السيد رئيس الوزراء المرتقب نبارك لك المنصب الجديد ونتمنى لك التوفيق . رسالتى هذه إن كنت من الوزراء السابقين فلا تهمك كثيرا لأن لاتغير يرجى من رئاستكم وإن كنت من أعضاء الحزب الحاكم فأتتك ليلة القدر الدنيوية وهنئا لك دنيويا لتغير حياتك وتسير على درب من قبلك . أما إن كنت من الأحزاب الأخرى أو من المستقلين الوطنيين فلا نحسدك على هذا المنصب ربما تسير كما سار السلف الحالى أو تواجه تيار معاكس لا قدرة ولا حولة لك به . فأستعين بالله وتوكل عليه وأعمل وإجتهد بما يرضى الله سبحانه وتعالى ثم مايريح ضميرك ويسعد المواطن الذى إنتظر كثيرا لهذا الأمل والنور ولا تخذل هذا الشعب الذى بنى أماله وتفائله بهذا المنصب فى ظل بما يسمى بحكومة الوفاق الوطنى لايخفى عليك حال الوزراء ووكلاء الوزراء وحال وزاراتهم وما وصل اليه الوطن والشعب اليوم . مسئوليتكم بأن تولوا الأمور التى تهم الشعب إهتمامكم الكبير وأن تحاسب الوزراء على كل صغيرة وكبيرة حتى ترتقى بوزراء الحكومة لتعوض ما مضى ونصل الى مصاف الدول التى كانت أقل منا أو نالت إستقلالها بعدنا وسبقتنا . لقد فشلت كل الوزارات فى تطوير ذاتها والرقى بالمواطن والوطن وتقديم الخدمات التى يحتاجها المواطن وتطوير العلاقات التى تشجع على الإستثمار والإقتصاد وجلب العملة الصعبة التى أصبحت معضلة هذا الوطن . ليس هناك مستحيل ولكم عبره ودليل فى رئيس وزراء ماليزيا وتركيا وأين وصلت اليوم دولهم وغيرهم . الإستفادة من الإستثمار وتطوير الزراعة وتشجيع الصناعة وتحسين الخدمات والإهتمام بالصحة والتعليم وتحسين بيئة العمل وتقديم الحوافز ودعم ومحاسبة الوزراء ومحاربة الفساد بقوة ليكون شعار حكومتكم القادمة لقد فشلت الحكومات السابقة فى الإستفادة من رؤس الأموال التى هجرت للخارج وفشلت فى إعادة الكفاءات العلمية والطبية والهندسية التى إستفاد منها غيرنا وفشلت فى جلب مدخرات المغتربين والمهاجرين طوال السنوات السابقة وفقدت التنمية والعملة وإنهار الإقتصاد وأصبح الفساد هو سبب كل تلك المصائب التى أخرت تقدم وتطور السودان . تعلمون الوضع الإقتصادى العالمى والغلاء الذى عم المعمورة والحروب وأصبح القتل شىء عادى وتشريد الشعوب من أوطانها شىء طبيعى مثل المزارع الذى يبعد الطيور والجراد من زراعته ولا نريد أن يحصل فى وطننا . أصبحت دول المهجر طاردة والحياة فيها صعبة وتوقعوا بنهاية هذا العام عودة الكثيرون منهم للوطن وهم فى أشد الحوجة لتعويضهم عن تلك السنوات التى إغتربوا فيها ودفعوا ودعموا بلادهم وأهلهم . يجب أن تضعوا الخطط مع جميع الوزارات للإستقبالهم وتوفير الأراضى السكنية والزراعية و المشاريع الإنتاجية الجماعية لكى يبدوا حياتهم ويقدموا خبرتهم فى تنمية وطنهم . الحرب هى أسوأ ما عرفته البشرية وهى دمار وتدمير لكل شىء والحركات العسكرية المسلحة لا تنتهى فى ظل الفساد والفارق القبلى والإجتماعى الذى بنى عليه المجتمع والتشجيع الدولى المعادى لها . فالإهتمام بهذا وترضية هذا يولد الحقد والكراهيه التى تؤدى للإنتقام لكن المساوة والعدالة ومحاربة الفساد والتشجيع على التنمية والإنتاج وتحسين الخدمات تزيد من الترابط والتلاحم والوقوف خلف القائد . لا نريد رئيس وزراء يعمل لمصلحته ولا رئيس وزراء يكثر من الأقوال دون الأفعال ولا رئيس وزراء يستمتع بالهواء البارد والسيارات الفارهة والتصريحات الإعلامية . نريد حكومة وطنية وطنية تخدم الشعب ثم نفسها . إلا نستحى من نزول الطائرات فى مطار الخرطوم الدولى وهو واجهة البلد و يتعطل التكييف فيه بسبب إنقطاع الكهرباء وتتوقف الحركة فيه بسبب كثرة الأمطار وشوارع كلها حفر وأوساخ ومبانى طينية فى وسط عاصمة دولة لها تاريخها المجيد ونحنوا فى القرن الواحد وعشرون ليس هذا فقط لكن هناك الكثير الذى يعكس عكس نظافة ورقى هذا الشعب . نعلم أن المسئولية كبيرة والإمكانيات قليلة لكن بالإجتهاد والإخلاص والتشجيع نصل الى ما نتمنى .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة