كيف للمختصين من جهات شرطية وسيكولوجية وتربوية أن تنظر في تحليلها للوقائع المُتكررة لحالات إغتصاب الأطفال في الآونة الأخيرة ، بعيداً عن دائرة (الوضع الجديد) لتأثير تعاطي المخدرات بشتى أنواعها على مجتمعنا ؟ صحيح أن المخدرات ليست ذات عهد قريب في بلادنا ولكن بالتأكيد ما يحدث الآن يختلف شكلاً ومضموناً عن ما جرى عليه زمان سابق ، فقطاع الطلاب في الماضي كان (تقريباً) مُستثنىً إستثناءاً كُلياً أونسبياً من دائرة التعاطي والإستهداف ، أما الآن فقد أصبح الطلاب في المدارس والجامعات وعامة الشرائح الشبابية الأخرى هم المستهدف الأول والرئيس لعصابات تجارة المخدرات ، رغم أن بعض المُتعمقين في علوم الحضارات والتدافع السياسي والإستراتيجي الدولي لا يُفسِّرون ظاهرة تفشي المخدرات تحت مبرارات تجارية مُبسَّطة بقدرما يؤلِّونها إلى ما يطلقون عليه المُخطَّط الإستراتيجي الدولي للهيمنة على الشعوب والدول التي لم تزل أراضيها وثرواتها بكراً لم تُستغل ، وفي إطار موضوع إنتشار المخدرات وتطور أشكالها من الناحية النوعية بالقدر الذي جعل تكلفتها ممكنة وإستعمالها سهلاً وبسيطاً ، كما في حالة العقاقير والحبوب المؤثرة على الحالة العصبية والعقلية ، فإنه من المنطقي أن يرتبط ذلك بظواهر إجرامية أعتبرها شخصياً جديدة ومُستحدثة كما هوواقع الآن من أحداث متتالية متعلِّقة بجريمة إغتصاب الأطفال من الذكور والإناث في أعمار غالباً تتراوح ما بين الثلاث والست سنوات ، مما يُشير إلى وجود خلل نفسي واضح يعاني منه كل أوأغلب الذين تم ضبطهم متورطين في هذه الجريمة الشنعاء ، وأصدق دليل على ذلك أن معظم الضحايا من أولئك الأطفال الأبرياء قد تعرَّضوا بعد الإغتصاب إلى القتل الشنيع ، بالقدر الذي يجعل الجريمة التي نحن بصددها ذات بُعدين كلاهما أفظع وأنكى ، ولا يُشكِّك في أن مرتكبها يعاني من الإرتباك العقلي والعُصاب النفسي ، وبالرغم من المختصون قد يُرجعون مصدر السلوك الإجرامي المتعلق بالشذوذ الجنسي في معظم حالاته إلى تأثيرات البيئة التربوية وما علِق في ذاكرة العقل الباطن من أحداث وممارسات على مستوى ماضي الشخص المعني وخصوصاً في سنين الطفولة ، إلا أن ذلك لا يمكن أن يُقلِّل من دور (خفي) تلعبه المخدِّرات والمؤثرات العقلية في إزكاء روح الشذوذ والشجاعة والإقدام على إرتكاب فعل أو جريمة لم تكن قبل زمان قريب تخطر على بال ، بل ويتم ختامها بالقتل ثم التواجد في ساحة المجذرة وسط أهل الطفل المنكوب بكل برود وإنعدام نخوة وضمير إلى أن يتم إكتشافه ، على المختصين في علم الجريمة أن يوثِّقوا لله والوطن والإنسان ما يمكن أن يفيد فيما تلعبه المخدرات من دور (خفي ومُظلم) في كل جريمة شاذة ومُستحدثة تطرأ على المجتمع حتى تُدرك الدولة وكذلك المجتمع خطورة ما نحن فيه الآن من توسُّع مضطرد في قائمة الشرائح التي باتت تتعاطى هذا السم الزؤام .. ثم من بعد كل هذا أضُم صوتي عالياً وصاخباً لصوت الأستاذ / عثمان العاقب في مطالباته المُستميتة التي تهدأ والمتعلقة بتعديل عقوبة إغتصاب القصر من مُجرَّد الإعدام إلى الإعدام (في ميدان عام) فلربما إعتبر من يعتبِر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة