اواه مدينتي ... فالوجع قد شد المفاصل .. وهد (حيل الامكنة )... كسلا ... تغتسل بالشمس صباحا ... وطيرها المجهد يخطر خمصاً انهكه التعب .... السادة ابناء مدينتي... المغتبرون منكم ... تذكروا ... وانتم تتحلقون حول فناجين قهوتكم الدافئة في منافيكم الباردة ... او تبددون حرقة الطريق بسياراتكم المكيفة الباردة في منافي التراب ... تذكروا ياسادة ان حجر الرحى ... قد اعتصر مدينتكم فعم الغبار الازقة والطرقات ... مدينتكم ياسادة ... لاتنسوها ... ..... كنداكة... شقت وريدها حبا في الوطن ... وسقته دماً ... تجلس معك تلك السيدة تهديك طمأنينة وباقة من الضوء الشفيف ... الواجب عندها والميري هو شئ من جمال تنثره بين جنودها وزملائها فتبعثر المكان بفوضى الاحاسيس الصادقة ... والخوة الرحيمة .... انها بنت هذا الوطن ... حنان هاشم الوقيع ... تعظيم سلام ياسعادتك عندما يذورها وفدنا في منزلها ... بعزم المشفقين واصرار الصابرين ... تقطع راحة يومها لتاخذنا في جولة البؤس ... ندخل من بوابته الجنوبية ... والرهبة تسكن مفاصلنا ... كم عبرنا امام هذه البوابة ونحن صغار وافئدتنا الصادقة حينها ترسم اهواله وشخوصه المرعبة ... ونحن نظن اننا سنلاقى تلك الوجوه المكفهرة والتعابير القاسية لمقيمي هذا المكان نتفاجأ بأن هذا المكان تحت رحمة رجال ونساء ينشق فلق الصباح من هول ابتسامتهم ... فهمنا حينها ... وتمطت انسجتنا المتوترة ... لا شئ يدعو للقلق هنا ... هنا لايوجد سوى الحب .... قبل ان ياخذنا في جولة الالم ياخذنا ارباب ذلك المكان سعادة العقيد الدومة مدير سجن كسلا لمكتبه ليعلمنا كيف يصنع الجمال ... يقول ... هذا المكان قطعة موجعة من الوطن .... لا ينعتهم (بالمجرمين ) كما نفعل نحن الذين نعتقد اننا محترمون انما يقول اخواننا ... نعرف حينها كيف تكون الرحمة ... ويحكي لنا كيف يكون الالم ... فضيوفنا الذين تسوقهم ارزاقهم (هكذا يصف الجريمة) الينا .. هم ضحية خطأ قد يقع فيه كل منا لهذا وجب علينا ان نعاملهم على هذا الاساس ..ونحسن معاملتهم لنردهم الى المجتمع كاملي الاهلية ...والا سوف نعتبر انفسنا قد فشلنا في مهمتنا .... تخنقني العبرات هنا وانا استمع لهذه الكلمات ... فهذا الرجل واحد من الرجال الذين طالما اتهمتهم المدينة بالفظاظة والتجبر والتسلط ... لن نطيل في كيفية صناعة الجمال وتطويع الصعاب في هذا المكان الموحش اذ ان المقام مقام مناحة فقط ... لكننا تطرقنا لافئدة هؤلاء الرجال حتى نحملكم ماحملونا اياه عسى ولعل ان تسقط كرة الجمر الحارقة في جوف بارد.. ياسادة ... والمغتبرون منكم .... في كل اجازة ... وانت تتسكع في ( المولات ) والمحلات التجارية لتعبئ حقائبك تذكر ان هناك بقاع في وطنك قد يسد رمقها القليل والقليل جدا مماتفعله هنا ...تذكر... تذكر هذه المقولة التي قالها لنا الرجل ساوردها بتصرف ... ( ياجماعة ... الزول القاعد برة السجن ده ممكن يصرف ... لكن اخوانا القاعدين معانا ديل يصرفوا كيف ... ياهو نحن بنصرف ليهم ... نقلع من ده ونشيل من ده اشان نسد احتيجات ضرورية هنا ) انتهي ... الحكومة مقصرة ... انا اقولها سيدي الوالي ... كثير من الاموال تذهب الى حقائب النمل ... اولى بها ( اخوان هذا الرجل ) السادة المغتربون ... كفاكم ( مولات ) خففو شوية ... فلتقطتع جزء من مدخرات (الشوبينج) لهؤلاء او غيرهم ... ندلف الى قلب الفجيعة ...لنتوقف هنا ... فالرجل منعنا التصوير .... ومعه كامل الحق.... ( بس انتو حسو ) في مقبل الايام .. ربما يأخذنا يراعنا لفجيعة اكبر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة