الفوز الذي حققه الهلال بالأمس على هلال الفاشر أراه انتصاراً معنوياً يمكن استغلاله لتحقيق ما يصبو له غالبية الأهلة من لم حقيقي للشمل. لن أعتبره بالطبع عودة لسكة الانتصارات أو أنه ثمرة لتصحيح الأخطاء التي وقع فيها الجهازه الفني في الفترة الماضية. فالعودة لسكة الانتصارات لا تتحقق بين عشية وضحاها. وشباب الهلال لا تتوفر لهم الثقة اللازمة لاستدامة الأداء الجيد في ظل الظروف التي يعيشها النادي هذه الأيام. كما أن أخطاء المدربين لا يمكن تصحيحها في ظرف 48 ساعة. يبدو واضحاً أن القائمين على الأمر في الهلال أرادوا تجنب الهزيمة بأي ثمن، لذلك كان تكليف مبارك سلمان ليصبح وكأنه المدرب الأول في وجود المصري العشري بغرض اللعب على الناحية النفسية أكثر من التركيز على الجوانب الفنية. وهو عمل جيد أيضاً ومطلوب في بعض الأحيان. لكن لا بد من التذكير بأن مثل هذا الأسلوب لن ينجح على المدى الطويل. كما لا ننسى أن المنافس الذي تغلب عليه الهلال يقبع في المركز الأخير في روليت الدوري. ليس المقصود مما تقدم تبخيس الانتصار، لكنني أعني أن ينتبه رئيس المجلس وأمينه العام وبعض معاونيهم إلى ضرورة استغلال هذه السانحة التي جاءتهم على طبق من ذهب. واستغلال الفرصة لا يكون بالعودة لإطلاق العنان للتصريحات العنترية أو المتحدية، بل يكون ذلك بالتصرف على طريقة الكبار. وطريقة الكبار التي أعنيها هي أن يتساموا قليلاً، ويكفوا عما فرقوا به الأهلة ودفعوهم به دفعاً لمعاداتهم. إن أردتم لانتصار الأمس أن يشكل بداية على الطريق الصحيح، فلابد أن تفهموا أن النقد الذي وُجِه لكم في الآونة الأخيرة كان في محله تماماً. لا تعاودوا الإصغاء للكلام الذي يضحككم فقط، مع تجاهل كل صوت ناقد. فليس كل صوت ناقد مجرد مستفيد من كارهي رئيس النادي. عليكم أن تجلسوا مع أنفسكم وتراجعوا قراراتكم، تصرفاتكم وتصريحاتكم في الفترة الماضية. إن فعلتم ذلك بشيء من الصدق فسوف تتوصلون لحقيقة أنكم أخطأتم كثيراً في حق النادي الكبير، رغم الصرف المادي. فالهلال يستحق أن يكون مؤسسة يحترمها الجميع. ولن يتأتى هذا الاحترام ما لم يبدأ مجلسه ورئيسه ومعاونوه بالتعبير عن احترامهم لكل هلالي حتى إن اختلف معهم جذرياً. معاداة وسب الآخرين والنظرة الدونية لكل من يخالفكم الرأي هي التي أوصلتكم لما أنتم فيه. وأرجو أن يسعفكم ذكاؤكم في التعامل الجيد مع فوز البارحة، حتى يستطيع النادي أن يسترد شيئاً من بريقه المفقود. عودوا لرشدكم سريعاً، فسانحة اليوم قد لا تتكرر غداً. أزرعوا الثقة في نفوس لاعبي الفريق من خلال تزويدهم بالمشاعر الإيجابية لا السلبية. مدوا أيادكم بنية خالصة لكل هلالي يريد أن يفيد ناديه بأي فكرة. راجعوا أخطاء الجهاز الفني وأعطوا الخبز لخبازيه فعلاً لا قولاً. أسعوا جدياً لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وكفاكم مجاملات للأصدقاء والمقربين. ميزوا بين علاقاتكم الخاصة وبين الشأن الهلالي العام. وأعيدوا النظر في طريقة تفكيركم الغريبة المتمثلة في الإتكاء على حائط دفاع مليء بالثقوب وآيل للسقوط في أي وقت. فسقوط المرة القادمة سيوردكم الهلاك ولن تجدوا بعده فرصة ثانية. ومثلما قلتم بالأمس أن الهزيمة واردة في كرة القدم وأنها لا يمكن أن تكون سبباً في إقالة المدرب، عليكم أن تتذكروا أن انتصار الصدفة أيضاً وراد في كرة القدم والشاطر هو من يستغله بشكل جيد. ما تقدم بعضاً من الوصفة التي يمكن أن تعينكم في تجنب السقوط مجدداً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة