العلاقات الدولية من منظور جيوبوليتيكى بقلم طارق مصباح يوسف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 08:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-12-2016, 07:01 PM

طارق مصباح يوسف
<aطارق مصباح يوسف
تاريخ التسجيل: 05-08-2015
مجموع المشاركات: 26

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العلاقات الدولية من منظور جيوبوليتيكى بقلم طارق مصباح يوسف

    06:01 PM April, 12 2016

    سودانيز اون لاين
    طارق مصباح يوسف-ايرلندا
    مكتبتى
    رابط مختصر





    [email protected]

    الجغرافيا السياسية Geopolitics من المصطلحات التى ظهرت فى بداية القرن العشرين (أول من ابتدع صياغة المصطلح هو عالم العلوم السياسية السويدى (Rudolf Kjellen). وقد أصبحت الجغرافيا السياسية من الأفرع الأساسية لدراسات العلاقات الدولية التى يتم تدريسها ضمن مادة العلوم السياسية فى الكثير من جامعات العالم.
    ما المقصود بالجغرافيا السياسية ؟ تذخر مكتبة العلوم السياسية و مواقع الانترنيت بالعديد من التعريفات لهذا المصطلح الذى يختزله البعض فى الترجمة الحرفية (الى العربية) للكلمة الانجليزية المركّبة Geopolitics. يمكننا تعريف الجغرافيا السياسية بأنها فرع من فروع المعرفة المعنيّة بدراسة تأثيرات الجغرافيا بشقيها البشرى و الطبيعى على السياسة الدولية و انعكاسات ذلك على السياسات الخارجية للدول, حيث يؤثّر كل منهما على الآخر و يتأثّر به. تنبع أهميّة الجغرافيا السياسية من أنّها تعين المعنيين بالشؤون الخارجية للدول على التكهّن بما يحدث فى العالم و بلورة ذلك فى شكل آليات تساعد على ادارة الشؤون الخارجية وفقا لعدة متغيرات تشمل موقع البلد الجغرافى, الرقعة الجغرافيا التى يشغلها, تعداد سكانه, ما يذخر به من موارد و التقدم التكنولوجى للبلد. توفّر الجغرافيا السياسية الاطار الذى يمكّن الدبلوماسية من ربط ما يحدث فى أى مكان بالصورة العالمية الأوسع نطاقا فى اطار علاقات القوى بين الدول. لذا فقد اتخذت كثير من الدول الغربية من الجغرافيا السياسية نهجا لتوجيه سياساتها الخارجية و تمكينها من تفسير الأحداث السياسية الراهنة و التكهّن بمآلاتها على ضوء المتغيرات الجغرافية الماثلة للعيان.
    وكما هو معلوم للكثيرين هناك نظريات عديدة تمحوّرت حولها مفاهيم السياسة الدولية و الجغرافيا السياسية باعتبارها أحد أفرع المعرفة التابعة للعلاقات الدولية. من أشهر هذه النظريات "الواقعية", "اللبرالية" و الماركسية. فالأساس الذى تقوم عليه النظرية "الواقعية" هو التنافس و الصراع بين الدول من أجل النفوذ و السيطرة على الموارد فى عالم تسوده الفوضى (بافتراض أنّ الدولة هى الكيان الموحّد الفاعل الذى يجعل هذه الدولة محط الانظار) . وفقا لهذه النظرية تسعى الدول بلا هوادة لتحقيق مصالحها الذاتية من خلال ممارسة النفوذ و القوة فى ظل هذا التنافس المحموم بين هذه الدول و الذى يؤدى فى كثير من الأحيان الى اللجوء للحروب باعتبارها وسائل لتحقيق الغايات. يبدو أنّ هذه النظرية قد استلهمت بعض ما جاء فى كتاب "الأمير" الشهير الذى كتبه Machiavelli فى العام 1513 و الذى أسس فيه المؤلف للمدرسة المآلاتية أو العواقيبية Consequentialism*. كما هو معروف فانّ أشهر ما جاء به مكيافلى هو "الغاية تبرر الوسيلة" The end justifies the means. اذن فالجغرافيا السياسية من منظور هذه النظرية ماهية الا آلية من آليات السياسة الخارجية للدول فى سعيها للسلام عن طريق حفظ توازن القوى مع الاستعداد لأى حرب محتملة, اذ أنّ أى اختلال فى هذا التوازن يعنى حتمية اندلاع الحروب. فى رأى يظهر أثر هذه النظرية بصورة جليّة فى سياسات الحزب الجمهورى الأمريكى الذى كثيرا ما يجنح للحرب. آخر حروب الجمهوريين كانت فى عهد بوش الابن فى الاعوام ٢٠٠١(افقانستان) و ٢٠٠٣ (العراق).
    أمّا النظرية "اللبرالية "- فهى تؤمّن على أهمية الدولة التى لا بدّ لها من توحيد جهودها مع منظمات دولية مثل الأمم المتحدة و كذلك منظمات حقوق الانسان و الحملات الدولية المناصرة لحقوق المرأة. الحجة التى عادة ما يحتّج بها اللبراليون هى أنّ الأنظمة الديمقراطية نادرا ما تلجأ للحروب لحسم نزاعاتها. يمكن القول أنّ العلاقات الدولية من منظور النظرية "اللبرالية " لا تحركّها الصراعات و التنافس بين الدول كما هو الحال فى النظرية "الواقعية", انما تحدد هذه العلاقات مبادىء مثل الاعتماد المتبادل بين الدول و التعاون فى ما بينها لمجابهة المشاكل التى تهّم الجميع مثل استئصال الفقر, الهجرة, الاتجار فى البشر, الحفاظ على البيئة و التصدى للتغيّرات المناخية.
    بالنسبة لرؤية الماركسيين للعلاقات الدولية, فوفقا للنظرية الماركسية فانّ الدولة ماهية الاّ مطّية لتحقيق المصالح الضيقة للزمر الحاكمة التى تسعى للدفاع عن امتيازاتها من خلال العلاقات الدولية. بعبارة اخرى فانّ الذى يحدد العلاقات الدولية حسب هذه النظرية هو استغلال الاقلية للأغلبية فى اشارة لحقبة الاستعمار و ما صاحبها من نهب لثروات الشعوب و تكريث هذا الاستغلال لاحقا عبر أدوات الاستعمار الحديث متل البنك الدولى, صندوق النقد الدولى و العولمة.
    هل للجيوبوليتيكا مكان فى أضابير سياسات وزارة الخارجية السودانية؟ هل فاقمت تعقيدات الجغرافيا السياسية مشاكل مثل اللجوء و الاتجار فى البشر فى السودان؟
    اذا ألقينا نظرة سريعة على بعض جيران السودان مثل الجارة اثيوبيا نجد أنّ بعض المتغيرات الجيوبوليتيكية المذكورة آنفا ماثلة للعيان. فالانفجار السكانى لم يعد سرا بعد أن أصبحت اثيوبيا تحتل المرتبة الثانية أفريقيا (بعد نيجيريا) من حيث تعداد السكان. حسب تقديرات الأمم المتحدة للربع الأول من العام 2016 فقد بلغ سكان أثيوبيا 101,296,833 نسمة. كذلك لا ننسى الحراك السكانى الذى أضحى سمة من سمات هذه المنطقة (أعنى القرن الأفريقى). و كما هو معلوم فقد أضحى النزوح, موجات الجفاف و غيرها من الكوارث أمرا معتادا فى هذه المنطقة. و قد تحمّل السودان (و لا زال يتحمّل) الكثير من الأعباء التى تمثّلت فى استضافة اللاجئين و انتشار الاتجار فى البشر. أمر آخر هو أنّ اثيوبيا ليس لديها منفذ على البحر landlocked. هذا بالاضافة لطبوغرافية البلد "الهضبة" حيث لا توجد أراضى مسطحة كافية للبشر الذين يتكاثرون بوتيرة متسارعة. اذن يجب النظر لاحداث مثل احتلال اثيوبيا لمنطقة "الفشقة" فى شرق السودان فى هذا الاطار, بل يجب على السودان أن يتنبأ بما هو أسوأ فى ظل هذه المعطيات و أمام تراخى النظام الحاكم و تفريطه فى أجزاء مقدرة من أراضيه. كذلك يجب الاّ ننسى أنّ اثيوبيا تعتبر قوة اقتصادية صاعدة بعد أن صنّفها صندوق النقد الدولى ضمن الخمسة اقتصاديات الأسرع نموا على مستوى العالم. فقد سجّلت اثيوبيا فى العام 2015 أعلى معدل نمو على مستوى القارة الأفريقية (10%). الاّ أنّه و على الرغم من هذا المعدل العالى للنمو نجد أنّ الفقر و انخفاض مستوى دخل الفرد و غيرها من المؤشرات الملازمة للبلدان المتخلفة اقتصاديا لا زالت مرتفعة فى هذا البلد. هذا الازدهار الاقتصادى سيجد دفعة قوية عند اكتمال سد النهضة ممّا يدخل السودان فى تعقيدات حسابات موازين القوى (خاصة العسكرية) و الذى حتما سيكون فى صالح أثيوبيا. بناء على ما تقدم نخلص الى أنّ الأمر يتطلب حنكة سياسية من جانب السودان فى التعامل مع الأمور وفقا للواقع الجيوبوليتيكى و ذلك بوضع الاستراتيجيات اللازمة التى تدفع بالتعاون المثمر بين البلدين مع عدم تفريط السودان فى سيادته على أراضيه.

    Tarig M. Yousif (PhD) is a freelance researcher in the field of forced migration and human displacement. He worked for many years as an aid worker in refugee camps in Sudan. He now lives in the Republic of Ireland.

    *ملخص مذهب المآلاتية هو أنّ الحكم على الفعل من ناحية أخلاقية يتوقف فى النهاية على نتائج و مآلات هذا الفعل أو المسلك.




    أحدث المقالات
  • حين إستشهد (المغناطيس)! بقلم أحمد الملك
  • متى الخروج..؟ بقلم الطيب الزين
  • لحظات لن يغفر الوطن فيها الصمت حول جزيرتي صنافير وتيران بقلم د. أحمد الخميسي. كاتب مصري
  • قانون التجنيد الإلزامي العراقي في الميزان بقلم حمد جاسم محمد الخزرجي
  • أين جامعات الأزهر والسوربون و أوكسفورد و كامبريدج و هارفارد يا حسبو؟!!بقلم عثمان محمد حسن
  • فرصتكم.. بقلم كمال الهِدي
  • دائرة المخاطر..!! بقلم الطاهر ساتي
  • تمدد المؤسسات الرئاسية بقلم عبد الباقى الظافر
  • سكوت بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • من قتل الأستاذ محمود؟! بقلم عمر الطيب يوسف
  • إلزامية إحترام القانون وإنسانية الطبيب المداويا بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات
  • هل فعلآ الحكومة السودانية باعت جامعة الخرطوم لمستثمر اجنبي؟ بقلم محمد نور عودو
  • إلى من يهمه الأمر بقلم حسن الأكحل























                  

04-14-2016, 03:34 AM

محمد الكامل عبد الحليم
<aمحمد الكامل عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلاقات الدولية من منظور جيوبوليتيكى بق (Re: طارق مصباح يوسف)

    تحية

    معدلات الهجرة صوب شرق وغرب البلاد لها مدلولها وتاثيراتها المتوقعة....الانفجار السكاني من شمال الوادي سيعبر عن نفسه تدريجيا وفق موجبات الجغرافيا البشرية... الاحتقان في العلاقات مع دولة جنوب السودان وراهن الأحتراب القبلي سيشكل واقعا مازوما له تبعاته علي المدي المتوسط والبعيد...التاثيرمن قبل اثيوبيا يعبر عنه مدلول زيادة نسب الفقر بها وما يراد لها ان تلعبه ككابح في مواجهة مد سياسي قائم علي فلسفة اقصائية أو صراع مذهبي ..أو مهددات بمختلف اشكالها...

    اللعب علي التناقض الاثيوبي ألأرتيري له مردوده التخريبي علي دول المثلث يزكي أواره واقع الفقر في هذه الدول ايضا .الدور المصري في اضعاف دول المثلث يتم تحت نار هادئة..

    .اضف الي ذلك التاثيرات الأقليمية المتاسرعة الجديدة ناتج الحراك الدولي نحو الطاقة ومختلف الذرائع الأخري للتوازن الأقليمي ..

    (عدل بواسطة محمد الكامل عبد الحليم on 04-14-2016, 03:36 AM)
    (عدل بواسطة محمد الكامل عبد الحليم on 04-14-2016, 03:38 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de