرة "ميرفت"، تحياتي، وما طالعتني امرأة الخلا، إلا وجئت باكياً،... كلهن دقّاقات قلب،...
    أرجو أن تعثر على مجموعتي "كلب السجّان"، عارف ليه؟ هاهاها "عيد المراكب" قصة بين رفاعة والحصاحيصا، وأسأل الله ستّار العرايا سمح، كان تلقالك فيني تار،...
    وخليك في الجوار يا لصيص،..
                  

01-29-2005, 09:59 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    من كتاب "الحنين بوصفه الموطن"،...


    أُتُرجَّة

    إليكِ في هذا البدد الكبير
    والأعمار الهاربة من قِصَرٍ لهدر
    والأشياء عجلى وشبيه
    إليكِ ما يضيئه تناثر النجم من ملكوت
    وما يتجلى كقاهر من حنين
    يُمْهِلُ الناسَ كأسَهُ
    فإن فرغت فآجالهم سراب
    وإن هي ملأى فالأرواح فقاقيع
    إليكِ في هذا البدد الكبير
    والساعة الغافلة عن سوائها
    وعن وامضٍ لا يقرُّ إلى حنان
    إليكِ من الوجد ما يريع
    ومن الأكفان طول الموتى
    وباقي ابتسامهم في الخد
    إليكِ أنتِ إليكْ
    ... محسن خالد
                  

01-30-2005, 04:22 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    الأُسس


    لكل ما يترك أثراً في صيرورته النائمة
    ولكل ما يستيقظ في هوله
    الأشياءُ تواربُ ماضيها لتعود
    هذا التمادي في الفضاء
    حكمة الطير الحكيم
    لليلة أو ليلتين
    تنكشف حوزتُهم من قربى الحضور
    الذين أطفؤوا نيرانَ الهيكلِ ببلل المدامع
    وسَبَّحوا من طينِ الصلاة
    لليلة أو ليلتين
    تزدهي السماء بنحيبها الواله
    وشهيق غربتها العامرة
    لليلة أو ليلتين
    ستدرك غربتهم حدود ألفتها الضائعة
    ولن يُعيدَ الذي كان زهوَ ريبتِه المدلَّلَة
    لليلة أو ليلتين
    ومن وهج الضفة الأخرى للعماء
    تأَرَقُ دلائلُ المنارات
    وتستجديهم ظُلَلُ المعالم هداها
    فكل ما حلموا به
    يتدلى مضحّياً من غصون
    .... محسن خالد
                  

01-31-2005, 00:23 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    من كتاب (الحنين بوصفه الموت)،...

    إهداء، إلى روح النور عبد الرحمن، المفارِق، الذي غشّني، كنتُ أسير وكان يسير معي، (غفّلني) التفت، فوجدته انتحر،.... أراد أن يثبت للجبل أنّه ابن خالتي وابن خالة النسر، الحال حال، فمن اقتنع منهما؟...

    الهاوية

    الزائل يُبْقِيه دوامُ زواله
    تحت الطبيعة الجارح ليلها
    وبروح القفر المديد
    ما لا أُؤمِّلُه في قلب مستسلم
    أرقبه في قَدَرٍ قاسٍ
    نزول الأشياء الحبيب
    لدرَكٍ تلمع فيه نهايتُها
    فالقلب رهنٌ لنداء خلائه
    أُقدّرُ في الهاوية احترامها للمُلِمَّات
    وحدها الحارس في القفر
    ما أرَّقني طويلاً
    حتى تعلَّم لفتة النديم
    وتصويب كأسي إن مال الشراب
    الليلة زيَّناه بزنابق التل
    شارتين على الكتف وقوس خيوط
    زيَّناه بأكثر مما يكلّف موت الجنود
    وموت الآهلين بغربة السفح
    فمثله يعرف
    حنان الهاوية في المُلِمَّات
    .. محسن خالد
                  

02-01-2005, 00:21 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)



    من كتاب (الحنين بوصفه الموطن)

    أنيسة في الوحشة

    أنيسي أنت بما أكننتَ لي
    وبالذي طال عُمُره في نظرته إليك
    منذ رتابة قلبي وأيامي الأخرى
    موقوتٌ بالذاهب من كل شيء
    ومنشغلٌ بالذي هو قاصر عن لمس الحواف
    في انتظار حبيبي
    في انتظار قَدَرٍ يزواج مفردي
    شيءٌ كما الخَفَاء
    يُرتّبُ مفازةَ المصير
    .. .. محسن خالد
                  

06-22-2005, 11:50 AM

nashaat elemam
<anashaat elemam
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1108

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: ودرملية)

    لو كان بوحك يا محسن لم يفعل سوى ان يحرك (ود رملية) ليرمي لنا من كنانته بسهام الابداع النافذة, لجزيت عنا كل الحب.. شكراً.. محسن.. شكراً ود رمليه على هذه الطلة
                  

02-01-2005, 03:27 AM

محمد السر

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    الله لا كسَّبك
                  

02-01-2005, 05:59 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محمد السر)

    السر،..

    يا لصيص!
                  

02-02-2005, 02:46 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    من كتاب (الحنين بوصفه الموطن)، -عامي،..

    أرميني الحفا في عِز الهجير
    وامطلي وعودك دهرين مسير
    وارميني نيل
    وعلي حَدْ السيوف أجل
    وارميني هسهسة الودع في الغيب
    كُلْ ما راحوا ليك أهل
    وارميني زبد المرايس
    في كُلْ هِيِن تمر مدسوس
    وناس حلوقن من مَحَل
    وارميني لابس
    وصُبِّيني نـچـل
    .. محسن خالد
                  

02-02-2005, 03:09 AM

محمد السر

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    عادة ما أقرأ النصوص الأدبية بنظرية حساب الفترة الزمينة التي استغرقها للعودة من أزمنة النص لزمني الخاص الكائن قبل الخوض في القراءة
    كلما طالت هذه الفترة وتطورت علاقتي الاجتماعية بشخوص النص كلما عنى ذلك تمكن الكاتب وقدرتة على إدهاشي، والعكس صحيح.
    في سجلات هذه النظرية أرقام قياسية مسجلة باسماء: غارسيا ماركيز ومظفر النواب وآخرين.
    أمس حين فرغت من قراءة (الرجل الكلوروفيل) تاهت دابتي طويلاً قبل أن تعود بي
    لذلك دعوت عليك حينها بـ: (الله لا كسَّبك).

    (عدل بواسطة محمد السر on 02-03-2005, 01:50 AM)
    (عدل بواسطة محمد السر on 04-28-2005, 03:01 AM)

                  

02-02-2005, 03:10 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    شي رواية
    وشي سيرة
    وشعر فصيح
    وشعر دارجي
    وردود تقصر العمر
    ما قلنا عندنا اولاد بنربي فيهم يا ناس
    حيقضى علينافي احد هذه البوستات بجرعة جمال زايدة
    الله لا كسبك على قول ود السر
                  

02-02-2005, 03:56 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: الجندرية)

    محمد السر،...

    يا سيدي، يا لصيص،..
    نظريتك كااربة، وأم التكريب، أي كاتب، مهماً كان، ما تخليهو يصنقر في رأسك إلا قدر البدفعو حق صنقير،...

    الجندرية

    ياستي سلام،..
    وشايفك متابَقة في العمر، إن قصّرت معاك أيام بنسلّفك، أصلو هو عمرنا مشتت ساي، وضامنك "دين شِهيراتي" بتقريبو حاجة حلوة،..
                  

02-03-2005, 00:52 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    من كتاب (الحنين بوصفه الموطن) -عامي،..



    أغنية

    حَدْ عناصر الروح تكون ماهيَّتها....... مذَّكرِك
    وحَدْ ما الأشياء تضل عَلَميِّتها.......... مودِّرِك
    البحر خَتَّاف الرجال ........... يا هوي
    من كل لُجة موت سراب
    ناداك غريق ما حصَّلِك
    وظنيتي ظنِّك براك
    ظنّيتي ظنّك من طقوس
    ناس امَّحت من شوقها ليك
    وناس يا الله من دلاﱠها نوح
    فِضْلَت تكوس
    في يات من غيب فَتَّشت
    وبي كل حاصل للحدوس
    وكأنِّك ما مَرَّقِك من عندهم بَدَن
    ولا اتكاملت بعدك نفوس
    وكأنِّك كُلْ ما ذهب
    لا مجلى بعدِك لا حدوث

    ****
    البرتقال حنين إلى ذات الشجر
    وقَطرَة المي سَوّاية البحر
    طيَّبوها بالفينا من عَرَق الرجال
    وسَمَّحوها بالعين سَمَّاحة الدلال
    ***
    كُلْ جيهة اتمشت
    اتماهت في البعيد وجهتها
    وكُلْ غيبة ناس عن مكان
    يا حليلها انملت ذِكْرَتها
    وحَدْ عناصر الروح تكون ماهيّتها
    وحَدْ ما الأشياء تضل عَلَميّتها

    .. محسن خالد
                  

02-05-2005, 02:08 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    من كتاب (الحنين بوصفه الموطن) -عامي،..


    يا بنيَّة مرواح النجوم نترواح
    نصل بلاد الشمس والأنبياء مُزْهرين
    موصَّفه إنتِ بالصاحي من روح الشجر والطيب
    دَخْلات القرى وقناني النبيذ يوم تعرف

    يا بنيَّة وين بنبيت
    لو باب القبر مصفوق
    بخت البكوك بي حُرْقة
    وعلّوا التساب طابوق
    ثُمَّاً ودعوك واطامنوا
    وجروا البحر من فوق
    لقَّط عزاهم سنبر
    والموية نقعت شوق


    يا أبعد السكة الحنين
    طوالي منِّك والغياب
    فرقتنا أكتر من مشيك
    لا أبكاْ منِّك لا مُصاب
    خَوَّجتَ غيمات الجبل
    مشّيتها فوق التراب
    ودمَّعت بي شقوق الجروف
    اللوز وزهرات الشتاء
    لُعْباتي من قِل الصحاب
    وصلّيتها بالنضمي الحبر
    صلّيتها فارِق حِنّها
    صلّيتها بآخر جواب
    ما انفضّ من جيهة السَتُر
    ولا انسدّ من تَالا العذاب

    ............... .. محسن خالد
                  

02-06-2005, 02:04 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    من كتاب (الحنين بوصفه الموطن)-عامي،...


    كانت حبيبتك من طين اللعب
    وكانت أحيا من كل الحضور
    ناضمة من كل دفقة موج حكي
    وشلة طيور
    كان الدنيا ريد، وونسة ودفو
    وناس من حِنَّها
    يا الله بس، نقول شنو؟

    ................................ محسن خالد
                  

02-06-2005, 11:08 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    من كتاب (الحنين بوصفه الموطن)- عامي،...

    أملِّي الأرض قبري
    وخَط المحافير مَعرَّج

    هَدَّتك المواعيد
    وكم حيلك كان شايل من مسيح
    راجع براك
    سابق الصدى لي موقع تصيح
    خاتف دربك المصدود
    لون الضهاب والريح

    .... .. محسن خالد
                  

02-08-2005, 00:05 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    من كتاب (الحنين بوصفه الموطن)- عامي،...

    أملِّي الأرض قبري
    وخَط المحافير مَعرَّج

    هَدَّتك المواعيد
    وكم حيلك كان شايل من مسيح
    راجع براك
    سابق الصدى لي موقع تصيح
    خاتف دربك المصدود
    لون الضهاب والريح

    .... .. محسن خالد
                  

02-10-2005, 02:08 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    من كتاب (الحنين بوصفه الموطن) -عامي،...


    نَفْس باب المدينة القديم
    والمفتاح معاك ما راح
    ونَفْس الحِتَّة البقنعها المفتاح
    إلا إحساسك لَمَّا تنوي فتح الباب
    مِنَّك راح

    ... ... ... .... محسن خالد
                  

02-11-2005, 08:22 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    (الحنين بوصفه الموطن) -عامي،...

    أسميتُ أشياءهم
    والأسماء كفيفة القلب والصراح
    والحَيْرَةُ ما يصف
    بالذي ينادي بدداً
    وبالذي هو منفرط لحنانه الشديد
    ما لا تشهد به الصور
    ولا تُبلِّغه أشواق
    أسميتُ أشياءهم
    لأضل عن أمكنة ندائي
    وعن توافق أطياف
    ما ننطقه يخون فراغه في الاسم
    وجوهر كنهه في عِلَّة القديم
    ما نبوح به يشفى من معناه

    .... .. .. محسن خالد
                  

02-13-2005, 08:44 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    أشاء لذات الجمع مني، ثمراً،... تحتَّه رغبة أقصر طفل يشتهيه،...
                  

02-14-2005, 06:34 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    ما لا أُؤمِّلُه في قلب مستسلم
    أرقبه في قَدَرٍ قاسٍ
                  

02-16-2005, 04:32 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)
                  

02-18-2005, 12:08 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)




    أنا ما أنقصتموه لتكتمل حياتكم
    ما ألقيتموه رشوةً للبحر
    ليكون لكم سفين
    أنا الهالك وحدي، خالعاً عمري،
    لتلبسوا أعماركم،
    يا ناجين بي،..

    رواية المراسيم، عشق إدريس للضابطة اليونانية- محسن خالد
                  

05-09-2005, 04:59 AM

محجوب البيلي
<aمحجوب البيلي
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 2016

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: الجندرية)

    قالتها الجندرية
    Quote: حيقضى علينافي احد هذه البوستات بجرعة جمال زايدة

    وكلامك هذا أحدها ... يا جندرية
                  

02-19-2005, 03:20 PM

وانجا

تاريخ التسجيل: 03-01-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    Quote: نَفْس باب المدينة القديم
    والمفتاح معاك ما راح
    ونَفْس الحِتَّة البقنعها المفتاح
    إلا إحساسك لَمَّا تنوي فتح الباب
    مِنَّك راح
                  

02-19-2005, 06:25 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)


    محسـن خالد .. يا صــديقي
    هل سيكون لديك متسعا .. لمشاهدة صلاة ندم عاتية .. أتلوها اسفارا من التوجع في وجه الريح السخيفة؟
    ندم يا محسن .. و زجر لذات كسولة .. تحدق في الفراغ .. و تتناسي أن تتعرف على نفسها في الدفق و الحضور الطاغي في نصوص كائن اسمه محسن خالد..
    دعني اسرد عليك المفصل الأول من المأساة هنا .. قرأت تيموليلت.. و كنت أمضي منها بقرار واحد ألا أعود.. و قبل أن أتم القرار في ذاتي .. تكون اصابع يدي تدغدغ الماوس .. و ألفاني غائب/ حاضر في تفاصيلها ..
    ثم ..
    قالت لي صديقة .. مهمومة بتسجيل تفاصيلها في اختبارات الدهشة .. محسن يسميه الحنين.. قريتو ..؟
    و كذبت .. و انا أقول .. قريتو ..
    و زجرت نفسي .. لا كذب على كتابة محسن خالد .. فهي داخل .. و الداخل مرآة لا يصيبها شرخ ..
    أو لربما .. هي كتابة تسكنك لحد الغرور .. بانها لا تحتاج لقراءة .. فهي معك ..
    و لكن ..
    أزعجتني فكرة .. و كنت من عنتي أزعم أنها من اكتشافي .. و لكني وجدت هشام المجمر يثيرها .. و لكم تآلفت مع هشام ذاك .. و فرحت أن مدارات الشوف الخصوصية .. أصبحت لا تعترف بالمدارات و المسافة .. و الحدود جغرافية و قانون .. و كانت هي فكرة أن تتورط في شرح ما تكتب .. و بالرغم من اعلانك من أنك لن تفعلها .. و لكني .. اجدني أردد ما ردده هشام المجمر ..
    لأن المسألة بالنسبة لي يا محسن .. لا تخص الشروحات و التبريرات .. التي تحصرنا في جحر الضب و تتركنا في موقع الدفاع .. و صدقني يا محسن .. ما تكتب يدافع عن نفسه بنفسه .. عارف ليه؟ ..
    لأن مثل هاتيك كتابة .. لها من القدرة على قول قطاعات كثيرة من شرائح ما يسمى بالإنسان في السودان ..
    فهي كشــاف يا محسن .. و الكشاف ثيروميتر .. و الثيروميتر لا يكذب .. على الأقل كما حدثتنا بذلك فيزياء الحرارة ..
    سأقرأك يا محسن .. و حينما تسنح سانحة أعود لأضئ شوفي الخاص ..
    و ربنا يكتب ليك السلامة يا محسن ..

    كبر


                  

02-19-2005, 10:18 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: Kabar)

    الاصدقاء الاعزاء

    لو غاب عنكم محسن قليلا فاعلموا انه في مغارات الجزائر وبين صخور تاسيلي لأيام
                  

02-20-2005, 00:09 AM

محمد السر

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    صحبته السلامة
                  

02-20-2005, 07:12 AM

domdom

تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    ما زال هذا المجنون يطبطب عمر فات
    يعشش في مخيلتي دفق عطاء تنضبه تهومات عده
    الدين الاسرة العمر الغبش المكتسح وضوح العلم و سيادة اعلام القرون الوسطي
    ما زال هذا المعتوه ( محسن خالد ) يغرزعميقا سكين ابداعه في
    فيهب نسيم تلقي هجرني زمنا طويلا
    انعل شكلك يا مجنون
    و الله انتا قاعد تسلبني عديل

    (عدل بواسطة domdom on 02-25-2005, 01:38 AM)
    (عدل بواسطة domdom on 02-25-2005, 06:38 AM)

                  

02-23-2005, 11:15 PM

بدري الياس

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: domdom)

    الجميل domdom كتب:
    Quote: ما زال هذا المعتوه ( محسن خالد ) يغرزعميقا سكين ابداعه في
    فيهب نسيم تلقي هجرني زمنا طويلا
    انعل شكلك يا مجنون

    **
    **
    شايف آ المسخوت؟

    عشان الناس السمحين ديل ما تهمل رقبتك لي مهاويس الجزاير
    يسوو فيك الما قدرو عليهو أصحابن الفي البورد هنا..

    **
    تعال راجع
    تعال...
                  

02-27-2005, 08:36 PM

Shinteer
<aShinteer
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 2525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: بدري الياس)

    لو في الجزاير كان اتلاقينا. انت وين يا مـُحـْـسْ
                  

03-04-2005, 07:31 AM

وانجا

تاريخ التسجيل: 03-01-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

                  

03-04-2005, 10:48 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: وانجا)

    يسلم السلام من تكنيك النضم، يسلم السلام ويطيب من مزالفة ألسنتنا وعَوَجة جوّانا حد يكون السلام، السلام عينه،..
    السلام متعافي، عليكم،..
    يا أحباب خليكم متلخبطين بالحزن، وبالرماد، طوّالي طوّالي، في الحزن معرفة وخَرَس جميل،...
    اخرسوا من حزن،..
    أو قولوا من طول صمت الأصدقاء، سنعبر،...



    وانجا،...
    العزيزة تحياتي وشكرا لكِ من هنا وحتى ذالكم الرجل المنتظر أسفل الطريق،...

    كبر،...
    هذا كلام متمدد وفيه رحابات، لن أعالجه في رهق هذه الساعة بأسطر، سأعود لأقول لك أنا مجرد رجل يسعى للتفنن ولا يخلق فنّاً، والتفنن يخوض في التفكير طويلاً، ليس بي رومانس للكتابة ولا للكاتب،... أنا لا أشرح، لأنني أعرف استحالة ذلك، بل أُصادر اتجاهات من بعضهم فحسب،...
    لقد تضايقت قليلا من كون بعض الناس لم يلمسوا أشياء في إحداثيات الإنسان، التي كانت في بعض الأحيان معالجات فكرية فجّة ولم تكن رواية، أنا أستمتع بالكتب من هذه الشاكلة وتأثّرت بنوعية كتب كثيرة، تتلامض أكثر من كونها تتفنن، الآن أسعى للجمع بين الفكرتين، هاهنا بهلوان، لن يضمن حياته بأكثر مما يضمن خبزه، الفكرة مختلطة هكذا،...
    وسأعود لك،...

    سمبتيكو،...
    شكراً يا صديقي الجميل،... دائما منستر معاي وبكافيك باللوم،...
    وتحياتي ليك، تملا كل الرفوف في مكتبك المليان غنا وجنون


    محمد السر،...
    تسلم يا صديقي،... وتحياتي لك وفيييييييييييييرة،...
    يا إنسان نحلة جمال إنت،...


    domdom،....
    هذا المجنون بيناتنا، النص بالنص، والبفضّل نقرّح بيهو منزّلة التيجاني الماحي، رأيك شنو،...

    بدري الياس،....
    يا رفيقي في وحشات الدنيا كلها، بدءاً من القلم قلام الفِقَر، وانتهاء بالتسامي فوق الخيانات،،... سنعرف في الموت صاحب ودانا الزمن لبيتو،... خليك طيّب،..
    بعدين الجزائر وقفت منها رشاشات الكيزان تبعن، ودوّرت رشاشات البنات، آويلي آويلي، هناك ذخائر خليها ساي،...


    شنتير،....
    أنا من الجزائر مشيت محلّة بقولوا عليها "الشريعة"، عشان كدا جلينا في المواعيد، ثلوج كلها، محل الحرابة كانت قناها في السماء، لسه شوية درك يتجولوا بين اللحى، وثلج وبنات يدفوا، وشراب يدفي، بلد مصيوطة كيف وكيف، الجوامع العتيقة تكورك وبوب مارلي يكورك، وعلمانيين يكوركو وغايتو بس....

    وانجا،...
    هذا الرجل في جيبه أمر، سنبتاعه منه، أصبري شوية،...
    كوني بخير، ما أجملك،...


    أصدقائي كلكم،...
    يبدو أنني متعب جداً، على غير العادة، فالتعب والألم الحزن المؤجلون بتمامهم، لحقوا بي عند هذا الحد من الدنيا والدهر، لذا أعتذر منكم، فاليومي أصبح مثل كأس لئيمة جدا، وبحال إمرأة لا تدري هي ولا أنت ماذا تريدان من بعضكما، الحب ينهار في طريقه إلى الحب، ودرويش وصديقه نوري الجرّاح يتحاوران منذ زمن: الطريق إلى البيت أجمل أم البيت؟
    سأعتني بكم، رغم تعبي، وأنتم هنا هنا هنا، الآن أؤشّر ناحية القلب،...

    (عدل بواسطة محسن خالد on 03-12-2005, 06:34 AM)

                  

03-04-2005, 05:47 PM

وانجا

تاريخ التسجيل: 03-01-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    Quote: وانجا،...
    العزيز تحياتي




                  

03-05-2005, 11:06 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: وانجا)

    وانجا،....
    أوكي يا ستي، معليشات كتيرة، طريقة تصحيحك هذه أجمل تصحيحة قابلتني في حياتي،...
    عفوا،...
    وخليك هنا،...
                  

03-12-2005, 07:54 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    هنا نصوص هي ترجمات لثلاث قصص من أعمالي: "عيد المراكب"، و"كلب السجَّان" و"ذهب بني شنقول قام بها أ. د. أحمد التيجاني،...
    والنص الرابع ترجمة لقصتي "الوجود والوجود الآخر" تفضَّل بها الأستاذ هاشم حبيب الله،...
    سأُنزلها تباعاً،...
    والترجمة تمت، أصلاً، لمشروع يصب في اتجاهين، أشكر عليه الرجلين لما قاما به، أولاً بصدد تلبية طلب المستشرق البريطاني المعروف دنيس جونسون ديفيز الذي أثرى المكتبة الإنكليزية بالكثير من الأعمال الأدبية، بأعمال أبينا الطيب صالح وغيرها، وثانياً تلبية لطلب الشاعر والكاتب صمويل شمعون، ناشر مجلة "بانيبال" المعنية بنقل الآداب العربية إلى الإنكليزية...
    فشكري موصول للجميع.
    "رجائي أن لا تُنقل هذه الترجمات إلى حين مراجعتها وتدقيقها وعرضها في صورتها النهائية"،...


    The Boats Festival

    The river was a whole era of glimmering yearning, not merely a moment involving passing water. I will never forget the time when she was a pupil in the first year of the intermediate school. I was in the first year of the secondary school. I brought with me to the village season of Migration to the North. I looked at it with renewed joy every moment, as a young girl would in her mirror. We were going to read it together. She had just seen its cover and leafed through it. We agreed to read it in the night, just the two of us. One of the officials in the harvest team in our quarters glimpsed at some of the expressions in the book and confiscated it. People say that he was a security element under cover. She wept; she had learned dispossession so early on in life. As for me, I knew hunger for three full migrations. I guessed what The wedding of Zein was about. We heard of it, but never read it. I had seen a picture of El Tayeb Salih. So, I told her about the picture . she asked me to give her a description that did not accommodate the facts in the picture. She persisted as she put her arm on my side and said:
    “Describe him to me from here; description is like a crosier scraping off fruits.”
    Which ‘here’ did she mean? I didn’t know to where she was pointing, may be to the ground. I said to her as I added details of my own: “He is not tall to any particular height. He is rather as short as wedge driven into the ground, and as firm as a Christ’s-thorn.”
    She laughed and said: “He isn’t handsome then!” I answered her as I was drawing in the air,
    “No, never! This is only in a treacherous mirror. On the surface of the river the reflection of his handsomeness is akin to a water-wheel that fertilizes a field.”
    “You are exaggerating; your eyes tell me so,“ she said.
    “May be; but his temperament is not as in vogue as their envy for you to know the truth,” I said.
    “The envy of whom,” she asked.
    “These people, who confiscate everything,” I replied.
    Long years passed over our ######### like a stone thrown in the air. I became a teacher of English in our neighbourhood where a higher secondary school was built by public efforts. She was a student at the Faculty of Agriculture in Al-Jazeera University. But still the bondage and love of childhood held us together. We had never parted company since they took away her passionate longing and my hunger. We never celebrate except together. We also used to divide grief between us on two nights: Salma would draw on earth; a triangular sleepless night, with a point inside representing her, and a triangular sleepless night with a point inside representing me. She never drew a big point and small point. Everything was equally divided. even if one us was hurt we used to share the wound: a fever and pricks of pain for her episode; then when this over she would sort of hand them over to me. Even grief and wounds had confidence in us.
    My mother would wake me up every morning to make it to my work at school on time except on Thursday when yearning itself would wake me up at dawn to see Salma. Thursday was her day off. I always wait for her at the ferry-place or at the place where small boats are anchored. Between the cities of al Hasahisa and Rufa’aa there was an age-old river machination. At a time like this only one boat would come- the boat of Wad Hajo al Hawati. I carry Salma’s things and I clasp her hand to help her step down from the boat. The itching that is triggered by the urge for a hug would remain imprisoned in our bosoms. Irrespective of the wait I have at the river bank, she would ask in her slightly maddening joy,
    “and you are coming late, too?”
    I would pretend to be angry and tease her saying,
    “Is it so Salma? Ok, wait and see!”
    And her rejoinder would come,
    “Good God! You are now free to do as you choose. Now you have the right to be mad at me! By God! You have become sophisticated.”
    She would look at like a person hiding a surprise and wanting to give a clue to it at one and the same time. Her face would seem relax as if she were in a nest, belonging to me alone. She would then pull down her blouse in a move suggestive of drawing circles that would widen. Time would late afternoon when the sun is merciful to some degree and neutral. The sun on Salma’s weekend could appear by night and day; the higher wisdom of such a son could not be contained in colours. Salma’s colour is like twilight, amazingly transparent. She would pull her blouse again in a circular movement. I would say to her, “You always remind me of a canary bird, Salma.”
    We would laugh together at the stupidity of the idea, and she would say,
    “Why haven’t you told me?”
    “Told you what?”
    “that your fellow student at the College of Art is beautiful and stylishly dressed, as they.”
    “Of course she is; but you are usually the last to know.” And I would laugh to tease her, and then add,
    “You will have quite a hard time with me Salma. You are jealous then, right?”
    “Me? I’m far beyond the reach of you and her. I’m the prettiest girl, do you get this?”
    by then we would have gone half the distance covered by the fields. she knew me well amid that state of orphanhood and alones. She would notice that we were alone and say over a distance we would go enjoying intimacy only:
    “If you stop I will chop off your head.”
    I would not stop or look back; I would only be a little angry. She used always to please me as a man as she was drawing my attention to a state of elegance I should attain to. She would touch my her for a long time and then kiss me briefly on the cheek in a kind, whisper-like move saying,
    “If people don’t cut their hair it would be like that of lambs.”
    “I have had a haircut two weeks ago. I have many other things to worry about. It’s not Salma to have myself totally given up to.”
    “Stop cheat! You are happy and contented with television series. It seems that you never remember me.”
    We would then walk among the fields feeling just satisfied with our affinity. The smell of foreignness that had come over from the other bank of the river would server us in the manner of a chewing gum or a cigar. She would to help carry some of her things, and I would push her away as she was a male friend and my love. She always looked like a male friend to me. She would surprise me with a question she learned on the other bank:
    “You are no longer concerned with discussing parties as you used to do in the past.”
    “Who listen to this here?”
    “Dear, say that you have forgotten this.”
    “Never! I haven’t forgotten or given up. Tomorrow when we cross together this river to our home, we will find out who will stay loyal and who will be preoccupied by sons.”
    “Don’t say sons; I want daughters.”
    “Daughters? Ok, dear. This is so because you are a liberal activist and the like .I’m ready to have a wager with all the unions of women that bringing up boys is easier than bringing up girls. you are mad and I’m an addict of television series; so your girls will be lucky Salma, free to go around without any control or check.”
    “Beat it; you are too backward. I wish if I had more baggage to make you carry it till you ate chastised.”
    She would then fall silent for awhile, hit on the bags I’m carrying, and say in anger,
    “The limit of your guardianship on a child is the edge of the bed, you understand? Once a child reaches a stage in which he fears falling off the bed, he is free as of that moment.”
    For these reasons I would keep my worry about her concern with parties to my self. I used to avoid warning her of anything. I had tried this many times. I would not spoil a mere weekend for both of us by talking more than once. That was our mutual mistake; but it was mire apparent on her part. So as to compensate for the book taken away from us, we had brought many books. Thus Salma had become a stubborn person. I would not be hypocritical like them and say for the sake of the country and the land… even love is something selfish; it is concerned by its sole existence and nothing apart from it.
    We reached the end of the fields and climbed a mound on the road surrounding the gigantic of sycamores ben trees. We had a glimpse of taxis from there. We would leave much of our weariness near the river because of our pleasant chat, and we would aspire for more to be satisfactorily equipped for the farm we dream of, Salma and l.
    That could the boat of Wad Hajo!!
    The river was a whole era of glimmering yearning, not merely a moment involving passing water. Faraway the rover was dotted by a boat in a moment of fog insanity, just as a mind held captive by a presentiment of fear and great danger. At last the mind came up with an idea to save the day.
    My feet turned greenish where the river water, in which I had stood for a long time, touched on them. What kind if greenish ness was that? Was it the tickling of a field because I am a piece of an Adam made of clay and seeds? Or am I planktons algae of waiting because I had stopped for a full age? It might have been that the boat that would bring Salma should not be awaited at a river. The foot of yearning might slip inadvertently and the person pays for his fall, the detailed fall of a full river. It goes towards the waterfall like the sunset end in a painting, an end that the sun in a painting never reaches. true, since my birth my mother has drawn, rather than giving birth to, me. I never keep my appointments irrespective of resolute intentions to do so. A pretty visitor like Salma never comes my way a patch of colour in a drawing comes forward; only her luminance come towards me. Things only intend to catch up with me as a last resort when I am full of a certain hope.
    I always say to myself such things, as if Salma would never come. Her examinations timetable is still too distant in the future. But what if the university reconsiders things and changes the calendar. Who could object? Salma is the prettiest girl as she says; and the loveliest girl as I say. This is based on my visits to her at the university. What will happen if one her female fellow students insist that she spends Thursday with her? This what I always say; this is the way the heart of one in love tells always, a heart overflowing with the worry about things that have not occurred yet. This was especially true because it was not Wad Hajo’s boat that time. It was the large feed boat; but was full of people that time. It was a large, flat boat like the nose of a hippopotamus. And if Salma was angry with me, the boat would have been as my nose. She would say this to me if I was angry with her. On such occasions her laugh alone would reconcile us directly. I wish this boat would go away from here so that I would not lose my right to become angry because of Salma’s delay. Of course Salma’s nose is not a nose in the ordinary sense of the word. Rather, it is like a bird of paradise made of honey that has alighted on her face. This is what I say to her to reconcile her when I bear the responsibility of our anger. I definitely exaggerate bring prompted by the scent of her breaths. Sometimes Salma becomes angry with me and behave with the authority of a mother. If we are surrounded by people, for instance, she will open her back and hands it over to me saying manipulatively,
    “Take it then…”
    “What?”
    “Get your hand in the bag.”
    And then she would pinch my hand inside the bag without anyone taking notice. I would threaten her that I would yell: “I’m going to yell, you fool.”
    “This is so that you won’t repeat this again. Have manners, you understand?”
    the river was dotted with many boats, even the large ferry specialized for peak periods had moved toward the bank where I was standing. It was full of people? What was happening? Could our quarters and their city have exchanged markets without our knowledge? As if the dresses and ages of those heading towards us had becomes harmonized to some extent, harmonized and suitable for expressing an interest or a single department: the post, electricity, or…
    when I learned that she was lovable, as I had related, she invited me to attend a briefing session by their party in the university. That time Salma moved her sunglasses instead of her blouse, and said to us as if she were a boy.
    “Here in the night only prayers and woman captivate our existence. During the day, we either carry axes and hurry behind hunger to annihilate it, or a faction of mercenaries take its rifles and hurry behind us to kill us. We are going to hide our grief from them. This is how things work; we forge ourselves in the face of the nature of life and the nature of history, so that we become more authentic in the eye of the future that we deserve.”
    When she finishes her mission, as she says, I tease her as someone who has professed such words of old:
    “Listen Salma, I don’t want to associate with this. We go our separate ways. I’m going to engage another girl. You are going to make me adopt inconstant stances; you do so even to the neighbors. This discourse and eloquence is more than our little home can sustain.” I say this in my capacity as an old professional. A professional who has retired because there is a river that separates Rufa’aa from al Hasahisa. A professional who waits for the river to stop so that he can begin a new. This is the selfishness of love as I have said. From Salma woman has learned to make my existence contingent on my being a settlement for her first, then a her being my love if possible. Who would love my with such a measure of sacrifice if I lose her? She knows that she is like Halley’s Comet; I don’t remember after how many tens of years one like it would visit us. So, Salma must show sarcasm of my being engaged to a girl other than her in the following manner:
    “I think it’s the history teacher this time. You could only do so at a very big cost. This is called provocation; it’s possible that your punishment could be imprisonment, and could be death.”
    She says this and strike her chest with awe. Then she would put her arm on my thigh, regaining her old childhood posture when we read a book together in our mutual childhood. She then apologizes, “I’ve forgotten that you are our guest. I would too angry with myself if I find that it has become dry now.”
    She would then search in her bag and slowly take out a sandwich, saying as a child,
    “Please, for my sake, I will be angry with you if you do this.”
    She then hands me the semi-dry sandwich, saying as she laughs
    “Wet it with the juice. Cheer up villager, this is a mixed juice, you understand?”
    despite her familiar laugh when we get reconciled, I felt at that moment she hates poverty as a personal issue; it has no relation with the way they have provoked her. It is he who does not permit buying another, non-dry sandwich for me. She is sensitive with respect to hospitality matters, even with me. I buy one claiming that I would receive my salary within two weeks; a salary I owe to thousands of creditors. I say in glee,
    “You say mixed? You give colourful excuses and your tone is sweet. You can make one eat stones.”
    After that we decided that it was suitable to have a walk, or Salma could inflict some punishment on me that takes the form of buying ice cream, with the transport money and then go to the nurseries of the Faculty of Agriculture. I always disagree with her over the fact that my tongue is colder than hers. As for her, Great God, she hates allegations and likes to examine lies.
    The boats drew nearer; their white and slightly dirty sails and other white things opened up over the river like cotton bolls. The clamour of a gathering of people, shrieks, and closely knitted yelling. No, the outcries of the university students have started to demolish the foundations of the river from bank to bank. The cotton signboards stretched between their hands like a shroud in the hands of each one of them, countless signboards. had they put them altogether and made a mast of them. The would have pulled the other bank to here. They would not have needed boats. They could have crossed to the other bank on their foot that were stained by the ink of their writings. now I am permitted to read what they have written on the signboards in red: Salma Khidir is the martyr of the homeland and freedom; and the ambiguous words that I would have not bet the whole of Salma to meet them. they written on the signboards something that belongs to my tombstone, then. Who has hidden age on the other bank if the river? But how easy is it for bullets to gun down Salma amid a demonstration. Since when has she stopped leading other’s opinion? Since the primary school she got used to lead pupils yelling: al fat, al fat!? And the other pupils would respond saying: and its tail consists of 7 folds. And she would ask a new: and the soldiers? And the pupils would reply: standing in rows. And she would say: and the adjutant? And the pupils would respond: a hired killer.
    I used to say to her do not be so rash; if you continue this rashness you end up being part of the blue, pointing with my hand to the Blue Nile. Then I would add saying they nothing in this ditch which extends from her to Egypt except that parts that serve as a grave. You will wake with the sea gulls of the Mediterranean Salma if you go too far in this.
    She would digress to avoid a clash between my carefulness and her unwiseness leading to a squabble and ask me,
    “And you? Would you fall in love after me?”
    I laugh to tease her and then answer,
    “After you my heart will become an inn without charge.”
    “You won’t be able; o challenge you.”
    “Who says so?”
    “I read this in your eyes.”
    “My news will reach you; and you will become so jealous as to hate me till the day of judgment.”
    Being always confident of herself, she would give me an authoritative look by the side if her eye, and say,
    “Me? This is beyond you. I’m countless fingerprints in the hands of all those who become passionately connected to you.”
    “Really? Are we resorting to lies now? What do mean by fingerprint?”
    “It mean an identity card, brother motel!”
    Tonight life takes her to domains that lie beyond the days you spend in this world. My whole has become infected with mites, exposed to destitution and the absence of an entity reminiscent of the houses of widows. They brought her without her notebooks as she was no more a student. They were no longer important, just like the book they had taken if you could remember. The smell of an unfinished lesson is sufficient as the memory of someone. No, wait for her near the project; she would return. Or here she would sleep; she might wake up with the sea gulls of the Mediterranean if her fellow angels insist on her to spend with them this Thursday. Do you understand?

    Written by Muhsin Khalid

    Translated by Ahmed Tigani

    (عدل بواسطة محسن خالد on 01-20-2007, 08:04 PM)

                  

03-12-2005, 08:15 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    بعد الاستئذان سُمِح لي بنشر قصة "ذهب بني شنقول" لأنها بأي حال عسيرة الفهم على القارئ العربي،...

    هنا النص:


    ذهب بني شنقول



    أم نعيم، امرأة فارعة، وصلبها طويييييييييل، طول صف الرجال الذين يتقاطرون خلفها حينما تُقَلِّب. وود نور الدائم شيخنا وفقيه الناحية بتمامها، بحري وقبلي، سافل وصعيد، يحفظ أمور ديننا ودنيانا كلها، ويحفظ تقلّبات صلب أم نعيم بَسْمَلة بَسْمَلة، حتى وإن لم تكن متوحلة أمامه في الرمال الفاصلة بين قريتنا والنهر.
    تَكْ، عَيْ، حاويشْ، وششش، والنهر أيضاً في ذلك الصباح كان يوشوش، لتنطلق قوة المياه برمزية النزوات، وفحولتها المستترة، نحو أنثى، عظيمة العطش، خالدة ومتروكة لحَفْر المجهول. والأمر نفسه، وكما هو، مع جريد النخل الذي يوشوش عالياً ومحندكاً الصغار بالتمر. أمَّا علي ود الفَضَّالة فكان يوشوش حماره كي يتوقف، ليس ليتحكّم في مراح أغنامه الذي يرعاه كما هو بائن. ولكن ليرى صلب أم نعيم الذي نظم فيه شاعرُهم أحمر عين "الدوبيت" قائلاً:
    عالي ومكندك خُمرة ما بطلعو الدَرْفون
    قهرتَك بالنبي، المتقَّل حِلْبَة، وشيخي ود جكنون
    في المشي العديل يرجف تقول مسكون
    وفي الرملة أم طلوع لوري وبدورلو فنون
    كان وادي "رِبيلَة" عند فصول المحل يطرد الكل بلا استثناء، وبمجرد دخول الخريف، يمنح الرجال الذين يتوافدون عليه للزراعة، القمحَ والذرة والشعور بالانطلاق، وأيضاً يمنح نساءهم اللائي لا يأتين معهم –عادة- معناهن، ويُخَصِّص لهن حصاداً وأشواقاً في صدور الرجال من جملة الحصادَات التي يعودون بها. فعندما يشاكس اليمني، زميلُه العوض، الرجل الوحيد المسموح له بالخوض مع اليمني الوقور في مواضيع كأم نعيم، يبدأ حوارهما طبيعيَّاً وهكذا، يقول اليمني:
    "دحين آلعوض آخوي، مادُرنَ الرجعة للبلد؟؟".
    يترك العوض منجله الذي يحش به مقهقهاً: البلد بالبابور الليطحنها طحين، ماقاعدين فيها عمرنا دا كلو آليمني آخوي، قول لي بس سوينا فيها شنو؟ لا قروش متل الرجال، لا حريم متل الحريم.
    يحاول اليمني الخجول أن يتخَفَّى في القصب مبتعداً، طالما أنَّ آخر كلمة لفظها العوض هي الحريم، فإنه سيخوض من هنا في الفاحش والفارغة حتى ركبتيه. ولكن العوض ينادي فيه مستوقفاً وهو يقهقه:
    تعال آزول الله يقطعك، تتلبَّد كدي لامن يلطعَك دبيب. يقهقه العوض ويضيف: إنت آخوي أظنك دُرتَ النِّسا؟؟
    "وفوقها شنو كان دُرتَ النِّسا؟ يُبَرِّر اليمني وقاحته المبتدئة والضاحكة "مو بالحلال؟؟".
    لا بالحلال تَبْ، الله يقدِّرَك. خلاص أتراوح، أدّيناك الإذن. ويقهقه العوض اللعوب.
    "وإنت آشقي ما بتنزل معاي؟"، يقول اليمني وهو يجذب حبل جواده ويسحبه قريباً من أغراضه.
    لا ما بنزل، أنا برجاك فوق ضهر (ا ل واطة) دي -يلعب بالكلمات- كفى غَطَاس السنوات الفاتن مع ست الجيل.
    "علي اليمين ست الجيل مَرَة! وفيها بركة أكتر منك".
    هوي آليمني، الكلام المطرطش خَلِّي. والله الفيهو نحن دا خلا، وحوش ست سجيل خلا ليهو جضوم -يؤشر بيديه ناحية الجواد- أركب أترواح آخوي، أنا خلا ألله دا إخير لي من خلا ست الجيل.
    يقهقه الرجلان ملء الخلاءات، يلاحِحُه اليمني من جديد: آزول ما تباركها وتنزل معاي؟ يضرب العوض الجواد على صلبه ليتحرك قائلاً: سُوق آخوي. وحتىً كان نزلت معاك، والمنجل والنَّجَّامَة الشوم ديل خَلَّوا لي باقي مروَّة برميها في البحر، أنا قايل يِشْكُر أكتر من طقطيق عنقريب ست الجيل.
    يبتعد اليمني قليلاً: لا حولَّ ولا قوة، أهي هي، آآآه، سبحانو خالق الأحكام. أها أها لا حولَّ ولا قوة إلا به، رب القُدرة.
    يتباعد اليمني زوج أم نعيم، ويتقاصر ظِلُّه بسرعة أكبر من ظل جواده، بينما يراقبه العوض وهو يتداخل قطعة قطعة، وتسبيحة تسبيحة بين الرهاب المترامي وبئر الدونكي الوحيدة.
    "الله يرحمك آليمني"، يترحّم العوض على صديقه، وينظر إلى ما انتهت إليه زوجته أم نعيم. لقَّاطةَ بصل مع الجَهَلَة الغبيانين، عِزَّة النفس سمحة، إلا دايرة الزول يكرب مصارينو. ينتبه إلى علي ود الفضالة: هوي آلمسنوح، أرعى غنمك ديل، خليهن جعبات أم نعيم. يضحك الجَهَلَة من حول أم نعيم.
    "عاد ما بسألك، شَمَّتَ فيني الأولاد! تقول أم نعيم بدلعها القروي، الخام.
    يقهقه العوض بقلبه الأبيض، ينهر البقر ويقول قبل أن يُرَكِّز مع المحراث:
    أسويلو شنو لان؟ الشيء مِطَيِّر عينيهو أتقول رايحالو تَقَرَة!؟ ويجدها الصغار المتسيبون عن لقيط البصل الحار فرصة ليجلسوا على الأرض بينما هم مستغرقون في الضحك. هنا شَتْلَة.
    وكما تبدأ الأرقام تسلسلها، في وِجْهة، مَحَنَّكة ومهندسة الترقي، تبدأ شُلَّة من الرجال في التكوُّن أمام دكان بشير، مساءً، ليسمعوا صوت أم نعيم من خلال شباك الدكان:
    "لا ما عندنا ضيوف، برانا والله".
    "بس مخصَّم بالنبي سريع سريع يا بشير، عايزة ألحق المسلسل".
    يقفز المبارك، أكثر الرجال المدَّعِين لأنه سيتزوجها:
    شوف جنس مَرَة مثقَّفة، لاحقة المسلسل. والكلام المَعَجَّن وطاعم دا ساي، عايزة، سريع سريع، والله اللضان المابتنوم وهي تريانة من جنس الكلام دا نامت فاضية وطرشة. كان دي عجوبة الليلتي أنا ديك -يقصد زوجته- يُقَلِّدها بطريقة من جَرَّها من زريبة وليس من بيت رجال كما كان يقول أوان زواجه منها: هوووي آبشير، خِفْ يا ود نور الشام أختي، وراي الجَهَلَة خليتن اتنايصوا.
    يضحكون كلهم، ويقول له أحمد:
    "هازول إنت كضااااب، وكلامك ياهو في محلك دا. علي اليمين كان سقوك عرقي ما بتعرِّسها".
    - أنا؟؟ أنا اخوك آنايلة؟ يقاطعه أحمد:
    - يا خوي ما تجقلب فوقنا ساي، ياهو داك ولي أمره جُوَّه الدكان مع بشير، عليك الله يا .... ينادي أحمد ويتلفت نحو شخص وهمي، كأنه سيطلب منه أن ينادي لهم ولي أمر أم نعيم المزعوم ليشهد كلامه مع المبارك.
    يتَلَفّت المبارك أيضاً، وبخِفَّة. عييييك، يغمزونه كلهم ومن كل جانب، ويسخرون منه. عِبْتَ عاد آلمبارك؛ أسكت. يقهقه المبارك أيضاً ويقصد ترتيق الأمر: والله إن بتسدولي مالها هَسَّه ما عندي مانع.
    يدحرج مقبول سَفَّتَه على الرمال، كلامه بطئ جداً ومكرَّر، ولسانه أثقل من لسان السكران، لذلك يلقبونه –سِرَّاً- بالرَّخَمة:
    (والله هي، أقوليك شنو لان؟ هي صاح سمحة، سمحة تب، مافي شك. وصلبها دا، أقوليك شنو لان؟ مَكيَّل، مَكيَّل تب، جبال بني شنقول بس. لكن دهبها حارسو الجن).
    هم في البداية سئموا جملته الطويلة، ولكن عندما ذكر صلبها صبروا عليه. قهقهوا وقال المبارك: صلبها كيفنّو؟ جبال بني شنقول؟ والله وَصِف، بقيت سحَّاراً تاكل آب كَلَع.
    - قال ثُمَّ مَنْ؟؟ يصيح بها ود سعد من قعر الظلام.
    "الكافر،.... يا شقي،.... والله طريناك،.... كراعك فوق أتر سيرتك،.... من الصباح راحِّي وين؟؟". يُرَحِّبون به.
    رائج أنَّه كافر القرية، ورائج له الكثير من نوع "الأحاديث" الملفَّقة هذه. يحبذون مناداته بـ"أبوجهل".
    "يا اللولية، تَمَّت عاد، أبو جهل واتربَّع"، يقول ود الحسن.
    "قال ثُمَّ من؟؟ يواصل ود سعد سؤاله ثم يجيب نفسه: الدنيا إنْ أدَّتك".
    يجاريه الباسم، حُوارُه فيما لو كان غائباً: قال ثُمَّ مَنْ؟؟
    "أم نعيم إنْ حَضَنَتك".
    يقهقهون، ويضيف ود سعد: يا رب تضوِّقنا المتمَّر، ودخانو كاتح ومَعمَّر.
    "تضوق الدسمتاريا في رُكبتَك، الله ينعلك آلعفن الكافر"، يقهقه ود الحسن بعد جملته ويستفيض:
    "يعني دي ما فيها نواجذه الشريفة!؟". الباسم، حُوار ود سعد، يعجبه تَمَيُّزه هو وود سعد واحتكارهما لنكات من صنف خاص، يفاخر بشيخه مجيباً ود الحسن: نواجذه الشريفة جاية، أصبر آزول، خليهو الياخد نفسو.
    "والله بني شنقول ما رَيَّح، ما رَيَّح تَبْ" يمضغ المبارك مقولة الرخمة مع ضحكة.
    ود الحسن، يعاكسهم كعادته: ها ناس والله العاجبكم شنو في المرَة المنحوسة دي ما بعرفو؟ وكان علي المسخوت دا -يلكز ود سعد- جانا من الضُلَّمة الهناك دي، وأم نعيم كانت مِميِّلة فوق الشُبّاك ورامية صلبها لقفاها، ليل متلخم في ليل، يقاطعه الباسم: ووكت كلامها داك مع بشير، في ذمتك آود سعد ما كان صلبها بتقلَّب جاي وجاي؟؟ ضحك. يواصل ود الحسن: بعدين زولك شاف الرديس، كيمان كيمان، يا مسخِّر الجبال. يَدُس ود سعد: ومن الجبال كل شيء حي.
    ود الحسن: أها جنس دا! أتُقْبَلُ له شهادة؟؟ يختم ود الحسن بالعربي الفصيح، لينسجم كلامه مع جو النصوص الدينية الملفَّقة من بعيد. يُؤَيّده الرخمة: والله هي، أقوليك شنو لان؟ هي صاح منحوسة.
    أيْ حَرَّم منحوسة، كاتلالها تلاتة رجال ما بتخاف ربَّها!؟ يُزَكِّي ود الحسن رأي الرخمة.
    يسخر منهما ود سعد: التلاتة منو؟ ياتو تلاتة يا أبو هريرة؟ كان علي أستاذ بَا نَصَب وبي خُفُض داك، هي أصلاً عرَّستو فطيسة، وكان علي الشاويش صِدِّيق تسويلو شنو يعني؟ براهو شليق، لا داير يخدم زراعة، لا رعية، لا صنايعي، بس عينو في الحروبات البتاكل في الناس دي من زمن سودان القرنتي، أحَسِبْ بالنظام الشمسي آود الحسن.
    ود الحسن لا يقاطعه بل يستعديه أكثر بقوله: ها زول والله حضرة الشاويش أكان راجلاً فضيل، عَزَّام وفنجري.
    يستشري ود سعد: لا فضيل تَبْ، كويس إنو اتفضَّل فوقو الدود وريَّحنا. وهنا نجمة.
    يتجنب ود سعد مقاطعات أخرى بتكتيك:
    يمين غير زولكم داك، آآ.. شِنْ اسمو هو اللَّشتر كمان؟.. يُذَكِّرونه كلهم، بتوقيت مضبوط مع سؤاله سَلَفاً، وبجرَّة واحدة لألسُن كثيرة: اليمني،.... المرحوم اليمني،.... اليمني ود علي عليه الرحمة. كأنَّما يُذَكِّرونه بغرفهم من جالون ذاكرة واحد يتوسطهم.
    يستاء ود سعد من أي تبجيل، حتى الأموات، يواصل: ياهو القشري ود علي دا بي صَمَّتو، تاني منو؟؟ وحتى هو المرحوم اليمني دا ذاتو، كان مرحوم الليلة وألا أمس؟؟ لا تشوفو في بكا لا تشوفو في نفير، لا حمديل سلامة....
    "السلام هوووي"، يتركون سيرة اليمني: حبابك آلعوض، أهلاً، جُرْ الشوال الجنبك دا لي جاي. لا، بي هنا بيت نمل آزول، يمينك. والله في مكانك دا رِتيلَة تجيب الوِرْدة.
    يُزوِّغ أحمد الموضوع، من –العوض- رفيق المرحوم:
    وشيخ با نَصَب وبي خُفُض، آود سعد؟ ود نور الدائم!؟ حكايتو كيف؟؟
    "حكاية إبليس، الله يقطعو" يُعَلِّق العوض وهو ينفض مكانه ليجلس. فقد كان ود نور الدائم يرغب في أم نعيم بينما هي في عصمة صديقه اليمني. هُوَ يعرف أنَّ الكل رغب فيها منذ أن صارت تُقَلِّب، ولكن ود نور الدائم يظل الشخص الوحيد الذي سخَّر الكثير ليُحَقِّق رغبته تلك عملياً، مرحاته، أراضيه، زائغات النساء، ولم يوفَّق -قبل زواجه منها- إلا مرة واحدة فقط في لمس صلب أم نعيم، حين جرجرتها إليه النساء وهي مريضة ليعزم لها ويرقيها، وبالطبع لم يجد المسُّ المزعوم ذلك مكاناً من أم نعيم كلها يسكنه سوى صلبها، وهكذا وضع يد بِسْمِلَّة الناخسة، فنَخَسَ قبرَه النائم من رقاده.
    يستحثون ود سعد ليعيد عليهم للمرة المليون ربما، قصة ود نور الدائم:
    هُوْ ود سعد لكن ما تلفزو تلفيز تمام،....
    لكن هو ما واجعو نحنيحو في الجامع داك ورطنيهو الكتير، سبوح قدوس ورب شنو ورب شنو ما بعرفو، حَقَّت رمضان ديك إن بتطروها،....
    لا ود سعد بعرف يجيِّهو، كدي اسكتوا إنتو،....
    ينحنح ود سعد: والله خشمي دا كان بَحَر كان حِسَى من القصة دي. يضيف العوض: ها ناس أستغفروا ربكم، أذكروا محاسن موتاكم. وهكذا يجد ود سعد عدوَّه -التبجيل، القداسة، رَفَّ لا نقد- يمضي ناقداً بحد سكينه: هو خَلالو وراهو حسنة! نذكرها وألا ما نذكرها؟؟ يدعمه الباسم:
    كدي قولينا قصتو آود سعد خليهو يلحقنّو حسنات وكتين قفاهو أعوج.
    ود سعد يحكي لهم قصة هم أصلاً يعرفونها، لن تهم بدايتها: ما ياهو مشيتلو في البيت يوم دُخولو علي أم نعيم، وكوركتلو من فوق لي الحوش...
    يسأله أحمد ليتمتّعوا، فقط ليوسِّع له دائرة الحكي: والله إنت ذاتك غلطان، الراجل عريس، البودِّيك تتكبَّس شنو؟؟ وبشبه ضجر يقول ود سعد:
    شوف الزول دا يا أخي، تعَجُّبَات ود سعد تخلو من: يا ستااار، اللهم صَبِّرك يا روح، لا حول ولا قـ... تعَجُّبَات بحتة ومباشرة:
    قلنا مفتاح زريبة ناس الحَمْلَة كان معاهو، والنار ولعَّت في تَقَاة أولاد التلب يوم النضافة. أها خفناها تَسَّرْبَق شوية شوية لامن تلم في الزريبة. نخلي بهايم الناس تموت يعني في شان جعبات أم نعيم؟
    يُعَزّره الباسم: وأهل البهايم بدل تغرِّموهم يغرِّموكم، ويمكن فيها كمان شكاوي وتلاتل محاكم. ينتهره ود الحسن:
    إنت ما تقاطعو آلباسم، عليكم الرسول شوفوا الزول دا، ما ياهو ود سعد، بنضم إنجليزي يعني؟ لامن مِسَوِّي رقبتك مترجم؟
    يختصره الباسم: لا خلاص وكت بتفهم. ترى برطيعك علي الخلوة داك ما راح ساي.
    يواصل ود سعد: بالحيل، خفنا جنس دا، قلنا نَفِك بهايم الناس ما تحرق.
    يعترض المبارك، في نفس النقطة التي اعترض عندها خلال روايات سابقة للقصة: آزول البهائم طايرة. كدي تِمَّ لينا حكاية الكان منغز في صلب أم نعيم دا.
    (آي والله،....
    هو دا وكت عتودي وتقرتَك؟،....
    قال ثُمَّ مَنْ؟ المسخوت،....
    هي لكن، أقول ليك شنو لان؟ هي مادُخْلة،...) يوافقون كلهم.
    "عالم عجيبة يا أخي، قلنا كوركتلو من فوق لي الحوش.......
    ويتعاونون كلهم -بعد ذلك- راسمين المشهد مع ود سعد:
    "أها؟ وجاك يعوم بي كرشو الزي سقالة البنطون ديك".
    "وقُرْقابو الزي بَلال السعف داك! الرسول آود سعد طِراهو، وألا جاك أم ميطي ساي؟؟".
    ود الحسن يعاكسهم: هوي يا طُمش، إنتو مستهوننو يعني وألا شنو؟ علي بالطلاق صلبو المرخي داك يقول لي التور الفحل غرض شنو البتقضاهو معاي!.
    ود نور الدائم، هاهي صورتُه خارج الإطار، أجلى منها داخله. ما بروزه هو، الكاتب بينهم وبين سماء بعيدة وغامضة. المهترئ، بقرقاب عند جاهزية مُنْكَر، أشيب الفكر، المتدلي صلبه من ثقل شهواته، كأنَّ لا موت أمامه، ولا نزوات قطعها خلفه. هنا سِبْحة. يواصل ود سعد:
    "عِكْ، يا حليلها حي قيوم، ما وسَّدوها الطوب لان. شيخك جاني يِحِتْ في الخُمْرة من دقنو زي العلّيف، والله بس سَيَّالة وبَرَمها يشتَّت".
    هنا تتجلَّى مغصة المبارك، مَنْ هو أولى بتركة التترُّك تلك: نچت أب سِبْحةً خايسة، باب الهجليج، ما ضاق الشحم عاد، البحميهو ينوني شنو؟؟
    "يا زول قلت ليك جاني من الزعل زبدو يشتَّتْ قنقليس، ينخج ويكورك: يا ود سعد تِّرْبَا مافي!؟ البيبان دي سووها لي شنو؟ (ال واطة) دي خلقوها لي المهلة، الشَّفَقَة فوق كم؟
    يُعَلِّق أحمد، قهقهة فكلمة: (ال واطة).. هاها... للمهلة؟ هاها.... زولك داير يطوِّل برمندي.
    تبدأ مواضيعهم في الاشتباك والتكاثر، وكذلك عدد جمعهم. ثم تبدأ دورة ثانية في تَقَلُّص المواضيع وتشتتها، وكذلك عددهم. شويتين شويتين ويتسارق أفراد المجموعة الأم، نعسان وراء نعسان. السماء تَصَّرْصَر رُبَط رُبَط، النجم يزالِف مراقدو، جُعار البهائم يداخل صرير الجندب وصرير بيبان قديمة، صوت منجل بعيد سارح في برسيم ناس بالسرقة، ناس متاكين أبوابن، ناس نايمين، ناس يروِّبوا في جُهَال بكرة، ناس حَوَى فانوس يقروا في جواب أولاد ليهم طاشين، ناس وليل وناس، وحاجات كتيرة.
    يقف المبارك في الليل المزدهي من حوله، الليل الذي سيقطع بعد قليل حركة الناس بأجمعها، لتتحرك منهم أشياء غير الأرجل، يتحسس شيئه الأوتوماتيك، لم تُثره في الدنيا امرأة مثل ما فعلت أم نعيم، ولكن، يقول له: سمعتَ براك، دهبها حارسو الجن، النوم النوم، إلا كان داير تسكِّنا الجابرة دي آشقي.
    ينفض نعليه من الرمل، يفتش قليلاً عن الخيزرانة المندفنة بالتراب، يتحَسَّس علبة تمباكه، يطمئن، دفتر الجمعية، النظارة، ويتبدد بين أزقة حَيْ وحَيْ سَكَن، و حَيْ وحَيْ حُرْقة ووب، و حَيْ وحَيْ كتلتني، و حَيْ وحَيْ قيوم، ويمضي بينها، كلها مظلمة ونائية في نومها. يسمع خبط خطاه في الليل، هشَّة وناعسة. وحده ذهب بني شنقول لا ينعس، يلمع في يقظة الناس كلها، ثم يمضي ليلمع ويلمع، في أحلامهم.

    (عدل بواسطة محسن خالد on 03-12-2005, 08:21 AM)
    (عدل بواسطة محسن خالد on 03-13-2005, 04:38 AM)
    (عدل بواسطة محسن خالد on 03-16-2005, 02:39 AM)

                  

03-13-2005, 03:02 AM

محمد السر

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    محسن خالد
    حمد لله على السلامة
    الكلمات الزي دي (ا##########) ختها بين قوسين عشان الـ Smart Technology ما تغييرها
                  

03-13-2005, 09:04 AM

ABUKHALID
<aABUKHALID
تاريخ التسجيل: 07-07-2002
مجموع المشاركات: 1386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محمد السر)

    تصور انا في حالة من الانغماس
    تماما
    الساعة 5 صباحا
    بصارع في نفسي اكمل ولا انوم عشان اودي الاولاد المدرسة الصباح
    واعذرني لازم انوم شوية لاني كمان شغال الضهر
    مدهش ياخالد محسن
    رصين
    خرافي
    تجيد السرد والحكاية
    انت من شنو ياخ
    حيرتنا
    اقول ليك شنو
    ولا في حاجة اقولها ذاتو
    بس بجيك راجع لما الم دهشتي بعد ما اجي من الشغل
    تحياتي وامتناني لهذا الجمال الذي توزعه علينا بالتساوي
    (عندنا محل في الشغل بنلم فيه الدهشة ونستعدل ونجي نندهش تاني)
                  

03-15-2005, 04:20 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: ABUKHALID)

    محمد السر،...
    تحياتي يا عزيز، والماهلة أبدا،..
    حاولت الاهتداء بما قلت، وانظر النتيجة أعلاه،..
    تبدو لي أمور الكمبيوتر هذه حتى اليوم كنوع من أنواع (الحواء)، الكلمة هي (الأرض) بعاميتنا السودانية ا########## في المواقع الثلاثة، وما عارف جِنّو مقابلها مالو؟؟
    حاول تكتبها إنت بخط عريض عشان تتضح للآخرين لأنها مهمة،...

    ABUKHALID،...
    تحياتي يا رجل،.. وشكرا جزيلا،...
    ويبدو أنك في فاهم حياة مدروسة، بالله عليك المدارس أهم، السفهاء أمثالي (ملحوقين)،..
    وأشكرك، وتحياتي الأكيدة،...
                  

03-16-2005, 01:39 AM

محمد السر

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    يا محسن الكمبيوتر مفهمنو يشخبت إي شتيمة تتكتب، بعدين بكري بيكون فهَّم البرنامج دا يلعب معاك إنت بالذات مان تو مان،عشان لسانك فالت، قام (الأرض بالدارجي) بتاعتك دي قراها من غير ألف، قراها من اللام وانت ماشي، عليك الله كدي أقراها... اسي دي ما شتيمة؟.
    لو عندك كلمة شينة زي دي تاني أكتبا كدا: (ا ل و ا ط ة).
                  

03-16-2005, 02:53 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محمد السر)

    محمد السر،..

    تحياتي، والله يا ود السر قطّعت مصاريني بالضحك، يعني هسي الناس ديل مارقني كعب، وألا شنو؟
    ذكّرتني بقصص وقصص، لكن برضك مشكور أهو كدا قدرت صلحتها،..
    وبكري زولكم دا كان بقه يلعب معاي مان تو مان في الكمبيوتر ببقه بيلعب ليه مع فطيسة مش كيشة،..
    ياخي أنا يادوب أقص وألصّق،... سمارت تكنولوجي وسمارت شنو ما بعرف دا بشوفوا زي علم الغيب،..
    كان كدي أقوم أصاحب ليهو الناس القدرو بكري دا، وألا شنو؟
    والله يا ود السر عندي جنس صاحبات هنديات وفليبينيات -هسي بخوف في بكري يعني- شوفت صاحباتي ديل يا ود السر، الكمبيوتر دا بخلقنوا عديل،.. نقوم علي بكري دا أنا وصاحباتي ديل، يجي الصباح يقلى سودانيز دا في رقبتو مافي،...

    ودم طيب - وخليك أخوي
                  

03-18-2005, 03:12 AM

محمد السر

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    شفت الفلبينيات ديل تقول ليهن:
    Sera’in nyo itong program hindi ko ito kailangan
    وتديهن إسم الموقع، بعد عشرة دقائق تجي تلقاهن خلو ليك بكري يتَّرع سمارت تكنولوجي
    أها بعد داك تكتب كلامك الشين كلو وتمشي تنوم
                  

03-19-2005, 01:16 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محمد السر)

    محمد السر،...
    اتفقنا يا صاحبي،...
    أها أديها صنَّة،...
    وأبقه طيب، وشكرا علي المشهاد الأديتني ليهو،..
    وتحياتي
                  

03-19-2005, 01:29 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    هاهي ترجمة لقصة (الوجود والوجود الآخر) قام بها الأستاذ هاشم حبيب الله،... وحري بي الإشارة لكونه الرجل الذي قام بنقل كتاب (اليوم الأول قبل هيروشيما وبعدها) –بيتر وايدن، إلى العربية، وهو كتابٌ معروف وحائز على جائزة البوليتزر، فتحياتي لصديقي هاشم، وتحياتي لترجمته المُبدعَة بحق،...



    A Multiple Existence




    A life history a person conceals within himself resembles his walking. The walking of some one like me is probably clumsy, resembling the identity of another man walking in the opposite direction. I must be the only man in this world whom the difference between his own age and that of his father is only seven years. This is because my father was once a fat, lustful baby and hence matured before the natural time for manhood. My mother was a naïve and easy to tempt girl, until she was twelve years old. She was standing on the other side of the stream. He came along riding his father’s donkey, which he had stolen when his father dismounted to perform his prayers. He waved at her a thick sugar cane from which sweet was dripping like a punctured water-skin,. She thought she would eat the sugar cane of "that" fat boy’s and will not help him picking the tomatoes, so she followed him. He threw the sugar cane to her on the ground when the donkey reached the middle of a thick grassy field. She got up from the ground, after a prolonged wallowing in two sweets: the sugar cane sweet with its normal temptation, and another sweet for which she had found a mouth only that day.
    And so, like a disaster dragged from the spines of the fields under oppressive heat, they brought about a guy like me.
    In truth, I wouldn’t say that my fate proved somewhat shortsighted, and no, I’m not saddened by this existence which some presumably wise people had managed to salvage for me when they stopped my folks from butchering that lustful one and that naïve one, never. In fact I do fully accept this random birth which is seeking a sweetness that is not his and is so sure of its ability to avoid a function of some sort. I do accept it like any lunatic who is totally ignorant of the beginning of his story, and hence its end cannot cause him a sadness of any sort.
    I do accept, with the endurance of a more venturesome than godly soul, to be the person I’m, rather than be the outcome of a hypothetical incident, had that lustful one fell off his father’s donkey and never have met with that naïve one.
    This way, and with the bitterness of someone who could have been a mere fall lost in the universe, I deal with my life. I wouldn’t tell you of all the social tragedies associated with this type of birth, nor its religious tragedies, because if I do, the life history inside me shall resemble my walking, while I still insist that it resembles the identity of a man walking in the opposite direction.
    As you can see, I have become reconciled with an existence that is neither subordinated to society nor to religion. The government, for example, has decided to admit me to a boarding school, based on everybody’s scores, without paying any attention to the story of the lustful boy and the easy to tempt girl. I do not care much to talk to you in this direction either. I have earlier heard people saying “ I don’t care less about so-and-so”, once again, and in the name of religion , they say “ A true Muslim is one who worries about the distresses of other Muslims”. What is certain is, they are always there with a sugar cane in between, tempting of (a b ast a r d), accepted neither by the society nor by the “individual” who is, in other words, a sample of the society’s religion. This is what makes me live every moment that could have vanished and become totally meaningless had that lustful one fell off the donkey, with the feeling of someone coming out of an abyss in nothingness.
    The sophistication of this existence consummates when we notice the possibility of assuming its nothingness. Its peculiarity, however, is summed up in a misfortune which we cannot discover unless it is manifested in a tangible (a b ast a r d). This is why I always feel that I’m a living proof of a universal issue and the only person who exists as a testimony of a profound absentee.
    In a civilization such as this , where no one can create a different type of existence without the help of a deceitful sugar cane, and in an existence like this, where people need to have the sense of a notional institution, such as the government in order to be neutral, I realized I ‘m not in pursuit of a sweet of some sort, and I’m not being pursued by any dictates of partiality to any side that will not find me useful any way.
    I do not want to tell you that people are as bad as their birth may dictate. I often met with people whose beauty fatigued me despite their bad origin, and others whose fathers rolled over their mothers on natural beds, not just fell over them from the height of a donkey, and yet delved into life through a crack in its skin, like malignant boils. Nor would I like to give you any idea about my badness or beauty, never. Only an unwise person would engage in such matters of judging people, including myself.
    The serene surface of the lake hides crocodiles underneath, this is a notion that describes the life histories inside people. It circulates amongst people as a folk proverb, normally followed by loud laughter at the person so described. Never mind, the trees by the river bank are so ungenerous, they throw their shades on its waters. This is a notion so secluded in its selfishness and its begging for a sugar cane to the extent of suggesting , not to history, but to nature, to be neither nature nor history. And due to the peculiarity of my experience, I judged them both as banal and meaningless.
    The famous battle of the sugar cone, for instance, which occurred during the reign of Sultan Hussain and wiped out most of the Maalia Arabs and two thirds of the Hamar Arabs; why was it named the battle of the sugar cone? The answer is the same one that ruled out the possibility of me being a neglected fall in the universe instead of being me. The Maalia Arabs attacked a group of traders known then as “Abdul Aziz’s Zareba folks” and forcefully seized form them the entire supply of sugar they brought from Egypt. Sultan Hussain, a presumably wise man as well, summoned Sheikh Muniem Wad Makki, head of the Hamar Arabs, and gave him permission to settle his prolonged animosity with the Maalia Arabs.
    Having mobilized all his men and allies, Sheikh Wad Makki asked them to drop one or more of the Maalia fighters (a b ast a r d) beside each sugar cone, and bring back all sugar cones gagged by the strings that hold the dead fighters pants. In addition to their legitimate right to have a sugar cause of some sort, the Maalia were well known of their courage and savagery, a fact that rendered their vast lands entirely empty, except of them and the wild animals, or only the wild animals over their dead bodies. And so that was the way it happened, the braves of both tribes perished and only the sugar remained glittering and the sand stretched across the desert, until other Hamaries, being so numerous, came for it. It was said however, that the wind bereaved every one that day, and the sugar cones scattered all over the desert and the wilderness, and so it was called the Battle of the Sugar Cone.
    People like the Maalia , the Hamar and others die two deaths; one remains with them all the time, as a symptom of the sweet things they miss. The other is a type of existence they will constantly live through when their shortfall is consummated. For the existence of people is more paradoxical than the existence of death as a consummation. As for me, my existence is saturated with sugar, because my story is purely of its making. For this reason my existence is free of narcissism, because I do not love myself sufficiently. It is also devoid of arrogance, because I do not despise others as much as they should be. Hastily, everything about me happens hastily, the river reconfirms its existence hastily. The birth of peoples’ internal life does not occur only historically, not even qualitatively , if you guessed I would say so, but also hastily; the way a river sniffs through its bed in a gallop. And I wish I were able to explain all that to Salwa.
    Existence, no matter how sufferings, may render it distant, barren, incomprehensible and cut off from our identity, shall never be a phenomenon for its bearer. And no matter how desires and yearnings may render it certain and tangible, we shall never be certain of it the way philosophy is certain of its intentions. Under the punishing heat of our Summer, we look at the distant railway line at midday and things appear concealed behind their shadows in an awesome intermittence and ambiguity; the mirage continues to re-establish their distancing existence every second. In the bitter cold of Winter, and while we look at the remote fields or the other side of the river and the so called “Abu Shahlal” by laymen appears, bringing things amazingly close, having coated them with splendid dewdrops, you almost talk in whisper to the man on the other side of the river, never doubting that he could hear you. Existence splits itself in order to set up the game of its cunning, deceitful and distancing hiddenness, then further splits itself in order to come closer and clear up in an intermingling with manifestation it knows. Existence presents itself in its intermittent form in some places and non-stagnant in a place, as the potential variation of the seasons; not the duration of the protracted and the absolute.
    When I climbed to the rooftop of the train heading to “Al Damazeen” town, I didn’t know much about the movement of things around me. My entire life was that of someone traveling inside. But when the trees, the houses and animals moved, in what looks and what does not look like its walk, I realized the great gallop, and my existence which was on the rooftop. I did not discover any new concepts of time if you reckoned so. The idea that time can only be captured through motion appealed to me for no reason other than its simplicity and childish validity, the wisdom of physics. Nature. And I do not think that I mean that existence also needs motion in order to be definable, this is likely to lead me to scientific assumptions and philosophizing, which I wouldn’t care to delve in. All that I would like to express is the notion that man is born heading towards some place , and may die along the way without having the opportunity to see his progression through binoculars. I was fatigued by the idea that there exist binoculars that widen vision and deepen perception and pleasure, dissociation from or merger with existence and existing things, do a lot of things, yet remain ambiguous and undiscovered. In fact I wonder what makes me think this way? Is it because Salwa died without me noticing her existence along side my ex-existence ? Basically, my relationship with her was kind of bizarre or semi-crazy. I didn’t find her such as crazy or psychologically imbalanced as the rumors go about her in the village. I recall when I asked her, for the first time: “What is your name?” she , laughed at me sarcastically, how could I start my dialogue with a 17 years old girl by asking about her name, I might as well added “you little one?” She answered, condemning the fact that I share others their insinuation that she is mentally feeble: I’m more enlightened than you are, even if you have been sent to schools! I was kind of embarrassed, is there any one in the village who does not know the name of the other? She had every right to have ridiculed me saying : Are you born here with us or in another country?
    “I’m honestly sorry Salwa”
    “Oh yes, you better talk straight” and she laughed innocently, happy for the acquaintance and the fact that I remembered her name, not by way of gloating or as an expression of triumph.
    “I did not mean anything, may be it is just because it is the first time I have ever talked to you”
    “Never mind, do these educated ones ever feel embarrassed any way?”
    I found her nice. Basically, she is known around the village as the prettiest girl, in terms of appearance , except that beauty is bewitched.
    The day she drowned in the river at night, she was saying to her female companions, while wading through the river’s waters “Hey girls, I’m truly sick and tired of this tomato- picking thing. Now, how do I differ from Wad Al Harti’s oxen? “ And her female companions laughingly call on her : Hey girl, you better come out, you will drown, this spot is an irrigation ditch, next thing you will even be seeking tomato picking, in vain, well , unless the fish picks on your own body. And she laughs: So what, I rather be taken away by the river than waste my life picking tomatoes . Honestly this inauspicious, never ending farming of yours have robbed away my very soul. Hey listen Bakheeta, if the river took me to the land of the mermen, I shall get you a bridegroom. Bakheeta the old maid laughingly responds “ Oh, dear one, I know you will be thinking of me, how sweet”
    Existence when some one born to be a farm hand jokes with it, or when he thinks he can drag it towards the sowing realm; the only thing he had learnt in his entire life. This is the very matter that brought out the whole village and all neighboring villages to find a lost existence which they did not know where the foam had cast.
    They were stumbling in their way to the interior of the bushy islands scattered along the river “the carad”. The darkness was endless, torches were in their hands falling and rising with them as often as the number of pits and whirlpools. Stillness and water spilling shouting and wailing of women all over the place. Their echo rebounding from across the river, somehow intimate and telling of something,. The waves breaking in some far away places concealed by darkness, the shouting of night river birds, the heaving of boats and the sharpness of calls. All that commotion was calling for an existence that stole into the realm of sowing, which is more deeper than the wisdom of the trees, more deeper than slumber.
    “Pull the boat Khalil, use only the pole for searching, do not get your legs into the water, Allah is the only Almighty”
    “Spread the net Wad Al Harti, let it sink down, it seems there is something immersed down here”
    “Hey folks, markers cannot be driven into the river’s rocks, look for sand and shallow spots”
    Existence when sought by panicky men in the depth of the river and darkness. The existence of that Salwa was by no means more precious than this missing existence of hers. An existence drowned and was over with, what do they want from it? Existence, according to man’s established habit, and not his best wisdom, must be placed in a cerecloth and an embalmment of human compassion. It ought to have a recognized framework of valediction . The torches were enwrapped by lean arms and talismans of beliefs they hold in their existence. Women’s weepy and beseeching hands raised towards the sky; existence when followed by a demonstration of grief. I heard the stumbling steps of Mahmood, my grandfather, on the ground of the bushy islands. A number of hands reached out to assist him . They brought his saddlebag and spread it out on a dry spot for him to sit on. I was a mere bewildered spectator of the events, however, when I heard his religious mutterings and forbearance: “one day walking the earth …..the other day lying down on the deep rocks”, I wept with a bitterness utterly unfamiliar to me in my ex-existence, I recalled his voice when he was jesting with Salwa during the onions harvest. She was famous of her hard work and her big appetite, my grandfather says to Wad Al Naeem:
    “Look at her sweat Wad Al Naeem, see how it is gushing, I swear to God she equals hundred men, a blessed girl, her hard work cannot be matched by all of King Solomon’s Jinn.”
    “But her defect, my brother Mahmood, is that her stomach is haunted, it is as if there is a mill in there”

    Hag .. hag … hag.. roars Wad Al Harti with his ripply voice, loosening the cow rope in his hand to, laughingly, protest “ What mill ? there is a ten meter crocodile lying inside her stomach.”
    Are they looking now for a hand for work and a stomach for eating? Or are they looking for an existence their sorrows had assumed and their torches missed in the night? Or for something they have never known at all?
    The way the river’s existence is thought of remains the same; it takes away men, crops and children, but also wins them seasons of gold, then once again becomes an unbeliever in God, and takes away seasons with their souls. This is the river’s existence that since eternity had lived with their existence side by side. The juxtaposition of two existences is an act of kindness and a pitfall , abundance and famine, a beginning and an end that should be magnified until it overfills the heart and the eye.
    Her existence was joyful, pure and vigorous, like the jinn who built Solomon’s Kingdom. ! “Spread the net Wad Al Harty, let it sink down, it seems to me there is something immersed down here” , and here it is, at this moment in time, a mere something immersed in the river and can be salvaged by a fisherman’s net or anchor.
    Duf ..duf…duf.., big boats and small boats towed into the darkness of the river and out of it, men wading, women floundering with their weeping in the glittering waves. A bitter and painful tragedy like this missing existence of Salwa. She used to come to me, excited as a child: “ did you see the game my grandfather brought me, it was given to him by a trader who brought it from the South”.
    “No, I didn’t see it”
    “let us go play it” . I asked her: Where? . She pulled me from the hand without answering. She took me into a barn prepared for storing corn and beans, and there she had already prepared a clean and tidy place for her naïve privacy, and for this game in particular, which is meant to provide its players with a selective existence. “What is the name of this game? I have never seen it before”
    “My grandfather told me it is called “Tonj” in the native tongue, but why don’t you sit here, closer I said ,so that I can teach you”. When I get close to sitting on the chair, she winked her eyes and they shone with simplicity, hinting she could have pulled the chair away and let me fall, then a sweet gesture by the finger, meaning: OK, you are spared. She continued her introduction of the game:

    “Its name in the native tongue is only a language of birds, gibberish, I have named it “Um Burooj” ( ). I only laugh not telling her that ”Um Burooj” sounds like a language of cranes, Autumn cranes in particular. May be she meant those things that look like openings leading to one another in an ascending order, like towers. My mind gets busy. The game was of such intense existence, we were absenting our selves from our existence and merge into its existence and destiny which are wholly virtual. It looks, more or less, like the Snakes & Ladders game, may be only in the sense of conversion with the existence that has been left to whatever it may disclose, and to its anticipated and changing revelation.
    Duf ..duf…duf.., each one and each thing is stumbling in the water searching for her. I couldn’t bear Salwa’s existence that has been lost, nor the idea of searching for it in such a wrong place like the river, so I ran back to the barn. We were there only yesterday afternoon, our game left unfinished because my grandfather called on me to cater for some guests who came to visit at the time.
    The dice we were using was lying where we left it. It was made of pure ivory. It wasn’t in the hexahedron shape with the normal six sides, but an unusual dice with twelve sides. The numbering begins with one and ends with twelve. The paramount number in this dice is twelve instead of six. Numbers are placed in some ancient African numeration, close to Roman Numbers. The dice with its twelve numbers match with the signs of the Zodiac What a, probably plotted, coincidence! The dice was still on the same spot where we had left it, seeking some fortune for us, while we wait for the fate it is going to bring to us. The small elephant was standing on the same square of its static and heavy movement, the small foxes, colorful sea birds and swans. The owl was standing on the square that signals the player’s end. Oh, what a perfect, great game it was. The Africans brought it from the neighboring forest, not inspired by the meditations of an idleness of some sort. The lion is the square of the triumphant and the road to it passes through the lioness square which you need to cross by ladders of flying ropes. The pattern of the grass, the lake in the middle, the tiny roads winding like the forest’s trails …. what a majestic perfection. Your loss in a game like this is absolutely certain, and so is your hut, to which you will get if you managed to pass your hazardous fate. Existence here is a great wish and very much looked forward to. Hence , you go out with your axe or your digging hoe, and get yourself an existence from the sweat of your hard work. Despite my anger at them, I came to believe in the wisdom of existence when lost, when people search for it as a tangible thing that could be found by one of the methods of finding other creatures. At present , they follow the river’s current, towards the spot where it normally drags drowned things. they know such spots by the odor and color of the water. They call the spot towards which the current draw things “Al Shaimah”( ). Here the color of the water is dusty and the mud smells much stronger than in other spots. Here they are then, allocating a physical form to existence and track it as a definitive thing. The boats beat strongly, and swing sideways if they enter the current’s den. Let them find Salwa’s existence by the knowledge of their existence, which existed along side the river’s existence since the beginning of time. Let them find the thing they thought was Salwa’s existence, but a guy like me wouldn’t know where to search. I brought the old lantern more and more closer to the “ Tonj, Um Burooj” game. The ladders with squares carved in bright ebony started to shine and glow. When my grandfather had called on me, it was my turn to cast the dice. She had already took her turn playing, and pushed her exquisitely tiny feet towards the spot close to where the present lantern stands as she cast the dice, the way she normally does when she thinks she is going to win. She said laughingly:
    “ Hey listen bookish man, a slap for a slap”, meaning the winner shall have the right to slap the looser on the face. The glow of her beautiful, rosy cheeks blurred my eyes. I laughed and said to myself : you must accept the punishment of a higher game in order to enjoy the reward of lower one.
    The noises of their search and their shouting in the river came to my ears from a distance, like the chattering of birds when they wake up at dawn and screech amid that strange clamor, like covering of the distance between the frailty of dying and sleeping and the intensity of living, when the creatures wake up and pour their existence in a cup, it is my turn then. With a cold sadness, brimful of frustration, I threw the dice without following it with my eyes. The dice was rolling through, changing its own fortunes and the destinies of its casters with every move, until it finally stopped, glittering and glowing on the hanging ladders.

    Translated by: Hashim Habeeb Allah

    (عدل بواسطة محسن خالد on 03-19-2005, 01:37 AM)
    (عدل بواسطة محسن خالد on 03-26-2005, 03:03 AM)

                  

06-27-2005, 01:03 PM

Arbab

تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    Dear Muhsin
    for a long time i have been writing in this board only when it is no longer possible not to . now , i have long been reading all your writings here , and i think you are the best i heve ever read for in our country ... this is not just to say and encourage , but it is what i truely feel right now . it is very annoying when i read some saying that you are the best occurance in sudan after Altayb Salih ! with all the respect to Salih , i think you are realy well a head of all not only him but all what has been written so far in arabic . Altayb is one of the best , but is he the end stone where everybody shoud hit his head and end stuck ? well , here you are just jumped that stone and have gone your own way . ...that did not destroy the stone or even try to move it from the way , but merely took another direction to us .....what is wrong with that ? our problem as a nation is with icons and whow to have more than one of them in the same line or in competition for the best . that , i think is related to the way we have been dealing with things , like one man to rule our comlex country , one party is the majority whatever happens in the political mapping of the sciety , or our village Imam is the best of the men whatever cruel things we know about him and his likes ...... anyway , i think you are the best regardless of icon-phobia some are trying to put you through .
    thanks for the pleasure you create here .... when able to write in arabic i will be more clear about iconisation ...and it"s roots in our life and how it is used to suppress our space which remain empty for your likes to fill and and start looking for more and more spaces to fill . we enjoy you

    (عدل بواسطة Arbab on 06-27-2005, 01:12 PM)

                  

07-12-2005, 12:02 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    up
                  

07-15-2005, 07:29 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    ×
                  

03-24-2005, 03:37 AM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    فوق
                  

03-26-2005, 02:26 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: خضر حسين خليل)

    خضر حسين خليل،...

    تحياتي، يا عزيز
    وهسي بنزل نص (المُوفَد)،...
    باقي أنا تَرَب جن،...
    الموفَد قصتو إهداء لحبيبته في زمن مضى، حبوبتي (الحرم بت حاج طيفور)،...
                  

03-26-2005, 02:31 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    الموفد


    كنت عندما أفعل شيئاً يخالف ناموس القرية "لها ناموس قديم ومستمر كالنيل", يشتمني الكبار قائلين:
    "تُفو عليك يامِلّة المجانين. أمشي يا تَرَب الجن، أي نسله".
    فأكتفي بغيظي وأبقى جاهلاً لمصدر هذه الشتيمة. عندما أسأل أهل أبي يضحكون. أما أهل أمي فلا يعطونني جواباً. كنت أعرف أن جَدي لأمي "عبد الله الأنصاري" كان مفقوداً. خرج من قريتهم هذه بليل ولم يعد إليها أبداً.
    ***
    عبد الله الأنصاري كان ضابط صف في الجيش. قوة دفاع السودان. قاتل مع الإنجليز ضد الإيطاليين في واقعة "كرن" الشهيرة، على الحدود الإثيوبية. وزار مصر وبقي فيها لبعض الوقت لا أدري مدته ولا تاريخه. كان رجلاً متعلماً ووسيماً ومحبوباً في المكان. وهو لا يشبه أحداً من أحفاده مطلقاً. وهؤلاء الأحفاد ينحصرون في أخويّ من جهة أمي "الحاج والحسين" وإخوتي من خالتي عائشة. فهو لم ينجب ذكراً ولم يمتد العمر بابنته الثالثة "نورا". طردوه من الجيش بتهمة الثورية ضد الإنجليز وتحت غطاء ستعرفه بنفسك لاحقاً. فعندما عاد الرجل لقومه كان له رأي مختلف في الحياة كلها.
    جَدتي "الحرم" كانت تتفادى أسئلتي حول الرجل. بعد إلحاح وضغط مني حكت عنه:
    رجل أبيض اللون وعالٍ كالجمال. يضع ملفحته فوق كتفه ومعها تبروقة الصلاة، مصنوعة من جلد طري ومدبوغ بشكل ناعم ومرقق. وفي يده اليمنى على الدوام مسبحة وركوة لماء وضوئه. ركوة تشبه أباريق الفخار النوبية وتختلف عنها بنقوش الخط العربي التي يكتبها الأنصاري بنفسه. ويحمل في يده اليسرى كوكابه الذي رآه الناس كثيراً وهو يصرع به الجاموس البري كما ولو أنه جرو. كل القرية متأكدة من بأس الرجل وسطوة كوكابه. لأنهم شاهدوه وهو يخرج بضربة واحدة منه "بنت الأمين" التي انهد عليها بناء الساقية القديمة. ثم حبستها حبال الللّس الغليظة والتواريق بين جدار البئر وعيدان الساقية المتشابكة. قالوا بمبالغاتهم الريفية: لم يضرب بكوكابه جدار الساقية، لا، بل نخسه كأنه يخرج علقة من أذنه. سدّ الرجل بجسمه الفاره فضاء المسجد أمام المجتمعين بداخله، ثم سألهم بصوته الخشن وببحته المعروفة قائلاً:
    - أتعرفون مَن أنا؟
    ضحكوا لنكتته وأجابوه مداعبين:
    - أبداً، لا نعرف. تفضل يا ود الأنصاري.
    لم يجلس، بل أعادها عليهم:
    - أحقاً لا تعرفون مَن أنا؟
    فيهم رجل يحب المزحة، أجابه:
    - نعرف. ولكن هذا الصباح لا. مَنْ صرتَ؟
    قال لهم ود الأنصاري:
    - هذا الصباح جاءني البيان.
    سألوه:
    - أية بيان؟
    أجابهم:
    - بيان نبي الله عيسى. عيسى آخر الزمان.
    سأله أحدهم:
    - ماله عيسى؟
    أجابه ود الأنصاري:
    - أنا هو، بشراه. أنا الموفد. كتاب وبرق نبي الله عيسى.
    أخيراً عرفوا أن المسألة ليست مزحة. همهموا مع بعضهم وتعوذوا بالله. كان معهم رجلاً عرف عنه ميله للفروسية وإدعاء القوة. الآخرون شعروا بأن الرجل أصابه شيء ووجموا غير مصدقين. أما هذا الرجل الشديد فقد قال لود الأنصاري:
    - أنت لا تحترمنا كرجال. هذه فروسية منك أم ماذا؟
    تجاوزه عبد الله الأنصاري وأضاف:
    - الله غالب. إن كنتم لا تصدقوني فالله غالب.
    كررها عليه الرجل:
    - يا زول أسكت. هذه فروسية منك وعدم احترام.
    التفت ناحيته الأنصاري:
    - هي كذلك. مَنْ أفرسُ مني؟
    أجابه الرجل:
    - حواء والدة.
    ردّ عليه الأنصاري:
    - ولدتني أنا، ثمَّ مَنْ؟ ما عداي تغوَّطَت.
    واتجه ود الأنصاري ناحية المنبر بعجلة. يرتجف من الغضب. وضع ركوته ومصلاته فوق المنبر. وظل الكوكاب في يده اليسرى لأنه أعسر. أعاد عليهم من مكانه:
    - أنا نبي الله عيسى وفارس. مَن فيكم الله لينكر إرسالي؟
    كاد الغضب أن يُكَفِّر الرجل الآخر أيضاً، نهض وأجابه:
    - أنا. أبو جهل. تعرفني؟
    أجابه الأنصاري كنبي سابق وأقدم قليلاً:
    - النبي محمد غلب أبا جهل. نار الله في الدنيا قبل الآخرة.
    طبعاً باقي الحوار من هنا يقطع مسافته الكوكاب. يمشيها على ساقين، كوكاب وكوكاب. ولكن المجتمعين في المسجد أمسكوا بالرجل الآخر. حاول رجل ثانٍ غير الذي شاجر الأنصاري أن يتقدم لمناصرة الأول لأنه صديقه، ولكنهم أمسكوا به هو أيضاً. عبد الله الأنصاري أصابه مكروه ولا شك، ولا داعي لأن يأذيهم في رجلين دون قضية.
    محمد التلب صديق الأنصاري أخذ يهدئ صديقه ويبكي لما ألمّ به. ثم تمكنوا من تهدئة الأنصاري أخيراً وذهبوا به إلى بيته. جاؤوا به عند زوجته الحرم جدتي وكانت ترضع طفلتها الراحلة نورا. أدخلوه وأخبروها سراً بما حدث في المسجد. هو انصرف إلى صلاته. لا أدري على أية مِلّة. ولكنه على كل حال انشغل بصلاته ولم يكترث لجلبة الأهل الذين تدفقوا على المنزل.
    ثم قالت جدتي بأنه رفض العلاج واختفى من عندها ذات ليلة وإلى الأبد.
    وبوصفي روائياً أقول إن القصة هكذا فيها فراغ. هذه ليست نهاية تخدعني بها جدتي. ألححت عليها من جديد فتذكرت تتمة من ناحية أخرى:
    في أواخر الستينات قابل عبد الله الأنصاري رجلٌ اسمه "عثمان عبد الله". وبعث معه ود الأنصاري هدايا لابنتيه البتول أمي وخالتي عائشة. فقد أخبره عثمان عبد الله بوفاة ابنته نورا. كما أخبرهم بأن الرجل يمتهن بيع الكتب في شوارع الخرطوم. ثم لقيه بعد ذلك أخوا جدتي الحرم "المبارك وفضل المولى". بالمصادفة وحدها، فهما لم يقصدانه لأنه كان يتنقل من مكان لآخر. طبعاً ود الأنصاري لن يتعرف على فضل المولى لأنه كان صغيراً حينما غادر هو البلد. عرف المبارك الشهير بلقب "الكير" ِوتجاهلهما معاً. أخبر الكير أخاه بأن الرجل ذاك هو عبد الله الأنصاري زوج أختهم المفقود. وانطلقا ناحيته بتعجل وشكك. سأله الكير محيياً:
    - كيف الحال يا ابن العم؟
    تأمله الرجل طويلاً ثم أجابه:
    - طَيِّب.
    يتمادى معه الكير بحذر. فهو يعرف طبع الرجل وهو مَن زوجه لأخته الحرم. يسأله الكير:
    - كأنني رأيتك من قبل!؟
    أجابه الرجل:
    - من قبل؟ لا، لم ترني. لم أكن موجوداً. من قبل كان المنتهى ومن قبل كان الماء ثم العرش.
    الكير خلط هذه العبارة، يحفظ كلماتها جيداً، ولكنه قدّم فيها وأخَّر. تحققت من ترتيبها هذا من فضل المولى، فهو أصغر وأدهى قليلاً. طبعاً أنا مثلك، أريد حقيقة ذلك الرجل المدعي. ولكن الكير ليس بوسعه أن يدير لنا حوراً يكشف شيئاً. لن يفاوضه في مسألة كهذه، سأله مباشرة:
    - ألست عبد الله الأنصاري؟
    - لست عبد الله ولست شيطاناً. أنا الموفد. ما الذي تريده مني؟
    - أريدك أن تأتي معنا.
    - لن آتي. الذي يمشي منا لا يأتي.
    أجابه الكير بكلام غامض:
    - كلهم ماتوا إلا واحد.
    ردّ الأنصاري:
    - وإن يكن.
    لا زال الرجل حَيَّاً إذن، ولا زال رأيه معه بعد كل هذه السنين. تركه الرجلان وأسرعا مبتعدين. لقد قَرَّرا استدعاء الأشخاص الذين جاءوا معهم للخرطوم. سيحضرون الرجال وعربتهم ويأخذونه بالقوة. عندما عادوا وجدوا أن الرجل قد جمع كتبه واختفى كآخر مرة يراه فيها أحد.
    فَكَّرت أن ذلك الرجل كان مستهبلاً كبيراً. يبتز البسطاء والمساكين أمثال فضل المولى والكير بعبارات طلسمية وغامضة. سألت جدتي الحرم ثم فضل المولى:
    ما الذي يعنيه الكير من قوله: كلهم ماتوا إلا واحد؟
    جدتي هزت رأسها بالنفي، وفضل المولى استهبلني قائلاً:
    - لماذا تسأل؟ كلنا لا نعرف.
    هذه العبارة هي لا تعني شيئاً، ويمكنني أن أكشفها لك الآن. لست محتاجاً لابتزازك وتشويقك. ولكن رائحة الجريمة فيها قادتني إلى كنز كنت أجهله تماماً.
    قلت سأسأل الكير صاحبها عن تفسيرها إذن. ذهبت إليه في بيته مساءً. أجابني بعد مراوغات كثيرة ابتكرتها للدخول في الموضوع. سألني مستنكراً:
    - هل أنا قلت ذلك!؟
    نعم قلت.
    - هل كنت معنا أنت؟
    - أبداً، ولكنك قلت ولا تريد إخباري، لماذا؟
    - لا أُريد إخبارك إذن، أتطلبني شيئاً؟ ولماذا أخبرك؟ ما الذي يهمك أنت؟
    - لن تتهرب مني هكذا؟
    قام بتطوير طريقة تهربه. كان يحلب بقرته، ولا تنسى أنه جَدي خال أمي. يعني في لغة الريف هو ولي أمر. وهكذا هي ولايتهم للأمر، لم أتعرف عليها إلا في مواقف كهذه. طَبَقَ الحبل في يده ولوَّح لي بصريمته التي تستخدم في وثاق وتثبيت الجواميس للحلب. ثم أجابني:
    - ستتركني أحلب عشاء أولادي أم لا؟
    تركته فوراً. لو أرسل ذلك الحبل ناحيتي فلن يتوقف بعدها. هو معروف بإتقانه لهذه المسألة. عدت لجدتي المسكينة وجَدَّدت التفاوض معها. ولكنها رفضت مطلق الرفض أن تشرح لي ما قاله أخوها. ربما سئمتهم وسئمت سرهم التافه ذلك الذي يخبئونه بإجماع كعوراتهم. سألت جدتي هكذا، عرضاً وعن طريق الملل والمصادفة البحتة:
    - ألم تكن له كتب يقرأ فيها؟
    - كانت له، يقرأ ليلاً ونهاراً بلا توقف.
    شعرت بالضجر يغادرني دفعة واحدة. سألتها بلهفة المدمن ونهيته:
    - لم يخبرني أحد من قبل، لماذا؟ كلكم دين حجر، وأين هي الآن؟
    - عند أخته عائشة.
    وانطلقت ناحية منزل عائشة عدواً. الوقت مساء أقرب للّيل. منزلها كقلاع المماليك القديمة. يقع على ربوة عالية وتحيط بها الأشجار قريباً من النهر. لماذا لم تخطر أخته عائشة على بالي من قبل!؟ انتبهت لأول مرة أن خالتي عائشة تحمل اسم أخته عائشة. دلالة مودة وعلاقة خاصة بينهما ولا بد. ولكن بعد كل هذه العقود من الزمان؟ لا أظن أنني سأجد شيئاً. وجدتها تلف تبغها وتدخن تحت أشجارها بهدوء وعدم اهتمام. رفعت صوتي بالسلام. لأنَّ صياح الطيور ورفيفها على الشجر عند المساء يفرض ذلك. التفتت نحوي ورحَّبت بي من ناحية نسبها هي:
    - أهلاً يا ولدي، حبابك، حباب ود البتول بنت عبد الله أخوي. آسفة يا ولدي، السجائر هذه لأن معي "أولاد ماما".
    وهذا قبيل من الجن، "أولاد ماما". معروف أنها غاوية "زار" وعَرَّافة لها شأن. قلت لنفسي: إن لم تخبرني عائشة هذه فلن يخبرني بعدها أحد. ولكن الكتب أهم لي من كشف لغز الواحد الذي لم يمت ذلك. الكتب ستخبرني بالذي يجهلونه جميعاً. سنرى الكتب أولاً وبعدها سأثير حماستها كي تتدفق في الحديث عن أخيها. فهو أخوها بأي حال ولن تتحدث عنه بحياد أصهاره. ناورتها وناورتها حتى بلغنا مسألة الكتب. تعنتت جداً في البداية ووافقت بعد تحجج وطول بال. صبرت عليها حتى امتزج التعاطف في عينيها بالصرامة ثم قالت لي بشكل قاطع:
    - أنت فقط. لأنك حنين وتسأل عن جدك.
    الليل ترامى أكثر. وصياح الطيور أخذ يتباعد وينطمس. قلت لها بخفوت:
    - شكراً، أنت أيضاً حنينة يا جدتي. ألم يكن يشبهك؟
    لم تجبني، بل اشترطت عليّ أيضاً فوق شرط "أنت فقط"، قائلة:
    - ولن تأخذ شيئاً.
    - طبعاً. مفروض كل حاجاته تكون معك أنت وحدك.
    لم أكن أبتزها. امرأة حفظت هذه الأشياء لأربعينات السنين تستحق بالفعل تمثالاً. حتى لو كانت أشياء تافهة وخراء. هذه بقية وأثارة مما تركوا وأرشفة تاريخ. فلو أنه بقي مع جدتي الحرم لأشعلت به نار الكسرة. الرجل كان يعرف هذا جيداً. الكتب لعائشة وبناته للحرم. الحرم ستكفيها غريزة الأم للحفاظ على مسألة كهذه. ولا بد أنه اكتشف في عائشة مواهب أخرى.
    قادتني لمخزن كالدهليز. أطلال من الحجر ولا تصله الكهرباء مع باقي المنزل. دخلناه بفانوس كيروسين قديم. عيدان السقف أصبحت بُنِّية اللون من أثر المطر والسوس. تسندها انثناءات الصخر المقوسة بمهارة. لولاها لسقط المخزن على الأرض. فتحت بمفتاح تعلقه في عنقها سحارة تسد المخزن من أوله وحتى قريب آخره. وأنا مدمن، فلا بد أن يخونني الصبر. أسرعت أعاونها في إزاحة الغطاء الخشبي الثقيل. الرجل غطى أشياءه بشرائح شجر السرهيت وألياف غريبة. تابوت فراعنة. أبعدت محروقات الفخار التي حشرها بين الكتب والخشب. قالت لي عندما رأت تهافتي الشهواني:
    - تعوَّذ بالله يا ولدي. كتبه هذه "عِلِم مفارقين". يا حليلو أخوي.
    بدت لي كلمة "مفارقين" رهيبة ومؤثرة تحت ضغط ذلك الجو. خصوصاً أن أول مخطوطة سللتها وقَرَّبتها من ضوء الفانوس كانت عبارة عن مُستلات ومرويات من بطون كتب لـ"الزمرة"، الكتاب المفقود، لابن الراوندي. ثم "هياكل الأنوار" للسهروردي. "الآجرومية". "اللزوميات ورسالة الغفران" للمعري. "فضيلة المعتزلة" لأبي عمرو الجاحظ. "تهذيب الأخلاق" لمسكويه. "كتاب النفس والروح وقواهما" فخر الدين الرازي. "فصل في مرض القلوب وشفائها" مخطوطة زاهية منقولة باليد من مجموعة فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية. "الأخلاق والسير في مداواة النفوس" لابن حزم الظاهري، وله أيضاً "طوق الحمامة"، فالعشق هو موضوع المتصوفة الأساسي في الحياة. "الطواسين" للحلاج. نقولات عن "الفتوحات المكية" لمحي الدين بن عربي. الأشعري، الطحاوي، المفسر أبو السعود، ابن عطاء السكندري. "فضيحة المعتزلة" رَدْ ابن الراوندي على الجاحظ في "فضيلة المعتزلة". "العواصم من القواصم" في نقاش الفتنة بين علي ومعاوية لأبي بكر بن العربي. "إحياء علوم الدين" للغزالي. هيا لن نستمر في مثل هذا التعديد، قلت لك مخزناً بكامله. ذاك وكذا وكذا، يم من المعرفة. القاموس. أردتك أن تعرف الخط الذي ستسير فيه اهتمامات الرجل وكتبه فحسب.
    المخطوطات مبهرة لحد الجنون وأكثر من الكتب. وأكثر محافظة منها. لأنه نقلها على جلود وحوش دبغها وعالجها بنفسه. أما من أين نقلها؟ فلا أعرف. ولكنه عمل مع الجيش الإنجليزي كما أسلفت وكانت له جولات في مصر كما أسلفت. خط عربي مذهل ومُبَقَّع بأحبار ملونة. لن يبزه في الخط العربي إلا التشكيلي "شبرين". لأنَّ تعاليم ابن مقلة وابن البوَّاب موجودة بداخل مكتبته والرجل تجاوزها بالفعل. بحثه عن طريق سماوي جديد واضح حتى في تناوله للخط العربي في ذلكم الزمن.
    انفعلت وغَطَّاني الجلال. جلال المعرفة ورهبتها المحيرة والشيطانية. "عِلِم مفارقين" أخذت تتمشى بداخل رأسي كسيقان العناكب. تساءلت: هل كنت سأكتفي بكون الرجل مجنوناً وانتهى الأمر؟ آهٍ لو فعلتها أنا بالذات! هذا الكلام كله لمن كان يدخره؟ لمن كان يحرق يديه بنار الفخار ويدميهما بالنقل ولعنته؟ لجدتي الحرم!؟ لاخوتها حفظة الأسرار!؟ لي أنا طبعاً ولا أحد غيري. مجنون وانتهى الأمر؟ يا للأسف. ربما هو مجنون، ولكن لماذا؟ وكيف؟
    أخذت أقهقه. تذكرت الرجل الذي أجاب جدي قائلاً:
    - أنا. أبو جهل. تعرفني؟
    كان الرجل أُمياً لو تعرف. هذا كل ما أخبروني به عن مشاجر الأنصاري، أما اسمه فلا أعرفه. قتلوه إذن كما قتلوا "محمود محمد طه" و"التيجاني يوسف بشير" و "معاوية نور" و "أبو ذكرى" و "مايكوفسكي". وبددوه بطريقة غامضة كما بَدَّد الجهل المتآمر "غارسيا لوركا" من قبل.
    عشقت الموفد. أعجبني فيه الرجل المتوحد مع الكتب. والمشحون بالمعرفة لحد المروق من الجهة الأخرى. أثَّرت فيَّ كتبه وفكرة ما تمنحه المعرفة من طاقة جنونية. أظن أنَّ "بيان" الأنصاري بداخل ذلك المسجد الذي لا يدخله إلا الشتاء والصيف، كان أهم حدث يدخل تاريخ التفكير في ذلك الريف القاحل. لا خوف ولا خجل. الحياة مخاضة واحدة، والرجل أيضاً. قلت لجدتي عائشة:
    - هذا الرجل أهلي وحده. عداه لا أهل لي.
    وجَدَتها عائشة فرصة كي تصفي مشاحنات قديمة، دارت بينها وبين جدتي الحرم أيام كان ذلك الرجل يعاني. قالت لي:
    - حبوبتك الحرم كانت تظنه مجنوناً.
    - ومن هي الحرم هذه لتظن أو لا تظن!؟ أكانت لها مكتبة كهذه تقرأ فيها كي نناقش آراءها بخصوص العقل وعدمه؟ هنا الحديث للمعارف وليس لجمع البامية واللوبيا كي نقبل لها شهادة.
    أكَّدتُ لها وفي بالي أشياء أخرى:
    - قلت لك هذا الرجل أهلي وحده.
    تَبَسَّمتْ، سألتني:
    - كيف؟ وجدك خالد ود عمر؛ جدودك أهل العلم؟
    - هذا قَبَّاض سمك. أريد هذا النبي وحده.
    ضحكت وهي تتمايل. أعجبها تنصلي عن أهل جدتي الحرم ثم عن أهل أبي. جَعلتُها تنال منهم. فهم أهل سؤدد أكثر من أهلها. بقي معي أخوها وحده. أرادت أن أشتم لها أهل أبي ثانية. لم تسمع. أضافت:
    - ولكن الناس ينادونك بالأنصاري أم بالعمرابي؟
    - الناس لا يعرفون اسمي. ولكن أبو صلاح شيخ الحيران كان ينادينني بود خالد.
    قالت وهي مبسوطة:
    - مَخيَّر.
    - نعم مَخيَّر.
    في الحقيقة لو كانوا ينادونني بأبي "محمد" لقبلت. فقد كان هو أيضاً رجلاً عالماً ومتيناً. ولكنه كان سلفياً. فلا بد أنه كانت تنقصه دينامية التفكير الفني. على عكس التصوف. ولو نادوني بجدي "عمر" فهذا أيضاً عالم كبير وسأقبل. وحتى لو نادوني بأبيه أحمد فهو أيضاً معرفي وسأُقِرَّهم. كلهم باسلون وعلماء قرآن وفقه وإعراب وسيشرفوني. أما أبوهم الكبير الفكي "الحسين" والفكي سودنة لكلمة الفقيه، فهذا جبل يراه القاصي والداني. السودان كله يعرفه. وهو مدفون في "المسيكتاب جنوب" جوار الشلال السادس. حيث عَلَّموا القرآن والفقه واللغة ونقشوا أنسابهم العربية على صخور الشلال ورقدوا. اسمي الكامل هكذا: عبد المحسن محمد خالد عمر أحمد الحسين. والناس لم يختاروا لي من هذا الاسم الطويل كله إلا "خالد". الذي تعلم الكتابة والقراءة فقط ثم هرب من خلوة أبيه. هذا الفاشل الذي سيرافقني في كتبي الفاشلة. ليكن يا قَبَّاض السمك، لو فشلت أنا أيضاً فسيكون مصيرنا مركب وريح.
    وأنا أيضاً كنت أريد حماسة عائشة، وهاهي تَحَمَّست. أضفت مراوغاً:
    - أظنهم ظلموه؟
    - ظُلم الحسن والحسين يا ولدي.
    - هنالك قصة يخبئها جدي الكير الأسود، لا أعرف ما هي.
    - ألم يخبرك بها؟
    - لم يخبرني.
    - هؤلاء لن يهمهم إلا انقطاع المصاريف عن أختهم وبناتها.
    قامت بإشعال سيجارة جديدة ثم أخذت بيدي قائلة:
    - تعال. أنت يا ولدي حنين وسأخبرك بالقصة كلها.
    كانت حكاية فارغة كموضوع يتكتمون عليه. ولكن تَذَكَّر أنها تمسهم وما هي من ابتكار الراديو. وإن كانت لا تخلو من دلالات بالنسبة لروائي سخيف مثلي. هم أرادوا جميعاً وحتى عائشة أخته أن أظل جاهلاً بأسماء الأشخاص الذين تضمهم القصة. وحتى هذا اليوم أنا لا أعرفهم. كأنما عرفوا أنني سأصبح مهووساً ذات يوم بنوع من الكتابة لا يعترف بالتكتم. وخيراً فعلوا. كنت سأكتب لك أسماءهم هنا واحداً واحداً. وليمت حفدتهم ضغينة/ جراء ذلك. ماذا سنفعل بتَرَب أبي جهل، الذين شَرَّدوا من يحفظ السهروردي؟ مَن يخط مخزناً من المعرفة بيديه؟
    قالت إن الرجل الذي شاجر أخاها في المسجد وصاحبه. جلبا رجلين آخرين وقصدوا جدي حيث يتعبد. كان يتعبد تحت شجرة حراز ضخمة مجاورة للنهر وقريبة من مكان تُلقى فيه الأوساخ. الرجل كان قد حسم أمره مع الناس واختار مكاناً منعزلاً وقصياً. وهم قصدوه هناك بدافع تأديبه على وقاحته في المسجد والانتقام منه. نادى فيه الرجل الذي شاجره من بعيد:
    - استعد يا ود الأنصاري. الرجال قاصداك.
    أجابه جدي:
    - الرجال بتقصد الرجال. أنا واحد لكن موفد. حبابكم.
    ثم وضع الكتاب والمسبحة من يديه واخترط كوكابه. ها.. هيح، ها.. هيح، كما تُلَخِّص جدتي المعركة.
    ثلاثة منهم أصيبوا وفروا من وجهه قبل أن يُعطبهم. أمَّا الرابع صاحب المشكلة الأساسي فقد امتاز عليهم بعاهة دائمة. وفوق ذلك لامهم الناس ووبخوهم على فعلتهم ولم يعودوهم في مصابهم كما تقول جدتي. ولذلك رَوَّجوا أنه كان مقعياً على الأوساخ يلتهم جيفة مرمية هناك. وهم حاولوا منعه وكان كوكابه معه ولم يكن معهم شيء. فهاج الرجل لكرامته والتقط كوكابه وقطع المسافة لبيت مشاجره الأساسي عدواً. قالت إنَّه كان يضج ويُرَدِّد مع نفسه: أنا الموفد أضرب أعزلاً من غير سلاح؟ أنا الطاهر آكل الجيف؟ وبصفعة واحدة جعل الباب الخارجي لبيت خصمه يَتَلَّفت من دون حيطان. كان الوقت ليلاً. وصاح ود الأنصاري من الخارج:
    - يا فلان، يا فلان، أنا لا أقاتل وسط النساء والأطفال. خذ كوكابك وأمشي نادي رفاقتك. أجلبوا حرابكم وخيلكم. الحقيقة غير وعدالة الله غير. إما أنتم وإما أنا. وإلا سأتركها لكم ولا أعود إليها أبداً ما دمتم أحياء.
    سألتها أنا مشاكساً وجاهلاً:
    - الحقيقة غير وماذا؟
    أجابتني بضجر وتعالٍ:
    - يعني الحقيقة شيء وعدالة الله شيء.
    - وماذا يعني بهذا الكلام؟
    أنا سأعرف لا حقاً من كتبه. أما هي فتركتها عند إجابتها:
    - شِنْ خبرني يا ولدي؟ المهم إنهم أبوا يطالعوه واندسوا في صَلَبَة نسوانن.
    ونَفَّذ الرجل وعده أو عقابه لنفسه. أنا توقفت عند روحه الثورية رغم تصوفها. الشق الخفي والمجهول من الفكر الصوفي. لم يكن أبداً الصوفي المسكين من نوع: "العفو عافية والكون مُنَظَّم". كان متصوفاً أكثر من الشق المستخدم من التصوف. وحتى مفاهيمه للفروسية كانت خاصة به. أنا لا أعرف أصلاً في عادات "الجعليين" لكون الشخص يهج من دياره لو رفض خصمه منازلته. أو ربما هنالك أشخاص أكبر وأدرى مني بهذه المسألة. على كل حال لست متأكداً. أُرَجِّح أن يكون قد تَوَصَّل للجانب الثوري المغمد في طيات الفكر الصوفي. لأنني قرأت له بعض التعليقات على كتاب الطواسين يذهب الرجل فيها إلى أن الحلاج قاتل أعداءه بتقديم نفسه للقتل كما فعل سقراط، وكما تبعهما محمود محمد طه.
    في ذات تاريخ متقدم. خرج المصلون من المسجد بعد صلاة العصر. أحدهم له عاهة معتبرة. كنت أراه يجر نفسه جَرَّاً. قلت مع نفسي: أهذا الزمن يا ربي أم كوكاب أجدادي؟ كلاهما قاهر وباسل ويطبع نفسه في البني آدم بعجنه عجناً. هذا الرجل لا بد حَطَّمه كوكاب الموفد. كنا في محل الخياطة التابع لجدي فضل المولى. وكان هو يراقب تأملي للرجل. استطاع أن يحدس تفكيري كما هو. سألني:
    - ما الذي تبحث عنه في العجوز؟
    - أريد أن أرى درب كوكاب جدي.
    - لن تعثر عليه.
    - لم أطلب منك أن تخبرني.
    تأملني بشماتة ثم أضاف:
    - أقسم لك أن الرجل الذي تقصده كان أول من مات منهم.
    سأعيد عليك أبيات قديمة دون أي تدخل حالي من قبلي. فما عادت تهمني ولا عدت أعتقدها. ما يهمني أنها كانت الفترة التي أمدتني مطالعاتها بكتابات من هذا النوع:
    يا ربي ماذا أُسْمِـــعُك وفيك مني مسامــع
    ينحو لخلقي بعضُ أمرك فالله بيني وبينك ضائع
    الله بيني وبينك ما انوجد الله عندي وعندك ساطع
    الله واحد فوق قسمتــه وفيـها قبلاً شائــع
    الله مـا كان وما يكون فالروح فكرٌ، صانـع


