على الرغم من الصخب الكبير الذي لازم الحملة ــ والحملة المضادة ـ على حزب الأمة وزعيمه الصادق المهدي ، في أكثر من بوست في هذا البورد المتّسق مع شعاره كـ " منبر حر " لعموم السودانيين ، فإن ما يلفت الانتباه ويثير الاعجاب حقا ، هو احتشاد الأسماء والوقائع والتواريخ والارقام والمراجع والهوامش .. ما يحوّل تلك البوستات الى فهرس قائم بذاته .. من دون أن تفتقد ( تلك البوستات ) أيّاً من قوتها التحليلية ولغتها الحوارية ـ وإنْ سُجِّلتْ بعض حالات التهاتر هنا أو هناك ـ كما انها لم تفتقد ، بالضرورة ، أجمل صفاتها : الغـضـب
والسودانيون هم أحوج الناس إلى الغضب أثناء مراجعتهم لتاريخهم السياسي الذي تحكّمت بسيرورته أسماء بعينها ظلّت تهيمن (بامتياز نادر) على كل الميراث النضالي والتضحوي الذي رافق الحركة الوطنية السودانية الحديثة منذ انطلاقها في بدايات القرن قبل الماضي، وتجيّره لنفسها خالقةً من ذلك كاريزما متسلطة ( حتى وهي مدنية طائفية درويشية ، أو دينية رجعية .. أو حتى يسارية علمانية تقدمية ) لم يعلّمعا التعاطي مع الديمقراطية أن تحترم مناصريها أو تقدّر نضالاتهم بأن تفسح لهم في المجال أمامالترقي والتصاعد في مراتب الحزب ، ناهيك عن تقديم شئ ذي قيمة لعموم الجماهير الشعبية التي اعطت ثم اعطت واعطت .. ثم لم تنل شيئا
بوابات الأسئلة الحرجة انفتحت على آخرها وهي تعيد سيرة حزب الأمة ( وعمايل الأنصار ) الى بؤرة الضوء وخشبة التشريح . ولم يتوقف اعضاء حزب الأمة الشباب هنا مكتوفي الأيدي ، بل لعلكم تشاهدون ذودهم عن الحياض بتلك البسالة ( هل نقول العاقلة والمتزنة ؟؟ هي فعلا كذلك !) وعلى هذا الأساس ، رأيت أن انقل للاخوات والاخوة اعضاء البورد نمطا من تطور النقاش حول جملة ما يخص الأمة والصادق والأنصار، وسبق أن تم مناقشته في عدة بوستات ، هذا التطور يمنحنا إياه الأستاذ جماع مردس ، المثقف البارز في حزب الأمة ، حيث يمنح شهادة صدق لرواية الأخ محمد حلا حول أسئلة ( مرتّبة ومنضبطة ومحورية ) طرحها جماع على الصادق المهدي وتتعلق بالبيعة .. فسكت الصادق ولم يجب عليها
حتى لا اطيل اكثر من هذا .. اترككم تقرأون شهادة الاستاذ جماع
ـــــــــ السمندل
ـــــــ
أسئلة جماع مردس التي طرحها علي الإمام الصادق المهدي
جماع مردس
ردا علي ما جاء في مقال الأخ محمد حلا الذي طرحه في (المنبر الحر سودانيز اون لآين) حول الأسئلة التي طرحتها علي السيد الصادق المهدي ، فإنها فرصة انتهزها لأوضح للقراء و للأخ محمد حلا و أعضاء وزوار المنبر الحر، حقيقة أسئلتي (الشهيرة) .
كما ان هنالك اسباب كثيرة حرضتني علي الحديث ربما لأن الأمر مرتبط بالأنصارية وبشخص أقدره وأحترمه وهو في تقديري بين المفكرين الإسلاميين المعاصرين ، ورأي هذا تمليه علي قناعتي وحقوق المسلم علي المسلم والتي هي كثيرة لا تحصي في تعاليم الإسلام (من المولاه الي المؤاخاه) وإن إنكار هذه الحقوق او حتى مجرد إهمالها سلوك يجرح صدق الإيمان وان كنت لم أبايعه إماما للأنصار .
رواية الأخ محمد حلا صحيحة ، فعلا ، لقد سألت السيد الصادق المهدي هذه الأسئلة عندما قال احد الأحباب (نقرأ عليك البيعة يا جماع لو عاوز تبايع) (فقلت له نعم عاوز ابايع بعد ما اسمع رأي الأمام في بعض الأمور الشرعية المرتبطة بالبيعة) فسمح السيد الصادق بطرحها وكان ذلك بحضور الدكتور يونس مختار والسيدة شامة الصديق عبدالرحمن المهدي والسيدة رنده الصادق المهدي والدكتور محمد علي الحلو والطيب طارق المهدي وبشري اسماعيل المهدي والهادي ادم بشار واخرين، وكانت كالأتي :
هل هنالك إمام بعد الإمام عبد الرحمن وخليفتيه ؟
كيف تكون البيعة علي بيعة الأئمة السابقين وأنت قلت في التلفزيون (إمامتنا هذه لن يفهمها جماعة سوبا لأنها جديدة وليست شعائرية) اذن ما هو الجديد فيها ؟
يوجد نص في البيعة يؤكد علي انها بيعة مبصرة أي فيما يرضي الله ورسوله ، اذا كان ذلك كذلك هل يستطيع الأنصاري صاحب البيعة ان يختلف مع (إمامه) حزبيا دون أن ينقص ذلك من بيعته شئ وما رأي الدين في ذلك ؟
طرحت عليه هذه الأسئلة لأهميتها قبل الدخول في التزام ديني معه ، لأننى أتعامل مع الآخرين وفق رؤية أخلاقية وقناعه ، لم يرد الإمام الصادق علي أسئلتي ، ولقد وجدت له العذر وقلت في نفسي ومن بعد لأصحابي الذين كانوا معي (لم يجاوب لربما يتطلب الأمر فتوى وهو لا يريد أن يبدأ عهده كإمام بالفتاوى) ولا زلت في انتظار رده علي اسئلتي. ....
أما عن رأي رباح الصادق المهدي في (ناس الإصلاح) فأنا علي استعداد لأن أدخل معها في حوار فكري عميق عن (المشروع المهدوي) وفق ضوابط تلتزم الإنضباط الأنصاري ولعدة اسباب :
اولا : لقناعتي بأنه ما من شئ يلصق بالمرء ولا يستطيع التخلص منه كما يتمني لاحقا مثل إطلاقه الأقوال والتصريحات السالبة ثم يكتشف عدم صحتها وتدوم ملتصقة بموقفه وسلوكه تسترجعها الذاكرة الأخرى مع كل حدث وتعليق وكل علاقة وحديث لتبقي تلك التصريحات عائقا دون التلاقي وعقبه لبناء الثقة .
ثانيا: أنا لا أريد أن اقطع الحوار معها لإختلاف في الرأي فالقضية الأساسية عندي هي فض الإشتباك ومد جسور التقارب والتراحم بين الأنصار.
ثالثا: قناعتي بأن اجتهادات السيد الصادق الكثيرة ترقي لأن تكون مهدية جديدة ، أفكارها تحترم ولا تلزم ودون تجريح عقيدي .
وضمن هذا السياق والفهم نحن في الإصلاح ملتزمين بدعوة الأمام المهدي عليه السلام (قبل التجديد) والتي لم تكن مشروعا سياسيا انتهازيا يصطاد الفرص بل كانت مشروعا إصلاحيا ووظيفيا متكاملا وظروف بلادنا يومذاك دفعت دفعا بإتجاه ذلك المخاض وقد عبر مشروع الإمام المهدي وفكره بصدق عن واقع حال تلك المرحلة بقدر ما سمحت به ظروف المرحلة ولكنه تطلع الي معالجة المستقبل وفتح باب الإجتهاد بما تجسده مقولته (لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال) وكان الإمام متقدما علي الوعي الإجتماعي حتى بمقاييس عصرنا الحالي وبتلك الخلفية جمع تحت بردته كل أعراق السودان وجمع بين الفكر والمسلك الشخصي العملي القويم يجسده صدقه في التمسك بدعوته وكسرة لعادة الوراثة بإختياره الخليفة عبد الله بن السيد محمد خليفة من بعده.
ولقد وضع الإمام أسساً عامة لتنظيم المجتمع السوداني فأنشأ لبنة الوحدة الوطنية علي أسس فكرية وأقام المؤسسات الدفاعية التي تعرف كل أشكال الحروب من حصار وحرب عصابات إلي إغاثة الملهوف وتمكين العمل الإنساني .
تجدد مشروع الإمام المهدي علي يد الإمام عبد الرحمن المهدي ومن المعروف ان التجديد والإصلاح إنما يقوم علي مستوي قوة وارتباط الإصلاح بالواقع الإجتماعى والسياسي للمجتمع ومدي القدرة في التعبير عن ذلك الواقع ، فلم يكن مشروع الإمام عبد الرحمن التجديدي طرح مطلق إنما رؤى عبرت عن الواقع وحددت معالمه وكيفية النهوض به وكان إصلاحه انعكاسا للأصل الذي نبع منه ولكنها ليست تكرارا لتجربة المهدية الأولي بل جهادا مدنيا وموقفا تحدده مقتضيات الحال.
من بعد الإمام عبد الرحمن جاء أبنائه الصديق والهادي عليهم رضوان الله أجمعين ، وقد كانا مثالا للتقوى والورع وقبول الرأي الآخر واستيعاب المعارضة ومحاورتها وتحملها وكانت الأسس الدينية والتي عبر عنها مشروع الإمام عبد الرحمن نصب الأعين ، فقد انتقل السيد الصديق وهو في أوج مقاومة الشمولية الأولي واستشهد الإمام الهادي وهو يقاوم نظام نميري.
وفكرة الإصلاح في الحركة الأنصارية أتت من فضاء تجليات الزهد الأولي في توجه الإمام محمد احمد المهدي واهم مظاهر التقشف قهر النفس علي احتمال اشق حالات الأذى من الأفراد والسلطة بالذات ويتأتى ذلك من الإبتعاد عن كل دعاوى الحرص علي البنين والبنات وزينة الحياة الدنيا ، وهذا التصرف السلوكي هو ما يعرفه الإمام المهدي عليه السلام (بمجاهدة الذات و النفس الفانية) والذي تجسد في تربيته للأنصار في مراحل الدعوة الأولي لم يدعو الجماعات التي هاجرت إليه بقدر ما خلق واقعا يمثل الفضيلة مقابل واقعا تركياً محدداته الطغيان والظلم ، فأنحاز أهل السودان لعالم الفضيلة ، وفي أعماق هذا التصور كان الإمام يرمي للمساواة بين الناس ويكسر الطبقيات والأثنيات ويزيل الظلم ، فالحركة إذن هي حركة رفض للواقع (إصلاح وتجديد) وخاصة واقع يضم بين أفراده او مجموعاته او قياداته من يميل ولو ميلا قلبيا نحو الظلم .
ان ما حملته مبادئ حركة الإصلاح من تهديد قوي لمراكز القوي وللبني العشائرية داخل كيان الأنصار وهي بني تعتقد ان وجودها يمثل شيئا لمستقبل الكيان وفي مقابل ذلك تتطلع لإمتيازات ومراتب تشبه تلك التي دعت الإمام المهدي للثورة للتحرك لإلغائها ، فهذه المجموعات العشائرية في كياننا ترفض فكرة المساواة بين الناس وترفض ان تتخلي عما تربت عليه في بيئاتها علي احتقار الآخرين ، بل إنها في مراحل ما استرقت الناس واساءت للدعوة المهدية ولا مجال للإصلاح الا بلجم مطامع هذه الفئة التي تتاجر بخلافات الأنصار.
وإذا كان هذا هو صلب التصور للمشروع المهدوي فإن الإصلاح كحركة وتوجه يجب ان يكون طبيعيا ومقبولا ولم تكن حركات الإصلاح التي انتظمت الجسم الأنصاري وذراعه حزب الأمة تعبر بالضرورة عن خلاف داخل بيت الإمام المهدي بل لم تكن (حركة رفض للرفض) ، بل أتت الحركة الأخيرة كإجراء غير عادي علي ما آل إليه الأمر من شرذمة وإقصاء وتزمر وكان مقصد الحركة الإصلاحية ولا يزال مقصدا نبيلا هدفه الحرص الشديد علي الكيان وتماسكه.
اختتم بمقولة فولتير (قدرة الإنسان علي العدل تجعل الديمقراطية ممكنة أما قدرته علي الظلم فتجعلها ضرورية ).
ــــــــ
نقلاً عن سودانايل
05-20-2003, 06:09 PM
Mahmed Madni
Mahmed Madni
تاريخ التسجيل: 04-12-2003
مجموع المشاركات: 244
سمندل التحية لك أيها العزيز وأنت تعيد وضع الحصان(ليس أمام العربة)وانما في البرية مرة أخرى لينطلق ممارسا حرية أصيلة انتهبت منه يوما ما. فما لجر العربات كانت الخيول ولا لدحرجة المفردات ذات الصليل كانت الأقلام. وكما يقول أهلنا (حلو الكلام في خشم سيدو) وهنا أحيي الأستاذ جماع مردس على هذه الاطلالة-التي قد لايدري أنها نزلت هنا- ولكنه حق عام وعلينا ارتياد سهله وصعبه. والدعوة للاستاذ جماع لكي يثري الحوار وحتى لايكون الحديث على طريقة العنعنة(فأهل مكة أدرى بشعابها) طبعا هذا لايعني أن الآخرين (فراجة) ولكن لنستوثق من المعلومات التي أثارت تراشقا ثم سجالا ونتمنى لللأخير أن يستمر فهو في النهاية دواء وليس داء الا لمن أساء استخدامه
05-20-2003, 08:27 PM
محمد حلا
محمد حلا
تاريخ التسجيل: 04-14-2003
مجموع المشاركات: 1060
الرائع السمندل.. لك التحية والتجلة دوما مثل فلق الصباح تضئ عتمةالخبر اللئيم واتمنى ألا ينزوى المشككين في خاطرة بشرى الفاضل عن رباح وبالعكس الي اين سينزوي المشككين في رواية الاسئلة المطروحة على الامام قالت رباح الصادق المهدي - ولها العذر طبعا استوبر الحزب جناح الامام- ان حديث محمد حلا جانبه الصواب في محاولة لتضليل القارئ و تكذيب المقال ، وطبعا لا يخلو حزب الجماهير العريضة من بعض الذين يعميهم الغلو في الولاء عن رؤية الحقيقة او حتى تخيلها ربما . ورهط آخر منهم لا يعتقد ولو في الحلم ان شيئا كهذا يمكن ان يحدث لذا لمجرد سماعهم قولا عن احد اسيادهم تتطايروا هرعا نحو سبق الدفاع وارضاء الأمير والسيد والحبيبة الخ في غوغائية غير مؤسسة،هذا هو رد فعلهم الأمام الذي لا يقول احد امام قامته حقا.. ها هو جماع مردس يضع نهاية لول الذين ابروا يكذبون حدوثه وهو يكتب في سودانايل لجميع الشعب السوداني مقالا يؤكد صحة الرواية ويجرد الشهود من اهل البيت لقطع الطريق امام رباح الصادق التي هربت من الحوار بحجج كثيرة وغير مبررة في محاولة ذكية لجر القارئ الي مواضيع جد انصرافية وشخصية دون الحرص على الرجوع للقارئ الذي وعدته بالرد بعد التحقق وماهي الا محاولة تستصغر فيها عقول القارئ المستعجل ولكن يظل السؤال عالق يتنظر الاجابه.. علما ان اسئلة مشابه وجوهريه طرحها ود الزين وعادل عبدالعطي في البوست لم يحرص دفعنجية الحزب الرد عليها ولو من باب الرفض كما فعل بشفافية خالد عويس في كثير من سجالاته . قال البحيراوي ان جماع لم يرى الصادق المهدي ولم يحضر لبيعه وايده كثير من الدفعنجية وهكذا آخرون جاءت رباح الصادق باندفاع حريص على الانتشار ولها توضيحاتها واجندتها . ولا ادري ان كان الباشا يمدح ام يذم عندما حرص على التأكيد على الفعل الوراثي الجيني في تطابق النسخة الوراثية. DNA&RNA التكنيك الذي تستخدمه رباح الصادق فيه مكر ودهاء سياسي ، استعطفت الناس بالحرص على اظهار التواضع والموضوعية وانها ليست الصادق المهدي وبالتالي - غير مسؤلة عن بعض اخفاقاته- وانها تتعرض لاستهداف وهجوم كما ورد على لسان بعض السدنة وموازيا لهذا الاستعطاف تحرص رباح على فلترة المتواجدين في البورد كي تحاشي محكات الصدام معهم وذلك باستخدام العرف السوداني ذوي التقنية العالية ان تقول لعادل يا ابا اماليا وتحياتي لزوجتك ومحاولاتها الكثيرة في اظهار خلافها مع اعضاء حزبها الذين شهروا سلاح التهديد والارهاب الفكري ضد عادل لكي تجعل الجو لطيفا مع محاورها الند وتكسب رضاء البعض في انها متسامحة ومتعايشة والخ..تكنيك الطبطبة على الكتف.. التعايش ليس شيء لحظي او ظاهرة عابرة بل قناعة تؤسس فكرة القبول بالآخر الاعتراف بحقه الديمقراطي والانساني . لماذا لم تجيب رباح على الاسئلة لأنها ادركت ان هذه الاسئلة تقود الي وقائع محرجة – توازنات حزب الامة التي اعطت الصادق المهدي حق ان يعين عبدالرحمن الغالي زوج رباح في مناصب قيادية في الحزب رقم سقوطه في كليته اي الانتخابات القاعدية ، تم تعين هذا الشاب الصهر عضوا في المكتب السياسي ، عضو الهيئة المركزية، نائب الامين العام وطبعا الله يعين عبدالنبي !! وقبلها عينه الصادق المهدي امين البحوث لحزب الامة .. ولعجبي هذا الشاب ابن الثلاثين مؤهله في البحوث انه صهر السيد الامام في وقت فيه يزخر حزب الامة بالذين تجاوزا الاربعين عمرا في الحزب و يزخر بالعلماء الاكاديمين والباحثين المتخصصين في قامة تستحق الاحترام وحظهم كحظ ود قاسم!! ولم يكن المنصب بالانتخاب لنقول الية الديمقراطية المكانيكية ازاحتهم عنه، الموضوعية ان نفند ونفضح تفاصيل التعيين والتكتلات والمجموعات المتصادمة بالحده التي تفقد رباح تحملها فتهرب لتصرف القارئ الي اعجابها ببشري وحفظها لشريط لقاءه وطبعا الشاعر يعجبه هذا فيقابله بقصيدة و ليعرف بشري الفاضل ان ديمقراطية حزب الامة التي بتعليقه عليها منح اختنا رباح فرصة صرف انظار القراء من العراك السياسي وفضح الممارسات الي خطابات مغازلة مجاملاتية واطراءات وتودد .. هي تخنقها العبرة والدموع .. والباشا وبشري الفاضل ينقادان بوعي تام الى هذا الانحراف فيهنؤها على الصبر وكيف انها صبرت على كونها بنت الصادق المهدي وما قراتموه في بوستاتهما.. السؤال هل يقدم مدح رباح والاطراء العاطفي معالجة للقضية الاساسية، لقد قدم مجموعة من الشباب اشادة موضوعية برباح مثل خالد عويس وعادل ولكن لم تكن الاشادة هي جوهر البوست سرعانما ما انتقلوا منها في احترام الي محك القضية ولكن استرسل الدكتور بشرى و الباشا حتى تحول البوست جملة وتفصيل الي خطاب خاص برباح – ايه ذنبنا ان نقرأه خواطركم وما الفرق بين ما قاله كمال الجزولي في الامام وما قاله بشرى الفاضل في رباح!!!!!!! الدعوة التي يقدمها بشرى في ظاهرها ايجابية وفاعلة ولكن - على قول عادل عبدالعاطي لا تقفل الطريق امام فضح كا ماهو ظلامي ومتخلف ورد كل ما هو خارج عن المطلوب – وفي جوهرها كبح جماح الجيل الرافض للقديم القبيح ومعاوله وآلياته الساعي لهدمه كي يبني على انقاضه مشروعا فكريا يمجد الانسان ويحترم حقوقه ومكتسبات الانسانية جمعاء، جيل لن يسمح بكتابة تاريخ السودان في الصالونات والسرايا .وكل من يملك معلومة عن قيادة العمل السياسي جميعهم والاحزاب السياسية كلها يحتفظ بها في كاسيت فيديو او جريدة ان يقدمها لنا و ان ندق عليها هنا في البورد ليقف عليها الجيل القادم وليعرف ان هذه اللافتات الكبيرة لها كبواتها وليسوا سوى بشر مثلنا يخطئون !
مادام عريق العشق حي ملحوقة يا مدن السراب
05-21-2003, 00:19 AM
محمد حلا
محمد حلا
تاريخ التسجيل: 04-14-2003
مجموع المشاركات: 1060
هذا هو المحك.. أين الحقيقة ، كنت اعلم ان الذين تدافعوا عند ظهور رباح الصادق مهنئين ومشككين عن صحة الأسئلةالتي قلت طرحها جماع مردس لل‘مام الآن أفراد أسرة السيد الصادق المهدي وبناته وقيادات فاعلة في حزبه وأخرى فاعلة في الإصلاح وردت أسماءهم ثلاثية ورباعية كشهود عيان مؤكدا صحة الرواية التي نفتها رباح الصادق وفي هذه اللحظة إنها متواجدة في البورد متحاشية التعليق لأن الموضوع مكان تقييم لدي الكثير من المهتمين في مجالس الأنس على قول الأديب بشرى الفاضل ماذا بعد ان تأكدت الرواية يا أحباب !!!!!! الحقيقة الأولي والتالية قادمة
كان من المنتظر ــ وربما لا يزال ــ أن يتقدّم كل الذين اتهموا الأخ محمد حلا بـ " تزييف الحقائق " و " التدليس " ، بدفوعاتهم ههنا، تثبيتاً لمبدئية النقاش الحر الذي يطمح رائدوه الى أن يفضي بهم الى نتائج موضوعية ، تترفّع عن التهاتر وترقيع الوقائع عشوائيا وإطلاق التهم جزافا دونما أدلة ثبوتية موثقة
وفي تقديري أن شهادة الاستاذ جماع قطعت قول كل خطيب من أولئك ،، وإلا .. فأين هم الآن ؟ هل علينا أن نركِن إلى ذلك المثل الدارج : السكوت علامة الرضا
اخى الحبيب: جماع مردس اهنئك على الاطلالة الرائعة عبرهذه النافذة فإن فرقت بيننا السياسة فينبغى ان نحصر الخلاف فى مجاله لانسقطه على بقية اوجه العلاقات وعبرك تحياتى لكل الاصدقاء فى جدة وعلى رأسهم اخى الكبير(د.يونس) اقر ابتداءا ان اسئلتك مشروعة لأن المرء لايمكن ان يدخل فى امر تعاقدى الا عندما تتضح له شروط العقد فالبيعة تعاقد بين المبايع بكسر الياء والمبايع (ومن دخل فى امر بلا بصيرة خرج بلا بصيرة) مقولة الامام المهدى ولا اريد هنا ان ابرر لماذا لم يرد الامام على اسئلتك لأنى لم اكن حاضرا ذلك اللقاء الذى ذكرته غير انى هنااجيب بحكم مسئوليتى التنفيذية فى هيئة شئون الانصار ومن واجبابتى ان ادافع عن الهيئة وابشر بافكارها واجيب على التساؤلات التى تطرح . ان اسئلتك تدخل فى جوهر الموضوع لذلك اجيب عليها بالآتى : السؤال الاول: هل هنالك امام بعد الامام عبد الرحمن وخليفتيه ؟ الجواب: الامامة قيادة دينية وهى مستمرة حتى قيام الساعة ولم يرد نص لافى القرآن الكريم ولا السنة النبوية يقيدها بزمن او شخص وليس فى فكر المهدية مايقيد الامامة ايضا ان حصر الامامة فى اشخاص بعينهم فكر ة شيعية حيث بدأوا الامامة بعلى بن ابى طالب وختموها بمحمد بن الحسن العسكرى واما عندنا فحيث ماوجدت جماعة اتفقت على مبادئ معينة ومفاهيم وافكار فمن حقهاان تختار قيادة تسميها ما تشاء امامة خلافة امارة .....الخ من الاسماء الموجودة فى الفكر الاسلامى وهى امامة خاصة بهذه المجموعة لاتلزم غيرها من الناس .السؤال الثانى: كيف تكون البيعة على بيعة الائمة السابقين وانت قلت فى التلفزيون... لأنها جديدة وليست شعائرية اذن ما هو الجديد فيها؟ الجواب اقول اما كونها على بيعة الائمة السابقين فالدعوة المهدية قامت لإحياء الكتاب والسنة المقبورين حتى يستقيما وعلى هذا الاساس بويع الامام المهدى هذاالمبدأ من ثوابت المهدية ولذلك تمت كل بيعة الائمة السابقين على اساسه وكذلك توحيد اهل القبلة والاجتهادوعدم التقيد المذهبى والجهاد بمفهومه الواسع والجذور الروحية للأنشطة واما الجديد فيها هو انها بيعة تمت بالانتخاب واستصحبت معها مستجدات العصر مثل حقوق الانسان والتسامح الدينى والعمل فى اطار مؤسسات وكل ذلك متاح ومنشور والجديد ايضا ان الامام توجد مؤسسات لمحاسبته ومراقبته ونصحه .السؤال الثالث : يوجد نص فى البيعة يؤكد انها بيعة مبصرة فيما يرضى الله ورسوله - اذا كان ذلك كذلك هل يستطيع الانصارى صاحب البيعة ان يختلف مع امامه حزبيا دون ان ينقض ذلك من بيعته شيئ وما رأى الدين فى ذلك ؟ الجواب: يجوزللانصارى ان يختلف مع امامه حزبيا بل حتى انصاريا اذا خالف اجتهاد الامام امرايناقض البيعة او طرح رأيا لم يقتنع به الانصارى فالبيعة المبصرة تجعلك تمارس حقوقك الفكرية بكل حرية فى الاطار الذى بايعت على اساسه بل قد يكون لك اجتهاد يختلف مع الاما م وهو مشروع فأبوبكر الصديق خليفة رسول الله قال إن رأيتمونى على حق فأعينونى وان رأيتمونى على باطل فقومونى اطيعونى ما اطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لى عليكم والامام عبد الرحمن المهدى قال(اقوالى وافعالى وماآمركم به اعرضوها على الكتاب والسنة فإن وافقت الكتاب والسنة فاعملوا بها والا فاضربوا بها عرض الحائط وابحثوالكم عن طريق تصلون به الىالله ثم تلا قوله تعالى (وماكان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لى من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتب وبما كنتم تدرسون)فالانصارية لاتدعوك لالغاء عقلك ولاتقول لك اغمض عينيك ثم اتبعنى بل انها لاتفرض عليك الالتزام بدخول حزب الامة فيمكن ان تكون انصاريا وتنتمى لاى حزب سياسى او لاتنتمى فأنت حرفيما تختار. تلك هى اجابتى على اسئلتك المحترمة والسلام :اخوك المحب : عبد المحمود ابو الامين العام لهيئة شئون الانصار
05-21-2003, 09:44 AM
Tabaldina
Tabaldina
تاريخ التسجيل: 02-12-2002
مجموع المشاركات: 11844
.. . سمندل تحية لك اخى الفاضل وبذا تكون قطعت جهينة قول كل خطيب وخصوصا بعد تعقيب الامين العام لهيئة الانصار بجدة ولا ادرى ماذا يكون موقف اولئك الذين اتهموا محمد حلا بالامس عن التدليس والتلفيق
مارد
Quote: كثير من زعماء الأمة هم آفتها
ما اروع التورية ان كانت عن قصد او بلاقصد
تحياتى فى مجطات الانتظار
05-21-2003, 11:43 AM
Bushra Elfadil
Bushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252
الأخ جماع حاولت منذ الصباح المشاركة في هذا البوست كما طلبت مني أنت ولم تسعفني الشبكة ولا الوقت وها أنذا أفعل الآن وآمل أن تشترك أنت مباشرة هنا كما طلب الأخ محمدمدني ولندخل للموضوعات مباشرة في الجانب الذي يخصني أولاً أنا لم اتهم الاخ محمد حلا بمجانبة الصواب فيما يتعلق بأسئلتك للسيد الصادق المهدي فقد سبق لك أنت شخصياً أن سردت لى هذه الأسئلة التي قلت أنك واجهت بها سيادته كما حكيت عن صمته وطبعاً الرواية هذه على الرغم من أنني لا أكذبها إلا أنها واردة من قبلك بما في ذلك من ذكرت من شهود والشىء الذي نستغرب له نحن ككتاب لاناقة لنا ولا جمل في بيعتك من عدمها وهي تخصك وتخص الكيان الذي تنتمي اليه هو صمت الرجل الذي أشتهر في التاريخ السياسي السوداني بانه أبو كلام ولا شك أن في صمته كان هناك كلاماً كثيراً فربما قد ادرك أن طارح الاسئلة أصبح أو هو أصلاً من جماعة الإصلاح وربما أدرك كما أدرك أنا الآن وكما يقول البنيويون أن هذه الأسئلة غير بريئة . وعلى كل فلا دخل لي بهذه البيعة فانا لم ابايع أحداً طوال تاريخي الشخصي ولن أبايع لكن من يبايعون هم جماعة أصيلة من صميم شعبنا تعيش في بلدنا وتؤثر بأكثر مني كفرد وبأكثر من الأفكار التي أقتنع بها في مصير بلدنا السياسي وأنا أتحدث عن الواقع الراهن وكل خطوة تقوم بها الأحزاب السودانية كافة تجاه الديمقراطية تجد منا أو قل مني كل مساندة وأعتقد أنها تجد كل مساندة من كل ذي رأي حصيف ولا أعتقد أن الأخ حلا كان مصيباً حين اتهمني تلك الإتهامات الرامية للتوادد بالمديح والكلام الطيب عن رباح والكلام العاطفي ز هنالك جانب صمت عنه نصي عن رباح وأود أن أثبته هنا وهي أنها مبدعة في المجال الأدبي بما لا تخطئه العين وهي متابعة وتتثاقف مع الآخرين شأنها شأن الكثيرين من شباب هذه الايام الرصينين أمثال عاطف خيري والصادق الرضي والسمندل وربما قبلها وقبل بعض هؤلاء المبدعة المدهشة لي ميرفيت والقائمة تطول فهل أنصب نفسي ناقداً بعد كل هذا التشتت في ميادين الكتابة مما أحاول أن أصرف نفسي عنه وأقول للأخ محمد حلا إن ثناء رباح على الليلة الشعرية الذي وجهته رباح لي لم يطربني فانا ومنذ فترة طويلة صرت أطرب فقط للنقاط الصحيحة التي تريني العيوب فقط فيما أكتب أما الثناء أو المديح فأحسب أنه لا يهزني كما توقعت والرصينون من صحبي وقرائي لا يلجأون اليه كما إن رباح كانت صادقة في سرد الواقعة وهي طريقة سودانية محبذة للتعارف بدلاً من الدخول العنيف .
05-21-2003, 03:56 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
كتبت -------- والشىء الذي نستغرب له نحن ككتاب لاناقة لنا ولا جمل في بيعتك من عدمها وهي تخصك وتخص الكيان الذي تنتمي اليه هو صمت الرجل الذي أشتهر في التاريخ السياسي السوداني بانه أبو كلام ولا شك أن في صمته كان هناك كلاماً كثيراً فربما قد ادرك أن طارح الاسئلة أصبح أو هو أصلاً من جماعة الإصلاح وربما أدرك كما أدرك أنا الآن وكما يقول البنيويون أن هذه الأسئلة غير بريئة ---------
الم يدؤ بخلدك يا استاذنا ان "الامام" قد صمت لانه لم يكن له اجابة
او لان اي اجابة تفضح تناقضاته التجديدية وممارساته المتبدلة وخلطه ما بين السياسية والقداسة
الم يكن الرجل قادرا علي ان يقول ما قاله الاخ ابو ؛ ام هو خوف من الانفضاح واظهار التناقضات
هذا هو الارجح ؛ فلماذا تصور البنوية وغيرها والاسئلة واضحة ؟
عادل
05-21-2003, 12:34 PM
Bushra Elfadil
Bushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252
العزيز حلا أين الفيل؟ دعك عن التجريح وادخل في الموضوعات التي تهم الناس وتهمنا . لا اشك في حدبك على شعبنا لكن أعترض على طرائقك ومداخلك سعياً وراء تحقيق هذا الحدب . لدينا حزب إنقسم ودخل الشق الإصلاحي في حكومة الإنقاذ وأقام الشق الآخر الأكبر أو المين ستريم رغم حسرتنا على خروجه من التجمع ومغازلته السابقة للغنقاذ التي حسمها صوت شبابه العالى لصاح بقاء الحزب خارج الإنقاذ ولو على قيد شبر . هل سمعت هتافات طلاب حزب الأمة ذات الشعارات الديمقراطية التي لا تختلف عن شعارات التجمع في تلك المعركة ضد أن يذوب الحزب في الشمولية ؟ والشيء نفسه ينسحب على الحزب الإتحادي الديمقراطي فليس من وطن غير هذا كما يقول الشاعر محمد المكي إبراهيم وأعني هذان هما الحزبان الكبيران في وطننا فهل ننكر وجودهما كحالة ذهنية زائفة أم نتعمل مع معطيات حركتهما قدحاً قبولاً ورفضاً وإبانة لشعبنا ككتاب بمسوغات ذلك القبول وهذا الرفض وفيما يخص حزب الامة في إنقسامه فإلى من توجه سهام نقدك أولاً لذلك الشق الذي دخل في سخام الإنقاذ ويلعق الآن جزءاً من هباب ذلك السخام أم الشق الآخر الذي أجرى انتخاباً تشك أنت في نزاهته وهل كان الصواب حليفاً لك حين ذكرت أن السيد عمر نور الدائم تم تعيينه أم ترى توافق على انه تم انتخابه كما ذكرت كل الصحف السودانية السيارة . رد رباح من عدمه على حديث جماع لم يصرفه عنها ثناءاتي ولأزيدنك منها الآن فرباح مبدعة سودانية والمبدعات السودانيات قليل وسيعذبها ويسعدها في آن كونها تنتمي لذلك البيت كما عذب الكثيرين قبلها مثل هذا الإنتماء ممن ذكرت وفي البلدان الأوربية يحمون أبناء المشاهير والرؤساء من الصحافة إذ أنهم ولا ذنب لهم يضارون من مناصب آبائهم شداً شديداًنحو اليسار واليمين مدحاً وذماً وهذا مما يؤثر على سيكلوجيتهم وأملنا أن تتفرغ رباح لوهج الإبداع الذي ابتدرته فلا يصدها عنه ذات الداء الذي يصد والدها حين يكون تنفيذياً وأعني النزعة نحو الموسوعية فالتخصص وحده هوالذي يجعل تحقق كتابتها الإبداعية ممكناً وطبعاً الخيارات كلها متروكةلها إذ يمكن للاعب الكرة المبرز في الشطرنج والفروسية أن يختار إحداها فنحن لسنا في عصر ليوناردو دافنشى و تلك قصة أخرى
05-21-2003, 01:09 PM
خالد عويس
خالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332
السمندل شكرا لك اولا على طرح هذا الموضوع ، ونشرك رسالة الاخ جماع مردس ، وحسنا فعل الاخ عبدالمحمود ، وحسنا فعل الاخ محمد حلا والاخ بشري الفاضل ، فبذا يتجه الحوار نحو غايته الصحيحة ، وهى الشأن الفكري البحت ، وأري من ضرورات تواصل الحوار هنا ، ان يدلي الاخ مردس بدلوه فى الرد على الاخ ابو ، ولنا وللآخرين كذلك ان نناقش الاخ مردس فى مسألة الاصلاح هذه ، وتوجهات الاصلاحيين فى حزب الامة ، وهل الاصلاح حكر على الجماعة التى أسست حزبا جديدا فحسب (مع امنياتنا لهم بالتوفيق) الا ان هناك نقاط تستوجب الاستجلاء واعمال الذهن ، اذ لابد اولا من تعريف مفاهيم الاصلاح التى يحملونها وما حققوه فعلا حتي الآن ، وسبق ان طرحت اسئلة مهمة على الاخ حلا وانتظر الاجابة عليها ،
05-21-2003, 04:21 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
اري انك لا تزال تنزع الي القاء صفة الديمقراطية بالمسرحية المسماة مؤتمر حزب الامة ؛ وهي للحقيقة اشكال خربة ومهزلة في حق الديمقراطية ؛ والتي هي بنيات وممارسة اكثر منها حسد وتاييد ؛ ولكنك فضلت ان لا ترد علي هذه الاعتراضات لتنقل الموضوع في اتجاه اخر تماما ؛ وتاتي الان لتعيده وكان الامر مسلم به
مبدا الديمقراطية الاساس هو التداول السلمي للسلطة ؛ في المؤسسة الديمقراطية ؛ ومحاسبة القيادة علي انجازها ؛ وانت تعلم بان الصادق المهدي زعيم لحزبه منذ حوالي ال 40 عاما ؛ فاين نداول السلطة هنا ؛ كما تعلم بان الرجل مسؤول عن تقلبات حزبه تارجحه ما بين المعارضة والنظام ؛ ومسرول عن لقاءات جنيف وجيبوتي ؛ باضرارهما البالغة علي النضال الوطني ؛ الامر الذي اعترف به الاخ خالد عويس ؛ فهل حاول المؤتمر مجرد محاولة ان يساله ؛ ناهيك عن محاسبته ؛ ثم اين من الديمقراطية مفهوم البيعة ؛ وهل تتوقع من الانصار ان يخالفوا في الحزب امامهم في الدين ؛ كما اشار الي معضلة "ديمقراطية " الصادق العويصة صاحب الاسئلة محل الحوار ؟
لا ريب عندي ان تحليل الاخ محمد حلا لاستراتيجية الاخت رباح صحيحة تماما ؛ فهي في نفس الوقت الذي تتحدث فيه عن لعنة الاسم ؛ ولا تضيف اسم المهدي الي اسمها ؛فانها تدافع عن الصادق المهدي دفاعا شديدا ؛ ليس كابيها فحسب ؛ وهذا طلبيعي ؛ ولكن كقائد حزبي ؛ وتقعل ذلك بشحنات كبيرة من العاطفية المؤثرة ؛ والتي تؤثر في اهلنا السودانيين الطيبين ؛ ولكن هل تؤثر كذلك علي المثقفين ؟ام ان وراء الاكمة ما ورائها ؟
الاخت رباح الصادق لو لم تكن تعلم هي عضو المكتب السياسي لحزبها ؛ هذا الحزب الديمقراطي الذي في مكتبة السياسي اباها واثنان من اخويها واختها ؛ الخ الخ ؛ مما جعلنا نعده حزبا اسريا ؛ ونرد بذلك علي من استهجنوا وصفنا له بانه ليس حزبا ؛ فما بالك تدعوه الان بالحزب "الديمقراطي " ؟
لا غضاضة لنا في اعجابك بابداع الاخت رباح ؛ او شخصيتها ؛ او اسمها ؛ هذا الاسم الذي يجعلها في مثل هذا العمر عضو مكتب سياسي ؛ فهذا كله من حقك ؛ ولكن محاولة اظهار كل ذلك بانه لا يدعم سياسيا "السياسية " رحاب ؛ واباها "السياسي" ؛ انما هو محاولة لذرء الرماد في العيون ؛ وجبر لكسر الطائفية وديمقراطيتها العرجاء
مع التحية
عادل
05-21-2003, 02:39 PM
البحيراوي
البحيراوي
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 5763
الأخ السمندل لك الشكر علي نقل مقال الأخ جماع مردس لساحة الحوار وكم تمنيت أن أري جماع نفسة يدلو بدلوة في هكذا سجال الأخ محمد حلا لك العتب مما حل بك من تباين مواقفنا وقد كفاني إخوةً لك وسأحتفظ لك بمساحةً عندي إلي حين اللقاء الأخ التبلدي حمداً لله علي الطلة أيما كانت أسبابها الأخ سمندل يبدو أن عامل الزمان والمكان كان لهما دوراً كبيراً فيما تم وهنا أتوجة بسؤالي للأخ جماع أين ومتي تم ذلك اللقاء خاصة وقد علمت يقيناً بأن لقاء البيعة للإمام قد تم في جدة ولم يكن جماع مردس حاضراً ذلك اللقاء لكنة أشار بالإسم لأشخاص يعيشون بيننا الآن ونريد أن نسمع منهم أو من جماع حول زمان ومكان اللقاء خاصة وقد ذكرت أسماء سيدات نحن نعلم مدي صعوبة أن يتم لقاء كهذا مي مكان عام يتعلق ببيعة في بلد كالسعودية وبذا نرجح أن تكون هناك لقاءآت ذات طابع نحتاج فيها لتفسير أما من حيث الموضوع فقد تكرم الحبيب عبد المحمود بالرد علي تلك الأسئلة عما طرحة الأخ جماع علي السيد الصادق من خلال المساهمة أعلاة ولكني أميل لمعرفة المردود السياسي لما نحن الآن فية من واقع حقيقي لقضايا الوطن الحالية من خلال أطروحات إصلاحية بالشكل فقط مع إفراق المضمون من خلال ما نراة من مكتسبات قد حققها من ينادي بالإصلاح
بطبيعة الحال لا يحق لي أن اشكركم على هذا الافتتاح الطيب للنقاش ، لأنكم إنما تناقشون أمورا تهم الوطن الذي اتمنى على الجميع ان يلتزم ، من أجله وأجل ناسه ، بأدبيات الحوار والمناقشة الهادئة ،، كما تفعلون الآن ،، فأنتم حملة مشاعل ومقياس اقتداء يهتدي به كثيرون ربما لا تعرفوهم
ومن هنا ، أجدني حبورا لأنكم سمحتم للأحصنة ـ على قول حبيبنا مدني ـ أن تتخذ البرية ساحةَ لاختبار النَفَس .. عسى أن يكون نَفَسُنا بما نتمنى من كفاءة ، شهيقاًكان أم وزفيراً
الآن ، باتت الكرة في ملعب مردس .. وأكثر الناس وجعا
هناك اشياء لا بد من تبيانها ؛ حتي لا تضيع الحقائق ؛ ويقنعنا البغض بان الموضوع انتهي الاستاذ ابو
1- هل الاخ محمد حلا هو جماع مردس ؛ كما ذهب الي ذلك بعض محاوري حزب الامة بالبورد ؛ بمن فيهم الاخت رحاب الصادق ؛ ام هما ان مختلفان ؟
2- هل تم اللقاء الذي دارت فيه هذه المحاورات والاسئلة ؛ الامر الذي نفاه محاوري حزب الامة ومن يدعموهم ؛ وخاضوا باسم ادعائهم حملة شرسة علي الاخ محمد حلا ؟
3- لماذا لم يجاوب "الامام" الصادق المهدي علي هذه الاسئلة ؛ باعتبار انها طرحت
4- ضرورة نقاش هذه الاسئلة ؛ بالترابط مع جمع الصادق للامامة ورئاسة الحزب ؛ وتراجعه عما اعلنه في الستينات ؛ وعلاقة ذلك بالديمقراطية ومدنية الدولة والمؤسسات السياسية ؛ وعلاقة ذلك كله بالمصداقية الفكرية والسياسية
مع التقدير
عادل
05-22-2003, 08:21 AM
محمد حلا
محمد حلا
تاريخ التسجيل: 04-14-2003
مجموع المشاركات: 1060
من النوافل ، أن احتياج السودانيين الى مراجعة تاريخهم بات ضرورة يغذَيها احتياجهم المستمر الى الديمقراطية التي إذ صنعوا مجيئها عدة مرات ، فقد استيقظوا على الواقع المرّ الذي حوّل حكم الأحزاب الى ديكتاتورية مدنية تتحكم فيها احزاب بعينها أوصلتها الأغلبية الميكانيكية الى قمة اتخاذ القرار . الشيئ الذي لم يجعل من الديمقراطية الـمُـنَاضَل عنها ، سوى مرتع للاسقاطات والتحالفات الشيطانية . ــ للمناسبة : الحديث عن أغلبية أتت بها صناديق الاقتراع فيه الكثير من الالتباس ، ذلك أن أحزاب كبيرة معروفة مارست ضغوطاتها على لجان الانتخابات التي مالأتها ( من ممالأة ) في التشطير الانتخابي للدوائر ،، وهذا حديث سنأتي الى تفتيته لعناصر ــ المهم الآن ، في هذا البوست على الأقل ، فإن بوابات الأمل المفتوحة في القلب ، تستدعي أن نهتبل الفرصة لمراجعة ذلك التاريخ ،، بأن نضع الحقائق أرضاً ليتم فرزها ، لمعرفة المخطئ والمصيب . وقد بات واضحاً من خلال رد الاستاذ أبّو أن الاستاذ مردس طرح ، فعلاً تلك الأسئلة غير البريئة الى زعيم حزب الأمة ، وأنه ـ أي مردس ـ ليس الأخ محمد حلا كما أشاع بعضهم في بوست آخر .. إذن : ألا يستدعي ذلك اعتذار .. من أي نوع ، يتقدم به اؤلئك الذين كذّبوا حلا واتهموه بالتلفيق ؟ والتفسيرات التي " اقترحها " الأستاذ أبّو ،، ألا تأخذنا الى مهاوٍ أخرى تجعلنا نطرح السؤال هكذا : هل يتفق السيد الصادق مع هذا التفسير الذي جاء به أبّو ؟ ألا تستحق الاسئلة التي طرحها الأخ بحيراوي ، إلى أن يجيب عليها مردس؟ وهناك شيئ آخر : وهو الحديث عن الإصلاح ، الذي ابتدره مردس في دعوته للأخت رباح الى حوار فكري عميق عن (المشروع المهدوي) وفق ضوابط تلتزم الإنضباط الأنصاري ، كما جاء في مقال دعوته لها ، ألا يستحق ذلك أن تفرد له المساحات للرد والرد المضاد؟؟
اعتقد اننا مطالبون بمراجعة كل ذلك ، تعميماً للفائدة ، بتمليك الناس الحقائق مجردة من غير تلوين
ومجدداً أقول : نحن بانتظار مداخلة الاستاذ جماع .. ومداخلات كل الذين مسَّهم ما قاله .. وشكرا لكل من يثري هذا الحوار
سمندل
05-22-2003, 02:06 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
تحية طيبة لك وانت ترتقي بالنقاش الي افاق اعلي ؛ دون ان يكون غرضك تحويره او البحث عن منفذ لحزب اتضحت تناقضاته بين الخطاب المعسول والممارسة العرجاء
ان الواضح لكل ذي عينين ؛ هو الاتي :
1- ان حزب الامة ؛ والحزب الاتحادي الديمقراطي ؛ مسؤولان بدرحة عظيمة عن الازمة السودانية التي تتلبسنا الان
2- ان كل الحديث عن جديد حزب الامة ؛ والاصلاح فيه ؛ ما هو الا ذرا للرماد في العيون ؛ فالحزب لا يتخفف من طبيعته الطائفية ؛ بل علي العكس يتحول الي حزب اسري ؛ او قل حزب فرد واسرته الصغيرة ؛ وترهن قضايا الوطن لتقلبات هذا الفرد ومصالحه وطموحاته
3- ان الدخول الضخم لاعضاء حزب الامة للبورد في الفترة الاخيرة ؛ هو تكتيك مقصود ؛ وقد لاحظت كيف انهم يردوا علي بعض البوستات باهتمام ؛ بينما يقاطعوا بعضها الاخر بجماعية ؛ وها ان التساؤلات التي طرحت هنا عن المصداقية والتشكيك في هويةالاخ محمد حلا لا تجد اي اجابة او اهتمام ؛ وهذا لعمري تجاهل فظ لاعضاء البورد والمهتمين
معذرة في النهاية للانقطاع ؛ لظروف طارئة ؛ وان شاءالله ساكون في الويك اند معكم
بتنا أكثر اتفاقا حيال أدواء الديمقراطية فى السودان ، ولعله من المفيد العناية بالطروحات النقدية التى سجلت حضورا عاليا فى المنبر خلال الأيام الماضية وبخاصة بشأن حزب الأمة ، وان اتسم بعضها بحدة مبالغ فيها ، دفعت فى حالات الى ردات فعل موازية ، وذلك أمر غير محمود اذا كنا فعلا نحاول التأسيس لتفكير نقدي وعقل سياسي جديد . أجد نفسي متفقا معك حيال الضوابط الاجرائية المطلوبة مستقبلا فى تقسيم الدوائر الانتخابية لضمان الحيدة الكاملة والنزاهة ، وأري أن قائمة المطلوبات كثيرة فى هذا الصدد ، ففى الواقع لابد من تشكيل هيئات مشرفة على الانتخابات تؤسس بشكل علمي ، وتتمتع بحيدة كبيرة ، ولعلنا ان مارسنا مراجعات هادئة ، وعقلانية لكثير من تراثنا السياسي من دون انفعال وتشنج فى ثنائية الضد/مع ، سنكتشف أن ديمقراطيتنا مهترئة بالفعل ، وأن وعينا الجمعي بماهية الديمقراطية منقوص ، فضلا عن أن المؤسسات الحزبية ذاتها تحتاج الى جهود كبيرة لنقلها فعلا الى مصاف الديمقراطية والعمل الراشد الذى يحفر فى اتجاه ادامة الديمقراطية ، ويوفر لها غطاء جماهيريا حاميا _ بوصف هذا الغطاء الناتج عن قناعات ، دعامة للديمقراطية _ ، وبالطبع لا يغيب عن بالنا ارتباط الخلل الديمقراطي فى السودان أنماط التربية ، وأنواع القناعات ز_ اليقينيات _ والشروط الاجتماعية بل و_ الحزبية _ الواطئة التى لا تمكن من استقلالية فردية حقيقية ، فضلا عن امكانية مناقشتنا لأدوار العناصر المختلفة فى تقويض الديمقراطية : الأحزاب ، المؤسسة العسكرية ببنيانها المعروف المسهّل للاختراقات ، النقابات ، الشخصية السودانية ذاتها ، الزعامات والكاريزمات ، المثاقفة والحالة الثقافية ، بنية الوعي ، الفكر السياسي المطروح ، غياب الدستور والتشريع ، التنمية ، وغيرها من عناصر الاشعال الدائمة _ ما لم تحل _ . سأعتذر عن اضافة أى تعليق بخصوص الحوار الدائر بين الأخوين جماع مردس وعبدالمحمود أبو الى حين ينشأ تكافؤ ديمقراطي فى الفرص ، بمعني آخر ، حتي يضيف الاخ جماع تعليقا او مداخلة لأتفهم وجهات نظره حول افادات أبو . وان كان بالطبع سؤالي الملحاح عن مشاركتهم _ أى حزب الامة الاصلاح والتجديد _ فى السلطة ما زال قائما ، وهل يحق _ يا السمندل وعبدالعاطي _ لمن يتقاسم الحكم مع حكومة الانقاذ بوضعها الراهن ، الحق فى توجيه اسئلة عن ديمقراطية هذا الطرف او ذاك قبل أن يجيب على استفساراتنا البسيطة حول (فقه المشاركة ) ؟ ولماذا بنفس الشكل العدلي الذى حاولتما هنا توصيله ، لماذا لم تدعما اسئلتي لحلا ولمردس ( والاخ عبدالعاطي استعان بجزئية منها فى بوست موجه للدكتور بشري فيما اعتقد ان لم تخني الذاكرة ) ؟؟؟ثم أن حلا لم ينكر قط فى رده على انتمائه لحزب الامة /مبارك الفاضل ، او هكذا فهمت من سياق اجابته على سؤال لى متعلق بمسؤولية مبارك ، فهل انتما موافقان ضمنيا على مشاركة مبارك ومباركان لها ؟؟؟ الأخ الصديق عادل عبدالعاطي دعنا نتفق حيال النقطة الأولي ، وهى مسؤولية حزبي الأمة والاتحادي عن الأزمة السودانية ، ودعني أضيف اليهما بالدرجة ذاتها الجبهة الاسلامية القومية بكل مسمياتها ، بوصفها جزء لا يتجزأ من أزمة فكرية أكبر تواجه منطقة الشرق الأوسط بشكل عام لما أوجدته هذه التيارات الاسلامية الاحتجاجية من خلخلة واسعة للبنيان الفكري والاجتماعي والثقافي ، وكونها طرحت اشكالات فكرية ، لم تستطع الاجابة عليها ، كما انها ادخلتها حيّز المراهنة الفكرية والمزاودة السياسية فى خضم جهود كانت ترمي لانشاء الدولة القومية فى واقع الشرق الأوسط . بالعودة الى ذينك الحزبين ، أعتقد أن مسؤوليتهما تبدأ من قبل الاستقلال ، فاذا تجاوزنا نقاط خلافية عن طبيعة نضالهما ، وأدوارهما المتقاطعة حينذاك ، فبالامكان الحصول على قدر من الاتفاق حيال السقف الفكري المنخفض لرؤيتهما لسودان ما بعد الاستقلال : سياسيا ، ثقافيا ، اجتماعيا ، اقتصاديا ، فالواقع أن الرؤية كانت مرحلية لأبعد درجة تلخصها عبارة واحدة : نيل الاستقلال ، اما ماذا بعد ، أى المنحي الاستراتيجي _ وهو الأهم فى تقديري _ فلم يشتغلا عليه ابدا ، وذلك كان أسا مهما فى معادلة التخلف /النهضة ، فالدولة السودانية الوليدة لم تحظ بأى قدر من التخطيط الاستراتيجي الذى يعاين مشكلات مستقبلية ويتواضع على حلول يمكن تطويرها باستمرار فضلا عن أن النواحي الاخري المجتمعية والثقافية والاقتصادية غابت بالكامل عن صناع الاستقلال . تتأتي مسؤولية الحزبين من واقع حكمهما السودان خلال الفترات الديمقراطية _ على تعسّف هذه الرؤية باعتبار ان الديمقراطية لم تدم سوي 9 سنوات فقط _ غير أن التفريط فيها ، وطبيعة الممارسات التى ارتكبت بحقها ، والمماحكات التى جعلتها اقرب للفوضي ، _ مع دور غير منكور بالطبع للنقابات وبقية الأحزاب _ هذا اضافة لبنيتهما الفكرية ، والسياسية ، وطبيعة التحالفات التقليدية القائمة داخلهما ، جعلت تطور هذين الحزبين شرطا من اشراط الديمقراطية ، غير أن مثل هذا التوجه تعوزه آليات محددة لتحقيق حداثة بالمعني المقصود ، ففى واقع خلل تربوي ، واشكالات مجتمعية ، وشروط بداوة فى ما يختص بالدولة والمجتمع وحتى النخب السياسية ، يصبح الاصلاح ضربا من التنظير ، ما لم يتأسس على رؤية شاملة تستنهض عوامله جميعها ، وتحفر فى الوقت ذاته فى تربة الحزبين بغية ردم الهوات الواسعة بين ما تعنيه جماهيريتهما ، والفاعلية السياسية المطلوبة فعلا من تلك الجماهير . ويصبح من اللازم التأكيد على شرط جوهري للاصلاح ، وهو التدرج ، اذ انه شغل ذهني فى المقام الأول ، ينبغي التعامل معه بعقل _ غير انقلابي _ ، أى بالاشتغال بمنهج توفير البيئة المتكاملة لنمو الديمقراطية بدلا من المجازفة المتعجلة . واذا شئنا التعمق فى النقطة الثانية ، وقد كثر الحديث عنها ، أى أن الاصلاح فى حزب الأمة ذر للرماد فى الأعين ، فانني على العكس من رأيك ، أقرأ _ ربما الواقع _ بصورة مختلفة ، وطالما أنني مؤمن بأن الاصلاح والحداثة ممكنان فى السودان ككل ، فانهما وبنفس القدر ممكنان فى شريحة من شرائح المجتمع المنتمية لحزب ما مهما كانت شروط بداوته ، وفى يقيني أن الحتمية التاريخية تضع حزب الأمة فى مواجهة خيارين اما التطور أو الانقراض !! وعلينا أن نسعي لبعض التحليل هنا ، فالحزب على مستوي الفكر حقق تقدما ما نتفق او نختلف معه ، الا اننا لا نملك ان نقول بأنه انتكاسة ، بل على العكس ، فقد أكد الحزب من خلال مدوناته الفكرية حضورا لافتا على مستوي المشهد الفكري ، وجعلته هذه التطورات أقرب فعلا الى الوسط من موقعه اليميني السابق ، وحرّضت _ على الأقل نخبته _ للانتباه الى قضايا جديدة ، والى رؤي جديدة حيال مشكلات السودان ، وتبقي الممارسة بالطبع _ وهى المستوي الثاني _ رهنا للحالة الفكرية ، وهى لم تحقق الطموح المطلوب ، لكنها فى المقابل لم تنتخفض عن الفترات الزمنية السابقة ، بل حققت حراكا من نوع ما _ دون الطموح بكثير صحيح _ غير أنها خلّفت مؤشرات لامكانية تطويرها ، فعلي الرغم من النقد الموجه الى ممارسة حزب الأمة الا انها أفضل من السابق وأعني هنا على صعيد الممارسة الديمقراطية الداخلية ، وليس بالامكان هنا الاستعانة بنسب مئوية قاطعة ، بيد أن الناظر اليوم الى حجم الضغوط التى تواجهها القيادة ، وما خلّفه انشقاق مبارك الفاضل وغيرها ، لابد أن يدرك بأن جزء من ( الحد من سلطة القيادة) قد صار بالفعل كشرط ضروري للديمقراطية ، وهذه المسافة المتبقية هى ما يتعين على الاصلاح ردمها ، كما أن القيادة سواء كانت مرفوضة من قبلنا أو مؤيدة ، فهي لم تجيء قسرا ، وانما جاءت بانتخاب حر لا يمكن التشكيك فيه ، بل وحمل المؤتمر الى سدة القيادة وجوه جديدة ، وضخ فى الحزب دماء شبابية لا يمكن انكار توجهها الاصلاحي ، ويكفي أن محمد الزين آدم عديلة على سبيل المثال ذهب فور تخرجه من الجامعة الى عضوية المكتب السياسي منتخبا ، ومعبرا عن قوي ثورية حقيقية ، أما دمج الامامة مع القيادة السياسية فانني على الرغم من تحفظاتي البادية عليه ، غير أنني انظر اليه من منطلق واحد ، هو مدي قدرة الآخرين فى المكتب السياسي على الحد من سلطة الزعيم/ الكاريزما ، لأن هذا هو الشرط المطلوب ديمقراطيا ، أما الشرط الثاني فهو فصل ممارسة الامام السياسية عن نشاطه الديني وهذا ما أراه متعذرا بعض الشيء فى واقع كواقعنا وهنا تنشأ اعتراضاتي على الدمج . وعلى العموم فان الآلية الوحيدة المشروعة هى العمل الديمقراطي الحر لخلق مزيد من الديمقراطية داخل الحزب . ما جاء فى النقطة الثالثة ، أرى أنه غير دقيق ، فان كانت الاختين رباح ولنا ، والأخ اسماعيل وراق قد سجلوا فى المنتدي بعد بوست ( حزب الامة حصان طروادة) فان أمدرماني والبحيراوي وكانتونا وغيرهم اضافة الى شخصي أعضاء قدام فى المنبر ، ونمارس كتابات مختلفة منذ زمن طويل ولا نقاطع أى بوست يري كل واحد منا القدرة على التعاطي معه كل من زاويته ، سواء كان هذا البوست موجها للفن او الثقافة او الفكر او السياسة او حتي المواد الخفيفة _ مثل البوستات الرائعة التى يكتبها ابوحراز وشيري _ ، فان كنت تعني المسجلين مؤخرا فذاك أمر آخر وان كنت اري بعضهم مشاركا وبقوة فى بوستات اخري بخلاف السياسة ، اما اذا كنت تقصدنا جميعا فلا أعتقد ان ذلك صحيحا . ولكما محبتي
للمناسبة رجاء الدخول على البوست الموجه اليكما اضافة لدكتور بشري ودكتور ابكر والمشاء
05-22-2003, 07:30 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
جيد ان سجلت اعترافا بمسؤولية الاحزاب الطائفية عن الازمة السودانية ؛ وهي مسرولية مركبة كما قلت ؛ ليس فقط عن الفشل بالاتيان بنومذج تنموي وتطويره وتطبيقه ؛ وليس فقط بالعجز الاداري والفساد والصراعات غير المبررة ؛ وانما كذلك بالتقاعس عن حماية الديمقراطية ؛ ان لم نقل التامر عليها ؛ كما بدا في 1958 ؛ وكما اتضح في مسلسل المصالحات المتعددة والمناورات التي خاضتها مع القوي الديكتاتورية
مسؤولية التيار الاسلاموي ؛ بكل احزابه وتقلباته ؛ لا جدال فيها ؛ ونحن نصارعه تاريخيا وآنيا؛ وان كنا نعتقد انه قد قام ونمي تحت رعاية القوي الطائفية ؛ وانها تامرت معه مرات عديدة؛ وان بعضها ؛ واعني تحديدا الصادق المهدي ؛ تحاول ان تبحث له عن مخرج اليوم من ازمته الخانقه وانهياره المحتوم ؛ ولذلك سمينا حزب الصادق بحصان طروادة ؛ وما لم يقطع حزب الامة الحبل السري الذي يربطه بهذا التيار ؛ والذي انتعش بعد جنيف وجيبوتي ؛ فان التيارين يظلان لنا تيارا واحدا يتوزعان الادوار ويدعمان بعضهما البعض ضمن استراتيجية السودان القديم والمشروع الطائفي - الاصولي في السودان
حزب مبارك الفاضل ؛ لا اهمية له عندي البتة ؛ فهو جزء من النظام ولا حوار لي معه ؛ كما لا حوار لي مع النظام ؛ وكما اعرف فان الاخ محمد حلا معارض ثابت للانقاذ ؛ ولم اقرا له يوما تاييدا لها او لحزب مبارك الفاضل ؛ وبذلك فان لا امر لي معه ؛ اما الاخ جماع مردس ؛ فالاسئلة التي طرحها تهم بالدرجة الاولي علاقة الامامة بالرئاسة الحزبية ؛ وجدل السياسة والقداسة ؛ ومن هنا جاء اهتمامي بها ؛ باعتبارها امور تهم موقع الصادق المهدي ؛ ولو جاء الاخ مردس او غيره باي طروحات للتحالف مع النظام او دعمه فلن تجد مني الا النقد والرفض والمعارضة ؛ وليس لك - فيما اعتقد- في ذلك شك
اما عن الاصلاح في المجتمع وفي الاحزاب ؛ فلا جدال في انهما ممكنان ؛ ولكن امكانيتهما لا تعني حتمية حدوثهما ؛ ولذلك فانا اركز علي مسائل محددة لا مجردة ؛ ولناخذ مثلا مسالة الامامة ورئاسة الحزب ؛ وهي امر طرحه الصادق المهدي في مشروعه "الاصلاحي" في الستينات ؛ ثم راوح حولها لعقود ؛ ليرجع اليها الان ؛ مرتدا عن دعوته الاصلاحية ؛ وراجعا بنا القهقري الي ممارسات بابوية وغنوصية قديمة كدنا نظن اننا قد تجاوزناها ؛ فاين موقع كل ذلك من الاصلاح ؛ وهل في اعتبارنا لهذا الامر تراجعا الي الخلف ؛ وانتقاصا لمدنية الحزب والممارسة السياسية ؛ نتجني نحن ؛ ام يتجني من يودوا ان يقنهونا بان حزب الصادق هو رائد الديمقراطية والاصلاح والتجديد ؛ بناء علي اشكال ديمقراطية خاوية ؛ وجوهر ثيوقراطي متجدد ؟؟
المسالة الثانية التي اشرت لها ؛ وهي اذدياد الطابع الاسري للحزب ؛ وليس فقط الطائفي ؛ حيث ان الحلقة القائدة حقيقة للحزب - كما تعلم واعلم - هي الصادق وزوجته وابناؤه وبناته ؛ وقد كرس المؤتمر الاخير هذا الطابع غير الرسمي ؛ حيث صعد للمكتب السياسي الصادق المهدي وسارة الفاضل ؛ وعبدالرحمن وصديق ومريم ورباح الصادق المهدي ؛ وهذا ما حللناه باعادة الطائفية لانتاج نفسها ؛ وتخليها التدريجي عن المثقفين ؛ في اتجاه تثقيف اولادها واحلالهم محل القيادات المثقفة التي كانت تحيط بالزعيم من قبل ؛ فحكمها داخل الحزب والدولة سيتم بالاصالة ؛ لا بالوكالة ؛ و لا يخفي عليك الاضرار الجسيمة لسيطرة اسرة واحدة علي مقاليد حزب او دولة او تاثيرها علي الدولة ؛ وقد ذكرت انت من قبل اضرار تعيين الملازم اول عبدالرحمن الصادق اميرا لامراء جيش تحرير الامة ؛ الامر الذي انعكس سلبا علي النضال العسكري ضد النظام ؛ مما لاحاجة لي بتكراره ؛ ولو كنت اود شخصنة الامور لاتيت بالكثير من الامثلة
اواصل
05-22-2003, 08:07 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
المسالة الثانية يا خالد هي مسالة التراجع البين لحزب الامة ؛ اقل الصادق المهدي ؛ عن مفاهيم مدنية الدولة ؛ وذلك بعد العذاب الذي جناه شهبنا من تجربتين ثيوقراطيتين ؛ اعني هنا تجربة نميري الكالحة 1983-1985 ؛ وتجربة الانقاذ القاتمة الحالية
لقد كان توقيع حزب الصادق علي اتفاقات اسمرا 1995 ليس عن قناعة ؛ بل استجابة لمصالح سياسية آنية وتوازن قوي حينها ؛ فالصادق المهدي لم يتخل طول حياته عن اهدافه المتمثلة في الحزب الجامع والجمهورية الرئاسية والدولة الاسلامية ؛ وليس ادل من ذلك خروجه بدعوته الموجهة الي اهل القبلة في عام 1999 او 2000 لا اذكر ؛ في وقت وطنه ممزق بالصراع الديني والثقافي ؛ فاي قبلة يقصد ؛ واي توجهات اسلامية يدعو لها والبلاد تواجه هجمة اسلاموية ؛ واين من دعوته تلك مقررات اسمرا للعام 1995 ؛ وقديما قال المثل الزيت لو ما كفا البيت ؛ حرام علي الجيران ؛ فهلا اتفق اهل السودان قبل ان يتفق اهل القبلة ؟
المؤتمر الاخير سجل تراجعا في هذه النقطة ؛ وهو تراجع حتمي ؛ اذا ما كان الصادق يبني نفوذه الجديد او يدعم نفوذه القديم ؛ بالرجوع الي الامامة ؛ وما بين الامامة والبيعة ومشروع السلفيين من المشترك ح اكثر مما بيتهم ومشروع الدولة المدنية الديمقراطية ؛ وساعود الي هذه النقطة بالمزيد من التوضيح قريبا
كذلك فقد سجل المؤتمر عيا وضعفا واضحا في مجال استراتيجية التعامل مع النظام ؛ فبهد ان القي الصادق ومبارك الفاضل كل اوراقهما علي طاولة النظام ؛< وشقا التجمع علي علاته ؛ عمل الحزب كمكتب علاقات عامة للنظام ؛ ولا زال الصادق يعمل في هذا الاطار ؛ ومن الواضح لي ان الصادق لا يرغب في تصفية نظام الانقاذ تماما ؛ بل هو يرغب في تنحيه سلميا ؛ مع الاحتفاظ بالتيار الانقاذي كرديف او حليف مستقبلي ؛ بكامل قدراته المالية والتنظيمية والسياسية والعسكرية ؛ تحسبا لمواجهات يتخوفها قادمة من الهامش وببرامج ؤاديكالية لتغيير الخرطة السودانية ؛ ولذلك فرغم تجاهل الانقاذ للصادق واهانتها له المره تلو الاخري ؛ فان حبال وده لا تزال مربوطة بها ؛ سواء في مؤتمرها الشعبي - الترابي - او "الوطني" - البشير
الحديث عن الاصلاح اذن يتم بصورة محددة ؛ والنقد يتم بصورة محددة ؛ وفي كل هذه الجوانب يشكل حزب الامة والصادق شخصيا ؛ تراجعا لا يصدق ؛ ليس فقط عن متطلبات الجماهير وعن الحكمة المتراكمة من حيثيات الازمة السزدانية ؛ بل كذلك عما طرحه الصادق وحزبه ذات يوم
فهل نحن متجنين اذا ما قلنا ان المؤتمر كان اشكالا خاوية بلا محتوي ؛ وتراجعا في جميع الجبهات ؛ وان لا علاقة له بشعارات التجديد والاصلاح والديمقراطية التي تنطلي علي المغرر بهم من الاتباع ؛ وتكاد تنطلي علي بعض المثقفين المميوين ؟؟
ونواصل
عادل
05-22-2003, 05:20 PM
البحيراوي
البحيراوي
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 5763
الإخوة سمندل وعبد العاطي لكم جزيل الشكر علي المداخلة وفي البدء أخ عبد العاطي نوضح أن دخولنا هنا لست بإشارة من أحد لكنا نشارك فيما نعتقد بأنة جدير بالمداخلة ونتنوع تبعاً لذلك وللأخ السمندل نقول أن الكمال لله وبما أن الحكمة ضالة المؤمن أني وجدها أخذها وهدياً علي ذلك فأننا نلتقط دعوتك الحيوية لمراجعة تاريخنا وسلوكنا السياسي ونتعشم أن يأخذها الجميع وأحسب أنهم كذلك أما بخصوص الأخ محمد حلا فنقول ملء السمع بأنة لم يكم جماع مردس وهو مسؤل عما يكتب وفيما يتبناة من رأي وبكامل قواة العقلية وحالتة المعتبرة شرعاً وقلنا لة العتب مما أصابة من تباين الآراء وإختلافها ودعوة الأخ سمندل لتنقيب التاريخ أحسب أنها شاملة لكافة قوي السياسة السودانية في كافة أشكالها ولكن أن ينسحب حسب فهم الأخ عبد العاطي أسباب أزمة السودان بقدر معتبر علي حزبين سياسين فقط قد لا نتفق معك في هذا الأمر . فالخارطة السياسية مليئة بعدة عناصر وجدت علي الساحة السودانية ماضياً وحاضراً ولكل كبوتها وإسهامها فيما وصلنا لة من واقع مرير أما الحديث عن الإصلاح فلست هو ذر للرماد في العيون ولن نرضي نحن أن نحنط رؤانا السياسية ثم ننظر لها من بترينة زجاجية ولن نشتط كذلك بالقفز خارج حدود اللاوعي ونكون دينكشوطيين وفق قناعاتنا ورؤانا لإسهامنا في خارطة السودان المتنوعة أخي خالد عويس نتفق معك فيما طرحت وسنسهم بالقدر الذي تتيحة لنا ظروفنا فيما يطرح
بحيراوي
05-22-2003, 07:39 PM
Bushra Elfadil
Bushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252
بالطبع الأخ محمد حلا ليس جماع مردس وأنا اعرف الشاب محمد حلا شخصياً وقد تعرفت عليه في جدة في منتصف التسعينات والاخ جماع لا يرد مباشرة هنا لأنه غير مشترك في البورد وقد طلبت منه الرد مباشرة ليكون حديثه حاراً ومتصلاً فقال لي إنه يفضل كتابة ما يود أن يقول عبر المقال. بالنسبة للأخ عادل عبدالعاطي ألا تتفق معي بأن اختزال سبب أزمات السودان في الحزبين الكبيرين ليس صحيحاً ؟ أين دور الجيش السوداني وأين دور الفراكشنز إن لم تكن الأحزاب نفسهافي الإنقلابات وأين دور الجبهة وكل الإسلام السياسي في ذلك . هذا من ناحية ومن ناحية أخرى قادت فترة معارضة الإنقاذ هذه إلى أن تراجع كثير من الاحزاب أداءها وبرامجها وأن تمارس النقد والنقد الذاتي وهو تقليد أدخله الشيوعيون في الحياة السياسية السودانية . لا يمكنك يا أخ عادل أن تفسر صمت السيد الصادق عن الرد للأخ جماع مردس كما يحلو لك فعلينا ولكي نصل إلى نتيجة مرضية في هذا الجانب أن نتحقق ونضبط الواقعة والويردينج الذي تم برواية جماع والشهود ورواية السيد الصادق المهدي الذي يمكن سؤاله عن طريق السيد أبو أو مدير مكتبثه نطلب رداً حتى نؤسس لنقدنا . ووجود الأحزاب السودانية الكبيرة كتتل في الحياة السودانية يطالبنا جميعاً بأن نتعامل معها وعلينا أن نسأل أنفسنا هذا الؤوال الرئيسي هل الإتحادي الديمقراطي وحزب الأمةوالجبهة القومية والحزب الشيوعي أحزاب ديمقراطية بالنسبة لي يوجد رد هو أن هذه الاحزاب ما عدا الجبهة القومية الإسلامية ( جاق ) تؤمن بالديمقراطيةوكل خطوة تقوم بها هذه الأحزاب في سبيل تحقق أدئها الديمقراطية وهذا التحقق معقد بالبداهة وليس صناديق أقتراع فيجد مني كل مساندة . سبق أن قلت في بوست آخر قول الشاعر المصري وكل فكرة صحيحة على الخدود تنباس كما سبق لي أن نشرت بجريدة السياسة السودانية أيام الديمقراطية مقالة أسخر فيها من فكرة إختزال الديمقراطية في مجتمع متخلف مثل السودان في صناديق الإقتراع فقط لكن ذلك لا يعني الرجوع لمبادىء مثل الديمقراطية الجديدة وغيرها ولا يوجد سودان جديد دون أن ترسخ فيه هذه الديمقراطية بمفهومها الويست مينسترى لي عودة يا أخ عادل إلى ما كتبته عن الأخ كمال الجزولي فقد ظلمت الرجل وكنت أعتقد أنه سيرد لكن يبدو انه غير مشترك بالبورد وبهذا فاوجه دعوة للأخ بكري بأن يربطنا به لنسمع رأيه مقارنة برأي الأخ عادل فيما كتب
05-22-2003, 08:50 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
اذا لم يكن الاخ محمد حلا حسب تاكيدك وتاكيد الكثيرين ؛ هو جماع مردس ؛ فما هو رايك في الهجوم الكاسح الذي شنه اعضاء حزب الامة بالبورد علي الرجل ؛ مستهدقين مصداقيته ومشككين في هويته ؛ بما فيهم الاخت رباح الصادق ؛ عضو المكتب السياسي لحزب الامة ؛ والتي كتبت ان محمد حلا = جماع مردس ؛ وهل ننسي الامر ؛ ام ان هذا يفضح حجم التزييف والقاء الكلام علي عواهنه ؛ وغير الاخ بحيراوي فلم اجد اعتذارا للرجل ؛ واخص هنا الاخت رحاب الصادق وذلك لوزنها القيادي في حزبها
لم اختزل اسباب الازمة السودانية في الحزبين الطائفيين - ربما كانا كبيرين للاخرين - ؛ انما اعتقد انهما احد اسبابها الجوهرية ؛ كما اني اعتقد بمسؤليتهما المباشرة عن دعم وتقوية تيار الاسلام السياسي ؛ بتحالفهما معه ودعمه بشريا وتنظيميا وسياسيا - التحالف ضد اكتوبر ؛ التحالف لحل الحزب الشيوعبي ؛ التحالف للدستور الاسلامي ؛ التحالف في الجزيرة ابا 1970 ؛ الجبهة الوطنية ؛ عملهما المشترك لتخريب الانتفاضة والتامر مع المجلس العسكري وتخريب التجمع الوطني لانقاذ الوطن ؛ حكومة الوفاق ؛ حكومة الصادق - الترابي ؛ جنيف ؛ جيبوتي ونداء "الوطن ؛ الخ الخ ؛ وانا اعتقد ان تيار الاسلام السياسي هو الجناح الفاشي والمتطرف لبرنامج القوي الطائفية في السودان
لم افسر انا صمت الصادق المهدي كما يحلو لي ؛ بل فسرته انت بما يحلو له ؛ وانا حاولت تقسيره بمقصد السؤال ؛ فالاسئلة التي زعم بانها غير بريئة - وكانما هناك براءة في السياسة ؛ او كان الصادق المهدي حمل وديع بري - واضحة في توجهها لضرب وكشف مصداقية الرجل الذي يغير مواقفه كما يغير عمامته ؛ والذي شق حزبه وعائلته ذات يوم بشان مسالة الامامة ؛ ثم ياتي ليدعيها لنفسه اليوم ويجمعها مع السلطة السياسية وكان شئشا لم يكن ؛ وكاننا قطيع من الاغنام مجردة من الوعي التاريخي والموقف الوطتي يجرها الرجل حيث يشاء
التفسير الذي اوردته انا اقرب لقرائن الاحوال ؛ والتفسيرات التي اوردتها انت اقرب للبحث عن مخرج للرجل ؛ والاعتذار عنه ؛ والتبرير له ؛ في مسالة لم يجد هو الجراة للرد عليها ؛ وعندما رد الاخ ابو هنا فان رده يحتوي علي نتائج خطيرة وتناقضات منهجية قاتلة ؛ اذا كا كان مقتنعا به ؛ واهاف ان يكون مثل طروحات زعيمه التجديدية - علي الورق - ؛ حتي اذا اصطدمت بالواقع تكشفت عن ممارسة تقليدية رجعية عرجاء
سالت هل الاحزاب التي ذكرتها هي احزاب ديمقراطية ؛ وحكمت بالايجاب ؛ وانا لي تحفظات واسعة علي اجابتك هذه ؛ فهذه الاحزاب في بنيتها وممارساتهاوايدولوجياتها تناقضات مباشرة مع المنهج الديمقراطي ؛ فكيف الزعم بانها ديمقراطية هكذا ؛ اننا اذا لم ننف صفة الديمقراطية عن هذه الاحزاب ؛ فاننا نشكك بقوة في مشروعيتها الديمقراطية ؛ ونعتقد ان هناك تغييرات جوهرية يجب ان تدخل في بنيتها وممارساتها وايدولوجينها وبرامجها كيما تقترب من صفة الديمقراطية ؛ ولا يخدعك دخولها للانتخابات فقد دهل هتلر الانتخابات ودخل الترابي الانتخابات فهل كانا ديمقراطيان ؟
انني لن اتوسع في هذه النقطة ؛ وانما احيلك الي ما كتبت عن هذا الامر باسم ازمة المشروعية في الحركة السياسية السودانية وستجده ويجده من يرغب علي هذه الروابط
لي ايضا عودة لما كتبت حول التنفيذيين احلامك العديدة ؛ وذلك لظني انك تتحدث عن وجود المجتمع المدني ؛ وانت سيد العارفين بان اهم شروط وجود المجتمع المدني هو وجزد المجتمع السياسي المعافي او السائر في طريق التعاقي ؛ واذا ما ذهبنا لمعالجة قضايا المجتمع المدني في ابتعاد عن قضايا اصلاح المجتمع السياسي ؛ بل وكبديل عنه او كتبرير للاكشروعيته ؛ فاننا نظلم المجتمع المدني ظلما كبيرا ؛< ونحمله ما لاطاقة له به ؛ من قضايا تدخل في صميم عمل المؤسسات السياسية ومؤسسات الدولة
اما حديثك عن التنفيذين وكاننا في دولة اوربية نتعامل مع تكنوقراط ؛ في تجاهل للخلفية السياسية والاجتماعية والثقافية لهؤلاء التنفيذين ؛ وارتباطهم بمشاريع سياسية واجتماعية بعينها ؛ انما هو الخيال ذاته ؛ وما اصعب حال السياسية عندما تتحول الي خيال ؛ في هذا الحالة ستطير عصافير كل الشعب ؛ وستحكمنا الطفابيع التنفيذية -الطائفية هذه المرة برضا بشري الفاضل ؛ ولن تحلنا الا حملة كحملة عبد القيوم الانتقامية - وقد شبهوني ا علي هذا البورد بعبد القيوم وحملته الانتقامية لو مر ذلك عليك -؛ فهل هذا هو برنامج المبدع والمثقف بشري الفاضل السياسيى والفكري والاجتماعي ؟
اما كمال الجزولي فلا اعتقد انني قد ظلمته ؛ بل اعتقد انه قد ظلم نفسه ؛ وقد ظلم تاريخه ؛ وظلم الشعب السوداني معه ؛ حينما قال في الصادق ما قال ؛ وصعد به الي افاق يخجل اشد عتاة اتباع الرجل من ان يذهبوا اليها ؛ ويا ريت الاخ بكري يدعو الرجل ؛ وسارفع البوست الذي يناقش مقاله لتعرف راي الناس في ما كتب ؛ واحسب ان في هذا المديح السلطاني وتكاكؤ مخضرمي اليسار حول الصادق المهدي غرض ؛ والغرض مرض كما يقولون
عادل
05-23-2003, 03:01 AM
Yaho_Zato
Yaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124
تولدت عندي أسئلة من قراءة أجوبتك على أسئلة الأستاذ جماع مردس .. و هي أسئلة أحسبها تسعى لإستيضاح بعض الأجوبة التي لم تكن شافية بالنسبة لي
قلت أن بيعة الإمامة التي يتكلم عنها السيد الصادق لا تلزم المبايع (بكسر الياء) بإلتزام جانب الإمام السياسي .. وقفت كثيرا عند هذه النقطة .. فمفهوم الإمام المعروف سلفا هو القدوة الفكرية الدينية .. و المرجعية الدينية ذات الفكر المتكامل .. فإن كان هذا الفكر متكاملا فإنه بالطبع يشمل التوجه السياسي .. و الفكر الديني المتكامل لا يكون كذلك إلا إذا إشتمل توجها سياسيا إجتماعيا واضحا .. فالدين الحق سلطان على هذه النشاطات ، يقومها و يهذبها في حياة الفرد و الجماعة ... و هذا على ما أحسب موجود في الطرح الأنصاري .. إذ أن دعوى وجود الدين في السياسة لا يكون له مبرر إلا بهذا الفهم المعروف .. و الذي هو حق رغم إستغلاله من قبل الكثير بشكل باطل .. و هذا هو مفهوم الإمامة الذي كان قائما و لا يزال منذ ظهور هذه الكلمة في تاريخ الأدب الإسلامي .. فما هو الجديد في إمامة السيد الصادق حتى لا تشتمل هذا المعنى ؟ .. و لماذا أرى في هذه النظرة للإمامة الدينية تفريطا واضحا في حق الدين في دخول مضمار السياسة .. و كأن الأنصار بدأوا يقولون بشكل غير مباشر بالفصل بين الدين و السياسة .. و هو ما ينفيه جميع قادتهم السياسيين؟
أعلم مسبقا أن السيد الصادق قد قال أن هذه الإمامة جديدة في محتواها .. إذا لماذا التشبث بمصطلح (الإمامة) و هو المعروف لدى العامة و الخاصة بالشكل الذي يخالف إمامة السيد الصادق الجديدة هذه؟ .. لماذا يصر السيد الصادق أن يسمى (إماما) حتى لو كانت الكلمة لا تنطبق تماما عليه كما إنطبقت على (الأئمة) السابقين؟ .. أهو لأن السيد الصادق يعرف مدى قوة صدى هذه الكلمة ؟ .. فيريد أن يستدعيها لخدمة لم تصنع لها؟ .. إذا كان السيد الصادق يريد أن يبايع (بفتح الياء) إماما .. فلتكن هي الإمامة المعروفة لدى العامة و الخاصة من معتنقي الدين الإسلامي .. و إلا فيختر إسما جديدا لـ(إمامته) إن كانت لا تطابق هذا الوصف .. و ليس هناك داعي أن يتشبث بهذا المصطلح الذي يعرف أنه يضعه في الصف (المقدس) مع من عرفوا بالأئمة في تاريخ الأنصار و تاريخ غير الأنصار .. في نفس الوقت الذي يريد أن يبقى على شعار (لا قداسة مع السياسة) الذائع الصيت ... حتى لا يتهم بالرجعية ، و هو التقدمي المعروف لدى الكثيرين في طرحه
هذه المسألة تبدو معقدة و مدبرة بشكل كبير في نظري ... و أرجو أن أجد عندك توضيحا شافيا .. و شكرا
حين دلفنا من الشارع الواسع في طريقنا الى الكلام ... اصبح من العسير جدا ايجاد موقف للصمت,, فليكن
الوجع هو بحيث الكثافة
الوطن تحده المساحة والانطلاق والحظ عاثر جدا... فلا موطىء لقدم يمكنك لكي تخرج من هذا الزحام ... الصمت منفذ اخر لكنه ياحذ استحالة الاسئلة ورهبة الاجابة نحن يعنينا ما يعنينا من هذا الكلام... ليس في إطار الضدية بقدر ماهو نكش الحقيقة في رحابة الوطن.... هل نسطيع تغير الكثير...؟ هذا البوست المتوعد... وهذا الكلام الصاعق ... هنا تكون بداية الاشياء وتدوير الحلم او اواوان تفتح النرجسية الحالمة لقرية نموذجية ووطن يحترم انسانيتنا ونظام متكامل يمنحك السلام...
اذن لماذا يركب عبد القيوم بلدوزر ولم يمتطي العطر ليوزع نكهته في المدينة اذن لماذا يرتكب عبد القيوم مجذرة ضد الشارع ...ولا يكتفي بالابتسام ثم يمضيء
فلتكن اللغة هي وسيلة الجنون والجنون مدخلنا الى دهليز الوعي المظلم والوطن المضيع... في احلام الساسة
جماع يقف على عتبة الباب ويرفض الدخول... اذن ماذا يريد جماع من كل هذا .... وهذا السؤال بري
ماهمنا من الامامة في قرننا العشرين ... والعالم يفتح ابواب جديدة للفكر ... لماذا يتوارى خلفنا... هل مبارك الفاضل رجل جيد....؟ هل الصادق المهدي ... يكلف نفسة عناء تفعيل مافكر به
الصادق على مستوى التنظير..... الصادق على مستوى الفعل.... الجديد.... الصادق على مستوى الصمت
ماهو موقف الصادق في من مجذرة الضعين ماهو موقف الصادق من الرق في السودان هل ينتج الهدم بناء آخر هل ينتج القلق...
سؤال اخر هل فقد المثقف الرؤياالواضحة للتاريخ ولم يعد يستطيع أن يتبين ماخلف الاكمة...؟ مايهم ليس السوال ولا الاجابة مايهم حقيقة ... هو مايكون
05-24-2003, 06:20 AM
البحيراوي
البحيراوي
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 5763
الأخ السمندل أرجو أن تسمح لي أن أنقل مقال للأخ أبو سارة حول أسئلة جماع مردس للسيد الصادق المهدي لتكون إضافة للنقاش حول ذاك الأمر والإذن موصول لبقية المساهمين
الأخ جماع مردس تربطني به أواصر تمتد من الجغرافيا والتاريخ المهدوي الكردفاني إلى صميم الانتماء لمؤسسة حزب الأمة وكيان الأنصار ، وتتجاوز كل هذه الأطر إلى بساط السودان بقوميته الرحبة أي رابطة المواطنة السودانية !! فالمودة بيننا عامرة على الصعيد الانساني- الوطني…..بيد انه تفصل بيني وبينه وهاد ، وتلال ، و آ كام اخالها من افرازات ونتاج الحقبة " الحقبة الفاضلابية" التي انفرد فيها السيد/ مبارك الفاضل المهدي بأمر حزب الأمة وكان أخي جماع ونفر نحترم فيهم الآدمية التي كرمها الله ، كانوا بمثابة حائط "برلين" الذي يفصل بين القيادة والقاعدة ، وفي أيديهم صكوك حرمان وغفران يوزعونها على طريقة like & dislike ، كان السيد الصادق المهدي وشرعية قيادته " وبلغة لاعبي الورق" هو الكرت الرابح (الجوكر) أو " الاتو" في يد حملت صكوك الحرمان والغفران بالأمس وجماعة سوبا اليوم !!! إن طالبت بالإصلاح ... أو كان لك وجهة نظر مغايرة لما يقوله مبارك الفاضل... فهذا لا محالة عندهم مرادف للكفر البواح بالخط الحزبي المعلن ، وانه ضد القيادة وضد آل المهدي ، وانك عميل للإنقاذ ، ووقتها لم يسلم منك عضو ولا عرض و لا ارض حتى يكتب لك أن تقاتل أو أن تنزوي في ركن قصي مجمدا طاقاتك ومشاعر الانتماء في حويصلة نفسك!!!. كيف أصبح الحصان الرابح ( السيد / الصادق المهدي) بضاعة مزجاة لدى هذا الفريق الذي سام الحزب كله سوء العذاب على مدى أكثر من عشر أعوام حسوما؟!! وكيف أصبح هذا الرجل النبيل موضوع و موضع للتطاول عليه لدى هذا الفريق وهم أكثر من ادعى السدانة له وكانوا ومن بينهم أخي/ جماع ، حين تراهم بين يده " السيد الصادق المهدي " حالهم كحال " الميت بين يدي غاسله "!!. قيل إذا عرف السبب بطل العجب... فالسبب هو يا إخوتي واضح وجلي كالآتي: ضربت " الإنقاذ " بعصاها بحر حزب الأمة فانثلم منه جزء صغير قذف به الموج على الشاطئ فانتشلته دورية تابعة لخفر سواحل الإنقاذ !! فكان الصاعد على قارب الإنقاذ وليس سفينة " نوح " هو السيد مبارك الفاضل ! فلكل راكب وجهة هو موليها وسبب لركوبه هو مبررا لفعلته وموقفه .....فالمبرر إما أن يكون أخلاقيا أو لا أخلاقيا....ولكن المهم أن يكون السبب واضحا و مسببا كأن قال ابن نوح إني أوي إلى جبل يعصمني!! فغرق!!.. لذا أن يخرج المرء اليوم من حزب الأمة ويشارك في الإنقاذ وتكون حجته ومبرره هو إنه يريد إصلاح مؤسسة حزب الأمة .. ويجعل من قيادته " دروة " يسدد عليها لكماته ، يعد هذا هراء و حقا مسوغ يثير " الكسوف في النفس" والشفقة على قائليه ... هل إصلاح حزب الأمة يكون بجعله " ترلة" في سلطة عسكريتارية شمولية؟!! فمن أراد إصلاح حزبه تفرغ له ، واسلكه سبل المؤسسية والجماهيرية وجعل همه النضال من اجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وفي هذا يكمن الانحياز التام لإرادة الجماهير لا لإرادة الصفوة الشمولية الحاكمة أو الرغبة في القفز على كرسي السلطة حتى لو على جثة حزب الأمة كما فعلت " جماعة خراب سوبا" !! كن ما شئت أن تكون ، وقف ما شئت أن تقف من مواقف ، ولكن باصالة وشرف موقف نابع من صميمية الاعتقاد و الموقف نفسه لا افتعال البطولات الكاذبة ، وهندسة المبررات الواهية كأن يقول المرء ما لا يفعل ، فهذا مقت كبير !!!.... عندما انفلق حزب الأمة كان هناك أهل " حنين" هم من ناصروا واذروا السيد الصادق المهدي وزادوا اقدامة الراكزة ثباتا وهذه هي الأغلبية الساحقة الصادقة الصابرة المثابرة يوم أن بلغت القلوب الحناجر يوم فيه " يثبت الصنديد وينبرش الطرور" على حد قول المثل الشعبي السوداني!!.... وهناك وفي الجهة الأخرى من النهر كان جماعة " السامري" ، ولك عزيزي القارئ إن تقول فيهم ما شئت ، وأتمنى ألا يغضب هذا أخي جماع مردس، إنهم " كجندب الحيس " في المعارضة كانوا ترياقا وفي الحكم اليوم نراهم شريك نائم او منوم sleeping partner . هناك حالة من الهذيان والإسقاط النفسي Projection عهدنا ها في المنافسين التقليديين لحزب الأمة من شيوعيين /جبهجية/ و قوى أخرى ، فبعض من هؤلاء وعلى حد تعبير السيد الصادق المهدي يظنون ان ممارسة السياسة هي "مصارعة حزب الأمة" بل والإساءة لزعيمه والمحاولة عبثا اغتيال شخصيته!! هذا النهج مألوف لدينا نحن الكوادر التي عملت في منابر السجال من ندوات وسمنارات أو أركان ، ومفهوم لدينا عندما يتحدث خصم طبيعي لنا بوقاحة وبلا أدب اختلاف في وجهات النظر ، ولكن يكون هذا مستغربا عندما يتمظهر في سلوكيات شخص كما أسلفت يصنف نفسه في الصفوف الأمامية بحزب الأمة وكيان الأنصار... وهو يحاول بطريقة أو أخرى القدح والبخس في مقام القيادة التي ظل يعترف بل يتغنى بعبقريتها معظم عمره السياسي والتنظيمي... لتراه اليوم ينقلب على عقبيه ، لا لجوهرية الاختلاف في الفكر بقدر ما هو بسبب من جزرة أو ( علف) السلطة الذي لوحت به الإنقاذ لبعض من أبناء الأنصار.... كن مع الإنقاذ ولكن باصالة .... لا لتكون أداة political prone تقود حربا بالوكالة ضد حزب الأمة أو أي حزب أخر war by proxy .
عودة إلى بدء ، أي إلى ما قال به الأخ جماع مردس من أسئلة موجهة إلى السيد الصادق المهدي ، وانه سكت عن الإجابة عليها ! الأخ جماع استخدم كلمة " سكت" للإيحاء بان السيد الصادق " قد بهت" أو اسقط في يده ، " عفا رم" عليك أخي جماع أنت رجل الإعجاز ، الذي وبلغة المنابر الطلابية ألقم السيد الصادق حجرا فأسكته !!!. إن السيد الصادق في تقديري أؤتي من فصل الخطاب ما لم يخنه فيه و معه لسان العرب أو فقه السنة من الإجابة على سائليه و أيا كان الموقف الذي يريد أن يضعه فيه " المتحذلقون" ... ولكن في تقديري الشخصي لكل مقام مقال... وقبل أن أقدم تفسير لهذا المقام والمقال.... أقول للأخ جماع مردس ان السيد الصادق لم " يسكت " ولكنه اعرض !! فهل علمت عمن يعرض أهل العلم ................!!. يقول أخي جماع: " لقد سألت هذه الأسئلة عندما قال احد الأحباب ( نقرأ عليك البيعة يا جماع لو عاوز تبايع) (فقلت نعم عاوز أبايع بعد ما اسمع رأي الإمام في بعض الأمور الشرعية المرتبطة بالبيعة ، فسمح السيد الصادق بطرحها !! سيتضح أن سبب إعراض المهدي عنها يبدو لواحد من الأسباب التالية: 1- إنها تساؤلات استعراضية مقصودة لذاتها لا لاستجلاء المعرفة وهي سياسية في جوهرها كما أسلفت. 2- ثانيا إنها تساؤلات لا علاقة لها بالأمور الشرعية المرتبطة بالبيعة 3- التساؤلات تتضمن بعدا فيه كثير من المساومة أو المزايدة إذا أجبتني بايعتك " ابتزاز" فالأسئلة ذات الصلة بالأمور الشرعية حول البيعة هي من بنات أسئلة مثل : أن يكون السؤال حول شروط البيعة واستحقاقاتها ، من هو المؤهل لذلك ، كيف تتم البيعة في الإسلام ، هل فرض عين ام كفاية على كل مسلم ان يبايع إماما أم لا هل هي واجب أم مستحب، هل البيعة مدى الحياة ام محددة بفترة زمنية ... هل إمامة الأنصار ملزمة لكافة أهل السودان شرعا أم قاصرة عليهم كجماعة ، هل يحق لأي مسلم أنصاري أن يطعن في المرشح للإمامة إن كان ليس أهلا لها بقوله انك يا سيد فلان لا ينطبق عليك الشرط كذا.... وغيرها من الأسئلة التي تصب في جوهر مفهوم واليات الامامية ومشروعيتها... هل كانت أسئلة المثقف والمفكر الكبير أخي جماع مردس من هذا النوع أو حتى ما يجعلها أسئلة عن الأمور الشرعية الدينية؟!!
إذن كان "إعراض" السيد الصادق المهدي وليس "سكوته" إعراضا مبررا ، وفوق هذا انظر يبدو إن الأخ جماع مردس وكأنه يقول بأسئلته للسيد الصادق إن أجبتني بايعتك ...فالسيد الصادق في غنى أن يوضع في مثل هذه المواقف ..لذا لم يجبه لان البيعة طوعية ، وان من يعنيه أمرها يعد لها العدة المعرفية قبل موعد البيعة نفسه ، إن كانت تساؤلاته حقا بريئة ويقصد بها المعرفة الشرعية كما يزعم او انها تصب في خانة الأمور الشرعية حتما لأجابه السيد الصادق!!. فالبيعة الشرعية ليست استقطاب سياسي كالذي يحدث عند صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية أو النقابية و الحزبية فالسيد الصادق ليس في حاجة ليؤثر على اختيارية جماع مردس في أن يبايع أو لا يبايع ... كانت هناك جلسات ولقاءات نظمها مولانا ادم قبل أن يتجمع الناس للبيعة سواء كان في منى أو جدة بشارع الستين أو حتى اللقاء الخاص لمجموعة دكتور يونس بالسيد الصادق في قصر الضيافة ، قصدها كل من كانت له/لها تساؤلات بريئة ترمي لتحصيل المعرفة والاستنارة بأمر البيعة.
• انظر إن الأخ جماع يقول : هل هناك إمام بعد الإمام عبد الرحمن وخليفتيه ؟ يذكرني سؤال الأخ جماع هذا ...بسؤال وجهه احد الصحفيين السعوديين لوزير الداخلية الأمير نايف في الأيام القليلة الماضية يسأل الصحفي فيه سمو الأمير قائلا: سموكم تقول بعض الدوائر إنكم سوف تقومون بإلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟! ظن الأمير إن السائل أجنبيا وعندما تبين له انه سعودي .... قال له يؤسفني انك سعودي وتسأل مثل هذا السؤال!! لا أجد تعليقا على سؤال الاخ جماع ردا موحيا الا تعليق سمو الأمير على الصحفي مع بعض التعديل ..... انه ليؤسفني أن تسأل مثل هذا السؤال وأنت أنصاريا يا جماع !!!.
كون كيان الأنصار ككيان إمامي منذ نشأته في القرن التاسع عشر و كحركة تحرر وطني وإحياء إسلامي ديني هذه حقيقة لا تخفى حتى على خصومه وأعدائه ، فكيف تغيب حقيقة كهذه عن شخص منتمي ؟!! هذه الحقيقة ماثلة في الأدبيات الابتدائية للحزب وهيئة شئون الأنصار والتي يتتلمذ عليها الشبيبة في المدارس الثانوية والمراحل الأولية من الجامعات... لا اخالها أيضا تغيب عن مخيلة شخص يحمل صفة المنتمي والمثقف والمفكر الكبير !!.
الجديد في البيعة: كيف تكون البيعة على بيعة الائمة السابقين وأنت قلت في التلفزيون " إمامتنا هذه لن يفهمها جماعة سوبا لأنها جديدة وليست شعائرية : إذن ما هو الجديد فيها ؟! كان النص من حيث الصياغة والتقديم على طريقة بيعة الائمة السابقين على نحو ما بين مولانا الشيخ/ ادم إبراهيم، أما التعليق على فهم أهل سوبا لها فهو رد على همزهم ولمزهم ان كان الاخ جماع متابع لما يقولون ، و خاصة إنهم تيار معروف في حزب الأمة لا يعتد كثيرا بالأنصارية ، بل ينادي بتقزيم هيئة شئون الأنصار منذ عهد الديمقراطية الثالثة وكل الكوادر القريبة من العمل الحزبي في تلك الفترة في فئويات الشباب والطلاب يدركون ذلك جيدا ، فمجموعة هذا ماضيها في نظرتها لدور هيئة شئون الأنصار فحتما لا تفقه شيئا في أمر البيعة، لأنها تراها " دروشه" !!... هذا الصنف عايش بين ظهراني حزب الأمة ردحا من الزمان وكم قد خبرناه. أما الجديد في مسألة البيعة هو أيضا سؤال لا يسأله أي كادر أو قيادي وسيط أو حتى عضو منتمي لأي من كيان الأنصار وحزب الأمة ، لأنه على اقل تقدير يكون متابعا للاجتهادات الفكرية التي ظلت قيادة الأنصار تسهم بها من على مستوى رابطة العالم الإسلامي ، والمجلس الإسلامي ، ومنابر فكر الصحوة الذي انتظم العالم الإسلامي منذ السبعينات الذي تمخضت عنه وثيقة حقوق الإنسان في الإسلام في السبعينات ، ونظام الحكم في الإسلام وشروط البيعة في الإسلام وغيرها من منظومات الفكر السياسي والإنساني في الإسلام و التي أسهم السيد الصادق فيها بعطاء ثر . هذا فضلا عن الأدبيات السجالية في كشف خطل الاعتقاد في بيعة الرئيس المخلوع جعفر نميري ، وجميعها ليست اجتهادات فردية للسيد الصادق المهدي بل إنها استندت على رؤى واطروحات أهل العلم من مختلف الدول الإسلامية والعربية فشكلت خلاصة فكر جماعة الفكر والثقافة في السودان ، وتأثرت بها وأثرت من خلالها هيئة شئون الأنصار بحركيتها المعهودة.... إنها بيعه جديدة لأنها بنيت على فكر متجدد وتراكم وعي بين صفوف الأنصار حيث تخرج عشرات الآلاف من أبناء الأنصار في الجامعات السودانية والمعاهد الإسلامية في داخل السودان وخارجه ، و تم تأسيس هيئة شئون الأنصار بطريقة تنظيمية فاعلة وانتشرت كوادر الوعي في كل أنحاء السودان ، فواقع الأنصار المعرفي اليوم هو ليس كأمسهم....وان كنا نطالب بمزيد من التطوير والإصلاح المؤسسي !!.
البيعة المبصرة: البيعة المبصرة بمعنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من دخل في أمر بلا بصيرة خرج منه بلا بصيرة" ، واعتقد هذا هو المعنى المراد من حديث السيد الصادق والذي يدعمه الجهد الكبير الذي بذل عبر مساحات من عقود الزمان لتكون هناك مؤسسة واعية ومتفقهة في أمور الدين والدنيا كهيئة شئون الأنصار في أيامنا الحاضرة. هل يستطيع الأنصاري صاحب البيعة أن يختلف مع إمامه؟!! هذا السؤال من نوع الأسئلة التي كان يسألنا إياه إخواننا في الإنسانية والمواطنة " الشيوعيين " في ندواتنا بالجامعات .... وهي أسئلة يريد بها الشيوعيين الاستفزاز أكثر من قصد المعرفة لأنهم يعرفون الإجابة سلفا من قراءاتهم... مثلما يريدون أن يوحوا بها إلى الطلابي / أو قطاعات المتعلمين والمثقفين بالقول إنكم مثقفون و تتمتعون بالوعي فليس مكانكم هو حزب الأمة الامامي الذي يحجر عليكم حرية الرأي والتعبير، وكأن الإمامة هي صنو لتكميم الأفواه أو هي انقياد أعمى واستسلام لإرادة الفرد ... ليس من بين أئمة الأنصار من قال انه يحكم بالحق الإلهي في الأرض أو غيرها من المفاهيم الثيوقراطية Theocracy .
قال أعرابي لأكرم خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " اعدل يا محمد ليس المال مالك و لا مال أبيك" ، وهناك حادثة تأبير النخيل حيث أن النبي عندما نزل المدينة المنورة رأى الناس يؤبرون النخيل فسأل وقيل له السبب ، فمنعهم عن ذلك ، فشاط النخيل ولم يثمر فحين اخبروه ، قال لهم ما كان من أمر دنياك فهو لكم ، وما كان من أمر دينكم فردوه لي ،، وهناك من أشار إلى النبي أن ينزل في منزل غير الذي اختاره وهو في احد غزواته ... هل هو الوحي أم الحرب و الرأي فقال له إنها الحرب و الرأي ، فأشار الصحابي بموقع أفضل للنزول فقبله خير الأنام من احد أنصاره المسلمين . هناك من قال بأنه سوف يقوم عمر الفاروق بسيفه إن حاد عن جادة الطريق ! ، اختلف الصحابة مع سيدينا / عثمان ابن عفان و على الكرار، وحملوا في وجههم السلاح وفي أعناقهم بيعة لهما ... وهناك قصة سيدنا/ سعد بن عبادة حين التقاه سيدنا عمر في الطريق فقال له إني كرهت جوارك يا عمر ، فرد عليه سيدنا عمر من كره جوار امرئ رحل عنه !! فرد عليه سيدنا سعد بن عبادة : إني راحل إلى جوار من هو أحب إلي منك ويقصد إلى جوار الله و رسول صلى الله عليه وسلم في الدار الآخرة. أما في حزب الأمة: في رقبة السيد/ الصادق المهدي بيعة للسيد/ الإمام الهادي المهدي فاختلف معه ، و هناك السيد عبد الله الفاضل اختلف مع الإمام الصديق في الرأي ، وكذلك الأمير عبد الرحمن نقد الله كان على خلاف في الرأي مع الإمام الهادي !! و يا لها من مواقف كثيرة وشواهد يزخر بها فكرنا في الاختلاف والرأي والرأي الأخر دونما تنطع أو استهتار وجميعها تفيد بأنه لا مندوحة في أن يكون لك رأي مخالف لرأي الإمام الذي تبايعه ، حيث ان هناك أراء مختلفة صارخة بلغت حد التشاجر والصراع ، ولكنه لم تصل درجة الانشقاق والتحالف مع السلطان الزمني القائم على حساب الحزب والكيان ، وثمة هناك اختلافات هادئة بقيت رهن وأسيرة أضابير الاجتماع الذي حدثت فيه. أخي جماع قليل من القراءة في تاريخ الإسلام أو الحركة المهدية الأولى والثانية كان كفيلا أن يجنبك مواضع الزلل... والسؤال في البديهيات... فالمرء حين يسأل أو يكتب ، فهو يفعل ذلك من خلال مرجعية تشكلت بها ذهنيته في مراحل مبكرة من العمر ...فنحن كمسلمين ، الإسلام هو أساس ثقافتنا وحوارنا مع الآخرين ...فمن العار أن نظل جهولين بأبجدياته الفكرية والثقافية... وكسودانيين فكل ما تزخر به ارض السودان فهو موضع فخرنا وإعزازنا ، وخلفيتنا في تفاعلنا مع الشعوب. إن تاريخ الفكر والفقه الإسلامي لم يرد فيه ما يفيد بأن البيعة تمنع المسلم من الاختلاف مع من يبايع رأيا أو موقفا ، فالأنصاري مسلم سني يتمتع بما يتمتع به أي مسلم من حق الاختلاف في الرأي مع إمامه أو غيره ، بحيث أن لا يكون الاختلاف مقصودا لذاته على طريقة أسئلتك الموجه للسيد الصادق المهدي!! فان لم يكن هناك اختلاف في الآراء في المؤسسة الواحدة أو المدرسة الواحدة لما كان هناك تجديد أو تراكم معرفي على نحو ما هو واصل الينا جيلا بعد جيل. ما إذا كان هناك إمام بعد الإمام عبد الرحمن وخليفتيه!! لقد قلت إن كيان الأنصار كيان إمامي بطبيعته الإسلامية، ووجود رمز الإمامة والعقيدة بطقوسها المتواترة هو سر بقاء هذا الكيان متماسكا ومتزايدا على مدى أكثر من 120 عام...أعداء هذا الكيان والذين يخططون ويتمنون له الاندثار يسرهم زوال مؤسسة الإمامة الأنصارية والى الأبد لأسباب بعضها سياسي وبعضها ديني، والسياسي منها أعمق حيث أن هذا الكيان هو الحارس الأمين والجندي الرابض في حياض الذود عن سيادة واستقلال السودان و في أن يكون السودان للسودانيين متى ما عادت بعض القوى لغيها القديم بان تجعل من السودان " بلدا يورد كما تورد الإبل " تحت التاج الفاروقي أو الفكتوري الرمزي أو الأصلي!!. فالسيد الصادق المهدي في تقديري ليس هو ذاك الزعيم الغارق في الغيبوبة لدرجة انه غافل عن الدور التاريخي لكيانه وأهمية الإمامة فيه كرمز للإحياء الإسلامي والحفاظ على قيمة بقاء هذا الوطن السوداني ليتمتع أبناءه فيه بكامل السيادة والحرية ولهم إن شاءوا أن يدخلوا في وحدات عربية-افريقية أو حتى أممية وهم بكامل أهليتهم الشرعية.....و لا ينقصهم شرط الحرية ... بهذا لا أظن أن هناك عاقلا يروج بان السيد الصادق المهدي قال بأنه لا إمامة بعد الإمام عبد الرحمن و خليفتيه ، لسبب بسيط ليس السيد / الصادق المهدي وحده هو الذي يقرر في شأن كهذا ... فالأنصار هم أهل الحل والعقد فيما يتعلق بحق بقاء كيانهم وإشعاع عقيدتهم ورسالتهم الإسلامية الخالدة.
ليس من الموضوعية العلمية أو الأدبية في شئ أن يأخذ الإنسان الكلام مبتورا ويروج له على طريقة " لا تقربوا الصلاة" ... فاستميح القارئ عذرا لأروي هنا مشهدا تلفزيونيا: اذكر قبل ثلاث أعوام تقريبا شاهدت لقاءا للسيد الصادق مع قناة MBC لم استمع إلى السؤال الموجه أليه ، ولكني حضرت جزء من إجابته على السؤال وخيل لي من الإجابة ان السؤال من نوع : إن القوى السياسية الأخرى لا ترغب في عودة السيد/ الصادق المهدي الى السلطة في الديمقراطية العائدة. فكان جواب السيد الصادق المهدي: " انه مستعدا لان يوقع تعهد Mandate بأنه لا يريد أن يعود للسلطة ولكنه يريد للسودان أن يحكم بالديمقراطية ". و لكنه أي السيد الصادق قال انه لا يتخلى عن ممارسة السياسة إن كان مستعدا لتقديم تعهد للقوى التي لا يسرها أن يكون حاكما". بل تلك القوى في تقديري ، لا يسرها حتى أن يكون حزب الأمة الرقم الانتخابي الأول في البلاد ، فهؤلاء علاقتهم بحزب الأمة والأنصار أشبه بعلاقة اليهود والنصارى بالمسلمين " لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى.....الخ الآية"، ومع القياس حتى إن أعداء حزب الأمة لا يكفيهم أن يتبع ملتهم بل يريدون له الفناء التام. حسنا: اظنك أخي جماع سمعت أو تتبعت هذا اللقاء في وقته واخالك قمت بتسجيله وقتها ، وأنت وأنا وغيرنا يعلم بأنه ليس من حق السيد الصادق المهدي أن يقدم تعهدا كهذا لان الأمر أمر جماهير حزب الأمة ومريدوه والأنصار عامة ، فان على زعامة الحزب إن تركن لما يقوله جماهيرها لا ما يتمناه أعداءها أو خصومها السياسيين أيا كان تأثيرهم الإعلامي و السلطوي. وتصديقا لما نقول : ها هو المؤتمر الحزبي في 15.04.03 صادق في أول قرار له على انتخاب السيد الصادق المهدي رئيسا لحكومة السودان في اقرب عهد ديمقراطي قادم.... اظنك يا أخ جماع إذا ما قدر لك أن تلتقي بالسيد الصادق المهدي مجدد سوف تسأله سؤالا اعجازيا ( يا سيد أنت قلت في تلفزيون ام.بي. سي..........لالالالالالالالالا؟!!!!!!!!!!!!!! صحيح إن هناك بعض القوى تقول فليحكم البشير بالدكتاتورية .. و لا يعود السيد الصادق المهدي بالديمقراطية....فكان خطاب السيد الصادق موجه لهؤلاء ممن ملأ الغل صدورهم وأعمى بصائرهم ، وليس مثل هذا القول حجة عليه يأخذ بها المقرضون ليقولوا له أنت قلت كذا وكذا في تلفزيون كذا!!!!!!!!!! رقي فكر المهدي: قفز الأخ جماع إلى مرتبة تصنيف الفكر بقوله أن اجتهادات السيد الصادق المهدي ترقى لان تكون مهدية جدية ، أفكارها تحترم و لا تلزم ودون تجريح عقيدي! هذه قاعدة ذهبية في الفكر المهدوي قال بها الإمام المهدي الكبير عن الأئمة الأربع: إنهم رجال ونحن رجال " لكل وقت ومقام حال ولكل زمان و أوان رجال" وكلمة رجال هنا تشير إلى أهل العلم البالغ مرتبة الاجتهاد وليس الرجال بالمعنى " البيولوجي " للكلمة أتمنى أن الفت انتباه أخي/ جماع لذلك ... فان انس في نفسه كفاءة الاجتهاد ، أو على الأقل القدرة على تحكيم ملكة مناهج البحث العلمي على نحو ما درسنا في الجامعات ، في هذه الحالة يكون تقييمه أو اجتهاده مقبولا و لا أخال أن هناك ما يبرر التجريح العقيدي أو البخس المنهجي.
فاطروحات السيد الصادق المهدي لا ترقى لان تكون مهدية جديدة " ، بل هي بالفعل كائنة كمهدية ثالثة جديدة ومحققة في الواقع لها سلطة ا لفكر على قطاع واسع من أهل السودان ، وان لم تكن بيدها زمام السلطان في الوقت الراهن . وهذا ليس حكم من عندي وإنما تقييم لأكبر مؤسسة بحثية وتعليمية في مصر الكنانة لفكر السيد الصادق المهدي، بل هناك كتاب أكاديمي يدرس لطلاب قسم الاجتماع في كلية الآداب جامعة الإسكندرية تحت عنوان " حوار متجدد مع الصادق المهدي"... وهناك تحليل واسع لفكر هذه المدرسة على مستوى رئاسة جمهوريات ومراكز أبحاث ذات صلة مباشرة بصنع القرار في بلدانها وان مسمى المهدية الثانية والثالثة أكثر رواج في أدبيات مراكز الدراسات المصرية الحديثة . في عام 1988م بينما كنت طالبا جامعيا كتبت مقالا في صحيفة الأمة " عنوانه: الفكر المهدوي بين الصيرورة والتشويه" في أكثر من حلقتين أوردت فيه مقارنة بين فكر السيد الصادق المهدي وفكر الترابي ، وشبهتهما في وقتها بالإمامين مالك والإمام ألليثي ، وأعيد نشر هذا المقطع ضمن مقال لي بجريدة الخرطوم 1993 م في شهر مايو تحت عنوان " التجمع الوطني في سياق التحالفات الوطنية" كانت تلك الفذلكة كالتالي: " قيل أن الإمام ألليثي كان افقه من الإمام مالك ، ولكن الإمام مالك كان له تلاميذ حملوا فكره وقاموا به ، بينما الإمام ألليثي تباطأ تلاميذه فقعدوا به وبفكره "" كان الترابي في التشبيه هو الإمام مالك الذي نصره تلاميذه وبينما السيد الصادق المهدي هو الإمام ألليثي الذي قعد به تلاميذه!!!!!!!!. كان الترابي يتحدث لغة فكر تفهمها بطانته لأنهم رفاق مدرسته الفكرية أو تلاميذه ، بينما بطانة السيد الصادق كانت من أبناء الأنصار لا شك في ذلك ولكنه كان يتحدث لغة فكر ما أبعدهم عنها ناهيك عن العمل التنظيمي بمقتضاها... الفكر لدي ا لسيد الصادق عميق وثر ولكن هزمته الوسيلة التي هي الكادر والتنظيم الذي هو المؤسسة ، على العكس من ذلك توفر للترابي فكر أنتج كوادر كثيرة الحركة ونشطة ومع فساد رؤيتها نجحت بحركيتها أن تفرض نفسها على المجتمع إعلاميا في الفترة الديمقراطية وأخيرا بقوة السلاح حين قوضوا النظام الديمقراطي...حتى وان كان الترابي اليوم يقبع في السجن إلا إن مدرسته هي التي تحكم السودان اليوم ، بفضل كوادره ، بينما المدرسة المهدوية رغم غلبة جماهيرها واستنارة فكرها تقف على رصيف المعارضة...هذا هو دافعي ودافع كثير من رفاقي ممن تتلمذوا على فكر السيد الصادق المهدي خلال الـ25 عاما الماضية من المطالبة بالإصلاح وبثورية إصلاح يقوم بالسيد الصادق المهدي وفكره يرفعه من مرتبة الإمام ألليثي لا يضعه في مرتبة الإمام مالك فحسب ، بل يضعه في مرتبة المجددين والمصلحين الحركيين من هم في قامة صلاح الدين الأيوبي والإمام المهدي الكبير ثورة و فقها وفتوى وحركة ويزيد عنهم بعلوم عصره وزمانه على حد قول الفاروق عمر " علموا أبناءكم علوما غير علومكم إنهم خلقوا لزمان غير زمانكم" هذه ليست سلفية وإنما ربط بين الأصل والعصر وهذا جوهر مدرسة المهدية الثالثة ... إنها... إصلاح غير إصلاح أهل خراب سوبا.. وأمثالهم...الذين كانوا لمجرد أن يسمعوا كلمة إصلاح وجلت قلوبهم واهتزت فرائصهم!!! فاني أعجب لكيان يتغابى كوادره عن مواقفه الفكرية والجها دية والاجتهادية""
ختاما: أخي جماع أنا اكتب تعليقا على أسئلتك وما أثير حولها، من منطلق كوني عضو منتمي لكيان الأنصار وحزب الأمة ، لا احمل أي صفة دستورية في المؤسسات القيادية لأي من هاتين المؤسستين غير صفة وحق الانتماء أليهما أي لم أكن مفوضا من قبل احد ، إنها الغيرة فقط على هذا الكيان الذي أنت جزء منه وان حق الانتماء يفرض علينا أن نهب للذود عنه أو الكتابة ردا أو تعليقا على كل ما ينشر في حقه أو حق قادته ما داموا على المحجة البيضاء. لقد آثرت الحيادية تجاه كل الفصائل المتصارعة رغم التصنيف المتعمد من بعض أصحاب الغرض الذين يتعاملون من مبدأ " من ليس معنا فهو ضدنا " ، لقناعتي التامة إن ما يحدث بين أعضاء الحزب والكيان يمكن أن يؤخذ باعتباره أزمة طارئة سوف تنجلي وسيعود الإخوة معتصمين بحبل الله وعرى العقيدة والانتماء النظيف لهذين الكيانين فلا معنى لان يشايع المرء هذا أو ذاك ، و لإيماني بان طاقاتنا من الأفضل أن توجه لنشر الفكر والعقيدة وخدمة الجماهير بدلا من أن يأكل بعضنا لحم بعض حيا كان أو ميتا... من الواجب إن نعمل " آلية إن فئتان من المسلمين اقتتلوا فأصلحوا بين أخويكم " واعتقد إن أهل الحل والعقد قد سعوا بالتي هي أحسن لمعالجة ألازمات التي تسبب فيها السيد مبارك الفاضل وجماعته داخل الحزب خلال الأعوام الماضية ، ولكن يبدو إن البغي هيمن على ذهنيته وذهنية أتباعه . في هذه الحالة لا نقول قد وجب قتالكم ولكن نطالب بمزيد من الجهود لرأب الصدع في الحزب والكيان ، وان كان فض الاشتباك في الوقت الراهن مع جماعة سوبا أصبح أمرا لا تصلح معه النوايا الطيبة لكاتب هذه السطور ومن هم من أمثاله لذا نقول إن فض الاشتباك مع هذه الجماعة " حتما لا يكون على طريقة عمتي حليمة بت الشيخ حسن صالح:" " كانت عمتي حليمة عندما يتشاجر ابن ولدها مع ابن بنتها تغضب وعندما تهم بضرب المخطئ منهم .. تقف في حيرة من أمرها وترفع أيديها إلى الله قائلة ( آه يا بطني ... آه يا ظهري ).. أي هذا ابن ولدي وذاك ابن بنتي فتتركهما وشأنهما".. الحيادية على طريقة عمتي هذه تصبح سلبية عندما يتعمد بعضنا الخلاف ، ويتطاول إلى مقام القدوة والرمز في هذا الكيان دون وجه حق ...وفي هذا إهانة لكيان تاريخي في اعز مقدراته ممثلة في قيادته السكوت عليها حتى وان كانت صادرة من احد الأعضاء يعد هوان يجلب هوانا اكبر فالتصدي بالحجة والمنطق السديد والردع بالوسائل التقليدية يعد ضروريا في بعض أحيان في تقديري الخاص. فأرجو ألا تعتقد أخي جماع باني متجن عليك أو على غيرك من تيار سوبا ، بل إني وعلى الرغم من تجربتي المريرة مع بعض أنصار هذا التيار أتمنى من سويداء قلبي أن يعودوا جميعا إلى حظيرة حزب الأمة تحت قيادة السيد الصادق المهدي ورغم مساوئهم الكثيرة ألا أن " العرجاء لي مراحها" كما يقول المثل ... على الأقل سوف توفرون المعارك الجانبية معكم على كوادر الحزب والهيئة لتوجيه جهودهم نحو قضايا ومتطلبات الدعوة وإشعال نيران القرآن والمعرفة في ربوع السودان ، و للتفرغ لسجال الخصوم أو المنافسين التقليديين للحزب والكيان.
لقد شغل تياركم هذا قطاعا واسعا من قواعد الحزب في معارك هي أشبه بطواحين الهواء في مرحلة إدارة السيد / مبارك للعمل الخارجي ، بل كانت مواجهتكم ضد اعضاء الحزب والكيان أشرس من صراعكم ضد الجبهة الإسلامية التي اغتصبت السلطة الديمقراطية!!! وهذه في تقديري ظاهرة غريبة ، وان كانت مشخصة ولكنها تحتاج إلى علاج عاجل!!.
أخوكم/ المهندس ابوساره بابكر حسن صالح المملكة العربية السعودية-جدة جوال:+966-(057976765
05-24-2003, 06:43 AM
ود شاموق
ود شاموق
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3605
عبادة الفرد تقليد قديم قدم البشرية نفسها، وجزءٌ من الميراث البشري على مرّ العصور، وقد يكون مردّهُ أن البشر مجبولين على الانقياد والطاعة فالإنسان منذ صغره يربى ويؤدب على الطاعة والتسليم الأعمى للسلطة التي تعلوه مباشرة، وربما يكون هذا الجبر مما تعارفت عليه الإنسانية منذ عهودها السحيقة عندما كانت الحرية الفردية هي السلطان الذي يحكم البشر بجميع تنوعاتهم، وفي مقابلها كانت الفوضى مستشرية إلى حدودها القصوى بتداعياتها المتمثلة في انعدام الأمن وسيادة قانون الغاب. حينها اجتمع الناس واتفقوا على التخلي طوعاً عن بعض حرياتهم مقابل الحصول على الأمن، وصار هذا الاجتماع نواةً لنشوء المدنية الأولى في التاريخ.
نتاج هذا الاتفاق أدى إلى تشكيل أول حكومة بالمعنى المتعارف عليه وتم منح هذه الحكومة نوعاً من السلطة تستطيع بموجبها تسيير دفة حكم هذا المجتمع والقيام بأعباء الحفاظ عليه، وترتب على هذا نشوء الجيوش والشرطة والقضاء والمجالس وما إليها من هيئات تقوم بالواجبات المترتبة على السلطة.
ظهور السلطة ارتبط تاريخياً بانتقال الإنسان الصياد إلى مرحلة الثورة الزراعية وما تبعها من نشوء الملكيات الزراعية والحيوانية والتنازع الذي ربما لم يظهر في المرحلة الأولى حينما كان الإنسان جامعاً للثمار أو صياداً، حيث كان المجتمع البشري في تلك الحقبة لا يعرف معنى الملكية الفردية، لأن جميع الأرض كان ملكية مشاعة، ولا يدعي أحد ملكيته لها.
لا يعلم أحد حقيقة كيف تشكلت الحكومة الأولى ولا شكل الجهاز التنفيذي لهذه الحكومة ولا غيرها من معلومات تتعلق بتلك الحقبة، وذلك نظراً لعدم توفر سجلات تاريخية لهذا الحدث، ولكن ما يعنينا هنا أن المجتمع الأول انتقل من حالة الفوضى وانعدام الأمن التي ارتبطت بمرحلة ما قبل الزراعة والرعي إلى مرحلة اتسمت بالهدوء والأمن النسبي، وهذا الشيء لم يحدث إلا ببعض التضحية بقليل أو كثير من الحريات التي كانت توفرها حياة التشرذم والفوضى، ورغم وجود مجتمع في تلك المرحلة – ما قبل الزراعة – إلا أن الاستقرار لم يعرف إلى بعد ظهورها وظهور الحوجة إلى حكم القانون.
ظهرت فيما بعد القوانين والأعراف كجزء مكمل لهذا الفصل، حيث صارت النصوص القانونية ملزمة لمواطني الدولة الخاضعين لقوانينها، وربما ساد قبل ظهور القوانين بعض الممارسات اللا منهجية من قبل السلطة التي كان يحتكم إليها الأفراد تتمثل في الأحكام الجزافية والتحيزية ضد أطراف النزاعات، لذا كان القانون المستمد من الأعراف أو الأعراف الموثقة مرجعاً يقبل به الجميع لأنه يحقق الحد الأدنى من المساواة بين الخصوم.
ربما لم ينتبه البشر في تلك المرحلة إلى وجود فئة من المجتمع خارجة على سلطة القانون السارية على الجميع، قد يكون من قبل التخمين افتراض موافقة المجتمع الأول على مضض على ذلك رغم علمه، وربما لم يعلم إلا متأخراً بعدما تمكن الفريق القابض على السلطة وأحكم سيطرته على المجتمع تماماً، وأغلب الظن أن الافتراض الثاني هو الأقرب إلى الصواب، إذ أن أذيال السلطة التي قامت هي بزرعها في كل مكان والقوة المطلقة التي منحت بسذاجة لهذه الفئة تحولت إلى مفسدة مطلقة، فالدولة أو السلطة تريد من المواطن الانصياع الكامل وهي في ذلك ولية أمره أما إن جاع أو عري فإنها تتخلى عن وصايتها التقليدية عليه، لذا يقول المفكر الوجودي جان جاك روسو صاحب نظرية العقد الاجتماعي "أعط الإنسان بالكامل للدولة أو أتركه لشأنه"، وبات مجرد الحديث عنها – أي هذه الفئة – وعن مكيالها المثقوب يعتبر مخالفاً للعرف السائد والقاضي بالتجاوز، بل أن القانون نفسه والذي أجمع المجتمعون عليه، تم تبديله وتغييره بدون شك من هذه الفئة تحقيقاً لرغباتها ومصالحها الخاصة دوناً عن مصالح بقية من منحوا طوعاً حريتهم لقاء هذا الوضع.
لا شك أن ظهور فئة مثل هذه الفئة وسط المجتمع أدى إلى امتلاكها وضعاً خاصاً ومميزاً من كل النواحي، فالسلطة تجلب المال والقوة والمقدرة، والتي بدورها تجلب النسل الجيد والتربية الخاصة والتعليم المتميز بل حتى التركيبة الفسيلوجية المختلفة عن بقية الناس، وهذا يؤدي إلى انقسام المجتمع قسمة أولى هي طبقة معتلي صهوة السلطة والطبقة المسحوقة تحت حوافرها.
الطبقة الأولى تبدأ في الانقسام على نفسها هي أيضاً، وإن كانت كلها طبقة واحدة، فهناك من هذه الطبقة من يناط به حماية المجتمع وإن كان الغرض الأصلي ينتفي لأن الطبقة الحاكمة تريد هذه الحماية حفاظاً على المجتمع الذي أصبح جزءً من الملكية الخاصة لهذه الطبقة، هذه الفئة المسئولة عن حماية (المجتمع) من الأخطار الخارجية والداخلية تصبح فئة مستقلة تدعى (فئة الفرسان)، وهي أدنى فئات الطبقة الأولى وإن كانت الهوة بينها وبين أعلى فئات الطبقة الثانية متسعة جداً.
ثم تأتي الفئة الأعلى من فئة الفرسان، وهي الفئة المسئولة عن الحماية الفكرية لقيم المجتمع، ونعني بالحماية الفكرية منع جميع الأفكار التي تؤدي إلى خلق بلبلة في الوضع القائم والعلاقات الأزلية بين أطرافه ومنع أي تأثيرات فكرية سواءً كانت خارجية أو داخلية من التأثير على بنيان وتركيب المجتمع، كما أن هذه الفئة مسئولة مسؤولية مباشرة عن غسل أذهان أفراد المجتمع من (العوام) وجعلهم يقومون بعملية التفكير بصورة جماعية هذا إن أحسوا بحوجتهم إلى التفكير ومن الأفضل أن لا يحسوا بهذه الحوجة، كما أن من مهام هذه الفئة صياغة القوانين وتعديلها وتبديلها بناءً على المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية للطبقة التي ينتمون إليها ككل، هذه الفئة تدعى (فئة الكهنة).
هاتين الفئتين من الطبقة الحاكمة تقومان بحماية التركيبة الحاكمة - بما فيها أنفسهم – من المخاطر المادية والمعنوية التي تتهدد هذه الكينونة، ولخلق هاتين الفئتين داخل الطبقة الحاكمة تقوم الطبقة الحاكمة بتفريخها من جنباتها أو في حالات الضرورة القصوى تقوم بين فينة وفينة بسحب جزء من المجتمع المسحوق وضمه إليها لتكوين هذه الفئات، أما من يقوم بهذه العملية فهو الفئة الرئيسية في الطبقة الحاكمة وهي (الفئة الحاكمة).
جميع هذه الفئات الثلاث تسمى (الطبقة الأرستقراطية) ...
الطبقة الثانية تكون في البدء طبقة واحدة مكونة من المزارعين والرعاة الذين يقومون بعملهم في أمن بعد خروجهم بشق الأنفس من مرحلة الفوضى السابقة لثورتهم الجديدة، والفروقات الوحيدة بين أبناء هذه الطبقة تكون في البدء بكمية الممتلكات التي يملكها كل واحد منهم، أما ما عدا ذلك فكلهم سواسية تحت الطبقة الحاكمة.
يبدأ التقسيم في الطبقة المحكومة حينما تبدأ الطبقة الحاكمة في الحوجة للمادة فتضطر لفرض الضرائب والمكوس على الطبقة الأخرى لتلبية هذه الاحتياجات، بمجرد أن تقوم (فئة الكهنة) بخلق قانون الضرائب من العدم، يبدأ الفقر في الاستشراء والتمدد ليزحف على قطاعات واسعة من المجتمع. قد يقاوم البعض هذا القانون مقاومة طبيعية تتمثل في زيادة الإنتاج لمجاراة متطلبات الحياة في أمن تحت ظل المجتمع، وقد يسقط البعض صرعى في هذا الطريق (صرعى تعني فقراء معدمين) حينها يصبح الشخص قوي الساعدين أو الذي يملك عدداً أكبر من الأبناء هو الصامد الوحيد في وجه قوانين الإفقار المتعمد من الدولة.
الضعفاء الذين لا يستطيعون المقاومة يتركون أرضهم للأقوياء لفلاحتها أما هم فيتحولوا من مزارعين إلى تجار أو محتالين، وبمرور الزمن يبدءون في جمع ثرواتهم بطرق شتى. في هذه الفترة التي تتكون فيها ثروات هؤلاء التجار والمحتالين تكون الفئة الصامدة قد بدأت تتساقط رويداً رويداً، ويبدءون في البحث عن دائنين يقرضونهم بعضاً من المال ليتمكنوا من تجاوز بعض المحن أو الأزمات، وطبعاً هؤلاء المدينين لن يكونوا سوى الفاقد الضريبي الأول.
بمجرد حوجة المزارعين إلى المال يتحول التجار إلى مرابين يقرضون المال بفوائد تصل في بعض الأحيان إلى مصادرة الأرض أو الحرية، وهذه المصادرة تحول المزارعين إلى رقيق أو عبيد لدى التجار، وتعود بذلك الأرض إلى التجار في حين يتحول القسم الأول إلى مزارعين يخدمون الأرض مقابل قوتهم وبعض المال، وربما ينصرفون عن خدمة الأرض إلى خدمة الطبقة الحاكمة كجنود أو نساك أو موظفين، أما الفئة التي فقدت حريتها نتيجة الديون فتتحول إلى فئة العبيد.
بهذا السيناريو رأينا كيف تتقسم الطبقة الثانية (المحكومة) إلى ثلاث فئات ... (فئة التجار) و(فئة العمال) و(فئة العبيد)، وبمرور الزمن يبدأ العبيد في نيل حريتهم ويتحولوا إلى عمال مما يؤدي إلى تشكل جديد للمجتمع، حيث تحس فئة العمال والعبيد المحررين - المتحولين بدورهم إلى عمال – بضرورة تشكيل طبقة خاصة بهم تجمعهم بعيداً عن نير طبقة التجار التي حولتهم من ملاك أرض إلى رقيق بصورة أو بأخرى، لذا تنقسم الطبقة المحكومة نتاجاً لذلك إلى طبقتين هما (الطبقة البرجوازية) وهي سليلة طبقة التجار والمرابين، و(الطبقة البروليتارية) وهي سلالة العمال والعبيد المحرَّرِين.
ثم أتت ديمقراطية (ويستمنستر) ...
ظهور الديموقراطية التي تعني حكم الشعب للشعب، لم يكن عبثاً، بل كان خطة موضوعة بعناية، إذ أنه نتيجة لتعاظم ثروة الطبقة البرجوازية ومزاحمتها بالأكتاف للطبقة الأرستقراطية، أرادت الطبقة الأرستقراطية القضاء على الطبقة المنافسة وهي الطبقة البرجوازية وذلك بإشعال الفتيل الموجود سلفاً بينها وبين طبقة البروليتاريا وبذا تظل الطبقة الأرستقراطية في برجها العاجي بينما يطحن أبناء الطبقة المحكومة بعضهم بعضاً.
كانت النتيجة انتصار طبقة البروليتاريا، ولكن نتيجة النصر تحولت إلى كارثة، حيث تحولت الطبقة العاملة إلى طبقة برجوازية جديدة أقوى وأقل تعليماً وحضارة من الطبقة التي أزيحت، مما تسبب بكارثة على العروش الأرستقراطية أدى في نهاية الأمر إلى إزاحة هذه الطبقات الطفيلية التي تمتص دماء المجتمع دون أي إنتاج فعلي، وبذا صار في المجتمع طبقة واحدة هي طبقة العمال المتحولين إلى برجوازيين.
بدأت هذه الطبقة في البحث عن عمال يقومون بفلاحة الأرض والإنتاج في المصانع إلى آخره من أعمال لا تليق بدلال الطبقة الجديدة، ولم يجدوا خيراً من أبناء الأرستقراطيين السابقين ليقوموا بهذه الأعمال (سمعت قبل سنوات أن حفيد السلطان عبد الحميد يعمل سائق تاكسي في قبرص)، ونظراً لكون الطبقة الأرستقراطية ليست بتلك العددية الكبيرة فضلاً عن كون الكثير منهم قد فر بممتلكاته وثرواته التي ورثها عن آبائه كابراً عن كابر، فإن العمل اليدوي صار مطلوباً بشدة مما رفع أجرة العمال أضعاف ما كانت عليه في السابق قبل انهيار الأرستقراطية، وهذا أدى بدوره إلى هجرات واسعة للبشر كلما سمعوا أن هذا السيناريو اكتمل في دولة أو منطقة ما (مثال ذلك هجرة سكان الأقاليم إلى العواصم وهجرة سكان الشرق الجنوب الفقير إلى الشمال والغرب الغنيين).
بدأ الجيل الثاني من البرجوازيين بالظهور، وهو جيل نال حظاً أوفر في التعليم والصحة والتربية، مما أدى به إلى الإحساس الوهمي بالتفوق على الطبقة العاملة، مردّهُ أن الطبقة العاملة مختلفة عنه ملبساً ومأكلاً بل حتى هيئة ومنظراً، لذا فإن هذه الطبقة حفاظاً على الدماء الزرقاء التي بدأت في التشكل بها أصبحت تنعزل عن المجتمع رويداً رويداً مكونة طبقة أرستقراطية جديدة، بكامل فئاتها الثلاث (كهنة وفرسان وحكام).
هذه الطبقة الأرستقراطية الوليدة أحست بحوجتها إلى القيام بدور الطبقة البائدة فاخترعت ما يسمى (بصندوق الانتخابات) وهو وسيلة عصرية للحصول على إجماع المجتمع وتأييده لطبقة معينة أو شخص معين ينتمي إلى هذه الطبقة، وبدأت الطبقة الأرستقراطية الجديدة في تشكيل الأحزاب والكيانات طبعاً كل هذا مرده إلى كون الطبقة العاملة مشغولة بالكد والسهر لأجل إطعام أبنائها، ولا وقت لديها لهذه الأمور الانصرافية، كل ما على الطبقة العاملة أن تقوم في نهاية الدورة الانتخابية بالتصويت لأكثر الأرستقراطيين بلاغة وأفضلهم مظهراً وهنداماً لأنه كلما ابتعد عنهم أحسوا بتفوقه عليهم لذا يجب التصويت له لأن معايير قياس التفوق الأخرى لا يملكونها أو لا يستطيعون الحصول عليها.
تتوالى العمليات الانتخابية ويتزايد الحقد من أبناء الطبقة العاملة الذين بدأوا في فهم ما يدور بهم من دسائس، فتكون النتيجة أن الجيش الذي هو في الأصل مكون من أبناء طبقة البروليتاريا والطبقة المحكومة بصورة عامة يقوم بالانقلاب على حكم الأرستقراطيين من فينة لأخرى، ولكون الجيش ينتمي إلى الشعب فإن الشعب يرفضه كل مرة بحجة أن أصحابه لا يمتلكون دماء زرقاء مثل الأرستقراطيين ويثور الشعب كل مرة على حكم الجيش لأن شروط عبادة الفرد لا تنطبق على الرؤساء الذين يقدمهم الجيش للشعب، فالرئيس الذي يأتي من الجيش لا فرق بينه وبين الفلاح - سوى في تحوله بعد حين إلى نوع من التسلط بحكم استمراء السلطة – فهم يعرفون هذا الأغبش ويعرفهم ويعلمون تمام العلم أنه لا يختلف عنهم، بينما الرئيس (المنتخب) هو رئيس لا يعلم عنه المسحوقين سوى أنه متميز بصورة ما عليهم.
وهكذا مات الخريف في حدقات الوطن
.
05-24-2003, 07:25 PM
Yaho_Zato
Yaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124
اغفروا لي ، بداية ، غيابي هذا عن متابعة البورد خلال الثلاثة أيام الماضية ، والذي لم يكن إلا بسبب الإنغماس في بعض متاهات الغربة التي تعرفون ، وفي الحقيقة ما زلت مُنْسَجِناً في تلك الدائرة ، لكني وجدت هامشاً صغيراً من الحرية ففضلّت أن أطلّ خلاله عليكم واعدكم بالتواصل
أنا لم اقرأ ما كتب بعد يوم 22 مايو ، لكنني مررت على المشاركات التي اسهمت في تحقيق أرضية مشتركة استطيع ان اقول إننا نقف عليها الآن ، ألا وهي أرضية الحوار الهادف المفضي إلى نتائج نستهدي بها في مسيرنا الديمقراطي القادم . بالطبع سأقرأ ما كتبه الأعزاء بروية وتركيز وأعلّق عليه ، لكنني هنا أريد أن أعبر عن غبطتي بدخول الاخوة عادل عبد العاطي وهدهد وود شاموق و ياهو زاتو .. ولقد تابعت مشاركاتهم في بوستات سابقة وكانت مبشرة جدا وهادفة وجديرة بالمتابعة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة