في هذا اليوم من كل عام نعيش ونتنسم دعاش الحرية ولما لا ، فإننا قد صرنا أحرار بمجهود أجدادنا البواسل وأبائنا المناضلين الذين إستلوا لنا الإستقلال مـن فـك عفـريت عنـيف البـطش . والإستـبداد ... فـي مـثل هـذا اليوم ( 19/12/1955م ) تم إعلان إستقلال السودان من داخل البرلمان وشممنا دعاش الحرية حتي أنزل المستعمر البريطاني علمه ورفعنا بدله العلم السوداني يرفرف وسط أناشيد الفرح الغالى وذلك في يوم ( 1 /1/1956م ) هذا وللإستقلال من داخل البرلمان وقفة جديرُُ بنا أن نتأملها حيث أعلن النائب البرلماني من دائرة بُرام ريفي نيالا ( إقتراح ) الإستقلال وثناه أحد النواب ودوى البرلمان بالهتاف لحرية هذا البلد العملاق والذي لا يزال هو قلب أفريقيا النابض وحكم ابناء السودان بلدهم بنزاه ووطنية فياضة وكان رئيس الحكومة السودانية الأولى ، عقب زوال المستعمر ، كان المرحوم إسماعيل الأزهري الذي ذهب بالسودان إلي دول عدم الإنحياز ... رحمهم الله وأمد اعمارهم من لا زال يعيش بيننا كيف تم إستعمار الشعوب الحرة والتي في معظمها تسكن قارة أفريقيا السمراء ثم قارة آسيا؟ وما هي دواعي الإستعمار ؟ ...... من هو المستعمر ؟ بالإجابة على تلك الأسئلة يجدر بنا الرجوع إلي التاريخ حيث ظهر على السطح قبل قرنين من الآن ، ظهر الرجل الابيض الاوربي ، الواعي ، المتعلم والمثقف ، ظهر بوجه جديد فضفاض ألا وهو وجه ( الكشوف الجغرافية ) فسار في أفريقيا كلها بغرض الكشف عن الحياة والإنسان في مجاهيلها وعندما تمت ( الكشوف الجغرافية ) ظل قاعداً ومستقراً بها حيث نهب ثرواتها واتخذ سيادها عبيداً لمدة طويلة تمتد إلي قرون والأغرب من ذلك فإن – الرجل الأبيض – رغم خروجه من المستعمرات وإستقلال مواطينها إلا أنه قد (خلفَّ ) وراءه الجهل والتخلف وأبعد غربة عن ذلك أن جاء إلي الحكم من بعده حكاماً يحكمون بالحديد والنار ... حكام مستبدون، جهلة متخلفون لا يعرفون الرأي والرأي الآخر .... حكام ( إتجاه واحد ! ) ويحسبون أنهم يصنعون صنعاً حسناً ... حكام يحكمون بعشرات السنين فلا يقومون بالتنمية البشرية والمادية . وإبن آدم الآن يعيش فيما يسمى بالالفية الثالثة بينما المستعمرات السابقة ( يعوذها ) الطعام ، التعليم ، الدواء ، والتحضر .. وبعد قارئ العزيز بلدنا السودان جزء من هذا العالم المتخلف ( العالم الثالث ! ) ضحية ( صلف ) المستعمر .... نحن نتقاتل منذ سنين طوال ... ترملت النساء وتشرد الصغار وتركوا سكة الحياة الهانئة إلي العيش في الحفر ... إنهم المشردون كبار وصغار ونسميهم دون خجل ( الشماسة ) ... مات الوطن كله بسبب غباؤنا ، جهلنا وتخلفنا ... لا تعترف دولة السودان ( السودانية ) بالمـعارض المسـلح ولا يعـترف هو نفسه بسودانية رجال دولة السودان ونظل ( نلعق ) المهانة والخزى والعار بين دول المجتمع البشري العالمي . لم نتدارك ( أمانة ! ) أجدادنا وآبائنا ووصاياهم لنا ( أن نبقى عشرة ) على بلدنا الذي سلمونا اياه ( بارد ومشرح !) نعم ! رفعنا رآيات الحوار الوطني مرات ومرات والشاهد على ذلك ( فنادق أديس أبابا ) وغيرها ولكن دون أدنى ( نقطة ) إتفاق ! وأخيراً كان هُناك ( نداء السودان ) أي الحوار الوطني وقد إستبشر المواطن السوداني به لانه قد لمس فيه ( شيئاً ! ) من الجدية وصدق النوايا ... ولكن ، هيهات ! لم نتفق لنعود إلي خيار البندقية والموت (الكريه) لكن ، ما هي الوصفة السحرية ( لحل ! ) المعادلة الصعبة في السودان ؟ ! هي نبذ العنصرية والجهوية وأعلاء راية الوطنية والمساواة... هي الإعتراف المتبادل بين دولة السودان وما تسميهم بالمتمردين ... الإعتراف بإننا بالداخل سودانيون وهم بالخارج سودانيون ... كلنا سواسياً كأسنان المشط ... ذلك هو المفتاح السحري الذي يفكفك ( الطبلة ! ) الصدئة ... أن نعـود إلي بلادنا ونتحاور بالداخل ونترك ( فنادق ) أوربا وإسرائيل وأمريكا . وعلى الدولة السودانية إبداء حسن النوايا ... نتحاور ونحن أحرار ومتساوون في الوطنية ( لتجف ! ) دموع الثكالة وحينها سيكون شعارنا : السودان ... السودان وطن الجدود .
وأن آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وألا عدوان إلا على الظالمين . إلي اللقاء
-- أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 21 ديسمبر 2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة