أولاًحتى لا يفهمني ( المرتجفون ) خطأاً اُلفت إنتباههم بأن المصطلح أعلاه موضح المعنى ، ثم ثانياً أجهر بعلو صوتٍ و رباطةُ جأشٍ عن إعتذار ملؤه الإحترام و التقدير و التوقير لشباب السودان العظيم الذي طالما ظلمته ( ظلم الحسن و الحسين ) ، حينما توالت إتهاماتنا له في وطنيته و إدراكه الإيماني بالتاريخ الوطني و السياسي لهذا الشعب المجيد ، طالما شككنا في توجهاته الفكرية و الثقافية و مقدرته على إدراك ( محورية ) المرحلة و أهميتها في بقاء ما ( تبقى ) من هذا الوطن المهيض الجناح منذ 27 عاماً من الطغيان و الظلم المهين ، كنا نحن جيل الستينات و السبعينات ومَن قبلنا نعتقد أن شبابنا و شاباتنا قد خرجوا من دائرة الإحتواء الوجداني لما أُختصت به أمة هذا البلد من أمجاد و أخلاق و موروثات نتباهى بها أمام الأمم ، و كنا نظن أن عصر العولمة و الإستلاب الثقافي و ( الترعرع ) في ظل البث الثقافي و الفكري الإنقاذي المُشوِّه لكثير من الحقائق الناصعة عن تاريخ الأحداث و الوثائق و الرؤى و الأفكار و المواقف و الأشخاص سيطفو على السطح المعرفي لعقول شبابنا و كوامن ضمائرهم النابضة ، لكن و الله فاجأونا بأنهم كانوا و ما زالو على العهد ، إستنشقتُ في تعابيرهم و مفرداتهم التي عبَّروا بها عن ملحمة التوحد و التعاضد من أجل الوطن و الضعفاء من مسحوقيه عبقاً للوفاء كنت قد إفتقدته في حواراتنا منذ أمدٍ بعيد ، ثم أنحني إجلالاً و تعظيماً و تقديساً لعزيمتهم الصادقة و قدرتهم الفائقة للعطاء و الصبر على المُرجفين الذين هم بعض منتفعين و مطبَّلين و مستفيدين من كل سكنة و حركة يترنح فيها النظام الحاكم محاولاً التشبث بالبقاء و لو كان ذلك بأدوات تجويع الأمة و تصفيتها مرضاً و هماً و ذلاً و هواناً ، نعم آن لشبابنا و شاباتنا أن ُترفع في حضرتهم القُبعات ، لأنهم أول من يسعون للمساجد و الصدق بالإيمان ديدنهم لأنهم مسلمون، و لأنهم من خيرة المتدينين في الكنائس و المستبشرين بتعاليم يسوع ، هم ليسوا ضد الدين و لا ضد العبادة و لا ضد الآخر بكافة مضامينه و أشكاله ، هم ضد الظلم و الفساد و الغلاء و الفقر و المرض و الجهل ، و ها هم في ذات الأوان يرفعون ( التمام ) للأمة و الوطن بأنهم قادرون و مستعدون لتحمل مسئوليتهم تجاه المستقبل المشرق بالحرية و المساواة و المشاركة بالدستور الجامع و الوحدة المتعددة الثقافات و الأعراف ، صدقوني الآن أشعر بالإطمئنان أياً كانت النتائج المتحصّل عليها ، ما دامت الأداة الأساسية قد جُرِّبت و ثبت أنها فاعلة و قادرة على العمل ، اللهم لك الحمد و الشكر على جزيل فضلك و نعماءك أن هيأت لهذه الأمه و هذا الوطن أملاً يُشرقُ من جديد ، و المثل العامي يقول ( المبدي متَمَا ) .. اللهم أتم لهم ما تطلعوا إليه ، و اجعل الخلاص على أيديهم و ساندهم بجنود من عندك مُحضرين ، سالمين غانمين .. بالنسبة للمتربصين ( عصيان : جمع عصايه ).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة