02:19 PM March, 13 2016 سودانيز اون لاين
عبد الله الشيخ -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر
خط الاستواء
أول "ابتلاءات" الرحيل، أن الفصيل المارق سيلتئم عوده مرة أخرى تحت "الكاب"،طمعاً في المصالح، وفي نعيم الدنيا، وفي السلطة والنفوذ، وفي الجنّة أيضاً ، وقد عزّ المسار..
هي ابتلاءات، لكن لا خشية على الشعب السوداني منها.. لأن لقاء المصالح له أُفق ينتهي اليه أصحاب المصلحة..قال الدكتور حسن مكي،ابان المفاصلة ان شيخهم كان الكُل في الكُل، " حينما يقول غدا نسير تظاهرة، يقول أحدهم نمشي نجيب تلج، وبقول آخر نمشي نجيب بصات"..هكذا كان الشيخ مصدراً للإلهام وللقرار.. الآن وقد رحل في سبيل الأولين والآخرين، فلم يعد هناك ما يمنع من أن تعود "العرجا لي مُراحا"..
رحيل الشيخ سيترك فراغا عريضا لجماعة الاسلام السياسي..لا توجد الآن عصا الكارزما، ولا خطفة الساحر الماكرة..والبديل ــ الخليفة الخالف ــ مهما اقترب شكلاً من المثال، فلن يكون قادراً على مصايدة الفرائس مثله..هذا إن لم يكن "وجه الشبه" بين سالف وخالف، مدعاة للتندُّر..
فشل التنظيم في تقديم الشباب، بعد أن صدّع رؤس العالمين بأنه ضد كنكشة العواجيز.. لا يوجد شُرّاح لمتون الشيخ، لأن متون الشيخ لا تمثّل ايدلوجيا، بقدر ما كانت اطلاقاً للتعمية على ظروف بذاتها..على الفصيل، بلعلى الحركة كلها، أن تبحث عن "الضّرا"، الذي لن تجده إلا تحت "الكاب"..
هذا الابتلاء لا يخص فصيل دون آخر، بل يحفّز جماعة الاصلاح ،السائحين ،الخالفين، ومن سيتوالدون في المستقبل بمسميات...سترجع الاغلبية الى مراح السلطة، وستؤمن على ايقونات الشيخ، لأنه الوحيد الذي كان يفكر، ويلعب، ويداهي..كان منفذاً ومخططا ومستوعبا، لما يحب، وما يكره.. بعض الشعبيين قد يبقيهم الحياء في معسكر الفقر..قد يتباعدون قليلاً عن طيلسان السلطة حتى تخمد عبرة الرحيل ــ لبابة مثالاً ــ لكن الجميع، سوف يقنع الجميع، باعتماد "الموضوعية في الطرح"،تحت ذريعة أن هذا ما كان يريده الشيخ، وأن تلك كانت أشواقه..
إذا تمسك الخليفة الخالف، بنزعة من تشدد بعد أن آلت إليه "الأمانة"، فسيبقى معه نفرٌ قليل..
في إلتآمهم خير للسودان..ليهنأوا بالسلطة و"كنجالاتها" التي تؤدي حتماً إلى التطاحن من جديد، ما بين هَلوعٍ وشفقان..على الأقل ستربح المعارضة فقدانهم لصفة أنهم "معارضون"..
ابتلاء الرحيل، رفع الحرج عن كثيرين..
سيلتحمون مرة أخرى لأن الفصيل يحتاج السلطة، ولأن السلطة تحتاجهم داخلها..
سيهرولون اليها،إذ لم تكن فكرة النظام الخالف إلا مداراه لتلك "الاشواق"..
لن يحتملهم ولن يحتملوا "أهل القبلة" لأن الفرز والتمايز ، يتم على نار المصالح، لا الأحلام..
كان الشيخ يمثل لحمة أيديلوجية وتربوية، وبانثلامها انفرط العقد..ما سيحدث بعد ذلك هو "التّشلْشُل"، اشتقاق من الشُّللية، أوالبحث عن النفوذ بقضمة أو قضمتين، من نظام يعلم الجميع أنه بدّل تحالفاته الاقليمية ليبقى..
بدّل النظام تحالفاته ، ليبقى حتى يهطل الرعد الشمالي..!
سيتوحدون لأنهم لا يختلفون إلا على الدُنيا، وإن بدا لهم ما يخافون فسيحاربون..قد يبدو للناظِر أن البناء قَوي، وأن "السوس" لا ينخُر فيه... ليس هذا هو موضوعنا في هذا الباب..
سيتوحدون، لكسب ما بحوزتهم من آليات التحكّم..من أجل الحماية..من أجل درء إنْتقام "التّعابا"..
القاصي والداني يعرف إنهم "رغم البين البين، روح واحدة في جسدين"...من بين كلمات الحسرة والتعاطف، تتقافز منهم عبارات الوِداد والتراحم ، و"الدعوات الصادقات"، إلى تنفيذ وصية الشيخ بالمضي قدما في الحوار الذي انقضى أمره و انتهى دوره..
سيعودون الى ظل القصر..سيتذرعون بأن تلك هي وصيه الشبخ، بينما يعلم الله، والنّاس والملائكة،أن الشيخ كان أبعد خيالاً،وأكثر وسامة ــ وسبباً كذلك ـــ في تأجيل الإلتحام....
أحدث المقالات
والآن.. الحرب الحقيقية بقلم أسحاق احمد فضل اللهثم يسكت !!! بقلم صلاح الدين عووضةجيب الوزير ..!! بقلم عبد الباقى الظافرماذا دهى اسحق؟! بقلم الطيب مصطفىتجهيز المحابر للرد على الطيب مصطفى المكابر بقلم بابكر مكاوي - المحاميد.الترابي هل سيحكم حياً وميتاً؟! بقلم حيدر احمد خيراللهحقك علينا يا وطــن ...! بقلم أحمـد حسـن كــرارالرئيس السودانى عمر البشير كاد أن يتم إعتقاله ، و قد تذكرناك حينها بقلم كيمبرلى هولينقسورث إني أشم رائحة مريم بقلم نورالدين مدنيجامعة الأزهر بين الكواكبي وفولتير! بقلم الدكتور أيوب عثمان