دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: Sidgi Kaballo)
|
Salamat Sidgi and long time no see. However miserable prison days are, it nice to write about it. Coming generations will definitly appreciate your sacrifices. Salam kateer to Mahjoub Shareef and hope to hear from him when he comes to London. Thanks again for a life well lived for a good cause.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: Nasr)
|
كنت اقرأ وأقرأ وفي نفسي اقول ان شاء الله ما يخلص اتمنى يا دكتور صدقي ما يخلص. هذا ما نحتاجه هذه التجارب الثرة لشباب يغطي عين الشمس.. ويحب بلاده.. وللشاعر العظيم محجوب كل الاماني واتمنى ان يبلغ العافية التامة..
ولك انت كل الاحترام والتبجيل وفي انتظار كل جديد بتلهف..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: Sidgi Kaballo)
|
الأخ د. صدقي كبلو, لك التحايا و الشكر علي هذا الجهد القيم, نثق في كون هذا الأثر النضالي المجيد لن يضل غاياته, و سيفضي بأجيال الوطن القادم إلي واقع أكثر إنسانية و رفعة و كرامة, نأمل في أن تعود لشاعر الشقاء و الشقيانين عافيته كاملة غير منقوصة إلا من ما أودعه ذلك الكتاب الذخر الذي نتصفح معك هنا جانب من أوراقه. يديكم العافية , و يبقي ملامح في الذرية الصالحة ! sudaneseonline.com
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: Sidgi Kaballo)
|
الأستاذ صدقي .. شكراً لما أوردت من معلومات مهمة عن مواقف رجال ورجال مواقف .. وتجارب ..
الاستاذ محجوب شريف .. هذا النموذج الناضح للمثالية الثورية .. والإنسان البسيط الذي سجل أسطراً لا تنمحي في ذاكرة الشعب السوداني للإلتزام بالقيم والمباديء والإنحياز الكامل لجماهير الشعب السوداني في (الضحى والضلام) .. وكان محجوب الموقف في الشارع والمدرسة والمعتقل وفي المركز الثقافي وفي أشعاره .. حاملاً لهموم أطفال السودان .. مشغولاً بالكتابة للإطفال .. وهو يرنو للمستقبل .. و (يشوف المدن اللسه مكانه تراب وخلا .. ويشوف أهلا .. وهم لسه حنين في عيون عشاق).. وظل محجوب حريصاً على أن يثبت مداميك المواقف والإلتزام القيمي في أرقى أشكاله:
لا كريت أنا لا أنكريت لا بعت ذمة ولا أشتريت سنيت قلم صدقي وبريت وبنعم .. نعم السلاطين أزدريت ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: Sidgi Kaballo)
|
الأخ أبو خالد شكرا لك، وكل أملنا أن ننقل التجربة بأمانة ونعطي كل ذي حق حقه، وكنت كما يذكر قراء البوست قد ذكرت أنني وعدت صديقي الخاتم وعو على فراش الموت أن أكتب مذكرات المعتقل، وأنا أعمل على تنفيذ ذلك الوعد وكما قلت للأخت بيان فوق أنني قد كتبت ثلاثة فصول وبقي فصلان. أرجو أن أجد الوقت والعمر لتكملتهما. لك شكري مرة أخرى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: Sidgi Kaballo)
|
أخونا المناضل مزاحم عبدالوهاب الضوي كيفك يا رجل، مشتاقين مطر. طبعا أنت مذكور في الفصل الثالث من الكتاب وذكرنا في مكان كيف أعتقل معاك أعضاء العائلة: "وكان من بين المعتقلين أشقاء من عائلة واحدة، هي عائلة مزاحم عبد الوهاب الضوي وهو عضو جبهة ديمقراطية ورد إسمه في التوصيلات فذهبت قوات الأمن لإعتقاله فوجدت في منزله متفرجات ضوئية تستعمل للإنارة تحت الماء تخص أحد أخوانه، ولم يكن ذلك الأح موجودا فأعتقلوا كل من بالبيت بما في ذلك أخيه الطبيب دكتور فيصل الضوي وأخيه علدالغفار الضوي، وقد أطلق سراح الأشقاء بعد حضور الأخ المسؤول عن المتفرجات ولإثباته ملكيتعا وطبيعتها."
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: Sidgi Kaballo)
|
شكراً ،صدقى كبلو و لكل الذين أسهموا فى هذا"البوست". كلامك دائماًمفيد يا صدقى. فى تقديرى أن المكتبة السودانية،ينقصها كثيراً "أدب المعتقلات"و مذكرات السجون و المساجين والمعتقلين.أرجو أن تواصل هذا الجهد،عله يحرض أو يحفذ أخرين،فيدلوا بدلوهم. و ماذا عن مذكرات السجانين ؟هناك سجانين "professionals" أمل أن تحرض أحدهم مثل هذه المذكرات،فيلقى حجراً فى ساكن صمتهم.! واصل يا صديق. أعود فأقول: فى معرض حديثك عن محجوب فى تلك الأيام،قلت "إنو ما كان شيوعى و قتها".فى تقديرى أن محجوباً،قد ولد شيوعياو نشأ شيوعياُو بقى شيوعياً".لعلك تقصدأنه لم يكن يومها عضواًبالحزب الشيوعى. مش كدا و لاٌ أنا غلطان ؟. أرجو أن تواصل.و أرجو أيضاًأن "تشتغل" فى "النص" كمان شوية،لمزيد من "التسبيك". لك حبى وإحترامى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: Sidgi Kaballo)
|
شكراً الصديق العزيز صدقى . أرجو أن تواصل بهمتك المعروفة (سفر المعتقلات ).أهو لقينا ليك إسم صحفى و فيه بعض شاعرية للكتاب الموعود .لك مطلق الحرية و للقراء فى نطق ( سفر )بكسر السين و تسكين الفاء أو بفتحهما. مارأيكم؟ دام فضلكم . نحن فى انتظار الكتاب فى طبعته الأولى على أحر من الجمر. ما زلت متمسكاً "برؤيتى"،أن محجوب لم يكن -وقتها-عضواً بالحزب الشيوعى،ولكنه كان شيوعياً"كان شيوعياً هواهو". لشاعر الشعب أصدق الامنيات و الدعاء بعاجل الشفاء
و يبقى بيننا الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: Sidgi Kaballo)
|
الزميل / صدقي كبلو إنحبست أنفاسي وانا أركض في السفر المشرف التحية لك وللمناضلين الذين عمروا ليل الزنازين الشقيقة بالصمود والهتاف والأناشيد وحولوا المعتقلات إلى مدارس فكر ونضال
توقفت عند إسم : 1- الحاج عبدالرحمن الذي غصطف مع من قدموا نفسهم وتقدموا ردآ على صلف وإستفزاز نميري عندما زار كوبر هل هو ذاته المناضل الحاج عبدالرحمن النقابي المعروف هل كان مازال عضو قيادي في الحزب عندما تقدم وإصطف مع الزملاء
في خاطري أن أكتب عن الراحل المناضل الحاج عبدالرحمن
2- عوض الصافي : هو مهندس لاسلكي الطيران ولاعب الكرة الموهوب في نادي الهلال العاصمي وأظرف ظرفاء الديم ، بل السودان كتب عن ذكرياته في السجن كتاب بعنوان : { سجن في السجن }
برضو أرغب في نشر شذرات منه هنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: أبو ساندرا)
|
Quote: ثم جاءت يوليو وكان اللقاء الشهير بين وردي ومحجوب الشريف الذي إستضافه المذيع الممتاز ذو النون بشرى وقدم فيه محجوب ما دوامة وقدم وردي نشيد حنتقدم. وكان طبيعيا أن يعتقل محجوب شريف بعد إنقلاب 22 يوليو المضاد وعودة الديكتاتور نميري. ولكنه أخذ بعيدا عن أغلبية المعتقلين المكتظين في السرايا لقسم إسمه المدرسة كان من بين معتقليه الأستاذ جويف قرنق، قبل أن يساق بليل للشجرة ثم للمشنقة، والأستاذ المرحوم عبد العظيم حسنين (رئيس سابق لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم). وكان أن سرب لنا من المدرسة قصيدته الرائعة يا شعبنا يا والدا أحبنا |
يا شعبنا يا والداً أحبنا يا من وهبت قلبنا ثباتك الأصيلا
إليك هذه الرسالة القصيرة الطويلة إليك من زنزانة تخاصم الفصولا إليك رغم أنف كل بندقية وطعنة شقية وحقد بريرية إليك الحب والسلام والتحية إليك يا حبيبنا وبعد أدبتنا أحسنت يا أبي فلم نتابع الهوى لكنما قابيل ما أرعوى كالذئب في حظيرة عوى وكم غوى وتابع الهوى وتاه في الأنا أراد للدماء أن تسيلا
ونحن مثلما عرفت يا أبي بفضلك الكريم من أشرس الرجال حينما نقاوم نموت لا نساوم ندوس كل ظالم ونفتح الصدور للمدافع الثقيلة ومن هنا أبناءك الرفاق أقسموا فصيلة فصيلة أن يثأروا لحرمة الأمومة الجليلة لطفلة جميلة تنفست قليلا تمددت قتيله رصاصة في قلبها وطعنة في جنبها ولم تعش طويلا
لكنما مليون مثلها سينجبوا النضال يا أبي حقيقة وكم حطام نخلة هوت على جذورها فزادت إرتفاعا وأجمل الأطفال قادمون ساعة فساعة عيونهم أشد من عيوننا بريقاً صدورهم بما وهبت أكثر إتساعا سيوفهم تزيد من سيوفك الطوال طولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: Sidgi Kaballo)
|
د. كبلو لك التحية ونسال الله لشفاء الاستاذ الشاعر المعلم الانسان محجوب شريف بالشفاء العاجل
فى احد الحوارات مع الاستاذ الفنان محمد وردى تحدث كثيرا عن شريف و انسانيته وقال فى مرة من
المرات طلب من شريف الحضور الى مكتبه لاعطائه مبلغ من المال وذلك المال تلقاه وردى من خلال
تسجيلاته للاذاعة لبعض الاغانى و معظمها كانت اغانى الشاعر شريف فقال له وردى خذ يا محجوب هذا
المال لاوادك لانى تلقيته من اغانيك فرفض محجوب شريف وقال له انه لا يبيع الشعر، وعندما نزل من
مكتب وردى قابل ابنه عبدالوهاب و طلب منه ان يعطيه ريال حتى يتوصل به، فقال له عبدالوهاب يا
استاذ محجوب ابوى عايز يديك بعض المال فرد عليه محجوب و قال ليه ادينى الريال و خلينى من كلام
ابوك دا! فمثل هذه الاخلاق لا يتمتع به الا القليل من الرجال امثال الشاعر شريف الذى حجبته اجهزة
الاعلام الرسمية لانه شريف وما درت يوما ان مثله لا يحجب فهو ظل و سوف يظل مثل جبل البركل يهدينا
دروس فى الصمود و الشرف و العفة و البسالة
وقالت لى و قالت لى بنات ما عندى ليهم شىء لافى البنك و لا فى البيت
غير الكلمة اللما بتتقال و لا بصبح مكانه الرف
وبدك شاهيك اشرب دم اذا قلته الكلام النى!
مع مودتى
فتاح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: طارق اسماعيل)
|
Quote: وبعد إنسحاب تيم التمام جاءني عسكري القسم وكان إسمه "عجب سيدو" وكنت أناديه "عم عجب". جاء عم عجب وهو يحمل شاي في كورة (والكورة كما قال أستاذنا الكبير محمد محجوب شورة هي أعظم إكتشاف في السجون ففيها تأكل وتشرب الساخن والبارد) وفتح لي الباب وطلب مني أن أذهب للحجرة المجاورة لغسل وجهي وعندما غسلت وجهي ناولني كورة الشاي فأعتذرت شاكرا أنني لا أشرب الشاي فلامني قائلا في هذا الجو الممطر (وكانت المطرة قد نزلت مساءا وما زال هناك بعض الرزاز) لا بد لي أن "اتقوى بشئ ساخن" فلما رفضت قال بحزم "حرم تشربه" فنزلت عند رغبته وأخذت الكورة منه وسألته "الجماعة ديل كانوا هنا" فقال دون أن يسأل من أقصد "نعم" فقلت حضرتهم كلهم فقال "لا أنا حضرت الشفيع فقط الله يرحمه" فقلت كان كيف؟ فقال ورنة حزن في صوته "عايزو يكون كيف يا والدي راجل حياته كلها بيعمل البيعمل فيه تفتكر ما توقع موقف مثل هذا" ثم دمعت عيونه وأسرع خارجا دون أن يغلق زنزناتي وعاد بعد خمس دقائق بعد أن تماسك نفسه وأخذ الكورة وأغلق الزنزانة. |
عن اذنك ياصدقى يادفعة خلينى اخرم شوية
تعرف ياراكوبة الزول البتكلم عنو صدقى ده ابو فيصل لكن عليم الله المريخاب يوصلو معانا
لغاية هنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: مزاحم الضوي)
|
وطنا..
الباسمك كتبنا ورطنا
أحبك
مكانك صميم الفؤاد
وباسمك اغنى..
وتغنى السواقى
خيوط الطواقى
سلام التلاقى
ودموع الفراق
واحبك ملاذ
وناسك عزاز
أحبك حقيقه..
وأحبك مجاز
وأحبك بتضحك
وأحبك عبوس
بعزة جبالك ترك الشموس
وما بين ظلالك
افتش وأكوس
أفتش طفولتى وملامح صباى
بناتك عيونن صفاهن سماى
وهيبة رجالك بتسند قفاى
صحى بتملا عينى..
وتشّرف غناى
بحضرة جلالك..
يطيب الجلوس
مهذب أمامك يكون الكلام
لأنك..
محنك
عميق الدروس
مجيد المهابه ومديد القوام
شبابك..
تشابك
شديد الزحام
أراهم..
وراهم
غبار الحياه
مداين..
تعاين
كأمّ العروس
تهلل..
تكلل
جبين الإمام
رزازاً يبلل أغانى الخليل
أصدق كلامك حقيقه وبخاف
أخاف الطريق..
اللى ما بودى ليك
وأعاف الصديق
اللى ما بهم بيك
معاك انتظارى..
ولو بالكفاف
وعنك بعيداً
أبيت الرحيل
وبيك اعتزاز الصباح الجميل
جميع الأغانى اتكالن عليك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: Sidgi Kaballo)
|
الأخ العزيز طارق الأمين أتابع يا طارق الأمين جهودكم وتجريبكم الشجاع للإسهام في تطوير المسرح والعناء الحماعي وفن المنلوج، دون أن ينسيكم ذلك واجبكم تجاه شاعر الشعب محجوب شريف. فرحت لتعليقك حول إمكانية قراءة مثل هذا الكتاب عدة مرات فتلك أمنيتي لأن ذلك يحقق هدف الكتاب أقول في المقدمة: لماذا أكتب هذه المذكرات خطر ببالي كتابة هذه المذكرات منذ عام 1985 بعد انتفاضة مارس أبريل ولكن ظروف العمل السياسي والأكاديمي ونشاط حقوق الإنسان الغني في تلك الفترة وما تلاها من أحداث لم يسمح بذلك. وكتابة المذكرات هي جزء من تسجيل التاريخ وذلك في تقديري واجب على كل من يعمل بالعمل العام، ذلك أنه رغم أن المذكرات تتسم في الغالب بوجهة نظر شخصية إلا أنها تمثل مادة خامة للمؤرخ الذي سيبحث في تلك الفترة وتساعد ذلك المؤرخ في الاطلاع على وجهة نظر من ساهموا أو عايشوا أحداثها. وهي من وجهة نظر أخرى ضرورية في نقل التجربة للأجيال القادمة مثلها في ذلك مثل كل كتب التاريخ وسير من صنعوه أو ساهموا في صناعته أو يمكنهم تقديم شهادة ذاتية. وفي حالة مذكرات المعتقلين بالتحديد فهي تقدم سيرة للتضحيات وصمود المعتقلين وحفظ وتسجيل أدوار أناس صمدوا من أجل ما يرونه صحيحا لوطنهم ومبادئهم ولأنفسهم كبشر وناس عاديين. ومن جهة رابعة فهي تساعد في كشف تاريخ انتهاكات حقوق الإنسان وتحفظ سجلا لذلك حتى لا ينسى أو يسقط بالتقادم. و في كتابة هذه المذكرات لا أود أن أدعي بطولة، بل أريد أن أحفظ لزملائي من المناضلين حقهم بما في ذلك جعلهم صمودي ومساهمتي وتطوري كمناضل وإنسان ممكنا، إذ بدون تضامنهم وقدرتهم الفذة على العطاء وتقديم المساعدات الرفاقية والإنسانية لبعضهم البعض لكانت المعتقلات ستكون أكثر صعوبة ووحشة ولما أمكن لبعضنا أن يقضي تلك الفترة فيها دون أن يصاب بالاكتئاب أو المرض النفسي أو حتى ينكسر أمام وحشية الجلادين، واحد أهداف هذه المذكرات أن يسلط الضوء على عظمة هذا التضامن بين المعتقلين. كما تهدف المذكرات على إبراز أهمية التضامن مع المعتقلين من أسرهم وتنظيماتهم السياسية والنقابية ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والعالمية والرأي العام المحلي والعالمي وأثر ذلك في صمود المعتقلين وروحهم المعنوية. وفي هذا الصدد سيتردد كثيرا الدور العظيم الذي لعبه الحزب الشيوعي السوداني وجريدته السرية الميدان وفروعه في الخارج في نشر قوائم المعتقلين وتنظيم التضامن معهم وتوصيل المعلومات عنهم لمنظمات حقوق الإنسان والرأي العام المحلي والعالمي. كما سيتردد الدور الفعال والمدهش لتنظيمات أسر المعتقلين ومواكبهم ومذكراتهم في سبيل إطلاق سراح المعتقلين أو إعادة المبعدين منهم للسجون البعيدة في أطراف البلاد. وسيتردد أيضا الدور الفعال والعظيم لمنظمة العفو الدولية، والتي تشرفت بأن أكون أحد الذين تبنتهم كسجين رأي منذ 1980 وحتى إطلاق سراحي في نوفمبر 1983." الكتاب سكتمل وينشر ما دام في العمر باقي فذلك وعد قطعته لصديقي الراحل الخاتم عدلان وهو على فراش الموت، ومثل ذلك الوعد لا بد من إيفائه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: Sidgi Kaballo)
|
To: [email protected] Subject: الى العزيز صدقى كبلو Date: Tue, 16 May 2006 12:05:50 +0400
اخى عبد الرحمن لك منى كل الود والتحايا وللاسرة الكريمة
اخى صدقى مااحوجنا فى هذا الزمن للتوثيق لتلك الفترة التى عانى المناضلين الشرفاء فيها من السفاح نميرى وعصابته ... ونرجوا ان يشارك كل الاخوان حتى نزرع فى ابنائنا وشباب هذا الجيل أدب الصدام والرفض ومعنى الصمود هذا التوثيق حق علينا لجميع الشرفاء ابناء الوطن الذين عانو فى البحريات وشالا وسواكن والسرايا كم كنا نعانى ونحن نتنسم اخباركم ومعاناتكم .... كان هناك نفر عزيز من ابناء الديوم الشرقية المهندس عوض الصافى والساخر الضاحك دوما بد الدين عبد التام واخى وصديقى الذى افتقدة جعفر عباس.... كنا ننتظر موعد خروجهم (ستة اشهر وبعدها عشرة ايام لزوم التجديد ) وكم احتفلنا بهم وهم يعودون لنا باشعار العزيز محجوب وحكاوى وهموم المعتقل اخى صدقى لك منى كل المودة والحب وامنياتى ان يعود لنا أبا مريم ومى معافى
_________________________________________________________________ Don't just search. Find. Check out the new MSN Search! http://search.msn.com/
وصلتني الرسالة أعلاه من الديامي العريق محمد سعيد عن طريق الإيميل نعيد نشرها لعناية من وجهت له المناضل صدقي كبلو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: أبو ساندرا)
|
ووصلتني الرسالة التالية من صديقي الشاعر صديق ضرار، وأنا أنشرعا دون إستئذان لأنه يطرح شأنا عاما : 16-05-2006, 04:53 ص From: siddieg derar To: Sidgi Kaballo Subject: سلامات يادفعة أخى صدقى بهذا أثرت فى كوامن أحبها وتودى بى موارد البكاء والحزن كل كلمة أقرأها أستحضر أيامنا الرائعات فمن منا لم يكن من القبيلة كلنا يعرف بعضنا البعض وأحمد لك هذه الشجاعة والضغط على مشاعرك لإخراج هذه الذكريات . ولأن هنالك أسماء لأناس جميلين يحبون هذا البلد ويحبون التضحية من أجله فقد عصرت على نفسى لعرض بعض من تاريخ أولئك الشباب الأفذاذأولا أخونا عوض الصافى وهو صديق وزميلى فى الديم وسط كان من المفترض أن يكون متيقظا لإعتراض السر شبو إزاء ردة فعله إن حدثت عند استفزاز النميرى للمعتقلين ثم قام النميرى باستفزازهم بقوله : الشيوعيين يجوا بى جاى وفجأة قفز عوض الصافى إلى الجهة ثم تقافز الجميع وكان موقفا رائعاهذا ما أخبرنى به عوض الصافى بعد خروجه.عرفنى عبد الله على إبراهيم بمحجوب شريف 1970 فى سوق أبادماك الخيرىبالمقرن وقال لى بأن آخذه إلى خيمة الشعر معنا وكان وقتها يصغرنا بسنتين تلاتة ومنها وهو عضو جماعة أبادماك . وكان صديقا وفيا لى ولنا جميعامسألة عضوية محجوب فى الحزب لو تذكر يا صدقى فى زواج شقيقة صديقنا الرائع الراحل عبد الهادى الصديق .سأواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: Sidgi Kaballo)
|
عزيزنا عمر إدريس شكرا على الإبداع. تعرف لما زرت السودان 2004/5 وقابلت نقد، طلعت شوية معلومات من اللاب توب، قال لي:طبعا حتطوروا شغلنا بالتكنلوجيا الجديدة، قلت ليه، أن زول عادي في المسألة دي عندنا ناس يدهشوك ذي حسن أبوزيد وصلاح حسن، يبدو الآن هناك اسم جديد في اللست، وأعمل حسابك البلم فيه ود ملين ما بتفك حتى لو هنق حمار الوادي!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: Sidgi Kaballo)
|
عزيزنا مزاحم شوف يا مزاحم لو كلام جد، أن عايز أتعرف غاى فيصل فأناأشعر بأن لأبيه أفضال كثيرة علي وعلى المعتقلين، تعرف عم عجب ونحن في الشرقيات تشاجر مع أمباشي سيداحمد في طريقة تعامله معنا وطلب، وهو رجل كبير في عمره أن يحول لكركونات السور، وجاء لوداعنا ووصانا خيرا بأنفسنا، فسالناه ليه سايبنا، تعرف رده كان أيه "يا أولادي أناما بستحمل أشوفكم في الوضع ده وأسكت، أخير ابعد"! يا له من رجل عظيم ويحق لفيصل أن يفخر بأبيه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: Sidgi Kaballo)
|
الأخ أبو ساندرا شكرا لك وشكرا للأخ محمد سعيد. وكما قلت فقد كانت، ولا تزال لي، صدافات حميمة مع ناس اليم وسط. على أيامنا كان ناس الديم وسط يقولون أن غرعهم كان ضمن مناقشات قمة الإتحاد الثلاثي:ليبيا، مصر والسودان. وهذا كان قبل "الديم نقد وأنا مالي!" لا تتصوروا شوقي لجعفر عباس (وطبعا كان في أيامنا صلاثة جعافر نغرف بيتهم بالمهن: جعفر المحامي، وجعقر المدرس او الحلفوي والذي صار صحفيا وجعفر المراجع ودي من ديوات المراجع العام ومش التحريفي! وطبعا لو إتفتحت حأعرج على ناس نصرالدين وبيتهم الكان ملتقى للشباب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: Sidgi Kaballo)
|
الطارق مين؟ أنا قاسم أمين
أهلاً بالراي شيخ السراي أتفضل جاي أعمل لك شاي اللحظة معاك بتساوي سنين أديتني حواس وحماس ويقين كلمته الناس كم واحد قال أديتو حواس وحماس ويقين لأنك يابا نقابة وغابة وحس ربابه وغنا أطفال ودياليكتيك .........
تقرأ كتاب الزمني الجائي وتكشف سراً في ألأعماق وتنحت تنحت في الآفاق أنفاق .. أنفاق تشوف المدن اللسه مكانه تراب وخلا تشوف أهلا وهم لسه حنين في عيون عشاق الطبقة العاملة رعيته جنين هسع عملاق درع الوطن الواقي وباقي وحلم الناس المغلوبين أديتني حواس وحماس ويقين لأنك يابا نقابة وغابة وحس ربابه وغنا أطفال ودياليكتيك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: Sidgi Kaballo)
|
صدقي شكراً على هذا التوثيق المهم والضروري. هنالك حاجة لأنْ يكتب ويسرد من عاش تجارب إنسانية في فترة من تاريخ السودان الحديث عن تلك التجارب، للتوثيق،أولاً، ولتزويد الأجيال التالية بتجارب تستخلص منها الدروس المستفادة، ثانياً.
ربما تكون التقيتَ بدكتور مبارك حسن خليفة في مرحلة ما من تلك الفترة التي تتحدث عنها في كوبر، فمبارك، صاحب (ليلة المتاريس) كان أحد صُـنـَّـاع وشهود مراحل هامة في تاريخ السودان الحديث.
في يوم 20 أغسطس 2004 إلتقيتُ بالأستاذ مبارك حسن خليفة بمدينة عدن (اليمن) وأجريت معه لقاءاً ممتعاً لمدة تقارب الساعتين ونصف عن نشأته ومراحل تعليمه وأشعاره وصداقاته ومساهماته في الحياة السياسية أيضاً.
أفرد جزءاً من ذلك اللقاء هنا (حصرياً لهذا البوست) لصلةٍ لا تـخفى عليك، وأعتقد أنَّ سماع صوت مبارك وهو يتحدث يشي بالكثير والكثير وينقل المستمع معه إلى كوبر.
تحياتي إسماعيل
http://3aza.com/uploader/uploads/wardandmahjoubsharif.rm
Quote:
إسماعيل: فترة سجن أكتوبر وهي كانت مراحل كثيرة ولكن في فترة ما رافقك الأستاذ وردي . كان أيضاً نزيل في كوبر معكم. ممكن تحكي لينا عن الفترة دي وهل كان هنالك إبداع سواء كان من ناحية الكلمات أو اللحن بالنسبة للأستاذ وردي. مبارك: يعني أنا زرت كوبر مرتين، في كل مرة 6 شهور وعشرة يوم. كان في قانون إسمو قانون الاعتقال التحفظي، ما في محاكمة، 6 شهور وعشرة يوم تمرق. وممكن يرجعوك في اليوم زاتو. أنا دخلت مرتين، 72 و73. فعلاً كان في نشاط. كان بنعمل حلقات أدبية، نقرأ أشعار، نتكلم عن بعض الكتب. نـُـحي المناسبات البتم في الخارج، نحن نـُـحييها بالداخل ومحمد وردي كثيراً ما يُـحيي حفلات غنائية. وحتى كان في أنشطة أخرى مهمة جداً. عملنا مدرسة لتعليم من يحتاج إلى اللغة العربية، اللغة الإنجليزية. حتى كان المحامي سليم عيسى عبد المسيح يدرِّس اللغة الألمانية. وعملنا مدرسة بناظرها، شفتَ كيف، وقدرنا نفرض نفسنا على إدارة السجن، يدونا محل، يجيبوا لينا طباشير، وقعدنا ندرِّس لفترة طويلة وناس كتار جداً استفادوا من الجانب دا. كسرنا رتابة السجن بهذه النشاطات. إسماعيل:هل قام الأستاذ وردي بتلحين أي من أغانيه في السجن. مبارك: لا ما حصل. لكن من الطرائف، مرة جابوا ليهو أكل ملفوف في جريدة ويفتحها يلقى قصيدة التيجاني سعيد (قلت أرحل). ولحنها طوالي، شالها من الجريدة ولحنها. طبعاً كان معانا محجوب شريف وأمتعنا كثيراً بأشعاره. إسماعيل: كنت حأجي لأستاذ محجوب شريف. إسماعيل: يعني الأستاذوردي لحَّـن (قلت أرحل) في داخل السجن. مبارك: أيوة في السجن. مبارك: الغريبة لاقيت التيجاني سعيد في مشيتي السودان هسه وحكيت ليهو ولقيتو ما عارف الحكاية دي. إسماعيل: دا في 72/73. مبارك: 72. إسماعيل: ومحجوب شريف، هل تـذكـُـر إذا كان أنتج شعر في داخل السجن؟ مبارك: أنتج طبعاً. نحن كنا، مثلاً الواحد يُـطلق سراحه ونجي نودعوا، كنا نقول (أهلاً أهلاً بالأمجاد)، قام هو طوالي عمل (أكتوبر ديناميتـنا، أكتوبر ساعة الصفر ركيزة بيتنا)، وبقي البيـُـطلق سراحو نودعوا بالنشيد دا. ولحنه وردي. وعمل حاجات كتيرة. وبعدين نحن من كوبر رحلونا ودونا كسلا. في يوم من الأيام اكتشفوا إنو الناس الفي المعتقل كلهم مُـبَـعِـدِين من بعض والناس المستشفى العسكري كلهم أضربوا في يوم واحد. قاموا وزعونا. ودوا ناس شالا. وأنا وقع نصيبي في كسلا ومعاي محجوب شريف وحسن الترابي. إسماعيل: دا في 72/73؟ مبارك: 73، كنا عشرين واحد. ومعانا بدرالدين مدثر وعباس علي (الله يرحمه). كنا مجموعة.
|
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: Sidgi Kaballo)
|
الأخ مولانا المرفوت إسماعيل التاج شكرا على الطلة والكلمات الطيبة. وهانت كعادة القضاة تريد أن تقارن أقوال الشهود. وطبعا أقول كلام في صديقي الدكتور الشاعر مبارك حسن خليفة. دكتور مبارك أداك معلومتين خطأ. الأولى حول قوانين الإعتقال التحفظي على أيام نميري، فنميري لم يبدأ بتحديد المدة، ذلك أمر حدث بعد دستور 1973 والذي ألغى الإعتقال التحفظي جملة وتفصيلا وتم تصفية المعتقلات. وقد تعرضت لهذه المسألة في مقدمة مذكراتي فقلت:
"كان أول قانون يصدره نظام نميري ليبيح الاعتقال التحفظي غير المحدد بزمن هو الأمر الدستور الثاني الصادر في 25 مايو 1969 ثم جاء الأمر الجمهوري الرابع الصادر في أبريل 1970 الذي أعطى سلطات أوسع للاعتقال والمحاكمة. و أستمر العمل بالأمرين حتى 15 مايو 1973 عندما أقر دستور نميري المسمى بالدستور الدائم لعام 1973 وأطلق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وصدر قانون أمن الدولة لعام 1973 ولكنه لم يحتو أي مادة تسمح بالاعتقال التحفظي، ذلك أن النظام رأى أن يعدل قانون الإجراءات الجنائية فيضيف المادة 96 (ه) التي تسمح لوزير الداخلية أو مدير جهاز المن العام أو مدير جهاز الأمن القومي أن يعتقل أي شخص لمدة 10 أيام، على أنه يجوز لأي منهم أن يطلب من مجلس الأمن القومي أن يجدد اعتقال ذلك الشخص لفترتين طول كل منهما ثلاثة شهور وعند انتهاء الفترة الثانية يجب إطلاق سراح الشخص. وطبق هذا القانون حتى عام 1974 وكان الشخص المعتقل يعرف عند اعتقاله متى سيطلق سراحه فالفترة أقصاها 6 شهور وعشرة أيام ولكن تصاعد الحركة الشعبية والنهوض النقابي الذي تبع انتفاضة أغسطس 1973 وأستمر حتى انقلاب حسن حسين في سبتمبر 1975 جعل سلطة نميري تتلاعب بقانونها نفسه، فكانت تاخذ الشخص المعتقل من السجن لجهاز الأمن وتخبره بأنه أطلق سراحه ثم تعيد اعتقاله في نفس اللحظة وتعيده للسجن، فتقدم الأستاذ خليل ألياس وشخص آخر (اتحادي) بطلب للمحكمة العليا يطلبون فيه إبطال ذلك الإجراء ويطعنون في دستورية المادة 96 (ه) من قانون الإجراءات الجنائية، وبينما المحكمة تتداول في الأمر، حدث انقلاب حسن حسين، فاستغل نميري حدوث الانقلاب ليجري تعديلا في الدستور يبيح الاعتقال التحفظي ويلغي المادة 96 (ه) ويدخل الاعتقال في صلب قانون أمن الدولة وحافظ على سلطة وزير الداخلية ومدير جهاز الأمن العام ومدير جهاز الأمن القومي في اعتقال أي شخص لمدة عشرة أيام ثم سلطة مجلس الأمن القومي في تجديد الاعتقال لفترات غير محددة تبلغ كل منها ثلاثة أشهر. وأستمر العمل بقانون أمن الدولة حتى تم إلغاءه بعد انتفاضة مارس أبريل 1985."
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: Sidgi Kaballo)
|
ونواصل يا مولانا إسماعيل: أما المسألة الثانية فهي إعتقال مبارك، فأنا قد لقيت مبارك في المعتقل في عام 1971 ونقلت لشالا وتركته هناك. فإذا كان ما قاله مبارك صحيحا، فكبف ألتقينا في 1972 وأنا قد رحلت إلى والنجي ومت ثم إلى شالا في يتاير 1972 ولم أعد لكوبر إلا في يناير 1973 وهذه الصفحات عن تحويلي لكوبر من البوليس الجنوبي في الخرطوم وعمن وجدت في قسم السرايا: "بمجرد نقلي لكوبر أخضعت كغيري لتفتيش دقيق ثم صرف لي بطانيتين وبرش وكورة وأدخلت إلى السرايا من خلال باب صغير يضطر الشخص للإنحناء عند الدخول والخروج. دخلت السرايا فوجدت عدد كبير من المعتقلين من شيوعيين وديمقراطيين من مختلف الأعمار والمهن، محامين، سفراء، أطباء، زراعيين، إقتصاديين، أساتذة جامعة، موظفي خدمة مدنية، موظفي بنوك، مهندسين وعمال فنيين، ضباط سابقين في الجيش والبوليس، إذاعيين ومخرجي تلفزيون، صحفيين وكتاب وشعراء ونقاد، نقابيين وقادة شباب وناشطين سياسيين. وهذا ما دفع البعض من المزاح مرددا أن كل الجبهة (يقصدون الجبهة الوطنية الديمقراطية)، اصبحت في يد السلطة، بينما كانت المظاهرات في 22 يوليو تقول كل السلطة في يد الجبهة. وجدت عدد كبير من المعتقلين ممن أعرفهم من قبل: صديقي المرحوم مصطفى أحمد الشيخ، عبد الوهاب الشيخ وأخيه إبراهيم الشيخ وخليل ألياس وثلاثتهم من قادة إتحاد الشباب، محمود محمد مدني ومحجوب الشعراني والشاعر صلاح حاج سعيد والشاعر صلاح يوسف، وأستاذي الكبير فرانكو قرنق شقيق الأستاذ جوزيف قرنق الأكبر والذي درسني بالفاشر الثانوية والأستاذ الكبير عباس علي والأستاذ ياسر الطيب سكرتير رابطة المعلمين الإشتراكيين والأساتذة محمد سعيد القدال ومبارك حسن خليفة والأستاذ إسحاق القاسم شداد والأستاذ بدر الدين مدثر من قادة حزب البعث والأخ محي الدين يوسف وعبد المجيد بطران و عبد القادر الرفاعي والبروفسير علي محمد خير والدكتور فاروق محمد إبراهيم والأستاذ محجوب الحارث والمرحوم برير الأنصاري وشقيقه الأستاذ قريب الله الأنصاري والأستاذ حسن شمت والأستاذ حسنين حسني والذي كنت أعرفه من أيام النهود والسيد المرحوم محمد خلف الله والذي كنت قد تعرفت عليه قبل أسابيع قليلة من الإعتقال. وتعرفت في السرايا على عدد كبير لم أعرفه من قبل أو كنت اعرفه ولم أقابله من قبل مثل الأستاذ الكبير المرحوم عبد الكريم ميرغني الذي إمتدت علاقتي معه لما بعد المعتقل وتعلمت منه الكثير خاصة فيما يتعلق بتاريخ وأسرار الفترة الأولى من حكم نميري كما تعرفت عن طريقه على تمارين اليوغا والتي تعمقت فيها فيما بعد بمساعدة الصديق المرحوم الفاتح المواطن والأستاذ الكبير محمد محجوب شورة والدكتور الحارث حمد والأستاذ الرشيد نايل والأستاذ محمد ميرغني نقد والأستاذ إبراهيم الجزولي المخرج التلفزيوني االمدهش والأستاذ ذو النون بشرى الإذاعي المعروف وتعرفت على آل النور الذين أصبحت علاقتي معهم أسرية: أسامة عبد الرحمن النور صديق شقيقي الأكبر محمد وإبراهيم النور وقد اصبحنا أصدقاء من أول يوم إلتقينا فيه و المهندس صديق يوسف و المحامي عثمان يوسف وتعرفت على الأستاذ الكبير جلال السيد والدكتور خالد حسن التوم والأستاذ الفنان التشكيلي جرجس نصيف وتعرفت على الفنان الكبير محمد وردي والذي توطدت علاقتي به فيما سيأتي من حديث في حوش الطوارئ والأستاذ الفنان محمد الأمين والفنان إدريس إبراهيم والشاعر الكبير حدربي محمد سعد وشقيقه الأكبر الأستاذ أحمد محمد سعد. ولعل الإعتقال قدم لي خدمة كبيرة بالتعرف على شخصين ساعداني في الإلمام بطرف من تاريخ الحزب وهما الأستاذان صلاح مازري ومعلم الأجيال المرحوم عباس علي والمدهش النقابي سعودي دراج وأحمد عبدالله هلال وأبو الحسن بله الشاذلي والذي صار صديقي وصديق عائلتي والمرحوم عبد المجيد النور شكاك ذلك الرجل المتواضع صاحب القلب الكبير. وتعرفت على كمال كمبلاوي والمرحوم عبد الرحمن كمبلاوي والإقتصاديين فاروق كدودة وحمزة زروق وعبد المنعم عثمان. كما تعرفت على العم المرحوم الحاج عبد الرحمن القائد النقابي البارز والمرحوم العم محجوب سيداحمد والمرحوم علي الماحي والنقابي سليم أبو شوشة وعلى المرحوم عثمان جسور والنقابيين محجوب الزبير وفضل أحمد فضل. وتعرفت على السر تابر وأصبحنا أصدقاء رغم فارق العمر. كما تعرفت على إسماعيل المبارك وأصبحنا أصدقاء وأمتدت صداقتنا لما بعد المعتقل. كما تعرفت على المرحوم خليل أحمد علي الذي امتدت صداقتي له خارج المعتقل وتعرف على عائلتي وتزوج شقيقتي الصغرى فتحية. كما ألتقيت في المعتقل الأستاذ نور الهدى محمد نور الهدى وكان يتجول في الأيام الأولى بلبسه العسكري فقد كان متطوعا بكتائب مايو، وقد توطدت معرفتنا بعد ذلك بعد عمله في دار النشر بجامعة الخرطوم قبل أن يؤسس دار عزة للنشر بعد فصله تعسفيا من عمله أيام حكم الجبهة الإسلامية. وكنت ضمن أصغر خمس معتقلين طالب ثانوي من بحري يسمى حسن التوم و رمضان سعيد شقيق الجزولي سعيد وكمال وعبدالله عطية والذاكرة لا تساعد فمعذرة على المئات من المعتقلين الذين لم أذكرهم هنا. وبينما نحن في السرايا كان يتوافد علينا معتقلون جدد ولكن ثمة أربع معتقلين كان وصولهم موضوعا لإهتمام المعتقلين. وأول هؤلاء كان وصول المرحوم الأستاذ إبراهيم جادالله الوكيل السابق لوزارة شئون الجنوب والخبير والعالم في مجال الغابات. كان إبراهيم جادالله قد حاول الخروج من السودان عن طريق الشرق وقضى الليلة في إستراحة للغابات في سوبا ثم سافر إلى الشرق وقضى أياما ماشيا وهو مطارد وأضطر لتسليم نفسه قرب قلع النحل ونقل إلى القضارف ومن ثم بطائرة هليكوبتر إلى الخرطوم وكانت قصته مليئة بالمغامرة مما جعله ضيفا على المنتديات المختلفة بالسرايا. أم الشخص الثاني الذي كان حضوره موضوعا للإهتمام فهو الصدبق الخاتم عدلان، والخاتم دفعتي في الجامعة وتزاملنا في العمل القيادي في مجال الطلبة لسنوات عديدة وقد خضنا أول تجربة إختفاء في حياتنا السياسية سويا بعد ندوة شهيرة تحدثنا فيها في إتحاد طلاب جامعة الخرطوم بعد إنقلاب 16 نوفمبر، إنقلاب القصر الذي دبره نميري والمخابرات المصرية لإبعاد فاروق حمدناالله وهاشم العطا وبابكر النور من مجلس الثورة وإعتقال الأستاذ عبدالخالق محجوب والدكتور عزالدين علي عامر وسعاد أحمد إبراهيم وصلاح مازري وإحالة عدد من الضباط الشيوعيين والديمقراطيين للتقاعد ومن بينهم المقدم محجوب إبراهيم والعقيد محمد محجوب عثمان والرائد خالد الكد. وكانت تلك الندوة معلما بارزا في بداية الصراع العلني ضد إتجاهات مايو الديكتاتورية والقومية العربية وإتجاهات نميري للإنفراد بالسلطة. وقد إضطرنا للإختفاء داخل الجامعة لصدور قرار بإعتقالنا. ولم يتم إعتقال أي منا حتى إغلاق الجامعة بعد احداث مارس، غير أن الخاتم قد أعتقل في 30 مايو 1971 مع عدد آخر من الشيوعيين شمل الدكتور محمد سليمان وصلاح مازري ومحمد مراد وخالد حسن التوم. وكان الخاتم عدلان قد توجه لزيارة أهله بعد إطلاق سراحه بالجزيرة في 19 يوليو وفاجأه الإنقلاب المضاد وعودة نميري فسعى عبر محاولة فيها كثير من المغامرة الشجاعة أن يشق طريقه للخرطوم ولكنه حوصر مما أضطره لتسليم نفسه بمدني. وكانت قصة محاولته مثيرة وموضوع للسمر في السرايا. أما الشخص الثالث الذي كان حضوره للسرايا مثيرا فكان الزميل المرحوم مكي عبد القادر والذي أضطر لتسليم نفسه لصعوبات قابلها في تأمين نفسه فأختار في شجاعة نادرة أن يسلم نفسه بدلا أن يعرض الآخرين للخطر. أما الشخص الرابع فكان هو الأستاذ عبدالله علي إبراهيم الذي إضطرته ظروف مشابهة لتسليم نفسه بدلا من تعريض الآخرين للخطر. وقد كان لحضوره للسرايا أثر كبير في إثراء الحياة الثقافية والفنية في السرايا."
