مؤتمرات لأعادة أنتاج الفشل بقلم المثني ابراهيم بحر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 09:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-20-2016, 04:23 PM

المثني ابراهيم بحر
<aالمثني ابراهيم بحر
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 129

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مؤتمرات لأعادة أنتاج الفشل بقلم المثني ابراهيم بحر

    03:23 PM February, 20 2016

    سودانيز اون لاين
    المثني ابراهيم بحر-
    مكتبتى
    رابط مختصر





    مشروع سندس الزراعي جنوب الخرطوم ,تميز بشهرة واسعة أذ أرتبط اسمه بمهندس عرفته ساحات البيان كخطيب وشاعر, فالمشروع لاقي رواجا اكثر مما يستحق,ووكان الترويج له بهذه الصورة المبالغة سببا لأن يتدافع اليه المستثمرين وخاصة المغتربين بحسب ما روج لهم بأنه يلامس احلامهم, ولكنه بحسب رأيي فالمشروع تهويمي ينجح في مجال الدعوة والارشاد, ولكنه فشل في مجال الانتاج الزراعي والحيواني وفقا لما روج له, فالمستثمرين في هذا المشروع يتهمون ادارة المشروع بانها باعت لهم الاوهام, كما ان ملاك الاراضي التي قام عليها يتهمون الادارة بانها استولت علي مشاريعهم التي كانت قائمة اصلا, ويشكوا المزارعين بوجود سلبيات كثيرة بالمشروع لا تصوره بالحالة التي روج لها , فلا احد يري خيرا أو نفعا في هذا المشروع سوي الادارة التي يبدوا انها وحدها من تعرف الاهداف الحقيقية وراء قيام مشروع صحبته هالة من الترويج والضجة , فالمستثمرين يريدون نتائج مدخراتهم , ولكن الادارة دائما ما تخدرهم بالكلام المعسول والخطب الرومانسية والمصطلحات البتراء والجودة المزعومة للارض, وان زراعة العروة الشتوية في المشروع كشفت عن انتاجية عالية وصلت الي 20 جوال للفدان....! وهو رقم علمه عند الله ....! فالمستثمرون يريدون بيان بالعمل ونتائج علمية بدلا من الكلام المعسول الذي لا يصلح الا لطق الحنك ....! احد الخبراء استعان بالمسح الذي قامت به شركة بريطانية صاحبة الامتياز عن التربة في مشروع الجزيرة حيث فندها الي 4 مساحات اخرها المساحة التي تقع فيها سندس والتي جاءت في ذيل القائمة , ووصفت بانها غير صالحة للزراعة....! حسبما ورد عن د محمد جلال هاشم المهتم بالسدود والمشاريع, ولا زال مشروع سندس الزراعي حتي الأن محلك سر...! , بعد أن قبض المستثمرين السراب, امام هذ التضارب حول صلاحية التربة من عدمها...! وعليه فأننا نوجه السؤال الي الشيخ المهندس الصافي جعفر وهيئة علماء الانقاذ هل يجوز بيع السمك في قاع البحيرة العميقة.... ؟

    القصة الواقعية اسردها للأستدلال بها علي ممارسات النظام اللا أخلاقية حيال هذا الوطن المنكوب, لمصلحته بما يتفق مع ايدلوجياته, وبالتالي تصلح للتعميم,فمشروع سندس الزراعي تم الترويج له وكأنه جنة الله في الأرض, بصورة اعطته اكبر من حجمه بكثير,و تم بيعه لمستثمرين ما زالوا يعضون بنان الندم حتي اليوم , وما يدهش انه ورغما عن فشل المشروع طوال هذه الفترة الطويلة, الا ان القائمون علي الامر يحاولون اقناعنا بنجاح المشروع وفقا لما روج له ,مع انه مشروع فشنك....! فالجميع لا يري خيرا في هذا المشروع سوي النظام الحاكم , بالرغم من تفنيد جهات مختصة لهذه الاوهام, فمنذ ان استولي نظام الانقاذ علي السلطة بدأت مؤسسات الخدمة المدنية في الانهيار وفقا لما تم حيالها من تدمير مقصود , وريثما حاول النظام بعد ذلك( التكفير) عن اخطائه بمحاولات للأصلاح , فبتنا نسمع بمؤتمرات هي في الواقع شكلية بغية التأكيد للعامة انها جادة في الحل....! مؤتمرات بخصوص اصلاح التعليم, ومؤتمرات بخصوص تطوير الطب , والخدمة المدنية ,ومؤتمرات لتطوير والرياضة , ومؤتمرات ومؤتمرات, ولكنها مؤتمرات لانتاج الفشل فقط, لأنها نسخ مكررة بالكربون , فالنتيجة (ثأبتة) لا تتغير , والمدهش انه في العام الذي يليه يعقد مؤتمر اخر لمناقشة ذات الازمة ,لأن في ذهن النظام ان مجرد أقامة مؤتمرات و اصدار توصيات تعتبر مبررات كافية تعطي الانطباع بالجدية في ذهن الرأي العام , وهكذا دواليك.

    في العام 2014 من شهر فبراير اقيم مؤتمر الحاويات(السابع) بالبحر الاحمر أستضافته مدينة أركويت, بعد انقطاع عشر سنوات , هيئة الموانئ البحرية أرادت من الفعالية أن تكون سانحة لمراجعة الأداء والوقوف عند بعض الملاحظات والتزود بما يدعم تطور الأداء ,ونقلا عن وكالة سونا "تحدث وزير النقل والطرق والجسور(أحمد بابكر نهار) مؤكدا في كلمته في المؤتمر أن الموانئ تمثل عصب الاقتصاد السوداني بمواردها، وأن هذا المؤتمر السابع للحاويات يؤكد حرص الهيئة على تطوير وترقية بيئة العمل بمحطة الحاويات بميناء بورتسودان الجنوبي، وتوفير معينات العمل المختلفة لينافس محطات الحاويات بالموانئ العالمية....! اما مدير عام هيئة الموانئ البحرية(جلال الدين محمد أحمد شلية) قال في كلمته في المؤتمر إنهم يسعون إلى تطوير موانئ الهيئة في الميناء الشمالي والجنوبي الذي يضم ميناء الحاويات وميناء الأمير عثمان دقنة بسواكن المخصص للركاب وصادر الماشية، إلى جانب استقباله للبضائع المتنوعة. وأشار "شلية" في كلمته إلى أن اهتمامهم قد تزايدت وتيرته بمحطة الحاويات، ذلك لأن نقل البضائع عبر البواخر أضحى يتم بالحاويات لسهولة النقل ولضمان وصول البضائع لأصحابها دون أن تتعرض للتلف بمختلف أنواعه. وأشار مدير عام هيئة الموانئ البحرية إلى تصاعد حركة البضائع في محطة الحاويات بميناء بورتسودان الجنوبي منذ إسناد مهمة تشغليها للشركة الفلبينية. وقال "شلية" إن السودان يسعى للانضمام إلى الاتفاقيات الدولية الخاصة بالنقل متعدد الوسائط، ومواكبة التطور في مجال تكنولوجيا الحاويات"


    ما قاله هؤلاء المسؤلون في المؤتمر (السابع) كلام (زي الفل) كما قال الممثل الكبير عادل أمام في احدي مسرحياته الشهيرة, اضافة الي ان المؤتمر خرج بتوصيات ظلت حبيسة الادراج ,والمدهش ان الفترة التي تلت مؤتمر الحاويات السابع وحتي الان كانت الااكثر سوءا بخصوص حركة النقل في جميع المواني التي لم تشهد أي تطوربخصوص حركة النقل, وخصوصا نقل الحاويات بالميناء الجنوبي, فميناء بورسودان الان يعتبر الاسوأ من بين المواني الموجودة في المنطقة, حتي جيبوتي تتفوق علينا من حيث جودة مينائها , والكثير من الشركات الملاحية حاليا تفرض رسوما اضافية بشأن التأخير يتحملها محمد أحمد الغلبان في نهاية الأمر....! والكثير من الشركات الملاحية الكبري تتفادي بواخرها ميناء بورسودان خشية الأنتظار الذي يرتب عليها اضرار بالغة , فلا تجد من مفر الا ان تفرغ حاوياتها في الموانئء المجاورة, فكل تلك الأشكاليات لأن توصيات المؤتمر رقم (7) في العام 2014 لم تنفذ....! ومرت الايام سريعا حتي جاء مؤتمر الحاويات الثامن الذي اختتمت فعالياته قبل ايام بتنظيم من هيئة الموانئ البحرية, وبشراكة مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا و النقل البحري بمصر , والمدهش في أسم الشعار( تطور إدارة و تشغيل الحاويات في ظل المنافسة العالمية)عن أي منافسة يتحدثون في ظل الاوضاع الماثلة التي لا تنذر بالخير, ودولة مثل جيبوتي تتفوق علينا كما أشرنا, ليستمر ذات السيناريو القديم في المؤتمر الذي يحمل الرقم (8) صرف (بذخي) وحوارات ومخرجات وتوصيات مكررة من المؤتمرات السابقة, مع أضافة القليل من (البهارات) فيما يخص التطوير والاهتمام المستمر للكادر وتبادل الخبرات بين المواني المتخصصة لمواكبة تطور بحسب ما قرأت من موقع سونا للأنباء , فالكلام أنشائي , وانا علي يقين بأن المؤتمر القادم سيشهد ذات السيناريو وهكذا دواليك.

    كلما اشرقت شمس يوم جديد تعلن الانقاذ انها مشروع للتهريج السياسي, وابعد ما يكون عن حالة الرشد, رغم المليارات التي اهدرت علي البرامج الفارغة مثل المشروع الحضاري و تزكية المجتمع , وبتاريخ 26/1/2016وردت الينا عبر اتحاد المخلصين رسالة تفيد بمواعيد مؤتمر الحاويات الثامن, والي هنا والامر عادي جدا, ولكن المدهش اضافة فقرات في الرسالة تشير الي ان من يود الحضور عليه ان يدفع مبلغ 500جنيه....! فوالله مثل هذه المحن لا ولن تحدث الا في هذا الوطن المنكوب, فالخطوة الغبية وجدت صدي استنكار واسع,و كانت مثار اندهاش الكثيرين الذين لم يجدوا تعبيرا سوي ان يضربوا اياديهم (كفا بكف) دلالة علي عظم المحنة....! واذا كان المسؤولون بمؤسسة هيئة المواني لا يدرون ما معني (مؤتمر) سأجد لهم العذر....!لأن هذا الاحتمال وارد في زمن الفغلة والهوان, فالمؤتمرات يتداعي لها الناس بغرض المناقشة, ليدلي الكل بدلوه, والتوصيل الي حلول مقابل مبلغ مالي, هذه أحد بدع هذا الزمان....! ولكني شخصيا لم اندهش, فهذه امور متوقعة اذ نحن نحن نعيش في عهد (الانحطاط) , فلذلك نحن في مرحلة انهيار واضحة ,فابن خلدون تحدث عن الامم عندما تنهار, وتلقي فيها نفس هذه المظاهر, فسلم العمل يختل ,وكذلك الاخلاق, فهم غير مهتمين بجودة العمل ولا بالاخلاق وبالتالي هذه كلها مظاهر ودلائل انهيار كامل.

    ما اشرت اليه اعلاه بخصوص (المشهد الكوميدي), يدل علي المستوي الذي وصلت اليه الخدمة المدنية,وقد أشرت في مقال سابق حول مؤسسة هيئة المواني البحرية, تناولت السبب الاساسي لازمة تكدس الحاويات مردها الفساد الاداري الذي انهارت علي اثره الخدمة المدنية, وقلنا ان البريطانيون كانو يتباهون بأنهم خلفوا افضل خدمة مدنيىة خارج بريطانيا في السودان , وقد استفادت من من ذلك دول الخليج العربي من الخبرة السودانية في بناء انظمتها التنفيذية والتشريعية وبنيتها التحتية, فالخدمة المدنية انهارت لتسلط الانظمة البوليسية وبلغت ذروتها في عهد الانقاذ, لانفاذ مشروع التمكين, لتمكين القلة المتنفذة ومحاسيبها.فمؤسسات الخدمة المدنية في في عهد الانقاذ وصلت لاسوأ حال لها منذ قيام الدولة السودانية من حيث تسخير الدولة لمصلحة الذات والمحاسيب بما يتنافي مع مصلحة الشعوب السودانية المغلوب علي امرها .

    قد يتساءل الكثيرون بالرغم من الامكانيات المادية الكبيرة لمؤسسة الموانئ, الا انها تعاني في توفير أليات لمواكبة التطور, ولكن أذا عرف السبب بطل العجب....! لأن نظام الانقاذ يضع خيار الخصخصة في صدارة أجندته, ففي العام 2005 اصدرت وزارة المالية قانون يهدف الي خصخصة مؤسسات اقتصادية ,ولكن ما ذا يهدف النظام من وراء الخصخصة....؟ أولا لكي يستفيد من قروض البنك الدولي الذي يلزم الدول التي تطلب قروضا , أن تستوفي شروط محددة, منها خصخصة مؤسسات القطاع العام, فالصندوق الدولي ينتهج النظام الرأسمالي الذي يتناقض مع اقتصاديات الدول النامية , فنظام الانقاذ سعي بنفسه للبنك الدولي من تلقاء نفسه ليستفيد من القروض اولا, وثانيا لأنه يلبي طموحات النظام بايلولة المؤسسات الاقتصادية ذات الملكية العامة عبر (الخصخصة) الي ملكية القطاع الخاص التي تستفيد منها الرأسمالية الطفيلية(بنت النظام) وبالتالي سيعلق النظام شماعة اي اخفاق اقتصادي علي البنك الدولي , بأعتبار انه فرض شروطه لتوفير التمويل , وثمة ملاحظة مهمة ايضا ان تدخلات البنك الدولي في الشأن السوداني, كانت كلها من خلال الانظمة الشمولية التي حكمت البلاد , فأول تدخل للبنك الدولي في شأن مشروع الجزيرة كان في عهد النظام العسكري الاول نظام الفريق ابراهيم عبود في العام1964 بطلب من النظام نفسه.


    وبالتالي لا بد من تنفيذ وصفة الصندوق الدولي(باي ثمن) لأن الانقاذ رأت فيه الانقاذ ضالتها , فالصندوق الدولي يشترط لدعم المشروعات الاقتصادية بخلاف (الخصخصة) شروط اخري , منها رفع الدعم عن المحروقات التي بدأت بها الانقاذ فعليا بغض النظر عن وجود دعم او عدم وجوده من الاساس,وفعلا كما اشرنا اصدرت وزارة المالية في العام 2005 قانون بخصخصة بعض مؤسسات القطاع العام, وقبل البدء في الخصخصة كان منهج الانقاذ يهدف الي تدميرتلك المؤسسات بحيث (تكثر)سلبياتها ,حتي تأتي المطالبة بخصخصتها علي طيق من ذهب , كما في حالة مؤسسات البريد والبرق والسكة حديد وسودانير والجزيرة ,فقد ووجه قرار خصخصة المواني من قبل بمعارضة شديدة بأعتبار ان لا شيئ يدعو لخصخصة المواني باعتبار انها جهة ايرادية امورها تسير علي ما يرام, لها عيوب كثيرة ولكن لا تري بالعين المجردة, وازاء ردود الافعال دفعت وزارة المالية للتصريح بعدم نيتها في الخصخصة, ولكنها اتبعت تكنيكات الاول خصخصة تهدف لجس النبض, حتي لا يقع الامر كله جملة واحدة ,و عندها استقدمت هيئة المواني البحرية شركة فلبينية لإدارة محطة الحاويات بميناء بورتسودان في العام 2013, ما يدل علي ما ذهبنا اليه , انه بالرغم من استقدام الشركة الأجنبية افتراضا أن يتحسن الأداء , ولكن لم يحدث أي تغيير خصوصا في العام 2015 الذي شهد أسوأ سلبيات النقل, وبالتالي الخطوات هي تكنيك وأستخدام الشركة الفلبينية (كطعم)تمهيدا للخصخصة شكل أكبر أكبر , وربما في المؤتمرات القادمة سنشاهد توصيات بأيلولة مؤسسة المواني لشركات اجنبية بشكل أكبر, علي غرار ميناء دبي, وليس بشكل جزئي كما في حالة الشركة الفلبينية حاليا.

    فوضع العراقيل امام تطور الميناء واستجلاب الاليات ونقل الحاويات, حتي يرتفع سقف المطالبة بالخصخصة من دون اي ضوضاء, وهو نفس المخطط التي اتبعه النظام مع مؤسسات عديدة كمشروع الجزيرة من اجل أن يسهل بيعه, فالانقاذ اتبعت تكنيكا تم من خلاله تصفية وبيع اصول المشروع بما ينبئ عن حالة الافلاس التي اصابت المشروع الكبير , فهي بايعاز من البنك الدولي عبر خطة مرحلية طويلة يصيبها الرهق في العهود الديمقراطية, ولكن تتعافي وتكون اكثر حيوية في ظل الانظمة القمعية, وذلك ليس صدفة لان الانظمة القمعية تجد الحماية من فئات اجتماعية تستمد مصالحها من بقاء الانظمة الشمولية وهي مصالح تلتقي بالاصالة وبالوكالة في ان واحد مع مصالح مؤسسات عالمية لا يقف دون تحقيقه اختلاف الدين ا او العرق , ومؤسسة البنك الدولي واحدة من المؤسسات المنوط بها تهيئة المناخ لحدوثه , ويشترط البنك الدولي في سبيل انحاز ذلك اتباع سياسته المعروفة بأسم التعديل الهيكلي التي تعمل بأتساق مع صندوق النقد الدولي , واهم سياسة التعديل الهيكلي هي ما اشرنا له ,بنقل ملكية المنشأت العامة الي ملكية القطاع الخاص (الخصخصة) وهذا ما حدث لمشروع الجزيرة تحت غطاء الاصلاح المؤسسي التي صاغها فريق عمل البنك الدولي.

    ما يحدث حاليا بمؤسسة هيئة المواني البحرية ليس بمعزل عن مؤسسات الوطن المنكوب (فالحال من بعضه)فقبل ايام تم تعيين الدكتور عوض الجاز كمسؤول عن ملف الصين بدرجة مساعد لرئيس الجمهورية, فالخطوة أكبر دليل علي العشوائية التي تدار بها الدولة السودانية في حقبة الانقاذ,واكبر دليل علي تخبط النظام الحاكم الذي يدوس علي المؤسسية بالجزمة,والخطوة في حد زاتها ( اهانة) لوزراة الخارجية التي يقع الامر تحت أمرتها فهو من صميم اختصاصها , وما فائدة وجود سفارة في الصين يرأسها سفير....! فهذه العشوائية التي اصابت الخدمة المدنية انهارت علي اثرها مؤسسات كبري من بينها دعامات الاقتصاد السوداني , وفي ظل هذا الوضع المتردئ, فهل لنا ان نحلم علي الاقل بمؤسسة تمارس المؤسسية التي تعتبر اولي خطوات النجاح , فكل امر في السودان في غير مكانه السيف عند جبانه, والمال عند بخيله, والمرء ليس بأسبقية قلبه ولسانه بل بدهائه وريائه , فلن نستطيع ايجاد العلاج بالقطاعي , دون التطرق للمتبقي من جسد الدولة السودانية المريض, فنحن لا نتحتاج الي مؤتمرات وتوصيات ,وكلام (كتييييييييييييييير)بقدر ما نحتاج الي مؤسسة ديمقراطية , لاختيار الرجل المناسب في المكان المناسب.

    الأشكالات التي تضعف من اداء مؤسسة المواني البحرية , لو انها كانت في ظل مؤسسية لما وصلت لهذا الحال من السوء, فالعاملين المؤقتين بهيئة المواني البحرية يقومون بمجهود كبير في العمل, و يتجاوز عددهم الالفين , ولكن خطوة أستيعابهم تحتاج الي مؤسسية وقرار شجاع , ووفقا لكل هذه الظروف يعاني المؤقتون في هيئة المواني منهم من تخطت فترة خدمته العشرة اعوام والخمسة عشر,فسياسة الخصخصة والعمالة المؤقته هي احدي مشاريع النظام لاذلال المواطن الغلبان , فالمؤسسات وأصحاب رأس المال هم من يحددون لمستخدميهم من يعملون ومن يتعطلون , في نظام اقرب للسخرة , فهناك عقودات سنوية وربع ر سنوية تنتهي بعد ثلاثة اشهر يرمي بعدها المستخدم في الشارع حتي لا تكون له حقوق علي صاحب العمل ثم يستدعونه مرة اخري ليأتي كموظف جديد و(الما عايز الباب يفوت جمل) فكبري الشركات والمؤسسات في السودان حاليا وعلي رأسها هيئة المواني البحرية تتعامل بهذا النهج مع خريج متميز من افضل الجامعات , وفي زمن المحن في عهد الانقاذ اعلي المناصب وارفع الدرجات لا يصلها الا المتسلقون والعاطلون عن المعرفة و عن استخدام الحس الانساني يتسيدون ويترأسون, ويطالب الكثيرين باصلاح مؤسسات الخدمة المدنية , متناسين ان شروط الاصلاح غير متاحة حاليا....! فالقدوة والمؤسسية اولي خطوات الااصلاح الوطن التي تبدأ من قمة الهرم وليس من أسفله او منتصفه ,لأن فاقد الشيء لا يعطيه, وبالتالي فالمخرج الوحيد في حالتنا السودانية هي اعادة البناء, بأعتبار ان هذا الواقع سيستمر بشكله الحالي الي أن يسقط كل هذا العبث , كما في المانيا بعد النازية , وبأعتبار ما سيكون في سودان ما بعد الانقاذ ,ولا توجد اي طريقة أخري للأصلاح في ظل هذه الاوضاع المأزومة ,لأن الموجود الان يستحيل اصلاحه, الا وفقا لشروط غير موجودة حاليا, ولا نملك الا ان نقول حسبي الله ونعم الوكيل.


    أحدث المقالات
  • حجر الزاوية في الثورة السورية بقلم د.سنابرق زاهدي
  • البشير: إستثمارٌ في الدِّين.. و تصديرٌ للمرتزقة! بقلم عثمان محمد حسن
  • متى يخرج السودان من دوامة الفشل (3/3) ؟ بقلم نعماء فيصل المهدي
  • نصرٌ أو شهادةٌ، هذا هو محمد القيق بقلم د. فايز أبو شمالة
  • دموع الوفاء ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • السماح للطلاب بحمل المسدسات في الجامعات!!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • ثقافة السروال!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • أرجوك لا ترحل .. ! بقلم عبد الباقى الظافر
  • تأمَّلوا من فضلكم بقلم الطيب مصطفى
  • كيف تعيش الفتيات السودانيات اللاتي التحقن بتنظيم الدولة الإسلامية داعش ؟(1) بقلم الفاضل سعيد سنهوري
  • أخي النائب الأول ..(لسع !؟) بقلم جمال السراج
  • لنتضامن مع الدكتور حامد الدود
  • الجبهة الثورية حتمية الوحدة!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • على هامش الخلاف الجديد بين الحلنقي والباشكاتب بقلم صلاح شعيب
  • آخر نكتة سودانية (الشيطان المدبرس)!!!ن بقلم فيصل الدابي /المحامي
  • مكبث ... القاتل يُقتل ولو بعد حين بقلم ابراهيم سليمان
  • رحيل هيكل.. رحيل ذاكرة ضخمة..! بقلم الطيب الزين
  • عندما يغرق الماعِن وتطفو المِسحانة (2) بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات
  • حيلة مبتكرة لرفع أسعار الكهرباء في السودان بقلم مصعب المشرّف
  • إننا لا نحتاج إلا لإنسانيتنا بينكم! بقلم د. محمد بدوي مصطفى
  • الحسن الميرغني و اللعبة السياسية بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • بصراحة ثم ماذا بعد .. أيها الراحل المقيم بقلم نورالدين مدني
  • موشيه كاتس ينصح غادي آيزنكوت الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (95) بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • سطات وبئس المحطات من المغرب كتب مصطفى منيغ























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de