    محسن خالد
    مدينة السوكي 1992م
                  

03-26-2005, 09:32 AM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    يامحسن سلام

    أريتك طيب

    Quote: يازول إنت غيبتك مالا كترت كدى .
    ياخى نحن المصبرنا على البورد دا جنس دخلاتك المتل لعب الدحيش أيام مجدو فى الهلال.
    والله لى زمن متمنى دخلتك على شغل التراث دا عمنو بدورلو ولدا ضربو مميز.
    يازول مالك بتاع فنيلتك يمين لايفتى ومحسن فى الدنيا.
    ياخوانا ماتزعلو أنا الزول دا عاجبنى ومبسوط منو, ومرة شبهتو بالطيب صالح لكن والله وماكم طالبنى حليفة تشبيهى ليهو بالطيب صالح ليس إلا كما الله قد ضرب الأقل لنوره مثلا من المشكاة والنبراس.


    الكلام دا كتبتو بعد قعيدك لى التراث المزروع فى اللخ وإهدائك أزهاره لكثير من من جهلوا. الناس زمان كانوا بباروا ودالمصطفى(ود النزيهة) من حفلة لى حفلة عشان كان قاصع فى الغنا( الكنينة وبى نارا انقلينا). وانا مباريك تب غناك سمح ومقعد وكل خلايا روحى بتلعب فى دارتو عرضة وصقرية ومرات تنتشى وتتجلى بى البطان.

    الكلام دا طبعا مو شكر ليك لكن عرفان لى كتابتك الكلو ما أقراها بتحول لى بلة جديد أحسن من القبلو. ولاهو قدح فى الطيب صالح لأنى قريت كتاباتو وماكان ليها مفعول بداخلى.
    يازول أنا مانى زول أدب , أنا زول طب لكن كتاباتك دى بتملانى positive charges لمن أدفق والله وماك طالبنى حليفة بعد داك البقراهو فى الطب بسكن وبعشعش جوا جخانين مخى.
    يديك العافية وخليك موفد آخر.
                  

03-26-2005, 11:14 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: Balla Musa)

    Balla Musa،...
    يا بلة إزيَّك، وإنت راجلاً ضو وشنحيب، وأنا ما عرفت لاهسي كيف أختو (كِرَاك) بتاعة عمك العبادي لو طاريها،...
    وكلامك دا أنا قريتو وردّيت عليهو وعلي طلب ليك قديم، في بيت تيموليلت، أمش أشرب جبنتك هناك، وما تطوّل القعدة، باقي الونسة بتجر وحريمي ديل ما بجرّلهن توب لقعادن،..
    وأنا ذاتي مبسوط منك تمام، وربَّنا يخضّر إبرك، يات التغزّها فيها تقوم شديدة وهايشة،...
    وخليك أخوي، وياني أخوك،..
                  

03-30-2005, 04:43 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    سأمد إلى الحديث خنجراً، لا أُوارب الباب بين حرف حرف، هذا الطريق نحو مملكة من التفكير الشرس،..

    سأنال الكثير من لعناتكم ومن الذنوب،.. وستبتلعون ألسنتكم ولن أستغفر ذات يوم،...

    السوداني هناك، في مملكة السودان أو النسيان، لا يبدي ولا يعيد،.. دعنا من كونه يبتكر شيئاً، هذا لكونه ليس من أصحاب الرؤوس الشرسة، ولكونه ليس من المذنبين،...

    أنا اليوم أُمنيكم بالضرواة، أستدرجكم نحو الذنوب، أو لم يسهم إبليس في إيجاد هذا الكون؟ أوَ لم؟..

    لولاه لكنا نرعى هناك، وفرطقة الكرباج من وراء الأزل ومن أمام الخلود،..

    الوجود ذنب، لو صدقت روايتكم،..
    والوجود أنتم تنزهون الأيام في النسيان، لو صدقت روايتي،...
                  

04-03-2005, 02:41 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    حياتي التي لي، وتلك التي حلمت بها، دون أن أطالها، وحياتنا المباركة التي تلدنا أمهاتنا لها من فطرة دعائهن لنا بالبَّر، وبمرساة العمر،..
    كل ذلك أتركه، مع ملابسي على الشط، مع الضَحَل أتركه، ومع نداء صبيّات بالقلق علي، لأرمي بنفسي في فتنة المياه الجائحة، في فتنة أن أُفتقد دون حد،..
                  

04-03-2005, 09:32 AM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    يامحسن

    كيفنك

    Quote: السوداني هناك، في مملكة السودان أو النسيان، لا يبدي ولا يعيد،.. دعنا من كونه يبتكر شيئاً، هذا لكونه ليس من أصحاب الرؤوس الشرسة، ولكونه ليس من المذنبين،...


    يازول عوس عوسك وأضرم نار إبداعك وأشعلها هنا لكى لايبقى إلا ذهب الحقيقة والخواطر الناصعة على هذه الهضبة.
                  

04-03-2005, 01:41 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: Balla Musa)

    بلة موسى،..

    حبابك يا ضو، دعنا نهتم بالروع، بمحنّة الخلاء، لكم هي قرانا جميلة عن بُعد، ومن خلل الرهاب،..
    لن نغبّش على العين، ولا يطيب لنا،..

    ولكن سنضغط على القلب، فالخلاء محنته الحكيمة بكل حال،..
                  

04-06-2005, 04:11 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    أنا (الإنسان) ولست ظاهرة، والموت لا وجود له سوى على حياتي، فأيُّنا الظاهرة؟
                  

04-13-2005, 01:22 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    الحب خبز هذا الصباح، وقهوته، فلا تحبوني،..
    افهموني بقلوبكم ما استطعتم، الآخر حين لا نفهمه نُلغيه،..
    إن لم تحبني أنت، فسيحبني آخر، أو غيرهما،..
    وإن لم تفهمني أنت فأنا هالك عندك،..
    لكي تدرك الأشياء جيداً، رُح إليها بالغارق منك، ثم انقلب نحو المرئي من الآخر،..
    الإنسان يحب نفسه بالضرورة، لذلك يتمهّل في فهمها، ليكون الحب جزءاً من التفهّم وليس العكس،..
    تمَهّل في فهمي،..
    الشاه جاهان، أي ملك الجهات، وشارباه طرفا الكوبري معلّقان بين مقنصة الحزن ومثكَلَة، فـ"ممتاز محل" حبيبته، قد اعشوشبت في وادي الموت الرهيب،..
    انشغل هو بحزنه عليها، وأراد أن يجعل منه عملاً يومياً، يسخّر له "الطُلَب والأسمنت"،..
    ونظروا له فيمن هو معماري وكاسر العبقرية، وجيء بالفارسي العَلَم في ذلك والمسكين، ولكن الشاه جيهان أمر بأن تُجلب حبيبته أيضاً، ونُودي من قبل حُجّابه،..
    هاتوا البنيّة وصدّعوا روحها على الأرض، وتجري نوّارة الصبية في ترابها، هالكة ولازبة في الممات،..
    قتلها الشاه جيهان، كي يفهم المعماري الفارسي بقلبه وليس بملابسات الحادثة وأذنيه،..
    هكذا بنى المعماري الفارسي لحبيبته أولاً وأخيراً، وبفهم مشارك لا يكتفي بكونه عميقاً فحسب، ولئن ذُيِّل الصرح باسم "تاج محل" فهذه فكرة صغيرة، المهم أنّ الرجل بنى تلك المعجزة بمفاهيم تتعلّق بذكريات قلبه هو، وليس بسربعة المقاولين،..
    الحبيبتان مضتا في الهول الذي لا بُد منه، وأُسدل هذا الستار، والمغولي والفارسي مضيا من بعد، وقبر الحبيب ما يزال يقف هناك، يراه رابندرانات طاغور ويقول: "دمعةٌ على خد الزمان"،..
    فلا تحوجوني رجاءً لقتل حبيباتكم، كي تفهموني بقلوبكم،..
                  

04-24-2005, 06:04 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    البطل هو الإصابة، في العقل أو القلب، أو الرؤيا، من يصاب أكثر، يصبح بطلاً أجود،..
    البطل ليس هو البطل نفسه، بل البطل شخصٌ آخر، بوسعه الاعتقاد في البطولة وتصديقها،..
    بفيلم "التايتنك"، المياه ترتقي سلّماً ناحية أمّهاتها السحاب، والموج يقالد يات من يقابلوا،..
    الموسيقيون كانوا أبطال الرؤيا، دي كابريو كان بطل القلب، الشخص البرجوازي كان بطل العقل-العدم، مرتاحاً، في صحبة النبيذ الجيّد والخبز الفاخر أمامه، تذكرته درجة أولى ولم يحصل عليها بالمقامرة و-ثالثة- كما هو الحال مع بطل القلب دي كابريو، بطل العقل كان يحدّثهم عن أنّ المخلوقات الكبيرة تنقرض، تلحق بجدودها من الديناصورات،..
    تاا تا تررا، بمثل محنّة موسيقى بول ماريوت وساليفان، تنطلق الموسيقى هناك،..
    الموت يقالد يات من يقابلوا، يات من يُذعر ويبخل بحضنه،..
    إلا الموسيقيون، كانوا أبطال الرؤيا، لم يتراكض ولم يُفزع منهم أحد، استمروا عميقاً في الموسيقى، بما هو الرؤيا، وبما يغيظ ظلمة البحر الضحلة مقارنة بطبقات البصيرة،..
    في العام الذي كانت فيه حفلة إثيوبيا الشهيرة لوردي، هنالك عازف تُرك وراءهم، للنسيان، الطائرة كانت قد اشتطت في بونها عنه، ولكن بطل الرؤيا أكثر تطرفاً من المسافات وسرعة الضوء -النسيان، هاهو الساكسفون يا "وليد عجاج"، الحامل على الكتف، والخطوة الثابتة، تج تج تج في عين النيل،..
    تاا تا ترا را، بمثل محنّة "من شجو الكلام المُر، فتلت حبال شمس غابت، شمس غابت، وغنّيت آه"، خاج الغروب،..
    كاتب فيلم "التايتنك" وكاتب رواية "الحياة السرية للأشياء"، حَدَسا أبطال الرؤيا، وتلاعبا سالميْن بالرؤيا، ولكن "وليد عجاج" ناك البحر ساكسفون، والضحى الأعلى أعلى أعلى،..
                  

04-26-2005, 06:20 PM

اشرف السر
<aاشرف السر
تاريخ التسجيل: 12-06-2003
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    up
                  

05-08-2005, 03:31 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: اشرف السر)

    كان للبلاد ياقة ذات رونق، فاتسخت من عنق مرتديها، منَّا من يبحث عن الصابون،..
    ومنَّا من يبحث عن سيف،..
                  

05-09-2005, 03:17 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    قصة قصيرة




    الذي يتبع نداء الغابة لا يعود

    (عدل بواسطة محسن خالد on 01-08-2007, 02:49 PM)

                  

05-09-2005, 08:50 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    محجوب البيلي،..
    ياخي ماك طيّب، فتشت كلامك سماء وأرض ما عرفتو وين،..
                  

05-10-2005, 04:47 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    كان للبلاد ياقة ذات رونق، فاتسخت من عنق مرتديها، منَّا من يبحث عن الصابون،..
    ومنَّا من يبحث عن سيف،..
                  

05-11-2005, 03:05 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    الناس يصدون حنانهم بجفاء الشراب،..
    السودان أفضل للشيخوخة، أكرمُ لموت المسنّ وأنبل،..
    هناك من يحنّون يا ربي، ومثلي منهم وفيهم يحن،..
    لبيتي، نخلاتٌ ثلاث، وشجر حناء، جوّافة وسدرة حجازية، ما غرست يدا أمي، ذكرياتي ومنديلي منها –منديل الحبيب أخضر،..
    الحنان فاتحة هذا الصباح،..
    الخرطوش في الماسورة، أرشُّ الشجر، وصوت الجيران، تأتي "لونا"، و"سمر"، لونا ابنة خالتهم، تأتي من الخرطوم لتدهش قرويتنا ببنطلون الجينز، وحين تعود لخرطومها تترك قريتنا أضيق من ذي قبل، ولا تجاور النيل كما كانت،..
    المرأة ضاحية التحنان،..
    لونا وسمر وصوت الجيران، بسم الله هذا الصباح،..
    وجروفي، وأرض جدي، في قدّوم البحر، يبوسها وتبوسو مع كل فيضان وبادرة مياه،..
    تشق الحقول، الناس يزرعوا ويشتلوا، ومن فوق ضهر الحمار تشتل معاهم "عوافي" "عوافي"، يا بذر القلوب،..
                  

05-11-2005, 11:35 AM

بدري الياس

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: محسن خالد)

    Quote: كان للبلاد ياقة ذات رونق، فاتسخت من عنق مرتديها، منَّا من يبحث عن الصابون،..
    ومنَّا من يبحث عن سيف،..



    يا ترب الجن...
    :
    :
    :
    :

    الله يجازيك
                  

05-12-2005, 06:03 AM

Mohamed Elboshra

تاريخ التسجيل: 08-04-2003
مجموع المشاركات: 816

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد عليكم: (الرجل الكلوروفيل) الجنس فوق وتحت الطبيعي (Re: بدري الياس)

    عبد المحسن ود البتولا بت الحرم
    سلامات وتحيات
    لقد استمعت بابداعك في تيموليت ولم اكن اعلم ان هذا المبدع هو من مسيكتابي بل قوزي بل فريق تحت وعندما مررت على جزء من الرجل الكلوروفيل وجدتك تعيدني الى السيكتاب والقوز بكل شخوصها
    استمر في ابداعك وستكون بيننا مرسلات للحصول على كل بداعك

    ابوسامر
    [email protected]
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 3:   <<  1 2 3  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de