قصص الموت . إفادة الناجي م.د ..بقلم جعفر وسكة

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 02:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-10-2016, 05:55 AM

جعفر وسكة
<aجعفر وسكة
تاريخ التسجيل: 05-21-2014
مجموع المشاركات: 28

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصص الموت . إفادة الناجي م.د ..بقلم جعفر وسكة

    05:55 AM Jan, 10 2016

    سودانيز اون لاين
    جعفر وسكة-
    مكتبتى
    رابط مختصر





    ذهبت الي ليبيا بغرض العمل ثم فكرت في العبور نحو اروبا .. ابتدأت الرحلة من الخرطوم حيث وجدت بعض الشباب يقولون انهم سيسافرون الي ليبيا مكثت معهم يومين حتي راقت لي فكرتهم وقررت السفر معهم بمحض إرادتي فعلت ذلك بالرغم من وجود عقد عمل ارسل إلي خصيصا من السعودية .

    في التاسعة مساء اتصل علينا المهرب وسأل عن المكان الذي نقيم فيه اخبرناه أننا في الصحافة لم تمر إلا لحظات قليلة وقد وجدناه أمامنا طلب منا أن نصعد إلي السيارة فعلنا ذلك .. تحركت بنا السيارة ولم تتوقف إلي في سوق الذي يعرف بسوق ليبيا ومن هناك اخذونا ورمونا في ضواحي امدرمان ( الثورات ) .. لا اتذكر اسم السمساري الذي اخذنا من الخرطوم لكني بالكاد اتذكر لقبه ( ود امو ) وهومن ابناء كسلا .. كنا في حالة انتظار حتي الساعة الثانية عشر في الثورات .. في الساعة الواحدة ليلا من اليوم التالي تحركنا في اتجاه طريق شريان الشمال و من نصف الطريق استدارت بنا السيارة .. في الطريق صادفنا قسم للشرطة وهناك قاموا بعملية نهبنا اخذوا كل شئ النقود الجوال .. سألناه ورفاقي حين أراد تفتيشنا من أين انت اجابنا انه من القضارف ثم قال لنا انتم سودانيين أليس كذلك اجبناه بنعم ولذلك تم استثنائنا من التفتيش اما البقية كانوا ستة منهم اثيوبيين والبقية ارتريين وكانو رجال ونساء جميعهم اخذو منهم ممتلكاتهم .. تحركنا بعدها حتي وصلنا الي دنقلا .. في دنقلا انتظرنا يوم كامل وفي اليوم الثاني جاءتنا سيارة نقل كبيرة صعدنا فيها وفي الصباح تحركنا .. اخذنا ثلاثة ليالي في الطريق حتي وصلنا منطقة جبل عوينات التي تعرف ب ( المثلث) وهي الحدود الفاصلة بين السودان وليبيا ومصر .. خمسة ايام قضيناها في الطريق حتي وصولنا الي هذه المنطقة .. في اليوم الاول في دنقلا ذبحو لنا وفي اليوم الثاني كنا نأكل الكيك والاشياء التي اشتريناها بنقودنا .. كانو من بيننا اناس ليس معهم مايسدون به رمقهم إنهم خدعوا ﻷنهم صدقوا المجرمين الذين اخذوا نقودهم ووعدوهم بتوفير الأكل والشرب ولم يجدوا ماوعدوهم به نحن ايضا خدعنا مثلهم لكننا كنا نحمل معنا اشيائنا الخاصة التي نأكلها.. في المثلث قامو بفرزنا كل خمسة وعشرون او ستة وعشرون شخص لو حدهم .. وجدنا امامنا سيارة نقل اخري لها يومان قضتها في المثلث .. ليس مهما أتوا إلينا بستة سيارات لاند كروزر وقبل صعودنا الي السيارة ضربو كل واحد منا بالليبر هكذا كان السلام .. كانو معنا نساء وفتيات جميلات وكان هناك شيء غريب يعرف بالتركينة فيها يحدث كل شئ ففيها يطلب من النساء أن يكونوا لوحدهم والرجال لوحدهم وعملية الفرز تتم ليتم اغتصاب النساء بكل أريحية.. كانو برفقتنا فتاتين حبشيتين واصدقاء عليهم رحمة الله الأول ع.م والثاني ش .ي وهم من ابناء خ.ق الفتاتين الحبشيتين يتحدثون اللغة العربية بطلاقة طلبو منا ان نقول انهم اخواتنا سألناهم لماذا نكذب أجابونا حتي لايتم اغتصابهن .. حسنا قلنا ذلك وضربنا كفافا بسببهم كررنا قولنا أنهم اخواتنا قالوا لنا ان السودانيين لايأتون بهذا الطريق إطلاقا ولكنهم مع الاصرار تقبلوا انهم اخواتنا .. كنا نسمع صراخ الفتيات من العصر حتي الصباح كانو يغتصبونهم باستمرار وكان عدد الفتيات تقريبا من 24 الي 25 والمغتصبين كانو 13 عشر رجل كانوا يتعاطون الحبوب والمسكرات لم يكونو طبيعيين .. عملية الإغتصاب كانت تتم علي بعد 100 متر منا .. كنا عاجزين عن مواجهتهم احدنا لم يتحمل المشهد ذهب اليهم وقال لهم نحن وانتم شعب واحد وما تفعلوه ليس صحيحا ان اردتم ان تجانبوا الصواب وتغتصبوهم لا تفعلو ذلك امام اعيننا وسمعنا .. ردو عليه برصاصة اردته قتيلا .. انه من ابناء الجزيرة كان يظن ان السودانيين الخمسة من الممكن ان يشفعوا له لكنهم لم يفعلو .. مات لأنه تحدث مات لانه قال الحقيقة . صمتنا ولم نتكلم .. اردنا ان ندفن صديقنا الذي قتلوه وبعد رجاءات كثيرة سمحو لنا بذلك .. دفناه في الصحراء بعد ان حفرنا له مايقارب المتر .. كنا نعلم ان غدا ستخرج جثته فالرمال تتحرك ولكنا دفناه علي كل حال .. في اليوم الثاني تحركنا .. كانت مع المرحوم اوراق ثبوتية وبعض الارقام بمجرد وصولنا الي ليبيا اتصلنا علي اهله استقبلنا اخوه قلنا له ان اخاك قتل لهذه الاسباب وقد دفناه في الصحراء نسأل الله ان يصبركم ويرحمه برحمته .. بعد ثلاثة ايام دخلنا الي اجدابيا تأخرنا بسبب الفتيات كانو يغتصبونهم كل يوم ومن ترفض كانو يضربونها حتي ترضخ كانو يعذبونهم اكثر من الرجال.. الفتاتان اللتان قلنا انهم اخواتنا لم يغتصبن في الطريق لكنهم اغتصبتا في اجدابيا هناك توجد غرف يتم فيها تقسيم النساء حسب اعمارهم فتيات قصر في سن البلوغ يتم وضعهن في غرف منفصلة واخريات بالغات يتم وضعهن في غرف منفصلة وكذلك النساء المتزوجات .. وفي هذه الغرف تتم أبشع عمليات الاغتصاب لجميع النساء .. هناك تشاهد الاب والابن يغتصبوا فتاة واحدة .. عند وصولنا لاجدابيا دفعوا لنا الفدية كان ذالك بتاريخ .1 / 4 /2014 . وكنا قد تحركنا من الخرطوم بتاريخ 22/ 3 / 2014 م

    كان العرف المتبع في اجدابيا يعطوا لكل واحد منا الهاتف حتي يتصل علي الاهل ليدفعوا له الفدية المطلوبة وفي اليوم الثاني تتم مساءلة الافراد ان كانو الاهالي قد دفعوا لهم الفدية ام لا .. اذا لم يدفعوا الاهل الفدية فان الشخص يضرب بالسياط .. الحمد لله اننا اتصلنا في نفس اليوم علي الاهل والحمد لله انهم دفعوا لنا المبلغ كان المبلغ ستة مليون سوداني بالقديم ستة الف بالجديد .. هكذا وصلنا إلي اجدابيا واثناء الخروج من السجن يخيرونك هل تود الذهاب الي قهوة كسلا التي يعمل فيها احمد شريف ام تود الذهاب الي قهوة الصناعية وهي لابناء الغرب من السودان .. قلنا لهم نريد ان نذهب الي قهوة الصناعية .. لاننا كنا نسمع ان في قهوة كسلا تحدث عملية متاجرة جديدة بالبشر في حوش الجنسية .. هناك وجدنا شخصا تبدو عليه علامات الصلاح رحب بنا قلنا له نريد تكسي يوصلنا الي بنغازي .. قال لنا كل شئ هنا هو بالتهريب قلنا له نعلم ذلك ونحن قد وصلنا الي هنا عن طريق التهريب .. هل تحملون معكم جوازات قلنا له نعم قال لنا من الممكن ان اختمها لكم بتأشيرة دخول وتسافرون بالمطار لو تدفعو اكثر قلنا له لا نريد ذلك .. في النهاية اتي الينا بتكسي اوصلنا حتي بنغازي لأخانا ع.ن. كنا قد اتفقنا مع صاحب التكسي بمبلغ يعادل مليون جنيه سوداني بالقديم الف بالجديد .. انتظرنا في بنغازي حتي قدوم شهر رمضان .. وفي يوم 2 رمضان عدنا الي اجدابيا بارادتنا نريد ان نصل الي طرابلس اتفقنا مع مهرب اخذنا في سيارة ميرسيدس وكانو معنا خمسة فتيات حبشيات هم اقارب لاحد المهربين الذي يدعي شبلي وهو موجود في طرابلس .. تحدث معنا في الجوال قال لنا حافظوا علي هؤلاء الفتيات .. كنا قد استأجرنا المارسيدس بعشرة مليون سوداني بالقديم الف بالجديد .. وصلنا في يوم 5 رمضان الي طرابلس .. بعد وصولنا الي طرابلس التقينا بشبلي وهو لغب وليس اسم ولاننا كنا قد حافظنا علي اخواته الذين تحركوا معنا من بنغازي حاول ان يكرمنا وقال لنا لديه سفينة ستتحرك واكراما لنا سيأخذنا بالف دولار وقال أنها باخرة كبيرة .. لكن صديقنا ع .م رفض ان نذهب مع شبلي لذلك اخبرناه أنه في حالة اكتمال نقودنا سنتصل عليه .. ذهبنا بعدها الي منطقة اسمها كريمين وهناك توجد عمارة كانوا بها اناس كثر وجدنا من بينهم شباب من خ.ق ووجدنا بينهم سماسرة بشر صغاراحدهم اسمه ادريس سمساري ربطنا بسمسار كبير يدعي جمال السعودي تم نفيه من السعودية بسبب المخدرات كان يعمل سمسار من كسلا الي سيناء فيما مضي وانتقل الآن إلي ليبيا .. اتفق معنا 1,200 $ كنا نظن ان القيام سيكون في اليوم الثاني .. وجدنا ان العدد 100 شخص وهم قالو لابد ان يكتمل العدد 250 .. كنا نأكل في الفطور ونحن صيام بلح واسباكيتي حتي الذين لم يصومو كانو يأكلو مثلنا .. كنا في غرفة واحدة نساء ورجال مايقارب ال 150 شخص كنا في بادئ الامر في الغرفة 100 فرد كان ذلك في البداية وبعد ثلاثة ايام زاد العدد .. كانت مساحة الغرفة 8*5 .

    ودرجة الحرارة مرتفعة .. لاوجود لاي مروحة ولا حتي شباك هوائي .. مكثنا في هذه الغرفة مايقارب اثني عشر يوم .. بعدها اخذونا في دفار باعداد متفاوتة الي مزرعة تبعد من طرابلس 135 كيلو شرق طرابلس .. ومن هناك اخذونا الي مكان اخر في يوم 27 رمضان وصل العدد 185 .. اخذونا الي معسكر يتبع للبحرية الليبيبة ..كان هنالك ضابط في البحرية الليبية يدعي خالد يلقب بخالد مشعل له شامة في وجهه يعمل مع المهرب جمال السعودي هو من يمتلك المركب .. لم نتحرك في نفس اليوم لان البحر لم يكن هادئا الموج كان مرتفعا .. في يوم 29 رمضان قبل الافطار بقليل .. طلبو من بعضنا ان يحمل الانبوب الذي يقل الناس حتي المركب .. منحونا جوال به شريحة المدارالتي تعمل في البحرالمتوسط وهاتف ثريا وارقام طوارئ كل من البحرية الليبية والتونسية والايطالية .. كان سائق المركب تونسي وكان الاتفاق ان يوصلنا المركب الي جزيرة ما في البحر المتوسط وفي الجزر تنتظرنا مراكب صغيرة تقلنا الي المياه الدولية اوالي لامبدوزا او غيرها من الجزر هكذا كان الاتفاق مع جمال السعودي كان المركب ضخما .. ان جمال يعملو معه ثلاثة افراد احدهم يلقب بليناوي والثاني عثمان اوكد اما الثالث اسمه ادريس .. الغريبة أن زوجة المجرم ادريس حبشية كانت قد ركبت معنا في نفس اليوم الي المركب .. كنا 185 فرد تحركنا يوم 29 رمضان حوالي الساعة العاشرة مساء .. ذهبنا مايعادل 280 او 300 كيلو في عرض البحر كان علينا ان نتجاوز 80 كيلو حتي ندخل المياه الدولية .. حدث عطل في المركب وكان معنا احد المصوعين من ارتريا كان يعرف صيانة المراكب صان المركب في المرة الاولي .. الناس كانو خائفين بعضهم كان يقول نقفزنقفز لكنا قلنا لهم انتظرو .. كنا قد دفعنا نقودا ليشتروا لنا الواقي لكنهم لم يشتروه ولم يرجعو لنا النقود .. اخذو منا خمسة افراد حتي يجعلوا الاخرين يصدقو ان المحال التجارية مغلقة انا كنت من ضمن الذين اخذوهم بالفعل وجدنا المحلات التجارية مغلقة لاندري ان كانت تتبع لهم ام لا لكنها كانت مغلقة علي كل لم يرجعو لنا نقودنا .. كان البعض يتقيأ والبعض يستغفر الله .. تعطلت بنا الباخرة ثلاثة مرات استطاع المصوعي ان يصين المركب مرتين وفي المرة الثالثة اصبح العطل صعبا لايستطيع ان يصينه مالم يتوقف المركب ..ونحن في هذه الحالة كنا قد اجرينا مكالمة للطوارئ الايطالية .. قالو لنا تبقي لديكم 100 كيلو قلنا لهم ان المركب لايستطيع التحرك ونحن نغرق الان كان الرد هذه اتفاقيات لانستطيع ان ندخل المياه الليبية .. اتصلنا علي البحرية التونسية قالو لنا تفصلكم 40 كيلومن المياه التونسية .. كانت المسافة قريبة ولكن السائق رفض ان يذهب الي تونس بحجة ان التونسيين سيقتلونه .. تحرك بنا مسافة نحو ايطاليا والمصوعي يقوم بتصليح المركب من حين لاخر بعدها اجرينا اتصال للتونسيين قالو لنا تبقي لكم 20 كيلو .. جربنا الليبيين قالو لنا ان اليوم عيد والعيد عطلة رسمية ..