قبل أيام كنت أجلس إلى مسؤول رفيع في الإنقاذ خفت بريقه قليلاً.. اعترف القطب الكبير بأن أسهم الإنقاذ في بورصة الجماهير في أدنى مستوياتها.. وواصل الرجل تحليله أن الحكومة الآن تعيش على أخطاء الآخرين أو في حديث أوضح الخوف من البديل.. صحيح أن معالي المسؤول لم يتمادَ في الاعترافات ويُجيب على سؤال لماذا حدث هذا التآكل الكبير في الشعبية؟. قبيل الدعوة للعصيان استشعرت الحكومة الخطر.. نزلت إلى قواعدها تطلب الدعم والمؤازرة.. في ذاك المناخ يمكن استيعاب الانفلات في الخطاب الرسمي الذي وصل مرحلة الوقوع تحت طائلة القانون.. اللغة الخشنة كانت تؤكد اهتزاز الثقة في النفس.. في تلك الظروف تم استحداث صفر كبير وآخر صغير.. واحدة من الوسائل كانت شيطنة الآخر.. تمت دغدغة المشاعر على نحو أن دُعاة العصيان هم مجرَّد كفرة فجرة يدفعهم منتدى الإلحاد العالمي المنعقد بلندن. بنهاية يوم الأحد الموافق لتاريخ إعلان الاستقلال من البرلمان انجلت المعركة.. شعرت الإنقاذ أن الناس مازالت على السمع والطاعة.. بدلاً من توجيه الشكر جاءت خطابات الاستفزاز.. في إستاد رياضي كان أحد قادة الإنقاذ يهدِّد خصومهم بلغة (ح نطلع زيتكم).. مسؤول رفيع جداً مضى في طريق آخر حينما وصف العاصين بأنهم مجرد عملاء لإسرائيل.. بل نصحهم أن يبحثوا عن وطن بديل.. بالطبع كان هذا الفاصل الأول من الإساءة للآخرين.. مازال الليل طفلاً يحبو وهنالك الكثير من قاموس الشتم تحت الطبع . في تقديري تخطيء الحكومة أكثر من مرة إن منحت نفسها حق توزيع الصكوك الوطنية.. وترتكب جريمة كبرى إن حسِبت نفسها في مقام الوِصاية الإلهية التي تُبيح لها حق الطرد من الوطن الواسع.. رحمة الله تسع الجميع.. وقدرة المولى عز وجل في وسعها أن تجعل كل الناس على دين واحد ولون موَّحد.. قاعدة "من شاء فليؤمن" تمنح الآخرين حريّة الإقامة في الحياة الدنيا. بصراحة.. هذا خطاب استعلائيٌّ كريه.. يوطِّن في دواخل الشعب أن دولة الحزب أكبر من دولة الوطن.. لو درست الإنقاذ لماذا سقط خطاب والي الجزيرة في البرلمان رغم أنه مليء بالإنجازات ومسنود بالدعم المركزي لأدركت أنها تُخطيء في قراءة كراسة الامتحان. assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة