*ظاهرة (مضحكة) في صحافتنا هذه الأيام.. *هي مضحكة أكثر من كونها غريبة أو عجيبة أو محيرة.. *ظاهرة اندثار مصانع تعليب الخضر وانتعاش ضرب آخر من التعليب.. *تعليب أخبار الصحافة وتقاريرها وتحقيقاتها وحتى حواراتها.. *نعم حتى الحوارات الصحفية بتنا نُفاجأ بها معلبة في صحافتنا.. *سيما الفنية منها مع أهل الكفر والوتر و(المايكرفون).. *فتجد حواراً مع مذيعة فضائية ما - مثلاً- منشوراً بالصحف كافة.. *تجده منشوراً بنصه وأحرفه وشولاته و(ضبانته).. *بل حتى الصور المرفقة- ويا للغرابة- هي الصور ذاتها.. *طيب ، كيف وأين ومتى حدث هذا؟!.. *كيف تصادف هذا التزامن العجيب الذي يصعب أن تجد له تفسيراً؟!.. *كيف تحولت الصحافة- فجأة- من (الطبخ) إلى التعليب؟!.. *كيف باتت تتشابه على القراء كبقر بني إسرائيل؟!.. *أغلب الظن أن هنالك مصانع تعليب صحفي ظهرت في الآونة الأخيرة.. *مصانع تعبئ وتعلب و(تغذي) الصحافة كل يوم.. *وأول مرة ألاحظ فيها هذه الظاهرة كان قبل نحو عام تقريباً.. *كان حواراً مع مقدم برنامج ديني اسمه خضر.. *ونُشر الحوار - بحذافيره وعناوينه وصوره- في صحف عديدة.. *فتساءلت إن كان هو (خضر) أم نبي الله (الخضر).. *ولكن المعجزة هذه لم تقتصر على خضر وإنما انداحت بشكل (مضحك).. *والبارحة سألت زميلاً (قيادياً) عن أسبابها.. *سألته إن كانت هنالك مراكز صحفية تقوم بهذا (التعليب) نظير رسوم.. *فاكتفى بضحكة طويلة لم أفهم منها شيئاً.. *أو ربما فهمت منها أنني (دقة قديمة) لا أفهم ما استجد في دنيا الصحافة.. *ولكنه هو أيضاً (دقة قديمة) من زمان ما قبل (الميلاد) العنكبوتي.. *(ميلاد) مواقع التواصل الإلكتروني بتطورها الحالي.. *ثم اكتشفت أن المسؤول ليس بأعلم من السائل ، إلا قليلا.. *والقليل هذا هو محض اجتهاد من جانبه.. *فهو مسؤوليته التحريرية تقتصر على إجازة ما (يأتيه) من مواد صحفية.. *أما كيف أتت فهذا (فضول) غير مطالب به.. *ثم إنه لا يعلم أن المادة ذاتها قد (أتت) إلى رصفائه بالصحف الأخرى.. *المهم إن الزميل بعد أن فرغ من ضحكه أجاب عن سؤالي.. *قال إنه يظن أن المواد المعلبة تُؤخذ من (النت).. *والذين يعلبونها هم أصحابها أنفسهم.. *ووصف من يستسهلون (الطعام الجاهز) هذا- من الزملاء- بالكسل.. *وخلصنا سوياً إلى أن هذا أحد عوامل تراجع الصحف.. *فهي صارت تستورد موادها من (مصانع تعليب الصحف).. *من أخبار السياسة وحتى أخبار (ندى القلعة).. *ولا يبقى للجرائد سوى (قلعة الرأي!!!). assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة