المقال ادناه كتبته متسائلاً في العام 2008 م وكان السودان ينعم بنوع ما من السلام والاستقرار بعيد توقيع اتفاقية السلام .. وكنا نمني النفس بوحدة السودان وسلامة واستقراره دولة قطرية يكون فيه المواطنة اساس للحقوق والواجبات علي اسس العدل والمساوة والحرية والديمقراطية ... خاب الظن وانقسم السودان الي دولتين فاشلتين .. فدولة جنوب السودان تأكل بنيها في حرب عبثية لا طائلة منها بينما دولة اسودان تحارب مواطنيها وتطاردها في دارفور النيل الازرق وجبال النوبة في حرب تسنزف مواردها ... السودان ومنذ الاستقلال لم يتعلم شيئاً من الحروب المتواصل ولم ينسي شيئاً .. معاً الي اسطر المقال القديم المتجدد ....
هل السودان دولة فاشلة لست ادري ... و لكن بفهمي البسيط و من واقعي كمواطني سوداني أعيش في وطني السودان و اعايش الظروف المحيطة به و بمواطنيه .. أن مشاهداتي للاطفال المشردين في الطرقات و الاسواق .. هؤلاء الاطفال الراقد ين في البرندات و تحت الاشجار او تحت هجير الشمس ... ان صور المشردين بهياكلهم الشبه ادميه و ما بهم من قذارة و وعوز وجوع وفقر هو خير دليل للوضع المتردي في السودان .. أن الوضع الراهن في كل بقاع السودان و معاناة جل المواطنين في سبيل كسب العيش الكريم دون جدوي ... وانه الامر الذي انعكس سلباً في اخلاقيات المجتمع السوداني وهو برهان اخر لفشل الدولة السودنية في ادارة موارده الكثيرة .. فالسودان دولة غنيه و اهله فقراء ... الوضع اللانساني الذي يعيش فيه النازحين في اطراف الخرطوم دعك من من النازحين في الحدود السودانية التشاديه هو بلا ريب شكل و ملمح من ملامح فشل الدولة السودانية .. فبالرغم من توقيع اتفاتقيات السلام في نيفاشا و ابوجا و اتفاقية الشرق فالسودان لا يزال يعيش في حالة اللا حرب و اللا سلم ... فكل الجبهات السودانية لا تزل مفتوحة علي احتمالات العودة الي الحرب .. فقرائن الامور تقول بأن الثقة ظلت و ستظل غائبة بين الحكومة و الاطراف التي وقعت تلك الاتفاقيات .. فالاتفاقيات التي تحرسها القوات الاممية هي اتفاقيات غير مستدامه .. و التفلتات الامنية هنا و هناك و انتشار السلاح في ايدي الافراد و القبائل افصح بيان عن هشاشة تلك الترتيبات الامنية .. فالقانون في كثير من مناطق السودان أضحي بيد من بيده السلاح . و القوي أكل و الضعيف مأكل .. نسمع عن الحكم الرشيد ولا نحس به علي أرض الواقع .. و نسمع عن العدالة الاجتماعية و لا نراه في عيون خلق الله في السودان .. كما نسمع عن البترول السوداني ولا نجد أثره في الطحين و لقمة الخبز اليابسة التي لا يجدها الكثيرين .. لهذه الاسباب ولاسباب اخري كثيرة لا استطيع حصرها لا أري سبباً منطقياً لانزعاج القائمين علي الدولة السودانية من تلك التقارير التي تصف السودان بالدولة الفاشلة ... نعم ان الذين يكتبون تلك التقارير ضد السودان لهم اجندتهم اخاصة كما تقول الحكومة السودانية و لكنك لا تستطيع دحض كل النقاط التي يبنون عليها تلك التقارير .. و السودانيين واعون بواقع دولتهم وهذا أمر لا يحتاجون فيه الي من يطلعهم علي مدي نجاح او فشل دولة او حكومة السودان .. ! نأمل ان تستفيد الحكومة السودانية من مثل هذا النقد الموجه ضدها لأصلاح الدولة السودانية و رفعها الي مصاف الدول الناجحة بدلاً الممارسات الانفعالية التي تعكس ضيق افق ساستنا و ترفعهم عن قبول النقد حتي لو كان نقداً بناءاً
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة