*(أيوه) نعم للرقابة في بلادنا هذه الأيام.. *وبشقيها القبلي والبعدي معاً لمزيد من التحوط.. *فحالة الفلتان تجاوزت كل الخطوط الحمراء والسوداء وفوق البنفسجية.. *بل وإن كان هنالك ما هو أقسى فمرحباً به.. *وأعني المحاسبة على اجتراح ما يهدد الأمن (المجتمعي).. *فالحرية لها قيود وإلا انسربت نحو مهاوي الفوضى.. *هي ليست أن تقول، أو تكتب، أو تفعل، كل ما يعن لك.. *وإن كان هذه الرقابة مطلوبة فهنالك (أخت) لها مطلوبة أيضاً.. *إنها الرقابة على المال العام.. *وأنظر معي إلى هذه الحالة التي تستحق الإشادة.. *فقد نجح جهاز الرقابة في استرجاع مليارات مهدرة من المال العام.. *وكان يعمل بحرية تامة بعيداً عن أية مؤثرات خارجية.. *لم يتدخل في عمله مسؤول كبير ولا صغير.. *حتى الذين طالتهم الشبهات لم يتمكنوا من التأثير على الجهاز.. *لم ينجحوا في اختراق الجُدر (الضمائرية) لأفراده.. *وتلقى الجهاز إشادة من أعلى الجهات التنفيذية في الدولة.. *وهي التي (تحميه) خلال أداء مهامه.. *هي تحمي مكافحي الفساد ولا تحمي المفسدين.. *وتحمي - من ثم- موارد الدولة من الضياع.. *بقي أن تعرف أن الضرب الثاني هذا من الرقابة حدث في السعودية.. *السعودية ذات الإمكانات المالية المهولة.. *يعني ليست بالدولة (الفقيرة) التي تنتقص من قليل مالها التجاوزات.. *والجهاز الرقابي هذا اسمه (ديوان المراقبة العامة).. *وكافأ الملك - شخصياً- موظفي الديوان بمبلغ (6,6) مليون ريال.. *فحكومة خادم الحرمين لا تأخذها رحمة بالمفسدين.. *وليس فيها من يتحسس (كرسيه) عند ذكر الفساد.. *ولا (وزير إعلام) يتصدى لكل صحيفة تحاول التصدي للفاسدين.. *أما الضرب الأول من الرقابة فلا أقصد به صحافتنا بالتأكيد.. *وإنما المعني به الجهة التي تراقبها.. *أعني به السلطة (نفسها) التي تفتح عينها دوماً على الصحافة.. *ولكنها تغمضها إزاء (تجاوزات) منسوبيها.. *التجاوزات اللسانية لا المالية بالطبع.. *فالثانية هذه هي أحد مسببات فرض (الرقابة) على صحافتنا.. *وآخر تجاوز لساني جاء من نائب الرئيس السابق.. *من الحاج آدم الذي سبق أن عيرنا بالقميصين قبل (إنقاذنا).. *والبارحة يذكرنا بأننا كنا بلا ماء ولا كهرباء ولا حتى كبريت.. *ولكنا لا نذكر أننا كنا كذلك أبداً.. *الذي نذكره جيداً الحال الذي كان عليه بعض مسؤولينا قبل (إنقاذ أنفسهم).. *نتذكر (بالحيل) كيف كانوا، وأين صاروا.. *ويستفز مثل هذا الكلام الملايين من السودانيين.. *تماماً كما استفزهم نميري من قبل.. *فعلى من تجب (الرقابة) ؟!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة