|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
كتب محمد سيد احمد :
Quote: الغابة والصحراء جماعة ثقافية لها شرف المحاولة فى التعبير عن سودان متعدد الثقافات هى ليست حزب سياسى لذا يجب دراستها فى هذا الاطار وفى السياق التاريخى الى وجدت فيه اهتم شعراء وادباء الجماعة بمحاولة ابراز العنصر الافريقى فى الثقافة السودانية وفى دراسة الانقتادات التى وجهت لها نجد ان د عبد الله على ابراهيم يدعى انهم ابتعدوا عن الثقافة العربية الاسلامية وفى جانب معاكس كانت انتقادات بولا وحسن موسى بانهم لم يكونوا اصلاء فى الاهتمام بالعنصر الافريقى فى الثقافة السودانية
|
هذا صحيح يا اخي محمد سيد احمد كان يمكن للجميع ان ينطلقوا من حيث وقفت الغابة والصحراء ويكملوا ما يروا فيها من نقص ، ولكن ارادوا ان ينسفوا الفكرة من اساسها بدل ان يكملوها ، فجاء نقدهم كله هجائيات كما وصفه عبد الله على ابراهيم نفسه . وكم كنت اتمنى من الذين يرون ان الغابة والصحراء لم تكن افريقية بما يكفي ان يفتح الله عليهم بكلمة واحدة في محاولات الدكتور عبد الله على ابراهيم الدؤوبة نفي اي أفرقة عن السودان .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عنصرية مكمايكل ليست مبررا للتنكر لأفريقيا ، (Re: Agab Alfaya)
|
قال الاستاذ الفيا:
Quote: هذا ليس تبخيسا لمساهمات الاخ الاستاذ منصور المفتاح وحسب بل تبخيسا وتسفيها لاراء كل المساهمين في هذا الحوار هنا . هذا نقاش مفتوح وليس حكرا لافراد بعينهم واذا كان لا قيمة لاراء المساهمين هنا فما فائدة هذا النقاش . ارجو ان يطرح الجميع افكارهم وان يتركوا الحكم للقاريء المتابع والمهتم دون وصاية فهو اذكي بكثير مما نتصور . |
ما زلت عند رايي في التوليد بالمفهوم المفتاحوي،تعتوره اشكال كثيرة من القصور. المهم ، دعونا نمشي لي قدام بمحبة. المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عنصرية مكمايكل ليست مبررا للتنكر لأفريقيا ، (Re: osama elkhawad)
|
يا أستاذ أسامه...تعرف أن نهج الحافر بالحافر يدخلك جحر ضب من تتبع فتدبر وابدع فليس الفكر البشرى بقرآن وليس العقل وقدراته وقفا على ملة دون أخرى...وأمرنا أن نفكر (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) وورود عبارات أفلا يتدبرون وافلا يعقلون فى مختلف آيات القران دعوة واضحه لتحكيم العقل وتنشيطه بالإبداع لا الإتباع أما الإنزواء فى كهوف فرانسيس بيكون تنسخ تبعا يختفى نور البصيرة عنهم فى بحر هلامى المدى يصعب الإبحار فيه وتصعب الرجعة منه وأمتلك من الزخيرة الكثير الخطر فلا تتمادى فى السخريه وتبخس الناس أشياءهم فى سوق يعرف الناس فيه ما صنع فى تايوان وما صنع فى اليابان فأت بقدحك ودع القارئ يحكم فلا تتحكم فى الحوار الذى لا يقبل الفة فيه..............................
ولك من الود الجزيل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
كتب اسامة الخواض :
Quote: قال جون قرنق ، في طرحه لمفهوم جديد عن البوتقة:
Quote: هكذا، فإن هذا التنوع المعاصر، "قومياً" واثنيا وثقافياً ودينياً، يشكل جزءاً من، وكما أراكم أمامي الآن فأنتم مختلفون ولكنكم واحد، والتحدي الذى يواجهنا فى السودان هو أن نصهر جميع عناصر التنوع التاريخى والمعاصر لكي ننشئ أمة سودانية، نستحدث رابطة قومية تتجاوز هذه "المحليات" وتستفيد منها دون أن تنفى أي من هذه المكونات
بوتقة قرنق ، هي مشروع متخيل ،ونظري ،ويحتاج الى زمن طويل و الى ديمقراطية.
|
اذن انت من حيث المبدأ لست ضد الوطن البوتقة ولكن تشترط لذلك توفر الديمقراطية والوقت الكاف !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البدائي النبيل ، يا له من تعبير نبيل ! (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
المجتمعات البدائية و الثقافات البدائية والانسان البدائي كلها تعابير ومصطلحات سائدة في الدراسات الكلاسيكية للتاريخ وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا . وكلنا نعرف مصطلح المشاعية البدائية عند ماركس وانجلز . والبدائي النبيل تعبير لوصف الانسان الذي لا يزال يعيش على الفطرة والطبيعة بعيدا عن الحضارة الغربية وعصر الالة محتفظا ببراءته وسلامة فطرته . وكان هذا الانسان النبيل يشكل نموذجا للانسان المثالي الذي حلم به الرومانسيون هربا من المجتمع الذي دنسته الالة وتعقيدات الحضارة في نظرهم . وكلنا يعلم دعوة رائد الرومانسية جان جاك روسو بالعودة الى الطبيعة ونبذ المجتمع المدني .
واعتراض الخواض على هذا التعبير ، منصب على كلمة بدائي . وهو اعتراض مبني على مقولات ما بعد الحداثة وما بعد الكولونيالية. فالاولى لا تعتد بالترتيب الهرمي للقيم مثل تقدم وتخلف وبدائية وتقدمية لانها تعتقد انه لا يوجد اصل يقاس عليه . كما يستند في ذلك الى حركات التصحيح السياسي the political correctnessالتي تنهى على استخدام مثل هذه الأوصاف التي تنطوي على تمييز بين الثقافات وذلك لاعتبارات انسانوية . ونتيجة لهذه الحركات بدات تستبدل تعابير مثل المجتمعات البدائية بالمجتمعات القبلية مثلا . ولكن كل ذلك لا يخرج عن اطار حسن النوايا والتشهيات الحالمة . فالواقع يقول بغير ذلك . فهنالك تقدم وهنالك تخلف . وحيث لا يصح الا الصحيح فاهو الخواض يقر اخيرا بهذه الحقيقة حيث يقول في مداخلة كتبت بعد اثارته لموضوع البدائي النبيل هنا ، وذلك ببوست لعثمان تراث :
Quote: من قراءاتي ومتابعاتي لمشروع عمري حول الحداثة، توصلت الى أن الحداثة لا يمكن ان تتأسس إلا بالاعتراف باننا متخلفون عن بقية العالم المتطور. |
Re: السودان أفشل دولة في العالم وأفسد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البدائي النبيل ، يا له من تعبير نبيل ! (Re: Agab Alfaya)
|
وكان محمد عبد الحي قد استخدم مصطلح "البدائي النبيل" لنقد قصائد "جنوبيات " المجذوب واصفا المجذوب بانه صور فيها انسان الجنوب كبدائي نبيل . اي انه صور الجنوبي بخيال الشاعر الرومانسي ولم يكن تصويره له تصويرا واقعيا . وكان المجذوب وهو الافندي الموظف الصغير الذي نقل من عاصمة الترك /الخرطوم كما يسميها الي بورسودان ثم ما لبث ان نقل مغضوبا عليه الي الجنوب سنة 1953فصور الحياة هنالك في صورة بدائية نبيلة بالمعني الرومانسي الذي يتحدث عنه جان جاك روسو ودعاة العودة الي الطبيعة .لكن عبد الحي راي ان "جنوبيات" المجذوب قد اسقطت الجانب الواقعي في حياة هؤلاء القوم. بمعنى ان المجذوب صور الانسان الجنوبي بعين الشاعر لا بعين المحلل السياسي . كانما كان ينشد خلاصه الشخصي في ذلك النموذج للانسان النبيل هربا من عاصمة الترك وتزمت اهله المجاذيب . وهذا شيء طبيعي من شاعر . واذا كان عبد الحي يرفض صورة البدائي النبيل في شعر المجذوب ،لاسباب نبيلة هدفها رسم صورة واقعية للانسان الافريقي، فعبدالله ابراهيم ،يرفض هذه الصورة النبيلة لاسباب تخصه،منها اثبات الروح العداونية للجنوبي التي تجعله يرفض التعايش السلمي مع الشمالي في ظل وطن واحد جامع . يقول في تحالف الهاربين :
Quote: إن صورة الجنوبى كبدائى نبيل لا تصمد أمام الصورة الاثنوغرافية التى رأيناها عند إيفانز برتشارد وليتهاردت وغيرهما ، والتى فيها الجنوبى أيضا إنسان مشدود بين الثقافة والطبيعة ، وهى الثنائية التى لا مهرب لبشرى من مجابهتها . وهى لم تصمد بالفعل للجنوبى الواقعى الذى ارتكب أنواعا من القتل المجانى ضد طائفة من موظفى الدولة الشماليين فى حوادث 1955 |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البدائي النبيل ، يا له من تعبير نبيل ! (Re: munswor almophtah)
|
شكرا عزيزي المفتاح على روحك العالية الطيبة. و خلونا نمشي لي قدام.
قال الصديق حيدر حسن ميرغني :
Quote: أتمنى أن تستجيب الصحيفة الموقرة لمطلب الأستاذ أسامة
رغم إن إبراد مثل هكذا خبر في صحيفة محترمة مثل الرأي العام يعلي من شأن الإسهامات النقدية التي ظل يطرحها
الأستاذ أسامة إلا أنه في نفس الوقت يقلل من مصداقية الصحيفة لدى المهتمين بمجال النقد عندنا |
لم اتابع الصحيفة، و ارجو ان تستجيب لرجائنا. المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
كتب الخواض :
Quote: أدناه صورة للبدائي النبيل ، كما تبّدت في الخطاب الكولونيالي الغربي |
وماذا عن البدائي النبيل في الخطاب الرومانسي قبل الكولونيالي ؟ مشكلتك لا تعرف الا التوظيف الكولونيالي السعيدي للمصطلح .
المجذوب استخدم المفهوم الرومانسي للمصطلح كما عند جان جاك روسو في تصوير الجنوبي وهو مفهوم نبيل بكل المقاييس . ومحمد عبد الحي انتقد هذا المفهوم الرومانسي لانسان الجنوب وطالب بالنظر اليه كانسان واقعي له همومه ومشاكله وليس مجرد انسان يعيش حالما في فردوس .
ملحوظة :
كلمة savage تعنى بدائي في noble savage. واحيانا يقال noble primitive
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (Re: Agab Alfaya)
|
هنا صورة لادوراد سعيد ِ، وهو واحد من المؤسسين لنظرية ما بعد الكولونيالية. وقد تحدث عن مفهوم التمثيل باعتباره تمثيلا غير واقعي. :
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
In the 18th century culture of "Primitivism" the noble savage, uncorrupted by the influences of civilization was considered more worthy, more authentically noble than the contemporary product of civilized training. Although the phrase noble savage first appeared in Dryden's The Conquest of Granada (1672), the idealized picture of "nature's gentleman" was an aspect of 18th-century Sentimentalism, among other forces at work.
The term "noble savage" expresses a romantic concept of humankind as unencumbered by civilization; the natural essence of the unfettered person. Since the concept embodies the idea that without the bounds of civilization, man is essentially good, the basis for the idea of the "noble savage" lies in the doctrine of the natural goodness of man, expounded in the first decade of the century by Shaftesbury, who urged a would-be author “to search for that simplicity of manners, and innocence of behaviour, which has been often known among mere savages; ere they were corrupted by our commerce” (Advice to an Author, Part III.iii). His counter to the doctrine of original sin, born amid the optimistic atmosphere of Renaissance humanism, was taken up by his contemporary, the essayist Richard Steele, who attributed the corruption of contemporary manners to false education.
Similar language may used about an old figure, the pastoral inhabitants of some Arcadia, but the shepherds and shepherdesses of those lands live close to nature and so preserve an uncorrupted virtue while still at a higher level of civilization, as witness their flocks and their permanent residences.
The concept of the noble savage has particular associations with romanticism and with Rousseau's romantic philosophy in particular. The opening sentence of Rousseau's Emile (1762), which has as its subtitle "de l'Éducation ("or, Concerning Education") is
“Everything is good in leaving the hands of the creator of things; everything degenerates in the hands of man.” In the later 18th-century the published voyages of Captain James Cook seemed to open a glimpse into an unspoiled Edenic culture that still existed in the unspoiled and un-Christianized South Seas. By 1784 it was so much an accepted element in current discourse that Benjamin Franklin could mock some of its inconsistencies in Remarks Concerning the Savages of North America (1784). The novel Paul et Virginie appeared in 1787. Chateaubriand's sentimental romance Atala appeared in 1807.
The concept appears in many further books of early 19th century. Mary Shelley's Frankenstein forms one of the better-known examples: her monster embodies the ideal. German author Karl May employed the idea extensively in his Wild West stories. Aldous Huxley provided a later example in his novel Brave New World (published in 1932).
Contents [hide] 1 Origins 2 Modern denial 3 Literature 4 See also 5 References 6 Further reading 7 External links
[edit] Origins Around the 15th century certain European states began expanding overseas, initially in Africa, later in Asia and in the Americas. In general, they sought mineral resources (such as silver and gold), land (for the cultivation of export crops such as rice and sugar, and the cultivation of other foodstuffs to support mining communities) and labor (to work in mines and plantations). In some cases, colonizers killed the indigenous people. In other cases, the people became incorporated into the expanding states to serve as labor.
Although Europeans recognized these people to be human beings, they had no plans to treat them as equals politically or economically, and also began to speak of them as inferior socially and psychologically. In part through this and similar processes, Europeans developed a notion of "the primitive" and "the savage" that legitimized genocide and ethnocide on the one hand, and European domination on the other. This discourse extended to people of Africa, Asia, and Oceania as European colonialism, neo-colonialism, and imperialism expanded.
The myth of the "noble savage" may have served, in part, as an attempt to re-establish the value of indigenous lifestyles and delegitimatize imperial excesses - establishing exotic humans as morally superior in order to counter-balance the perceived political and economic inferiorities.
The attributes of the "noble savage" often included:
Living in harmony with Nature Generosity, fidelity and selflessness Innocence Inability to lie Physical health, disdain of luxury Moral courage "Natural" intelligence or innate, untutored wisdom [edit] Modern denial In the 20th century, the concept of the "noble savage" came to be seen as unrealistic and condescending. Insofar as it was based on certain stereotypes, it came to be considered a form of patronizing racism, even when it replaced the previous stereotype of the bloodthirsty savage. It has been criticized by many, for example Roger Sandall, in academic, anthropological, sociological and religious fields. For instance, some Christians, especially those who believe in the doctrine of original sin, consider mankind to be universally degenerate and sinful at heart regardless of whatever people group or civilization they are associated with. (See a critique of the Huaorani people of Ecuador in the documentary Beyond the Gates of Splendor and the associated film End of the Spear.)
.http://en.wikipedia.org/wiki/Noble_savage
| |
|
|
|
|
|
|
أنت الوحيد الذي يرى ان مصطلح "البدائي النبيل"،هو تعبير نبيل (Re: Agab Alfaya)
|
عزيزي الفيا تحية مباركة
أنت الوحيد في الخطاب الثقافي السوداني، الذي قال ان مصطلح "البدائي النبيل" ، هو تعبير نبيل. وقد اشرت الى امثلة فقط من الباحثين السودانيين، المعروفين الذين استخدموا المصطلح استخداما صحيحا، باعتباره مصطلحا مسيئا في وصف الثقافات التي تم نحت المصطلح لتمثيلها . لذلك عليك ان تثبت للقراء ان : محمد عبد الحي و محمد جلال هاشم و ع.ع. ابراهيم قد أولوا المصطلح تأويلا خاطئا. وفي انتظارك. ويمكن ان اورد لك كلام عبد الله بولا ، حول ان المجذوب تبنى مصطلح : البدائي النبيل في حديثه عن الآخر الجنوبي.
وهو تبن لم يكن موفقا على الاطلاق. المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
Quote: هنا صورة لادوراد سعيد ِ، وهو واحد من المؤسسين لنظرية ما بعد الكولونيالية. وقد تحدث عن مفهوم التمثيل باعتباره تمثيلا غير واقعي |
هنالك فرق بين غير الواقعي ، والاستعماري ! صورة الجنوبي في شعر المجذوب صور رومانسية شاعرية ولكنها ليست استعمارية . التفريق بين السياقات والاستخدامات مهم جدا . ادانة الاستخدمات الاستعمارية لا تعني ادانة الاستخدامات الاخرى لمفهوم البدائي النبيل. وانما رد الاعتبار للمصطلح وتنقيته من العقلية الاستعمارية .
| |
|
|
|
|
|
|
أنت الوحيد في القراءة الخاطئة للمصلطلح (Re: Agab Alfaya)
|
عزيزي الفيا، ما زلت في انتظار نقدك لاستخدام الاربعة الذين ذكرتهم ، كمساهمين في الخطاب النقدي السوداني، وهم متباينون، لكنهم يتفقون حول ان مصطلح البدائي النبيل، هو مصطلح غير مقبول.
وقد نقلت كلام ويكيبيديا بشكل مجتزئ. وساعود لذلك ، لانه ايضا شكل من اشكال القراءة المجتزئة، وهي بالضرورة قراءة خاطئة ، لأن ما نقلته هو جزء من تاريخ المصطلح، لكنك ، للاسف ، لم تقرا، المصطلح في تطوره. وهذا هو بيت القصيد ، في ما يتعلق بالقراءة الخاطئة ، و قصور المنهج. المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنت الوحيد في القراءة الخاطئة للمصلطلح (Re: osama elkhawad)
|
Quote: للاسف ، لم تقرا، المصطلح في تطوره. وهذا هو بيت القصيد ،
|
يبدو انك لا يقرا ما يكتب فقد قلت في اول مداخلة بخصوص البدائي النبيل هنا وكررت هذا الكلام قبل ذلك في حوارات سابقة : المجتمعات البدائية و الثقافات البدائية والانسان البدائي كلها تعابير ومصطلحات سائدة في الدراسات الكلاسيكية للتاريخ وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا . وكلنا نعرف مصطلح المشاعية البدائية عند ماركس وانجلز . والبدائي النبيل تعبير لوصف الانسان الذي لا يزال يعيش على الفطرة والطبيعة بعيدا عن الحضارة الغربية وعصر الالة محتفظا ببراءته وسلامة فطرته . وكان هذا الانسان النبيل يشكل نموذجا للانسان المثالي الذي حلم به الرومانسيون هربا من المجتمع الذي دنسته الالة وتعقيدات الحضارة في نظرهم . وكلنا يعلم دعوة رائد الرومانسية جان جاك روسو بالعودة الى الطبيعة ونبذ المجتمع المدني .
واعتراض الخواض على هذا التعبير ، منصب على كلمة بدائي . وهو اعتراض مبني على مقولات ما بعد الحداثة وما بعد الكولونيالية. فالاولى لا تعتد بالترتيب الهرمي للقيم مثل تقدم وتخلف وبدائية وتقدمية لانها تعتقد انه لا يوجد اصل يقاس عليه . كما يستند في ذلك الى حركات التصحيح السياسي the political correctnessالتي تنهى على استخدام مثل هذه الأوصاف التي تنطوي على تمييز بين الثقافات وذلك لاعتبارات انسانوية . ونتيجة لهذه الحركات بدات تستبدل تعابير مثل المجتمعات البدائية بالمجتمعات القبلية مثلا . ولكن كل ذلك لا يخرج عن اطار حسن النوايا والتشهيات الحالمة . فالواقع يقول بغير ذلك . فهنالك تقدم وهنالك تخلف . وحيث لا يصح الا الصحيح فاهو الخواض يقر اخيرا بهذه الحقيقة حيث يقول في مداخلة كتبت بعد اثارته لموضوع البدائي النبيل هنا ، وذلك ببوست لعثمان تراث : Quote: من قراءاتي ومتابعاتي لمشروع عمري حول الحداثة، توصلت الى أن الحداثة لا يمكن ان تتأسس إلا بالاعتراف باننا متخلفون عن بقية العالم المتطور.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هذا هو دليلي ، (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
Quote: وأمامك الفرصة لاثبات انك وحدك -المحق-، في تبني مصطلح البدائي النبيل ، كتعبير نبيل.
|
اذا صح انني الوحيد بين الباحثين السودانيين ، الذي تعامل مع المفهوم الايجابي للبدائي النبيل ، فالمشكلة في هؤلاء الباحثين الذين حصروا انفسهم فقط في التوظيف الاستعماري لهذا التعبير . فالتعبير كما قلنا اقدم من العهد الاستعماري وفي الاصل هو تعبير نبيل للدلالة عن البراءة والنقاء والفطرة السليمة. اما الدليل على انني المحق في الدلالة الايجابية النبيلة للتعبير فيبدو انك ايضا لم تقرأ : وسنعيده مرة اخري للفائدة :
In the 18th century culture of "Primitivism" the noble savage, uncorrupted by the influences of civilization was considered more worthy, more authentically noble than the contemporary product of civilized training. Although the phrase noble savage first appeared in Dryden's The Conquest of Granada (1672), the idealized picture of "nature's gentleman" was an aspect of 18th-century Sentimentalism, among other forces at work.
The term "noble savage" expresses a romantic concept of humankind as unencumbered by civilization; the natural essence of the unfettered person. Since the concept embodies the idea that without the bounds of civilization, man is essentially good, the basis for the idea of the "noble savage" lies in the doctrine of the natural goodness of man, expounded in the first decade of the century by Shaftesbury, who urged a would-be author “to search for that simplicity of manners, and innocence of behaviour, which has been often known among mere savages; ere they were corrupted by our commerce” (Advice to an Author, Part III.iii). His counter to the doctrine of original sin, born amid the optimistic atmosphere of Renaissance humanism, was taken up by his contemporary, the essayist Richard Steele, who attributed the corruption of contemporary manners to false education.
http://en.wikipedia.org/wiki/Noble_savage
الصورة التي تبدو أعلى هذا الرابط ليست التصور الاستعماري للبدائي النبيل كما وصفها الخواض وانما تجسيد لصورته النبيلة كما تخيلها الرسام . ارجو قراءة التعليق اسفل الصورة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هذا هو دليلي ، (Re: munswor almophtah)
|
الاربعاء11اكتوبر2006 حوار العامية السودانية:
عمر شاع الدين : شعر العامية هو ديوان العربية في السودان
أجراه: عيسى الحلو
مدخل :
الدكتور عمر شاع الدين باحث ومحقق لغوي يبحث في دارجة اللغة السودانية وبحثه يجتهد ليجذر الدارجة داخل اطار فصاحتها العربية وهو يسعى ذات السعي الذي اسسه الدكتور عبدالله الطيب والبروفيسور عون الشريف قاسم والاستاذ بابكر بدري..
وبحث الدكتور شاع الدين يرتبط بالواقع الاجتماعي في تحولاته التاريخية والثقافية ولهذا يأتي بحثه شديد الوثوق بالحياة وباللسان . فاللغة هي صائتة اشارية ودلالية لحضارة كاملة في تحولاتها وسيرورتها. وقد صدر للدكتور شاع الدين كتابه الجديد بعنوان دخول عامية السودان. وبهذه المناسبة كان هذا اللقاء..
«المحرر».
ـالنظر في الثقافة السودانية بوصفها مزيجاً من العربية والافريقية.. هل المقصود بهذا هو استولاد السوداناوية .. ام ماذا؟
= انا من انصار احتدام صراع العقول في الوئام .. هو يجلي لنا الموقف القوي الامين الذي نريده ونراه يصلح للبقاء انا يا سيدي بهذا لا ادعو للتأجيج بالحقد القديم .. الكريم لا يعرف حقداً.. بل اريده يجئ على رسله.. عفواً دون غرض.. يتساوق او يتسلسل لذا اراني لا اقمط حقاً او لا اغمض عنه عيناً بعدما تبينته ، بل اندفع منافحاً مكافحاً في مثل حماسي الاول ، بينما هو لا يصب في خانة «موقفي» او «موقعي» لكنه الحق ابلج هو احق ان يتبع .. فلنفتح المنافذ.. وليجئنا طلق الهواء عليلاً .. يجددنا تمتلئ الرئة به واللسان فهذا عمراننا وذاكي النفس الذي اراه سيتشكل بعد حين .. لا ضير ما دام قد جاء «حتماً».
نعم نعلم هناك احابيل الكيد التي طالت العظم .. تطلب حذرنا ..حرصنا .. حرسنا لا تعجبني حيناً وافر ،ان ما اجده من تعريض الحقد الدفين هو نمط التحرش منطقه كان معوجاً .. ومريراً لا تسقيه النفس الكريمة.. ابني على منطق عفا عليه الزمان .. وهل يكبنا في الشر غير حصائد السنتنا؟
* العامية السودانية.. ألم تتطور باتجاه مستحدثات الحياة العصرية؟
= يقيناً العامية ليست لها تلك الاقدام الراسخة الاحكام اولها الحدود تستطيع ان تسدها تصد بها طائلة العداء هي مثل «مدينة» مفتوحة الابواب يلجها باطل الناس من بين يديها باباطيلهم مثلما يلج الحق .. ليس لها حصر المنطق تتبناه عمداً هنا قد قد يسير الحوش بينما يندحر رديفه السهل.
التسهيل ليس مدخلنا الراسخ الواحد ابداً مستجدات الحياة كثيرة تطلب حدود مجامع اللغة العربية العريضة متضافرة ذلك طلباً لسلامة المعجم بذوق العربية الراسخ الجرس. نرى العامية عمياء هنا لا تقطن ولا تفقه في هذا كبير شئ هي اذن صاغية لا واعية تجتر ما يلجها دونما رقيب حصيف.
سيرورة الفاظ مستجدات الحضارة العصرية باسمها الغربي الذي صاحبها هذا ضرب من غفلتنا هو ضرب من اخطأ ارباب الثقافة في مجامعها ومعاقلها.. فقد سبقنا في الزمن دخول المتحدث باسمه وسار في لساننا طليقاً يعربد لا نستطيع سلطاناً استخلاصه من اسماع من وعيه.
انظر دور شركات الاستيراد مثلاً هي ممن يمكن لاصحابها ضمانة سيرورة اللفظ الذي تنتخبه ذلك قبلما اغراق السوق الجائع باصناف تصحبها اسماؤها العُجمى.. ثم شركات الاعلان هذه التي تزدهي بلغات الغرب خديعة.. لو سلكت الجادة لامكنها ترويج السلعة باسمها العربي المنتخب ذلك قبل ان يغرق السوق. ثم جهد تضافر وزارة التجارة ومجامع اللغة نراه ضرورة ليس في هذا اقصاء.
دخلت ذات يوم «بقالة» كائنة في حينا البئيس سألت صاحبها عن بعض اسماء المعروضات ذكرها في تلعثم ولكنه لم اجد بينها اسماً عربياً.
اللغوي الفذ الشدياق هذا الرجل المؤسسة قد «انقذنا» يوماً بمفردات استخلصها من متون اللغة بفطنة واقتدار مثل : الجامعة ـ الجريدة ـ الاشتراكية ـ طابع البريد ـ الملاكمة ـ المعرض ـ المستشفى ولولا ما فعله لسارت الالفاظ الدخيلة يسر بالها الفضفاض تبهر انصاف العقول متمكنة. سيرورة الفاظ الشدياق مع الكثير غيرها ترينا يسر هذا لو جد الحادبون واستشعرنا الضرورة.
* الى اي مدى ترتبط العامية السودانية بمحيطها الريفي؟ والى اي مدى تبتعد عن المحيطين؟
= الريف هو موطن الفصاحة منذ البادية العربية وهجرات الابناء اليها طلباً . وكنت في كتابي كتابات فلكلورية قد عالجت ام الفصاحة بمعجم الفاظ الابل في كردفان والبئر منحى لغوي في كردفان والابل والبئر مما لا نجد اثراً لهما في المدينة الآن بعدما تم غزونا بارتال السيارات وشبكات المياه وصنوف الحداثة الطيبة، المدينة هنا بمثابة «فرن» تنصهر فيه الالسن مثلما الناس.. ما تقتضيه ضرورة المعايشة والتمازج. وهنا يتولد اللسان «المديني» متجرداً من عبء الثقل الذي يوهن الكاهل المتمدن.. ولا تألفه «الزلاقة» فعامية المدينة «مثقفة» مشذبة.. بينما تلك ضاربة الجذور في الحوشية..... تبدو متسربلة بالشثونة لا الحرير الفضفاض. في معجم الفاظ الابل نقلت مفردات لم اجدها في معاجم العاميات العربية الآن.. ماتت في لسانهم، انت لا تجدها الا في متون اللغة العصية بل هي من الغريب النادر فيها.. بينما هي سائرة في تخذل في صقع ريفنا حصينة به.
عامية ام درمان لا تمثل الفصاحة في اللغة بل هي مثقفة... ملصت عنها سربالها .
10- هل اصالة البحث هنا تعتمد على الاسناد للتاريخ ام الى تحولات اللسان؟
* اعول يا سيدي على سبيل الاسناد وذلك ما توافر في مراجعة المعاجم وهي تقودك راجحاً لمراجعة تحولات الالسن والاشخاص. كلاهما عندي يذهب بل إلى اصالة البحث. ان وجود الفاظ بعينها في لسان قبيلة دون سواها يشير لمواطنها.. ذات يوم وجدت اشارة الالفاظ دارجة في كلام الجعليين هي غير متداولة في لسان غيرهم مثل: الخس: المطبخ، القطيع: المخزن. القلشوب: الفحم. العكد: الحي... الخ وهي موجودة في عامية العراق «الكوفة» انا لا اقوى على حرمان الدرس من متعة الاستقصاء هنا..ما يقودنا سلسلة أو سلالة لعلاقات ضاربة في التاريخ ثم تقويها الطبائع المعتدة. وكنت في المناقرات قد اشرت لمفردة «كنتوش» الدارجة في عاميتنا السودانية وذكرت انها فارسية جاءتنا من العراق «كنتوج» تأثير العراق في لهجاتنا العربية كبير، وكنت قرأت كلاماً يشير لهذه الصلة اللغوية قاله العلامة اللغوى انستاس ماري ماري الكرملي في تحقيقه لمفردة لا اذكرها الآن متداولة عندنا وعندهم.
11- ما هي الغاية من هذه الدراسات في نهاية الامر؟
* الغاية من هذه الدراسات يا سيدي تشير الى «توطن» العربية السمحاء رصينة في السودان بل الى تمكنها، ما يقوى اشارات التاريخ لقدم العروبة هنا.. وقد ألمح لهذا كثيرون من ارباب العلم والفضل اقواهم برهاناً الراحل الضخم العلامة عبدالله الطيب المجذوب عليه الرحمات يا سيدي مثل هذه الطلاقة لا تجئ من العدم ولا العبث ولا «السلبطة» كما يتحذلق ارباب المرض.
هجرات القبائل راسخة نتبينها من مراجعة اللهجات.. هذا منحى التاريخ واللغة معاً.
انا حقيقة لا احس حرجاً كبيراً حينما اسر اليك انني لا اجد داخلي «ثقافة» بالمعنى العريض، او «مكانة» لغير العربية هم يريدون ان يقتلوننا.. يريدوننا بدون جذور راسخة..! او هم يريدون لنا رغم انفنا جذورهم .. هكذا! اي اجحاف هذا.. بينما جذوري راسخة في كينونتي مندغمة لا فكاك منها اسمح ان انتهز هذه الفرصة أو انتهزهل. اذ لا بد لي من ازجاء الشكر جذرياً للدكتور عبدالله على ابراهيم فقد «بالغ» وطفر بي عالياً.. ادخلت كلماته الطيبات عنفواناً على «غروري».. صدقني قد جاهدت في الخلاص منه.. لكنه حبيب يرضيني.. والغواني يفرحهن الثناء!!
- صمودكم وصمود من سبقوكم من الباحثين اهي محافظة على الذاكرة الثقافية القومية التي تمثلها العامية السودانية؟
* صحيح.. هذا ما اسعى اليه فالعامية ذاكرة لساننا، ثم هي حصن اعراقنا.. لا افرق بينهما.. كلامهما يتد الاخر. هنا على ارباب الشكوك مراجعة الموروث اللغوي في مظانه.. وهو امر يبهظهم لو فعلوه.. ستندحر ظنونهم حينما.. ويغمرهم ضياء اليقين سبيلاً مطمئناً وراسخاً، ولات حين مناص.. نحن ندعو في همس التهذب لا عنف الغوغائية.. نريده احقاقاً فاضلاً مرضياً عنه سلساً.. الاكراه لا يخلق فينا قبولاً ولا الرضي.. ولا يوطن اليقين..
* هل هناك مؤسسات تقوم بهذا الجهد اضافة لجهود الاساتذة الذين قدموا في هذا المجال؟
- كل المؤسسات الثقافية العربية تفعل هذا هنا وهناك.. انا اتبنى مركز الضاد للدراسات العربية هو غاية طموحي.. لكنه يتعسر في «المقر» ولكني سأسعى جاهداً جاهداً لقيامه.. اراه ضرورة الآن وسط الاحتدام. في بيان المركز وضحت غاياته الكبرى.. اذكر حامداً صديقاً طالعه.. اضاف عبارة: «كيلا نكون زنجبار الاخرى». هنا لابد من اشارة عارمة إلى ان هناك مؤسسات طاغية هي تعليمية عامة ولكنها تمارس «الاستغماء» علناً.. يهيمن عليها أعداء العرب، هي عندي «اوكار» تبعث غضبتنا المضرية... سنفرغ لكم ايها الثقلان.. للفائدة: العيب ليس في جماع المؤسسة بل في بعض القائمين عليها.. ممن ينخرهم سوس الغرض الدفين.
مثل هذه المؤسسات نريدها أن تتخذ موقفاً وسطياً، ذلك لان الهوية يناط بناءها بها.. من الغفلة تركتها تعبث وتعيث بها ريح الاهواء تذهب بها كيف شاءت.. فلتقم مؤسسات تسعى مسعاها الخاص في السلام والوئام.. ولنترك «العاقبة» تجئ وحدها طوعاً لا كرها.
* كيف يمكن ان ندعم هذه الجهود على الصعيد الاكاديمي والجماهيري؟
- يجب ان يتقوى هذا بالتفاف الحادبين.. يجب ان يقوم بالتضام.. غرس الموروث في الناشئة.. يجب ان يتقوى في تربيتنا «الخاصة» التي لا تغلق الابواب.. الريح الطيب نريده ان يفعم الامكنة ويقينا ليس طيب الريح حصراً على الثقافة العربية وحدها.. هذا مهم جداً كيلا نوصم بالانغلاق والانكفاء على الذوات.. فليسعى هذا المسعى عينه كل صاحب غاية.. لن يجد اعتراضا ما دام طيباً.. كالريح الفاغم.. هنا آمل ان يكون دور مجمع اللغة العربية كبيراً ومنفتحاً على الشارع العريض.. ومنافحاً عن الثقافة العربية .. فهي الآن تنادينا.
اذكر ما جرعته من مرارة ذات يوم «العنف» فيه «كبير» منا ان عرب السودان هم بمثابة «زرقة» دولة خليجية مثل هذه «الترهات» لا نريد ان نلوث القلم بالرد عليها.. هي محض الكيد.. وهي المرض.. انا لا احتاج لصكوك انتماء.. انا من اعطيها.. وجداني هذا عامر وعارف.. كيف لهم ان يلجوا الوجدان وقد اعماهم الغرض.. فليتطهروا اولاً.
*شعر العامية في السودان هل أضاف جديداً لهذه الجهود؟
- يقيناً شعر العامية هو ديوان العربية في السودان. وكنت ارجو ان تتجه المؤسسات لجمعه وتحقيقه.. وقد فعل هذا معهد الدراسات الافريقية والآسيوية يوما طيباً مضى.
-عاميتنا تجد في الشعر معجمها الغني الوسيع.. فقد اسهم فيها الجميع... هي وعاء الانصهار.. او المرآة التي تجلي لنا الكينونة.. نجد فيها نسب التفاوت في مجتمعنا..
قبل أيام قرأت مقترحاً لدكتور خالد فرح يدعو لانشاء مركز للموروث الشعبي يكون الصديق الامين البدوي على رأسه.. وهو قمين بهذا.. ومن الظلم السحيق الا «نستثمره».. هذا امر حميد لو تم. الآن اقرأ في كتاب الدكتور ابراهيم القرشي: بين الاميرين الشاعرين امرئ القيس والحاردلو قصة التشابه المذهل.. انت تدهش حقيقة لما وصل اليه من التشابه فطنة وفطرة.. مثل هذا الكتاب انا عندي يستحق ان يكون من مقررات الادب العربي في الجامعات. أطبع هذه الصفحة العودة الى الصفحة الرئيسية alrayalaam newspaper
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: (حوار الغابة والصحراء).. وهو الحوار الذي اجرته (الرأى العام) مع الدكتور عبدالله علي
إبراهيم نقلته «سودانيز أون لاين» في مواقعها بالانترنت حيث دار حوله حوار بين كتاب الموقع. وسننقل هذا
الحوار لندير حوله حواراً مع الدكتور عبدالله علي ابراهيم حتى نثرى الفكرة كلها ونلقى عليها مزيداً من
الاضواء وذلك من خلال اعدادنا القادمة. |
أسعدنا جدا أن إسترعى النقاش الدائر حول مدرسة الغابة والصحراء إهتمام صحيفة الرأي العام التي نقلنا
منها أصل الحوار (موضوع النقاش)
إن دل هذا على شيئ إنما يدل على أهمية ما طرحه الأساتذة المتداخلون من أفكار وآراء جريئة تستحق الوقوف
عندها ومناقشتها
نتمنى أن يسهم هذا البوست في رفد القراءات غير المتشابهات حول هذه المدرسة وكل ما أثير من إشكالات حول
رؤيتها الشعرية والثقافية
| |
|
|
|
|
|
|
"البدائي النبيل" كمصطلح مركزي :في القراءة الخاطئة المركبة (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
مصطلح البدائي النبيل ،ه و مصطلح مركزي ، في مقاربة مقالة ع.ع.ابراهيم المهمة: تحالف الهاربين
ولذلك فالقراءة الخاطئة لهذا المصطلح المركزي ،ستؤدي ،او انها بالفعل ادت في ان يقع الفيا ،في ما يمكن ان نسميه :
Quote: القراءة الخاطئة المركبة |
كيف؟
القراءة الخاطئة للمصطلح ادت الى قراءة مخلوطة ل: تحالف الهاربين
و أدت -بالضرورة -لقراءة مخلوطة لما أتى به عبد ا لحي في وصف "جنوبيات" ا لمجذوب،و بالتالي أدت إلى قراءة مغلوطة ل"جنوبيات" المجذوب.
ويمكن ايجاز تلك القراءة الخاطئة المركبة على النحو التالي:
قراءة خاطئة ل:مصطلح "بدائي نبيل"_____________قراءة خاطئة لتحالف الهاربين_________قراءة
خاطئة لاستخدام ع.الحي ل "بدائي نبيل"___________________قراءة خاطئةل______________جنوبيات المجذوب.
وسنعود للمزيد من إثبات قراءة الفيا الخاطئة للبدائي النبيل،عبر انه قد قرأه مجتزأ على الموسوعة الانترنتية : ويكيبيديا. المشاء[/B
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: Agab Alfaya)
|
ولهذا فإن ما ذكره السيد الصادق المهدي لاحقا في فبراير 1999م من أن وعي المثقفين بالبعد الإفريقي في مكونات الذاتية السودانية قد سبق وعي السياسيين، ينطبق فقط على الوعي الرأسي بمكونات إنسان الوسط. ولكن المثقفين الذين أشار إليهم- المنتظمين في مدرسة الغابة والصحراء في الستينيات لم يعنوا بالوعي الأفقي بالثقافات السودانية ولا بإنسان الجنوب ولا تفكروا فيه بل نظروا له كـ "بدائي نبيل" متحول لاحق لإنسان "سنار".
الشاهد أن كتاب "مسألة جنوب السودان" وهو يشير للتباين في الجنوب، يقول "إن القبائل في الجنوب لها معتنقاتها الدينية ولكنها معتقدات تفتقر إلى الوحدانية وإلى الاعتقاد بإخاء الإنسان، وإلى غرس نهج من المعاملات والأخلاق له قداسته وبعد أثره وفعاليته في الوصول إلى المستوى الإنساني اللائق بالكرامة الإنسانية"، ويشير إلى انتشار الإسلام في إفريقيا إذا أتيحت حرية الأديان[7]. وهي نظرة فيها التبشير بالتحول نحو الإسلام كبديل للثقافات الموجودة.. ولكن الوعي اللاحق بضرورة دعم "التنوع البشري الخلاق"، وما لمسه من غبن بين الجنوبيين الذين ناقشهم من هذا الاتجاه الذي يتجه نحوه الساسة في الشمال، جعل الحزب يطور موقفه، ويدعم التنوع الثقافي ويعترف للثقافات الأفريقية بخواص تستطيع أن ترفد بها الثقافة العالمية، كما أن الدعوة للتغيير لم تعد أحادية الاتجاه، بل صارت: "الثقافات على تعددها وتنوعها ينبغي أن تتفاعل مع غيرها لتزيد ثراء وإبداعا. الاعتراف بالهوية الثقافية والاهتمام بها لا يعني منع التلاقح ولا رفض الوافد. هنالك قيم إنسانية عظيمة: الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والمعرفة، والنهج العلمي، وكافة القيم المشتركة بين الحضارات. وهناك قيم خلقية عالمية مثل الحكمة، والعفة، والصدق، والإيثار.. القيم المذكورة والقيم الخلقية ينبغي أن تسعى الثقافات السودانية باختيارها لاقتباسها وغرسها تربويا في الأجيال".[
قد وجدت تلك الإشاره الذكيه للسيد الصادق المهدى بتطرقه للبدائى النبيل فى كتابه الحل السياسي الشامل
أدبيات حزب الأمة في الفترة
ما بين يونيو 1989-أغسطس 2002م
إعداد: لجنة كتاب الحل السياسي الشامل
حزب الأمة
2002م
والذى بين فيه إهتمام كتاب الغابة والصحرا بذلك البدائى النبيل ومحاولة ربطه بالسناريه واضعا اللوم على الساسه بعدم القيام بأى دور بحثى إيجابى عن الجنوب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخيل تجقلب والشكر لحماد ! (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
شكرا الاخ العزيز منصور المفتاح على تزويدنا بما تفضلت به من مواد مهمة والشكر موصول لجريدة الراي العام لاهتمامها بهذا النقاش . اما حديث الصادق المهدي عن البدائي النبيل وانسان سنار فهو تكرار لافكار الدكتور عبد الله ابراهيم دون تمحيص وتحقيق : يقول الصادق المهدي :
Quote: ولكن المثقفين الذين أشار إليهم- المنتظمين في مدرسة الغابة والصحراء في الستينيات لم يعنوا بالوعي الأفقي بالثقافات السودانية ولا بإنسان الجنوب ولا تفكروا فيه بل نظروا له كـ "بدائي نبيل" متحول لاحق لإنسان "سنار".
|
وهو تكرار حرفي لقول الدكتور عبد الله ابراهيم في تحالف الهاربين :
Quote: ففي تنقيبها عن الأفريقى المطموس السودانى الشمالى انتهت الأفروعربية إلى اختراعه كبدائى نبيل . وككل بدائى نبيل ، صدر الأفريقى من حوار الأفروعربية مصنوعا من محض معطيات ومسبقات وتكهنات وتشهيات لا أصل لها في واقع الحال .
|
ويقول الدكتور عبد الله :
Quote: وستبدو لهم الدعوة إلى إعادة إنتاجهم ، عبر التمازج الثقافى كطبعة لاحقة لانسان سنار ، نوعا من الغش الثقافى لا الحوار |
ويبدو ان افكار الدكتور عبد الله تجد قبولا واستحسانا عند الامام الصادق المهدي فياخذها كمسلمات كغيره من معجبي الدكتور عبد اله وحوارييه الكثيرون . الا ان الخطأالذي اوقع فيه الدكتور عبد الله ابراهيم تلاميذه ومعجبيه هو ان ليست الغابة والصحراء هي التي اكتفت بصورة الجنوبي كبدائي نبيل حالم ، وانما الغابة والصحراء هي التي انتقدت هذه الصورة الحالمة غير الواقعية التي صورتها جنوبيات المجذوب . وهي صورة لا غبار عليها سوى انها شاعرية . والفضل في توظيف مصطلح البدائي النبيل هنا يرجع الى محمد عبد الحي وليس الى عبد الله ابراهيم وذلك باعتراف الاخير نفسه حيث يقول في : تحالف الهاربين :
Quote: جاء عبد الحى بمصطلح " البدائى النبيل " إلى حلبة نقاش العلاقات الثقافية في كلمته القيمة المشار إليها آنفا (31) . فقد خلص عبد الحى من دراسة القصائد التي اشتهرت بـ " الجنوبيات " ، من شعر الشاعر المجذوب – عليه رحمة الله – إلى أنها قد صورت الجنوبى في صورة وهمية هى صورة " البدائى النبيل " . و " الجنوبيات " هى نسل مجرد من شعر المجذوب وقعت له حين جرى نقله من بورتسودان ( على ساحل البحر الأحمر ) إلى واو ( في جنوب السودان ) في أوائل 1954 ، والتى أقام فيها حتى قبيل حوادث الجنوب المشهورة في آب / اغسطس 1955 .
|
يعني الخيل تجقلب والشكر لحماد . ومع ذلك ان نقد عبد الحي لقصائد المجذوب لا يقدح في صدقية الصورة النبيلة التي رسمها المجذوب لانسان الجنوب اذا نظرنا اليها بعين الشاعر وقاريء الشعر بعيدا عن تجاذب الاستقطابات الايديلوجية التي لا شك تلون النقاشات حول الهوية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البدائي النبيل : بين الطبيعة والثقافة ، (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
اي دارس علم اجتماع يعلم المقابلة التي تجري عادة بين الطبيعة والثقافة . اي بين الحضارة وحياة الفطرة والطبيعة للانسان . والتحديث والتطور هو باستمرار علاقة جدلية بين هذين القطبين : الطبيعة والثقافة ( دومة ود حامد وضو البيت نموذجا ). مفهوم البدائي النبيل هو افراز لهذه العلاقة الجدلية فقد برز اتجاه منذ فجر الحضارة ضد التحديث ومع العيش على الطبيعة والفطرة زاعما ان الحضار تشوه فطرة الانسان .
Quote: The term "noble savage" expresses a romantic concept of humankind as unencumbered by civilization; the natural essence of the unfettered person. Since the concept embodies the idea that without the bounds of civilization, man is essentially good, the basis for the idea of the "noble savage" lies in the doctrine of the natural goodness of man
|
وارتبط هذا المفهوم بصفة خاصة بكتابات جاك جاك روسو :
Quote: particular associations with romanticism and with Rousseau's romantic philosophy in particular. The opening sentence of Rousseau's Emile (1762), which has as its subtitle "de l'Éducation ("or, Concerning Education") is “Everything is good in leaving the hands of the creator of things; everything degenerates in the hands of man.”
|
وتتخلص القيم النبيلة للبدائي النبيل في :
Quote: The attributes of the "noble savage" often included: • Living in harmony with Nature • Generosity, fidelity and selflessness • Innocence • Inability to lie • Physical health, disdain of luxury • Moral courage • "Natural" intelligence or innate, untutored wisdom
|
اذن مصطلح البدائي النبيل لم يكن من اختراع المستعمريين الغربيين ولكنهم وظفوه فيما بعد لخدمة اهدفهم الاستعمارية كما سنرى لاحقا . ويرجع المصطلح الشاعر الانجليزي درايدن :
Quote: the phrase noble savage first appeared in Dryden's The Conquest of Granada (1672), the idealized picture of "nature's gentleman" was an aspect of 18th-century Sentimentalism, among other forces at work.
|
ولكن البعض يرجع مفهوم البدائي النبيل الى اقدم من ذلك :
Quote: The literary concept of the noble savage—an idealized individual who symbolizes the innate goodness of one unexposed to civilization and its corrupting influences—became prominent during the 18th and 19th centuries. The concept of the noble savage may be traced to ancient Greece and Rome, however, appearing in the works of Homer, Ovid, Pliny, Horace, and Virgil |
هذه هي المعاني النبيلة لمفهوم البدائي النبيل . الا ان المستعمرين استغلوا هذه البدائية النبيلة كمبرر للتوسع الاستعماري بزعم ان عليهم مهمة انسانية في ادخال هذا البدائي الى مدارج الحضار بكافة الوسائل. وفي سبيل هذه المهمة المزعومة ارتكب جرائم انسانية ضد هذا البدائي النبيل ، وصلت الى حد الابادة الجماعية . اذن العيب ليس في المفهوم كمفهوم ، وانما في استغلاله من قبل المستعمرين . وكون ان البعض لم يعد يستخدم المصطلح لهذه الاسباب فهذا ليس كافيا لنبذ المصطلح وحرماننا من وصفه بالتعبير النبيل . صحيح ربما يعبر المفهوم عن تشوق الانسان للكمال الانساني والفطرة السليمة اي عن واقع فردوسي ، اكثر مما يعبر عن واقع حقيقي للانسان في هذه الارض . ولكنه لا يخلو من قدر من الواقيعة تميز الانسان الذي يعيش على الفطرة والبداءة .
http://en.wikipedia.org/wiki/Noble_savage
| |
|
|
|
|
|
|
حول حوار قادم مع ع.ع. ابراهيم حول الحوار الاسفيري (Re: Agab Alfaya)
|
عزيزي صاحب الحوش الصغير : حيدر حسن ميرغني نرحب بمبادرة الراي العام في اجراء حوار مع ع.ع.ابراهيم حول الحوار الدائر الآن. من جانبي ، ولا ادري راي الاطراف الاخرى المتحاورة، ارحب بتعليق ع.ع.ابراهيم على حوارنا ، و استعدادنا للحوار معه أو عنه اذا ما كان هنالك ما يستحق. من جانبي اقول ،ارجو ان تعطوني وقتا اطول قليلا، لاقول ما حضرته بشكل معقول ومقبول. وسنعود المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول حوار قادم مع ع.ع. ابراهيم حول الحوار الاسفيري (Re: osama elkhawad)
|
قال الاستاذ الفيا الآتي:
Quote: اذا صح انني الوحيد بين الباحثين السودانيين ، الذي تعامل مع المفهوم الايجابي للبدائي النبيل ، فالمشكلة في هؤلاء الباحثين الذين حصروا انفسهم فقط في التوظيف الاستعماري لهذا التعبير . فالتعبير كما قلنا اقدم من العهد الاستعماري وفي الاصل هو تعبير نبيل للدلالة عن البراءة والنقاء والفطرة السليمة. اما الدليل على انني المحق في الدلالة الايجابية النبيلة للتعبير فيبدو انك ايضا لم تقرأ : وسنعيده مرة اخري للفائدة : |
ونقول ان هذا أزرط مما قاله الفيا عن فهمه للبدائي النبيل، بل هو دليل على انه لم يقرأ المصطلح في تطوره، و لم يكمل ما قالت به موسوعة ويكيبيديا، وهي موسوعة لا غبار عليها،وان كان ان الباحثين يلجأون الى مصادر اكثر وثوقا. وهنا نورد بعضا مما قالت به : ويكيبيديا -التي استند عليها الفيا- عن مصطلح البدائي النبيل.
تحدثت الموسوعة الانترنتية التي استند عليها الاستاذ الفيا، بعد الكلام التاريخي الذي قال به الفيا، عن أصول المصطلح ، وما يوحي به ، وعن رفض ذلك المصطلح في الدوائر العلمية، وحتى الدوائر الدينية كما في حالة المسيحية.
تحدثت الموسوعة التي استند عليها الفيا عن اصول المفهوم،قائلة:
Quote: Around the 15th century certain European states began expanding overseas, initially in Africa, later in Asia and in the Americas. In general, they sought mineral resources (such as silver and gold), land (for the cultivation of export crops such as rice and sugar, and the cultivation of other foodstuffs to support mining communities) and labor (to work in mines and plantations). In some cases, colonizers killed the indigenous people. In other cases, the people became incorporated into the expanding states to serve as labor. |
فكما هو واضح، فان الموسوعة تربط بين نشوء المصطلح ، والتوسع الكولونيالي في بحثه عن المصادر الاولية ، والعمالة الرخيصة.
ثم تتحدث عن المفهوم الحقيقي ل"البدائي النبيل"،وتربطه بالتهميش الاقتصادي و السياسي:و أن هذا الامر اي مصطلح البدائي النبيل يطال حتى ثقافة الفيا،باعتبارها تمثيلا للبدائي النبيل،و انها استخدمت كذريعة للتوسع الامبريالي.
Quote: Although Europeans recognized these people to be human beings, they had no plans to treat them as equals politically or economically, and also began to speak of them as inferior socially and psychologically. In part through this and similar processes, Europeans developed a notion of "the primitive" and "the savage" that legitimized genocide and ethnocide on the one hand, and European domination on the other. This discourse extended to people of Africa, Asia, and Oceania as European colonialism, neo-colonialism, and imperialism expanded. |
وللتدليل على عدم علمية مصطلح البدائي النبيل ،أسمته الموسوعة "اسطورة":،
Quote: The myth of the "noble savage |
ثم أوردت الموسوعة صفات البدائي النبيل،مثل البراءة و الكرم والعيش في تناغم مع الطبيعة،وعدم الكذب،وتوفر الاخلاقية العالية،و عافية البدن،كما في الآتي:
Quote: The attributes of the "noble savage" often included: Living in harmony with Nature Generosity, fidelity and selflessness Innocence Inability to lie Physical health, disdain of luxury Moral courage "Natural" intelligence or innate, untutored wisdom |
وهي صفات شبيهة بما تردد في "جنوبيات" المجذوب"، والتنظيرات المبكرة لود المكي ، والتي لم يعتذر عنها في مقالاته الاخيرة، وكان يلزمه الاعتذار الصريح، وسنعود لذلك بالاستشهادات.
ثم تحدثت الموسوعة عن نقد مفهوم البدائي النبيل في القرن العشرين.
والقرن العشرون مهم، لان قراءة الفيا للمصطلح توقفت عند بدايات ازدهار المصطلح ، والذي يعبر عن تمثيل الغربي "للآخر" غير الغربي، أي السكان الاصليين.
وقد تحدثت الموسوعة عن أن المصطلح غير واقعي، وانه ينطلق من تصورات نمطيةStereotypes ، لا علاقة لها بالواقع، مما يجعله شكلا من اشكال العنصرية.
وتحدثت عن انتقاد الكثيرين ،من داخل الخطاب الغربي الذي انتج المفهوم عن الآخر المختلف. وقد ورد ذلك تحت عنوان جانبي، هو : الرفض الحديث: قائلة:
Modern denial
Quote: In the 20th century, the concept of the "noble savage" came to be seen as unrealistic and condescending.
Insofar as it was based on certain , it came to be considered a form of patronizing racism, even when it replaced the previous stereotype of the bloodthirsty savage. It has been criticized by many, for example Roger Sandall, in academic, anthropological, sociological and religious fields. For instance, some Christians, especially those who believe in the doctrine of original sin, consider mankind to be universally degenerate and sinful at heart regardless of whatever people group or civilization they are associated with. (See a critique of the Huaorani people of Ecuador in the documentary Beyond the Gates of Splendor and the associated film End of the Spear.) |
من الواضح ان عبد الحي لسعة افقه النقدي ، قد حاول توطين المصطلح ، أي البدائي النبيل، داخل الخطاب الثقافي السوداني، من خلال نقده لجنوبيات المجذوب ،التي تعكس صورة "الجنوبي" ،الآخر المختلف ، من خلال المجذوب، كممثل الجماعة العربية الاسلامية في الشمال. وهذا شكل من أشكال "التمثيل"،بحسب تعبير "ادوارد سعيد"، رضي الله عنه.
من الواضح ان عبد الحي ، قد حاول من خلال توطين مفهوم :
ان يقدح في "جنوبيات" المجذوب،و لم يحاول ان يجد لها مخارجة، كما يعتقد الذين هللوا لمفهوم لا يمكن ان يدافع عنه الآن حتى غلاة الكولونياليين ، والعنصريين.
قلنا ان عبد الحي حاول توطين المصطلح ،ولذلك قال ع.ع. ابراهيم،في ورقته السديدة كما يرى بولا،قال عبد الله علي ابراهيم:
Quote: جاء عبد الحى بمصطلح " البدائى النبيل " إلى حلبة نقاش العلاقات الثقافية في كلمته القيمة المشار إليها آنفا (31) . فقد خلص عبد الحى من دراسة القصائد التي اشتهرت بـ " الجنوبيات " ، من شعر الشاعر المجذوب – عليه رحمة الله – إلى أنها قد صورت الجنوبى في صورة وهمية هى صورة " البدائى النبيل |
فحينما قال ع.ع.ابراهيم ،ان عبد الحي جاء بمصطلح البدائي النبيل الى حلبة نقاش العلاقات الثقافية كان يقصد انه حاول توطين مصطلح البدائي النبيل في الخطاب الثقافي السوداني، وهو ما فهمه الفيا خطأ، باعتبار ان عبد الحي ، حاول ان يبرر ل"جنوبيات" المجذوب. المهم ، يا سادتي ، وسيداتي،
من الواصح ان الاستاذ الفيا لم يضع في اعتباره تطور المصطلح، ،ونقده في الخطاب الغربي الذي انتج ذلك المصطلح في ظروف معروفة،مرتبطة بالتوسع الكولونيالي الغربي .،و للاسف فان الاستاذ الفيا لم يتابع حتى نقد المصطلح في المرجع السفيري،الذي نقل عنه اثباتاته حول "نبل" تعبير:البدائي النبيل ،بحسب رواية الفيا.
قلنا بحسب رواية الفيا،لان البدائي النبيل ، ليست تعبيرا، وانما مفهوم ، ومصطلح ، يعبر عن صورة "الآخر" غير الغربي ،غير الكولونيالي،اي السكان الاصليين. أي أن ذلك، بحسب ادوارد سعيد شكل من اشكال تمثيل "الآخر" المختلف،في الخطاب الكولونيالي الغربي.
التعامل مع المصطلح خارج اطاره التاريخي ، لا يجوز، وهذه بديهية معروفة.
فالتعامل مع المصطلحات، من منطلق قاموسي ذاتي ، لا يجدي ،بل هو كما راينا يقود الى اخطاء مركبة في القراءة.
نلاحظ ايضا ، أن التعامل مع المصطلح من واقع الترجمة العربية ،لا يفيد.فالفيا ،لم ينتبه الى ان المصطلح قد تطور من البدائي النبيل الى البدائي الوقح او الشرير مصاص الدماء ،كما ورد،في رواية البيض الذين ابادوا قبائل السكان الاصليين في ما سمي لاحقا ب:
Quote: الولايات المتحدة الامريكية |
فالمصطلح في اطار التوسع الكولونيالي قد تطور من :
إلى
محبتي لكن\م المشاء و سنواصل
| |
|
|
|
|
|
|
ملحق لمساهماتي الأخيرة عن الفيا باعتباره الوحيد الذي يدافع عن مصطلح سيئ السمعة (Re: osama elkhawad)
|
فاتني ان أعلق على كلام : الاستاذ الفيا حين قال: Quote: اذا صح انني الوحيد بين الباحثين السودانيين ، الذي تعامل مع المفهوم الايجابي للبدائي النبيل ، فالمشكلة في هؤلاء الباحثين الذين حصروا انفسهم فقط في التوظيف الاستعماري لهذا التعبير . فالتعبير كما قلنا اقدم من العهد الاستعماري وفي الاصل هو تعبير نبيل للدلالة عن البراءة والنقاء والفطرة السليمة. اما الدليل على انني المحق في الدلالة الايجابية النبيلة للتعبير فيبدو انك ايضا لم تقرأ : وسنعيده مرة اخري للفائدة |
الفيا هو الوحيد في العالم الآن، ضمن الدوائر العلمية والثقافية ، الذي يدافع عن مفهوم سيئ مثل :
وهذه اشارة مهمة ، في ضرورة اعادة النظر في التعامل مع المصطلحات و المفاهيم بشكل علمي، يترافق مع مستجدات البحث، وتطور المفاهيم والمصطلحات. محبتي المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فسر الماء بالماء ، (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
فسر الماء بالماء بعد جهد جهيد ، كل ما ذكره الخواض سبق ان اجملناه في قولنا اعلاه :
Quote: الا ان المستعمرين استغلوا هذه البدائية النبيلة كمبرر للتوسع الاستعماري بزعم ان عليهم مهمة انسانية في ادخال هذا البدائي الى مدارج الحضار بكافة الوسائل. وفي سبيل هذه المهمة المزعومة ارتكب جرائم انسانية ضد هذا البدائي النبيل ، وصلت الى حد الابادة الجماعية . اذن العيب ليس في المفهوم كمفهوم ، وانما في استغلاله من قبل المستعمرين . وكون ان البعض لم يعد يستخدم المصطلح لهذه الاسباب فهذا ليس كافيا لنبذ المصطلح وحرماننا من وصفه بالتعبير النبيل . صحيح ربما يعبر المفهوم عن تشوق الانسان للكمال الانساني والفطرة السليمة اي عن واقع فردوسي ، اكثر مما يعبر عن واقع حقيقي للانسان في هذه الارض . ولكنه لا يخلو من قدر من الواقعية تميز الانسان الذي يعيش على الفطرة والبداءة .
|
ملاحظة مهمة جدا : المصطلح ليس سيء السمعة كما يردد الخواض ،والسيء السمعة هو الاستعمار الذي استغل الانسان البدائي بحجة الاخذ بيده الى مدارج الحضارة ، جاء في موسم الهجرة الى الشمال : " انت يا مستر سعيد خير مثال على ان مهمتنا الحضارية عديمة الجدوي " كما ان المصطلح لم يتطور ، كل ما هنالك انه تم استغلاله من المستعمر ولذا لم يعد يستعمل من قبل البعض .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تراجعات مهمة ، (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
قلنا ان اعتراض اسامة الخواض على مفهوم البدائي النبيل سببه الاعتراض على وصف بدائي وبدائية متاثرا في ذلك بما بعد الحداثة ، التي ترفض التراتيبة الهرمية للقيم . وكان الخواض ان اعترض على استخدام الاستاذ محمود محمد طه لوصف الشعب السوداني بانه شعب بدائي . وذلك في بوسته : البدايئة في الفكر المحمودي ، حول ما اسماه ، اثر الخطاب الانثروبولوجيا الكولونيالي على الفكر المحمودي.حيث يقول :
Quote: مفهوم البدائية كان من المصطلحات المتداولة عندما كتب المفكر محمود محمد طه كتابه "اسس دستور السودان " وكان للمصطلح معان عديدة ومن ضمنها انه يعادل النقيض لمفهوم الحضارة او المدنية مثلما تم تبنيه في الخطاب الانثروبولوجي الكولونيالي. وبطريقة لا شعورية , انطلاقا من طغيان سلطة الخطاب, تبنى الفكر المحمودي المصطلح وبدا التبني بالصيغة الاتية: "ويجب أن نعلم أنه مهما كان شعبنا السوداني متأخرا في بعض جهات البلاد
|
ثم يضيف اسامة الخواض :
Quote: يقول المفكر محمود محمد طه: ا ن هذه الحقوق قد تبدو كثيرة علي شعب بدائي كالشعب السوداني ، وخاصة في اقاليمه ،
|
عن اثر مفهوم "البدائية" على الفكر "المحمودي"
ويلاحظ هنا ان الخواض يساوي بين التخلف والبدائية .ويستنكر على الاستاذ محمود استعمال هذه التعابير في وصف الشعب السوداني . ولكن بعد فترة ن ذلك ، ها هو اسامة الخواض كما سبقت الاشارة يعود ، ويستعمل نفس العبارات والاوصاف بل يمضي اكثر من ذلك ويقول اننا لا يمكن ان نتقدم ما لم نعترف بتخلفنا اولا عن العالم المتطور !! يقول :
Quote: من قراءاتي ومتابعاتي لمشروع عمري حول الحداثة، توصلت الى أن الحداثة لا يمكن ان تتأسس إلا بالاعتراف باننا متخلفون عن بقية العالم المتطور |
فلو طبقنا فهم الخواض نقول ان الخواض استعمل مصطلحا استعماريا عندما وصف الشعب السوداني بالتخلف ، بل انه يري ان التطور لا يكون الا بتبنى المصطلحات الكولونيالية في وصف الشعوب المتخلفة ؟؟؟؟ Re: السودان أفشل دولة في العالم وأفسد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: عبدالله الشقليني)
|
الأستاذ عجب الفيا
قلت
(ويبدو ان افكار الدكتور عبد الله تجد قبولا واستحسانا عند الامام الصادق المهدي)
ويبدو لي أيضا أن السيد الصادق المهدي قد تأثر بفكر المحامي والشاعر والقطب
البارز في حزب الأمة رئيس الوزراء السابق محمد أحمد محجوب الذي سبق أن أشار في مقالة بمجلة النهضة
السودانية بتاريخ 13/6/1941 تحت عنوان الأدب القومي أنه (لا يوجد شك في أن الثقافة العربية هي السائدة
وكذلك الإسلام هو دين الأغلبية وانطلاقاً من هذا يمكن إن نشير إلى الطريق التي يجب إن تسلكها الحركة الفكرية في
هذا البلد حتى تصل إلى هدفها)
ترى هل كان يرمى الراحل المحجوب عبر هذه الفكرة التسلطية الى غطاء شرعي يمنح الأغلبية حق السيطرة على
الأقلية .. أم تراه كان يحاول تمرير فكرة النظر الى هوية الأغلبية من منظور إثني / ديني كما قال الأستاذ
عثمان سعيد في ثنايا أطروحته التي قدمها لقسم الفلسفة والعلوم الاجتماعية / جامعة برلين الحرة عام 2002
تحت عنوان النزاع السوداني كنموذج للتناقض بين الدولة والثقافة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
الاخ العزيز /الاستاذ حيدر حسن ميرغني تحيات نواضر
اشكرك على طرح السؤال المهم حول محمد احمد المحجوب . ذلك انني اري ان كثير من الباحثين انتقائيين في الحديث عن توجهات المحجوب الفكرية فهم يعرضون عن جانب مهم من افكار الرجل . فالمحجوب كان من رواد فكرة الادب القومي التي اطلقتها مجلة الفجر وهي امتداد لدعوة حمزة الملك طمبل في العشرينات الى ادب سوداني يعبر عن المكونات المحلية للشعب السوداني .وذلك كرد فعل على مدرسة الاحياء الشعري ،العباسي والبناء التي تقلد الشعر العربي القديم. ويري محمد عبد الحي هذه الدعوة تمثل بدايات الوعي القومي بالهوية الافروعربية للشعب السوداني . في هذا السـياق كتـب المحجـوب بمجلـة الفجـر الصـادرة فـي 16/6/1935م يقـول " نحن إن نادينا بقيام الأدب القومي للطبيعة المحلية فإنما ندعو إلى خلق شعب بكيانه يعبر عن مرئياته من سماء زرقاء أو ملبدة بالغيوم ومن غابات وصحراوات قاحلة ومروج خضراء ومن إيمان بالكجور والسحر إلى إيمان بالله وحده لا شريك له " .
الا ان محمد عبد الحي يرى انه : " ليس فى كتاباتهم ( مبدعو مدرسة الفجر ) غير طائف نظرى ( حول الذاتية العربية الأفريقية للسودانيين ) لم يتنزل إلى إنجاز شعرى لتزاوج الثقافة العربية والأفريقية في صنع الذاتية السودانية " طبعا ذلك يرجع الى اسباب تاريخية وثقافية ساهمت في تغليب الوعى العروبي للنخبة المثقفة من خريجي مدرسة غردون في الثلاثينات والاربعينات .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شفرة الثقافة العربية (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
عن الرأي العام السبت14اكتوبر2006م د. عبد الله علي ابراهيم شفرة الثقافة العربية: والمال ما بهمو إن كتر وإن راح يتحدث الناس بطرب هذه الأيام عن جماعات القرويين التي ''تربط'' الشارع قبيل مغيب الشمس لتحمل راكبي السيارات حملاً للتوقف وتحليل الصيام على موائدهم المصفوفة على قارعة الطريق. وهذا تقى كبير يطلب به المرابطون الأجر. ولكنه جزء من ثقافة الطعام السودانية العربية الإسلامية العامة. وهي ثقافة لم تحظ منا بنظر اجتماعي حصيف. وهي مع ذلك أول ما يذكره لك الأجانب من ذوي النيات الحسنة عن هؤلاء السودانيين. لقد سحرتهم منا هذه الأريحية بالطعام أو المعروض. ونحن نقول عدم العروض ( أي دعوة المرء إلى طعامك) جفا. بل لربما ظنوا بنا البله والسفه حين نتبرع بدفع ما أكله الواحد منهم أو شربه في مطعم أو بوفيه. والحق إنه سفه كبير. وله مصطلح عربي نصفه به. فمن يصرف المال هكذا بلا نظر في العواقب هو عندنا ''متلاف''. وليس هذا ذماً بل مدحاً كبيراً. ولنذكر الأغنية الشعبية التي يؤديها سيد خليفة ''المال ما بهمو إن كتر وإن راح''.
يصف مصطلحنا الشعبي ما يقوم به فضلاء القرى هذه الأيام من جبر لصائمي الطرق القومية بـ''عوج الدرب''. وهذا ما يوصف به الرجل المقصود بالضيوف من كل حدب وصوب. فما يبلغ المسافر جهته حتى يعرج عليه يصيب طعاماً وشراباً وأمناً قبل متابعة السير. وقد قام فضلاء القرى دائماً بهذا النبل تجاه المسافرين. وقد هزتني مكرمة قرية العبيدية، الواقعة إلى شمال مدينة بربر، التي استضافت قطاراً بحاله خلال وقوفه بمحطتهم خريف عام 1988 الذي أحدق فيه الماء بالسودان حتى كاد يغرقه. وكتبت عنها في بابي ''ومع ذلك'' بجريدة الخرطوم. وليس ينجح في امتحان هذه الأريحية كل أحد. فقد سقط أهل محطة منطقة في نهرالنيل مرة في استضافة قطر توقف لأيام عند بلدتهم. بل زادوا الطين بلة بالمغالاة في أسعار المشروب والمطعوم. وقد سار الشعر الشعبي بخبر خيبتهم هذه. وكان لبعضهم تفسيرات ''عرقية'' لسقوط أهل المنطقة في هذا الإمتحان السوداني السهل.
وقد عرف حتى الصوفية أن الطعام هو سبيلهم إلى أفئدة الناس. فقال أحدهم ''لو ما عجيني، أي طعامي، منو البجيني''. وقيل لصوفي ما الشيء يقوم به الإنسان فيٌرضي الرب ويدخل به الجنان. فقال: الكسرة. وسئل عن الشيء الآخر الذي يماثل الكسرة في الجزاء. فقال الكسرة. وسئل ثالثة عن الأمر فقال الكسرة وطلب من السائل أن يكف عن السؤال. فالكسرة هي الإجابة الصحيحة أبداً.
قرأت أن الفيلسوف الألماني نيتشه قال إن العرب أمة كلاسيكية. ولم اقع على نصه بعد. وكلاسيكية هنا تعني القِدم في معنى العتق لا معنى بلوغ أرذل العمر. والأمة الكلاسيكية هي التي تلتزم بالأصول كما يلتزم متحدث اللغة بالنحو لا يلحن أبداً. وأضرب لذلك مثلاً بفكاهة راجت عن الصعايدة العرب. فقد قيل إنه التقي صعيديان أمام باب عربة قاطرة سريعة لا تقف إلا لوقت قصير جداً في المحطة المخصوصة. وأخذ كل من الصعيدين يعزم الآخر ليتقدمه إلى باب العربة من باب الدماثة. وظلا على حالهما هذا حتى غادر القطار المحطة. وحينما نبههما منبه إلى ترك القطار لهما على قارعة الطريق وهما في طقس العزومة قال أحدهما: ''يفوت القطار ولا تفوت الأصول''. وتكشف النادرة عن مدى التضحية التي قد يبذلها الأصولي عن طيب خاطر للحفاظ على الأصول.
أعتقد في نفسي بأنني حسن الإطلاع على ثقافة الغرب ربما بما هو أكثر من ثقافة العرب. ولا أذكر مع ذلك أن الغرب يحتفي بالسخاء احتفاء العرب به. لا أجد مثلاً في ثقافة الغرب مقابلاً لحاتم الطائي في الشهرة بالجود. كما لا أجد عناية بحاتم المضاد أو البخيل في أدب الغرب بينما يقف كتاب الجاحظ عن البخلاء تاجاً على رأس النثر العربي. ولا تجد في الإنجليزية ،وأنا عرضة للتصويب بالطبع، ترجمة دقيقة لعبارة ''نار القرى'' التي كان يشعلها فريق البادية العربية ليهتدي بها المسافر الموحش إليه لكي ينعم بينهم بموضع للراحة والطعام الهنيء والأنس. ولا أعرف ثقافة مثل العربية تعمقت في علم وظائف (فيزولوجيا) الكرم مثل العرب. فتأمل قول شاعرهم يمدح أميراً فياض الكرم: ''وأندى العالمين بطون راح''. فقد صور بطن يد الأمير طلية بالندى من فرط فضلها على الناس. بل أنظر كيف تماثل ''الندي'' عند العرب قطر الماء مما تراه صباحاً على أوراق الزهر وقطر الجود يزهر على باطن الكف.
قضيت شطراً من تدريبي الأكاديمي أدرس علم اجتماع الأريحية أي الفضل أي الكرم. وقد ساقني إلى هذه الدراسة افتتاني بظاهرة دواوين شعب الرباطاب المبذولة لقرى الأضياف. وكنت من زبائن هذه الدواوين. فقد أكرم وفادتي السيد كرز بديوانه في كرقس عام 1966 وتمتعت بفيض كرم السيد خضر علي مصطفى بديوانه عام 1984 وكتبت عن ظاهرة الديوان الرباطابي في سياق علم اجتماع الفضل والإحسان. ووجدت أن أفضل الكتابات في هذا العلم هو الذي كتب عن عرب أو مستعربين. وأشهر هذه الكتابات ما خطه بيير بوردو، الأنثربولجي الفرنسي، صاحب كتاب علم اجتماع الممارسة الذي درس فيه أحد شعوب البربر أو الأمازيغ في شمال أفريقيا. وقد فض في كتابه هذا نزاعاً أكاديمياً قديماً في علم اجتماع الكرم. ودار هذا النزاع حول عما إذا كان الكرم للكرم أم أنه حيلة أخرى للصيت أو انتظار المقابل برد الجميل. وقد نسيت تفاصيل حجة بوردو الطريفة. ولكني أذكر أنه استقدم لدائرة البحث ولأول مرة مفهوم أن الكرم هو ''رأسمال رمزي''. ولا أريد الخوض بأكثر من هذا في المسألة. فما جئتها إلا لأقول إن علم الكرم علم عربي شبه خالص.
أكثرنا في الصفوة من المصروعين بالغرب. وقد تربينا على استعظام الغرب واعتنقنا عقيدة أن الثقافة غربية من حد شكسبير إلى تخوم ماركس. ولهذه الصفوة جراءة وقحة تستحقر بها أهلها فتزعم أنهم بدائيون خلا وفاضهم من الثقافة. ولم أر مثل ثقافة العرب السودانيين المسلمين نبلاً ودقة وأصولية في تعاطي الطعام. فهو مبذول. يلاقيك البدو رعاة الشاة باللبن ملبين شفرة الثقافة في الجود وداعين: ''بيضاء، بيضاء''. ومن زرع منا قال إنني غفرت لمن يصيب منه غاشياً وماشياً. ولهم قاموس كامل في ''التخسيم'' حضاً ليستزيد الآكل ورفعاً للحرج. ويقع هذا خاصة بين النساء: الرسول يعرض لك. ما تعرضيني بالرسول. أها عزيتو. ولهم فن في تحريك مطايب الطعام مما جاور العظم نحو الضيف. ولهم في ذلك توقيت وإيقاع. بل علمت أن الوظيفة من البدء بالمرارة في إكرام الضيف أن يعلم أن خروفاً طازجاً قد نٌحر من أجله. فلو جاءه الطعام مطبوخاً لحار دليله. وتحف بالمائدة أعراف دقيقة في ضبط الشهية ولجمها. فالواحد منا يحذر أن يبدو شرفاناً أو غلياناً أو جحماناً إذا أفرط في عض اللحم وقرش العظام. بل هناك من يأكل قبل أن يلبي الدعوة لمأدبة حتى لا ''يشرف أو يغلى أو يجحم'' فيعيب. وعرب السودان يرون في الضيافة مخاطرة واجبة. فالجود فيها بالموجود وليس قطعاً في الجلود. وعيب الزاد ولا عيب سيدو. وأكثر تحدٍ يواجهه الرجل في ثقافة الضيافة هو أن يكرم ''ضيف الهجوع'' الذي يأتيك على حين غرة بعد خلود الناس للنوم. وكان الناس إذا أرادوا غرضاً من رجل رفضوا تناول ما يعرضه عليهم من طعام حتى يقضي ذلك الغرض. حكى لي رفيقنا عبد الله محي الدين عن يوم أضرب فيه ضيوف للعمدة السرور السافلاوي، عمدة عطبرة، عن الطعام حتى يرد لهم مظلمة. وفعل العمدة.
هذه ثقافة لا أول لها ولا آخر. ولكن ما ذٌكرت ثقافة الطعام حتى ضربنا بفرنسا المثل وتفانينا في ذلك.
http://www.rayaam.net/articles/article5.htm
___________
شكرا اخي حيدر على لفت الانتباه الى هذا المقال الهام الذي سيقطع قول كل خطيب حول مفهوم الشفرة الثقافية عند الدكتور عبد الله ابراهيم . ولي عودة للتعليق .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شفرة الثقافة العربية (Re: Agab Alfaya)
|
عزيزي حيدر سلامات شكرا على ايراد كلام ع.ع.ابراهيم المهم. عبد الله متابع جيد للاسافير حسب ما علمت من اصدقائه المقربين. وليست صدفة ان مقاله جاء مترافقا مع حوارنا هنا حول الشفرة الثقافية. ولعله اراد ان يضيئ مفهومه لشفرة الثقافة العربية،من خلال علم اجتماع الكرم، وهو علم اسمع به لاول مرة . وساحاول ان اتعرف عليه، ومن المعروف ان علم الاجتماع مزدهر جدا،في الولايات المتحدة ،وقد ساهم كثيرا في تطور المجتمع الامريكي،الذي يقوم على البراغماتية بمفهومه الحسن. وقد قرات قبل عشرة اعوام حول ان 200 مجلة متخصصة في فروع علم الاجتماع تصدر شهريا في الولايات المتحدة ،اي بمعدل سبع مجلات تقريبا في اليوم, فتأمل!!! محبتي المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ع.اللطيف على الفكي و "جنوبيات" المجذوب ،كتمظهر للبدائي النبيل (Re: osama elkhawad)
|
عزيزي أسامة تحيات لك و للجميع شكراً جزيلاً على الدعوة الكريمة و على إطراء يرجح عندي إنني لست من أهله لزوماً. ولكنك يا سيدي تجدني حاضراً على كل حال!!! فما كنت لأكون غائباً عن مائدة الفكر الدسمة هذي ولو فاتني السحور(ساهرتو بينا )! بل أتابعكم منذ البداية و في كل ليلة، قارئاً لجديد الحوار و مستعيداً لأصوله. (أعدت بالأمس، بدفع منكم، قراءة ورقة ع ع إبراهيم كسّار قلم مكميك)، هنا: http://www.sacdo.com/web/Categories/FeaturedArticles/Ab...01004_Macmichael.asp وتجدني، مستمتعاً بحواركم، شاكراً لك و ممنوناً وأشد إتفاقاً. و الشكر و الإمتنان لمفترعه الأستاذ حيدر و للأستاذ اللجب عجب الفيا و للأستاذ المفتاح و للأستاذ الشقليني و للأستاذ محمّد سيد احمد كما لجميع المتداخلين الذين يثرون هذا البوست ويضفون عليه البهاء. و بالطبع فإن الشكر أوجب للدكتور ع ع إبراهيم و لعصفه العاصف الذي يحفز على هذا الحوار العالي و على هذا التثاقف العميق. إذن فأنا مبسوط، و مبسوط جداً كمان رغم الظروف المكاجرة فلا تسمح راهناً بأكثر من القراءة و المتابعة وإلى حين ميسرة كان الله هوّن. كما إنكم يا أعزائي لا تغادرون عن (متردم) و لا عن شاردة أو واردة فلا تكفونها. ومبسوط بالذات من سيادة الهدوء و صفاء الأجواء الحوارية (كسماء زرقاء) تلهم الأستاذ شقليني أشعاراً بهيجة و مداومة على مسك الخشب و نحن معه .
أنا أيضاً كنت أتمنى أن يشارك في إثرائكم هذا الدكتور النور حمد و الأستاذ بكري الجاك من المبادرين في بوست الفيا القديم (تحالف الهاربين) ، و أرجو ألآ يخيبا رجائي لو كان في سعتهما.
ولقد علمت من بعض قراءة في (سودانفورأول) و من بعض الأصدقاء، أن الأستاذ الكبير د.عبدالله بولا متوعك، فلنتمنى و ندعوا له بعاجل الشفاء و دوام الصحة و العطاء.
سأتفرغ منذ الآن لقراء ورقة الأستاذ عبد اللطيف علي الفكي(أطبعها الآن) التي أوردت رابطها مشكوراً يا عزيزي أسامة.
إن في الإختلاف لعلم و في هذا البوست إمتاع.
أها، أبقوا عشرة على (الشفرة والكناية) و على الحوار العالي.
وافر التقدير للجميع. هاشم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بل خصلة سودانية ، (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
Quote: شفرة الثقافة العربية: والمال ما بهمو إن كتر وإن راح
|
هذا هو عنوان مقال الدكتور عبد الله ابراهيم الذي نوه اليه الاخ حيدر والمنشور بالراي العام 14/10/2006 ان كرم اهل السودان معروف للقاصي والداني وسارت به الركبان في شتى نواحي المعمورة لكن الدكتور يريد ان يختص عرب السودان بهذا الكرم كما هو ظاهر في العنوان . ولو كان كاتب المقال اي كاتب آخر يؤمن بالسودان كوطن وهوية لكتب عن الكرم بوصفه خصلة سودانية دون تخصيص . الا ان ذلك ينسجم تما ما مع المشروع الثقافي والفكري لللدكتور فقد سبق ان حدد موقفه من هذا الوطن الجامع وقال انه معني بشان الجماعة العربية المسلمة في السودان وقال ان شفرة هذه الجماعة هي القومية العربية الاسلامية التي استل منها نظام الانقاذ ! اما عن استخدام الدكتور الفاضل / لكلمة شفرة ثقافية . فان مفهوم الشفرة الثقافية عند الدكتور لا يخرج عن كونه يمثل مجموعة الخصائص الثقافية التي تميز وتحدد وتشكل ميول واتجاهات مجموعة اثنية وثقافية معينة . وهذا المفهوم قديم وهو يندرج في سائر تعريفات الثقافة الكثيرة . و لكن الجديد هو استخدم كلمة شفرة للاشارة الى مجموع هذه الخصائص . الا انه يمكن الحديث عن هذه الخصائص دون ان نستخدم كلمة شفرة . اذ العبرة ليس في الشفرة في حد ذاتها وانما في الرسالة التي تحملها هذه الشفرة . العبرة بظاهرة الكرم كخاصية من خصائص ثقافة معينة وليست العبرة في وصف هذه الخاصية او تلك بالشفرة او غيرها من الرموز والايقونات . ستظل الكرم هو هو خصلة من خصائل تلك الثقافة سواء وصفته بشفرة او لم اصفه بذلك . اضافة الى ان كلمة شفرة ليست جديدة في حد ذاتها وانما تمت استعاراتها من حقول معرفية اخرى . لذلك لا معنى للاصرار على والتهليل لاستخدام كلمة شفرة وكانها كشف عبقري الا اذا كان ذلك مجرد ولع ، من اجل الولع الشكلاني بالمصطلحات الجديدة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بل خصلة سودانية ، (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
الأخوة الأعزاء السلام ورحمة الله وبركاته
إن الذى حيرنى فيما ذكره دكتور عبدالله على عن شفرة الكرم أوالكرم وعلاقته بالإجتماع واسامه الخواض من خريجى علم الإجتماع لا أدرى كيف ينكر بدهيه لا يود أن يدرسها فى الفصول لأن فى الفصول تدرس الخطوط العريضه لا التفاصيل والكرم صفة تلحق بالناس أو تنتفى عنهم كماهو معروف أو كما عبر عنه الدكتور فإن كانت لدى البدائين فتكنون ذات طبيعه أنثربولجيه ولو كانت لأهل التمدن تكون ذات طبيعه إجتماعيه لأن البدائى يجود لك بأروع ما يعتقد من أجود ما يمتلك إن كان لبنا أو بليله أماأهل التمدن ربما يخيروك إن كنت فى حاجة إلى طعام أو إلى شراب كأن أقدم إلى وأسامه وأطلب شايا أو بيبسى ويتفضل هاشا باشا بإعطائى ذلك فطريقة التقديم ونوعية المقدم تكون سلوكا للإنسان إما مدنيا أوبدويا أو بدائيا مما يدخله فى الإجتماع أو الأنثربولجى وهذا ليس بنجر ولكن من واقع تحصيل ودراسه ثم ملئ عراميس وإنى أستنكر دهشة الأستاذ أسامه ولأنها قيلت الآن فستكون مرجعا موثوقا فيه الشئ الذى أقصده دعوة الأستاذ والشاعر أسامه بالإبتكار لأن النقد فكرا ليس بفلسفة محضه ولا بعلم رجد أوقح ولأوسامه وللكل ودى والسلام........................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بل خصلة سودانية ، (Re: munswor almophtah)
|
مَرحى .. تُطِلُّ الشمسُ هذا الصُبحُ من أُفقِ القبول لُغةً على جسد المياه و وهْجُ مِصباحٍ منَ البلور في ليلِ الجذورْ و بعضُ إيماءٍ و رمز مستحيلْ اليومًَ يا سنار ُ أقبل فيكِ أيامي بما فيها من العُشب الطفيليِّ الذي يهتزُّ تحتَ غصونِ أشجار البريقْ اليوم أقبل فيكِ أيامي بما فيها منَ الرُعبِ المُخمِّرِ في شراييني وما فيها من الفرح العَميق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: البادية والبدائي النبيل ! (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
ورد في مقال الدكتور عبد الله اعلاه :شفرة الثقافة العربية :
Quote: أكثرنا في الصفوة من المصروعين بالغرب. وقد تربينا على استعظام الغرب واعتنقنا عقيدة أن الثقافة غربية من حد شكسبير إلى تخوم ماركس. ولهذه الصفوة جراءة وقحة تستحقر بها أهلها فتزعم أنهم بدائيون خلا وفاضهم من الثقافة. ولم أر مثل ثقافة العرب السودانيين المسلمين نبلاً ودقة وأصولية في تعاطي الطعام. |
يعذرني الدكتور ان قوله : " بدائيون خلا وفاضهم من الثقافة " تنقصه الدقة .فلا احد من الصفوة يصف قومه بانهم بلا ثقافة . اما وصفهم لهم بالبدائية فلا يتطابق مع القول انهم بلا ثقافة ، بل يفيد ان ثقافتهم بدائية . والبدائية في حد ذاتها ليس ذما ، ولعله ليس صدفة ان البادية وبدائي من جذر واحد . فاهل البادية بدائيين ( بالنسبة لاهل الحضر وليس بالضرورة بالنسبة للمستعمر ) ولكنهم اهل ثقافة . وثقافتهم تمثل كل القيم النبيلة . ولا احد من الصفوة يجادل في ذلك . وبهذا المعني يمكن القول ان انسان البادية بدائي نبيل . وهو ما عبر عنه الدكتور بقوله : " ولم أر مثل ثقافة العرب السودانيين المسلمين نبلا " !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: عبدالله الشقليني)
|
My Sennar..! At sunset..! Blinks in the homeland, Of sacred revival anew, And winks in a bow In a wound dyed blue, In a horse with black manes, An' grass sparce; yet a dew. In the leap of a leopard, In blood opaque; but flew. In a metal in the sun eyes, With a scarlet ray as clue. In stars with the marrow, Of a spear on an epitaph, Where martyrs souls just flew. In a book shone with holy verse, Where wisdom pearls blew. In a minaret to spin lighter, The spirits of the true. In a spire to stick tighter, Splinters of the pew
نعتذر عن أنني قد حاولت نقل النص من الكتابة اليمنى إلى اليُسرى وفشلت ( تقنياً ) فظهرت على غير ما نريد !
(عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-15-2006, 02:45 PM) (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-15-2006, 02:50 PM) (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-15-2006, 02:56 PM) (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 10-15-2006, 02:59 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: mohmmed said ahmed)
|
عزيزي محمد سلامات وكيف حالك ،وحال الاسرة ؟ لا يمكنني دعوة ع.بولا، لسببين: السبب الأول : أنه استقال من هذا المنبر. والسبب الثاني: أنه لا يتداخل مع الفيا ، كما أعلن قبل ذلك.
و نتمنى ان يكون استاذنا وصديقنا بولا بخير، وان يتعافى سريعا.
وهو من الذين ساورد مساهمتهم في موضوعة: البدائي النبيل في الخطاب الثقافي السوداني وسيكون مرجعي بوسته المشهور، وساحاول الاتصال به لارشادي الى مصادر اخرى ،قد تساعدني في الحديث عن مساهمته المقدرة حول : البدائي النبيل محبتي المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: mohmmed said ahmed)
|
قال صديقنا : محمد سيد احمد الآتي:
Quote: الصديق الخواض
نتمنى الشفاء للمفكر عبد الله بولا
لكن انا قاصد عبد الله على ابراهيم |
معليش فهمتك خطأ، أما بخصوص دعوة ع.ع.ابراهيم، فهذة مسالة تخصه ، وهو متابع جيد للاسافير، وسبق ان رد على مداخلة ل: عثمان محمد صالح نشرها عثمان هنا، ورد عليها ع.ع.ابراهيم في سودانايل. هذه مسالة تخص ع.ع.ابراهيم، و تنمنى ان ينضم الينا ،لو كانت ظروفه تسمح بذلك، خاصة انه اكاديمي ،وربما لا تسمح ظروفه بذلك. وسبق للراحل المقيم : الخاتم عدلان أن نبه الى غياب ع.ع.ابراهيم ،عن النقاشات الدائرة حوله. لكنه متابع جيد ، وواضح ذلك من عموده الاخير حول الشفرة الثقافية. المهم تتبقى المسالة الاساسية ، و هي النقاش حول مساهمته المهمة جدا في رايي ، و المبتذلة في راي الآخرين. واذا ما انضم الينا ، فهذا أمر حسن. و غيابه ايضا ، لن يعيق مسار الحوار. فنحن نتحدث عن افكار مفكر كبير بحجم ع.ع.ابراهيم، والذي يرى الفيا انه لا يستحق ذلك ، وأن :
Quote: بولا وغيره ، يحاولون "التسويق "له بغير مبرر. |
ارقد عافية وتحياتي للاسرة ، والأصدقاء المشتركين.
وتقبّل تحيات "سلوى". المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: osama elkhawad)
|
الاخ العزيز اسامة محبتى لك ولجميع الاخوة المتداخلين فى هذا المحفل المحضور بكوكبة من اولي العزم والمهتمين بشأن الثقافة البحثية والكتابة فى هذه الاسافير. واشكرك اخى اسامة فالحديث عن شخصية فكرية فى قامة دكتور عبدالله على ابراهيم ليست بالسهل وانا هنا قصيرٌ قامة فالفيلسوف الالماني كانت له مقولة يقول فيها اذا ما وجدت الناس يختلفون فى آمر ما لدرجة الجدل مابين مساند ومعارض فأعلم ان هذا بشئ عظيم فلذلك أعتقد ان دكتور عبدالله يستمد عظمته من الاخلاف الفكري الناشب فى هذا الشان ولكن سوف اتطرق لاشياء الكثير منا خالي الزهن منها وهى ان دكتور عبدالله قارئ من الطراز الاول ، بمعنى قراءته للاشياء تختلف من اى شخص فهو يقرا الاشياء بزواية وابعاد مختلفة عن الاخرين فدكتور عبدالله يمكن أن يستنبط من قراءة لنص او حوار او معلم ليست له قيمةعند الكثير منا ويفزلكهافزلكا يجعل منها قيمة فكرية، فمن الاشياء التى يتميز بها دكتور عبدالله البحث والقراءة والاطلاع والفهم العميق والمتأنى للاشياء، فدكتور عبدالله يزكرك بأعلام مثل الاصفهاني وابن كثير حيث اذا ما عرف ان شخص ما لديه معلومة من الاهمية بمكان الا وارتحل اليه مهما كلفه ذلك ، وازكر جيدآ وكان الحديث بيننا عن شخصية الدكتور عبدالوهاب زين العابدين اول سكرتير للحزب الشيوعيي السوداني والكثير من المهتمين بالشأن السياسي وخاصة الاخوة الشيوعيين لا يعرفون شئ عن هذه الشخصية فزكرت لدكتور عبدالله معرفرتى الشخصية بأسرة المرحوم دكتور عبدالوهاب وأنه ترك مزكرات قيمة فعلى طول حزم امتعته وسافر للسودان ليطلع على هذه المزكرات ، وازكر عندماكنا نتجول فى نزهة سياحية فى مدينة سان فرانسيسكو كان فى معيته الكثير من الاوراق وقصاصات الجرائد وكان دومآ يطلب مني ان نتوقف لنقوم بتصوير مستند او قصاصات استلفها من دكتور على بوب او معلومة وجدها فى صحيفة ، حتى حفظه للمستندات يدل على أشياء كثيرة. ولي عودة عن زيارتنا لسجن الكتراث فى معية دكتور عبدالله ولماذا كان مصرآ على زيارة هذا السجن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: Saifeldin Gibreel)
|
سنحاول ان ننشر شهادة الاستاذ الصديق: سيف جبريل بتنسيق جديد الاخ العزيز اسامة محبتى لك ولجميع الاخوة المتداخلين فى هذا المحفل المحضور بكوكبة من اولي العزم والمهتمين بشأن الثقافة البحثية والكتابة فى هذه الاسافير. واشكرك اخى اسامة فالحديث عن شخصية فكرية فى قامة دكتور عبدالله على ابراهيم ليست بالسهل وانا هنا قصيرٌ قامة فالفيلسوف الالماني كانت له مقولة يقول فيها اذا ما وجدت الناس يختلفون فى آمر ما لدرجة الجدل مابين مساند ومعارض فأعلم ان هذا بشئ عظيم فلذلك أعتقد ان دكتور عبدالله يستمد عظمته من الاخلاف الفكري الناشب فى هذا الشان ولكن سوف اتطرق لاشياء الكثير منا خالي الزهن منها وهى ان دكتور عبدالله قارئ من الطراز الاول ، بمعنى قراءته للاشياء تختلف من اى شخص فهو يقرا الاشياء بزواية وابعاد مختلفة عن الاخرين فدكتور عبدالله يمكن أن يستنبط من قراءة لنص او حوار او معلم ليست له قيمةعند الكثير منا ويفزلكهافزلكا يجعل منها قيمة فكرية، فمن الاشياء التى يتميز بها دكتور عبدالله البحث والقراءة والاطلاع والفهم العميق والمتأنى للاشياء، فدكتور عبدالله يزكرك بأعلام مثل الاصفهاني وابن كثير حيث اذا ما عرف ان شخص ما لديه معلومة من الاهمية بمكان الا وارتحل اليه مهما كلفه ذلك ، وازكر جيدآ وكان الحديث بيننا عن شخصية الدكتور عبدالوهاب زين العابدين اول سكرتير للحزب الشيوعيي السوداني والكثير من المهتمين بالشأن السياسي وخاصة الاخوة الشيوعيين لا يعرفون شئ عن هذه الشخصية فزكرت لدكتور عبدالله معرفرتى الشخصية بأسرة المرحوم دكتور عبدالوهاب وأنه ترك مزكرات قيمة فعلى طول حزم امتعته وسافر للسودان ليطلع على هذه المزكرات ، وازكر عندماكنا نتجول فى نزهة سياحية فى مدينة سان فرانسيسكو كان فى معيته الكثير من الاوراق وقصاصات الجرائد وكان دومآ يطلب مني ان نتوقف لنقوم بتصوير مستند او قصاصات استلفها من دكتور على بوب او معلومة وجدها فى صحيفة ، حتى حفظه للمستندات يدل على أشياء كثيرة. ولي عودة عن زيارتنا لسجن الكتراث فى معية دكتور عبدالله ولماذا كان مصرآ على زيارة هذا السجن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مكانة الدكتور عبد الله وعلمه واسهاماته ليست محل جدال (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
اهلا وسهلا بالاخ الصديق / سيف جبريل وحديثه عن صحبته للدكتور الفاضل / عبد الله على ابراهيم واحب بهذه المناسبة ان اؤكد ان مكانة الدكتور وعلمه وشخصه واسهامه في الحياة الفكرية والاكاديمية على العين والراس وهذا ليس محل جدال او خلاف ولن يكون . وكنت قد اثبت ذلك منذ اول مرة اتناول فيها اعمال الدكتور بالنقد حيث جاء في مقالة : الآفروعربية بين الواقع ووهم الايديلوجيا :
Quote: ويأتي اهتمامنا بهذه المقالة من الاحترام الخاص الذي تحظى به كتابات الدكتور عبد الله على إبراهيم عند جمهور المثقفين . فهو رجل ذو أسلوب متميز جاذب في الكتابة وله مساهمات مقدرة في الكتابة الصحفية وفي القصة ، والمسرح إلى جانب تاريخه السياسي وخلفيته الفكرية المعروفة . |
اذن هذا النقاش هو حصريا حول افكار الدكتور عبد الله التي طرحها في كتاباته حول الهوية والتي ينتقد فيها هو بالمقابل مساهمات زملاء اخرين سبقوه حول ذات الموضوع ولا احد فوق النقد . مع وافر الاحترام والتقدير للدكتور عبد الله على ابراهيم .
** نتمني للدكتور عبدالله بولا عاجل الشفاء ونسال الله ان يديم عليه نعمة الصحة والعافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
نقطف من الذكر الحكيم :
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الأحزاب35
الأحباء هُنا
ننوه لتمتين النصوص المكتوبة :
الكتابة الفصيحة هي : الذكر ، وأذكر ، ويتذكر ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: عبدالله الشقليني)
|
الاخ الاستاذ عبدالمنعم عجب الفية اشكرك على المداخلة ولي عودة ولكن سوف اقوم بأنزال هذاالمقال الذى كتبه دكتور عبدالله فى صحيفة الصحافة وسوف يكون لي تعليق بعد ذلك.
Quote: زيارتنا إلى سجن الكتراز
د. عبد الله علي ابراهيم كُتب في: 2004-06-16
عرض عليَّ إبننا سيف الدين جبريل، من اهالي الجريف غرب، أن يفسحني في أرجاء مدينة سان فرانسسكو بعد فراغنا من جلسات مؤتمر الجمعية الأميركية للدراسات السودانية. وأطلعني على قائمة من متع المدينة التي يقصدها السواح. ولما ذكر سجن «الكتراز» ضمن القائمة قلت له هذا هو مطلوبي. فقال لي لماذا إخترت السجن. قلت له فوق رأي. فأنا مشغول منذ حين بهذا السجن من زاوية سودانية. فقد قرأت للدكتور حسن الترابي في صحيفة «الميثاق الإسلامي» (28-3-1965) منذ سنين أنه زار الولايات المتحدة أيام كان طالب دراسات عليا بفرنسا في منتصف الستينات بدعوة من منظمة ما. وطلب منها تحديداً أن ترتب له زيارة الى سجن الكتراز وقرية للهنود الحمر. وقدرت للترابي أنه إلتمس معرفة اميركا لا من أبراج أغنيائها بل من حفر مستضعفيها. وهذه عناية غراء بعقل المرء. وتساءلت في نفسي ماذا كان يا ترى سيطلب ناشئة يساري مثلي من منظمة دعته الى أميركا على ذلك العهد. وتذكرت بيت أبي نواس:
عاج الشقى على رسم يسائله وعجت أسأل عن خمارة البلد
لقد عاج الترابي على رسم الكتراز ومستوطنة الهنود وعجنا الى خمارة البلد. وقال الترابي للجريدة إنه وجد النظام الإداري للهنود الحمر قريباً جداً من نظام الإدارة الأهلية عندنا. وهذه تذكرة للذين متى ذكر عنف الأرياف الحالي تحسروا على عهد الإدارة الأهلية. فالإدارة الأهلية هي حظيرة حكومية ترتبها الصفوة السياسية أياً كانت للأهالي كجماعات لا تستحق آلة الحكم الحديثة. وهذا من قلة الحيلة لا سعتها. فقضية ديمقرطية الريف قد تأجلت طويلاً لعقيدة الصفوة الحاكمة في الإدارة الأهلية. ولهذا يأخذ الريف الآن بخناق المدن.
يأخذ سجن الكتراز بألباب الأميركان أخذاً شديداً. فحوله فيلم مشهور وتصدر الكتب بسخاء عن حياة مساجينه. ويسمونه الصخرة لأنه مبنى شاهق في جزيرة مقابلة لمدينة سان فرانسسكو. بدأ كسجن حربي (1859-1933) ثم إنضم الى مصلحة السجون الأميركية في 1934، وكان حتى إغلاقه في 1963 هو «أم السجون» يضبط فيه عتاة المجرمين ممن فيهم عادة الهرب من الحبس. وكان فيه مثلاً آل كابوني العصبجي المعروف في شيكاغو.
فإذا جاءوا بالعتاة إليه إنسد أمامهم باب الهرب. فلم يهرب منه أحد وعاش ليحدث الناس عن فعلته. فقد حاول الهرب «36» سجيناً طوال عهده. وقد أٌحبطت محاولتهم سوى «5» منهم أفلتوا ولم يسمع احد عنهم قط. والأرجح انهم غرقوا من فرط الإرهاق عوماً الى البر. فالماء في خليج سان فرانسسكو بارد ورياحه سافية. وقال مدير السجن مرة لما سمع أنه سيكون هناك هروب جماعي: «شدوا حيلكم. عوموا بقى!». وربما كانت إستحالة الهرب من السجن هي التي تشد الأمريكيين الى هذا السجن المهجور. فهو النقيض الأعظم لما تربوا عليه من توقير الحرية والطلاقة. ولهذا يخيم على سواح السجن صمت وذهول وتكذيب لما يرونه بعيونهم وهم يمشون على ردهاته تحيط بهم زنازينه القاسية بما في ذلك «كهوف زنازين العقوبات» التي هي سجن داخل السجن. فالكتراز أدنى شيء الى القبر. ولهذا قال أحد مساجينه: «لقد مات في نفسي كلَّ شيء. فليس بوسع أحد الآن إيذائي».
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: Saifeldin Gibreel)
|
Quote: فقد قرأت للدكتور حسن الترابي في صحيفة «الميثاق الإسلامي» (28-3-1965) منذ سنين أنه زار الولايات المتحدة أيام كان طالب دراسات عليا بفرنسا في منتصف الستينات بدعوة من منظمة ما. وطلب منها تحديداً أن ترتب له زيارة الى سجن الكتراز وقرية للهنود الحمر. وقدرت للترابي أنه إلتمس معرفة اميركا لا من أبراج أغنيائها بل من حفر مستضعفيها. وهذه عناية غراء بعقل المرء. وتساءلت في نفسي ماذا كان يا ترى سيطلب ناشئة يساري مثلي من منظمة دعته الى أميركا على ذلك العهد. وتذكرت بيت أبي نواس:
عاج الشقى على رسم يسائله وعجت أسأل عن خمارة البلد
لقد عاج الترابي على رسم الكتراز ومستوطنة الهنود وعجنا الى خمارة البلد. |
شكرا الاخ الاستاذ /سيف جبريل على تزويدنا بهذه القطعة النثرية الهامة للدكتور عبد الله علي ابراهيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: افادات شاهد على عصر الغابة والصحراء وابادماك (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
Quote: ومن هنا كان من المفترض ان يكون مرتكز الحوار مع الدكتور عبدالله على إبراهيم فقد أباح لنفسه الهروب إلى حضارة نبتة ومروى وأنكر على رفاقه وزملاء دربه الهروب إلى الغابة والصحراء فالدعوتان الأباداماكية ومدرسة الغابة والصحراء يلتقيان ولايفترقان ولكن يبدو أن عبدالله عندما كتب مقالته عن "الآفروعربية" أو تحالف الهاربين، كان يرمى إلى ضرب آخرين متشفياً وكاشفاً لتخفيهم وراء هذه الدعوة، ولذلك عندما سئل فى برنامج "مواقع النجوم" عن تلك المقالة، لم يجب عليها صراحة ولاضمناً ولكنه لجأ إلى لجج القول، وكأنه يعتذر عما بدر عنه فى مقالته، والمشكلة أن من يكتب بدافع التشفى، ينسى دائماً ما كتبه بمجرد أن يزول غله أو يتبين خطأه، وقد وقع الأخ عبدالله فى كثير من الأخطاء فى مقالته آنفة الذكر سواءً فيما يتعلق بالمنهجية أو بالوقائع التاريخية والحيثيات الفكرية |
Quote: ومدرسة الغابة والصحراء، تنسب الى المدرسة كنوع من التجاوز خلافاً لجماعة أبادماك التى كانت تنظيماً محكماً وبعضوية تتسم بالتحديد الى أبعد حدود، ولها أهداف ظاهرة وربما خفية، ولكنها فى النهاية كانت فى إعتقادي وتجربتى حركة خيرة، وفى الخيرية اشتركت مع جماعة الغابة والصحراء، ومنهم على وجه التحديد محمد المكى إبراهيم والنور عثمان أبكر الذى ترأس اجتماعات أبادماك قبل القضاء على حركة هاشم العطا، أما المرحوم محمد عبدالحى، فقد كانت له تحفظات تجاه قولبة الإبداع فى تنظيمات، على الرغم من أنه حضر بعض أنشطة أبادماك الثقافية فى دار الثقافة.
|
Quote: لقد كنت أتوقع أن يحاكم الأخ عبدالله فى مقالته "تحالف الهاربين" نفسه قبل أن يحاكم غيره، متهماً إياهم بمحاولة الهروب من الطرح الإسلامى إلى الطرح العلمانى لمجرد التستر وراء الجنوبيين ليرخص لهم ذلك معاقرة الخمور، وهنا يتفق خطاب الأخ عبدالله مع الخطاب التحريضى للدكتور حسن الترابى، وهذا تبسيط مخل للأمور سواء بصورة واعية قُصد بها التشفى أو فش الغبينة أو الضغينة |
Quote: لقد أتيحت لى فرصة المشاركة فى ندوة عن أصول الثقافة السودانية نظمتها ونشرتها فيما بعد مجلة الثقافة السودانية فى عام 1978م، وقد إشترك فى الندوة الدكتور عبدالله والدكتور على عثمان محمد صالح والدكتور نورالدين ساتى والأستاذ عبدالله جلاب وشخصى، وكانت أطروحات كل المشاركين من صميم الانطلاق العفوى لإيجاد مرتكز للتصالح بين الثقافة العربية والثقافات الإفريقية المتوارثة، ما عدا عبدالله على إبراهيم، فقد كان طرحه عروبياً خالصاً، ويبدو أنه فى ذلك الوقت بدأ التململ من التزاماته السياسية السابقة، لأن خطابه أثناء وجودنا فى أبادماك كان خطاباً مختلفاً حيث كُنا جميعاً نحاول أن نستمد الحكمة والإلهام والشجاعة من رؤوس أبادماك الثلاثة |
Quote: إذن الرجوع إلى سنار لايعنى الرجوع الى العروبة والإسلام فحسب، ولكنه كان بالنسبة لمدرسة أو جماعة الغابة والصحراء يعنى الرجوع الى مكونات الدولة السنارية، فى ذلك الوقت بأبعادها العربية والإفريقية على حد سواء، ومن الخطأ فى كثير من الأحيان أن نقرن بين العروبة والإسلام فى السودان وكأنهما متلازمان، فالشواهد التاريخية تدل على أن كثيراً من القبائل السودانية التى تمت أسلمتها كان لها الفضل فى نشر الإسلام المدرسى أكثر من القبائل العربية الضاربة فى البداوة كالكبابيش والشكرية |
Quote: وفى أشعار الكبابيش ومسادير الشكرية الكثير الذى كان يمكن للأخ عبدالله أن يستنهض أو يستخلص منه صراحة أن العلمانيين أو جماعة الغابة والصحراء لم يكونوا فى حاجة إلى الهروب إلى طيش الأفارقة، ففى تاريخنا فى الشمال كان هناك من هم أكثر طيشاً لو صح هذا التعبير (طيش) وهو غير صحيح حتماً إذا نظرنا له فى سياقه التاريخى، فعلى الأخ عبدالله أن ينظر إلى دعوات جماعة الغابة والصحراء فى ضوء المقارنة بينها وبين أبادماك بدلاً من أن يحاول الهروب إلى أمام من تبعات أبادماك، وتبعاته فى إعتقادى جيدة، فلم الهروب، أو ما أطلقنا عليه هروب المتحالفين الباحثين عن مواقع لهم من الإعراب، وقد لايجدونها فى ضوء الرقابة المحكمة. كما أن عليه أن ينظر إلى إبداعاتهم فى ضوء الأدب الشعبى على الأقل عند الكبابيش وفى منطقة الرباطاب وهذه صنعته!!..
|
Quote: أما من الناحية المنهجية، فقد حاول الدكتور عبدالله على إبراهيم أن يتصيد جماعة الغابة والصحراء ويقتطف من أقوالهم ما يسند وجهة نظره فحسب وفى فترة باكرة من عمرهم ورجوعاً إلى مراجع لايمكن الإرتكان إليها فى بحث أكاديمى ناضج مع محدودية ما رجع إليه، وهو بهذا إنما يحجم جماعة الغابة والصحراء فى أضيق نطاق لايتجاوز جامعة الخرطوم وممن زاملوه فيها، علماً بان إبداعاتهم لاتكوِّن مدرسة بقدر مايمكن أن نطلق عليه اتجاهاً، وهو الإتجاه التحررى الأفريقي، ويشاركهم فيه شعراء سودانيون آخرون، منهم جيلى عبدالرحمن وتاج السر الحسن ومحي الدين فارس، والفيتورى، |
من مقال الدكتور مختار عجوبة : تحالف الهاربين ام هروب المتحالفين ؟
الوارد نصه اعلاه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: Agab Alfaya)
|
شكرا للصديق عجب الفيا على مقالة مختار فى المقالة اقف امام ملاحظة ان د عبد الله يكتب بدافع التشفى والشخص الذى يكتب بدافع التشفى ينسى دايما ما كتبه بمجرد ان يزول غله وهذه ملاحظة اشار اليها الخاتم واعتقد انها امر جوهرى يتضح فى ثنايا كتابات د عبد الله ولم يسعفه الذكاء المتوقد فى اخفائه يقول عجوبه الانسان عندما تعوزه الحجة يلجا الى غريب الكلام وحوشيه
يقول ايضا (كانت اطروحات كل المشاركين فى صميم الانطلاق العفوى لايجاد مركز للتصالح بين الثقافة العربية والثقافات الافريقية ماعدا د عبد الله فقد كان طرحه عروبيا خالصا)
اتفق مع د عجوبة فى وصف الغابة والصحراء بانه اتجاه وليس مدرسة تتسع لتضم جيلى والفيتورى وتاج السر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
لقد وضعت يدك يا صديقي / محمد سيد احمد ، على النقاط الرئيسية في قراءة الدكتور مختار عجوبة لورقة : تحالف الهاربين للدكتو عبد الله علي ابراهيم . ومختار عجوبة كاتب وباحث واستاذ محاضر في علم الاجتماع ولد بالباسا مركز مروي سنة 1942 تخرج من قسم اللغة العربية والدراسات الاسلامية كلية دار العلوم جامعة القاهرة سنة 1965 ومن اهم اعماله: القصة الحديثة في السودان صدرت طبعته الاولي عند دار نشر جامعة الخرطوم سنة 1972 ويعد مرجعا رائدا في هذا المجال وله كتابات ابداعية منها : - عندما يهنتز جبل البركل : مجموعة قصصية 1976 - صالح والجبل - رواية 1976 - السمتروية - قصص وبوميات 1988 - الي جانب العديد من البحوث والمقالات .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: عبدالله الشقليني)
|
رحيل ( عرفات ) نجم لواء 1924 م في رؤى : محمد أحمد محجوب
النص للأحباء ونخص الدكتور سيد ، أن أعدنا ه من منتدى الكتاب بسودانيات إلى منتدى الحوار .
تقديم : كتب الشاعر الهادي آدم : ودمت بلادي للخائفين أماناً وللمرتجي مأملا سلاما على كل ذي همة رأى فيك ِ ورد الردى منهلا سلاما على كل مستشهد توشحت من دمه ما غلا سلاما على مثخن بالجراح يدوس على جرحه مقبلا وكل يراع أنار الطريق فأذكى المشاعر أو أشعلا وعشت على الدهر رمز الخلود وبلغت أعلى الذرى منزلا كتب ( المحجوب ) في صحيفة الفجر عن ( عرفات ) وقد رحل . زلزال ألم بالكائنات ، فرّت الطيور من فوق أفنانها ، و فرحت العيون الزرق . قد رحل اليوم مجداً من أمجاد أمة ، فماذا يا تُرى قد كتب ؟ . هنا بعض ما خطه قلم الأديب ( المحجوب ) في العام 1937 من الميلاد : ـ ( عرفات ) وإنه لحديث حزين هذا الذي تحويه صفحات الفجر هذه المرة ، لأنها تنتظم دموع شعب كريم عرف لأبنائه حقهم فقدره ، وشعر بفقدهم فبكاهم ، ولأنها تفيض بأنات الشباب ، وقد فُجع في حامل لوائه ، وتزدحم بالنظيم والنثير من كل لؤلؤي اكتسب الحمرة من وفاء القلوب المفجوعة وقضى هو ذوب المآقي الحسيرة . وكم كنا نود أن يكون حديث اليوم في( الفجر ) من فيض قلم عرفات السِحري يعالج فيه ما استعصى من شئوننا العامة ، ويحدثنا عن الواجبات ، ويفكرنا بالحقوق ، ولكن هكذا إرادة الله حكمت ولا راد لقضاء الله . مات عند الفجر : في فجر ذلك اليوم المشئوم استيقظت من نومي على صوت أقرب الناس إلى وأحناهم على عرفات في أيام علته التي قضى بعدها ، وما كدت أزيح الغطاء عن وجهي إلا وانفرجت شفتاه عن لفظتين لا يزال صداهما يتردد في أذني وقلبي " مات عرفات " . وهنا استولى عليّ الذعر ، وعقد لسان صاحبي وهو الذرب ، وجاش صدره بالحزن وفاضت عيناه بالدموع وأجهشت في البكاء ، وعهدي به لا يحزن على ميت و لا يبكي على فائت لأن مهنته جعلته يرى الأموات في كل يوم يغادرون هذه الدار إلى دار أخرى ، ولكنه فقد الصديق العزيز والرجل النافع يلينّ القلوب القاسية ويبعث الشجون الكامنة ويفجر الدموع من الجفون الجافة . أجل " مات عرفات " وهاأنذا أعدو في الطريق حاسر الرأس شارد اللب أسكب الدمع فلا يبرد علة ، وأرسل الصوت بالأنات الكامنة فلا يفرّج كربة ، وهاأنذا أدخل داره فإذا كل من فيها حزين ثاكل ، وإذا بطفلتيه الحبيبتين قد جللهما السواد ، وإذا بزوجه الوفية قد ذوت كالغصن الذابل ، وإذا بي أسترجع الذكريات سراعاً ، وإذا بي أرى آماله الكبيرة تنهار ، وإذا بي أرى مجلسه العامر ينطوي ، وإذا بي أرى الصحب يتلفتون ليروا هل من فتى يعقد له اللواء فترتد الأبصار حاسرة لأن الفتى قد قضى نحبه ، ولأن رب اللواء قد سقط في حومة الجهاد ، ولم يبق سوى الجند . فأبكي ويبكي من حولي ولكن ماذا يجدي البكاء . النعي : وما كادت أشعة الفجر الفضية تنمحي من أثر الفاجعة الأليمة وترتفع الشمس إلى كبد السماء ولكن بها كلف من أثر الحلكة التي كست الوجوه ، وأعشت العيون إلا وأقبلنا على بعضنا نتفاكر ونقول ،ولكن لعرفات علينا حقاً أكثر من هذا البكاء . لا بد من القيام به ، ولأمة ( عرفات ) علينا بعض الحق لا بدّ من وفائه . وأول ما فكرنا فيه أن ننعيه لأمته ، وهنا عقدت الألسنة التي تحسن الإملاء وجفّت الأقلام التي ما عودت الجفاف ، فهذا يدفع القرطاس إلى ذاك ، وهذا يحاول أن يملي فلا يفلح ، فأيقّنا أن الفجيعة لم تقف عند حد ، وإن هذا الموت لم يكفه القضاء على واسطة عقدنا وريحان مجلسنا ، بل ضاعف الفقد بأن عقد ألسنتنا وشلّ أقلامنا ، فعجزنا حتى عن نعي ( عرفات ) , وأخيراً بأيد مضطربة وشفاه راجفة ، وأكباد واجفة دفعنا إلى المطبعة النعي الذي وُزع على سكان العاصمة المثلثة في حينه ، والذي نشرناه فوق هذا الحديث ، فكان نعياً حزيناً مضطرباً يدل على أن الحزن عقال الألسنة الذربة ، وقيد الأقلام التي لا يكبحها قيد . لفّ نعشه لون أخضر ، عليه كلمات عاش ومات ( عرفات ) من أجلها : { الحرية والنهضة والفجر } تسابق الشيوخ والشباب يتخطفون النعش . أمة تبكي حملته إلى مدفنه ، و أكاليل الزهر على قبره تبدو يانعة . الخطباء يتباكون في مرقده ، وكنت أقول لنفسي : {ستُنسى كلمات التأبين ، وينتصر الموت على الحياة ، مهما خفّفت وطأته الحقيقة . } ولد هو في فجر يوم من أيام عرفات ، قُبيل الفتح الأخير ، وطبول الحرب تدق وجلجلة السلاح ودوي المدافع تصُم الآذان ، وقد أحست روحه وهو في المهد دماء الشهداء تسيل على ثرى الوطن ، وأرواحهم تفيض إلى بارئها راضية مطمئنة ، لأنها قضت واجبها نحو الله والوطن ، وأن من يولد في مثل تلك الظروف لحري أن يقف حياته لخدمة بلاده وأن يجاهد أصدق الجهاد ، ولهذا كانت روح عرفات روح تضحية وجهاد لأنها أحست معنى الوطنية في المهد وتشبعت به . لم يزل أبناء جيله يذكرون الذكاء والنبوغ ودماثة الخُلق . يبدو لك ذاهلاً متشاغلاً عن دروس التعلم ، تحسبه لا مبالياً ، ولكنه يمّل سماع المكرر من الحديث . لا شيء يوقف طموحه في التطلع إلى العوالم التي تتراءى أمام عينيه ، فيهرب من دروس المنهاج إلى عوالم أرحب . ذلك شأن الرجل الحالم . ( عرفات ) يحلم بتأثيل مجد طارف ، ركض خلفه حتى مماته . انقضت أيام الدراسة وكان في الطليعة المتعلمة في تلك الأيام ، والتحق بمصلحة البريد والبرق موظفاً . بدأ بجِد يعمل ليجد مكاناً لأبناء جلدته بين موظفي الجاليات الأخرى وهم كُثر في تلك المصلحة . إنه رب عائلة تكبر عن مرتب الوظيفة ، فعمل في بيوت التجارة ، وعند الليل يعود إلى داره يقرأ ويكتب ، أو يعرج على بعض أصحابه يجاذبهم أطراف الحديث أو يتقارضون الشِعر ويروون من أخبار العرب والعربية كل طريف وظريف . فهو ريحانة مجالس الأنس والأسمار . المستقبل في العمل يبسم ، والأسرة الصغيرة ، زوجة وطفلتين تبشران بهناء . الآن قرعت أجراس النداء ولبى ( عرفات ) الطلب . وفي عام 1924 م ، رأى هو وصحبه أن حمل اللواء أوجب ، وأصبحوا رأس فكر يؤجج للنضال غير عابئين بالسجن أو التشريد أو الموت . لم يزل يذكر الذاكرين ذلك النداء الذي نشره ( عرفات ) باللغة الإنجليزية على صفحات ( التايمز ) ونشرت الأهرام ترجمته ، وذلك في وقت كان كُتاب الإنجليزية فيه لا وجود لهم في بلادنا ، ولكن ( عرفات ) كان سباقاً في كل حلبة . في مصر : ـ شّد هو الرحال إلى مصر ،ليقرب من معقل النهضة المصرية . فشد الرحال ، وضحى بالوطن الأصغر في سبيل الوطن الأكبر ، بعائلته في سبيل أمته . غادر البلاد غير حاسب حساب زوجه الوفية ولا طفلتيه الحبيبتين وغير حاسب حساب المرتب المضمون و ركب مركب المجهول . اتصل بالدوائر وامتزج بالأوساط ، ورأى في أبناء مصر على عهده حركة دائبة وفكراً ثاقباً وصبراً على الشدائد وتقديراً للواجب . عندما كانت تعرض الوظائف عليه يرفضها بإباء وهو يقول : { ما جئت إلى مصر طالب مال ولا باحثاً عن عمل ، ولكنني جئت أعرض مطالب شعب وأدافع عن قضية أمة } وبينما هو في كفاحه هناك قتل ( السير لي إستاك ) فزُج مع صحبه من السودانيين في السجن ، وظل سبعة أشهر كان فيها مثال الثبات والصبر والنزاهة ، والثبات أمام القضاء والصبر على مضض السجن ، والنزاهة في الرد على ما يوجه اليه من الأسئلة . خرج من السجن فوجد الحياة على غير ما ترك ، ووجد نظام الحكم غيره بالأمس ، ورأى الوجوه التي كانت باشة بالأمس متجهمة اليوم . ووجد النفوس التي لا تعرف الخور قد قبعت في الدور ، وأيقن آنذاك أن جهاده قد وضع له حد ولو إلى حين . نزل إلى ميدان العمل الحر فلم يأنف من أن يفتح حانوتاً للبقالة يرتزق منه هو وأبناؤه الطلبة الذين ذهبوا إلى مصر في طلب العلم ، ثم من بعد نزح إلى سيناء واتصل بشركة التعدين الإنجليزية ، وظل يعمل بها زهاء العام ، ثم استقال عنها . في جَدّة : ـ ذهب ( عرفات ) إلى جدّة ، وعمل بشركة القناعة للسيارات وكان في أوقات فراغه يعطي دروساً في اللغة الإنجليزية واللغة العربية للراغبين . وجمع حوله جماعة من الصحاب السودانيين والمصريين والجدّاويين ، فوجدوا فيه خير عون وخير موئل . بعد أدائه فريضة الحج ، رأى أن يعود للوطن لأنه من الذين يؤمنون بأن المرء لا يستطيع خدمة بلاده خارج الوطن ، وأن الصوت الذي يأتي في ذلك الزمان من خارج الحدود يأتي خافتاً . عودة الرائد : ـ تغرب ( عرفات ) عن الوطن مدى خمسة أعوام ونيّف ، وعاد بعدها بتجارب عظيمة . كتب ( عرفات ) من جدة إلى أستاذه ( المستر هللسون ) وكان إذ ذاك مساعداً للسكرتير الإداري في الشئون الأهلية طالباً أن يسهِل له أستاذه سبيل العودة على أن يأخذ على نفسه تعهداً للمحافظة على الأمن العام مدة عامين ، وإذا أخل بالشرط دفع خمسمائة من الجنيهات . ولعل السر الذي لا يعرفه الناس هو الرسالة التي بعث بها للسكرتير الإداري يطلب العودة لبلاده ، فما كان فيها مستجدياً ولا متملقاً ولكنه كان صريحاً حراً . واليك ترجمة هذه الفقرة من تلك الرسالة : { ليس بدعاً أن يطلب الرجل العودة إلى بلاده وعلى الأخص عندما يرى أمانيه وآماله تحطمت أمامه . لقد اشتركت فيمن اشترك في حركة سنة 1924 تدفعني إلى ذلك وطنيتي ، وما أن فشلت مهمتي رغبت العودة اليوم إلى بلادي ولا أقطع على نفسي عهداً بأنني إذا دعتني ظروف الخدمة العامة في بلادي سأحجم عن ذلك } هكذا عاد الرائد إلى وطنه لا ليقبع في داره ويكسب عيش أولاده ، بل ليعمل مع العاملين من أبناء أمته وليلبي النداء من جديد حين تقرع أجراسه . عرفات في الحِمى : ـ عاد ( عرفات ) إلى الحِمى وسرعان ما وجد له عملاً عند غير الحاكمين ، فهو متعدد المواهب ، لن يعدم العمل أنى حّل وأنى سار . وجعل يتسلل إلى المجتمعات ويتعرف بالأوساط من جديد ، وكان نادي الخريجين بالخرطوم في طور التأسيس . فقام ( عرفات ) بإخراج وتمثيل عدة روايات لمساعدة النادي ، ولعل الناس ذاكرون له بالخير تمثيله لدور مجنون ليلى وهو يهيم بليلاه ويحن إلى تراب المهد من أرض عامر . ولم تحرم مؤسسة من المؤسسات الوطنية الخيرية من خدمات ( عرفات ) ، فقد مثل رواية أو اثنتين مساعدة للمدرسة الأهلية ، وأقام السوق الخيري الأول لمساعدة ملجأ القرش ، وشرع في السوق الخيري الثاني للمشاريع الوطنية الثلاثة : الأهلية والأحفاد والملجأ ليبرهن للناس أن عمل الخير لا يعرف التحزب ، وأن خير الأعمال ما كان لخير الوطن جميعه وخالصاً لوجه الله ، ولكن المنية عاجلته قبل أن يتم ما بدأ . ( عرفات ) الصحفي : ـ أبرز ما في ( عرفات ) إيمانه في الصحافة كأداة لخدمة الأمة من الناحيتين الثقافية والاجتماعية ، واعتقاده في أنها خير أداة لتحقيق مطالب البلاد . وعندما عاد من الأراضي الحجازية أحس بالنقص الفاضح في صحافتنا ، وما كاد الصديق أبو الريش يفكر في إصدار مجلة النهضة ، ودعاني للعمل معه وطلب إلي أن أدعو ( عرفات ) ليعمل معنا ، لأن صلته بعرفات لم تكن لتسمح له أن يطلب منه ذلك الطلب ،إلا وتقدمت لصديقي أزف إليه البشرى بظهور صحيفة الشباب ، وأدعوه إلى العمل في الصحافة التي يؤمن بها ، وكان أن نزل على رغبتنا وقال لأبي الريش : { سأحاول التعاون معك بقدر ما يسمح لي زمني } وخامر أبا الريش الشك في معاونة ( عرفات ) له لأنه لم يعطه عهدا قاطعا . وشد ما كانت دهشة أبي الريش ودهشتي عندما بدأنا العمل ، ورأينا ( عرفات ) أكثرنا مواظبة وتوفراً على خدمة الصحيفة في تحريرها وإدارتها ، وكان أول من جزع لاحتجابها في المرة الأولى وأكثر الناس حزناً يوم ماتت بموت صاحبها عليه رحمة الله وغفرانه . الفجر : ـ عز على ( عرفات ) ألا تكون للشباب صحيفة بعد احتجاب النهضة ، فعمل جهده إلى إصدار الفجر ، يرسل أشعته الفضية على سواد هذا الليل الحالك ، ويبذل فيه كل ما ملكت يده وسكب فيه عصارة فكره وذوب قلبه ، فكانت صحيفة الشباب في أدبها وثقافتها واجتماعياتها ووطنياتها ،كانت ملتقى القديم الصالح بالجديد النافع . وهنالك بدت مرونة ( عرفات ) وحنكته السياسية ، فكان يهدئ من ثورة الشبان إذا رأى اللهب يكاد يجتذبهم ويذكيها عندما يرى الجمر كاد يخبو ويصير رماداً، وكان يعمل ما يريد عمله فإذا بالفجر يصدر وإذا بإدارة الأمن العام تدق جرس التلفون تحذر مرة وتهدد أخرى ، وإذا ( بعرفات) يقابل التحذير والتهديد بصدر رحب وابتسامة صفراء ، ويمضي غير عابئ بالتحذير ولا بالتهديد ولسان حاله يقول : { سنعودهم الحرية حتى يألفوها وسنطالبهم بالحقوق حتى يقروها وسنريهم مقدرتنا على القيام بالواجب في غير ما ضوضاء حتى يكبرونا }. وهكذا مضى وخلف ( الفجر ) تركة اجتماعية لهذا الشعب ، واستمر ( الفجر ) في ليل طويل حتى حسبناه لا حقاً بصاحبه ، وكدنا نقيم مأتماً وحداداً وكدنا نؤبن هذه الأمة لولا أن هب شباب البلد العاملون وخافوا من وصمة الأجيال القادمة ، فعاد الفجر بفضلهم وفضل القراء إلى الظهور ، وعرفات الذي ولد في الفجر ومات في الفجر ستنعم روحه بالخلود في هذا الفجر لتحيى ذكرى ( عرفات ) . عرفات الصديق : وهنا أرجو أن يعفيني القراء لأن ذلك شيء يخصني وحدي دون سائر الناس ، وما ذكرته إلا ثارت شجوني وفاضت عيوني بالدموع وإذدحمت بمخيلتي الذكريات وكفاني أن ابكيه بيني و بين نفسي في دمعة حارة أرسلها أو قصيدة أدبجها على قرطاس كلما جاش القلب لذكراه وإن أبى الناس إلا أن يشاركونني هذه الذكرى الحزينة فليترقبوها في أوانها في كل عام ، وأما أنت أيها الميت الخالد الحي الذكر فنم هانئاً في جنات عدن تحف بك الحور الحسان ويطوف عليك الولدان المخلدون وثق أن صحابك على العهد باقون وهم لتراثك الأدبي والاجتماعي حافظون ولمبادئك السامية راعون وهذا فجرك منارة هديهم وأداة جهادهم وعليه بعد الله يعتمدون ، وتساعدهم على ذلك أمتك الكريمة التي هم لعطفها وتقديرها راجون . طبت يا ( عرفات ) دنيا وآخرة وتلك عقبى المحسنين .
حاشية : ـ * الكاتب : محمد أحمد محجوب ( رئيس وزراء السودان الأسبق ) * المقال :بعض مما خطه الكاتب و نُشر بمجلة الفجر _ المجلد الثالث العدد الثاني _ 16 مارس 1937 ميلادية .
عبد الله الشقليني 07/09/2004
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
الأحباء هنا
ننقل لكم لقاء مع الشاعر محمد المكي إبراهيم أجراه الكاتب : صلاح الباشا عن صحيفة النخبة الرياضية بواشنطن ، و نقلته صحيفة سودانايل التي يرأس تحريرها الأستاذ / طارق الجزولي .
ننقل لكم النص ، للتعرف على مناطق أخرى من رؤى الشاعر محمد المكي ، ونثره في دُنيا الشعر في الهواء الطلق .
تاريخ النص 25/03/2004 م الماضي
إلى النص : ــــ
صحيفة النخبه الرياضيه الفنية تحاور الشاعر ودالمكي بواشنطن
صلاح الباشا/الخرطوم
عرفناه شاعراً مجيداً يعشق كل ماهو جميل .. عهدناه يقول المفردة ويحسن توظيفها ألقاً يحكي أشياء واشياء .. خبرناه وطنيا حتي النخاع .. وديمقراطيا من أعلي رأسه حتي أخمص قدميه .. تنقلنا عبر كل إصداراته منذ – أمتي - وحتي في خباء العامرية ... عابرين دوماً لنري بستانه النضير المخضر دوماً و الذي لايزال يختبيء في الوردة . وصحيفة النخبه الرياضية الفنية بالخرطوم ومن خلال ملفها الإبداعي الإسبوعي يشرفها جداً تقديم هذا الرمز الإبداعي الكبير لأهل السودان في كل الدنيا عبر سودانايل .. فإننا نزداد فرحة وشاعرنا قد حزم أمره للعودة الهانئة إلي ديار الوطن الذي بلاشك يفتح ذراعيه لهذه العودة المرتقبة... فإلي مضابط الحوار : السؤال الأول:
كانت ولازالت أشعارك يتداولها أهل السودان .. صفوتهم وعامتهم .. وأنت الآن بعيداً .. بعيداً .. وهناك بالخرطوم أجيالاً جديدة تتوق لرؤيتك .. رغم كل شيء .. وكتسخين إستهلالي للحوار : متي نراك ترفل في شارع الجمهورية .. بعد أن عاش الجمهور إطلالتك من واشنطن عبر الشاشة البلورية في حوار الأستاذ عمر الجزلي معك قبل أكثر من عام ؟
ج 1.
انت متأكد هنالك من يذكرنا ام انت وحدك الذي يتابع ويتذكر بحكم الصداقة والود المتبادل؟ الجزلي طبعا فنان ممتاز ولكن أراه هذه الأيام (جاري عودو) ونازل اشتباكات مع أصحابي من وردي الى الراحل الفاتح التجاني ..فأرجوك قل له أن يعود الى طبيعته الأصلية في الحلم والظرف والمسامحة .. ففي النهاية قليلها رايح وكتيرها رايح.
مرة زعلت في طرمبة البنزين لأن البياع كان يقوم بممارسات جائرة وبينما انا في العياط والزياط جاء واحد درويش لابس اخضر في اخضر وطلب مني ان لا أزعل وقال لي كن مثل بهلول الصوفي ومضى قائلا ان الاطفال كانوا يطاردون ذلك الصوفي ويقذفونه بالحجارة فكان يهرب منهم الى الخلاء ويستلقي في ظل شجرة لينفس من غيظه ويرتاح. وفي ذات يوم تكلمت الشجرة وقالت له لماذا أنت غاضب لان اطفالا صغارا قذفوك ببعض الاحجار؟ لماذا لاتكون مثلي وكلما قذفوك بالاحجار تقذفهم بالأثمار؟ وأنا أدعو ذلك الكردفاني الجميل أن يقتدي بالصوفية في الحلم وسعة الصدر وقذف الناس بالأثمار.
أما عن العودة الى الوطن فقد اقترب موعدها كثيرا والله نسأل ان تكون الديموقراطية والحرية قد عادت الى الوطن في ذلك الحين فنحن حملة الاقلام اكبر المستفيدين من الحرية وبدونها نختفي في الزوايا وتتراكم علينا الظلال. السؤال الثاني :
مابين أمتي والبرتقالة أنت ويختبيء البستان في الوردة وفي خباء العامرية .. تلك الدواوين الشعرية الرشيقة التي تمددت في سماء الوطن وسكنت داخل وجدان محبي الشعر الجميل من أهل السودان ، ماهي عناصر التغيير في اللغة الشعرية مابين تلك الأعمال ، وهنا أعني : هل لاحظت شيئا لافتا للنظر وأنت تعيد قراءة تلك الأعمال مع مراعاة تباعد مسافاتها ؟ ج 2
هذا ليس من شغلي..هذا شغل النقاد.ولكن هنالك مشكلة كبرى في اللغة فخلال هذه السنوات الأربعين تدهورت مستويات التحصيل اللغوي في البلاد وأصبح المتعلمون يجهلون اللغة خاصة بعد ان فرضت الدولة التعريب الاجباري فالتعريب بطبيعته يضعف اللغة في أذهان الناشئة وهي نتيجة عكسية طالما نوهت بخطرها ولكن المسئولين لم يصدقوني.
ان الذاكرة البشرية تشتغل بطريقة ال ASSOCIATIONوهو نوع من التداعي بين الافكار والصور والذكريات .واذا أردت ان تحفظ رقما ولا تنساه مطلقا فانك تحوله الى علاقات مع أشياء لا تستطيع نسيانها..مثلا تجد ان جزءا منه يماثل تاريخ مولدك او مولد ابنتك..وجزء آخر يطابق نمرة سيارتك او تلفونك وهكذا يرسخ في ذهنك بفضل تلك العلاقات.واللغة العربية التي تعلمناها في ايامنا في نفس الوقت مع اللغة الانكليزية رسخت في أذهاننا بفضل العلاقات التي نشأت في الذاكرة بينها وبين الانجليزية، فكلمة يتأمل-مثلا- لايمكن ان ننساها بعد ان ربطناها بالمفردة الانجليزية المماثلة لها في المعنىCONTEMPLATE والعكس صحيح ،فالمعلومات تسند بعضها البعض في الذاكرة وتستمد حضورها من بعضها البعض.وأريد بذلك التمثيل على فائدة التحصيل المزدوج ولا اقول انه مستحيل تعلم العربية وحدها فذلك ايضا ممكن اذا توفر المعلم الكفؤ والكتاب الجيد.
السؤال الثالث : جيلي أنا ... أكتوبر الأخضر ، تلك الدرر الوطنية التي ترنم بها موسيقار الأجيال الأستاذ محمد وردي ... هل كتبتها أصلا للغناء أم كيف كانت قصتها مع وردي .. ومتي .. خاصة نحن نحاورك الان من أجل أجيال لم تشهد تلك الأحداث وربما لم تشاهد ودالمكي بعد ؟
ج 3
لي صديق اسمه مكي حاج عربي وهو اقتصادي كبير وأديب كبير ولكن لا ينشر انتاجه على الناس.وقد روى لي كيف كان في عروس الرمال في مهمة اقتصادية وكيف التقى بالاستاذ وردي في احد فنادق المدينة وكيف وجد وردي (اكتوبر الأخضر) منشورة في صحيفة الأيام فقال لمكي انه سيغنيها وقال له انه يعتبرها جاهزة اللحن فقد وجد لحنها وهو يطالعها في الجريدة.وأنا أصدق رواية الصديق العزيز فهنالك حالات تشتغل فيها الكيمياء الابداعية بسرعة الحريق ومن حسن طالع أشعاري انها وجدت رعاية ومحبة من الموسيقار العظيم فهو الذي اكتشفها دون ان ارشحها له او اطلب منه تلحينها.وهذا شيء عظيم قاد الى نمو مشاعر الحب والصداقة بيننا، ولو كنت اعرف عظمة هذا الفنان كما أعرفها الآن لكنت أصبحت شاعرا غنائيا من أجله واكتسابا لمودته.وحين يأذن الله ونعود الى بلاد أجدادنا فسوف أحرص على مزيد من التعاون معه وسأدعوه الى مدينتي (الأبيض) زمن الخريف ليضع فيها ألحانه الساحرة ويرفه عن أهلها بفنه الرفيع. السؤال الرابع :
المبدع يهاجر حين يري بحسه الشفيف أنه يريد أن يتنفس ، ومبدع آخر لايطيق الهجرة والبعد عن الوطن .. وثالث يهاجر ثم يقلب للهجرة ظهر المجن فيعود .. ألا تري أن الهجرة المفتوحة المدي تأخذ من المبدع بعض أو كل إبداعه وتصيبه بالخمول الإبداعي .. أم أن الهجرة تزيد فتيل الإبداع إشتعالاً .. وأنت سبق أن خضت الهجرة المحدودة الأجل كدبلوماسي وسفير سابق .. ثم المفتوحة الآن كسفير متقاعد عن العمل ؟
ج 4
يا ريت ياصلاح يا ريت يأتي هذا التقاعد ونراه رؤية العين..وليس هذا ضجرا من العمل فان لي وظيفة كريمة مع قوم كرام تعرفهم مثلي وتعرف سمو أخلاقهم كما أنه ليس ضجرا من امريكا فهي حقا اعظم البلاد ولكن أحس أنه آن الأوان لكي نكف عن عقد الكرافتة وعن قيادة السيارة والحضور في المواعيد والخروج في المواعيد..حان الأوان لنكون اولاد بلد نقعد نقيف على كيفنا..نبدأ قصيدة جديدة حين يهرع الناس الى المكاتب وندبج مقالاتنا حين نصحو في تلك الأوقات الشاذة التي يستيقظ فيها كبار السن..وأهم من ذلك نمشي الحج والعمرة على حسابنا الخاص وليس حج الحكومة داك الذي تعرفه من أيام بن زقر.
السؤال الخامس : بالتأكيد إن إهتماماتك في دنيا الأدب والشعر وكثافة القراءة العامة أو المتخصصة تأخذ حيزاً مقدراً من زمانك .. لمن تقرأ الآن يا أستاذ مكي ؟ ومن هو كاتبك الذي ترتاح أن تقرأ له ؟ وكذلك من فحول شعراء العرب المحدثين منهم والقدامي ؟
ج5
كان عبد الله الطيب طيب الله ثراه يقول ان أعظم الشعر العربي كتبه شعراء الوحائد-اولئك المجهولين الذين تركوا البيت والبيتين والقصيدة والقصيدتين وكان يقدم عليهم جميعا يزيد بن الطثرية.ومن افضل ما قام به الشاعر السوري أدونيس هو تلك القراءة الباهرة التي قام بها للشعر العربي القديم ونشرها بعنوان "ديوان الشعر العربي"وقد قرأته قراءة مستأنية حافظة ايام الجامعة وعام 98 وجدت ذلك السفر الباهر في بغداد ومن شدة حبي له أخذته لصنايعي ليقوم بتجليده ولكن قبل ان استعيده قررت الأمم المتحدة سحبنا من العراق لتقوم امريكا بجلد صدام حسين وتناوله تلك العلقة المعروفة باسم ثعلب الصحراء. كنت اقرأ كل ما يكتب جبرا ابراهيم جبرا رحمه الله والآن كاتبي المفضل هو الأرباب الطيب صالح..أقرأ كل حرف جديد يخطه يراعه وحين لا أجد له جديدا أعود الى كتاباته القديمة واستمتع.. إنه كاتبي المفضل من هنا والى نهاية المشوار.
السؤال السادس :
وأنت تنتمي إلي عروس الرمال نشأة وميلاداً .. وإلي الخرطوم موعدا مع التأهيل العلمي العالي .. وبالخارجية السودانية دبلوماسياً معاصراً لمختلف الأجيال في هذا المجال .. ماهي أهم الشخصيات التي لازالت تمر علي خيالك في تلك المراحل المهنية وأيضاً الإبداعية من عمرك المديد بإذن الله ؟
ج 6
انهم بالعشرات..جمال محمد احمد ومصطفى مدني ويوسف مختار وفاروق عبد الرحمن وعثمان السمحوني وعمر شونة.. بشير البكري ومحمد المهدي المجذوب ورحمة الله عبد الله وابوبكر عثمان وابوبكر عثمان الآخر (لكيلا نفرق بينهما بالألوان كما هو شائع).. انا معجب بالتواضع المفكر للاستاذ نقد أمين عام الحزب الشيوعي واعتبر المحجوب عملاقا فكريا وقد تأسيت به في وضع كتابي عن الفكر السوداني وأكن تقديرا كبيرا للصادق المهدي كقمة في العلوم السياسية واتعامل معه كفيلسوف في علم السياسة.. أحب ابوسليم والعميد يوسف بدري له الرحمة والرضوان وأحب والده العظيم واعتبر كتاب مذكراته(حياتي)أعظم أثر أدبي سوداني وأنا مستعد للتعاون مع أي مخرج تلفزيوني يرغب في تحويله الى مسلسل.
في الابيض عندنا كثير من العظماء..المعلم الكبير مكي شنتوت والصحفي القدير الفاتح النور الذي اقول عنه انه مليكنا غير المتوج..وعندنا محسنون كبار منهم عبد الرحمن ابوستة.وكان عمنا محمد بخيت حبة أسطورة قائمة بذاتها فقد كان منزله يستضيف الزعيم الأزهري ووزراء خارجية مصر ومفكريها وإسلامييها الهاربين من عسف عبد الناصر وكانت وجبات الغداء والعشاء في داره ندوات سياسية تثقف الناس..ولدينا رجال مباركون من ذرية الاستاذ الولي قنديل كردفان الشيخ اسماعيل الولي الكردفاني نفعنا الله به واليوم لدينا رئيس سجادتنا العارف بالله التقي النقي السيد البكري بن تاج الأصفياء بن اسماعيل الرقيق بن سيدي ووسيلتي السيد المكي بن الاستاذ..وقد حججت معه مرة فكان الناس الغرباء يتطلعون الى وجهه المنير ويسألون من يكون،فيذكرونني قصيدة الفرزدق في الحسن بن على سبط الرسول الكريم: وما سؤالك من هذا بضائره العرب تعرف من أنكرت والعجم حواء السودانية ولدت ولكن الدكتاتوريات الفاشلة لم تتركها تستمع بأولادها.
السؤال السابع :
الفضائيات تأخذ وقت هذا الجيل .. الإنترنت يأخذ الجزء الآخر من الوقت .. القراءات تدهور مستواها .. أوقل ضاق الزمن بمارحب .. هل تتوقع حدوث أي تأثيرات سالبه علي المكون الثقافي للشباب السوداني أم أن الكتاب لايزال هو سيد الموقف ؟
ج7
يا ليت الفضائيات والانترنت تصل الى كل شاب وشابة في الوطن فذلك يعني محو الأمية بشكل نهائي والارتفاع بالمستوى الثقافي ولكن هذه الأشياء محصورة في أحياء معينة من العاصمة ولا تتجاوزها الى مرزوق والثورة الحارة الاربعماية (أم ان الثورات لا زالت في الثلثميات،لا أدري )..القلة التي تصلها تلك الامتيازات تستغلها بطريقة خاطئة كما يوحي سؤالك فتلهيها عن التحصيل والاطلاع وتتعامل معها باعتبارها وسائل للتسلية وتزجية الفراغ. مع الدمار الذي أصاب التعليم ومعاهده ومناهجه،لا بد من استخدام التقنية كبديل للمدرس والصف الدراسي وينبغي ان نصرف وقتا ومالا في اعداد برامج مدرسية لتعليم المواد المقررة.وفي اعتقادي انه يجب الكف عن تدريس الجغرافيا بطريقة زمان التي تقوم على الحفظ والتكرار إذ يكفي ان يشاهد التلميذ افلاما تسجيلية عن بلدان العالم . السؤال الثامن : الخرطوم الآن تشهد حركة دؤوبة في الفعل الثقافي في شقه الشعبي .. حيث المنتديات الثقافية نجدها قد فرضت وجودها كواجهات مشرقة للمجتمع المدني بعد أن ظل الفعل السياسي يراوح مكانه ويجمد دون حراك .. هل هذه المرحلة ستبشر بحدوث نهضة ثقافية إيجابية أم ستتلاشي إن تكرر عطاؤها ؟
ج 8
الثقافة عمل فردي وشخصي لاقصى درجة ويجب ان تكون بعيدة عن التأثير الحكومي .ينبغي ان يتملك الافراد المطابع والصحف ودور النشر ودور السينما والمسرح وكذلك الاذاعة والتلفزيون.ولو انه تمت خصخصة الاذاعة والتلفزة بدلا من دار الهاتف والمدبغة لكنا عدنا الى الديموقراطية من زمان ودخلنا في عداد الأمم المتحضرة .وصدقني ان يوم السعد بالنسبة للسودان هو اليوم الذي لا نسمع فيه هذه العبارة:هنا امدرمان اذاعة جمهورية السودان (الديموقراطية أو غير الديموقراطية) كيف تكون بلدا ديموقراطيا واذاعتك مملوكة للحاكم؟ السؤال التاسع :
مدينتك الهدي والنور .. تلك الأنشودة التي كانت بمثابة نقلة نوعية في عطائك الثر شعراً .. تغني بها الفنان محمد ميرغني .. ثم قام وردي بإنشادها مؤخراً في إحتفالية معلنة بالخرطوم مؤخرا بمناسبة الإسراء والمعراج .. متي أتت .. وماهي مناسبتها التي أخرجها خيالكم الخصيب ؟
ج 9
مناسبتها محزنة الى حد كبير كنت في لندن مع شقيقتي المرحومة الحاجة أمنة(التي أذكرها في أشعاري باسم التدليل:أمان) وذلك في رحلة العلاج الثانية.وفي احدى الأمسيات قالت لي: لماذا لا تكتب قصيدة في مدح الرسول عسى الله ان يشفيني بجاهه الكريم..وطبعا ولحبي لها كنت مستعدا لأي شيء يمكن ان يشفيها فقررت ان ألبي طلبها وأن أكتب في مدح الرسول الكريم قصيدة استخلص فيها كل قدرات الحلاوة والعذوبة في اللغة العربية..وأنا أتعب كثيرا في كتابة الشعر لأنني لا أرضى بأول وحي يأتيني وأظل أصارع وأغير وأبدل الى أن أصل الى أقصى الإمكانات الفنية..وطيلة تلك الليلة ظللت اكتب وأمزق وأمزق وأكتب الى أن نبهني للزمن طرق على الباب..وكان الطارق احدى صديقاتها قدمت الى لندن في بعثة دراسية وحين نهضت لأفتح لها باب الشقة فاجأتني بقولها:رمضان كريم..أذاعوا بالأمس في ساعة متأخرة أن الرؤيا ثبتت ..اذا لم تسمعوا فعليكم ان تكملوا صيامكم لهذا اليوم وعليكم القضاء فيما بعد.وترى من ذلك ان القصيدة كتبت في غرة رمضان او بالأحرى ليلة اول رمضان..وقد عاشت الجميلة بعد ذلك بضع سنوات ثم اختطفتها منا يد المنون في عمر الثالثة والخمسين..فالله أسأل أن ينير قبرها بهذه الكلمات في مدح حبيبه المصطفى وان يجمعنا واياها على حوضه الكوثر مع أمته وملته الموعودة بكل خير. السؤال العاشر:
بلاشك .. أنت تقرأ لشعراء السودان .. وأنت أيضاً تقرأ القصة .. تستمع للغناء .. هل لك أن تذكر لنا أحلي وأجمل ما يهز كيانك في كل واحدة من تلك الأجناس الإبداعية السالفة الذكر ؟
ج10
شعرائي هم المجذوب والتجاني والنور عثمان وعالم عباس وابوذكرى والياس فتح الرحمن والشعراء الشباب المعاصرين لهم شعر جميل أقرأه متفرقا في الصحف والمختارات وقلة منهم أصدرت الدواوين ولذلك لا يمكن القول انني "أقرأ" لهم فالشعر لا يحسن الا في الدواوين..وفي القصة لا تطاوعني نفسي على النزول من قمم الطيب صالح الى السفوح العادية..ومؤخرا أكرمني قنصلنا الشاب خالد موسى بنسخة من رواية لسيف الدين حسن بابكر وقد استحسنتها كثيرا ،والواقع ان معظم الروايات السودانية تخلو من الحدوتة وتسبب لي كثيرا من النعاس. خارج نطاق الأدب أقرأ بانتباه ما يكتب الصادق المهدي ومنصور خالد وأبوسليم وبخاصة كتابه الأخير عن الحسين الزهراء وهو اسم جميل استحوذ على خيالي ولي مقالات منشورة بذلك الاسم الذي اتخذته لبعض الوقت اسما قلميا. السؤال الحادي عشر:
يقولون أن الأجيال من الشعراء الذين عاصروا ميلاد حركات التحرر الوطني من ربقة الإستعمار في سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم كانوا يجدون في تلك المراحل مادة خصبه لإثراء الوجدان بحلو القصيد الوطني شعراً راقيا .. أمل دنقل وصنع الله إبراهيم والأبنودي وكمال حليم وصلاح عبدالصبور وحتي أحمد فؤاد نجم بشعره الشعبي في مصر ، كما كان بالعراق مظفر النواب وبدر شاكر السياب وبلند الحيدري .. وفي فلسطين معين بسيسو ومحمود درويش وسميح القاسم .. وفي الخرطوم كان الفيتوري ومحي الدين فارس وتاج السر الحسن ومبارك حسن خليفه وجيلي عبدالرحمن وسند وودالمكي .. حتي جيل هاشم صديق والدوش ومحجوب شريف .. كل تلك الكواكب كانت لها بصماتها التي لم تخطئها العين يوماً خلال أزمنة مشرقة سابقة في عالمنا العربي .. السؤال هو : هل ياتري أن الظروف الدولية الحالية وإنتهاء عصر الإستقطاب الحاد الذي كان سائداً بين القطبين ، وهل خريطة المستجدات الحالية لا تدعو جيل جديد من الشعراء كي يعبروا شعراً عن ظلال غيوم تحوم حول الشعوب المستضعفة في هذا الكوكب .. أم أن هناك رعباً أصاب شعراء المنطقة لسبب أو لآخر خوفاً من غضبة القطب الواحد السائد حالياً ... ولا أزيد ؟
ج 11
طبعا تقصد بالقطب الواحد الولايات المتحدة وأحب أن أطمئنك انها لا تسبب الرعب لآحد..ليس لديها جولاج ولا منفى سايبيري للمعارضين.وليس لديها قوانين لمحاكمة الناس عن أفكارهم ..ليس لها جنة ولا نار.. والكلام هنا مسموح والرد عليه هو الآخر بالكلام.ولكنه ليس مسموحا خطف الطائرات ورطمها بالبنايات العالية. يوم 11/9 قال مقدم برنامج سياسي ان الانتحاريين ليسوا جبناء وانهم على العكس اشجع من الأمريكيين لأنهم لم يهابوا الموت المتيقن.وفي اليوم التالي اوقفت شركة التلفزة برنامجه ولكن بعد كذا شهر عاد في برنامج جديد..ولو كان ذلك في بلادنا لكانوا في الأول سلخوه ثم فتحول له الباب ليهاجر.اما هنا فالمقياس هو ماتجلبه لمخدومك من نفع او ضرر..تريد ان تسبح ضد التيار ،على كيفك ولكن ليس في قناتي التلفزيونية..تريد ان تقدم شيئا آخر ينفعني تعال حبابك. السؤال الثاني عشر :
الإبداع ينتج عن تقاطعات المستجدات في مجتمع ما .. ومن وقت لآخر .. والسياسة السودانية عبر كل حقبها وإخفاقها التاريخي لا تخرج من نطاق إتهامنا لها بأنها هي من أهم عوامل الهدم أو البناء الثقافي .. فهل تتوقع أن يتقدم أهل الإبداع يوماً بخطوة مفاجأة – غير محسوبه- للتأثير علي مجريات السياسة في العالم الثالث أو بمنطقتنا العربية والأفريقية تحديدا وهل من الممكن أن يعتلوا عتبات السلطة ؟
ج12
مستحيل. لقد تعلمت هذا الدرس من المجلس الانتقالي..ورأيت السياسي يلوذ بالصمت أو يلجأ للنفاق لكي يتقدم للأمام..وفي سبيل ذلك عليه أن يخفي أفكاره ويصبر ويصبر واذا كان مستعجلا عليه ان ينافق وينافق..أما الذي يريد ان يقول البغلة في الابريق فلا مكان له بين السياسيين واعتقد ان أهل الابداع الذين كتبت عنهم كتابك الجميل لا يملكون الصبر ولايقدرون على إخفاء أفكارهم ولهذا لن ينجحوا في السياسة ولن يحكموننا.
أجري الحوار من الخرطوم صلاح الباشا (المدير العام للصحيفه)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
الأحباء هنا مرفق المقال المُثير للجدل الذي كتبه الدكتور في أكثر من موقع سماوي : سودانايل ، و نقلاً عن مكتبة الفيا في سودانيزأونلاين ، أود أن نورد النص كاملاً ، حتى لا يتم نزع الجُمل والتعابير عن صياغها لغرض المُداخلة ، وتلك ربما تكون من معايب ( مكر القطف ) . أما النص فهو صورة شمسية كاملة للفكرة وفق ما أرى **
وقد أورد الكاتب عبدالمنعم الفيا في مداخلة له هذا التفصيل :
[ قدمت ورقة الدكتور عبد الله ابراهيم"الافروعربية او تحالف الهاربين " إلى الجمعية العربية للعلوم السياسية بجامعة الخرطوم – ندوة الأقليات بالوطن العربي المنعقدة فـي 28 فبرايـر إلـى 1 مارس 1988 ، ونشرت بمجلة المستقبل العربي – المجلد الخامس – العدد الثاني 1987م ثم نشرت بكتاب الثقافة والديمقراطية في السودان الذي صدرت طبعته الأولى من دار الأمين ، القاهرة ، عام 1991م . ] ** النص :ــ
الآفروعربية ..أو تحالف الهاربين
د.عبدالله علي ابراهيم
القصد من هذه الكلمة أن نتفحص نقديا مفهوم " الأفروعربية " الذي استقر كوصف لثقافة الجماعة الشمالية العربية المسلمة على النيل البوادي . لقد اكتسب المفهوم أبعادا ودلالات شتى في مساره ، وارتبط بمصالح واستراتيجيات سياسية وتجارية وثقافية مختلفة . غير أن تقويم هذه الكلمة سينصب بصورة رئيسية على صورة المفهوم التى تفتق عنها خطاب تلك الطائفة المفصحة من جيل الستينيات ، التي حاولت أن تؤسس رؤيتها الشعرية والثقافية على الأفروعربية كمشروع حضارى . وهو المشروع الذي رمزوا له بـ " الغابة والصحراء " في دلالة التصالح بين الدغل والبادية ، بين الثقافة العربية والثقافة الأفريقية في السودان .
أولا – أصول الأفروعربية
رد الشاعر د. محمد عبد الحى الأفروعربية إلى دعوة الأدب السوداني التى نادى بها الشاعر والناقد حمزه الملك طنبل وإلى مدرسة الفجر ، وهما الدعوة والمدرسة اللتان ازدهرتا في ثلاثينيات القرن (1) . وقد جاءت دعوة طمبل لتنقض المسلمات الفنية لمدرسة الاحياء الشعرى التي سادت العقدين الثانى والثالث للقـرن . فقد بدأ أن شعراء الأحياء الشعرى ، مثل العباسى والبنا ، راغبون عن اعتبار الحيز السوداني في إبداعهم ، بينما هم يطمئنون بخصوبة لمصطلح الحيز العربي النموذجى ، مثل ريح الصبا النجدي ورامة والعقيق وخلافها . ولذا استحث طنبل الشعراء أن يفتنوا بالبيئة الثقافية والطبيعية السودانية حتى يقول قارئ شعرهم : إن هذا شعر سوداني حق فيه الحساسية والتضاريس السودانية (2) .
ومن الجانب الآخر ، تقمصت مدرسة الفجر دعوة ماثيو آرنولد إلى تسامى الصفوة فوق التشاحن والشتات لكى تحسن تمثيل الأمة بأسرها وليس مجموعاتها الصغيرة المغلقة (3) . فكانت دعوة الصفوة السودانية إلى الذاتية السودانية والأدب القومى ضمن البحث عن القاسم المشترك الأعظم للهجنة العربية – الأفريقية في السودان (4) . غير أن مدرسة الفجر لم تتجاوز دعوة طنبل إلى الشعراء لاعتبار الطبيعة السودانية في إنشائهم الشعرى . ولم تغادر مدرسة الفجر ذلك إلى أفريقانية من أية شاكلة . وهذا مأخذ عبد الحى عليها : " ليس فى كتاباتهم ( مبدعو مدرسة الفجر ) غير طائف نظرى ( حول الذاتية العربية الأفريقية للسودانيين ) لم يتنزل إلى إنجاز شعرى لتزاوج الثقافة العربية والأفريقية في صنع الذاتية السودانية " (5) . ولذا عد عبد الحى الشاعـر محمـد المهـدى مجـذوب ( 1919 – 1982 ) ، من الجيل التالى لمدرسة الفجر ، أول شاعر تلمس إمكانية تأليف شعر باللغة فيه وعى بانتماء حقيقى إلى أفريقيا (6) . وقد راجع عبد الحى قناعته السالفة في كلمة له عام 1985 (7) . وسنعود إلى ذلك في موضع لاحق من هذه الكلمة .
وتقف دعوة الأفروعربية بيولوجيا على ما روجه المؤرخون والاثنوغرافيون خلال هذا القرن من أن سكان شمال السودان هجين عربي أفريقـي ( . وقد صدرت هذه النظرية في سياق نقد أولئك المؤرخين والاثنوغرافيين لمزاعم النسابة السودانيين من أهل الشمال في إلحاق أهلهم بنسب عربى صريح . وقد ساءهم إسقاط النسابة لاختلاط الدماء العربية والأفريقية في من عدوهم عربا أقحاحا . فهارولد ماكمايكل يصف الخليط من النوبة القارة والعرب ، ممن أقاموا على النيل من القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر ، كهجين أفروعربى . وقد تبعتـه فـي ذلك جمهـرة العلمـاء من امـثال ج. ترمنغهـام ( 1949 ) ، ويوسف فضل حسن ( 1967 ) ، وسيد حامد حريز ( 1977 ) ، وليام آدمز (1977 ) ، وحيدر ابراهيم ( 1979 ) ، وغيرهم كثير .
ونقول استطرادا : إن دعوة الهجنة في أصولها العرقية عند ماكمايكل ، وتجلياتها الثقافية عند ترمنغها ، تنطوى على فرضية انحطاط . وهو انحطاط نجم في نظر دعاتها عن امتزاج العرب المسلمين بالنوبة الأفريقيين . فقد جاء عند ماكمايكل ما يوحى بأن الدم العربى أرفع من الدم الأفريقى . وجاء عند ترمنغهام أن الهجين العربى الأفريقى قد سرب من العقائد إلى الاسلام ما أدخله فـي الوثنيـة (9) . والواضح أن المكون الأفريقى في هذا الهجين هو أكثر من تأذى بنظرية الانحطاط هذه ، فقد رد ترمنغهام مثلا " عصبية البقارة " التى ناصروا بها المهدية إلى غلبة الدم الأفريقى فيهم " (10) .
الأفروعربية هي ، بوجه من الوجوه ، رد فعل لاصطدام مبدعى جيل الستينيات بثقافة أوروبا الغالبة . فقد وقع مجاز " الغابة والصحراء " للشاعر النور عثمان وهو في محيط أوروبا الحضارى الذي " رفض هويتى الأفريقية حين أفكـر ، ورفض هويتى العربية حين أكون " (11) . فهى بهذا اكتشاف للجذور قام به هؤلاء الشعراء بعد تغرب في ثقافة أوروبا أو أروقتها . وقد عادوا من ذلك كله صفر اليدين إلا من " الحامض من رغوة الغمام " (12) . فعبد الحى يطلب من حراس مدينة سنار ( عاصمة دولة الفونج الاسلامية 1504 – 1821 ) فتح الباب للعائد من " شعاب الأرخبيل " الأوروبى (13) . و " إنسان سنار " صورة عمدة في الأفروعربية ; لأنه نتاج أول دولة اسلامية عربية فى السودان (14) . فعند بوابة سنار يستجوب ضابط الجمارك الشاعر ، فيقدم الشاعر جواز سفره السنارى المتجاوز لتتحقق له الأوبة والقبول :
" – بدوى أنت - لا - من بلاد الزنج - لا أنا منكم ، تائه عاد يغنى بلسان ويصلى بلسان ............... " الأفرورعربية ، في نظر دعاتها ، هي عمل واع لاستعادة " الدم الأفريقي ودراسة ذلك الجانب من ميراثنا والذي أهمل لمدة وأعنى التراث الزنجـى " (15) . وهي تريد بذلك أن تتلافى قصور مدرسة الفجر التى وعدت بالذاتية السودانية ، غير أنها أهملت التراث الأفريقى . وقد قصدت هذه الاستعادة للدم الأفريقى أن تحجم بوعى انتماء السودان الشمالى إلى العروبة حتى تستقيم الأفروعربية . فكلمة النور عثمان ، التى لم أقع عليها بعد (16) . كانت " لست عربيا ولكن ... " ، وعد عبد الحى انتماءنا إلى العرب تكبرا أجوف (17) . فبينما يرى الشاعر الدبلوماسى محمد المكى إبراهيم أننا قد أنكرنا أفريقيتنا في تلهفنا ( التشديد من فعل الكاتب الراهن ) لذلك الانتماء المتكبر (1 . بناء على ذلك فليس كل تراث العرب بمقبول إلا الذي اندرج في الأفروعربية التي بدأت بـ " إنسان سنار " (19) .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: عبدالله الشقليني)
|
عزيزي الشقليني : قلت في سماء ردتها ، في لحظة انتماء للحقيقة:
Quote: أود أن نورد النص كاملاً ، حتى لا يتم نزع الجُمل والتعابير عن صياغها لغرض المُداخلة ، وتلك ربما تكون من معايب ( مكر القطف ) . أما النص فهو صورة شمسية كاملة للفكرة وفق ما أرى |
و قد نحت يا صديقي مصطلحا جيدا، هو
و نحن نسميه :
وليكن هذا البوست فرصة لكشف: مكر القطف كما تفضلت ، بحسب تعبيرك او القراءة الخاطئة بحسب مصطلحنا و أبلغ من تحدث عن : تحالف الهاربين كان استاذنا وصديقنا بولا، الذي وصفها ب:
لو اسعفتني الذاكرة. محبتي المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحالف الهاربين - 1 (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
الآفروعربية ..أو تحالف الهاربين*
د.عبدالله علي ابراهيم
القصد من هذه الكلمة أن نتفحص نقديا مفهوم " الأفروعربية " الذي استقر كوصف لثقافة الجماعة الشمالية العربية المسلمة على النيل البوادي . لقد اكتسب المفهوم أبعادا ودلالات شتى في مساره ، وارتبط بمصالح واستراتيجيات سياسية وتجارية وثقافية مختلفة . غير أن تقويم هذه الكلمة سينصب بصورة رئيسية على صورة المفهوم التى تفتق عنها خطاب تلك الطائفة المفصحة من جيل الستينيات ، التي حاولت أن تؤسس رؤيتها الشعرية والثقافية على الأفروعربية كمشروع حضارى . وهو المشروع الذي رمزوا له بـ " الغابة والصحراء " في دلالة التصالح بين الدغل والبادية ، بين الثقافة العربية والثقافة الأفريقية في السودان .
أولا – أصول الأفروعربية
رد الشاعر د. محمد عبد الحى الأفروعربية إلى دعوة الأدب السوداني التى نادى بها الشاعر والناقد حمزه الملك طنبل وإلى مدرسة الفجر ، وهما الدعوة والمدرسة اللتان ازدهرتا في ثلاثينيات القرن (1) . وقد جاءت دعوة طمبل لتنقض المسلمات الفنية لمدرسة الاحياء الشعرى التي سادت العقدين الثانى والثالث للقـرن . فقد بدأ أن شعراء الأحياء الشعرى ، مثل العباسى والبنا ، راغبون عن اعتبار الحيز السوداني في إبداعهم ، بينما هم يطمئنون بخصوبة لمصطلح الحيز العربي النموذجى ، مثل ريح الصبا النجدي ورامة والعقيق وخلافها . ولذا استحث طنبل الشعراء أن يفتنوا بالبيئة الثقافية والطبيعية السودانية حتى يقول قارئ شعرهم : إن هذا شعر سوداني حق فيه الحساسية والتضاريس السودانية (2) .
ومن الجانب الآخر ، تقمصت مدرسة الفجر دعوة ماثيو آرنولد إلى تسامى الصفوة فوق التشاحن والشتات لكى تحسن تمثيل الأمة بأسرها وليس مجموعاتها الصغيرة المغلقة (3) . فكانت دعوة الصفوة السودانية إلى الذاتية السودانية والأدب القومى ضمن البحث عن القاسم المشترك الأعظم للهجنة العربية – الأفريقية في السودان (4) . غير أن مدرسة الفجر لم تتجاوز دعوة طنبل إلى الشعراء لاعتبار الطبيعة السودانية في إنشائهم الشعرى . ولم تغادر مدرسة الفجر ذلك إلى أفريقانية من أية شاكلة . وهذا مأخذ عبد الحى عليها : " ليس فى كتاباتهم ( مبدعو مدرسة الفجر ) غير طائف نظرى ( حول الذاتية العربية الأفريقية للسودانيين ) لم يتنزل إلى إنجاز شعرى لتزاوج الثقافة العربية والأفريقية في صنع الذاتية السودانية " (5) . ولذا عد عبد الحى الشاعـر محمـد المهـدى مجـذوب ( 1919 – 1982 ) ، من الجيل التالى لمدرسة الفجر ، أول شاعر تلمس إمكانية تأليف شعر باللغة فيه وعى بانتماء حقيقى إلى أفريقيا (6) . وقد راجع عبد الحى قناعته السالفة في كلمة له عام 1985 (7) . وسنعود إلى ذلك في موضع لاحق من هذه الكلمة .
وتقف دعوة الأفروعربية بيولوجيا على ما روجه المؤرخون والاثنوغرافيون خلال هذا القرن من أن سكان شمال السودان هجين عربي أفريقـي ( . وقد صدرت هذه النظرية في سياق نقد أولئك المؤرخين والاثنوغرافيين لمزاعم النسابة السودانيين من أهل الشمال في إلحاق أهلهم بنسب عربى صريح . وقد ساءهم إسقاط النسابة لاختلاط الدماء العربية والأفريقية في من عدوهم عربا أقحاحا . فهارولد ماكمايكل يصف الخليط من النوبة القارة والعرب ، ممن أقاموا على النيل من القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر ، كهجين أفروعربى . وقد تبعتـه فـي ذلك جمهـرة العلمـاء من امـثال ج. ترمنغهـام ( 1949 ) ، ويوسف فضل حسن ( 1967 ) ، وسيد حامد حريز ( 1977 ) ، وليام آدمز (1977 ) ، وحيدر ابراهيم ( 1979 ) ، وغيرهم كثير .
ونقول استطرادا : إن دعوة الهجنة في أصولها العرقية عند ماكمايكل ، وتجلياتها الثقافية عند ترمنغها ، تنطوى على فرضية انحطاط . وهو انحطاط نجم في نظر دعاتها عن امتزاج العرب المسلمين بالنوبة الأفريقيين . فقد جاء عند ماكمايكل ما يوحى بأن الدم العربى أرفع من الدم الأفريقى . وجاء عند ترمنغهام أن الهجين العربى الأفريقى قد سرب من العقائد إلى الاسلام ما أدخله فـي الوثنيـة (9) . والواضح أن المكون الأفريقى في هذا الهجين هو أكثر من تأذى بنظرية الانحطاط هذه ، فقد رد ترمنغهام مثلا " عصبية البقارة " التى ناصروا بها المهدية إلى غلبة الدم الأفريقى فيهم " (10) .
الأفروعربية هي ، بوجه من الوجوه ، رد فعل لاصطدام مبدعى جيل الستينيات بثقافة أوروبا الغالبة . فقد وقع مجاز " الغابة والصحراء " للشاعر النور عثمان وهو في محيط أوروبا الحضارى الذي " رفض هويتى الأفريقية حين أفكـر ، ورفض هويتى العربية حين أكون " (11) . فهى بهذا اكتشاف للجذور قام به هؤلاء الشعراء بعد تغرب في ثقافة أوروبا أو أروقتها . وقد عادوا من ذلك كله صفر اليدين إلا من " الحامض من رغوة الغمام " (12) . فعبد الحى يطلب من حراس مدينة سنار ( عاصمة دولة الفونج الاسلامية 1504 – 1821 ) فتح الباب للعائد من " شعاب الأرخبيل " الأوروبى (13) . و " إنسان سنار " صورة عمدة في الأفروعربية ; لأنه نتاج أول دولة اسلامية عربية فى السودان (14) . فعند بوابة سنار يستجوب ضابط الجمارك الشاعر ، فيقدم الشاعر جواز سفره السنارى المتجاوز لتتحقق له الأوبة والقبول :
" – بدوى أنت - لا - من بلاد الزنج - لا أنا منكم ، تائه عاد يغنى بلسان ويصلى بلسان ............... "
الأفرورعربية ، في نظر دعاتها ، هي عمل واع لاستعادة " الدم الأفريقي ودراسة ذلك الجانب من ميراثنا والذي أهمل لمدة وأعنى التراث الزنجـى " (15) . وهي تريد بذلك أن تتلافى قصور مدرسة الفجر التى وعدت بالذاتية السودانية ، غير أنها أهملت التراث الأفريقى . وقد قصدت هذه الاستعادة للدم الأفريقى أن تحجم بوعى انتماء السودان الشمالى إلى العروبة حتى تستقيم الأفروعربية . فكلمة النور عثمان ، التى لم أقع عليها بعد (16) . كانت " لست عربيا ولكن ... " ، وعد عبد الحى انتماءنا إلى العرب تكبرا أجوف (17) . فبينما يرى الشاعر الدبلوماسى محمد المكى إبراهيم أننا قد أنكرنا أفريقيتنا في تلهفنا ( التشديد من فعل الكاتب الراهن ) لذلك الانتماء المتكبر (1 . بناء على ذلك فليس كل تراث العرب بمقبول إلا الذي اندرج في الأفروعربية التي بدأت بـ " إنسان سنار " (19) .
يتبع ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحالف الهاربين - 2 (Re: Agab Alfaya)
|
ثانيا – الأفروعربية في أجندة تلطيف الثقافة العربية الاسلامية :
لا تهدف الأفروعربية إلى تحجيم الانتماء العربى الصريح وحسب ، بل إلى اجراء تحسين جذرى في المكون العربي الاسلامي من الذاتية السودانية . فاستعادة التراث الأفريقى ، في نظر الأفروعربيين ، ليست مجرد تصحيح لمعادلة مختلة ، وإنما المقصود منها هو تهريب أجندتهم الاجتماعية والفكرية إلى الثقافة العربيـة الاسلاميـة الغبشـاء المتشـددة ( الحنبلية في قول المكى ) (20) ، بقصد حملها على التلطف والسماحة .
فمكى يرى أن الكثير من القيم الاجتماعية الحنبلية السارية دخيلة على تكويننا النفسى لأن " الدم الأفريقى يرفض التشدد " (21) . وفي إطار دعوته إلى المزيد من التمازج بين الشمال والجنوب يرحب مكى بقدوم المرأة الجنوبية الأفريقية إلى مدن الشمال التي علبت المرأة " داخل أسمك وأطول ثياب " (22) ، فنساء مدن الشمال سيجدن منافسة من أختهن الأفريقية التي اعتادت معاملة الرجل بوصفه ندا لها ، وانطبعت بالسلوك المتحرر المنطلق في كل مسارب الحياة . وأمام هذه الدفعة من التحرر " يمكننا أن نلمح على قسمات الرجل السوداني ( العربي المسلم في المدينة ) ملامح التسامح والتقدم ، والتخلص من تقاليد الكبت والرجعيـة القديمـة " (23) . فتحرر المرأة العربية المسلمة في الشمال رهين ، عند مكى ، بقوة القدوة التى ستمثلها المرأة الجنوبية الأفريقية إلى حد كبير . وأقول استطرادا : أن منطق التحرر بالقدوة قد تكرر إبان نقاش جرى بالصحف السودانية ، حول آثار وجود أعداد متزايدة من الأثيوبيات والارتريات في العاصمة حول منتصف السبعينيات . فقد ارتأت جماعة أن ذلك الوجود سيدفع المرأة العربية السودانية إلى اقتباس آيات الزينة والتجميل الوافدة . وصفوة القول : إن إسناد التحرر إلى القدوة حجة ضعيفة جدا . والناظر في محصلة تحرر المرأة السودانية الشمالية منذ الأربعينيات سيجد أن ذلك التحرر استوعب اعتبارات اقتصادية واجتماعية وفكرية أصيلة لم تكن القدوة فيه غير تنويع فرعى .
ويأخذ مكى على الثقافة العربية مخاطبتها العقل دون الروح . وقد وسمها هذا الخطاب وحيد الجانب بالمباشرة والنفاذ والقطع كـ " ضربة السيف " . ولهذا خلت من " الفنون الراقية " مثل الرقص والنحت والتصوير . ولاكتساب هذه الفنون يشترط مكى استعادة امتلاك " الدم الأفريقى الجارى في عروقنا " . وللجنوب السودانى في هذه الاستعادة دور مرموق (24) .
ومن زاوية اللغة ، يرى مكى أن احتكاك العربية باللغات الأفريقية سيؤدى إلى تغييرات في نطق أصوات العربية ، فقد تسقط منها أصوات العين والحاء . وسيكون مشروعا حيال هذا الاحتكاك التساهل في قوانين النحو " المفروض على العربى ( والذى ) يقتل لديه نهائيا إمكانية الخلق " . وقد يترتب على ذلك أن تلقى الدعوة إلى تسهيل العربية ، مثل اقتراح كتابتها باللاتينية ، قبولا أكثر في السودان لما ستتعرض له العربية من اللحن والهجنة (25) .
ويحترز مكى ، وهو يتكلم عن تصوره لما سيؤول إليه الاسلام في معترك الهجنة . فقد اضطره موضوع " الدين المخيف " أن يكتب عنه بتعميم ؛ فهو يرى أن عوامل الجهل والتخلف قد مكنت لدعوات التشدد والتخويف في الاسلام ، بغض النظر عن معدنه الأصيل الداعى إلى الحب والتسامح . وقد استحال مع هذا التخويف " تلاقى البشر حول إله واحد وحب واحد " . ويرى مكى أن لقاء الاسلام بصورته الخاطئة بالعقائد الإفريقية ، ( أو ما يسميه بالوافد الأفريقى الطفل ) ، سيخلف مشاكل تحتاج إلى حلول خاصة (26) . وقد قدر أن يكون السودان بواقع الهجنة منبعا للفتاوى الجريئة وللتخفيف عن الناس وتيسير اللقاء بالله ، عبر كل الـدروب . وهذا ، في معنى قوله ، أن يلعب السودان دورا قائدا في التسامح والاحياء في مجال الديانات (27) .
وينعى مكى وقار وجد وتزمت الحضارة العربية ، في حين يرى الخفة في الأفريقيين . ووقار السودانى العربى المسلم يتجلى في قول مكى في بطء الحركة وثباتها حتى إذا حاصرته السيارات وهو يقطع الطريق ، وهو تلكؤ اشتكى منه الأوروبيون الذين قادوا سياراتهم في السودان (2 . وسأضطر إلى الاستعانة ، هنا ، بمقتطف طويل من مكى بشأن وقار العربى وخفة الأفريقى ، لكى أعطى القارئ فكرة أفضل عن مقابلات مكى بين العروبية والأفريقية وعن منهجه في كيمياء التلاقح المنشود بينهمـا . لا ننكر أن المشى جزء من مفهوم الشخص في الثقافة ، ولكن سيقف القارئ في المقتطف على صورة الأفريقى عند مكى ، التى هى بالأساس نعرة عربية . يقول مكى :
" والانسان السوداني العربى الثقافة إنسان جاد . وهو بالفعل إنسان مفتوح القلب لكن يرفض أنواعا شتى من الهزل ؛ يرفض أن تشتمه مداعبا ويرفض النكتة العملية ، بعكس الانسان العربى في مصر والشام ... ومن الجانب الآخر نجد الدم الأفريقى خاليا ( أى الجد والوقار ) تماما ، بل بصورة مستحبة . الأفريقى ملئ بالحركة بحيث لا يهمه أن عبر الشارع قفزا أو ركضا أو يرقص فيه ، وهو في ضحكه معتمد على النكتة العملية على الأقل بصفتها أكثر بدائية من النكتة المحكية . وهذا الانسان الضاحك الخفيف خليق بأن يؤثر على المزاج العربى غير المتلائم ومتطلبات الحياة الحديثة ، بحيث يتخلى عن هذا الوقار الجاد في تصرفاته المتزمتة ، وبحيث تكتسب الخفة الأفريقية اتزانا يعصمها من الفوضى " .
يتبع ..،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحالف الهاربين - 3 (Re: Agab Alfaya)
|
ثالثا – البدائى النبيل وتأرجح الثقافات :
سافر محمد المكى إبراهيم وزميله الشاعر النور عثمان في رحلة إلى ألمانيا الغربية لقضاء عطلة صيف 1962 ضيفين على جمعية الصداقة الألمانية السودانية الناشئة . وقد أملت البوهيمية والشغف بالترحال على مكى أن يمد إقامته في ألمانيا إلى عام تغيب فيه عن الجامعة ، وعاد بشعر صاف عذب يرويه الجيل بعد الجيل من ديوانه " أمتى " . وقد قال مكى عن رحلته هذه عام 1963 : إنها كانت " تحالفا بين هاربين " لم يتركوا في وطنهم حبا يشتاقون إليه فلاذوا بالهرب مغادرين السجن المفروض عليهم ، وعليه لم يكن بين دوافعهم " فهم أو تعاطف يصلح لحب عميق " (30) . في فرار الأفروعربيين إلى النسبة الأفريقية تشابه مع رحلة مكى البائسة . فدعاة الأفروعربية لم يلقوا ، وهم في ريعان الشباب ، من ثقافتهم العربية الاسلامية ما يروى غلتهم من الحب والتعبير . فاضطروا إلى الهرب بأجندة الريعان والشغف إلى فردوس أفريقى مطموس في تكوينهم الاثنى ، الغرائز فيه طليقة ، والرغائب مستجابة . ولأن رحلتهم لم تقم على فهم وتعاطف مع " سجن " الثقافة العربية الاسلامية الذي هربوا منه ، أو معرفة بالثقافة الأفريقية التي هربوا إليها ، لذا فقد كان حصادها مؤسفا . فقد ترك الأفروعربيون الانطباع الخاطئ بأن تزمت الثقافة العربية الاسلامية لا ينصلح إلا بعملية نقل دم من حضارة أخرى أكثر تسامحا في إرواء الأشواق والغرائز . ولذا بدأ جفاء الثقافة العربية عندهم خصيصة بيولوجية وليس خصلة اجتماعية قائمة في التاريخ العيانى .
ومن الجانب الآخر أساء الأفروعربيون إلى أفريقانيتهم ، من حيث أرادوا تعزيزها وتكريمها . فقد اصطنعوا في صلف سخطهم وبوهيميتهم الكظيمة أفريقيا وهميا لحمته وسداه معطيات أوربية عربية مردودة عن أفريقيا مثل الطفولة والغرارة والمشاعية والروحانية وخفلة القلب والولع بالايقاع والرقص . والأفريقى المخترع هذا هو الذي جرى وصفه دائما بـ " البدائى النبيل " في علم الأثنوغرافيا . وقد لا نستغرب حصاد الأفروعربية البائس من مشروع لم يجمع الهاربون فيه حبا عميقا أو معرفة دقيقة بأي من الأمكنة : لا تلك التي هربوا منها ولا تلك التي هربوا إليها .
جاء عبد الحى بمصطلح " البدائى النبيل " إلى حلبة نقاش العلاقات الثقافية في كلمته القيمة المشار إليها آنفا (31) . فقد خلص عبد الحى من دراسة القصائد التي اشتهرت بـ " الجنوبيات " ، من شعر الشاعر المجذوب – عليه رحمة الله – إلى أنها قد صورت الجنوبى في صورة وهمية هى صورة " البدائى النبيل " . و " الجنوبيات " هى نسل مجرد من شعر المجذوب وقعت له حين جرى نقله من بورتسودان ( على ساحل البحر الأحمر ) إلى واو ( في جنوب السودان ) في أوائل 1954 ، والتى أقام فيها حتى قبيل حوادث الجنوب المشهورة في آب / اغسطس 1955 .
وقد اعتقد الأفروعربيون أن " الجنوبيات " هى باكورة لنوع الشعر السودانى الذي يريدون له الذيوع . فقد رأينا عبد الحى يصف المجذوب في كلمته عام 1976 بأنه الشاعر السودانى الذى أدرك حقيقة انتسسسابه إلى أرومة زنجية . وأضاف عبد الحى بأن شعر المجذوب إنما يعكس في جنوبياته وغيرها وحدة على مستوى عمق مصادر التقليدين العربى الأفريقى (32) . وقال مكى فى المعنى نفسه أيضا : إن المجذوب في جنوبياته قد جعل ذاته الشاعرة معلما على سودان الغابة والصحراء . ورأى في شعره استيعابا وتصويرا وتمثيلا لتجربتنا الحضارية ، مؤصلا في معرفة بثقافة الشمال العربية وثقافة الجنوب الأفريقية (33) . وهكذا عمد الأفروعربيون المجذوب ، الذى هو فى سن آبائهم ، أبا روحيا لمشروعهم الشعرى الرامى إلى التعبير عن الوحدة العميقة للوجودين العربى والأفريقى ، في ذاتية سودانية صمدة .
رد عبد الحى في كلمته الأخيرة ( 1985 ) جنوبيات المجذوب إلى تأرجح الشاعر (34) بين ثقافة العرب وثقافة الأفارقة ، لا إلى وحدتهما في عمق المصادر كما فعل في كلمته عام 1967 ، كما رأينا أعلاه . فجنوبيات المجذوب عند عبد الحى قائمة في ثنائية الحضارة ، التى تمثلها ثقافة الشمال العربية ، والطبيعية ، التي تمثلها ثقافة أهل الجنوب (35) . وهى ثنائية يتعارض فيها العرف مع الملابس ، البراءة مع العار ، والقلب مع العقل ، والأريحية مع النقود ، والطلاقة مع الأخلاق ، والمشاعة مع النسب . وعند عتبة مجتمع الطبيعة الجنوبى البكر العذوبة ، خلع الشاعر عباءة الحضارة العربية بمحرماتها ونواهيها الكاسية . فالمجذوب يشبه تحالف الأفروعربيين في يأسه من إصلاح الثقافة العربية الاسلامية من باطنها ، واصطناعه بدائيا نبيلا في الجنوب يصوب به ذهنيا علل وآفات تلك الثقافة . لقد تمنى المجذوب :
وليتنى في الزنوج ولى رباب تميد به خطاى وتســــتقيم وأجتزع المريسة في الحوانى وأهــدر لا الأم ولا ألــوم وأصرع في الطريق وفي عيونى ضباب السكر والطرب الغشوم طليق لا تقيدنى قريـــش بأحساب الكرام ولا تنيـــم
غير أن هذا البدائى النبيل صورة وهمية كما يقول عبد الحى (36) . فالبوهيمية الاجتماعية (37) التى رآها الشاعر في الجنوب إنما هى إسقاط من شاعريته النهمة التى قيدتها الزواجر الاجتماعية في الثقافة العربية الاسلامية . فهذه الاسقاطات هى عبارة عن شهوات للشاعر لم ينقع مجتمعه غلتها فأرغت وأزبدت عالما من البوهيمية .
إن صورة الجنوبى كبدائى نبيل لا تصمد أمام الصورة الاثنوغرافية التى رأيناها عند إيفانز برتشارد وليتهاردت وغيرهما ، والتى فيها الجنوبى أيضا إنسان مشدود بين الثقافة والطبيعة ، وهى الثنائية التى لا مهرب لبشرى من مجابهتها . وهى لم تصمد بالفعل للجنوبى الواقعى الذى ارتكب أنواعا من القتل المجانى ضد طائفة من موظفى الدولة الشماليين فى حوادث 1955 (3 . وقد اضطر المجذوب إلى أن يسقط حقائق اجتماعية جنوبية كثيرة لكى يخلص له " إنسان الجنوب البسيط الضاحك المتفاعل " (39) . فقد لاحظ مكى مثلا إغفال المجذوب ذكر السياسيين من مثقفى الجنوب الذين ، " كان يمكن أن يكونوا صيدا نموذجيا لهجائه الساخر وتصويره المضحك الدقيق " (40) . فقد أراد المجذوب أن يختصر طريقه إلى البراءة والسلاسة الجنوبية اختصارا .
يتبع ...،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحالف الهاربين - 4 (Re: Agab Alfaya)
|
رابعا – الأفروعربية وجه آخر من وجوه الخطاب العربى – الاسلامى الغالب :
تتجاوز الأفروعربية أن تكون صورة أخرى من صور الخطاب العربى الاسلامى الغالب في السودان ، على ما ييبدو عليها من سيماء النصفة للمكون الأفريقى في ثقافة شمال السودان. فهى تتفق مع أكثر قسمات ذلك الخطاب محافظة وتبشيرية ، وهى نظرية السودان البوتقة التى تنصهر فيها كل المفردات الثقافية في ثقافة جامعة ما .
ويختلف خطابا غلاة الاسلاميين والأفروعربيين في منتوج التمـازج . فالتمازج القومى في نظر الغلاة سينتهى بشكل مؤكد إلى تبنى الجماعة الجنوبية الاسلام والعربية لأنهما مميزان علويان مقابلة بملل الوثنية ورطانات العجم . فالتمازج في أفق الغلاة هو معسكر دعوة كبير لتغيير الملل واللسان .
أمل الأفروعربيين في تمازج الثقافات في السودان معلق بحركة التصنيع بوسعها أن تزيل البقية الباقية من العوائق بيـن الجنـوب والشمـال (41) . ولسداد الامتزاج يحتاج أهل الجنوب إلى تقوية تأثراتهم بالعربيـة (42) . وعليه يكون ناتج الامتزاج بين الجنوب والشمال لإعادة إنتاج لانسان سنار ، الذي هو أساس التركيبة الهجينة للسودانيين الشمالييـن . فمحصلة الامتزاج بين الجنوب والشمال في نظر الأفروعربيين ستكون بمثابة طبعة لاحقة للسوداني الشمالى الذى لا عيب فيه حاليا سوى تجاهله لتراثه الأفريقى . وهذا التراث هو الذى يرمى الأفروعربيون إلى استعادته لكى يستقيم السودانى الشمالى بين دفتى تراثه المزدوج . فالأفروعربية تجعل إذا من السودانى الشمالى نتاجا للتاريخ الصواب في السودان ، ومنتوجا لن نخطئه كلما اتسعت وتائر التمازج بين الجنوب والشمال .
خامسا – محنة الأفروعربيين في الاستقطاب الثقافى :
الأفروعربية دعوة إلى الوسيطة السعيدة . ولذا أعادت فرز وترتيب رموز الثقافة السودانية لكى تصح قراءة تلك الثقافة في توازن الوسطية المفيد بين العرب الخلص والأفارقة الخلص (43) . ومع ذلك لم تسعد الأفروعربية أحدا ، فهى لم ترق للجنوبيين . نشرت جريدة ( الفجلنت Vigilant ) الانجليزية بتاريخ 14/7/1965 قصيدة بعنوان " الوحدة المغلفة بالسكر " لشاعر من أهل جنوب السودان يستنكر فيها دعوة الأفروعربية .
قال الشاعر :
تفترض الوحدة وجود فريقين الفريقين اللذين يتفقان على التآزر فمن غير المنظور في الوحدة أن تقوم على أشلاء آلاف الضحايا ولا على فوهات جيش منفلت مأمور أن يستأصل شأفة ( الجنوبيين )
ويمضى المقطع ليشير إلى " خطيئة العرب " وهى هجرهم التمثيل المناسب للجنوبيين في أجهزة ، بعد مؤتمر المائدة المستديرة الذى انعقد عام 1965 للمصالحة بين الجنوب والشمال . قال الشاعر :
غير أن الطبيعة نفسها تأبى أن تتخذ الصحراء والسافنا ( الغابة )
غير أنهم ابتذلوا عدل الطبيعة ، حين ظنوا أن بامكانهم توحيدها بمحض القوة .
فقد تلزم الجنوبيين ضرورات التساكن القومى إلى اكتساب اللغة العربية أو عادة عربية إسلامية . غير أنهم سيقاومون كل ميل لجعلهم يتبنون النسبة العربية المقترحة من قبل الأفروعربيين إلى جانب نسبتهم الأفريقية المؤكدة . وستبدو لهم الدعوة إلى إعادة إنتاجهم ، عبر التمازج الثقافى كطبعة لاحقة لانسان سنار ، نوعا من الغش الثقافى لا الحوار . فالجنوبيون محاذيرهم كثيرة ، الصادق منها والمخترع ، حيال عرب الشمال . وهذه المحاذير واضحة في دلالات الازدراء والمقت التى تجرى بها كلمة عربى على ألسنتهم . بل إن بعضهم لايزال يحدس أن أفضل المخارج لمسألة السودان أن يحزم عربه حقائبهم ويقطعوا البحر الأحمـر . وهذا اعتقاد بعيد بما لا يقارن مع النسبة الجزئية إلى العرب التى تقدمها لهم الأفروعربية .
من الجانب الآخر ، جردت التوفيقية الطوباوية الأفروعربيين الليبراليين من كل مصداقية . ولذا يبدون في استقطاب الثقافات الجارى في بلدنا خلوا من كل قوة تفاوضية . فحيلهم التوسط بالهجنة مردودة . فقد جاء في الاحتجاج عند منصور خالد في حلقة تناولت مسألة جنوب السودان بما يلي :
" إن تعريب وأسلمة شمال السودان قد تمت بالتدريج عبر فترة طويلة من الزمن وفي إطار تلاقح ثقافى سلمى . وهو التلاقح الذى بلغ الغاية حتى إن أولئك الذين يبحثون تفردهم في أى من العروبة والاسلام إنما يحرثـون فـي البحـر " (44) .
وقال عبد الله النعيم في الحلقة الدراسية نفسها ، وفي المعنى نفسه ما يلى :
" المحاولات الجارية للتشديد على هوية إسلامية أو عربية خالصة مزعومة لأى من أقاليم السودان هى محاولة مضللة وسلبية في آن معا " (45) .
وفي الكلمتين تفاوض واضح بالأفروعربية قد لا أتفاءل بحظه من القبول لأطراف الاستقطاب في المسألة الثقافية السودانية .
وعندى إجمالا أن خلع أو تحجيم الهوية أو الثقافة العربية هو إما غش ثقافى أو يأس . فالطريق فيما أرى إلى اطمئنان الجنوبيين وغيرهم من حملة الثقافة الأفريقية إلى أمنهم الثقافى ، يمر عبر تصدى العرب المسلمين للنعرات وأنواع التحريم التى تغص بها ثقافاتهم تصديا بالأصالة عن أنفسهم ، لا نيابة عن أحد . ويستلزم ذلك وقفة مستنيرة إزاء الذات وقدرة على تحرى النقد ، وتحمل تبعاته . ولا أحسب أن حملة الثقافة الأفريقية ممن يرغب في الزج بهم كلاعبين رئيسيين في أجندة تفتح وديمقراطية الثقافة العربية الاسلامية . فالأصح في نظرى مثلا أن يدعو من يزعم أن تعاطى الخمر حرية شخصية إلى كامل حرياته الشخصية كعربى مسلم ، لا أن يتخفى وراء نسبته في أفريقيا التى الخمر فيها بعض الماء أو الغذاء أو أنخاب الطقوس . والأهم من ذلك كله ألا يتأسى العربى المسلم لفقدان الجنوبى حريته في شرب الخمر ، قبل أن يتأسى هو لفقدانه الحق ذاته . فحملة الثقافة الأفريقية قد يرغبون أن يروا العرب المسلمين في السودان متمتعين بحقوقهم في الاعتقاد والرأى وأنواع الشغف الأخرى أولا ، قبل أن يصدقوا مشروع الأفروعربيين الحضارى .
ومن الجانب الآخر فخطة الأفروعربيين لاستخدام المكون الأفريقى فيهم وحقوق الجنوبيين لنصرة آراء لهم في الحياة السياسية والاجتماعية هى خطة مكشوفة للغلاة من الدعاة الاسلاميين . فهم يرون الليبراليين من الأفروعربيين إنما يدسون مشروعهم العلمانى وراء تظلمات الجماعات الأفريقية غير المسلمة . وهذه الخطة الأفروعربية في نظر الغلاة مجرد حيلة في علم الحيل . فقد قال الشيخ الترابى ، " إن مناصرى العلمانية منافقون مارقون من بين صفـوف المسلمـين لا يستطيعون الجهر بمعارضتهم للاسلام ، بل يتصنعون الغيرة على حقوق المواطن السوية ، وأنهم بحماية الأقلية غير المسلمة في الجنوب يريدون أن يلقنوا تلك الأقلية لتعبر عن أهوائهم التى لا يستطيعون أن يفصحوا عنها " (64) . وهكذا لم يقض للأفروعربية الموسومة بالوسطية أن تسعد أحدا ؛ وهذا باب في الاخفاق كبير .
يتبع ..،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحالف الهاربين - 5 (Re: Agab Alfaya)
|
خاتمــة
صفوة القول : إن الأفروعربية هى صورة أخرى من صور الخطاب العربى الاسلامى الغالب في السودان . وهى كخطاب غالب تنهض على محوريـن : المحور الأول ، هو تمييز " إنسان سنار " – نواة السودان الشمالى – عما عداه من أناس في الوطن . ولذا تنظر الأفروعربية إلى الحركة التاريخية في السودان كحركة مستمرة صائبة من التمازج بين العرب والأفارقة ، بين الشماليين والجنوبيين ، لاصدارات متكررة من ذلك الانسان ؛ أما المحور الثانى فهو تشويه الأفروعربية لموضوع خطابها وهو الأفريقى . ففي تنقيبها عن الأفريقى المطموس السودانى الشمالى انتهت الأفروعربية إلى اختراعه كبدائى نبيل . وككل بدائى نبيل ، صدر الأفريقى من حوار الأفروعربية مصنوعا من محض معطيات ومسبقات وتكهنات وتشهيات لا أصل لها في واقع الحال .
لقد أرادت الأفروعربية ، باستردادها المكون الأفريقى في العربى السودانى المسلم ، أن تضرب عصفورين بحجر واحد ، أن تدس خلال ذلك مشروعا خاصا بها في تفكيك محرمات الحضارة العربية الاسلامية التى سدت على يفاعتهم منافذ الاشباع . أما الأمر الثانى فهو تطمين الجنوبى إلى أمنه الثقافى في أروقة مفهومها للتمازج ، الذى للأفريقية فيه مكان ، على خلاف نموذج الغلاة من الاسلاميين والعروبيين .
من الواضح أن برنامج الاصلاح الأفروعربي للثقافة العربية الاسلامية لم يحالفه التوفيق . وواضح كذلك أن الجنوبيين لم يطمئنوا إلى وعده أو شروطه في قدر من التعريب والأسلمة . وهذه بعض دلالات الاستقطاب الثقافى المتفجر في السودان .
إن أفضل الطرق عندى أن يكف أبناء الشمال العربى المسلم عن خلع بعض حضارتهم بدعوى الهجنة . فأوفى الضمانات للأفريقيين في الوطن هى يوم يرونهم قد وطنوا حرياتهم كعرب ومسلمين في باطن ثقافاتهم . فالاحتجاج بحقوق الأفريقيين المعاصرين أو ممن يزعم الأفروعربيون أن دماءهم ، كأسلاف ، قد استقرت فينا هو خطة سلبية جدا . فأهدى السبل إلى السلام والنهضة الثقافية في السودان هو الاقرار بقوامين ( أو أكثر ) للثقافة السودانية . قد تمتزج هذه القوامات وقد تتبادل التأثير والتأثر ، مع احتفاظ كل منها باستقلال الدينامية من حيث المصادر والترميز والتوق .
الهوامش
(1) أنظر محمد عبد الحى ، الصراع والهويــــــة ( ] د.م.د.ن [ ، 1976 ) ، ص 6-29 ( بالانجليزية). (2) المصدر نفسه . ص 8-9 . (3) المصدر نفسه . ص 19-20 . (4) المصدر نفسه . ص 12-13 . (5) المصدر نفسه . ص 23 . (6) المصدر نفسه . ص27 . (7) أنظر : محمد عبد الحى ، " مفهوم الزنج في الشعر العربى في السودان " ورقة قدمت إلى : جامعة الخرطوم ، معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية ، مؤتمر القومية السودانية في ضوء التعدد العرقى والتنوع الثقافى ، الخرطوم ، 26 –28 تشرين الثاني / نوفمبر 1985. ( عبد الحى ، الصراع والهوية ، ص 2-5 . (9) ج. ترمنغهام ، الاسلام في السودان ( ] د.م.د.ن.[ ، 1949 ) ، ص149 . (10) المصدر نفسه ، ص 30 . (11) " حوار مع النور عثمان " الأيام ، 24/3/1979 . (12) أنظر : محمد عبد الحى ، قصيدة " العودة إلى سنار " . (13) المصدر نفسه . (14) كتب محمد عبد الحى إن تاريخ الثقافة السودانية يبدأ بقيام ممالك التلاقح الاسلامية العربية الأفريقية ، ومن بينها دولة الفونج بسنار . ففترة قيام تلك الممالك عنده ( هى التى بدأت في إنتاج ثقافة سودانية – وأعنى بكلمة ثقافة كل طرائق حياة مجموعة ما – لقد امتزج العنصران الأفريقى والعربى وكونا عنصرا ( أفروعربيا ) جديدا ليس بعربى ولا زنجى ... إنه نتاج لقاح هذين العنصرين ) . أنظر : محمد عبد الحى ، " نحو ثقافة أفروعربية " الرأى العـام ، 24/12/1963. (15) المصدر نفسه . (16) وهى الكلمة التى رد عليها صلاح أحمد ابراهيم في : الصحافة ، 25/10/1967 ، واتهم النور بالطعن في العروبة . (17) عبد الحى ، " نحو ثقافة أفروعربية " . (1 محمد المكى إبراهيم ، " المستقبل الحضارى في السودان " الرأى العام ، 13/12/1963. (19) عبد الحى ، المصدر نفسه . (20) إبراهيم ، " المستقبل الحضارى في السودان " الرأى العام ، 15/12/1963. (21) المصدر نفسه ، في : الرأى العام ، 8/12/1963. (22) المصدر نفسه ، في : الرأى العالم ، 15/12/1963. (23) المصدر نفسه . (24) المصدر نفسه ، في : الرأى العام ، 13/12/1963. (25) المصدر نفسه ، في : الرأى العام ، 15/12/1963. (26) المصدر نفسه . (27) المصدر نفسه . (2 المصدر نفسه . (29) المصدر نفسه . (30) المصدر نفسه ، في : الرأى العام ، 8/12/1963. (31) عبد الحى ، " مفهوم الزنج في الشعر العربى في السودان " . (32) عبد الحى ، الصراع والهوية ، ص 27 . (33) محمد المكى إبراهيم ، " الجنوب في شعر المجذوب " مجلة الاذاعة والتليفزيون والمسرح ، العدد 36 ( 7 تشرين الأول / اكتوبر 1976 ) . (34) عبد الحى ، " مفهوم الزنج في الشعر العربى في السودان " ، ص 12 . (35) المصدر نفسه ، ص 10 . (36) المصدر نفسه ، ص 12 . (37) إبراهيم " الجنوب " مجلة الاذاعة والتليفزيون والمسرح ، العدد 36 ( 7 تشرين الأول / اكتوبر 1976 ) . (3 أنظر : تقرير لجنة التحقيق في تلك الحوادث . (39) إبراهيم ، المصدر نفسه . (40) المصدر نفسه . (41) عبد الحى ، " نحو ثقافة أفروعربية " . (42) إبراهيم ، " المستقبل الحضارى في السودان " الرأى العام ، 13/12/1963 . (43) سعد حامد حريز ، " المقومات الثقافية للقومية السودانية " الصحافة ، 2/12/1968 . (44) من كلمة له في حلقة دراسية انعقدت في امريكا في عام 1987 حول مسألة جنوب السـودان . (45) من كلمة له في الحلقة الدراسية نفسها . (46) من محاضرة له عن تطبيق الشريعة الاسلامية في السودان .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحالف الهاربين - 4 (Re: Agab Alfaya)
|
تحيه للجميع واشكر الخواض وحيدر على المناشدة على الانضمام..مصطلح "البدائى النبيل" الذى جلبه عبدالحى لحلبه النقاش فى قراءه بعض اوجه الثقافه السودانيه تحديدا جنوبيات المجذوب لم ينحته عبدالحى بل استعاره كما اشارفى حوار بصخيفه السياسه 1986 من قاموس المفكر السويسرى الاصل الفرنسى الهويه Jean Jack Rouseau الذى تحدث فى " اعترافاته" كثيرا عن ذاك البدائى النبيل وهنا يدحل عبدالحى فى تناقض كبير حذر منه عندما المح فى سفره بالانجليزيه " الصراع والانتماء"الى ان المحجوب قد خاول قراءه وتفسير بعض الثقافه السودانيه من خلال عدسه ومصطلحات الكاتب والمفكر الانجليزى الفيكتورى Arnold Matthew الذى تحث عن الصفوه والغوغائيه ودورهما فى بناء ثقافه الامه... تناقض عبدالحى الذى اعنيه هو قراءه ظاهره امه بمعايير مختلفه اوجدتها ظروف مغايره لظروف امته والمؤسف تتابع هذا المنهج المتناقض عند الكثيرين من المثقفين السودانيين اخرهم مقدم برنامج حقيبه الفن الشهيرعوض بابكر عندما خاول قسرا فى حلقه تلفزيزنيه قراءة وتفسير انتاج شاعر الحقيبه سيد عبدالعزيز مستندا على تاثره اى سيد بلوحات رسامى عصر النهضه بايطاليا الذين ركزوا كثيرا على ابراز الضوء بتدرجاته والظلال.
| |
|
|
|
|
|
|
|