بعد ستة وعشرين عاماً من الأكاذيب، يعيش النظام، راهناً، حالة من إنعدام التوازن، وفقدان السيطرة، أنتجته سياساته وتصرفاته غير المسؤولة، فها هي الأزمات تحاصره من كل جانب.. برغم تقسيمه للبلاد، لم يفلح في وضع حد للحرب. الحرب ظلت مستعرة، بل إتسعت رقعتها، والإقتصاد حدث ولا حرج، الجنية فقد توازنه، وأصبح يتدحرج يوما بعد آخر، نحو الهاوية.. والشعب الذي جعل منه النظام، بقرة حلوب، من خلال الضرائب والجبايات، جيبه، لم يعد يدر حليبا، لانه فقد الغذاء، بل أصبح يدر دما.. البترول، أسعاره لامست التراب، والخزينة كما يبدو، أصبحت خاوية من العملات، والفقر أصبح سيد الموقف.. ولا حل الأفق.. لا في جانب الإقتصاد ولا في جانب السياسة.. دعوة الحوار، أو بالأحرى حوار الخديعة، لم يستجيب لها أحد من أطراف المعارضة، سوى الرجرجة والدهماء.. إذن لا رجاء منها، ولا أمل.. لان المخرجات، لن تفلح في توحيد فصائل النظام، ناهيك عن توحيد الشعب السوادني..! إذن العجز أصبح حقيقة ماثلة للعيان، يحاصر النظام من كل الجهات...! النظام لم يعد يملك الكثير من الاوراق، وما تبقى منها حتى الآن، قد بعثرته رياح الفشل، ولم تعد هناك إمكانية للمناورة، أو قدرة لوضع حد لحالة الإفلاس المتنامية يوما بعد آخر.. الإفلاس بلغ قمته، لان عقله قد تحجر، وأصبح غير منتج، سوى الحيل والاكاذيب، وجوفه سكنه الخوف من الشعب، لذلك منع المؤتمر الصحفي الذي كان مقرراً أن يعقده رئيس حزب المؤتمر السوداني المهندس عمر الدقير خلال الاسبوع الماضي، أي دلائل ومظاهر أكثر من هذه، على حالة الإفلاس..؟ إفلاس سببه، الفشل في تحمل مسؤوليته تجاه الشعب، وقضاياه، التي وصلت حداً من السوء والمعاناة لم يعد ينفع معها كثرة الكلام وإطلاق وعود السراب، وإنتاج اكاذيب الخراب، التي سمعها الشعب كثيراً، وعرف أنها لغوا لا طائل من ورائها.. أمام غلاء الاسعار، التي لم تنفع معها، الوعود والتصريحات: بان الغد واعد بالخير، والبلاد في طريقها للتعافي، وغيره من الاكاذيب.. الوقائع والحقائق على الارض، تقول: لا مجال بعد الآن لاخفاء الحقائق تحت غلالة سميكة من الكلام المعسول، الذي لم يؤمن للناس، طوال حكم النظام، حياة خالية من ثالوث، الفقر والجوع والخوف.. بعد أن صبر الشعب طويلاً، لا جهلاً، ولا خوفاً من النظام، وإنما خوفاً على الوطن، لكن النظام ظن أن الشعب قطيع من الأغنام، يعبث كيف ماشاء له هوى النفس الامارة بالسوء، يقتل الابرياء ويعتقل الشرفاء، كما يحلو له، ليل نهار.. وجعل من الوطن، وأرضه وخيراته سلعا يبيعها، للدول والأفراد من أصحاب رؤوس الأموال، لضمان حياة هانئة له ولحاشيته، على حساب الشعب والوطن حاضرا ومستقبلاً. أن هذه السياسة لم تجدي في الماضي، ولن تحل مشكلة في المستقبل، بل تزيد الأوضاع سوءا وتأزيماً وتعقيداً على صعيد الحياة اليومية للمواطنين، كونها تزيد الضغوط على الفئات الوسطى- هذا ان افترضا جدلاً، ان هناك طبقة وسطى في عهد الإنقاذ- والطبقات الفقيرة، لتقديم المزيد من التنازلات والتضحيات المعيشية حتى الإملاق، للحفاظ على مصالح الطغمة الحاكمة ومستوى حياتها، ب" إغواء" المستثمرين الأجانب وتسهيل فرص الاستثمار أمامهم و حصولهم على ارباح مليارية تجنى من عرق الفقراء في البلاد، بينما ينعم هو والفئات المرتبطة به بمراكمة الثروات، جراء الصفقات المشبوهة، على حساب الشعب المسكين، الذي تتفشى في وسطه البطالة وينتشر الفقر، ولا تتولد فرص العمل، ولا يحصل العاملون حتى اساتذة الجامعات منهم على أجور تتجاوز خط الفقر.. أي مظاهر أكثر من هذه.. على حالة الإفلاس..؟ كل المؤاشرات تقول: أن الثورة قادمة.. لان الجوع كافر، وناره حارقة.. حتماً، ستدفع الناس أينما كانوا، في المدن والقرى والأرياف، للخروج للشوراع، معبرين، عن غضبهم وسخطهم، لانه ما عاد فيهم حيل وهم يرون وطنهم أصبح في مهب الريح ولا حل في الأفق سوى عاصفة الثورة..! الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة