القاهرة تسعى إلى الضغط على الخرطوم بملفي الموقوفين والمطلوبين القاهرة : الصيحة دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتشجيع وسائل الإعلام في مصر والسودان للتناول الإيجابي لمختلف جوانب العلاقات بين البلدين، بعدما تسلم رسالة من الرئيس عمر البشير نقلها وزير الدولة ومدير مكتبه الفريق طه عثمان أمس،بينما كشفت معلومات أن النظام المصري يسعى لاستغلال ملفين للضغط على السودان، ورجحت تبني السيسي خطوات جديدة لاستمالة الخرطوم. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف في تصريحات صحافية أمس، إن مبعوث الرئيس السوداني نقل للسيسي تحيات البشير، وسلمه رسالة خطية تضمنت التأكيد على ما يربط البلدين من علاقات أخوية وتاريخية، وحرص الجانب السوداني على مواصلة العمل مع مصر من أجل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين. وأوضح أن السيسي رحب برسالة البشير وأكد على ما يجمع بين مصر والسودان من علاقات خاصة ووثيقة، وأعلن حرصه على توطيد التعاون والتنسيق المشترك مع السودان في مختلف المجالات، وقال إن مصر تسعى دوماً إلى الحفاظ على كيان الأمة العربية والعمل على تعزيز التضامن والتكاتف العربي. وأوضح أن الفريق طه عثمان شدَّد على أن ما يتم تناوله في الإعلام في بعض الأحيان لا يمثل مستوى العلاقات المتميزة التي تربط بين الشعبين الشقيقين، وأعرب عن تقدير السودان لدور مصر المحوري في الحفاظ على استقرار الأمة العربية وتعزيز العمل العربي المشترك، وأشار إلى أنه خلال اللقاء تم الاتفاق على الاستمرار في العمل على تطوير العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة. إلى ذلك كشفت معلومات أمس نقلاً عن مصادر دبلوماسية وأمنية في القاهرة عن أن هناك حالة من الترقب لدى دوائر نظام عبدالفتاح السيسي إزاء ارتفاع وتيرة التصريحات السودانية لإثارة أزمة حلايب وشلاتين المجمدة منذ منتصف التسعينيات. وذكرت أن هناك ملفين أساسيين يسعى النظام المصري لاستغلالهما للضغط على السودان بهدف تخفيف ضغوطه والحد من تهديداته باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي لحسم النزاع على حلايب. وأوضحت أن الملف الأول، يتعلق بالسودانيين الموقوفين والمحكوم عليهم في مصر، والذين يناهز عددهم الآلاف ممن يلقي الجيش المصري القبض عليهم لتجاوزهم الحدود بين البلدين، ولممارستهم أنشطة غير مشروعة في مصر، سواء بالتنقيب عن الذهب والمعادن في الصحراء أو تهريب الأسلحة والمخدرات أو أنشطة الهجرة غير الشرعية. ويحال جميع المتهمين في هذه القضايا إلى المحاكم العسكرية التي تصدر أحكاماً متفاوتة عليهم ولا تبرئ أحداً منهم. وأشارت إلى أن البشير كان قد اتفق مع السيسي خلال زيارته إلى مصر في خريف 2016، والتي تم تكريمه فيها بوسام عسكري، على تشكيل لجنة مشتركة لبحث الوضع القانوني لهؤلاء المساجين، تمهيداً لإصدار قرار جمهوري بالعفو عنهم وإعادتهم لبلدهم، لكن لم يتم إصدار أي عفو عن السودانيين المحبوسين على ذمة هذه القضايا منذ عام 2013. وبحسب مصادر، فقد وافق السيسي من حيث المبدأ على طلب البشير، لكن هذه الموافقة أتت آنذاك في إطار محاولة استمالة البشير إلى جانب مصر في المفاوضات الثلاثية حول سد النهضة الإثيوبي، إلا أن تجديد السودان طلبه إلى مجلس الأمن بشأن حلايب، أدى إلى تعطيل هذه الجهود ورفْض السيسي إصدار قرارات "سريعة" بالاستجابة للمطالب السودانية، ورجحت استمرار الرفض سيستمر إلى ما بعد شهر أبريل المقبل على أقل تقدير، إذ سيشهد هذا الشهر جولة تشاور سياسي بين البلدين في الخرطوم. وأضافت أن الملف الثاني الذي تحاول مصر استخدامه للضغط على جارتها الجنوبية، بتسليم مطلوبين مصريين الهاربين تعتقد أن السودان يأويهم، خاصة من الاسلاميين ويقول مصدر دبلوماسي إن السيسي قد يستخدم ورقة اتهام السودان بإيواء عناصر إرهابية، للإساءة إلى صورة الخرطوم أكثر في الأوساط الأميركية والأوروبية، لا سيما أن الإدارة الأميركية الجديدة مستعدة للتعاطي مع مثل هذه الأطروحات التي تضع في كفة واحدة جميع المنتمين للحركات الإسلامية بمختلف درجات تشددها. وأكدت المصادر ذاتها أن السيسي حاول استمالة البشير أكثر من مرة لتكون مواقفه متناغمة مع مواقف القاهرة في أزمة سد النهضة في مواجهة رغبة إثيوبيا في التحكم الكامل في قرارات إدارة السد وتنظيم قواعد الملء للمرة الأولى ثم الملء الدوري. وكشفت أن جهود السيسي فشلت وفق ما تشير إليه تصريحات البشير الذي سبق وحاول طمأنة الرأي العام المصري أكثر من مرة بأن سد النهضة لن يؤثر على حصة مصر من المياه. ورجحت المصادر أن يتخذ السيسي خطوات جديدة لاستمالة السودان، لا سيما في مجالات المساعدات الاستثمارية والتنموية التي تشهد بالفعل انتعاشاً في الآونة الأخيرة قياساً بالسنوات الأخيرة من عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، والتالية لثورة يناير 2011.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة