|
Re: تحالف الهاربين - 4 (Re: احمد الامين احمد)
|
اهلا بالاستاذ احمد الامين احمد
Quote: وهنا يدحل عبدالحى فى تناقض كبير حذر منه عندما المح فى سفره بالانجليزيه " الصراع والانتماء"الى ان المحجوب قد خاول قراءه وتفسير بعض الثقافه السودانيه من خلال عدسه ومصطلحات الكاتب والمفكر الانجليزى الفيكتورى Arnold Matthew الذى تحث عن الصفوه والغوغائيه ودورهما فى بناء ثقافه الامه... تناقض عبدالحى الذى اعنيه هو قراءه ظاهره امه بمعايير مختلفه اوجدتها ظروف مغايره لظروف امته والمؤسف تتابع هذا المنهج المتناقض عند الكثيرين من المثقفين السودانيين |
مع وافر الاحترام اقول ان هذه النتيجة انبنت على مقدمات مغلوطة ، اولا ان عبد الحي لم يوظف مفهوم البدائي النبيل للنظر به الى ثقافة امته السودانية كما جاء في مداخلة الاستاذ احمد الامين ! بل الصحيح ان عبد الحي استخدم هذا المصطلح لنقد قصائد المجذوب التي عرفت بالجنوبيات ، فهو قد اعترض على تصوير المجذوب لانسان الجنوب على زعم من القول ان هذه القصائد نظرت الى الجنوبي في صورة بدائي نبيل. ولم تصوره كانسان واقعي له همومه ومشاكله .اذن عبد الحي لم ينظر الى ثقافة امته او ثقافة الجنوب من خلال منظار او معيار البدائي النبيل كما خلصت المداخلة بل على العكس هو الصحيح . والجدير بالذكر ان الدكتور عبد الله ابراهيم قد استحسن ، نقد محمد عبد الحي لقصائد المجذوب بل اتخذه كاساس لنقد مجمل الرؤية الافروعربية لانسان الجنوب حتي ان البعض اختلط عليه الامر وصار ينسب ذلك الى الدكتور عبد الله ابراهيم .
ثانيا : لا احد قال ان مفهوم البدائي النبيل هو من اختراع عبد الحي . وانما جاء الكلام حسب ما اورده الدكتور عبد الله في تحالف الهاربين ، ان عبد الحي جاء بهذا المصطلح الى حلبة النقاشات الثقافية " .
ثالثا : القول ان هنالك تناقض في موقف محمد عبد الحي ، فلا اري ثمة تناقض ، فكون ان محمد عبد الحي تحدث في سياق معين ، عن تاثر محمد احمد المحجوب بماثيو ارنولد حول دور النخبة في تشكيل الوعي القومي ، هذا لا يعني انه لا يجوز لعبد الحي ان يتاثر باي من المفكريين الغربين . وهل يوجد مثقف جذري لم يتاثر بالفكر الغربي في النظر الى امته . وماذا تكون الماركسية والديمقراطية ومؤسسات المجتمع المدني ؟ وماذا تدرس كليات الاقتصاد والاجتماع غير النظريات الغربية ؟!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البداية ثورة 24 (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
العزيزين منصور المفتاح ومحمد سيد احمد صحيح الغابة والصحراء لم تقم بروسا ولم يخترعها مكمايكل ، او ياتي بها محمد عبد الحي ومحمد المكي والنور أبكر فهي مثلها مثل اي حقيقة اخرى كانت موجودة قبل ان تكتشف ، وقد بدا الوعى بها منذ ثورة 24 حينما رفض قادة الثورة ان يجيبوا على سؤال الجنسية باسم القبيلة كما اراد المستعمر ، فاجابوا لاول مرة : سوداني !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البداية ثورة 24 (Re: Agab Alfaya)
|
الاستاذ عجب الفيا تحبه واخترام لم اعنى ان عبدالحى نظر الى مجمل ثقافه امته بمنظار البدائى النبيل بل قصدت رؤيته لجنوبيات المجذوب تلك القصائد التى تنم عن شاعر بوهيمى تنكر لاصله ونسبه مرحليا جراء الحريه التى لقاها فى اجتراع الخمر دون حسيب او التعرى " حدثنى ثبت ان المجذوب رحمه الله خرج ذات مره عاريا تماما من منزل اثناء وجوده بواو وطبعا اعنى هنا المجذوب الشاعر كى لا اؤخذ بجريره وبكل تاكيد عند كتابتة تلك الخرائد العدميه لم يكن فى مخيلته صوره البدائى النبيل حسب ما يراه جان روسو الامر الذى اقحمه عبدالخى قسرا فى حديثه عن تلك الخرائد.. امرا ثانيا تناقض عبدالحى الناقد ومحاولته ربط اى اثر جمالى قومى محلى بموروث غربى امرا يجده اى متامل لتراث عبالحى النقدى تحديدا رسالته بالانجليزيه عن التراث والاثر الرومانسى الغربى فى الشعر العربى الرومانسى المعاصر تحديدا عندما يشير الى بعض خرائد التجانى ويقارنها بقصائد مترجمه من الانجليزيه كانت تنشر فى مجلات عربيه فى حياه التجانى بزعم ان التجانى كان قد يكون اطلع عليها كذلك لاحظ محاولاته تفسير وربط الكثير من صور الطبقات لو دضيف الله بهجره اساطير من التراث اليونانى دون ان يهتم كثيرا بتخلف وسائل الاتصال وقتها الامر الذى يؤكد عدم ثقته فى فكر وجمال امته ثم لاحظ تفسيره النقدى لقصيده الواثق " ام درمان تحتضر" باسلوب مباشر يبعد عن توطين القصيده فى بيئتها المحليه ويربطها قسرا بالمركزيه الاوربيه. تحدث عبد الحى كثيرا عن طنبل فى فى اكثر من مره علما ان طنبل يدعو لتوطين الثقافه كما تحدث عن المحجوب المتناقض الذى يبرر اى جمال سودانى بمنظور غربى فانحاز عبالحى كثيرا للاخير ربما دون قصد او بفضل ثقافته العميقه وتربيه اكسفورد الباديه فى ذهنه. قلت ان جنوبيات المجذوب تشف عن موقف عدمى فردى جراء انبهار بحريه شخصيه تتيحها اعراف لا تلتزم بدين سماوى لشاعر نشا فى بيئه محافظه صارمه هزمته مستقبلا فى اخريات عمره والدليل كتابته رساله لعبدالحى منشوره فى حروف يعتز فيها باصله العباسى عليه لم تكن جنوبياته انتماء بل عبث ورؤيه عدميه هدمها الزمن والعمر ولتاكيد اكثر حول منظار البدائى النبيل الذى استعمله عبدالحى كثيراوليس دائما فى التعامل بعض ثقافه امته تجد من مراجعه فى " العوده الى سنار" كتاب لمستشرق عن " ديانات الدينكا" نظر فيه الى تلك القبيله الثريه الاسطوريه بمنظار جاك روسو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: عبدالله الشقليني)
|
عزيزي الشقليني وانا كذلك اعتذر للحدة غير المقصودة ، ويبدو ان عبارة مكر القطف هي التي اثارت سوء التفاهم هذا لانني اكثر المعنين بها بيد اني الوحيد تقريبا الذي ياتي باقتباسات من تحالف الهاربين . لقد كان المقال منشور بالتتابع في بوست الأفروعربية فقط تحتاج بعد فتح الصفحة الاولي ان تنزل الى تحت مرة اخرى الى ترتيب المداخلات لتفتح الصفحة التي تليها وهكذا .
عموما يا سيدي تجدني شديد الاسف لسوء التفاهم الذي حدث من الطرفين وارجو ان تواصل معنا والعترة بصلح المشية كما يقولون . خاصة ونحن نحتاج لرايك حول الكثير مما ورد في مقالة : تحالف الهاربين .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: عبدالله الشقليني)
|
الأستاذ عبدالله الشقلينى سلام لك بقدر ما تنؤ به جبال الأرض وكذلك الود والإحترام....عزيزى ليس بعد هذه الرحلة الشاقة فى البوست أن تتوقف عن الآتيان بقدحك يا حاتمى المعرفه وتبقى على القراءه كسائر من يطالع وأنت من يلطف بين الناس كلما نشبت سحابة صيف وانتصبت فى سماء الحوار فكن مكانك لا أحسب أن هنالك مكرا كما بدأ لك مقصودا من أى من الإخوه فإن بأن فهو مكر حميد ياتى بمعرفه وهو مكر الحوار الهادف فالناس تمكر ورب الناس يمكر (ويمكرون ويمكرالله والله خير الماكرين) ولكننا وأنت واحد من الكل نسعى لإخراج معرفه فحسب فلك نعتذر إذا تلمست ما يمس بك ولكن وجودك مهم فلا تذهب ولك الودوالسلام........................................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
الحبيب عبد الله الشقليني جاء في تعليقك على نشر الجزء الاول من مقال تحالف الهاربين :
Quote: أما النص فهو صورة شمسية كاملة للفكرة وفق ما أرى |
وقد وردت هذه الفقرة في نهاية الجزء المنشور ، يقول صاحب تحالف الهاربين :
Quote: الأفرورعربية ، في نظر دعاتها ، هي عمل واع لاستعادة " الدم الأفريقي ودراسة ذلك الجانب من ميراثنا والذي أهمل لمدة وأعنى التراث الزنجـى " (15) . وهي تريد بذلك أن تتلافى قصور مدرسة الفجر التى وعدت بالذاتية السودانية ، غير أنها أهملت التراث الأفريقى . وقد قصدت هذه الاستعادة للدم الأفريقى أن تحجم بوعى انتماء السودان الشمالى إلى العروبة حتى تستقيم الأفروعربية |
السؤال هو هل تتفق مع الدكتور عبد لله على ابراهيم في ان رد الاعتبار للمكون المحلي الافريقي في ثقافة انسان شمال السودان هو تحجيم للانتماء للعروبة ، ام انه اعتراف بحقيقة وجودية لا يمكن المغالطة فيها وتصحيح لمعادلة كانت مختلة ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
الاخ الاستاذ احمد الامين احمد نرحب بك مجددا : شكرا على التعقيب وقد اثرت عددا من القضايا التي ستدفع بهذا النقاش الى آفاق ارحب . تقول :
Quote: لم اعنى ان عبدالحى نظر الى مجمل ثقافه امته بمنظار البدائى النبيل بل قصدت رؤيته لجنوبيات المجذوب تلك القصائد التى تنم عن شاعر بوهيمى تنكر لاصله ونسبه مرحليا جراء الحريه التى لقاها فى اجتراع الخمر دون حسيب او التعرى " حدثنى ثبت ان المجذوب رحمه الله خرج ذات مره عاريا تماما من منزل اثناء وجوده بواو وطبعا اعنى هنا المجذوب الشاعر كى لا اؤخذ بجريره وبكل تاكيد عند كتابتة تلك الخرائد العدميه لم يكن فى مخيلته صوره البدائى النبيل حسب ما يراه جان روسو الامر الذى اقحمه عبدالخى قسرا فى حديثه عن تلك الخرائد..
|
وردت كلمة خرائد مرتين في هذا الاقتباس ولعلك تقصد قصائد . فالخريدة هي الفتاة العذراء البكر التي لم تطمس وجمعها خرائد . وردت كثيرا في شعر المجذوب . ثانيا ان محمد عبد الحي لم ينظر الى ثقافة امته ولا حتى الى ثقافة الجنوب بمعيار البدائي النبيل وانما انتقد قصائد المجذوب لانها صورت الجنوبي كبدائي نبيل . اي ان محمد عبد الحي يتفق معك في نقد المجذوب . فانت لست على خلاف مع عبد الحي في نقده لقصائد جنوبيات المحذوب. كل ما هناك انك تصفها بالعدمية اما عبد الحي فاستعمل مفهوم رومانسي في وصفها وهو مفهوم البدائي النبيل . بمعني ان هذه القصائد حسب عبد الحي ، صورت الجنوبي كانسان حالم غير واقعي يعيش بلا مشاكل وبلا هموم حياتية . اما كون انك تنكر على عبد الحي استعماله تعبير البدائي النبيل بحسبانه تعبير اجنبي مستلف من جان جاك روسو . فهذا اختلاف شكلي لا يغير في رؤيتكما المشتركة في نقد المجذوب . طبعا المجذوب ربما لم يكن يعرف البدائي النبيل وربما لم يخطر بباله قط ولكن ذلك لا يمنع اي ناقد ان ينظر الى تلك القصائد باي منظار كان ! باختصار لا اري اي مبرر لمحاكمة عبد الحي لمجرد انه استعمل تعبير اجنبي لنقد تجربة شاعر سوداني والا وجدنا انفسنا قد حكمنا على كل النقد الادبي بالعدم !!. و مصطلح النبيل البدائي ، معروف في الدراسات الاجتماعية والانثربولوجية واظنك تابعت الحوار الذي دار حوله هنا . ولعل اصدق دليل على ذلك ان الدكتور عبد الله ابراهيم استعمل مصطلح البدائي النبيل في نقده لنظرة الافروعربية الى انسان الجنوب على حسب ظنه هو . فاذا كان هنالك احتجاج على المصطلح فهذا الاحتجاج يوجه ايضا للدكتور عبد الله على ابراهيم . وبالتالي القضية ليست في استعمال مفهوم البدائي النبيل وانما هل كان عبد الحي صائبا في نقده لقصائد المجذوب ام لا ؟ اما انا فلا اري ان المجذوب كان عدميا في الجنوبيات ، بل كان صادقا وكان يعبر عن تجربة حقيقة عاشها بين الجنوبيين . فشرب الخمر في الثقافة الافريقية ليس محرم بل يرتبط ارتباطا وثيقا بالطقوس الدينية والافراح الاتراح وحب الغناء والموسيقي والرقص حقيقة ومن سمات الانسان الافريقي وليس في هذا منقصة ابدا كما يحاول ان يصور الدكتور عبد الله . وارتداء الملابس الى وقت قريب لم يكن معروفا عند الجنوبيين وبعض النوبة والانقسنا . وقد اسرت المجذوب حياة الطبيعة والبراءة هو القادم من بيئة متشددة يحكمها الرياء الاجتماعي . فتنمي ان يعيش مثلهم وان يتغمس اسلوب حياتهم وكان صادقا في ذلك ولا اري في ذلك عدمية . مهما يكن من امر علينا ان نحاكم المجذوب كشاعر وليس كمنظر او باحث في الاجتماع او الانثربولوجيا . فللشعر منطقه وللبحث العلمي منطقه . وان نحمد له هذا التفاعل الوجداني المبكر مع انسان الجنوب حتى ولو تنكر له بعد ذلك .علينا ان نتخلى عن هذه النظرة العدمية مع كل ما لا يروق لنا والا نحاكمه باثر رجعي. اما الدكتور عبد الله على ابراهيم ، عالم الاجتماع والباحث الانثربولوجي والمختص في شئون الثقافة هو اولى بهذه المحاكمة من المجذوب فهذه هي صنعته . وهنا اسمح لي الاخ احمد الامين احمد ان اوجه اليك سوالا مباشرا يصب في جوهر هذا النقاش : ما رايك في تنكر الدكتور عبد الله علي ابراهيم للمكون الافريقي في انسان شمال السودان ؟ هل رد الاعتبار لهذا المكون ما هو الا حيلة للهروب بحثا عن حياة بوهيمية ومؤامرة علمانية لتفكيك وخلع الحضارة العربية الاسلامية ؟ هل صحيح ان هذا المكون الافريقي المحلي واقع مطموس لا اثر له في حياتنا ؟؟ هل تتفق معه في ذلك ؟
ساعود للرد على مقارنة عبد الحي لقصيدة "الصوفي المعذب" مع قصيدة الشاعر الانجليزي ورد وردث ، واشارته الى الوشائج الثقافية بين اسطورة الشيخ اسماعيل ومجمل التراث السوداني القديم والمؤثرات الاجنبية الاخرى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: osama elkhawad)
|
أدناه بعض مما ورد في رد لبولا على : هاشم الحسن: ونرجو ان ينضم الى النقاش، رغم صعوبته، و هذا واضح من كلام بولا:
Quote: يا زول العفو أنت وأقرانك الحداثيين الطلقاء الجدد، "لم تجيئوا في اللفة"، كما قلت، بل في قلب مُوَلِّد طلاقة الحداثة نفسه في تقديري. وقد أمتعتني أيما إمتاع مداخلاتك الباسلة في بوست "الآفروعربية"، لا لِأنه يوافق رؤيتي ومذهبي في مطلب إنصاف المخالف عموماً، والمخالف المتمثل في تلك الحالة المحددة في عبد الله على ابراهيم، وإلى حدٍ ما في حسن موسى، وأقل من ذلك في شخصي، فيما أتصور، أو أتمنى، بل لأنك ذهبت مذهباً صبوراً وموفقاً وأصيلاً في منهج قراءة النصوص، وإيراد النصوص في مقام الشهود والمحاجَّة، أمام عقيدة عجب الفيا الصمدة، التي تسعى إلى جِلْدِ عبد الله وجلودنا، حسن، و(أنا بدرجةٍ أقل)، بأي ثمن. كان أداؤك في اعتقادي بارعاً وباسلاً وصادقاً، إلا أن عبد المنعم كان قد أصدر حكمه منذ البداية، من "قولة تيت" كما قلتُ في مكانٍ آخر، وهو ليس مشغولاً بالإنصاف المعرفي، الذي هو مبدأٌ عضوضٌ في النقد، بل بالإدانة. فعبد الله في نظره ليس مخطئاً، ولا متناقضاً، ولا مزَلزَلاً، ولا شاطحاً فحسب، مما يمكن أن يلحق بنا جميعاً من صروف حظوظ النفس وتقلباتها المفضية إلى مجانبة الصواب والإبانة والاستقامة، في هذه اللحظة أو تلك، وفي هذا الموقف أو ذاك، (وحتى هذا ليس مما أوافق عليه منعم بإطلاق)، بل هو في نظره "مخاتلٌ"، و"مراوغٌ"، و"صاحب مشروع إسلاموي مدسوس متخفٍ وراء اللغة" و" الحيل الاسلوبية"، ومحَقِّر وطارد لثقافات الوطن الأخرى، بل و"داعية إلى الإنفصال وإلى استقلال الجماعة العربية الإسلامية بوطنٍ خاصٍ بها"، حتى أنه من الممكن مقارنة دعوته بدعوة الطيب مصطفى الشهيرة، وليس أقل من ذلك. بينما يقول نص عبد الله الأساسي الذي ينطلق منه عبد المنعم في "نقده" له، أي مقال "الآفروعربية أو تحالف الهاربين"، في خصوص التأسيس للتعايش الثقافي المعافى: " فأهدى السبل إلى السلام والنهضة الثقافية في السودان هو الإقرار بقوامين (أو أكثر) للثقافة السودانية. قد تمتزج هذه القوامات، وقد تتبادل التأثير والتأثر، مع احتفاظ كل منها باستقلال الدينامية من حيث المصادر والترميز والتوق." وليست هذه خطة إنسان يدعو إلى انفصال الشمال "الكامل"، على أقل تقدير. بل هذه هي خطة الحكم الذاتي الإقليمي التي يوافق عليها جميع الديمقراطيين التعدديين الحقيقيين ويطالب بها الديمقراطيون الوحدويون الجنوبيون، ويقاتلون من أجلها. وهو يقول في المحاضرة التي أفرغ نصها عبد المنعم نفسه " أنا سبيلى إلى ذلك، أن أحرر نفسى وأحرر جماعتى من امتيازها، إسقاط الامتياز والاندغام في وطن متساوٍ متكافئ متآخٍ". وكما يقول الفرنسيون "إن على المرء أن يصحو مبكراً جداً" ليجد في هذا النص بالذات، في نص المحاضرة كله، ما يدعو إلى انفصال الشمال واستقلاله عن بقية الوطن! ويمكن للمرء أن يجد في نصوص عبد الله في السنوات الأخيرة الكثير من الصواب والكثير من الزلل، والجوباك، والشطح، والتعبير الملتبس أو غير الموفق. إلا أن عبد المنعم لا يريد أن يرى صوابه،
فهولا يحفل إلا بالثناء، ولا يقيم أي وزنٍ للرأي المخالف. بل دائماً ما يسفهه ويرجعه إلى أسبابٍ شخصية. فانظر ماذا قال عن محاولاتي أنا في صده عن الغلو: " ان حديثك عن دكتور عبداللهويقرأه كيفما اتفق، يقرا سَطُر ويفُطْ سَطُر كما قلت في مكانٍ آخر من هذا البوست. ويقوِّل النص أكثر مما يقوله، وما لا يقوله أصلاً أحياناً. ولذا فإنني لم أشارك في المناقشات التي دارت في بوست عبد المنعم الأول ولا الثاني. لا تجاهلاً أو تقليلاً من قيمة المداخلات الباسلة التي قصد أصحابها إلى حث عبد المنعم على قدرٍ من التراجع عن عقيدته الصمدة، وإلى قدرٍ مستحقٍ من اعتبارٍ للآراء والقراءات المخالفة، بل لأن مناقشة منعم في هذا الأمر تبدو لي حفراً في البحر،
ابراهيم بانه اتغش في ناس الانقاذ وان الشريعة التي يدعو الي تطبيقها افضل من افاعيل ناس الانقاذ ،هو قول يكشف عن مبلغ الحب الذي تكنه لهذا الرجل، ويعطي الانطباع انه مهما قال ويقول سوف لن يلقي منك سوي الرضا والمنافحة والمدافعة. وبالتالي يصعب جدا ادارة اي حوار نقدي حول افكار ومواقف الرجل". يعني موضوعي طلع كله حب وكده. مع إنني كنت قد قلت بصريح العبارة إن موقف عبد الله من الإنقاذ، في سنواتها الأولى بالذات، حين كانت، طليقة اليد تضرب وتفتك وتنتهك، بلا رادعٍ ولا وازع، موقفٌ يستحق التقريع والحزم، ومن واجبه علينا أن يوضح لنا ذلك بخطابٍ مبين ومن واجبنا عليه أن نزجره عن ذلك بنقدٍ حازم. وقلت إن هذا الموقف لا يشبهه، وإن عبد الله كتير وكتير جداً على الإنقاذ، وعلى مهادنة الإنقاذيين ومجاملتهم لأي سببٍ من الأسباب. وقلت إن خطاب عبد الله أصبح مربكاً، ومتناقضاً. ولم أقل أصلاً إن عبدالله "اتغش في ناس الانقاذ وان الشريعة التي يدعو الي تطبيقها افضل من افاعيل ناس الانقاذ." ولا أعرف من أين أتى عبد المنعم بهذا المنهج في التأويل!! إلا أن عبد المنعم لا يحسب حساباً لضرورة تأمل دقائق خطاب المخالف والوقوف عندها. وأكرر مرةً أخرى أن شديد الاحتفاء بالثناء. وهو قبل ذلك قد حسم الأمر بوضع نفسه ومثله الأعلى في الصواب، "رواد مدرسة الغابة والصحراء"، في خانة القراءة المعرفية ووضع مخالفيه في خانة "الأوهام الإيديولوجية"، ومثل هذا التصنيف للمخالف، من قولة تيت: من العنوان نفسه، لا يصلح قاعدةً لأي حوار. كما لا يصلح قاعدة لأي بحثٍ معرفيٍ حقيقي لأن البحث المعرفي لا يزعم لنفسه ولمصادره الصواب المطلق، ولا يضع الأحكام والنتائج قبل التحليل، وفي العنوان كمان! لم يكن بإمكاني أن أشارك في حوارٍ يبدأ من مثل هذه النقطة وبمثل هذه المنهجية التي تنفي عن المخالف أي احتمالٍ للصواب، وتضعه جملةً وتفصيلاً في خانة "الأوهام" المحضة، وتؤوِّل قوله كما تريد. ولتتأمل على سبيل المثال هذا القدر الاطمئنان الذي تشيعه وتخبر عنه هذه العبارة التي صدرت عن منعم في تقرير الصواب لرؤية رواد مدرسة الغابة والصحراء في توصيف "الهوية الثقافية السودانيه"، فمنعم يقول: "والحقيقة لا توجد قراءة في توصيف الهوية السودانية، أصدق من قراءة جماعة الغابة والصحراء ذلك لأنها تنطلق من الواقع العياني الملموس وتتطابق معه". تَمَّتْ خَتَمَتْ كسِّر قَلَمَكْ. بل يذهب منعم في الزراية بالمخالف، الذي هو هنا عبد الله نموذجاً لا غير، إلى حد اعتبار مجمل مساهماته في الحركة الثقافة مشروعاً مخبوءاً كشفت عنه قراءته هو "المعرفية المحضة العضوض"، فهو يقول في مقالته التي يرد فيها على محاضرة عبد الله "ولكن الدكتور قد كشف اخيرا، عن افكاره الحقيقية التي ظل يداريها ولا يبوح بها طيلة ،سنوات مشواره في الكتابة ،في شان الثقافة السودانية". وهذه العبارة تشمل بالطبع سِفر عبد الله الرائد "الماركسية ومسألة اللغة في السودان". وهو الكتاب الذي كرسه عبد الله لنقدٍ حازمٍ وشافٍ، هو الأول من نوعه في نقد تنصيب اللغة العربية لغةً رسمية بمنطوق الدستور في بلدٍ متعدد اللغات، الأمر الذي رأى فيه تتويجاً ل"خيلاء ود العرب الضارة" (العبارة من الكتيب المذكور)، وتعبيراً أعلى عنها. وقد أعلن عبد الله عزمه نشر هذا الكتيب مؤخراً، ولعله الآن قد طُبع أو هو قيد الطباعة. مما يعني أنه مازال على آرائه التي عبر عنها فيه. وهي آراءٌ بعيدةٌ جدا عن مشروعٍ إسلاموي مخبوء، وعن إعلان الدعوة إلى الانفصال. ولعل من أطرف شطحات منعم وتأويلاته العجيبة أنه نصَّب عبد الله مؤخراً ممثلاً ل"وجهة نظر كل اليسار الماركسي"، وهاك العبارة التي تحمل هذا التأويل المذهل: "والاراء التي يعبر عنها هنا الدكتور عبد الله لا تمثله هو شخصيا بل تمثل اليسار الماركسي العريض الذي يقدم الدكتور كواجهة فكرية له، طالما لم يصدر من اليسار حتي الان ما ينتقد او يتعارض مع هذه الافكار". اللهم إني أتبرأ إليك من "طلاقة" تأويل عبد المنعم. وهذا يعني أن "اليسار الماركسي العريض" أيضاً عنده، فيما وراء "الستار الماركسي العريض" نفسه، مشروعٌ إسلامويٌّ مخبوء ويسعى إلى استقلال الجماعة العربية ـ الإسلامية عن الوطن، واستقلالها بوطن على قدر مقاسها!! هذا ما يقوله منطق العبارة ومحمولاتها من غير كبير حاجةٍ إلى تأويل، بل من غير حاجةٍ إلى تأويلٍ أصلاً. عاد النقاش كيفن مع الحالة دي يا هاشم؟
بهذا أعتذر لك (ولأسامة والنور) عن عدم مشاركتي لكم في كفاحكم الباسل لكفكفة غلواء منعم التي لا يضبطها أي ضابطٍ من ضوابط التأويل وشروطه، ولا مجال فيها لصوابٍ ممكنٍ يأتي من جانب المخالف.
وأرجو أن تعذرني أيضاً في موضوع الاعتراض على نقل مداخلاتي من بوست النور إلى، بوست منعم، (وهو في الواقع اعتراض تناقل نصوصي (ونصوص غيري) أصلاً من غير استشارةٍ وقبول)، فأنا يا سِيْدي لم أكن قد قرأت اقتراحك، عندما عبرتُ لمنعم عن اعتراضي، بل كنتُ قد قرأت اقتراح فردة واستجابة منعم له فحسب. فمعذرةً، مع إنني كنتُ سأعترض في كل الأحوال. وليس في الموضوع، من جانبي تمييز أيٍ منكم على الآخر. وليس لرفضي علاقة بالتفاضل والتمييز أصلاً. بل له صلةٌ بحقوق المؤلف أصلاً. وبفوضي نقل النصوص التي تجتاح وسائل إعلامنا المقروءة بصورةٍ مزرية. لك عامر مودتي وجزيل شكري، وإلى اللقاء في مداخلاتٍ أخرى لو أنني استطعتُ الصمود. بــولا |
<a href="http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=profile&nickname=¤da¤c8¤cf¤20¤c7¤e1¤e1¤e5¤20¤c8¤e6¤e1¤c7" target="_blank">http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=p...e1¤e5¤20¤c8¤e6¤e1¤c7
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: mohmmed said ahmed)
|
الاخ عجب الفيا تحيه كلمه خرائد التى استعملتهاانا مرارا اعنى بها القصائد وليس الفتيات العذارى كما اشرت انت لان العرب فى الجاهليه كانوا يستعملونها مجازا فى وصف القصائد... لم اقول وجود لفظ " البدائى النبيل" فى هامش العوده الى سنار بل قلت توجد اشاره مرجعيه الى كتاب لمستشرق غربى عن ديانات الدينكا السحريه الاسطوريه وعنيت بذلك تعامل هذا المشتشرق مع تراث الدينكا الروحى بمنظار البدائى النبيل علما انه ظهرت بانجلتره حديثا اراء تفند مجمل كتابات المستشرقين والرحاله الغربيين الذين تعاملوا مع قبائل ومجاهل وروحانيات افريقيا او الشعوب البدائيه " مع التحفظ على الكلمه" ووصفتها بالجنوح الى الخيال والكذب والتويل فى تصوير الاحداث وعدم الاصاله لاجل كسب ود فتيات الطبقه البرجوازيه باوربا عند العوده الى صالوناتهم!!! سؤالك المباشر حول راى فى تناقض عبدالله على ابراهيم ورفضه المكون الافريقى اجابته اذا حاولتها ستطول وتدخل فى اشياء حياتيته خاصه علما انى تتلمذت اكاديميا على عبدالله على ابراهيم وعبدالحى واكبر المصاعب ان تكتب رايا فى انسان تتلمذت عليه خاصه انى سوف الجا لمواقف خياتيه خاصه بعضها متعلق بمراقبه لاراء ومواقف يوميه عليه اخنم باختصار ان اكبر سمه لهذا الجيل هو التناقض الفكرى والشخصى وربما السلوكى. الاستاذ الخواض اشكرك على التحيه وكذلك الاخ حيدر ولكما الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: احمد الامين احمد)
|
الاستاذ احمد الامين شكرا على التعقيب ودعنا نتجاوز حكاية الخرائد دفعا بالحوار الى الامام تقول:
Quote: لم اقول وجود لفظ " البدائى النبيل" فى هامش العوده الى سنار بل قلت توجد اشاره مرجعيه الى كتاب لمستشرق غربى عن ديانات الدينكا السحريه الاسطوريه وعنيت بذلك تعامل هذا المشتشرق مع تراث الدينكا الروحى بمنظار البدائى النبيل |
اخي احمد كل الذي اخذه عبد الحي من هذا الباحث الاكاديمي الانثربولوجي هو جلد الفهد الذي يلبس كقميص كرمز ديني عند الدينكا وهذه حقيقة واقعية وليس مجرد خيال رومانسي فانتازي ولا زالت موجودة وتمارس . ليس كل باحث غربي ، متآمر على تاريخ هذه الشعوب "البدائية " .هذه هي النظرة العدمية بعينها انها نظرية المؤامرة لا زالت تتحكم فينا .ولا فرق بين هذه النظرة ونظرة سائر السلفيين للفكر الغربي . هؤلاء وتقول :
Quote: سؤالك المباشر حول راى فى تناقض عبدالله على ابراهيم ورفضه المكون الافريقى اجابته اذا حاولتها ستطول وتدخل فى اشياء حياتيته خاصه علما انى تتلمذت اكاديميا على عبدالله على ابراهيم |
يعني انك ترى ان هنالك تناقض في مواقف الرجل حول رفضه المكون الافريقي للسودان . وهذا محور نقاشنا : افكار الرجل التي ينشرها حول الثقافة السودانية ، اما الامور الحياتية الخاصة فلا شان لنا بها .
مع الشكر والتقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
تحياتي اخي محمد سيد احمد واضح ان غرض الخواض من ذلك هو التشويش بغرض قطع تسلسل النقاش بعد ان احس ان كل حملات الاستنجاد التي قام بها لم تاتي بما توقعه من نتائج وانه لم يعد لديه ما يقوله وانه لا يجرؤ ان يواجه الاسئلة التي طرحناها حول اراء الدكتور عبد الله ابراهيم حول الهوية ففضل ان يمارس هوايته المفضلة في الكوبي اند بيست . اما مقالتنا " الآفروعربية بين الواقع ووهم الايدلوجيا " فيكفي انها احدثت هزة في قناعات الكثيرين وانها جعلت المعنيين بالامر يعيدون ترتيب اوراقهم حول قضايا الهوية . وقد اثبتت الايام صحة ما اوردناه من نقد ومن افكار . لذلك سوف نواصل النقاش وفق الخطة المرسومة . وسنعقب على ما تبقي من نقاط في مداخلة الاستاذ احمد الامين احمد .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صاحب الربابة (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
الاستاذ احمد الامين تحية طيبة تقول مشيرا الى محمد عبد الحي :
Quote: كذلك لاحظ محاولاته تفسير وربط الكثير من صور الطبقات لو دضيف الله بهجره اساطير من التراث اليونانى دون ان يهتم كثيرا بتخلف وسائل الاتصال وقتها الامر الذى يؤكد عدم ثقته فى فكر وجمال امته |
لعلك تقصد حديثه عن سيرة الشيخ اسماعيل صاحب الربابة الوارد ذكره في طبقات ود ضيف الله . ويتخذ عبد الحي من سيرة الشيخ اسماعيل نموذجا رمزيا للوجدان السوداني هذا الوجدان لم يبدأ في التشكل فقط مع مملكة سنار بل منذ فجر التاريخ . لذلك يقيم الوشائج بين قصة الشيخ اسماعيل وتراث الممالك المسيحية السودانية . بل ويمضي ابعد من ذلك ، فيقيم الوشائج بينها وبين التاريخ الانساني العام من خلال المقارنة بينها وبين أسطورة أورفيوس ذات الأصول اليونانية والرومانية ويربط بينها وبين قصة مزامير داوود في ( الكتاب المقدس ) وبينها وبين قصة السيد المسيح في الإنجيل والقرآن الكريم ويخلص الى ان : " الشيخ إسماعيل صاحب الربابة أورفيوس إفريقي عربي ، تركزت في شخصيته صورة الشاعر في الثقافة السودانية التي الفت بين تلك العناصر المتنافرة المتصارعة وصهرتها حتى التحمت أجزاؤها نموذجا أعلى لها " . أما عن أثر الثقافة المسيحية التي ازدهرت في عهد مملكتي المقرة وعلوة السودانيتين ، في سيرة الشيخ إسماعيل ، فيقول أنه يظهر في قصتي النبي داوود في ( سفر المزامير ) بالكتاب المقدس وفي قصة تكلم السيد المسيح في المهد . وكذلك يظهر في قصة الشيخ مكي والد الشيخ إسماعيل الذي قطع البحر ( النيل ) مشيا على الماء هو وتلاميذه عندما لم يجد مركبا يعدى به . وقصة المشي على الماء واحدة من معجزات السيد المسيح التي ورد ذكرها في الإنجيل . وقد كانت هنالك صلات بين اليونان وبلاد السودان وقد ذكرت مروي في تاريخ هردوت كما ذكرت كوش في الكتاب المقدس . يقول عبد الحي أن هيرودت المؤرخ اليوناني ذكر في تاريخه ، " أن الإله حورس ابن أوزيريس هو نفسه الإله ابوللو عند اليونان . وأوزيريس تقابل في اللغة اليونانية ديونيسوس . ويعتقد اليونان أن زيوس كبير الآلهة ، خاط في فخديه ديونيسوس وكنا وليد أتى به إلى مدينة ( نيسا ) التي تقع ما وراء مصر في نبته ، في جبل البركل المقدس " . ويضيف هيرودت أن سكان " مروي عاصمة الأثيوبيين أي النوبة يعبدون زيوس وديونيسوس المرويين " . هنالك كما تعلم في علم المثيلوجا المقارن نظرية الاصول المشتركة للاساطير وقد لاحظ الباحثون ان اساطير العالم متشابة وهذا يرجع للتجربة الانسانية وللتاريخ المشترك للبشرية . والمعروف ان كثيرا من الاساطير اليونانية ذات اصول شرقية وافريقية .مثلا افروديت هي عشتار وادونيس هو تموز .ومن احدث الكتب التي ترجع اصول الحضارة اليونانية الى اسيا وافريقيا كتاب " اثينا السوداء " الذي صدر في التسعينات من قرن الماضي .
راجع : محمد عبد الحي - الشيخ اسماعيل صاحب الربابة - التاريخ الاسطوري لمفهوم الشاعر في كتاب الطبقات - مجلة حروف - دار جامعة الخرطوم للنشر - العدد الاول سبتمبر 1990
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صاحب الربابة (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ الأستاذ الباحثه الحذق عبدالمنعم خالص تحياتى لك وأحمد أمين فى تعليقك الأخير والكثيف عن عبد الحى وهلامية ذلك الشيخ إسماعيل أبو ربابه وعمق الرمز فيها الذى غاص فى جذور الإعتقاد اليونانيه الشئ الذى أيقظ فى واعاد الى زاكرتى بفعل تداعى المعانى والتزكر بالإرتباط تاريخ الفلسفه الإغريقيه والتى لها علاقة وثيقه بالتراث النوبى والمصرى والذى يعتبر مصدر له قداسته نهل منه قدماء الأغاريق فى الإلهيات والتصوف واللغه وظهر كحقيقه فى عصور نهضة الأيونين والأبقوريين حيث إزدهر الجدل والسفسطه والتى ردوها إلينا بضاعتناتلك بعدأن إزدهرت حركة الترجمه فى العصور العباسيه والامويه فأزدهر بها علم الكلام الذى أثرى الفكر الإسلامى بمدارسه وإزدهر التصوف الذى أخذ جوهره الأغاريق عن النوبه..................................
فتح الله عليك فذلك جهد جهيد تستحق الإشادة عليه
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صاحب الربابة (Re: Agab Alfaya)
|
الاستاذ / منصور المفتاح
اشكر لك تفاعلك مع البوست الذي رفدته بمداخلات تنم عن معرفة ودراية بموضوع النقاش
أدناه ما خطه قلمكم الرصين في موقع سودان نايل عن نفس البوست
Quote: قابلية الغابة والصحراء لاستيعابنا وتوحيد الصف منصور عبدالله المفتاح [email protected] قرأت هذا البوست (عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي
إبراهيم .... في الغابة والصحراء) والذى وضع حجر أساسه
الأستاذ حيدر حسن...وساهم فيه إخوة من خيرة ذوى الإهتمام
بالأدب السودانى أوالسودانوى ونقده...الأساتذه عبدالمنعم عجب
الفيا...أسامه الخواض...عبدالله الشقلينى وآخرون...كان طرحا
رائعا راقيا هادفا ومفيد....كانت تجول فى زهنى منذ أن وقفت
على إصطلاح الغابة والصحراء...كأعمال إبداعيه من
مصادرها....كاشعار عبدالحى والنور عثمان أبكر وصلاح أحمد
إبراهيم ومحمد المكى إبراهيم وكتابات على المك...ثم متابعة
نقد ذلك الإبداع...حتى يتثنى لى تجسيد معرفى راسخ من بخور بلاد
بونط الذى تستنشقه من تلك الأشعار...ودائما ما كنت أقف على
بعض هضاب الحيره...وذلك لإحساسى بضيق مفهوم الغابة والصحراء
على جسد الوطن الهلامى....على الرغم من إعجابى بمفجريها فى فجر
عبقريتهم وفجر عبقرية العقود العناقيد التى أنجبتهم ولجتهم
إبداعها...ولكن اليوم أدركت إدراكا لا شك فيه أن هذا الوطن
عبقرى...وأن أبنائه عباقرة أفذاذ...وعلى خلاف ما كان سائدا
فى هذا المنبر...جاء الحوار فى تدرج معرفى شيق ونفاذ للعقل
والقلب والوجدان...تدرجا معرفيا بالغوص فى أعماق الموروث
الأدبى للغابة والصحراء من تراث عباقرته...وتراث نقاده
بأنفاس تتنافس فى إخراج المسك من قرون غزال الغابة والصحراء
بمنتهى الحضاريه...ومنتهى الموضوعيه...ومنتهى الحرص العلمى
والمعرفى...فكانت الإجابات لكل الأسئله الحائره فى الزهن
الشكاك....كنت أحسب أن فى الغابة والصحراء ثنائية المناطقيه
وثنائية الآفرو عروبيه....من دلالة الرمز المختبئ فى
الإسم....ولكن بعد أن جاء الخواض بمستجدات الظرف والمكان الذى
كنت أحسب أن الطرف قد غض عنها فى مفهوم الغابة والصحراء...
مناطق جبال النوبه والنيل الأزرق والبجاء ودارفور...ومناطق
نوبه الشمال والتى تضمنها خطاب مفهوم السودان الجديد...فجاء
الفيا وأوجد مكانا لذلك المفهوم داخل الغابة والصحراء لأن
للغابات تنوع...فمنها الإستوائى والسافنى بشقيه الغنى
والفقير...ثم تدرج الصحراء من شبه لكل...فطارت أسئلة
التجاوز والتهميش التى كنت أحسبها...لا بل يحسبها غيرى وتؤرق
كاهل كيانه...إنى بكل الصدق أحسب أن تدوين هذا البوست
والتوسع فيه بنفس الأنفاس الصادقه...ربما يحل هرغلوفيا الخلاف
والغموض...الذى كاد أن يفجر أزمة فى وحدة البلاد ووحدة
هويتها المتدرجه تدرج المناخ فيها...كما وصفها الخواض
بالسلطه وشوربة الخضار وقوس قزح...وفقا لما جاء من جهد
قائلها وتدرج الصحراء والغابه وتنوعها كما قال به
الفيا.......
فتح الله عليكم ولكم الدعاء بقبول الصيام والقيام
|
http://216.109.125.130/search/cache?p=%D8%B9%D9%8A%D8%B...8Nhmv&icp=1&.intl=us
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القومان هما الغابة والصحراء ! (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ عجب تحيه حضور عبدالحى والصادق الهدى واليوت فى سياق المقارنه بين تناقض الفكر والسلوك اليومى ضمن رفضى التحدث عن تناقض عبدالله على ابراهيم فى سلوكه وفكره امرمبرر واؤكد عليه لان الفكر موجها للسلوك سئل عبدالحى فى حوار عن افريقيته فقال للسائل انظر الى شكلى هل انا افريقيا؟ اضف الى ان اليوت كان يخدع الجمهور بالتزامه الكاثوليكيه الصارمه لدرجه جمعه نقودا لها اخريات ايامه رغم ذلك فضحت رسائله المكتشفه اخيرا ما اسلفت تناقضه عبر اثبات انه كان شاذا جنسيا الامرالذى يتناقض مع الكاثوليكيه بشده عليه بصوره مبسطه رفض عبدالله على ابراهيم الافريقيه فى المكون السودانى اين يجعله شخصيا يصنف نفسه اذا اكمل تعبئه استماره فى بلد غربى حسب منطق رد عبدالحى الذى اشرت اليه انفا. بخصوص موضوع التجانى وتاثره بنصوص الروماتنسين الانجليز على زعم عبدالحى اشرت اليك برسالته للدكتوراه فى الادب المقارن فاذا بك تجيلنى الى الرؤيا والكلمات كتابه النثرى عن التجانى.الذى الفه بعد الدكتوراه باكثر من عشره اعوام بخصوص تعريف الرحاله والمستشرق ووقوعى فى خطا ادوارد سعيد فى الخلط بينهما اجدك منخدعا بين اختلاف المسممين رغم تشابه وتماثل العقليه ويمكنك اضافه اليهما اذا شئت الكتب التى الفها المبشرون الاوائل عن شعوب افريقيافى بدايات عصور الاكتشاف وربما يختلف المستشرق عنهما قليلا فى اهتمامهم بامر تراثى مثلا تحقيق كتاب او محاوله تفسير حاله او ظاهره بينما يعمد الرحال والمبشر الى وصف مجرد يغيه احيانا كثيرة من خياله الخصب لاجل ابراز غرابه او تفرد لكنهم جميعا ينطلقون من عقليه واحده. جلد الفهد لباس قداسه عند الدينكا كما قلت انت لكن حديثى عن مجمل منهج الكتاب وليس حول اشاره محدده اشار اليها عبدالحى داخل القصيده
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
الاستاذ احمد الامين تحية طيبة وشكرا على التعقيب
Quote: رفض عبدالله على ابراهيم الافريقيه فى المكون السودانى اين يجعله شخصيا يصنف نفسه اذا اكمل تعبئه استماره فى بلد غربى حسب منطق رد عبدالحى الذى اشرت اليه انفا.
|
اشكرك على هذه الاجابة ويكفي هذا في تلخيص رايك في تناقضات الدكتور. الا ان الامر لم يعد تناقضا بل هو مشروع متكامل صاحبه على بصيرة من امره ، وطرحه على مراحل عبر سلسلة من المناورات الذكية جدا كما قال محمد جلال هاشم في ورقته الممتازة حول مشروع الدكتور عبدالله :"الاسلاموعروبية ". ارجو من يهتدي الى الرابط ان يجدعه الينا. الورقة انزلها عادل عبد العاطي وكنت مناقشا رئيسيا فيها ولكني لم اهتدي الى البوست بعد .قلت :
Quote: بخصوص موضوع التجانى وتاثره بنصوص الروماتنسين الانجليز على زعم عبدالحى اشرت اليك برسالته للدكتوراه فى الادب المقارن فاذا بك تجيلنى الى الرؤيا والكلمات كتابه النثرى عن التجانى.الذى الفه بعد الدكتوراه باكثر من عشره اعوام |
انت قلت ان عبد الحي قال ان التجاني قد يكون اطلع على قصيدة وردز وردث وانا اوردت الدليل على ان عبد الحي اثبت ان التجاني لم يطلع لا ، على النص الانجليزي ولا على النص العربي للقصيدة . وكتاب "الرؤيا والكلمات " هو اعادة تحرير بالعربي لما كتبه عبد الحي في رسالة الدكتوراة بالانجليزية وقد اشار اليه كمرجع في "الرؤيا والكلمات ". قلت :
Quote: وربما يختلف المستشرق عنهما قليلا فى اهتمامهم بامر تراثى مثلا تحقيق كتاب او محاوله تفسير حاله او ظاهره بينما يعمد الرحال والمبشر الى وصف مجرد يغيه احيانا كثيرة من خياله الخصب لاجل ابراز غرابه او تفرد لكنهم جميعا ينطلقون من عقليه واحده.
|
اذن انت تتفق معي في التفريق بين الرحالة والمستشرقين . الا ان القول انهم كلهم ينطلقون من عقلية تآمرية واحدة فيها تعميم وحكم مسبق وهذا نهج غير علمي . وهو لا يختلف عن راي السلفيين المسبق في رفض ما كتبه المستشرقين عن التراث الاسلامي بحسبانه كتب بعقلية تامرية . نفس النظرة العدمية غير العلمية في التعامل مع الاخر . قلت :
Quote: جلد الفهد لباس قداسه عند الدينكا كما قلت انت لكن حديثى عن مجمل منهج الكتاب وليس حول اشاره محدده اشار اليها عبدالحى داخل القصيده |
اذن ما ذكره الباحث الانثربولوجي الذي اعتمد عليه عبد الحي في ايراد هذه الحقيقة ،كان صحيحا ، فلماذا الاعتراض عليه ؟ هل لان لبس جلد الفهد يجعل الجنوبي يبدو في نظرنا بدائي نبيل ؟؟!! اما مجمل ما ورد في باقي الكتاب ، فانت لم تقل عنه شيئا سوى انه نظر الى الجنوبي كبدائي نبيل .وهذا كلام معمم جدا ومسالة البدائية هذه مفروغ منها كما اثبتنا . وليظل المعيار هو : هل ما ورد في الكتاب عن الالوهية عند الدينكا يستند الى حقائق وفق المنهج العلمي ، مثل واقعة جلد الفهد ام لا ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: احمد الامين احمد)
|
شكرا الاخ الاستاذ / احمد الامين احمد دعنا نفترض ان عبد الحي ذكر في رسالة الدكتوراة عن اثر الشعر الغربي في الشعر العربي ، ان التجاني ربما يكون اطلع على قصيدة وردزورث . ثم عاد وتحقق من هذه المسالة بعد ان توفرت له المراجع وتوصل الى ان التجاني لم يكن متاحا له عمليا الاطلاع على القصيدة للاسباب التي اوردناها ، فليس في هذا اي تناقض بل في ذلك محمدة تحسب له ، وهذه هي اصول البحث وما تقتضيه من امانة علمية .
ولكن دعنا نفترض ايضا ان التجاني تاثر بالقصيدة المشار اليها ، فليس في هذا عيبا .فالتاثر في حد ذاته مباحا ولا مندوحه عنه ولا يقلل من اصالة الشاعر باية حال . وهل يوجد شاعر عربي في العصور الحديثة لم يتاثر بشكل مباشر او غير مباشر بالشعر الغربي !!
شكرا على الاشارة الى ورقة محمد جلال حول مشروع الدكتور عبد الله وكانت لدي تحفظات وملاحظات عليها بسطتها في البوست الذي انزلها فيه عادل عبد العاطي هنا سنة 2003 .
الاخ الاستاذ حيدر شكرا على جلب الرابط ويا ريت لو تمكنا ايضا من العثور على بوست عادل عبد العاطي لانه دار فيه حوار مهم جدا حول الورقة ومشروع عبد الله عموما وسوف الخص اعتراضاتي على الورقة في مداخلة قادمة .