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: Sidgi Kaballo)
|
ونختم أقولنا يا مولانابقول الآتي: أما عن إعتقال 1973 فقد سبقني الدكتور مبارك إلى المعتقل غير أنا لم نلتق نسبة لترحيله إلى كسلا صباح اليوم الذي نقلت فيه أنا للسرايا وهاك هذه الصفحة من إفادتي يا مولانا وقارن الأقوال: "وكانت السرايا مليئة بالمعتقلين من إنتفاضة أغسطس (شعبان) فوجدت الشاعر كمال عووضة والأساتذة فاروق أبو عيسى وجلال السيد ومحمد عبدالله المشاوي المحامين والطلاب والشاعر عمر الدوش وكان طالبا بمعهد الموسيقى والمسرح وميرغني الشايب الطالب بكلية القانون جامعة الخرطوم وعبد السلام حسن الطالب بكية القانون جامعة القاهرة وتيسير مدثر الطالب بكلية القانون جامعة القاهرة وأنور فقيري الطالب بكلية الآداب جامعة الخرطوم وضياء الدين البدوي السنوسي وابو اليسر يونس الطالب بكلية الإقتصاد جامعة الخرطوم وعباس برشم سكرتير إتحاد طلاب جامعة الخرطوم وعدد من طلاب الأخوان وعدد من النقابيين. ولكني لم أقضي غير ليلة واحدة بالسرايا قضيتها في الأنس مع كمال عووضة وتم ترحيلي للمستشفى. وكان لذلك سبب طريف جدا. كما قلت في الفصل الأول كنت أثناء وجودي في السرايا أحمل كتاب وأذهب لجامع السرايا حيث الجو هادئ وأقرأ نهار اليوم. وبمجرد صحوي في اليوم الثاني حملت كتابا وذهبت للجامع، وبينما أنا مستغرق في القراءة، جاءني الأستاذ مشاوي وطلب مني أن أخرج معه وقال أن قادة الأخوان قد طلبوا منه ألا أدخل الجامع فأندهشت وقلت له بالحرف "ليه حق أبوهم، ده جامع السجن وهذا السجن له إدارة وسجانين، فهل أصبحوا سجانين". فسكت مشاوي وقال لي "ما عنديش رد وعلى كيفك" ولكن بعد قليل جاء عسكري يناديني وقال "عايزينك في العيادة" فقلت له "أنا لم أبلغ مريضا" فقال لي "مش عارف عمي الصادق قال نادوا صدقي كبلو" فذهبت وأنا أفكر أن عم الصادق مساعد الحكيم الذي أعرفه من إعتقالي السابق لربما أراد السلام علي عندما عرف بوجودي وتخصيص طعام خاص لي، وهو عادة يفعل ذلك مع المعتقلين، وعندما ذهبت سلم علي سلاما حارا وسألني عن أهلي ثم فجأة نظر إلى رقبتي وقال "شايف عندك بهق" فقلت نعم "قال لي "سأعطيك برهم ولكن يجب أن تستعمله في مكان نظيف ٍسأكتب لك دخول للمستشفى". فوافقت دون أن يخطر ببالي أن تلك خطة لإبعادي من السرايا بسبب الجامع ولم أعرف ذلك إلا بعد 13 عاما عندما قابلت عثمان عوض الله الذي كان مأمورا للسجن في ذلك الوقت بمدينة الأبيض وقد ذهبت لتدشين فرع المنظمة السودانية لحقوق الإنسان، وقد أخذني له الأستاذ خليل ألياس، الذي كان قد نقل لفرع بنك السودان بالأبيض، حكى لي عثمان كيف أن الأخوان إحتجوا لديه وقالوا إذا إدارة السجن لم تمنعني من دخول الجامع فهم سيمنعوني بالقوة، فقرر عثمان نقلي للمستشفى ودبر المسألة مع عم الصادق، دون أن يوضح للأخوان أنه أستجاب لطلبي. وقد ساعدني عثمان دون أن يدري فقد حماني بدخول المستشفى من الترحيل ثانية لشالا فقد تم ترحيل عدد من المعتقلين في اليوم التالي لشالا. وكانوا قد نقلوا في صباح ذلك اليوم قبل دخولي السرايا عدد آخر لسجن كسلا من بينهم أصدقائي محجوب شريف وعبدالعظيم حسنين والشاعر مبارك حسن خليفة والشيخ عووضة وكان بينهم أيضا حسن الترابي وآخرون."
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: Sidgi Kaballo)
|
Quote: وأخيرا عدنا إلى كوبر وفي كوبر بدأت الزيارات بمجرد وصولنا، وكانت أول الزائرات مريم محمود والدة محجوب شريف وكانت تلك الزيارة مسؤولة عن قصيدة محجوب العظيمة "يا والدة يا مريم"،والتي يقول فيها: يا والدة يامريم يا عامرة حنية أنا عندي زيك كم يا طيبة النية مشتاق وما بندم إصبري شوية والعسكري الساساق بين قلبك وقلبي هو البندم والدايرو ما بنتم |
يا والدة يامريم يا عامرة حنية أنا عندي زيك كم يا طيبة النية مشتاق وما بندم إصبري شوية يا والدة يا مريم ماني الوليد العاق لا خنت لا سراق والعسكري الفراق بين قلبك الساساق وبيني هو البندم والديرو ما بنتم ياوالده يا مريم ما بركب السرجين وماني زول وشين يا والده دينك كم دين الوطن كمين ما شفتي ود الزين الكان وحيد أمو ماليله كان العين قالولو ناسك كم ورينا ناسك ورين ورينا شان تسلم العودو خاتي الشق ما قال وحاتك طق تب ما وقف بين بين لموتو إتقدم وأنا ما بجيب الشين أنا ما بخت الشين أنا سقوني الدم يما السجن مليان رجاله ما بتنداس الشالو هم الناس والفات وليدا ليه ما مسكو الكراس ما سمعو بتكلم ما نحنا عود الفاس فرسان حمى وحراس في الحاره نتحرم عشم القدر ما كاس ما لاقى بيت يتلم عشم الطواه الجوع المتعب المعدم ما تقولي شن سويت ما تبكي ما سويت إلا البطمن ناس بهمهم حسيت حارس مع الفرسان حارس بلدنا البيت أخواني علو السور وأنا طوبه ما ختيت ديل من زمن تاتيت لامن كتبت قريت وعرفته ياما يدر يمه اللبن والزيت الكسرة والكراس لقشة الكبريت وتقولي جيدا جيت يا وليدي جيدا جيت راجع مع الفرسان فايت الحدود واسيت وتغني يا مريوم لينا وتجري النم والعسكري الفراق بين قلبك الساساق وبيني هو البندم والدايروا ما بنتم ياوالده يا مريم
ود الزين: الشهيد: العقيد محمد أحمد الزين - أعدم في يوليو 1971
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محجوب شريف شاعر الصمود بلا منازع: صفحات من مذكراتي (Re: Sidgi Kaballo)
|
الاخ العزيز الدكتور صدقي كبلو... تحية وموده... شكرا لإشراكنا في هذه الذكريات التي قليلا قليلا تربط الحلقات بعضها ببعض من تارخ النضال الغير مكتوب التحية والامنيات بكامل الشفاء للشاعر محجوب شريف... في معرض سردك ذكرت من نزلاء سجون نميري
العم المهندس صلاح مازري أطال الله في عمره أتمني من العلي القدير أن يواليه بالشفاء..... أيضا في معرض ردك علي عضو البورد طارق إسماعيل.... Quote: الأخ الدكتور طارق اسماعيل شكرا لك أيها المناضل الصلد، والحقيقة يا طارق: إنتو ثلاثة دكاترة أتعبتونا تعب أيام عملنا في حقوق الإنسان: دكتور مأمون ودكتور سراج وإنت، غايتو حقي في التعب أكتبوا لي روشتات ولا إجازات مرضية عشان أرتاح لي يومين.
|
وطبعا إنت تعني الدكتور الجراح طارق إسماعيل حميده ... و علي حسب علمي طارق إسماعيل عضو البورد ليس هو د. طارق إسماعيل....
و أنا متابعه معاك... مع مودتي مهــــا بشير
| |
|
|
|
|
|
|
|