دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
واصل يا هشام من المهم جدا ان نذكر الناس بتلك الايام السوداء وبماذا فعل تتار السودان فى السودان والسودانيين ومن المهم جدا ان يعرف الذين يؤيدون الانقاذ بالباطل كيف فعلت الانقاذ الاسلاميه التى تدعى الطهر ومكارم الاخلاق فى الناس الابرياء .
ومن المهم جدا ان نقض مضاجعهم ونقلق نومهم
ومن المهم جدا ان نكتب لكى لا ننسى
ومن المهم ان نوثق ونملك الاجيال القادمه حقائق الاسلاميين لانهم يرانون على اننا فاقدى الذاكره وان الشعب كله بلا ذاكره .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
الاخوان د.ياسر الشريف ود الزين طلحة السيد عادل عثمان نصار مرتضى جعفر مبيوع حسن يوسف
لكم الشكر على المؤازرة ويا علدل عثمان دهشت جدا عند فتح الرابط الذى اورتده شكرا مرة أخرى.
مرتضى جعفر سعيد جدا ان كتابة تجربتى استدعت تجربتك و سوف اكون سعيداكثر لو استدعت كتابة آخرين من لهم تجارب مماثلة.
بالتاكيد سوف اواصل الكتابة. إنتظرونى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
الأخ هشام
مصادفة غريبة ... و هذه المصادفة إستفزتني هذه المرة.. تخيل يا أخ/هشام كنت في إجازتي الصيفية قبل هذا التاريخ الذي ذكرته بحوالي شهر و صادفتك في منطقة مجاورة لتقاطع شارع عثمان دقنة مع شارع الجامعة.. ولم يطل اللقاء.. وتخيل صادفت منو بعد داك؟؟؟؟ الشهيد/د.علي فضل ، و كان ذاهبا لوزارة الصحة لإقناع وكيلها أو مساعده : لا أذكر بالضبط؟؟ المهم ذكر لي إسم د.خيري و كان المرحوم في حالة زهج شديد لأنه سوف يقابل هذا الرجل لإقناعه بمد فترة الإجازة الدراسية له، حيث كان يحضر للماجستير في طب المجتمع ، وكانت تلك الإجازة الوحيدة التي لم نلتق بها،و أوصلوا لي رسالة بأنه مشغول ولا يمكن أن تقابله. حكيت هذه الحكاية قبل عام في مناسبة إجتماعية بالإمارات، و عندما ورد إسم الدكتور/خيري ضمن حديثي ، كان له قريب في الجلسة ، ولم أشعر بالحرج؟ و واصلت حديثي وأبديت حنقي على ذللك الجيل من رجال الخدمة المدنية ، و خاصية الذين يمارسون نفس مهنتك، ولكنهم بيروقراطيون ، ومضرون؟ ولا يقدرون ، ولا يعلمون بالحاصل خارج دائرتهم.... كنت أتمنى أن تطول مشاركتي ولكن..!!!
يوسف إدريس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
الاخ هشام تحية طيبة اود ان عبر لك عن اعجابي بكل ما تكتب ومتابعتي له بتقدير كبير وانا سعيد بزيارة داركم اليوم في اول مداخلة لي معكم واشكرك علي هذا التوثيق وامل ان يحذو بقية الشرفاء حذوك بتوثيق تجاربهم حتي تعلم الاجيال القادمة والحاضرة كل تفاصيل ما جري في تلك الليلة وما تلاها لان في ذلك دروسا وعبرا ولدينا الان جيل كامل تربي في ظل وطن كل مافيه مزيف واصل هذا السرد التاريخي لانني حريص علي ان يعلم اطفالي حقيقة الاحداث يرويها ابطالها. ولك محبتي يحيي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
الاخ يوسف ادريس
حمد الله على السلامة يا رجل واتمنى ان اراك قريبا نعم اذكر ذلك اليوم فقد كان من اواخر ايامى فى الحرية ولكننا نحس بانفسنا اقزاما امام شخصيات كعلى فضل الذى قدم روحه فداء لوطنه. التحية له مع الخالدين.
منى خوجلى
شكرا على المؤازرة واتمنى ان يقوم كل صاحب تجربة مماثلة بالكتابة حتى نوثق ما حدث لفائدة الجميع.
فيصل محمد عثمان
شكرا على روح التضامن العالية هذه.ارجو منك توثيق تجربتك فى هذا البوست
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام هباني)
|
الاخ هشام المجمر تحياتى . قطعا ساقوم بكتابة تجربتى مع الاعتقال , واعتقد ترتيبى سيكون الثالث بعدالاخ مرتضى جعفر , وارجو ان يلحق بنا بقية الاخوان. الصديق خال العيال, نحن حتى الان بنفتش فى سائق التاكسى الذى تركت معه (البتاع), المرة الجاية ما تخمنا زى المرة الفاتت فى انتظارك,لك احترامى وتقديرى.
ز
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
الباشمهندس هشام تحياتي الحارة لك التحية وأنت تقوم بتوثيق تجربة اعتقالك جميل هذا السلوك . تستحضرني مقولة للأديب منيف في روايته الخالدة (الان هنا او شرق المتوسط مرة اخري) حوار بين طالع العريفي وعادل الخالدي بطلي الرواية . يقول طالع أن المهم أن تكتب . فبالكتابة وحدها يمكننا هذيمة السجن والسجان والبهلوان والصنم . اكتب لان تجربة لان التجربة تستحق وجناتها ماذالوا يقدلون في شوارع البلاد اكتب لنطوق جيدهم بجهنم الذاكرة .
شكراً هشام وعلي الاصدقاء /ت الذين انضجت الجبهة الاسلامية ظهورهم واجسادهم بالتعذيب أن يشرعوا في الكتابة الان الان وليس غداً .
خضر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: Salwa Seyam)
|
الاخ الكريم هشام المجمر
اولا: الحمد لله على سلامتك من جلادى حكومة الانقاذ، ربنا كتب ليك عمر جديد
ثانيا: كما ذكر الاخوة لا بد من محاصرة عصابة الانقاذ الحاكمة منذ 1989 يونيو ومن خرج
منهم للمعارضة بقيادة كبيرهم الذى علمهم السحر الشيخ الترابى،و يجب الا تنطلى حيلة
المعارضة التى يتمنون ان تنجيهم من حساب الدنيا.
ثالثا: علي كل من عذب- وما زال حيا- البدء فى التحضير لرفع دعاوى قانونية ضد من قام
بتعذيبه وضد المسئولين الذين سمحوا بتلك التجاوزات لحقق الانسان،وكذلك على اولياء من
قتلوا جراء التعذيب فى بيوت الاشباح.
يمهل ولا يهمل!
تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
عندما وصلنا منزل السر باشاب و بدأت السيارتان في التوقف قفز ثلاثة من الجنود الأربعة و قاموا بإحاطة المنزل من ناحية السورين الذين يفصلانه عن الشارع للتأكد من عدم فرار المطلوب عن طريق القفز على السور كإجراء احترازي رغم أنى لم أسمع بمعتقل سياسي سوداني استعمل هذه الطريقة لأن الغالبية تذهب بثبات لمعتقلاتها.
طرق الضابط على الباب وكان عيسى يقف على بعد نحو أربعة خطوات من الباب وقد تمكنت من رؤية وجهه في تلك اللحظة على ضوء عمد إنارة الشارع فقد فلتت من يده العمة التي كان يخفى بها جزء من وجهه.
أعاد الضابط الطرق مرة أخرى. هذه المرة كان بقوة أكبر لأن من كان بالداخل تأخر في الرد ربما لاستغراقهم في النوم.
فتح الباب شاب مربوع القامة مستدير الوجه كان يرتدى جلبابا و طاقية تبادل حديثا سريعا مع الضابط ثم مع المرآة التي كانت تقف خلفه التي تبين لي فيما بعد أنها زوجته و إنها جزعت بعض الشئ عند حدوث الاعتقال رغم تحضير زوجها لها. قلت للسر و نحن في سجن بور سودان نتبادل الحديث عن تلك الليلة عندما قال لي أنه اضطر أن يكلم زوجته ببعض الشدة و يذكرها بما قاله لها سابقا عن احتمال اعتقاله : ماذا كنت تتوقع من عروس لم يتجاوز زواجها العام الواحد؟ يعتقل زوجها أمامها في تلك الساعة المتأخرة و هي وحيدة في المنزل؟ أحمد لها أنها تماسكت ولم تصرخ ولم تبكى.
لم يسمح الضابط للسر باشاب بدخول المنزل مرة أخرى تماما كما حدث لي ولكن السر كان مقارنة بي و بالمعتقل الآخر مهندما بعض الشئ.
عندما صعد على العربة قال بصوت قوى السلام عليكم رددت عليه التحية و قد كانت بعينيه لمعة قوية تدل على قوة التصميم والإرادة و الجرأة التي لا حدود له.
بعد أن تحركت العربة سأل السر الجنود : إنتو مودننا وين فلم يجبه أحد.
واصلت العربة طريقها في أزقة أم درمان وتوقفت أمام منزلا آخر. تم الاعتقال هذه المرة بنفس الطريقة غير أن الذي فتح الباب شخص آخر غير المطلوب و ذهب للداخل لإبلاغه. مرت بعض الدقائق قبل أن يظهر المعتقل الذي تبين أنه آخر مطلوب لهذه الحملة في تلك الليلة.
في انتظار قدوم سيد عيسى المحامى ( المعتقل الأخير) من الداخل اسند الضابط يديه على العرب قرب السر باشاب الذي فاجأه بالسؤال انتو مودننا وين؟ ابتسم الضابط قائلا: ماشين نفسحكم. ونفسحكم هذه بلغة العساكر تعنى ماشين نعدمكم. رد عليه السر باشاب بقوة: والله انتو ما تقدروا تفسحوا ناموسة. قال له الضابط: انت عامل فبها راجل طيب لمن تجى ساعة الفسيح ورينا شطارتك. فقال له السر: على الأقل بنكتل لينا بواحد أتنين منكم قبل ما تكتلونا كدي جربو.
وكان حديثه هذا مع الضابط مثار دهشتي فقد كان ينم عن كثير من الشجاعة والصلابة مقارنة بي فلم أفكر أن أسأل هذا السؤال بل كان كل فكرى منشغلا بوالدي وصحته المعتلة.
في هذه اللحظة خرج سيد عيسى لابسا بنطلونا و قميصا ويحمل في يده هاندباق به حاجياته. يبدو انه كان مستعدا جيدا لمثل هذا الموقف وعلمت فيما بعد أنه أعتقل عدة مرات في زمن المشير الأول نميرى.
بعد ظهور سيد عيسى وركوبه معنا على العربة لم يواصل الضابط الحديث المثير مع السر باشاب و تحركت العربتان . هذه المرة كان الاتجاه نحو الخرطوم. كنا في العربة أربعة من المعتقلين: ود الحورى: الخطوط الجوية السودانية، هشام طه المجمر مهندس بالهيئة القومية لمياه المدن وعضو باللجنة المركزية لنقابة المهندسين ، السر باشاب بنك الخرطوم وعضو نقابة البنوك و الأستاذ سيد عيسى المحامى وذلك تبعا لترتيب الاعتقال.
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: حسام يوسف)
|
Quote: السر باشاب بنك الخرطوم وعضو نقابة البنوك |
الأخ العزيز هشام المجمر، شكرا لهذه الكتابة التي أثارت لدينا الشجون. فقد كان المناضل السر باشاب زميلاً لنا في بنك الخرطوم وإن كنا حديثي عهد بالبنك حينها ولكن جمعتنا معه المواقف نفسها من النظام الحاكم، فلك وله ولكل المناضلين أكرم تحية. وقد كان لي شرف التعرض للإعتقال مرتين وخمسة من زملائي وزميلاتي من بنك الخرطوم بسبب مواقف داعمة للزملاء المعتقلين لأسباب سياسية ومحاولة تسويتهم بمن فصلوا لأسباب أخلاقية في محاولة بائسة من النظام للإساءة للمعتقلين لأسباب سياسية وعزلهم وعزل أسرهم، بالإضافة لخلافات مستمرة مع نظام الجبهجية ورموزه في بنك الخرطوم وخارجه إنتهت باستقالتي من العمل.
وفي إنتظار المزيد من التفاصيل.
العوض أحمد الطيب كمبيوتر بنك الخرطوم فرع الجمهورية (سابقاً)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
الاخ العوض الطيب
انا نفسى أثيرت عندى الشجون فتلك ايام رغم صعوبتها شهدت نضالا جبارا ضد سلطة مستبدة حاكت فى استبدادها اشد الانقالابات هولا على الناس وهى انقلابات امريكا اللاتنية.
شكرا على دعمك للمعتقلين الذى تسبب لك فى الاعتقال وقد كان هذا ديدن كثير من الشرفاء وقد توفرناعلى بعضهم فى بورسودان ساعدونا ومدونا بإحتياجاتنا حتى إعتقلوا هم أنفسهم وسوف اقوم بذكرهم فردا فردا فى هذا البوست.
لك التحية الطيب العوض وربنايكتر من أمثالك
سارى الليل
شكرا على المرور ورفع البوست
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
المهندس المناضا هشام أرجو أن تستمر في الكتابة فأنت تكتب تاريخاواجب التسجيل، ورغم وجودي في الخارج وعدم إعتقالي بواسطة نظام الجبهة فقد بدأت أكتب مذكراتي عن فترات إعتقالي أيام نميري وذلك تنفيذا لوعد وعدته لصديقي الراحل الخاتم عدلان. كنا نتابع إعتقالاتكم وننشر أخبارها وننظم حملات التضامن معكم وقدلعبت منظمات مثل أفريكا ووتش، هيومان رايتس ووتش، آمنستي، المنظمة السودانية لحقوق الإنسان، ونشرة سزدان أبديت دورا كبيرا في تلك الفترة في فضح الإعتقالات والتعذيب وتوصيلها للجنة الأمم المتحدةلحقوق الأنسان وهذه أيضا تحتاج لتوثيق. ِكرا لك وفي إنتظار شهادتك للتاريخ وشهادات آخرين.
صدقي كبلو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: Sidgi Kaballo)
|
(ابديت دورا كبيرافى تلك الفترة فى فضح الاعتقالات والتعذيب وتوصيلها للجنة الامم المتحدة لحقوق الانسان وهذه ايضا تحتاج لتوثيق)!!!!!!!!! لاتنسى عند التوثيق الاشارة للمعلومات الكاذبة التى نقلتها عننا بسؤ قصد للسلطات السويسرية,انا حقيقة لا ارغب فى جر البوست لغير اهدافه لكن ايضا لن اتركك تستعرض بطولات انت برى منها برائة الذئب من دم ابن يعقوب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
العزيز هشام
حاولت الصمود وعدم التداخل حتى تنـتـهي من السرد ولكني انهزمت أمام تداعي الأحداث.
أضف صوتي إلى من سبقوني بأنَّ التوثيق مهم لمثل هذه الأحداث ولفترة حالكة في تاريخ السودان الحديث. ولقد بـدأ العزيز ود الزين في نثر ذكرياته/مذكراته في تداخلات هنا وهناك فليته يعمل على تجميعها في مكان واحد.
من ضمن ما استـوقفني في سردك هـو توقيت الاعتقال المصحوب بخلق مناخ من الخوف والهلع في الضحايا وأسرهم. أيضاً هنالك عامل الجبن الذي يتسم به المرشد الذي يدل العساكر على الضحايا. دومـاً هم كذلك من الجبن بمكان.
Quote: طرق الضابط على الباب وكان عيسى يقف على بعد نحو أربعة خطوات من الباب وقد تمكنت من رؤية وجهه في تلك اللحظة على ضوء عمد إنارة الشارع فقد فلتت من يده العمة التي كان يخفى بها جزء من وجهه . |
الشهادات الحية مهمة ليس للتوثيق فقط بل أيضاً لمساءلة مرتكبي تلك التجاوزات وتعويض الضحايا وأسرهم التعويض المناسب.
وتحية لك وللصديق ود الزين ومرتضى جعفر ولكل من صمد أمام آلة القمع الإنـقـاذية.
وأتابع بإهـتمام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
الاخ صدقى كبلو
الشكر الكثير لك و أوكد لك لولا العمل العظيم الذى قمتم وقامت به المنظمات الدولية فى الخارج لتمادى النظام فى قهره للناس فهم يخافون ولا يختشون.
اسماعيل التاج
شكرا لك على المؤازرة و سوف أواصل نشر هذه المذكرات فقط اعيد الآن ترتيب بعض اوراقى و قريبا سأستكمل ما تبقى.
تاصر البطل
لقد ذكرت ان أبى رحمه الله حمد الله كثيرا أنهم سوف ياخذوننى لكوبر وقلت انى لم أعرف لما فعل ذلك حتى تواترت لنا اخبار التعذيب الشرس و الوحشى الذى طال المعتقلين بعد ذلك ولم يوفر احدا كبيرا كان ام صغيرا. نحن لم نعذب ولكنا تعرضنا للإعتقال الطويل بدون محاكمة أو حتى تحقيق وهذا الاعتقال الذى لا تعرف له نهاية حتى تسمع اسمك له آثار لا يعرفها إلا من تعرض له. عموما أحى من هنا كل من صمدوا فى زنازين و مراحيض بيوت الاشباح وسوف اروى ما حدث لمعتقلى بورسودان كما ذكرت سابقا فى حينه و هو مروع فقد تفنن هؤلاء الزبانية مرضى النفوس فى تعذيب ابناء شعبنا. يوم الحساب لابد لآت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: بكرى ابوبكر)
|
اخي الفاضل هشام المجمر
واصل التوثيق يا اخي
هذا البوست جعلني اتسمر للشاشه واتناول افطاري بلحات امامه
كم يوم وانا اراه امامي وام اقوى على فتحه واليوم فعلت!!!!!!!
صرخة اختك احسستها طلعت من ضلوعي
قادتني الذكريات لاحداث 71 والاعتقالات التي طالت الجميع
ومنظر العسكر وهم يدخلون منزلنا حاملين ملابس ابي وطلبوا غيارا له!!!!!!!!
لازلت مندهشه لماذا خلعوا ملابسه ولماذا ابقوه بملابسه الداخليه حتى يأتي الغيار
وكان قد اعتقل من مكتبه ولم يهن عليهم ان يذهبوا به لبيته حتى يغير
وكان لابد ان يستمتعوا بساديتهم برؤية الفزع في عيون صغاره
عندما يحضروا لنا في موعد عودته من المكتب ولكن بدلا عن
حضوره الحبيب اتتنا ملابسه ولم نستوعب شيئاوقتها
وكان احساسنا ان ابي مات.
وعلى فكره المسافه من مكتبه لمنزلنا اقل من واحد كيلومتر!!!!!!!
واصل يا اخي
كلنا اذننا مصغيه.
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
الاخ عماد شمت
شكرا. أقتراحك بتسجيل تعديات الانقاذ فى كتاب واحد إقتراح جميل. إنهم الان يحاولون التشدق بأن السودان اصبح حرا و ديمقراطياتحت قيادة نفس الاشخاص الذين مارسوا تلك الجرائم بحق شعب السودان. نقول لهم أن الجرائم ضد الانسانية لا تسقط بالتقادم. مها طال الزمن و شعرتم بالامان و أطمأنيتم لنسيان ما فعلتم نحن لن ننسى ويوم الحساب بيجى.
الاخ بكرى أبو بكر
تصوم وتفطر على خير وكل سنة وإنت طيب الحمد لله الذى وفقنى هنا و فى سودانيز أون لاين على توثيق ذلك الحدث الهام والمحورى فى حياتى.
مع إن الكتابة حول هذا الموضوع صعبة وتطلب الدقة إلا ان تضامن الناس و خاصة زملائى فى البورد شجعنى اكثر على المضى قدما و كان بلسماسحريا أزاح بعض ما علق فى دواخلى من احداث ذلك الزمن وما تلاها من احداث فى تاريخ السودان.
الشكر لك للرغبة فى توثيق البوست مجددا وسوف اخطرك عند حلول نهايته.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
الاخ حيدر بدوى
شكرا لك على المؤازرة و سوف أستمر فى تسجيل و توثيق تلك الاحداث لأجل التاريخ.
الاخ سعد الدين عبد الرحمن
رمضان كريم
اعتذارك مقبول يا سيدى ولو أنى لا أذكر أنك هاجمتنى فى أحد البوستات. لقد عاهدت نفسى عند الانضمام لهذا المنتدى على فعل ما ينفع الناس ولكن حتى هذا الفعل ربما يجلب معه بعض الاخطاء التى هى من صميم الطبيعة الانسانية.المحك هنا هو الصدق مع النفس و الناس بعدها الاخطاء ملحوقة. لك الشكر على الكلام النبيل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
الاخ هشام تحياتى . ( عبد الباقى حيدر) الاسم الصحيح عبد الباقى عبد الحفيظ الريح. الرجل كان له مع آخرين فضل تاسيس المجموعة السودانية لضحايا التعذيب, والارتقاء بها لمصاف النظمات الجادة العاملة فى مجال مناهضة التعذيب, وبجهوده الخاصة والخارقة استطاع ان يوفر لها الدعم المادى والمعنوى من منظمة الامم المتحدة , وبعض المنظمات العالمية العاملة فى مجال مناهضة التعذيب وحقوق الانسان. له ولك التقدير والاحترام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
بعد اعتقالنا بحوالي أربعة أيام زار المعتقلين العقيد مارتن ملوال الذي كان عضوا بمجلس قيادة الثورة و كان طويل القامة وبدا انه كان مزهوا ببذلته العسكرية التي تم تمييزها ب" ازبلايط" احمر عليه الرتبة مما يشير إلى عضويته بمجلس قيادة الثورة. كان يرافق العقيد كبار ضباط السجن وتم تبلغينا بزيارته بعد الإفطار مباشرة فاصطفينا لمقابلته. بعد السلام طمأننا العقيد أن اعتقالنا كان إجراء احترازيا و سوف يطلق سراحنا قريبا بعد زوال الأسباب التي أدت إلى ذلك و كانت قريبا هذه بالنسبة لبعضنا ( وأنا منهم) تعنى قضاء عشرين شهرا في المعتقل.
أذكر واقعة طريفة حدثت أثناء هذه الزيارة فقد وجه كمال الجزولى المحامى (الذى كان واحدا من الذين اعتقلو ا عقب الانقلاب بمدة قصيرة) سؤالا مفاجئا للعقيد مارتن ملوال عن ما إذا كان عضوا بالجبهة الإسلامية القومية التي قامت بالانقلاب. فأجاب العقيد مارتن:
Have you ever heard of a Muslim brother who's name is Martin
فقال له كمال الجزولى بسرعة:
No, but I have heard about a Muslim brother who's name is Abdalla Deng Niyal
وهنا ضحك الجميع و غادر العقيد مارتن المعتقل بسرعة. وقد غادر أيضا بعد فترة وجيزة و في ظروف غامضة مجلس قيادة الثورة الشئ الذي أثار حوله الشائعات.
قبل ترحلينا لبورسودان بيومين تواترت أنباء عن تكوين تجمع يضم كل الأحزاب السودانية و النقابات المهنية وقد كان هذا الخبر مصدر فرح وبشارة للمعتقلين فقد كان الكثيرون منا يعتقدون أن تكوين مثل هذا التجمع ومقارعته المنتظرة للنظام كفيلة بإسقاطه و القضاء عليه خاصة بعد ورود أخبار عن مفاوضات بين الأحزاب المشاركة في تأسيس هذا الكيان و الحركة الشعبية لتحرير السودان للإنضمام للتجمع.
كالعادة كان عمل التجمع النقابي يسبق عمل الأحزاب السياسية وذلك بسبب المقدرة على الحركة وسط القاعدة الجماهيرية للنقابات في حين أن قدرة حركة الأحزاب السياسية السودانية وسط الجماهير محدودة جدا بل تكاد تكون معدومة عند البعض.
وسط التجمع النقابي كان الحديث عن اعتماد سلاح الإضراب السياسي العام المجرب والذي أدى لإسقاط حكمي الفريق إبراهيم عبود في ثورة أكتوبر عام 1964 م و المشير جعفر محمد نميرى الذي أطاحت به انتفاضة ابريل 1985م. وقد استخدمت النقابات فعلا هذا السلاح ضد حكومة الإنقاذ في أواخر العام 1989 م. كان التجمع النقابي يعتقد أن مرور الزمن لمصلحة الجبهة ونظامها الحاكم و خاصة أن التجمع بدأ يفقد ابرز ناشطيه إما بالاعتقال أو التشريد فقرر ترجيح كفة الإسراع بالإضراب على حساب جودة التنظيم ولكن ميزان القوى كان أصلا مختلا ففشل الإضراب فشلا ذريعا بسبب سوء التوقيت بالإضافة إلى أن استخفاف عام كان يسود الجميع بقوة الخصم الذي ينافحونه ومقدراته التنظيمية العالية على المناورة في مثل هذه الظروف بسبب الوجود الجماهيري للجبهة الإسلامية وسط قطاعات المهنيين وهو وجود لم يكن الاستهانة به عملا حصيفا . سبب آخر زاد من تقليل فاعلية الإضراب وهو وجود كوادر سرية للجبهة الإسلامية زرعت منذ زمن طويل وسط هذه النقابات و هو ما درجت الأحزاب السياسية في السودان بتسميتهم ب" الغواصات". هذه الكوادر السرية علمت بتحركات كان من المفترض أنها غاية في السرية فأحبطتها الجهات الأمنية كما أغارت على اجتماعات مهمة سبقت الإضراب و حصلت على وثائق تنظيمية مهمة مما أسهم في البداية المهلهلة للإضراب.
هذا بالإضافة إلى أن الجبهة كانت قد احتاطت فعلا لمثل هذه الأحداث و دربت كوادرها على إدارة مرافق الدولة الحيوية بالحد الأدنى الذي يضمن استمرارية النظام. ومن حظ الجبهة الإسلامية أن ذلك السيناريو قد تمت تجربته فعلا في عهد حكومة الوفاق الوطني عند إضراب المهندسين المطلبي في العام 1987 فقد أرسل مبارك الفاضل و كان وقتها وزيرا للطاقة عدد من كوادر الجبهة الإسلامية للإشراف على ضمان تشغيل محطات الكهرباء و المياه أحد أهم المرافق في السودان.
أورد ملاحظاتي هذه رغم أنى كنت في وسط المراحل الأولية للإعداد لهذا الإضراب عند اعتقالي وكانت لي نفس الوجهة التي توجهها التجمع النقابي فيما بعد حينما قام بتنفيذ الإضراب و الذي تم على يد العديد من الشجعان من المهنيين و النقابيين الوطنيين الذي نازلوا النظام الحاكم في أوج استبداده.، وكان نضالهم في ذلك الزمن ولا يزال رصيدا مضيئا للحركة الجماهيرية السودانية.
لكننا يجب أن ننظر لتلك لأحداث بعين ناقدة حتى ولو كنا من صناعها وذلك حتى نأخذ منها الدروس والعبر وخاصة قد مر نحو 16 عاما على هذا الحدث الجلل و الذي تسبب فشله في إعطاء الجبهة الذريعة في التسريع بإعتقال و تعذيب الآلاف من أبناء شعبنا الشرفاء من المهنيين و الموظفين و العمال.
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
الاخوة المتابعون والمتداخلون
أعتذر عن الانقطاع المؤقت وذلك بسبب نزلة برد جامدة حبتين اضطريت أن الزم معها الفراش و سوف أعاود حالما اشعر ببعض التحسن لكم الشكر.
الاخ بدرى الياس
شكرا على هذه المداخلة القيمة
الاخ نيوسودانى
شكرا.
فى إعتقادى اننا لو كنا نريد التغيير فيجب عليناالبدء بالنقد الذاتى و إعادة قراءة الكثير من الاحداث.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
الأخوة المتابعون و المتداخلون
تمثل الحلقة القادمة والتي سوف أنشرها قريبا نهاية الحالات التي تحكى عن السبعة أيام الأولى لاعتقالي و التي قضيتها بقسم المديرية بسجن كوبر .
الجزء الثاني من قصة الاعتقال يحاول رواية الأحداث الرئيسية و شكل الحياة التي عشماها و الناس الذين عايشناهم عندما تم ترحيلنا لسجن بورسودان.
لكم الشكر على حسن المتابعة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
محسن خالد
انت الكلامك كلو حلو فى حلو.
وشكرا على كلماتك الجميلة و تشجيعك لكن قصة ننفاسك فى الراوية دى قصة بعيدة. إنت بتجيب الكلام من بطن أمو وبعد مرات قبل ما يلدوهو. عرفة ومهارة زى دى حقتك براك. انا بس بحاول تسجيل ما حدث للتوثيق مع جعل اللغة مقبولة للقاريء.
لك الشكر مجددا يا ود يا جميل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
بدا كل شيء عاديا في اليوم السابع للاعتقال . قمنا مبكرا للتمام رجع البعض للنوم و البعض الآخر فضل التسامر حتى حلول وقت شاي الصباح. تناول المعتقلون الشاي في مجموعات كما هي العادة وبدأت بعض مباريات الشطرنج والطاولة فبين محبي هاتين اللعبتين يظل التحدي دائما قائما و ملتهبا.
نودي في المرضى من المعتقلين أن اخرجوا فخرجوا وكانوا حوالي خمسة. بعد الفطور عاد المرضى من وحدة العلاج أو المستشفى كما يطلق عليها المعتقلون و هي في الحقيقة وحدة علاج وغيار صغيرة . الفرق أن بها أسرة لو استدعت حالة السجين المريض حفظه للمراقبة.
الخروج للمستشفى كان يعنى للمعتقلين العودة ببعض الأخبار وخاصة السياسية منها ففي المستشفى يمكن مقابلة المعتقلين من الأقسام الأخرى و خاصة قسم المعاملة الذي كان يوجد به قادة الأحزاب السياسية السودانية: السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة و مولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي و السيد محمد إبراهيم نقد السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني والشيخ حسن الترابي المعتقل كما أراد هو لنفسه وذلك إمعانا في تمرير كذبة أن الانقلاب تم بواسطة ضباط قوميون في القوات المسلحة لا يتبعون لأي حزب.
كانت أخبار ذلك اليوم مقلقة لكل المعتقلين فقد علم من مصدر مسئول في السجن أن هناك ترحيل لسجني بورسودان وسواكن سوف يتم ليلا. عدد المعتقلين الذين سوف يتم ترحيلهم في حدود الثلاثين أو أقل. الأسماء سوف تعرف عصرا أو عند الغروب كأقصى حد لإتاحة الفرصة للمرحلين كي يجهزوا أشياءهم.
لم يكن هذا هو الترحيل الأول. فقد سبق أن رحلت دفعة أولى من المعتقلين إلى سجن شالا الشهير بالقرب من الفاشر. وكان من ضمن المرحلين رئيس نقابة مهندسي الكهرباء و المياه أحمد محمد صالح و سكرتيرها حسين شقلبان و عضوها إبراهيم نصر الدين. وفيما تلى من أيام حتى نوفمبر 1989م تم اعتقال كل أعضاء المكتب التنفيذي لهذه النقابة المهمة والتى كنت اشغل فيها منصب ممثلها في نقابة المركزية للمهندسين.
بعد سماع أخبار الترحيل انتابني هاجس باني سوف أكون من ضمن المرحلين فقلقت اشد القلق إذ أنى وطيلة هذا الأسبوع لم أعرف أية أخبار عن أسرتي ولا كيف جرى الحال معهم منذ أن اعتقلت فالزيارة كانت ممنوعة منعا باتا ولم تتح لي الفرصة لرؤية أهلي أو سماع أخبار عنهم حتى ابريل 1990م أي بعد مرور سبعة اشهر على الاعتقال. كنت قد عرفت وأنا داخل قسم المديرية أن أحد أبناء بحري وخريجي مدرستها الثانوية بعمل ضابطا بالسجن وكنت اعرف أسرته وأخوته الكبار إذ انه كان يصغرني بحوالى السبع سنوات فلم نتزامل في أي مدرسة.
كتبت رسالة قصيرة على ورقة صغيرة لأسرتي أخبرهم فيها أنى بصحة جيدة وسوف يتم ترحلينا لسجن بورسودان في نفس اليوم و حفظت الرسالة بمكان سرى فقد كان من المعروف أن التفتيش يمكن أن يتم في أي لحظة وهذا التفتيش كان الغرض منه ضبط أي رسائل أو مطبوعات تصل للمعتقلين بصورة غير رسمية و المقصود هنا تشديد الشعور بالعزلة لدىالمعتقلين. نويت لو منت ضمن المرحلين أن أعطى هذه الرسالة لأحد المعتقلين لتوصيلها للضابط معرفتى لتجد طريقا غلى اهلى وهذا ما قد كان.
عند الرابعة والنصف عصرا زارنا قائد السجن ومعه كبار ضباطه وأخطرنا رسميا بالترحيل وأعطانا قائمة بأسماء 23 معتقلا ، 11 منهم سوف يحلون بسجن بورسودان وكنت من ضمنهم و12 سوف يرحلون لسجن سواكن وطلب منا أن نكون جاهزين عند منتصف الليل.
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
عزيزي هشام طه المجمر
أحييك علي هذا التوثيق الهام لأكثر الفترات سوادا في السجل المخزي لنظام الانقاذ وقد ظللت أتابع هذا السرد الشيق منذ يومه الأول و كنت أنتظر كتابة تعليقي في النهاية و لكن ماتكتبه يهيج الذكريات و يعود بنا الي ذكر نفر شريف مخلص لشعبه و لوطنه , و يعود بنا الي ذكري أيام حالكة السواد .. تحياتي مجددا لك و لكافة الزملاء في الهيئة النقابية لمهندسي الهيئة القومية للكهرباء و مياه المدن , الذين و ردت أسماؤهم أعلاه : أحمد محمد صالح , حسبن شقلبان , ابراهيم نصرالدين و الذين بلا شك سترد أسماؤهم لاحقا .. تحية خاصة مخلصة للمهندس هانئ روجيه في غربته البعيدة .. وأرجو أن يكون توثيقك هذا دافعا لي لحذو حذوك فأنا علي قناعة أنه لابد من كتابة مثل هذه التجارب ليس بدافع تسجيل الذكريات و لكن لكي لانسسي فظائع أرتكبت في حق أبناء و بنات هذا الشعب ..
واصل ياهشام يامجمر
تحياتي
خالد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
كانت قائمة بور سودان تضم: أمين مكي مدني المحامى و وزير الإسكان في حكومة الانتفاضة الانتقالية و السيد عبد الرحمن أبو الكل وزير الصحة السابق وممثل التجمع النقابي في حكومة الجبهة الوطنية المتحدة (وهو الاسم الذي أطلقه السيد الصادق المهدي على آخر حكومة شكلت في العهد الديمقراطي الثالث بعد مذكرة الجيش الشهيرة). د. أحمد عثمان سراج الطبيب النفسي المعروف و السيد الصادق الشامي المحامى و القيادي بحزب البعث ، السر باشاب زميلي في ليلة الاعتقال والنقابي البارز في نقابة البنوك، ود الحورى أول المعتقلين في تلك الليلة وعضو نقابة سودانير. العم شندى من الوظائف القيادية في الطيران المدني، المخرج التلفزيوني الشفيع بالإضافة إلى شخصي. كما كان معنا أحد منسوبي الطيران المدني لا أريد ذكر اسمه هنا و أظن أنه أعتقل عن طريق الخطأ وكادت روحه أن تطلع عندما علم أنه سوف يتم ترحيله إلى بورسودان. هذا ما ذكره لى لاحقا أحد الأخوة عندما بدأ فلانا هذا في كتابة استراحامات عديدة للنظام لإطلاق سراحه بعد أيام من وصولنا لسجن بورسودان.
المرحلون لسجن سواكن كان في مقدمتهم الشاعر محجوب شريف و كمال الجزولى المحامى و السياسي المعروف د.محمد سعيد القدال الأستاذ الجامعي والمؤرخ و عادل ساتى من نقابي الطيران المدني ، أحمد بشارة من الهيئة النقابية لعمال الصحة و مصطفى زكى من أبناء الجريف غرب ويعمل بالقطاع الخاص..
بعد المغرب كان المعتقل خلية من النشاط. الكل يساعد المرحلين على تجميع أغراضهم وتوضيبها. البعض ممن شملهم الترحيل منهمكين في وصايا اللحظات الأخيرة. وقد شهد المعتقل في ذلك اليوم ملحمة تضامنية كبيرة مع المرحلين من المعتقلين وذلك لمعرفة بقية المعتقلين و خاصة من لديهم الخبرة بالأثر النفسي للإبعاد المقصود من الترحيل.
بعد العشاء مباشرة تجمع كل المعتقلين بقسم المديرية مشكلين مربعا كبيرا تكونت أضلاعه من الأسرة التي أتى بها من العنابر وبدأت فقرات الليلة التي لا تنسى بقصائد للشاعر المناضل محجوب شريف و في مقدمتها قصيدته القوية التي قالها في تحية سجن كوبر عندما اعتقلته حكومة الإنقاذ.
جيناك وكنا طلعنا منك نحن مرفوعى الرؤوس جيناك مرفوعى الرؤوس افتح زنازينك أهو بنفتح صدورا ما بتكوس الرحمة تب ما فينا عرقا فيهو سوس.
و قصيدته الأخرى التي مطلعها:
يا أب دقنا تحت الكاب و الإفك رباط البوت
هذه القصيدة كانت أول بيان فعال عن هوية الانقلابيين و أظن أن الشاعر قد اعتقل بعدها مباشرة و كانت قد لحنت داخل المعتقل و اشترك ليلتها كل المعتقلين في ترديدها .
تنوعت الفقرات من حكاوي طريفة و قفشات من فترات اعتقال سابقة إلى أناشيد وغناء ثوري يمجد الديمقراطية و يناهض الدكتاتورية كان برنامج تلك الليلة معد بطريقة حريفة استعمل فيها معدوها كل ما توفر لهم من خبرات للترفيه عن زملاء لهم سوف يتم تغريبهم بعد سويعات. وأشهد أن هذا البرنامج الجميل أسهم في تخفيف حدة قلقي ورفع روحي المعنوية إلى اقصى درجاتها بعد انخفاضها نتيجة سماع خبر الترحيل.
عندما فتح الباب الصغير الذى يفصل بيننا وبين الورشة ، والتي فاتنى أن أذكر لكم أنها نقع بين السرايا وبين قسم المديرية، اخبرنا العسكري بالتأهب للخروج. كانت الساعة حوالي الحادية عشرة و النصف مساء أي بعد نصف ساعة من حلول حظر التجول الذي كان مفروضا في تلك الأيام. لملم المعتقلون حاجياتهم القليلة و اصطفوا أمام الباب الصغير. ما أن فتح الباب حتى و انطلقت الحناجر بالهتاف المدوي الذي ارتجت له أركان السجن الكبير بسقوط سلطة القمع. بعد الهتاف مباشرة ردد الجميع رائعة محجوب شريف: عما قريب الهمبريب يفتح شبابيك الحبيب. بنهايتها تعانق الجميع في مشهد مؤثر وتم أخذنا لتسلم أماناتنا توطئة لتسليمنا لمندوبى الاستخبارات العسكرية و الأمن الذين ينتظرونا خارجا.
الأمانات في أغلبها كانت عبارة عن مبالغ نقدية صغيرة كانت تخص القدماء من المعتقلين ، أما نحن حديثي الاعتقال فلم يستطع أهلنا أصلا معرفة كيفية الوصول لنا ناهيك عن وضع مبالغ تحت تصرفنا كأمانات.
انتهى تسليم الأمانات بسرعة و خرجنا من بوابة السجن الكبيرة وكم كانت دهشتي كبيرة عند رؤية هذا العدد الكبير من الجنود و الضباط المسلحين بالمدافع الرشاشة. أحصيت حوالي الثلاثين جندي غير الضباط الذين تجاوز عددهم الأربعة و ذلك عدا منسوبي جهاز الأمن الذين كانو حوالى ال 5 أفراد. عجبت من هذا الكم الهائل من الجنود و الذين يفوق عددهم عدد من جاءوا لحراستهم من المعتقلين المدنيين الذين لو تركوا بدون حراسة لما هرب منهم أحد.
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
الاخوة المتابعون و المتادخلون
أولا:آسف للتأخر بعض الشىء فى ايراد ما تبقى بسبب غيابى عن المحطة وسوف أواصل اعتبارا من الغد.
ثانيا: أود أن أعبر عن شكرى للأديب و القاص عثمان حامد سليمان الذى ظل متابعا لما اكتب و ساعدنى كثيرابملاحظاته اللماحة و اقتراحاته المفيدة. وقد اتصل بى بعد آخر حلقة معبرا عن سعادته بهذه التجربة.
لك جزيل الشكر مجددا اديبنا الكبير عثمان حامد و ارجو ان تجد فى ما تبقى من الحكاية ما يمتعك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة مرور 16 عاما – قصة اعتقالي فى ليلة 29/9/1989 (Re: هشام المجمر)
|
تم الانتهاء من الإجراءات مع تباشير الصباح الأولى و قادنا العميد حسين مدني بنفسه لقسم المعاملة بالسجن.
يقع قسم المعاملة على اليسار بعد دخولك البوابة الكبيرة للسجن. السرايا والتي يوضع بها المسجونون العاديون كانت تقع في منتصف السجن ويمكن الدخول إليها من بوابتها الكبيرة مباشرة إذ كان السجن يتكون من مربعين كبيرين أحداهما يمثل السور الكبير الخارجي ببوابته التى تواجه بوابة السرايا و بداخله مربع آخر بحائط داخلي يحتوى على قسمنا و قسم السرايا وهناك مسافة حوالي عشرة أمتار بين الحائطين الخارجي والداخلي.
في مؤخرة السجن يوجد قسم المنتظرين و غرفة الإعدام و زنازين الحبس الانفرادي و حوش كبير يضم عنبرا واحدا سجن به في يونيو1990بعض العسكريين المرحلين من الخرطوم و الذين تمت محاكمتهم لمشاركتهم في محاولة 28 رمضان الانقلابية التى وقعت فى نفس العام.
كان قسم المعاملة الخاصة عبارة عن حوش صغير منفصل بنيت بداخله غرفتين أحداهما كبيرة والأخرى أصغر منها. الغرفة الكبيرة ملحق بها دورة مياه و الاثنين تم تجهيزهما كزنزانتين يمكن حبس الأفراد بهمادون ان يتاح لهم التمتع باستعمال الحوش ولكن هذا لم يتم طوال مدة إقامتنا بسجن بورسودان.
أمام الغرفة الصغيرة كانت توجد شجرة يبدو أنها قطعت في منتصف عمرها من أعلى الساق .عرفنا فيما بعد أن تلك الشجرة زرعها السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة عندما تم اعتقاله في مطلع السبعينيات من القرن الماضي بيد حكومة العقيد آنذاك جعفر محمد نميرى.
بجانب الغرفة الكبيرة يوجد المطبخ وهو عبارة عن غرفة صغيرة جهزت بماسطب خرسانية و قد تم تزويده بالعدة اللازمة بالإضافة إلى موقدي كيروسين صغيرين.
قسمنا أنفسنا بسرعة على الغرفتين و وضعنا حاجياتنا البسيطة داخليهما. في الغرفة الصغيرة د.أمين مكي مدني و د.سراج و الصادق الشامي والعم شندى و احتل البقية الغرفة الكبيرة.
قبل خروجه من القسم قال لنا العميد حسين أنه سوف يتركنا لأخذ بعض الراحة وبعدها سوف يجتمع مع مندوبين عنا إذا كانت لنا أي احتياجات أو تجهيزات إضافية نراها ضرورية.
جهزنا أسرتنا بسرعة .كانت الساعة تقترب من السادسة والنصف صباحا ونحن لم ننم منذ يوم الأمس فبدا لي السرير حينها نعمة لا تعادلها نعمة. قبل أن يتوفر لي النوم تذكرت آخر مرة زرت فيها مدينة بورسودان في مايو من نفس العام و قارنت بينها وبين هذه الزيارة القسرية التي لا أعرف لها نهاية. في مايو أتيت برفقة صديقي و زميلي محمد المعتمد أحمد النور بمناسبة زواجه . رغم أن وسيلة النقل من مدينة مدني كانت حافلة إلا أن الرحلة لبورسودان والتي استغرقت حوالي 14 ساعة كانت مختلفة كل الاختلاف عن الساعتين و النصف و التي قضيتها في جوف الطائرة الجاموس" بفلو" .
الرحلة الأولى كنت جزء من سيرة عريس بكل ما فيها من مبهجات و صخب جميل ملأ الحافلة على امتداد الطريق لمدينة بورسودان وقد كانت الزغاريد عند دخولها عربونا للفرح القادم إليها بينما كان الصمت والتجهم عند هبوط الطائرة فى مطار المدينة في الرحلة الثانية نذيرا للحزن الداخل لها .
داهمني أيضا هم القلق على صحة والدي والذي لم يفارقني لحظة منذ اعتقالي و قد تسبب هذا الاعتقال في حرماني من مرافقة والدي في آخر سنتين من حياته و أنا الذي لم أفارقه لمدة تزيد عن شهر منذ ولادتى، فعند خروجي من المعتقل في العام مايو1991 وجدته معتل الصحة فقمت بإرساله لأخوتي بدولة الإمارات ولم أره ثانية حتى وفاته في يناير من العام 1992 و خلف هذا في جرحا لا يبرأ فقد كان لي العديد من المشاريع التي لم تكتمل معه.
تبع
| |
|
|
|
|
|
|
|