عندما يضيع الهدف والمضمون بين النقل والتقليد :تهميش الثقافة والفكر في الفضائيات السودانية والصحف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 11:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-09-2016, 08:02 PM

د.الصادق محمد سلمان
<aد.الصادق محمد سلمان
تاريخ التسجيل: 06-29-2016
مجموع المشاركات: 120

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عندما يضيع الهدف والمضمون بين النقل والتقليد :تهميش الثقافة والفكر في الفضائيات السودانية والصحف

    08:02 PM July, 09 2016

    سودانيز اون لاين
    د.الصادق محمد سلمان-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم



    التقليد والنقل ظاهرتان شائعتان في الحياة السودانية العامة ، وهما لا يقتصران على ناحية من نواحي الحياة بل نجدهما تقريبا في كل مجالات النشاط اليومي ، الاقتصاد ، الأعمال ، الغناء ، العمل الصحفي ، التحصيل الأكاديمي ، التملك ، السلوك الشخصي ، ............إلخ ......إلخ والتقليد بمعنى المحاكاة ، هو أن تقلد فكرة ليست لك ، أي تحاكيها ، وهو يختلف عن النقل في أن المقلد يمكن أن يدخل تعديل على الفكرة بأن يضيف أو يحذف منها ، وهذا يمكن أن يكون تقليداً إيجابياً وهو ما يعرف بالتطوير ، وهذا أعلى مستوياته أو درجاته ، وهو ما قامت به اليابان بعد الحرب العالمية الثانية ، وهناك التقليد الأعمى ، وهو الذي يكتفي فيه المقلد بمحاكاة الفكرة أي نقلها بحذافيرها دون أن يضيف أو يحذف وهو النقل وعادة ما يكون الناقل معتمدا علي النتائج الظاهرة فقط التي حققها صاحب الفكرة الأصلي ودون الإلمام بالأهداف الأخرى التي بنى عليها صاحب الفكرة فكرته ، و قد لا تتحق له نفس النتائج . في الحالة الأولي يمكن أن نقول أن المقلد استفاد من الفكرة ليصل لنتائج جديدة أما في الحالة الثانية فإن المقلد مجرد ناقل وقد يشوه الفكرة نفسها فتأتي النتائج التي يحققها أيضاً مشوهة ، وهكذا تضيع الأهداف الأساسية والمضون للفكرة .
    النموذج الذي يجسد هذه الحالة هو برامج القنوات الفضائية السودانية في شهر رمضان هذه السنة التي تناسخت من فكرة واحدة وغاب عنها الهدف والمضمون بسبب النقل والتقليد الأعمى . ؟
    أنا لست ضد الغناء وأهله ، لأن فيه الترويح والتسرية عن النفس وهذا من الفطرة ، فالنفس ترنو للطرب حتى لا تكل ، والترويح عن النفس يحافظ على التوازن في نفس الإنسان الذي يعتبر من المكونات الهامة للصحة النفسية للفرد .
    وكما هو معلوم أن الأجهزة والوسائط الإعلامية هي أدوات تؤدي عددا من الوظائف للمجتمع إخبارية ، وتثقيفية ، وتعليمية ، وتربوية ، وترفيهية ، فالترفيه إذن من وظائف الإعلام ومن المهم مراعاة أن يكون ما يقدم من برامج متوازنا من عدد من النواحي بحيث لا يطغى جانب على الأخر .
    في شهر رمضان الأمر اختلف ، فهناك تركيز على برامج الغناء في هذا الشهر بدرجة ملفتة لدرجة أن الشخض الذي يشاهد هذه القنوات يتأكد له ماقاله إبن خلدون في مقدمته " " قد راينا من خلق السودان ( اي السود ) على العموم الخفة والطيش وكثرة الطرب مولعين بالرقص على كل توقيع .............ألخ " و أن الجو الحار يجعل أرواحهم أسرع فرحاً وسروراً وأكثر إنبساطاً ويجئ الطيش على أثر ذلك .
    فما هو السبب وراء هذه الظاهرة الغريبة في الفضائيات السودانية ؟ هل السبب هو فقر في القدرات ؟ أم لأن برامج الغناء هي الأسهل ؟ فضلا عن أنها تلمع من يقدمونها في كل الأحوال ، وما سبب إهمال الجوانب الأخرى من ثقافة وفكر ومعارف ؟ هل لأنها تحتاج لقدرات معينة وهي غير موجودة .؟ أم غير ذلك . أنه لأمر معيب حقا ، فالغناء ليس بديلا للثقافة والمعرفة والفكر فهو في النهاية جزئية من الثقافة .
    قنوات التلفزة السودانية بقضها وقضيضها ، العام منها والخاص تتنافس لإنتاج هذه البرامج الغنائية التي تتشابه مع بعضها البعض في الشكل والمضمون لأنها تناسلت من فكرة واحدة ، إذ نجدها كلها جندت كل إمكاناتها لهذا الغرض وروجت لهذه البرامج قبل حلول الشهر نفسه ، ولم يقف الأمر على القنوات المرئية بل لحقت بها الصحف اليومية ، فمعظم الصحف تخصص صفحتين كاملتين من صفحاتها الداخلية يوميا لأخبار هذه البرامج تزينها صور النجوم ومقدمو هذه البرامج وأخبارهم ، في حين لا تعطي هذه الصحف فرصة للجوانب الفكرية والثقافية إلا مرة في الاسبوع ، وما يأتي فيها يستأثر به البعض من أصدقاء ومعارف ، ويبدو والله أعلم أن هناك سياسة جديدة في الصحف فرضتها الضائقة الاقتصادية وإن لم تعلن عنها ، مؤداها أن تطرح صفحاتها الثقافية كمناقصة ومن تقع عليه يصبح هو المسئول عنها يديرها بطريقته ! ! على طريقة ( المحليات وأصحاب الدرداقات ) وإذا صح ذلك تكون استحقت الوصف الذي أطلقه عليها العبيد مروح الأمين السابق لمجلس الصحافة ومن بعده أمين حسن عمر بانها لا تعدو أن تكون " دكاكين أو كناتين " الصحفات الثقافية في عدد من الصحف أصبحت تتعامل مع المادة الثقافية والفكرية كما لوكانت إعلان تجاري . ما علينا ففي هذا الزمن كل شيء جائز . نعود للقنوات السودانية ، فهذه القنوات التي تحاول استغلال ليالي رمضان حيث يحلو السهر للناس " المرتاحين " الذين يتابعون هذه البرامج الغنائية وأمامهم صنوف من أنواع الفاكهة في مقدمتها البطيخ الذي وصل سعر البطيخة منه أكثر من مائة جنيه ، لم يفتح الله عليها بتقديم فقرة تثقيفية واحدة للجمهور عن التوعية المرورية مثلا أو استخدام الأدوية ، أو التداعي لفكرة عمل إنساني ، أو التسامح في هذا الشهر ، أوترشيد الكهرباء ، أوالتعامل مع النفايات وغيرها من الأمور التي يحتاج الناس فيها للتوعية ، فهذه الثواني المجانية يرونها كثيرة لأن مثل هذه الأمور لا تهمهم .
    يعزي البعض هذه الظاهرة إلى الفراغ الذي خلفه نقص البرامج الثقافية الأخرى كالدراما وغيرها ، صحيح أن الدراما السودانية على قلتها ملها الناس بسبب النمطية والأداء الإنفعالي للممثلين ، ( الممثل يتحدث بنبرة صوت واحدة في كل المواقف ) وفي ظل ما تقدمه سوق الفضائيات العربية من هذه الدراما هجر ت الدراما السودانية هذة القنوات . ونمطية الد راما وفقرها تكتنفه أسباب عديدة ، منها أن هذه القنوات لا تمول إنتاج الدراما وإنه لا توجد شركات إنتاج لديها امكانات مالية لإنتاج أعمال تكلف الكثير ، يبدو أن هذا الجانب يعاني من أزمة مزمنة ، إضافة إلي أن الموضوعات التي تقدم مستهلكة وتفتقد التجارب العميقة ، و كأن هذا الشعب الذي يعيشون وسطه ليس له تجارب في الحياة تستلهمها هذه الدراما ، وكأنه ليس له تاريخ وأبطال مثله مثل بقية الشعوب وكأن مشكلاته الاجتماعية كلها تنحصر في تلك الموضوعات البائسة التي ظلت تدور حولها هذه الدراما . هل الحياة الاجتماعية في مجتمعنا خاوية لهذه الدرجة أين رموز هذا المجتمع في التعليم و الاقتصاد والطب والخدمة المدنية والصحافة والفن والأبطال العصاميين من غمار الناس ؟ اين حياة الكادحين من أبناء هذا المجتمع ؟ الا تستحق أن تكون هذه موضوعات تقدمها هذه الدراما ؟
    يبدو أننا لا زلنا في نمارس " فضيلة " السذاجة إذ نعتقد أن هذه الهموم العامة لها نصيب عند أولئك القوم ولم ندرك أن اقتصاد السوق الحر حول كل شيء ل ( بزينس ) وبالتالي من الطبيعي أن تهمش الأعمال الثقافية والفكرية وغيرها من الأعمال الجادة لصالح ما هو تجاري وهكذا فإن الترويج التجاري البحت وهو الذي أفرز هذه الظاهرة ، الترويج لهذه القنوات والشركات التي تمول مثل هذه البرامج وتلميع بعض المطربين ومن يتولون تقديم هذه البرامج من المذيعين والمذيعات . وهكذا بفضل هذه القنوات تحول فن الغناء إلي سلعة تجارية رخيصة ، فالشيء إذا زاد عن حده إنقلب إلي ضده .
    إعطاء القنوات الفضائية السودانية هذه المساحة الكبيرة لبرامج لغناء و كأن البلد ما فيها ما فيها شيء ، هو نوع من أساليب التغييب . والأنكى أن ذلك يتم في شهر في شهر رمضان ، رغم أن الكل يعلم أن هذا الشهر يتيح لنا ممارسة سلوكيات روحانية لا توجد في غيره من الشهور وفي مقابل ذلك نحصل على راحة نفسية عظيمة لا نجدها في أي شيء آخر ، ومن المفترض أن نجعل من هذه القيم الروحية مدخلا لنبذ كثير من الظواهر السالبة التي إجتاحت هذا المجتمع الذي كان سلوكه من قبل ظهور هذه الطحالب يجسد مقاصد الدين دونما رفع لافتات ، أنظر إلي أفطارات رمضان التي تحولت لمنابر إعلانية . أن تجاهل المكونات الثقافية والفكرية والمعرفية الأخرى يجعلنا نذهب إلي القول أن هذه الوسائط بهذا المسلك تحيد عن وظائفئها الأساسية في التعليم والتثقيف والتوجيه والمعرفة ، ولم تعد مؤسسات تعليميه كما هو مفترض بل تحولت إلي مؤسسات تجارية ربحية ، في زمن التحرير الآقتصادي والسوق الحر ! ! .
    أرحمونا يرحمكم الله



    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 08 يوليو 2016


    اخبار و بيانات

  • القائم باعمال السفارة الصينية بالخرطوم : استثماراتنا في مجال النفط بالسودان تجاوزت ال 10 مليار دولا
  • كاركاتير اليوم الموافق 07 يوليو 2016 للفنان عمر دفع الله عن حسن الترابى و قناة الجزيرة
  • جانب من صلاة عيد الفطر بمديمة فورت وين الامريكية


اراء و مقالات

  • ما وراء المقال وعليكم السلام ... بوغبا بقلم أحمد المصطفى عبدالعزيز
  • نتنياهو وحلم اسرائيل في افريقيا والنيل بقلم سميح خلف
  • ثقافة السلاح الأمريكية والتعديل الثاني للدستور بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • إسرائيل في إفريقيا بقلم ماهر إبراهيم جعوان
  • أيها المثقفون ثم ماذا بعد الترابى !
  • مسلسل الدهباية ــ محاولة نقدية بقلم ابراهيم سليمان
  • ماذا تريد إيران جنة الله أم جنة البيت الأبيض الأمريكى ! وإلى متى يظل مثقفوا السودان يبكون


    المنبر العام


  • مأساة مفكر في زمن الردة.. بقلم الباحث المصري محمود مراد محمد
  • هل ابراهيم السنوسي هو قاتل اللواء طبيب الشلالي عام 1976م؟
  • مصطلحات ناس الانقاذ
  • مجرد رأي: كتّاب و مفكري المغرب هم الآن في المقدمة ‏
  • هناك من ساهم بقتل الشعب اليوم معارض.. الطيب مصطفي. ابراهيم السنوسي. كمال عمر. يوسف الكودة
  • أخيرا ثورة الأمريكان السود ضد الإضطهاد العنصري من رجال الشرطه البيض في أمريكا...
  • أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 07 يوليو 2016
  • ديفيد ماتسانغا David Matsanga
  • اشتباكات مميتة في العاصمة جوبا تعيد شبح التوتر الى جنوب السودان
  • من هو الشعب الذي عليه تعولون وإليه تصيحون وعليه تعتمدون في الثورة القادمة؟
  • العيد مبارك علي الجميع و اعتذر لبعض الزملاء فى المنبر
  • زميلنا الخبير السياحي معاوية التوم وصل القاهرة ....مرحبا به
  • "عاجل" مخطط لإنقاذ نظام السايكوباتي عمر البشير !!
  • مجهودات الدعم السريع في الصحراء الشمالية - إنقاذ سودانيين وجنسيات اخرى























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de