أنضف الكمونية (للنساء فقط) ..

Quote: تحيات من هنا حتى فيينا المدينة التاريخ وصديقى إسماعيل الرجل

Quote: نساء على هامة الشمس {2} إلى نساء غيبهن التاريخ الرسمي شجو الشمس يبدأ بحليمة أمي يا أغنياتى الحنينة يا من سكنتى دهشة طفولتي ومنحتيها عذوبتها ومرحها ومازلتى كيف لا ووجهك الندى لم يفارقني لحظة، كلما قست الدنيا على قلبي كلما عشت اعظم الانهيارات والإحباطات كلما انكسر فى حلم وكشر الواقع أنيابه فى صباحي تحاصرنيقيامة الأسئلة منذ صغرى وأنتي تنتزعين نفسك من نومة الفجر التي تحتاجينها تصلين فجرك وقلبك ينده بالدعاء لي ولأخواتي الصغيرات وتولعى نار { عواسة} الرزق. {البنات لازم يقرن} تحبسين دموعك عنا، توارين حزنك وضجرك وأنتي تعودين دون ربح يذكر وتحمدين الله على { النفس الطالع ونازل}. عذبني دخان { صاج العواسة} الذي أدمع عينيك الوضاحتين لم تتوانى لحظة أن ترسليني لروضة ست ماريا، كانت الحياة طيبة مثلك ومثلها، شهر كامل بقرش واحد. على بروش وتحت شجرة النيم نجلس ندرس العربي والدين والحساب. لم يضايقك بأني كنت منافسة للأغنام فى حب الورق، كل جريدة أو باقي رسالة مكتوب عليها بعض الأناشيد التقطها أعود بها إلى البيت، كنتى تضحكين حين يحتج أبى المحب أيضا للورق والاطلاع { خليها تلقط الورق، الغنمة مالها مابتجيب اللبن}. كان فرحك عظيما وان اعتب إلى المدرسة ولا تنسين قبل ذهابك للسوق الصغير أن تعدين لي شنطتى وقرش ونص للفطور ووصية حنونة كتميمة تحفظني حتى أعود. علمتني كيف أحب الدنيا والناس فحين كنت أعود من المدرسة آتيك فى السوق قبل أن اذهب إلى البيت، لقمة دافئة تسند جسدي الصغير، كان كل ما تصنعه يديك طاعما وشهيا كحبك للحياة ولنا. كنت ارغب فى أن أساعدك، ربما أردت أن انفذ بعض ما درسناه دون أن تطلبي منى، فامل تساعد أمها بعد عودتها من المدرسة قبل أن تراجع دروسها ولكنك كنتى تصرين أن أذهب إلى البيت لاذاكر { عشان تجئ الأولى، وهديتك تسافري معايا الشرق، ما اشتقتى لحبوبتك عشة ، نزور كمان الطندب عشان الخليفة الفاضل يحرسك من العين والشر}. كنتى تواصلين أرحامك وأهلك وجيرانك ، تذهبين وأمي للمجاملات حتى انى اشتاق أحيانا لعصرية معك ومعها. كلما حاولت أن أكتبك اعجز أمام عظمة انسانك وعيك النافذ وأسئلة وجودك تطرحينها ببساطة ، لا زلت اذكر موقفك وشجاعتك وأنتي تقفين أما ابنك الوحيد أبى أن لا يتزوج على أمي، كنت مبدئية وواضحة وعبرتي بكل الوسائل عن رغبتك، كنتى تحبين أمي وترى فيها ابنتك التي لم تنجبيها، رضخوك لم يأتى عن قناعة بل انحيازا لقلبك كأم أن تفقدي ابنك الوحيد الذي لم يكتفى بوردة واحدة. ظلبتي تكافحين لاجل أن نعيش حياتنا بشكل طبيعى، نأكل ونشرب ونقرأ. كانت دموعك تنهمر فرحا فى كل نهاية عام دراسي وابى يتم تكريمه فى المدرسة كوالد لتلميذتين نابغتين أحرزن المرتبة الأولى فى الفصل الدراسي، كنت أنا وشقيقتي منى كانت دائما هديتك { غويشات الذهب التلاتة} تضيء ليل غربتي. كان حزنك كبيرا حين اضطر أبى يوما لصرفها لضيق الحال. كنت تحاولين ببساطة أن تجيبي على أسئلة طفولتي - ليه فى حلتنا فى بنات مابمشوا المدرسة مساكين ما عندهم قروش - وليه الله خلق الناس مساكين دى إرادة ربنا، الله يعوضهم الجنة - وكان مافى جنة وتستغفرين الله دون أن تنتهرنى كما فعل أستاذ التربية الإسلامية فى بداية مرحلة الثانوي وأنا اسأل عن الوجود أسئلة الباحثة عن الحقيقة. مايحزننى يا أمي انى ذهبت حين احتجتى لوجودي؟ شقي العمر والرطوبة التي تسربت إلى عظامك من زمن مبكر فأقعدتك عن الحركة التي كنتى تحبينها كفراشة لا تكف أن تهب رحيقها إلى خلق الله فتكتسب محبتهم واحترامهم. فرحتك كانت عظيمة بدخولي الجامعة وبتحقيق رغبتي أن أدرس الصحافة والإعلام وتتذكرين { جنوني لالتقاط الأوراق فى طفولتي من الشارع} أتذكر مقارنتك ردا لأبي عن فائدة الغنم التي تهبنا لبنها. كان الخوف يسيطر على منذ أن تابعت أنفاسك وأنا صغيرة لاتيقن بأنك مازلتى تنمحنيى الحياة ورونقها، فحين ذهبت لعاصمة البلاد لأنهل من علم حببتني إليه كنت اقتطع من مصروفي الفقير لاوفر تذكرة العودة إليك، مرتين فى الشهر، أعود إلى حضنك اغسل لك شعرك أمشط ضفائره أضاحكك { حسع مالك ما اديتينى من شعرك ده} وردك دائما يأتى شافيا { المهم يابتى التحت الشعر} يالك من حكيمة. تفرحين بالتوب الذي اشتريه لك فى كل عيد وتصرين على أن البسه بحجة انه {توب بنات صغار} أعطرك بالعطر الذي تحبينه { رائحة فرير دمور المسخ الارياح} وحين تحين عودتي لامدرمان تدراين دموعك وتدسين فى يدي بعض ذاد ذودك بها ابناء وبنات أخوانك وأخواتك اللذين يزورونك من حين إلى آخر. كنتى صامدة حين داهم رجال امن الإنقاذ بيتنا بحثا عنى، حفزتى أمي التي كانت دائما ما تفعل من أيام نميرى أن تدفن كل ما تعتقد انه منشور سرى، لم تحرقها، أن أكثر ما يوجعني يا أمي حين أتوا مرة ولم يثنيهم شيبات الوقار على رأسك ولم يرحمك بأنك عاجزة عن السير والوقوف، قلبوا الفراش التي كنتى ترقدين عليه ولم يبالوا بكبرك. وحين كان أبى يحتد أحيانا بان نقلل من نشاطنا كنتى تهمسين لي { قولي ليهو كويس وبعد ما يهدأ نقاشيهو هو خائف عليكن} وحين يهدأ أبى ونتناقش يسطع فيه وعى ادخره منذ أن كان الأزهري له رمزا للوطنية. حين ضاق الحال وقررت السفر إلى بلاد الله الواسعة لم تكسري مجاديفي والواقع القاسى يؤكد استحالة السفر، التذكرة والمصاريف ومسئوليتك وأنتي الكبيرة وكثير من الأسئلة التي تحبط الأمنيات الصغيرة، وقفتي بجانبي وقلبك يبكى لفراقي، { كان الله أراد بتسافرى} { ربنا يفتحها عليك، عافية منك ورضيانه عليك}. لم تفارقيني ثانية واحدة، كنت فانوسى وشمعتي حين يحلك واقعي لم تكن البداية سهلة ولان المنحة كانت لا تكفى ولاتحقق أن افعل لاجلك واجل أهلي ما أردت اضطريت للعمل كان الجليد ينهمر على رأسي وأنا أبيع إعلانات الجرائد الخاصة باتحاد الطلاب النمساويين الساعة بستين شلن، كنت حين {اضربها بجنيهنا} السوداني اتحمس بأنها تفعل شئ حين نظر البعض من أهل بلدى وتساؤلات عن الذي يضطراني لمثل هذه الأعمال الهامشية وأنا طالبة دراسات عليا ولدى منحة. كنت اسخر فى سرى وادعو لك ولامى، فمنكما عرفت قيمة العمل أيا كان طالما كان عملا مشروعا، لا يعرفون بان ابنة نساء عاسن الكسرة وباعهن ليعتمدن على ذاتهن ويساهمن فى الحياة، لا يعرفون بأني تعلمت { العواسة} وأنا فى العاشرة من عمري حين مرضت أمي مرة وكان لابد من مواصلة العمل والا ستفقده لا يعلمون باني بعت السندوتشات لزملائي وزميلاتي طلاب وطاليات الدبلوم العالي بجامعة الخرطوم لاواصل دراستي ولأساعد فى هم المعيشة، فكيف لشابة فى بداية مشوار حياتها لاتجد عملا ومغلقة كل الأبواب فى وجهها شهادتي ذات مرتبة الشرف لم تشفع لي أن أجد الوظيفة التي تناسبني فى بلد يقسو على فلذات كبده ويطاردهم/ن ويغلق نوافذ الامل فى وجوهنا فنهيم بحثا عن شجرة نستظل بها من جور حكامنا فكيف يا أمي وانتى كل الشجر والأنهار والشموس كيف وانتى الوطن فى دفئه وعمقه ونهاراته؟ هنا يا أمي وبعيدا عن شجوك ودندنات محبتك بدأت طريقي فى مدينه جميلة ومرتبة ولكن قلبها لايبادلنى الحب فتحت أبوابها بحذر تغلقها متى ما تشاء ولكنها منحتني فرصة أن أحكي عنك كنت حين اجلس فى قاعة الدرس قبل عشرة أعوام، قاعة مكتظة اجلس وسطهم/ن هل باتري سانجح بلغة ليست لغتي؟ ألم تقولى إلى فى أول زيارة بعد سفري محفزانى لتعلم اللغة الألمانية { اتعلمى لغتهم بتضمني شرهم} كلما تراجعت وملكني الخوف الجأ إليك وكلما حققت نجاحا أحكي لك واجالسك وامشط لك شعرك أول مرة وقفت فى قاعة الدرس لادرس الطلبة والطالبات النمساويين/ت ندهت عليك يا أمي ياكل نجاحاتى للحظة فاحت رائحة { كسرتك} وتفوحين يا أمي فى كل محفل اشهق فيه باسمك فتهطل فى كل أيام كفاحك كتبت عنك نصا بكل نبضي شاركت به فى مسابقة أدبية مهدأة للكاتب والنقابي النمساوي ليوبلد اشتيرن نظمتها نقابة العمال فى النمسا فاز النص الذي حكى عن ثلاثة وجوه مفرحة تتجاوز الحدود كان وجهك يا أمي وكلى يطل فى كل امرأة طاعنه فى السن كنت أتخيلك فى شبابك واراك فى بعض النمساويات الجميلات أسائل نفسى { ياربى لو مشلخة ولونها اخضر} الن تكون جميلة كما أنتي النص حكى عنك، عن يوم مازالت لعنته تكسوني رن جرس الهاتف صباحا انقبض قلبي { أمي حليمة بتكون ماتت} قلتها بيقين من لن يلقاك جرجرت إقدامي التي أصابها شلل كامل وفى خاطري شريط سينمائي مر سريعا تذكرت زيارتي لصديقتي الألمانية، نوافذ بيتها فى الطابق السابع تفتح فى مقابر فى الحي الثاني والعشرين بفيينا رميت نظرة عجولة على الزهور المتناثرة على القبور وتذكرت { مقابرنا} فى { ود ام جبو} كما يسميها أهل حيينا أسئلة حاصرتني أسئلة رحلتنا من الحياة إلى الموت التي تبقى دون إجابات شافية التلفون لا يكف عن الرنين اللعنة انه الموت فى الجانب الآخر صوت أختي مبحوحا قلت لها فى محاولة لتهدئة نفسى أمي حليمة انهت رحلتها فى الدنيا فرقعة التلفون، نحيبي، شلل فى الروح آآآآآآآآآخ يا أمي إحساسي بأني نزعت من جزورى كان إحساسا قاتلا أن يفارقك احب الناس فى الكون إلى قلبك صوتها فى آخر مكالمة معها لا يكف صداه متين الجية يالحبيبية بدور أشوف جناك واحضنه لم تنتظرينا يا أمي رحلتي دون أن تروى ظمأ روحي بلقياك زغاريدها تدندن فى أذني { جيد لى يامية بتى جايبة الجنا، مامهم بت ولا ولد المهم سلامتك وسلامة جناك} ذادت السنين وعيك حدة وسيقتى زمانك وواكبتى زماننا حكيت لك لاغرس فيك الطمأنينة جارتي العجوزة اليوغسلافية زوجة السيد بتروفيتش ترعاني فيها طيبتك لم تكن بنينا لغة مشتركة نتفاهم بها تتحدث معي بلغتها وأحكى معاها بعربي{ كوستى} حساني وحاساها تأتيني بالطيبات وعينيها توصيني لاجل الذي فى أحشائي كان بيني وبينها سر غريب، وأسئلة تركض فى دمها ودمى نوع تلك الأسئلة التي تبقى بلا إجابات جرجرت روحي لافتح الباب لجارتي النمساوية السبعينية العمر لتسألني لماذا انتحب كنت قد حكبت لها عنك عن قيمة الكبير عندنا كانت تحكى لي عن بنتها التي تراه مرة فى العام، فى عيد ميلاد المسيح عليه السلام قالت لي بحزن لا يخفى وكأنها قاسمتك الشقا وحب الحياة والناس لم تمت طيلة ما أنت تنبضين كن ثلاثتكن يا أمي زوجة السيد بتروفيتش والسيدة بريجيت وسيدة روحي ومالكة فرحى أنت ياأمى يا بت أب شالية ثلاثتكن تجاوزن كل الحدود المرسومة لاجغرافيا لاخط استواء لالون ولا اصل فقط المحبة حين وقفت والتصفيق يعلو فى الصالة الأنيقة ورئس النقابات يهز يدي مهنئيا رأيتك قمرا ساطعا وهب الحضور وقاره والإحتفاء شذى من تلك الحياة بزغت شمس الجنوب فى محياك ومنحتني القدرة لاواصل المشوار أعدك يارمز صمودى وشعلة وعى ان تصحو فينى الحياة كلما داهمنى الموات وكلما انشلت فى أغنية ، ساواصل هدر الحكاية وصخبها وكلما تعبت خطواتى تأتينى وتمنحنى بعض من هدير انسانك انتى يا أمي يامدرستى الأولي فى الحياة

Quote: وعيك النافذ وأسئلة وجودك تطرحينها ببساطة ، لا زلت اذكر موقفك وشجاعتك وأنتي تقفين أما ابنك الوحيد أبى أن لا يتزوج على أمي، كنت مبدئية وواضحة وعبرتي بكل الوسائل عن رغبتك، كنتى تحبين أمي وترى فيها ابنتك التي لم تنجبيها

Quote: آي بناكل الكمونية و المرارة لكن مااااااا بنستحمل نشوف متل ده،، انا غايتو بتحصل مصيبة بعد الزمن ده كلو كان شفت لي خروف بضبحو فيهو،، يا جنيت يا جننت البضبح،،