اكرر شكري والعيد مبارك عليكم وكل سنة والجميع بالف خير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: osama elkhawad)
|
كل ما يكتبهدكتور عبدالله على إبراهيم له علاقه بصوره أو بأخرى برؤاه الشامله.....هذا منقول من جريدة الراى العام اليوم السبتآ بعد الجمعه اليتيمه.................
د. عبد الله علي ابراهيم عن اقتصاد «فلا تقل لهم أف»
كتب الأستاذ مصطفى ابو شرف في رمضانياته بجريدة الأيام (15 أكتوبر 2006) كلمة عنوانها «ألمني أنه أخذ والدته لدار العجزة والأمر لله من قبل ومن بعد». وجاء فيها أن صاحب أحدهم كلمه بأن فلاناً (لاحظ سلسلة الرواية) أخذ أمه إلى دار العجزة بعد أن يئس بإصلاح ذات البين بينها وبين زوجته. وهيأ لها بالدار سبل الراحة فهو يزورها صباح مساء ففاض خيره على رفقتها بالدار وكانت تلك رحمة ساقها الله إليهم. وسأل الصاحب صاحبه أن يفتيه عن صحة دين من يذهب بأحد والديه إلى دار العجزة. وأعيت الفتوى الرجل غير التذكير بأمر الله لنا بالإحسان إلى الوالدين وخفض جناح الرحمة لهما كما ربيانا صغيرا.
وقصة أبي شرف الحزينة هذه لم تحدث بعد. وليس قصدي هنا تكذيب أبي شرف. فهو صِدّيق عندي. وأعده من رواد الحركة الوطنية ذوي البأس والمأثرة. وقد اصطفيته منذ سمعته يتحدث إلى الأستاذ حمزة مصطفى الشفيع بإذاعة أم درمان في منتصف السبعينات عن مساهمته مع غيره من المعلمين في حركة التعليم الأهلي في ثلاثينات القرن الماضي وأربعيناته في إطار حركة الخريجين. ولكن الحكاية الفاجعة المعنعنة عن صاحب عن صاحب عن أبي شرف لم تقع مع ذلك. فقد نفت السيدة نجاة أحمد الفادني، مديرة إدارة مركز الضو حجوج لرعاية المسنين ببحري، وقوع شيء مشابه لقصة أبي شرف. فقد سألها الأستاذ محمد شريف (الصحافة 6 أكتوبر 2006) إن كان هناك من يأتي بوالده أو والدته لدار العجزة. فنفت ذلك ثلاثاُ وأكدت له أنه لم يحدث أن جاءني من أستودع أمه دار العجزة متعذراً بأن زوجته رفضت خدمتها. وقالت هذه دعايات ساهي. وأضافت أنها نفسها قد سمعت مثل هذا الخبر. فقد جاءتها واحدة قبل يومين من حديث الصحفي وقالت لها إن هناك من جاء قبل قليل وأنزل أمه من العربة ووراءها زوجته تنهرها بشدة. ولم تكن تعرف هذه الواحدة أنني المديرة ومطلعة على كل حالة ولم يحدث ما ذكرته أبداً.
في تداولنا قصة الوالد أو الوالدة المسنة اللذين تخلى عنهما الابن لدار العجزة برغم أنها لم تقع دلالة اجتماعية ينبغي الوقوف عندها. فهي رمز على ارتباك ثقافي نحذر به مما يخبئه لنا القدر الاجتماعي. فالحكاية تستبق في واقع الأمر وقوع جفاء الأبناء للوالدين في سياق حياتنا الراهنة التي ستقوم تباعاً على الأسرة النواة المكونة من زوج وزوجة وأطفالهما لا غير بعد أن تكون قد تخلصت من أوشاب الأسرة الممتدة التي تدخل فيها طوائف الأجداد والأعمام والأخوال وبني الخوؤلة والعمومة وهلمجرا. وهي الأسرة المتكافلة التي ظلت تعصف بمقوماتها عوامل البندرة (سكنى البندر اي المدن) في ملابسات التطور الرأسمالي الذي يشتد عوده في بلدنا ويتقوى. وقد سبق أن نبهت في معرض الحديث عن تضعضع العائلة الممتدة إلى أن توزيع منازل الحكومة في بعض مصالح الدولة لا يرى في سكنى والد مستخدم المصلحة أو والدته معه تبعة اجتماعية تستحق الاعتبار في منح تلك المنازل. كما اضطرت ملابسات كسب العيش الرأسمالية ان يدخل الزوج والزوجة معاً سوق العمل مما ترتب عليه صعوبة أن يوليا الوالدين العناية المتوقعة بخاصة إذا بلغا من الكبر عتيا وأصبحا مستطيعين بغيرهما. وهكذا انفرطت الأسرة الممتدة التي كانت الشيخوخة فيها موسماً طبيعياً في إطراد العمر وحلت محلها أسرة نواة أصبحت الشيخوخة فيها مشكلة مستعصية.
وتخرج مثل حكاية الابن الذي استودع كباره دار العجزة من بين ثنايا هذه المحنة الاجتماعية. فهي رغم أنها لم تحدث إلا أنها مما سيحدث آجلاً أو عاجلاً. فللثقافة قرون استشعار أيضاً. فهي لا ترتب البيت الاجتماعي من حيث التوقعات والواجبات والحقوق بصورة روتينية فحسب بل ترمي بعيداً لتنبهنا إلى مكمن أو آخر من مكامن الخطر التي ستصيب أعرافنا الاجتماعية في مقتل. فمع أن نجاة الفادني نفت حصول حكاية الابن ومجيئه لوالديه إلى دار العجزة إلا أنها قالت في تحقيق آخر بالأيام (8 أكتوبر 2006) إننا ربما لم نكن بعيدين من اليوم الذي سيأتي به الناس بالآباء والأمهات إلى تلك الدور. ومعنى قولها أننا لسنا بعيدين من التورط في اقتصاد ''أف'' الكافر بالهدى الإسلامي: '' وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً''.
لسنا وحدنا في تدوال الحكايات التي لم تقع وكأنها قد وقعت. فالناس قاطبة تفعل ذلك. فهذه الحكايات جرس إنذار ثقافي لا تستغنى منه ثقافة من الثقافات طالما كان الإنسان حيوانا حكاياً (أي أن ما ما يميزه عن بقية الحيوان أن الواحد منهم يتواصل مع الآخرين برواية القصص). ولعلماء الأدب الشعبي نظر كثيراً في الحكايات المتداولة التي لم تحدث في الواقع مثل قصة الوالد أو الوالدة المسنة الواردة أعلاه. ويسمونها urban legends. وقد ترجمتها في مرة سلفت كـ «أضغاث بندر». أي أنها مما يتناقله اهل المدن الآهلة تفريجاً عن كربة ألمت بهم. وهي قصص لم تحدث كما رأينا في حالة دار العجزة ولكنها مما يخشى المجتمع المعين حصولها في المستقبل لأنها مما أرهص به أي أعطى المجتمع المؤشرات الكافية على إمكانية حصولها.
وقد سبق أن تعرضت لفن أضغاث البندر حين حللت الحكاية التي راجت خلال مفاوضات نيفاشا المتطاولة عن أولئك القوم السود الذين إن لقوك وسلموا عليك بأيديهم نزعوا منك فحولتك وأصبحت بعدها عنيناً لا يرجى منك. وقد أزعجنى أن الشرطة تعاملت مع الحكاية كدسيسة أو عمل هدامً لزعزعة الأمن ونصبت آلية التحقيق الجنائي للقبض على الجناة من مروجي الحكاية. ونبهت في كلمتي آنذاك إلى طبيعة حكاية سلب الرجولة هذه وأرجعتها كما ينبغي إلى قصص أضغاث البندر. وقلت إن تداول هذه القصص لا يقع تحت طائلة القانون وإنما هو مجرد ''حكي'' يفضفض الناس فيه عن مخاطر راحت تبدو من بعيد على رادارهم الثقافي. وزدت قائلاً إن حكاية القوم السود من سالبي الرجولة هي السبيل الذي فضفضت به ثقافة الشمال النيلي عن مفازعها حيال إعادة المفاوضة في الوطن مع قوم أسود منهم نوعاً ما وذوي عقائد مشبوهة في نظرهم. فالحكاية كانت هرباً للأمام من حقائق الشمال النيلي الديمغرافية أي السكانية المستجدة التي استوعبت الآخر الخطر. فقد صورت الحكاية السلام كاستسلام أي مصادرة لفحولة شمالية نيلية متأصلة ظلت ترى الوطن الكثيف بصورة أحادية الجانب غير عادلة.
حكاية الرجل الذي أسكن والده او والدته دار العجزة أضغاث بندر. إنها بعض توتراتنا من مصائرنا الروحية ونحن نمشي منكبين على وجوهنا في طريق الرأسمالية التي لم يعرف أنها حمى لضعيف أو ملاذ لمتعب مثل المسنين. إنها بكاء مبكر على أطلال عمارة ''ولا تقل لهما اف'' التي تنخر فيها الرأسمالية بغير هوادة. إنها إفادة عاد لنا بها قرنا استشعارنا الثقافي. فهل نتستبن الرشد ونعلم من بندرتنا وعذابات روحها ما لم نعلم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
العيد مبارك عليك وكل سنة وانت طيب اخي منصور المفتاح وشكرا على تزويدنا بمقال الدكتور عبد الله الذي جاء فيه :
Quote: وقد سبق أن تعرضت لفن أضغاث البندر حين حللت الحكاية التي راجت خلال مفاوضات نيفاشا المتطاولة عن أولئك القوم السود الذين إن لقوك وسلموا عليك بأيديهم نزعوا منك فحولتك وأصبحت بعدها عنيناً لا يرجى منك. وقد أزعجنى أن الشرطة تعاملت مع الحكاية كدسيسة أو عمل هدامً لزعزعة الأمن ونصبت آلية التحقيق الجنائي للقبض على الجناة من مروجي الحكاية. ونبهت في كلمتي آنذاك إلى طبيعة حكاية سلب الرجولة هذه وأرجعتها كما ينبغي إلى قصص أضغاث البندر. وقلت إن تداول هذه القصص لا يقع تحت طائلة القانون وإنما هو مجرد ''حكي'' يفضفض الناس فيه عن مخاطر راحت تبدو من بعيد على رادارهم الثقافي. وزدت قائلاً إن حكاية القوم السود من سالبي الرجولة هي السبيل الذي فضفضت به ثقافة الشمال النيلي عن مفازعها حيال إعادة المفاوضة في الوطن مع قوم أسود منهم نوعاً ما وذوي عقائد مشبوهة في نظرهم. فالحكاية كانت هرباً للأمام من حقائق الشمال النيلي الديمغرافية أي السكانية المستجدة التي استوعبت الآخر الخطر. فقد صورت الحكاية السلام كاستسلام أي مصادرة لفحولة شمالية نيلية متأصلة ظلت ترى الوطن الكثيف بصورة أحادية الجانب غير عادلة.
|
يبدو كان الدكتور يشبه توقيع اتفاق نيفاشا بنزع فحولة ابناء الشمال العربي المسلم !! اين صورة البدائي النبيل - في خيال المستعمر - من هذه الصورة !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: Agab Alfaya)
|
محمد ابوالقاسم حاج حمد شخصية مثيرة للجدل، وفي آخر ايامه طرح نفسه مفكرا اسلاميا عبر كلامه عن نظرية عالمية ثانية ،وجدت انصارا في العالم العربي. وما يهمنا هنا هو ما طرحه عن الجنوبي بوصفه "بدائيا متوحشا" ،لا يمكن اصلاحه الا من الخارج. يتحدث حاج حمد عن الجنوب باعتباره منطقة متعددة اللغات, ثم يقول مستدركا من باب الحط من تلك اللغات " او بالاحرى ( اللهجات) Quote: حيث يفتقر الجنوب الى بنية مادية حضارية , فالحرف الهجائي لا زال غير معروف بالنسبة للغاتهم". |
وفي هذا يتفق مع الباحث المصري الدكتور النويهي، الذي قال: Quote: ويزداد هذا العامل قوة اذا تذكرنا ان العربي المنتصر لم يكن أعلى شأنا من الناحية العسكرية وحدها –بل كان أرقى ثقافة وأنضج فكرا , فله حضارة راقية لا يعرفون لها نظيرا لدى العنصر الافريقي الذي لم يعرف الا همجية وبدائية .
بل له لغة هي أعلى في مراقي اللغات البشرية من جميع اللهجات واللغات الافريقية التي لا تعرف مجرد الكتابة". |
ثم يتحدث بعد ذلك عن انعدام هوية "الجنوبي" ، قائلا:
Quote: قبائل الجنوب لا تملك حتى الان مدخلا قوميا لتعريف ذاتها غير أنها ( غير) بعضها , فالدينكاوي يظل دينكاويا لأنه (غير) الشلكاوي وغير الزانداوي , أما من هو في ذاته فان الامر لا زال موضع بحث. |
ويقول ايضا :
Quote: فالكل يعرف نفسه ليس من خلال ذاته , ولكن من خلال مفارقتها للغير,فهذا شلكاوي لأنه ليس بدينكاوي. هكذا تميز الجميع عن الدينكا ثم تميزوا عن بعضهم البعض". |
اذن في راي المفكر : محمد ابو القاسم حاج حمد
أن مشكلة الجنوب مع الشمال ،لا تتمثل في أن الجنوبيين يتميزون بهوية مغايرة لتلك في الشمال , وأنما المشكلة أنهم:
Quote: يرفضون تعويض فراغهم الثقافي والحضاري ) بما لدى الشمال ( العربي المسلم ). |
ويعلل ضرورة ذلك ( التعويض الثقافي والحضاري) قائلا ":
Quote: فالمسيحية لا زالت ( دينا مغتربا ) وتقتصر على شريحة فوقية من المتعلمين . وكذلك الانجليزية , أما أصولهم الثقافية ودياناتهم الاحيائية الطبيعية فانهما ( الدين والثقافة ) يعيشان خارج الزمان المعاصر والمكان المتغير" . |
ومن ثم يرى ألا هوية للجنوبي المتوحش،فهي هوية معلقة ،ولذلك ، يخلص الى أن:
Quote: " هوية الجنوب لا زالت ( هوية معلقة ) لا تتوافر لها مقومات البناء الذ اتي الا عبر ارتباطها باحد التيارين الحضاريين المتصارعين على سطح القارة الافريقية برمتها , التيار الأول وهو التيار العربي الاسلامي , والتيار الثاني وهو الاوروبية المسيحية الغربية " |
ويضيف الى ذلك ان الجنوب لا يستطيع :
Quote: ان يشكل قطبا مركزيا جا ذبا لتفاعلات الثقافات في شمال السودان باتجاهه لأنه يفتقر لأسس الحضارة المادية وبنائيتها اللغوية". |
فالجنوب هو منطقة بدائية متوحشة ،وليست متحضرة.ولذلك لا بد من ان تبحث لها عن قطب جاذب من القطبين الاساسيين اي المسيحية الاوروبية ،و ثقافة الشمال الاسلامية العربية.
فهو اي مجتمع الجنوب في منظور الباحث مجتمع:
Quote: " تسوده الشروخ القبلية, مجتمعات لا زالت تعجز عن تصنيع ابرة حياكة |
المشكلة في جنوب السودان حسب رايه تكمن في ازمة الحضارة العربية الاسلامية.
يقول عن ذلك : Quote: لولا نكوص الحضارة العربية بافاقها الانسانية العالمية , ولولا تحول التعاليم الاسلامية الى ايديولوجية لاهوتية متخلفة , لما كانت هناك مشكلة في جنوب السودان". وبناء على تلك الازمة كما يرى الباحث " لم يكن الشمال مجتمع (رسالة\حضارية ودينينه) بالنسبة للجنوب". و من باب الحط من قدر سكان الجنوب تحدث عن الجنوب : الذي لم تصل قبائله البد ائية حتى مرحلة التالف الميكانيكي مع بعضها فكيف بالتوحد والتدامج القومي". |
ولكل ما سبق ذكره يرى حاج حمد ان مستقبل الجنوب مرهون :
Quote: بدوره للتفاعل مع جا ذبية القلب النيلي".[/U
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: Agab Alfaya)
|
استحسنا ان نبدأ الحديث عن صورة الجنوبي ك: بدائي نبيل بالاشارة الى المصادر و الجذور المعرفية ، التي شكلت صورة الجنوبي كبدائي نبيل في خطاب المستعربين السودانيين. ول:ع.ع.ابراهيم القدح المعلى في الاشارة الى مفهوم البدائي النبيل عند الافروعروبيين، وبعد ذلك انتشر نقد ذلك المفهوم في كتابات : عبد الله بولا الاسفيرية، و محمد جلال هاشم ، وع.اللطيف على الفكي، ولم يشذ في ذلك الا الاستاذ عجب الفيا ، الذي ما يزال يدافع عن مفهوم البدائي النبيل.
وسنبدأ كلامنا بما قال به ع.ع.ابراهيم حول المصادر المعرفية التي شكلت صورة الجنوبي كبدائي نبيل . يقول ع.ع.ابراهيم،في اشارته الى الافروعروبيين:
Quote: فقد اصطنعوا في صلف سخطهم وبوهيميتهم الكظيمة أفريقيا وهميا لحمته وسداه معطيات أوربية عربية مردودة عن أفريقيا مثل الطفولة والغرارة والمشاعية والروحانية وخفلة القلب والولع بالايقاع والرقص . والأفريقى المخترع هذا هو الذي جرى وصفه دائما بـ " البدائى النبيل " في علم الأثنوغرافيا |
وكلام ع.ع.ابراهيم عن المعطيات الاوروبية العربية المردودة ، كلام صحيح، ولا يمكن لعاقل ان يدافع عن تلك الصور الوهمية التي شكلها الخيال الاوروبي العربي ،للافريقي ، ومن ضمن ذلك "الجنوبي". وسنواصل ارقدوا عافية المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: osama elkhawad)
|
الجذور والمصادر المعرفية التي شكلت صورة الجنوبي كبدائي نبيل ، ترجع الى علم الاثنوقرافيا ، و الكتابات الاوروبية التي ترافقت مع المرحلة الكولونيالية، و تصوير الآخر المختلف عن الاوروبي ، وقد روج لذلك جان جاك روسو ،في حديثه عن البدائي، الذي لم تمسسه روح الحضارة بعد. وهذا ما اصطلح عليه ب: البدائي النبيل ويمكن ارجاع بعض المصادر المعرفية العربية عن الآخر الافريقي الى ابن خلدون. والصورة المعجبية للانسان الافريقي الخفيف الرقص نجدها عند ابن خلدون ,نقلا عن "عبدالهادي الصديق" , والذي صدق ابن خلدون حين قال نقلا عن " ابن خلدون , ومعلقا عليه الاتي : " قد راينا من خلق السودان على العموم الخفة والطيش وكثرة الطرب فتجدهم مولعين بالرقص على كل " توقيع", ويرد السبب في ذلك الى عنصر المكان،ولذلك فان تيار ابن خلدون يصنف ضمن الجغرافيا السوسيولوجية.وقد ارجع ابن خلدون صفات الآخر السوداني الى أثر الحرارة عليه.وهذا في رأيه يؤثر على بخار الروح.مما يجعلهم امة مشغولة بالخمر و الرقص،بينما ان سكان الجزيرة العربية بحكم مناخهم المعتدل ،فهم "خير امة أخرجت للناس" .وتأمل\ي!!!! يقول عبد الهادي الصديق الذي صدّق ابن خلدون في خطابه حول السوداني:
Quote: وقد قال "ابن خلدون" عن المكان الذي يقع ضمنه السودان الحالي , انه في الجزء الغربي المنحرف وانه يختص بالانحراف في كل اوجه الحياة ....الوان البشر واحوالهم, العلوم والصنائع والمباني , الملابس والاقوات والفواكه والحيوانات . وذكر بان السكان يبنون بالطين والقصب وان اقواتهم من الذرة والعشب وان ملابسهم من الجلود وأوراقهم الشجر ثم اشار الى تاثير الاقليم الحار في امزجتهم وأصل تكوينهم وان في ارواحهم من الحرارة على نسبه ابدانهم بينما نسب سكان الجزيرة العربية الى الاقاليم المعتدلة ووصفهم بانهم خير امة اخرجت للناس". لان الحرارة تفشي الهواء والبخار الذي يداخل بخار الروح في القلب من الحرارة الغريزية فانها تبعث ثورة الخمر في الروح فتغشي طبيعة الفرح والسرور. ويقول بان السودان لما كانوا ساكنين الاقليم الحار واستولى الحر على أمزجتهم وفي أصل تكوينهم كان في أرواحهم من الحرارة على نسبة أبدانهم". |
ونواصل كي نرى كيف ان كلا من المجذوب و محمد المكي ابراهيم ،يتبنيان اوهام "ابن خلدون" حول السوداني ،الحار المزاج،والذي يحب الخمر ،وهو خفيف وراقص حتى في مشيه . المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: Agab Alfaya)
|
نواصل حول الجنوبي كبدائي نبيل.
و أول من جاء بهدا المصطلح الى الخطاب الثقافي السوداني كان محمد عبد الحي، بحسب ع.ع.ابراهيم:
يقول ع.ع. ابراهيم عن ذلك:
Quote: جاء عبد الحى بمصطلح " البدائى النبيل " إلى حلبة نقاش العلاقات الثقافية في كلمته القيمة المشار إليها آنفا (31) .
فقد خلص عبد الحى من دراسة القصائد التي اشتهرت بـ " الجنوبيات " ، من شعر الشاعر المجذوب – عليه رحمة الله – إلى أنها قد صورت الجنوبى في صورة وهمية هى صورة " البدائى النبيل " .
و " الجنوبيات " هى نسل مجرد من شعر المجذوب وقعت له حين جرى نقله من بورتسودان ( على ساحل البحر الأحمر ) إلى واو ( في جنوب السودان ) في أوائل 1954 ، والتى أقام فيها حتى قبيل حوادث الجنوب المشهورة في آب / اغسطس 1955 . |
ومحمد المهدي المجذوب،كما قال الشقليني بحق ،هو أب الافروعروبيين الذي علمهم سحر "البدائي النبيل" كما ارى،ويرى جل الباحثين السودانيين في امر الافروعروبية.
يقول ع.ع.ابراهيم في أبوة محمد المهدي المجذوب الروحية للأفروعروبيين:
Quote: وقد اعتقد الأفروعربيون أن " الجنوبيات " هى باكورة لنوع الشعر السودانى الذي يريدون له الذيوع . فقد رأينا عبد الحى يصف المجذوب في كلمته عام 1976 بأنه الشاعر السودانى الذى أدرك حقيقة انتسسسابه إلى أرومة زنجية .
وأضاف عبد الحى بأن شعر المجذوب إنما يعكس في جنوبياته وغيرها وحدة على مستوى عمق مصادر التقليدين العربى الأفريقى (32) .
وقال مكى فى المعنى نفسه أيضا : إن المجذوب في جنوبياته قد جعل ذاته الشاعرة معلما على سودان الغابة والصحراء . ورأى في شعره استيعابا وتصويرا وتمثيلا لتجربتنا الحضارية ، مؤصلا في معرفة بثقافة الشمال العربية وثقافة الجنوب الأفريقية (33) . وهكذا عمد الأفروعربيون المجذوب ، الذى هو فى سن آبائهم ، أبا روحيا لمشروعهم الشعرى الرامى إلى التعبير عن الوحدة العميقة للوجودين العربى والأفريقى ، في ذاتية سودانية صمدة . |
ونرى تأثر المجذوب بابن خلدون ،و المفهوم الكولونيالي لل"بدائي النبيل " في الابيات التالية المشهورة:
Quote: وليتنى في الزنوج ولى رباب تميد به خطاى وتســــتقيم وأجتزع المريسة في الحوانى وأهــدر لا الأم ولا ألــوم وأصرع في الطريق وفي عيونى ضباب السكر والطرب الغشوم طليق لا تقيدنى قريـــش بأحساب الكرام ولا تنيـــم |
طبعا الصحيح "وليتي " وليس "وليتني"
وفي هذه الصورة الوهمية للجنوبي ،نرى تطابق ذلك مع "ابن خلدون " الذي يرى السوداني،وهو الاسود عن العرب،حين يقول:
Quote: " قد راينا من خلق السودان على العموم الخفة والطيش وكثرة الطرب فتجدهم مولعين بالرقص على كل " توقيع" |
ويقول في مقام آخر عن "السكر " و تعاطي الخمر ،كصفة للسوداني ،اي الافريقي الاسود، في كلام له عن اثر الحرارة:
Quote: لان الحرارة تفشي الهواء والبخار الذي يداخل بخار الروح في القلب من الحرارة الغريزية فانها تبعث ثورة الخمر في الروح فتغشي طبيعة الفرح والسرور. ويقول بان السودان لما كانوا ساكنين الاقليم الحار واستولى الحر على أمزجتهم وفي أصل تكوينهم كان في أرواحهم من الحرارة على نسبة أبدانهم". |
وسنعود للحديث عن الجنوبي كراقص خفيف ،كما تبدى في خطاب مستعرب آخر ،هو الشاعر الكبير: محمد المكي ابراهيم
وكيف ان الافروعروبيين قد تنصلوا من المجذوب ،الأب الروحي لهم. المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: munswor almophtah)
|
الاخ منصور تحيه حتى يتمكن الاستاذ الخواض من الاجابه على اسئلتك مصطلحات ابن حلدون ومن قبله الجاحظ الخاصه بكلمه سودان تختلف جعراقيا عن تقسيمات الاستعمارالاوربى للبلدان التى صار وطننا منها اسمه السودان عليه اى اشاره فى كتب التاريخ السابقه للاستعمار الغربى للسودان تشمل عموم قاره افريقيا ومعيار اللون بها سواد الارض وليس اهاب الناس الامر الذى ادخل المصريين والتوانسه معنا فى المصطلح وقد اشار هيرودتس الى ذلك عندما حدد مصطلحاته فى كتابه التواريخ. شيئا اخر ذكرت انتت كثافه الغابات وغزاره الامطار بالمناطق الاستوائيه الامر الذى يؤدى الى تلطيف الجو وترهيف المزاج خلافا لنظريه ابن خلدون القائمه على اثر الحراره على مزاج السود وميلهم للطرب لكن من يعيش فى اى منطفه جنوب خط الاستواء او شماله بقليل الى منطقه الزاندى بالسودان يلحظ ان الحراره بتلك المناطق تشتد كثيرا حتى اثناء نزول المطر عليه كان ابن خلدون محقا فى رؤيته عندما لم يلتفت الى الامطار وغزاره الاشجار فى الغاء اثر الحراره على المزاج. حول السودان كمصطلح بعض كتب المؤخين تشير به الى مالى الحاليه وبعضها كل المنطقه من سوداننا الى مالى وعند الاسثقلال 1956 طالب البعض ومنهم جمال محمد احمد تسميه وطننا الحالى جمهوريه سنار لاجل ازاله اللبس فى اى اشارات مرجعيه فى حاله قراءع التاريخ العام لافريقيا قبل الاستقلال.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: احمد الامين احمد)
|
عن الجنوبي باعتباره طفلا وافد وبدائيا نبيلا:
في الرصد الدقيق الذي قام به ع.ع.ابراهيم في : تحالف الهاربين
نرى كيف ان الافروعروبيين قد احتفوا بالاب المجذوب في جنوبياته،وكيف انهم بعد ذلك قد قاموا بنقد الاب الروحي لهم ،وقاموا بقتله بشكل رمزي،او كما قال فرويد رضى الله عنه و ارضاه.
يقول ع.ع.ابراهيم عن تنصيب المجذوب كاب روحي للافروعروبيين:
Quote: وقد اعتقد الأفروعربيون أن " الجنوبيات " هى باكورة لنوع الشعر السودانى الذي يريدون له الذيوع . فقد رأينا عبد الحى يصف المجذوب في كلمته عام 1976 بأنه الشاعر السودانى الذى أدرك حقيقة انتسسسابه إلى أرومة زنجية .
وأضاف عبد الحى بأن شعر المجذوب إنما يعكس في جنوبياته وغيرها وحدة على مستوى عمق مصادر التقليدين العربى الأفريقى (32) . وقال مكى فى المعنى نفسه أيضا : إن المجذوب في جنوبياته قد جعل ذاته الشاعرة معلما على سودان الغابة والصحراء .
ورأى في شعره استيعابا وتصويرا وتمثيلا لتجربتنا الحضارية ، مؤصلا في معرفة بثقافة الشمال العربية وثقافة الجنوب الأفريقية (33) . وهكذا عمد الأفروعربيون المجذوب ، الذى هو فى سن آبائهم ، أبا روحيا لمشروعهم الشعرى الرامى إلى التعبير عن الوحدة العميقة للوجودين العربى والأفريقى ، في ذاتية سودانية صمدة. |
ويتحدث ع.ع.ابراهيم بعد ذلك عن طقوس قتل الاب الروحي ،بعد ان تكشفت للافروعروبيين ،وفي مقدمتهم المساهم الاكبر في الافروعروبية تنظيرا وشعرا،اي محمد عبد الحي،
يتحدث ع.ع.ابراهيم عن قتل الاب الروحي للأفروعروبيين، قائلا:
Quote: رد عبد الحى في كلمته الأخيرة ( 1985 ) جنوبيات المجذوب إلى تأرجح الشاعر (34) بين ثقافة العرب وثقافة الأفارقة ، لا إلى وحدتهما في عمق المصادر كما فعل في كلمته عام 1967 ، كما رأينا أعلاه . فجنوبيات المجذوب عند عبد الحى قائمة في ثنائية الحضارة ، التى تمثلها ثقافة الشمال العربية ، والطبيعية ، التي تمثلها ثقافة أهل الجنوب (35) . وهى ثنائية يتعارض فيها العرف مع الملابس ، البراءة مع العار ، والقلب مع العقل ، والأريحية مع النقود ، والطلاقة مع الأخلاق ، والمشاعة مع النسب . وعند عتبة مجتمع الطبيعة الجنوبى البكر العذوبة ، خلع الشاعر عباءة الحضارة العربية بمحرماتها ونواهيها الكاسية . فالمجذوب يشبه تحالف الأفروعربيين في يأسه من إصلاح الثقافة العربية الاسلامية من باطنها ، واصطناعه بدائيا نبيلا في الجنوب يصوب به ذهنيا علل وآفات تلك الثقافة . |
من الواضح ان الافروعروبيين قد اكتشفوا جذور ومصادر "البدائي النبيل " عند المجذوب،وهي تعود الى فكرة البدائي النبيل كما في الخطاب الكولونيالي عن "الآخر" الغريب المعجبي،كما يقول ادوارد سعيد
يتحدث ع.ع.ابراهيم عن اكتشاف الافروعروبيين لوهمية الصورة التي احتفوا بها زمنا،عن البدائي النبيل متمثلا في "الآخر " الجنوبي ،وهي صورة تحاول ان تجد مخارجة للثقافة العربية الاسلامية الحنبلية كما يرى الافروعروبيون:
Quote: غير أن هذا البدائى النبيل صورة وهمية كما يقول عبد الحى (36) . فالبوهيمية الاجتماعية (37) التى رآها الشاعر في الجنوب إنما هى إسقاط من شاعريته النهمة التى قيدتها الزواجر الاجتماعية في الثقافة العربية الاسلامية . فهذه الاسقاطات هى عبارة عن شهوات للشاعر لم ينقع مجتمعه غلتها فأرغت وأزبدت عالما من البوهيمية . |
ثم يواصل قائلا،عن دور الممارسة،اي الواقع،في كشف هشاشة صورة الجنوبي كبدائي نبيل،من خلال احداث 1955 ،ودور المثقفين الجنوبيين الذين باعوا "البدائي النبيل " في سوق الله اكبر السياسي السوداني: Quote: إن صورة الجنوبى كبدائى نبيل لا تصمد أمام الصورة الاثنوغرافية التى رأيناها عند إيفانز برتشارد وليتهاردت وغيرهما ، والتى فيها الجنوبى أيضا إنسان مشدود بين الثقافة والطبيعة ، وهى الثنائية التى لا مهرب لبشرى من مجابهتها . وهى لم تصمد بالفعل للجنوبى الواقعى الذى ارتكب أنواعا من القتل المجانى ضد طائفة من موظفى الدولة الشماليين فى حوادث 1955 (3 . وقد اضطر المجذوب إلى أن يسقط حقائق اجتماعية جنوبية كثيرة لكى يخلص له " إنسان الجنوب البسيط الضاحك المتفاعل " (39) . فقد لاحظ مكى مثلا إغفال المجذوب ذكر السياسيين من مثقفى الجنوب الذين ، " كان يمكن أن يكونوا صيدا نموذجيا لهجائه الساخر وتصويره المضحك الدقيق " (40) . فقد أراد المجذوب أن يختصر طريقه إلى البراءة والسلاسة الجنوبية اختصارا |
ويقول محمد المكي ابراهيم عن الطفل الوافد عن علاقة الاسلام بالصورة البدائية النبيلة للجنوبي ،نقلا عن ع.ع.ابراهيم:
Quote: ويحترز مكى ، وهو يتكلم عن تصوره لما سيؤول إليه الاسلام في معترك الهجنة . فقد اضطره موضوع " الدين المخيف " أن يكتب عنه بتعميم ؛ فهو يرى أن عوامل الجهل والتخلف قد مكنت لدعوات التشدد والتخويف في الاسلام ، بغض النظر عن معدنه الأصيل الداعى إلى الحب والتسامح . وقد استحال مع هذا التخويف " تلاقى البشر حول إله واحد وحب واحد " . ويرى مكى أن لقاء الاسلام بصورته الخاطئة بالعقائد الإفريقية ، ( أو ما يسميه بالوافد الأفريقى الطفل ) ، سيخلف مشاكل تحتاج إلى حلول خاصة (26) |
ونواصل المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
الأحباء هُنا كل عام وأنتم بخير ،
ما كُنت مُبتعداً عن ظلالكم الوارفة ، وما كنتُ مختبئاً عن محبتكُم .
عُذراً
كان الزمان بين الغيبة والحضور .. و المحبة للجميع ..
**
رأيت مادة خصب تصلُح أن تُغني (البوست ) :
مقال كتبه دكتور عبد الله علي إبراهيم عام ( 2002 م ) يمكنه أن يكون صورة أخرى من صور رؤى الدكتور للمسألة في حضورها الدامي بينكم :
***
النص وفق ما ورد في صحيفة سودانايل السماوية : فقه العاصمة: حمام السجوف وعصافير الربي (2002) د. عبد الله علي إبراهيم
قال مغني الربوع الأمريكي:
لقد جعلني هواك رجلاً وسيماً.
وكثيراً ما هجس لي لماذا أصبحنا نحن السودانيين الشماليين علي هذا القبح في مسيرة عشقنا المعلن للجنوب. لماذا لم يدلف بنا هذا الهوى إلي يسار يأخذ بشغاف قلوب غمار الناس من كل فج وطائفة وجنس يهدي إلي الألفة في الوطن. لأنه حتى شمالي الحركة الشعبية من اليساريين ومن لف لفهم، في مصطلح ضياء الدين البلال، لم يعلموا من مسألة الجنوب إلا ما يسد رمقهم للفتنة بين الأقوام والتأليب وسفك الدماء. وقد تنصلوا عن هذا العلم حين جعلوا نسكهم ومحياهم للزعيم قرنق دون شاغل الجنوب نفسه الذي سبق ميلاد قرنق وسيبقي حتى يأذن الله. ولم يجعلنا التعلق بالجنوب مسلمين أقوياء تتسامي فيه عبادتنا فوق الهرج. ليس فينا بعد دستور مدينة المصطفي صلي الله عليه وسلم الذي منونا به حسماً للخلاف في البلد وقد طالت دولة الإسلاميين وتطاولت. وهو الدستور الذي نفذ إلي دوحة أمنه الشاعر محمد المكي إبراهيم بقوله:
مدينتك الهدي والنور وتسبيح الملائك في ذؤابات النخيل وفي الحصى المنثور مدينتك الحقيقة والسلام علي السجوف حمامة وعلي الربي عصفور مدينتك الحديقة أقرب الدنيا إلي باب السماء وسقفها المعمور
وبدلاً من أن ينثر لنا الإسلاميون حصى السلم أرونا عجبا. فقد تراخي اجتهادهم وقل تناصرهم وتفرقوا شيعاً تربط واحدتها للأخرى تحول دونها وصفو الكوثر المحمدي في ألفة الشعوب والقبائل. فلما استثني قانون الشيخ حسن الترابي الجنائي لعام 1988 علي علاته الجنوب من حد الشريعة خرج له الأخوان المسلمون يعاتبونه بالسيوف. وهذا من قبيل عتاب الجمهوريين لشريعة الرئيس نميري التي سهت عن تضمين حد الرجم في 1983 . وقد رأينا سوءة أخري لحرب طوائف الإسلاميين حين انشقوا إلي قصر ومنشية وكيف كادت المنشية للقصر بتوقيع ميثاق جنيف مع الحركة الشعبية دعت فيه إلي عقد اجتماعي جديد في السودان "لا يسمح بالتمييز بين المواطنين علي أساس الدين أو اللغة أو العرق أو النوع أو الإقليم." وعلي بهاء العبارة فإنها تنضح بمكر المعارضة للحكومة التي لم تبارحها المنشية إلا بقليل قبل توقيع الميثاق. فلم تكن العبارة اجتهاداً في الإسلام وإنما حرب به أو باسمه. ولا يستغرب والحال كذا أن لا نكسب بتعاطي أمر الجنوب معرفة أذكي به يصفو بها إسلامنا ويذكو. ولما لم يكن الأمر لله كان للسلطان والله غالب.
وقد ارتعت لما استمعت إليه في العام الماضي من حوار مرموق للأستاذ عبد الحي يوسف يدعو الى فقه أهل الذمة آية وشكلة بما في ذلك فرض الجزية عليهم. وقلت له أن أول عهدي بدعوته هذه كان في منابر جامعة الخرطوم في الستينات والحركة الإسلامية غضة العود لم ترتكب بعد السياسة العملية التي ألانت قناتها هوناً ما. وقد رأيت في دعوة عبد الحي إلى الشباب، الذي تتشكل حساسيته الإسلامية منذ عقد وأكثر من السنين في ردة الفعل علي ما يراه خطلاً في عقيدة وممارسات دولة الإنقاذ الإسلامية، تجديداً للدين بالنكوص إلي البراءة الأولي والنصوص البكر بدلاً من الاعتبار بفقه من سبقوهم من رهطهم إلي ابتلاء مسألة التآخي في السودان. ومن قبيل هذا التشدد الغر في فقه أهل الجزية الفتوى التي ذاعت عند حلول عيد الفطر الماضي ونهي فيها علماء بذاتهم عن تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد الذي كان وشيكاً. وهذه هي بعض الأقوال والمناهج التي باعدت بين الإسلاميين والوسامة بشأن الجنوب وهبطت بهم من مقام زعمهم أنهم أهل حل وعقد لمسألة التآخي السوداني بسنة دولة المدينة إلي خانة أصبحوا بها جزءاً أصيلاً في المشكلة. فلقد تقطعت أنفاسهم وأزبدوا دون غرس مدينة مصطفوية أخري للهدي والنور. مما يؤرق جداً خلو طرف الدولة والإسلاميين من فقه وسيم للعاصمة في سياق المفاوضات المصيرية في ميشاكوس سوي الإصرار أن المدينة لن تحكم بغير الشريعة. وما أعرف جماعة سياسية استعدت لسياسة مبتكرة للمدينة، التي تغيرت ديموغرافيتها وتنوعت ثقافتها بليل، إذا جاز التعبير، مثل الحركة الإسلامية. فقد تعاقدت في منتصف الثمانينات مع الدكتور ت. عبده ملقم سيمون، الأمريكي الإفريقي المسلم وأستاذ علم النفس لينصحها لوجه الله لبناء خطتها السياسية والدعوية حيال تفشي قري الكرتون في الخرطوم بجمهورها "الإفريقي" الذي قلعته عن دياره الحروب والمجاعات والجفاف واللجوء. ولم تكمل الحركة جميلها الذكي هذا. فقد اشتكي سيمون أن قادة الحركة ضاقوا بصراحته وانتهوا، بدبلوماسية شمالية لطيفة، إلي إهماله بغير جفاء أو غضاضة. واستفاد سيمون من السانحة كتاباً حسناً نشرته له دار جامعة شيكاغو للنشر عام 1994 اسمه: في أي صورة ركب: الإسلام السياسي وطرائق المدن. وقد نبه الكتاب إلي التحدي الوجودي العقدي الذي تأتي به مدن العاصمة "الكرتونية" الهجينة إلي ساحة السياسة والتشريع في السودان. وقد وصفها بأنها مواقع ل"الانبعاج" الثقافي تندلق الثقافات في بعضها البعض بدلاً من أن تأوي واحدتها إلي الاخرى تأتلف وتتناغم. ووصف سيمون هذه المدن، التي يبلغ سكان بعضها مثل النصر (مايو سابقاً) في امدرمان 750 ألف نسمة، بأنها كرنفال للعلمانية. فالدعوة بالصفاء أو الثابت الثقافي من قبل أي طائفة من سكان هذه المدن الهجين هي مجرد دعوى قل أن تتجاوز الزعم إلي ما هو أكثر من ذلك. وكنت التمست من الحركة الإسلامية أن تعيد النظر في جفائها لنصح سيمون وأن تكلف من يعرب كتابه تعريباً سائغاً ينتفع به كادر الإسلاميين الذي يلقون مسألة فقه العاصمة بغير علم.
وكان أعجبني من الجهة الأخرى اشتغال عالم وحركي إسلامي في مقام الدكتور حسن مكي بأمر هذه الهجنة. فقد رسم من إحصائيات السكان لعام 1997 صورة لعاصمة لم تعد مدينة "عربية" كما كانت في 1956 بل "أفريقية". فقد كان عدد الجنوبيين بالمدينة 183 ألف نسمة في 1956 في حين تجاوز عددهم في 1997 المليون نسمة من جملة سكان المدينة الذين هم 3512000 نسمة. ومن حيث النسب المئوية فسكان العاصمة من ذوي الأصول في غرب السودان بلغت 35%، وبلغت نسبة الجنوبيين 30%، ونسبة الكردفانيين 10% بينما بلغت جماعات الجزيرة والوسط النيلي وما جاورها 25%. وسمي حسن مكي هذه الوفود "الإفريقية" بالجمهرة المستضعفة التي إن لم تنعتق في معاشها ومعادها بالإسلام انعتقت بغيره من عقائد الدهرية والعرقية. وأمل حسن مكي أن يهدي المشروع الإسلامي هذه الجمهرة إلي معاني الوطنية والإخاء والندية. غير انه صدره لم ينشرح بالجهد المبذول نحو هذه الغاية.
وحين ضاع علي الإسلاميين خيط العلم بهجنة العاصمة أصبحت سياساتهم بشأنها خبط عشواء. وقد استثني المهندس بانقا، وزير الهندسة والإسكان السابق بولاية الخرطوم، الذي أشاد الخصوم برقة منهجه وعاطفيته علي مستضعفي المدن الهجينة قبل الأصدقاء. فقد جعل الإسلاميون من وفود الجنوبيين الذين اقتلعتهم الحرب إلي العاصمة حجة علي فساد ما يشاع عن جور دولة الإنقاذ والشماليين واضطهادها للجنوبيين. وفي حجتهم هذه حق كثير. فقد قرأت مؤخراً كلمة مسوؤلة محايدة عما جري لمن لجأ من الجنوبيين إلي مدن تحت سيطرة الحركة الشعبية وتوابعها. فقد أساء الدكتور مشار لجماعة من شعب الأدوك الذين لجأوا إلي الناصر هرباً من إثيوبيا بعد سقوط نظام مقستو هايل مريام. كما غصب قرنق علي الجندية من عرفوا ب"أطفال التيه" من اليتامى الذين أغراهم بتلقي العلم في مدارس خاصة بالحركة.
كان أول من نبه إلي القيمة السياسية والاجتماعية لاطمئنان الجنوبيين المقتلعين لعاصمة الوطن ولياذهم بها هو المرحوم مبارك قسم الله حين رأي كيف تشوش الإسلاميون والعاصميون القدامى من هذا الوفود. وهو تشوش غلب عندهم احترازات الأمن لحماية العرض والمال. وقد حما مبارك من غرائز الخوف الأصنج هذا أنه كان من أهل الدعوة إلي كنف الإسلام الوهيط ومن بناة مدنه المفتوحة إلي "باب السماء وسقفها المعمور." ومع استخدامنا المفرط لحجة وفود الجنوبيين إلي العاصمة لدحض افتراءات عنا إلا أننا لم نرتب علي ذلك وجداناً يتخطى الفرح بقدومهم إلي تأمينهم بحسن الجوار وتوفير أسباب العدل والعيش الكريم لهم ما وسعنا. فقد كتبت مرة بعد مرة عن ثشوش العاصمة القديمة من العاصمة الجديدة متي ما بدر من أفراد من الأخيرة ما أقلق المضاجع وأثار الخواطر. فسرعان ما ننسي ميثاقنا مع العاصمة الجديدة التي نفاخر بقدومها إلينا دون الآخرين ويركبنا هاجس "حزام الجنوبيين" ونغلظ ونتداعى إلي أجهزة الأمن. وهكذا نفارق الوسامة لأننا هبطنا بثقة الجنوبيين فينا إلي درك جعلها مجرد دليل إثبات للعالمين علي إنسانيتنا. وبدا لي انه لا الإسلاميين ولا قادة الرأي استعدوا بفقه أو رأي في التشريع لعاصمة اطرد تفاقمها السكاني وتنوعت عقائد الناس فيها وتباينت توقعاتهم بشأن العدل فيها. فقد كانت أول ردة فعل لاتفاق مشاكوس من قبل هيئة علماء السودان هي إلحاحهم علي الوجوب الشرعي لتطبيق الشريعة في العاصمة لأن أمر الشريعة أمر دين وعقيدة للمسلمين. واعتصام العلماء بهذه العقيدة يضعف من قولهم في نفس بيانهم الأول بعد الاتفاق أن الإسلام يراعي حقوق الآخرين لأنه دين الحق والعدل والإحسان. فقد صح أن يسأل المرء هنا لماذا لا يرينا العلماء في هذا المنعطف الحرج في الوطن كيف يحسن الإسلام ويعدل ويحق حق هذه الجماعة الكبيرة من الجنوبيين (التي تشكل نسبة 40% من كل سكان الجنوب في قول وزير الصحة) وغيرهم في العاصمة من هم علي غير عقيدة الإسلام. لقد اعتصم العلماء بسداد العقيدة واستنكفوا استنباط فقه يمكننا من ملاقاة ابتلاء خلطة الشعوب والقبائل وهجنتها. وهذا قصور بين عن إعادة إنتاج معاصرة للمدينة المصطفوية التي هي ادني إلي باب السماء وسقفها المعمور.
وخطة بعض قادة الرأي العام عندنا ليست بعيدة عن خطة العلماء في التعامي عن حقائق العاصمة السكانية والاستغراق في ما عدا ذلك. فقد اقترح كثير منهم أن تكون العاصمة غير الخرطوم حين بلغهم تجديد الحركة الشعبية لمطلب أن يكون التشريع في العاصمة علمانياً. وقد تباروا في عزل المدن التي يمكن أن تحل محل الخرطوم بعد حذفها كعاصمة. وليس هذا تفكيرا في الأمر الشاغل واجتهاداً بل تهرباً منه بحثاً عن كبش فداء من المدن غير الأثيرة ليذبح علي أعتاب العلمانية حرصاً علي اتفاق مشاكوس. والبلاء بلاقوه بالكرامة. وقد استغربت لماذا لم يخطر لأهل الرأي هؤلاء تغيير العاصمة إلا الآن بينما هو أمر تناولته الأقلام بأسباب لا علاقة لها بالتشريع للعاصمة. فقد كنت قرأت للدكتور عمر محمد علي يوماً ما يقترح نقل العاصمة إلي قرية نادي في دار شعب الرباطاب مثلاً. وجاء بأسباب فيها نظر إلي الاقتصاد والإدارة وقد طال بي وباقتراحه الزمن. إن اقتراح نقل العاصمة ما يزال فكرة طيبة غير أني اخشي انه، في سياقه الحالي، قد يكون مجلبة للظنون في جديتنا في الشمال في حفظ العهود ودفع الثمن الباهظ للسلم الذي تفلت منا. ولله در زهير ابن أبي سلمي الذي لم يتلجج في نصح أهله بحقن دمائهم الجاهلية ودماؤنا مسلمة والحمد لله: هي الحرب ما علمتم وذقتم وما هو عنها بالحديث المرجم
إنني أفهم بغير مواربة لماذا نلقي في الشمال بالحيرة والتشدد والصهينة احتمال أن يجري الحكم في الخرطوم علي غير الشريعة. أفهم هذا وأنا الذي دعوت وما ازال أدعو إلي فصل الدين عن الدولة. فالخرطوم ربما كانت أقرب المدن عندنا إلي منزلة العتبات المقدسة عند الشيعة. فهي بقعة المهدي التي قدل في عرصاتها المغني رقيق الحاشية خليل فرح "حافي حالق" في الطريق الشاقيه الترام:
في يمين النيل حيث سابق كنا فوق أعراف السوابق في الضريح الفاح طيبو عابق السلام يا المهدي الإمام
وإرث الخرطوم الإسلامي تالد أيضاً يحمله سكان لم ينقطعوا عنه أو ينفصلوا. ويكفي للشهادة علي ذلك سور تلك المصلحة علي شارع النيل التي ضمت ضريح ولي ما بأمر الإنجليز. وقد لا يقبل أكثرنا أن تكون الخرطوم علمانية لمجرد أن صادفت وكانت عاصمة السودان. وربما كانت السرعة التي خلع بها بعضنا شارات السياسة والإدارة عنها والقي بها إلي مدن أقل روحانية ليسلم للمدينة طابعها الديني هي ردة فعل أولي دالة علي عقيدتنا في الخرطوم كعتبة مقدسة. ولكنني وددت لو كنا أكثر شفافية في عرض هذا الهاجس الروحي علي الجنوبيين ومفاوضيهم بدلاً من التمترس وراء العبارة العقدية الصماء أو الالتفاف حول المسألة بتقديم كبش مدينة أخري تفدي الخرطوم. فللجنوبيون روحانيات ومقدسات جمة من أنفاس وجد أنبياء النوير و عوالم الدينكا العقدية التي فصلها الانثربولجي الإنجليزي لينهاردت في كتاب قديم ومن هدي المسيح عليه السلام في الصفح والغفران. وهي روحانيات لم يزدها وجع حرب الحكومة وحروب متعلميهم إلا ملكة في الإصغاء والانفعال و البشارة. وهذه أريحية إن لقيناها بنبل أشد بلغنا بر الأمان إن شاء الله. ولم يخل تاريخ الخرطوم الإسلامي العميق من قولة الحق بشأن "الأفريقيين." فقد نذكر كلمة الشيخ خوجلي أبو الجاز، ولي توتي المشهور، الذي ضاق يوماً بخصومة أهله الأزلية حول ملكية الأرض فوقف فيهم مؤنباً ومذكراً قائلاً لهم أن هذه الأرض هي ارض النوبة وقد اغتصبتموها منهم. وهذا شيخ أراد الخير لأهله بنزع الشح والغل عن نفوسهم. فبينما يريد لنا شيوخنا وأهل الرأي مدن الشقاق والخسران أراد أبو الجاز لأهله أن يأووا إلي المدينة المصطفوية التي يجري رونق الوسامة علي سيماء أهلها: مدينتك الحقيقة والسلام علي السجوف حمامة وعلي الربي عصفور لقد نفذ محمد المكي إبراهيم إلي جوهر الطلاقة في المدينة التي تخيلها ولم شعثها الصادق الأمين الذي سألنا أن لا نقهر اليتامى الذين هو منهم . . . وكل المستضعفين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: رسم من إحصائيات السكان لعام 1997 صورة لعاصمة لم تعد مدينة "عربية" كما كانت
في 1956 بل "أفريقية". فقد كان عدد الجنوبيين بالمدينة 183 ألف نسمة في 1956 في حين تجاوز
عددهم في 1997 المليون نسمة من جملة سكان المدينة الذين هم 3512000 نسمة. ومن حيث النسب
المئوية فسكان العاصمة من ذوي الأصول في غرب السودان بلغت 35%، وبلغت نسبة الجنوبيين 30%،
ونسبة الكردفانيين 10% بينما بلغت جماعات الجزيرة والوسط النيلي وما جاورها 25%. وسمي
حسن مكي هذه الوفود "الإفريقية" بالجمهرة المستضعفة التي إن لم تنعتق في معاشها ومعادها
بالإسلام انعتقت بغيره من عقائد الدهرية والعرقية. وأمل حسن مكي أن يهدي المشروع الإسلامي
هذه الجمهرة إلي معاني الوطنية والإخاء والندية. غير انه صدره لم ينشرح بالجهد المبذول نحو
هذه الغاية. |
تلخيص لطريقة تفكير نرجسية وإستبدادية لا أكثر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فرانسيس دينق يتحدث عن الثور المقدس وجلد الفهد والخرز وريش النعام ،، (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
فرانسيس دينق مجوك من المثقفين والساسة الجنوبين الذين يؤمنون بالتعايش السلمي والتزاوج الثقافي بين العرب والافارقة وقد طرح رؤيته تلك في بحوثه النظرية واعماله الروائية ومن اهمها رواية "طائر الشؤم" . ويمكن ان يصنف فرانسيس دينق ، غابة وصحراء . في طائر الشؤم يتحدث عن ثقافة اهله الدينكا بمحبة واعتزاز بلا ترفع او تافف رغم ما ناله من تعليم رفيع : فهو مثلا يتحدث عن جلد الفهد كلباس قداسة عند الدينكا يقول في الرواية ، واصفا الكجور "العراف "على لسان الراوي : " شعره الطويل الممشوط بالصدف والخرز كان يبدو كمظهر جمالي اكثر منه من مظاهر الزامة الروحية .. هذا اضافة الى قطعة من جلد الفهد ملفوفة حول الكتف والتي تشكل جزاء من زيه التقليدي حيث يستخدمها كفراش او غطاء للحماية من التلوث الروحي فحيثما جلس سواء اكان ذلك على السرير او مقعد او قطعة من الخشب ، فانه دائما ما يضع قطعة جلد الفهد فوق ما يجلس عليه . " واما عن الثور المقدس ، فلكل واحد من الدينكا ثور مقدس ينشا معه منذ الصغر ويكون رمزا لشخصية ذلك الفرد انه اشبه بالقرين الروحي . يقول احد كبار السن مخاطبا الثور الذي سيقدم قربانا لشفاء زعيم القبيلة : " أما انت يا مليك هذا الغرض الذي من اجله جاءتك البركة كثور مقدس منذ ان كنت عجلا صغيرا، لقد وقع عليك الاختيار لتقدم للروح مليقنت عسى ان تكون فداء يوما ما لانقاذ القوم من الشر . ان موتك ليس بالشيء السيء وانما موت طيب كلنا سنموت يوما ما ولكنك تموت اليوم من اجل غاية نبيلة ، وهي انقاذ حياة زعيم هذه البلاد . منذ بداية الخلق فقد منح الله الناس البقر كحليف لهم في حربهم ضد أرواح الموت . انها حياة البقر وحده التي تضعها الارواح في مصاف حياة الانسان وتقلبها كبديل لحياة الانسان ."
في مشهد اخر من الرواية ، يصف غناء الشبان للثيران المقدسة او ثيران الذاتية ، ويقول: " يلبس الرجل سوارا من العاج حول اعلى ذراعه الايسر وخزرا حول وسطه وعنقه وقد علق ريشة من النعام على قطعة من القماش الزاهي الالوان ملفوفة بعناية حول شعر راسه الكثيف المصفف ، وهو يمسك بمجموعة من الحراب في يده اليسرى ويرفع بيده اليمنى عصا غليظة محدودبة الراس ، ويستجيب ثور الذاتية بالخوار بايقاع جميل وكانه على اتفاق مع المغني وهو يضرب على الاجراس المعلقة حول عنقه ومن وقت لاخر يقذف بالحلي المربوطة الى طرفي قرنيه " اذا ارتكب احد الشبان جريمة فان العقاب ينفذ على ثوره المقدس او ثور الذاتية : " فجاة جرى رجلان نحو ثور جميل المظهر. في البداية وجه احدهما بحربته نحو عنق الثور وصوب الاخر حربته نحو قلب الحيوان ثم قذفها وخلال لحظات بدا الحيوان وقد غمرته الحراب وهو يجاهد عبثا لاطلاق نفسه من مربطه وحتى بعد ان سقط انهال عليه المحاربون بالحراب يمزقونه ويقطعون اوصاله بطريقة وحشية تدعو الى التقزز . وبعد قليل بدا الثور كانه سقط ضحية لهجوم حيوانات متوحشة مزقته الى قطع صغيرة . بعد ذلك اخذ كل من شاء شريحته من لحم الثور الا ان هدف العملية لم يكن اللحم وانما معاقبة احد اعضاء المجموعة اتهم بانه قد اهان الجماعة بارتكاب جريمة السرقة . " (انظر رواية طائر الشؤم - فرانسيس دينق - ترجمة الدكتور عبد الله النعيم - مدلايت - الطبعة الاولى -القاهرة 1992 )
اذن بعد كل ذلك اذا جاء احد وقال لي ان فرانسيس دينق ، صورالجنوبي في روايته في صورة بدائي نبيل ، هل سيكون لاعتراضه هذا معني ؟؟!! الهم الا اذا اخذنا وصف النبل هنا بالمعنى الانساني الوارد عند جان جاك رسو الذي يفضل حياة الطبيعة البدائية على الاخذ باسباب الحضارة التي يرى انها تفسد حياة الانسان الطبيعية . وهنا احب ان اكد ما سبق ان ذكرته ان الذين يتحدثون عن البدائي النبيل يخلطون بين هذا المفهوم عند جان جاك روسو وبين النظرة الاستعمارية التي تنظر بازدراء الى تلك الحياة الطبيعية (البدائية ) وتحاول ان تحل محلها المفاهيم الحضارية الحديثة وتتخذ ذلك ذريعة لاستعمار تلك الشعوب التي تصفها بالبدائية . وكان محمد عبد الحي قد استعار الثور المقدس وجلد الفهد في قصيدة "العودة الى سنار" ليرمز بهما الى الثقافة الافريقية في التركيبة السودانية . وذكر في الهوامش انه استعار هذين الرمزين من كتاب : لينهارت " الالوهية والتجربة – ديانة الدينكا " . يقول عبد الحي : وكانت الغابة والصحراء امرأة عارية تنام على سرير البرق في انتظار ثورها الالهي الذي يزور في الظلام .
ويقول :
الليلة يستقبلني اهلي ذلك يخطر في جلد الفهد وهذا يسطع في قمصان الماء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فرانسيس دينق يتحدث عن الثور المقدس وجلد الفهد والخرز وريش النعام ،، (Re: Agab Alfaya)
|
(وكان أعجبني من الجهة الأخرى اشتغال عالم وحركي إسلامي في مقام الدكتور حسن مكي بأمر هذه الهجنة. فقد رسم من إحصائيات السكان لعام 1997 صورة لعاصمة لم تعد مدينة "عربية" كما كانت في 1956 بل "أفريقية". فقد كان عدد الجنوبيين بالمدينة 183 ألف نسمة في 1956 في حين تجاوز عددهم في 1997 المليون نسمة من جملة سكان المدينة الذين هم 3512000 نسمة. ومن حيث النسب المئوية فسكان العاصمة من ذوي الأصول في غرب السودان بلغت 35%، وبلغت نسبة الجنوبيين 30%، ونسبة الكردفانيين 10% بينما بلغت جماعات الجزيرة والوسط النيلي وما جاورها 25%. وسمي حسن مكي هذه الوفود "الإفريقية" بالجمهرة المستضعفة التي إن لم تنعتق في معاشها ومعادها بالإسلام انعتقت بغيره من عقائد الدهرية والعرقية. وأمل حسن مكي أن يهدي المشروع الإسلامي هذه الجمهرة إلي معاني الوطنية والإخاء والندية. غير انه صدره لم ينشرح بالجهد المبذول نحو هذه الغاية.)
اعجب د عبد الله بالعالم والحركى الاسلامى حسن مكى باشتغاله بالهجنة وحسن مكى يقسم ابناء الوطن الى جنوبيين وغرابه وكردفانيين وكثيرا ما حذر من ما اسماه الحزام الاسود حسن مكى لايرى انعتاق لهذه الجمهرة سوى الاسلام يعنى مافى طريق تانى ولو اختارو اى طريق تانى تبدا الحروب والجهاد وامل حسن مكى ان يهدى المشروع الاسلامى هذه الجمهرة الى معانى الوطنية والاخاء والندية ونقول لعبد الله المشروع الاسلامى الذى خبرناه فى السودان لا يقود الى معانى الوطنية ولا الاخاء ولا الندية فهل لديك مشروعا اخرا اخا العرب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فرانسيس دينق يتحدث عن الثور المقدس وجلد الفهد والخرز وريش النعام ،، (Re: mohmmed said ahmed)
|
الاخ عجب الفيا اذا قرات مقدمه ابن خلدون او اعدت قراتها مره اخرى تجد ان اراء ابن خلدون حول السود " وانا منهم" تنطلق من نظره علميه محورها اثر المناخ على الاجساد والحركه والنشاط ولادخل للعرق فيها علما ان ابن خلدون اصله بربرى ويدخل بصوره ما فى الخاضعين لاثر المناخ على النشاط لكن بدرجه اقل عليه ارجو ان لا يصنف فى خانه واحده مع كتاب عرب عنصريين ينظرون للاسود بازدراء بعباره اخرى ابن خلدون يتحرك خارج نظرات بعض العرب العنصريه تجاه السود وراجع بدقه اكثر رايه حول مذهب الامام مالك وعقليته علما انه مذهب عمومم البدو العرب وقتها قبل ثوره محمد عبدالوهاب وانتصاره للمذهب الحنبلى بجزيره العرب كذلك راجع قوله فى اسباب عدم مقدره البدو العرب على خلق حضاره.. ذكرت ان العرب ينظرون الينا نحن اهل السودان باعتبارنا كسالى وهذه دعايه تجاريه تنافسيه اطلقها المصريون بدول الخليج لاجل ابعاد السودانى عن سوق العمل ومنافستهم وللعلم زار نميرى بعد زوال حكمه ابوظبى فمدح له شيخ زايد همه السودانين هناك فذهب نميرى للنادى السودانى بابى ظبى فى جلسه وقال للسودانين كلكم كنتم فى خدمه حكومه السودان فلماذا لم تجتهدوا فى العمل وقتها قدر اجتهادكم هنا حسب قول شيخ زايد فرد عليه طبيب مباشره لانك لا تحكمنا هنا!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فرانسيس دينق يتحدث عن الثور المقدس وجلد الفهد والخرز وريش النعام ،، (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: فندّ ابن خلدون بأسلوبه العلمي الخرافات حول سواد اللون عند بعض الناس، محاربا
من خلال ذلك العنصرية التي تقوم على أساس اللون حين يقول: " توهم بعض النسابين ان
السودان (جمع أسود) هم ولد حام بن نوح اختصوا بلون السواد لدعوة كانت عليه من أبيه
ظهر أثرها في لونه وجعل الله الرق في عقبه .. وينقلون في ذلك حكاية من خرافات
القصاص..." .
إن هذه الخرافات يقول ابن خلدون وردت في " التوراة " حيث جاء فيها .." إن دعاء نوح على
ابنه حام بأن يكون ولده عبيداً لولد إخوته لا غير " ولم تذكر التوراة لون السواد .
دحض هذه الخرافات بأسلوبه العلمي الذي قام على التجربة والملاحظة والاستقراء، يقول: " إن
القول بنسبة السواد إلى حام غفلة عن طبيعة الحر والبرد، وأثرهما في الهواء وفيما يتكون فيه
من الحيوان ..." ... جاء كلامه هذا في معرض حديثه في مقدمته عن أثر البيئة والمناخ في
السكان وتوزعهم ونمط حياتهم جاء في بعض ماقال : " اعلم أنه يتبين في كتب الحكماء الناظرين
في أحوال العالم، أن شكل الأرض كروي، وأنها محفوفة بعنصر الماء كأنها طافيه عليه، فانحسر
الماء عن بعض جوانبها لماأراد الله تكوين الحيوانات ،وعمرانها بالنوع البشري الذي له الخلافة
على سائرها، ثم إن هذا المُنكشف من الأرض فيه القفار والخلاء أكثر من عمرانه، والخالي من جهة
الجنوب أكثر من جهة الشمال . |
هكذا يصنعون أنفسهم - فوزي معروف
شخصيات ومواقف - من منشورات اتحاد الكتاب العرب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
الاخ الاستاذ احمد الامين ، كتبت :
Quote: الاخ عجب الفيا اذا قرات مقدمه ابن خلدون او اعدت قراتها مره اخرى تجد ان اراء ابن خلدون حول السود " وانا منهم" تنطلق من نظره علميه محورها اثر المناخ على الاجساد والحركه والنشاط ولادخل للعرق فيها |
يقول ابن خلدون في المقدمة : " قد راينا من خلق السودان على العموم الخفة والطيش وكثرة الطرب فتجدهم مولعين بالرقص على كل توقيع موصوفين بالحمق في كل قطر ، والسبب الصحيح في ذلك انه تقرر في موضعه من الحكمة ان طبيعة الفرح والسرور هي انتشار الروح الحيواني وتفشيه . واما الاقاليم البعيدة عن الاعتدال، فاهلها ابعد من الاعتدال في جميع احوالهم .. واخلاقهم مع ذلك قريبة من خلق الحيوان العجم ، حتي لينقل عن الكثير من السودان أهل الاقليم انهم يسكنون الكهوف ولغياض وياكلون العشب وانهم منوحشون غير مستانسين ياكل بعضهم بعضا .. ويبعدون عن الانسانية بمقدار ذلك ، وكذلك احوالهم في الديانة ايضا ولا يدينون بشريعة .. فالدين مجهول عندهم والعلم مفقود بينهم وجميع احوالهم بعيدة من احوال الاناسي قريبة من احوال البهائم ." طبعا القول ان السود الافارقة ليست لهم اديان وشرائع كلام غير صحيح راجع كتابات فرانسيس دينق عن الدينكا مثالا . اما نظرية اثر المناخ فتنهار امام اول اختبار عندما يتحدث ابن خلدون عن الجزيرة العربية والحجاز ، ذا يقول في ذات السياق :
" ولا يعترض على هذا القول بوجود اليمن وحضروت والاحقاف وبلاد الحجاز واليمامة وما يليها من جزيرة العرب ، فان جزيرة العرب كلها احاطت بها البحار من الجهات الثلاث كما ذكرنا فكان رطوبتها اثر في رطوبة هوائها فنقص ذلك من اليبس والانحراف الذي يقتضيه الحر وصار فيها بعض الاعتدال بسبب رطوبة البحر . "
فهذا الكلام يمكن ان ينطبق بكل بساطة على افريقيا بسبب الغابات والمناخ المعتدل . ________ راجع : مقدمة ابن خلدون - دار الكتاب العربي - بيروت 2004 ص 85 ،86 ،89
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ايليا حريق : بوهيمية مصطفى سعيد بسبب عرقه الافريقي ! (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
جاء في مقالة تحالف الهاربين للدكتور عبد الله ابراهيم :
Quote: ومن الجانب الآخر أساء الأفروعربيون إلى أفريقانيتهم ، من حيث أرادوا تعزيزها وتكريمها . فقد اصطنعوا في صلف سخطهم وبوهيميتهم الكظيمة أفريقيا وهميا لحمته وسداه معطيات أوربية عربية مردودة عن أفريقيا مثل الطفولة والغرارة والمشاعية والروحانية وخفلة القلب والولع بالايقاع والرقص . والأفريقى المخترع هذا هو الذي جرى وصفه دائما بـ " البدائى النبيل " في علم الأثنوغرافيا . |
هذه مجرد استنتاجات مغلوطة ليبرر بها الدكتور الفاضل / هجومه على الافروعروبيين وتنكره للمكون الافريقي ولكن المؤسف ان تلاميذ الدكتور اخذوا يرددونها كمسلمات دون تمحيص ودون الوقوف عند الهدف من ورائها . فدافع الدكتور عبد الله على إبراهيم من كتابه مقالة ( تحالف الهاربين ) ليس انتقاد الآفروعربيين لإساءتهم للأفريقي على حد زعمه ، وإنما دافعه الحقيقي لكتابة ذلك المقال هو التنكر للانتماء الأفريقي الذي تهدف جماعة الغابة والصحراء إلى رد الاعتبار إليه . فرغم بداهة القول وبساطته بأن السودان بلد عربي أفريقي وأن سكان شمال السودان في غالبيتهم ، نتاج للتمازج العربي والأفريقي عبر القرون إلا أن د . عبد الله يرى أن هذا القول ما هو إلا دسيسة استعمارية روج لها المستشرقون الذين كتبوا عن تاريخ السودان للحط من قدر أهله ورددها من بعدهم المؤرخون السودانيون . لذلك لا يرى في الآفروعربية محاولة لرد الاعتبار للانتماء الأفريقي بل يرى فيها مجرد محاولة " يائسة للهروب إلى واقع مطموس " لم يعد له وجود في وجدان أهل السودان . بل يذهب أكثر من ذلك إلى القول بأي كلام عن تمازج الثقافة الأفريقية والعربية في السودان لا يهدف إلى " تحجيم الانتماء العربي الصريح وإجراء تحسين جذري في المكون العربي الإسلامي للذات السودانية " وحسب بل هو " مؤامرة علمانية لتفكيك محرمات الحضارة العربية الإسلامية " وغش ثقافي " يهدف إلـى " خلـع الهويـة والثقافـة العربيـة " . ولما كان د. عبد الله يشعر في قرارة نفسه أن هذه الآراء ستصدم قرائه وأن هذا التحول المفاجئ في موقفه من قضايا الثقافة السودانية سيدهشهم وهو الذي يظن من قبل هؤلاء القراء حتى الماضي القريب من أقوى المدافعين عن الثقافة الأفريقية في الذات السودانية . لاخفاء هذا التحول في موقفه عمد د. عبد الله إلى حيلة في غاية الدهاء يصرف بها أنظار قرائه عن هذا التحول ليبرر بها في ذات الوقت تنكره للانتماء الأفريقي من غير أن يكون هذا التنكر محسوبا عليه . وتقوم الخطة أولا على رمى دعاة الآفروعربية باتهام الافريقي بالصفات التي يرى العنصريون من الاوربيين والعرب ، انها ألصق بجنس الأفريقي كالبوهيمية والمشاعبة واستباحة المحرمات واطلاق الغرائز ، ليسهل له القول في النهاية بأن دافع الافروعروبيين إلى " الفرار إلى النسبة الأفريقية " على حد تعبيره هو إشباع الغرائز والتحلل من المحرمات واطلاق الرغبات . لذلك يقول : " فدعاة الآفروعربية لم يلقوا وهم في ريعان الشباب من ثقافتهم العربية والإسلامية ما يروى غلتهم من الحب والتعبير ، فاضطروا إلى الهرب باجندة الريعان والشغف إلى فردوس مطموس في تكوينهم الاثنى الغرائز فيه طليقة والرغائب مستجابة " .
فصورة الأفريقي مرتبطة عنده أصلا بمثل هذه الصفات السالبة لذلك فهـو لا يرى في دعوة هؤلاء القوم لرد الاعتبار للمكون الأفريقي فيهم سوى دعوة لإشباع الغرائز " فقد ترك الآفروعربيون الانطباع الخاطئ بأن تزمت الثقافة العربية لا ينصلح إلا بعملية نقل دم من حضارة أخرى أكثر تسامحا في ارواء الأشواق والغرائز " . فأي حديث عن الثقافة الأفريقية لا يرى فيه غير دعوة ماجنة إلى إشباع الغرائز ، واطلاق الشهوات . الا ان هذه الخطة التي اتبعها الدكتور قد قادت الى نتائج وخيمة في الاساءة الى صورة الانسان السوداني في نظر الاخرين بشكل غير مسبوق اذ اضفت مشروعية على تلك الصورة السالبة المحفورة في مخيلة العربي عن الإنسان السوداني ، ولسان حاله يقول : هذه الصورة ليست من اختراعنا وإنما هي من صنع أنفسكم !! وقد تجلى ذلك في المقدمة التي كتبها الدكتور ايلياء حريق ، وهو من القوميين العرب ، لكتاب : الثقافة والديمقراطية في السودان الذي تضمن مقالة " تحالف الهاربين " . يقول ايلياء حريق أنه لم يفهم رواية "موسم الهجرة إلى الشمال " إلا بعد أن قرأ مقاله د. عبد الله " الآفروعربية أو تحالف الهاربين " . ويقول أنه كان يقف دائما في حيرة أمام ازدواجية شخصية بطل الرواية مصطفى سعيد ، المتنازعة " بين التجسيد الكلي للمشاعر الحسية والاستهتار الأخلاقي من جهة ، والتمثيل المتفوق والقدرة الفكرية من جهة أخرى " وبعد قراءة المقالة تبين له " أن مصطفى سعيد يمثل السودان تمثيلا كليا ، فهو سوداني من أب شمالي وأم جنوبية " وهو " في المظهر الأول يتمتع بعقل بالغ الحدة والذكاء ويبرز في الجامعات البريطانية ومحافلها الفكرية ، وفي المظهر الثاني هو طفل شهواني غر يلاحق اللذة والمتعة حيث يمكنه أن يقتنصها حلالا كانت أو حراما " .
أن الكاتب يريد أن يقول بكل بساطة أن إنسان شمال السودان العربي عقلاني يتحلى بفضائل الأخلاق أما إنسان الجنوبي الأفريقي فشهواني طفولي لا يفرق بين الحلال والحرام ولا عقل له يعصمه عن فعل الرذيلة . ولما كان مصطفى سعيد من أب شمالي وأم جنوبية وهو لذلك يمثل السودان تمثيلا كليا كما يقول د. حريق ، فإن الجانب الجنوبي الأفريقي فيه هو الذي قاده إلى المأساة حيث الشهوانية والاستهتار الأخلاقي والاشباع الحسي ولم تستقيم حياته إلا بعد أن استقر في قرية في الشمال ، إذ يقول " لقد كانت نهاية مأساوية مفجعة كما وأنه فشل فشلا ذريعا من الناحية الأخلاقية والعاطفية والحياتية وقد دفع ثمنا غاليا لتهوره قبل أن يعود فيستقيم ويستقر في القرية السودانية وفي ذلك رمز لا يمكن تجاهله " .
ولما كانت ازدواجية الانتماء هي سبب فشل مصطفى سعيد وتدميره بل أن انتمائه إلى الجانب الأفريقي هو سبب مأساته على رأي الكاتب فأنه يحذرنا من المزاوجة بين الانتماء العربي والأفريقي لأنه يرى فيه فصلا بين العقـل والأخلاق ، فلن يعرف أهل السودان الهداية إلا إذا تمسكوا بانتمائهم العربي الواحد وإلا صاروا مثل مصطفى سعيد الذي قاده انتمائه الأفريقي إلى الهلاك . لذلك فهو يخلص من تحليل شخصية مصطفى سعيد إلى القول أن الطيب صالح يوافق الرأي د. عبد الله على إبراهيم في رفض أطروحة الآفروعربية لأنه يرى فيه الفشل والنهاية المأساوية " . بمعنى آخر أن الطيب صالح وعبد الله إبراهيم في رأي الكاتب يرفضان الانتماء الأفريقي لأن " الفصم بين العقل والأخلاق أمر لا هداية فيه ، بل يؤدي إلى تدمير الذات ، كما دمرت حياة مصطفى سعيد لانحيازه للجانب الأفريقي فيه والذي لم يسلم إلا بعد أن عاد إلى انتمائه العربي الآحادي عند استقراره بقرية من قرى الشمال .
وحتى يخفف د. حريق من وقع هذه النتائج الغريبة على القارئ السوداني حاول كما حاول د. عبد الله قبله أن يلقى بالمسؤولية عن هذه النتائج التي خلص إليها على دعاة الآفروعربية إذ يقول : " وعلى هذا القرار تصف جماعة الآفروعربية السوداني الجنوبي بالطفولة والغرارة والمشاعبة والروحانية وخفة القلب والولع بالايقاع والرقص وجميعها صفات تسم سلوك مصطفى سعيد " .
ولمزيد من التعمية والتمويه يواصل إيلياء حريق إلصاق التهم قائلا " والمقلق في هذا الوصف للأفريقي الجنوبي الذي يشارك فيه الطيب صالح بخلقه لشخصية مصطفى سعيد ، أنه مطابق لنظرة الأوربي المستعمر إلى الشخصية الأفريقية . فالأوربي المستعمر يرى في الأفريقي شخصية محكوما عليها بالطفولة الأبدية والغرارة والمشاعبة والجموح الحسي والبقاء خارج النظام الأخلاقي وهو قادر على الرذيلة دون أن يعيها وعلى العدوان والاعتداء عن قصد " . والواقع إن إلصاق هذه الصورة وتعليقها على شماعة الاستعمار الأوربي ما هي إلا انعكاس لشعور مبطن ومحاولة لاخفاء الصورة المحفورة في اللاوعي عن الإنسان الأفريقي الزنجي والتي ترجع جذورها إلى أبعد من الاستعمار الأوربي والتي تأبى إلا أن تفصح عن أصلها رغم كل محاولات إسكاتها حتى يكاد المريب يقول خذوني ، إذ يقول : " أما إلى أي حد قد تأثر كتاب الآفروعربية في الخرطوم بالإنجليزي في نظرتهم إلى مواطنهم الجنوبي ، فإنه أمر محل تكهن ، وقد يكون ما تصوروه رأيا عربيا أصيلا في الأفريقي الزنجي وإن لم تعطنا آداب اللغة العربية شاهدا على ذلك " .
أريت حجم الضرر الذي لحق بصورة السوداني بسبب ما نسبه الدكتور عبد الله الى زملائه ومواطنيه الافروعروبيين حين زعم انهم اساوا الى الافريقي !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ايليا حريق : يصنف الدكتور عبدالله ابراهيم كقومي عربي ! (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
ليس صدفة أن يعهد د . عبد الله إلى رمز من رموز الاتجاه القومي العروبي كتابه مقدمه مؤلفه " الثقافة والديمقراطية في السودان " ، حيث يصنف الدكتور ايليا حريق في خاتمة مقدمة الكتاب ، الدكتور عبد الله ابراهيم كقومي عربي اذ يقول : " ورغم كل ما حدث ويحدث في هذا الوطن العربي المترامي الأطراف ، فإن الحقيقة هي أن القومية العربية تشكل رصيدا وخزانا هائلا من الطاقة البشرية والمهيأة للانتفاضة الكبرى على أسس واعية وديمقراطية ولا يشوبها ادعاء المدعين بالأفول والممات . وما الأفكار النيرة التي يعبر عندها الدكتور عبد الله في هذه المجموعة من المقالات إلا شاهد على تلك الحيوية والطاقة " .
ولكن الامر الذي استرعى انتباهي هو ان الدكتور عبد الله لم يراجع دكتور حريق في ارائه العنصرية وغير المقبولة الواردة في المقدمة حول انسان جنوب السودان حيث يقول حريق أنه لم يفهم رواية "موسم الهجرة إلى الشمال " إلا بعد أن قرأ مقاله د. عبد الله " الآفروعربية أو تحالف الهاربين " . ويقول أنه كان يقف دائما في حيرة أمام ازدواجية شخصية بطل الرواية مصطفى سعيد ، المتنازعة " بين التجسيد الكلي للمشاعر الحسية والاستهتار الأخلاقي من جهة ، والتمثيل المتفوق والقدرة الفكرية من جهة أخرى " وبعد قراءة المقالة تبين له " أن مصطفى سعيد يمثل السودان تمثيلا كليا ، فهو سوداني من أب شمالي وأم جنوبية " وهو " في المظهر الأول يتمتع بعقل بالغ الحدة والذكاء ويبرز في الجامعات البريطانية ومحافلها الفكرية ، وفي المظهر الثاني هو طفل شهواني غر يلاحق اللذة والمتعة حيث يمكنه أن يقتنصها حلالا كانت أو حراما " . أن الكاتب يريد أن يقول بكل بساطة أن إنسان شمال السودان العربي عقلاني يتحلى بفضائل الأخلاق أما إنسان الجنوبي الأفريقي فشهواني طفولي لا يفرق بين الحلال والحرام ولا عقل له يعصمه عن فعل الرذيلة . يبدو ان سبب سكوت الدكتور عن ذلك هو رغبته في تمرير تهمته للافروعروبيين بالاساءة للافريقي استنادا الى تلك الاستنتاجات المغلوطة التي اشرنا اليها اعلاه .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ايليا حريق : يصنف الدكتور عبدالله ابراهيم كقومي عربي ! (Re: Agab Alfaya)
|
الاستاذ العجب ارجو الانتباه عند قراءه ابن خلدون الى دقته فى استمال المصطلح بحكم خلفيته الدينيه " مالكى المذهب" وبنائه لعلم جديد " علم الاجتماع" الذى يركز كثيرا على دقه المصطلح عليه قوله بعدم الديانه او الشرائع فى المقتبس الذى اوردته يعنى الديانات المركزيه السماويه اليهوديه والمسيحيه والاسلام وهى الديانات التى يعترف بها حسب موقعه الايدليوجى ولا يعتبر ما عاداها اديان حتى ان ذكر فرانسيسي دينق وجودها فى قبيلته الوثنيه التى تسمح شريعتها حسب المصطلح اللغوى وليس الفقهى للابن بميراث زوجات والده الميت الامر الذى تراه كل الاديان السماويه حيوانيه علما ان الكثير من الحيوانات النبيله لا ينزو الفحل على امه عليه قول ابن خلدون يفسر حسب منطلقه وذكر فرانسيس لما ذكرته لايبرر خطل ابن خلدون علما ان فرانسيس نفسه يعيش حاله تناقض ايدليوجى روحى غريب نسبه لانتشار افراد عائلته بين الاسلام والمسيحيه والوثنيه. انت ذكرت عبدالله على ابراهيم كثيرا عليه ضع فى ذهنك عند قراءه اى مفكر مصطلحاته الخاصه لااجل فهمه جيدا اشار عبدالله الى الشفره الثقافيه عند حديثه عن عبدالحى وجعفر بخيت " راجع ندوه حروف عن عبدالحى"
| |
|
|
|
|
|
|
| |