في النهاية اقنعنا السائق ان يذهب الي تونس وما ان تحرك عشرة دقائق انقلب المركب وبعد خمسة دقيقة غرق المركب كاملا بعد عشرة دقيقة كنا نشاهد الجثث .. نحن الذين كنا نعرف السباحة كنا نسبح ونظن اننا في الصباح سنجد جزيرة ماء .. كانو معنا شباب من الشجراب ومن 26 ومن الجزيرة ومن القربة .. كنا نساعد الذين لم يعرفو السباحة كان هناك شخص يطلقون عليه الاحمر كان لايعرف السباحة .. وفي الماء يكون المرؤ خفيفا كنت اسبح به وابدله مع الاخرين .. كنا نسبح من الساعة 2 ليلا حتي صباح اليوم الثاني .. في الصباح لم نري سوي السماء والبحر بعضنا استسلم للأمر الواقع وفارق الحياة سريعا .. ونحن في هذه الحالة جاءتنا موجة فرقتنا لكنها جمعتني ايضا بصديقي المرحوم ش . ي . ففي ذلك الوقت كان حيا ظهرت لنا جثة المرحوم ع. م فالجثة تخرج بعد دقيقتين .. كنا نوصي بعضنا ان من ينجو من هذه الكارثة عليه ان يستر اخاه .. كنا نربط الجثث ونتحوط بها في نفس الوقت من السمك .. الموجة عرفتني بشخص يدعي ابراهيم هو من ارتريا وكان يقيم في كسلا كنا نحكي انا وهو وش .ي . في عرض البحر .. في الساعة التاسعة تقريبا جاءتنا موجة اخري فرقتنا من جديد وفجاءة ظهرت لي جثة المرحوم ش.ي . صمت كثيرا وهو يحكي ثم بكي ،، طلبت منه معتذرا ان يواصل قصته بعد ان ترحمت علي الاصدقاء ،، كل من كانو معي ماتو اصبحت اسبح لوحدي في عرض البحر وبعد مسافة ظهرت لي ابراهيم نده علي اصبحنا انا وهو نوصي بعضنا بعضا .. في الساعة الحادية عشر تقريبا قال لي انه يري سفينة .. قلت له انا لا استطيع رؤيتها فعيوني قد امتلأت من الملح .. يبدو اننا وصلنا الي المياه الدولية ربطنا الجثث في بعضها وتركناها في البحر اصبحنا نسبح لوحدنا نريد ان نصل الي السفينة .. استغرقنا ساعة ونصف حتي نصل الي باخرة النفط التي كانت تتواجد في المياه الدولية منذ ان رأيناها .. وصلنا اليهم انقذونا كنا انا وابراهيم وكان معهم مترجم في السفينة اسمه محمد حبيب مورتاني يحمل الجنسية البريطانية .. قال لنا لا تلمسو اجسادكم .. ابراهيم لمس جسمه فتساقط الجلد منه .. اما انا فلم المس جسمي .. اعطونا دواء وبعض الفواكه والعصير اتصلو علي الايطاليين .. اخبروهم الايطاليين انهم لن يسمحو بدخول الجثث ولكن اراضيهم مفتوحة للناجين .. في النهاية نحن رفضنا ان نترك الجثث وقلت لهم اتصلو علي الليبين لكن صديقي قال لهم اتصلو علي التونسيين .. كنا متفقين ان لانذهب ونترك الجثث كان هذا وعدا قطعناه مع الرفاق قبل ان يموتوا .. اتصلو علي الليبين والليبيين اتوا الينا باربعة يخت .. صعدنا انا وابراهيم الي اليخت الليبي كنا قد لبسنا الواقي وربطنا انفسنا في اليخت بحبل مربوط نزلنا الي الماء وكنا نرفع الجثث كان اول شئ وجدناه هم رفاقنا فجثثهم كانت مربوطة .. وجدنا ايضا اصحاب لم يفارقو الحياة كنا ننقذهم اولا ثم بعد ذلك نعود الي الجثث ونحملها .. وجدنا جثة كان السمك قد اكل نصفها وحين اردنا ان نرفعها في اليخت رفضوا الليبين ذلك .. كنا نظن انهم يمتلكون ضمير انساني قلنا لهم لانستطيع ان نترك جثث رفاقنا في البحر.. وبمحض ارادتنا افلتنا الحبل كنوع من الضغط عليهم ونوع من المبادئ .. لم يبالو تركونا في البحر مع جثث اصحابنا .. بدأنا نعود في السباحة من جديد .. وبعد مدة من الزمن عاد الينا اخاه الثاني قال لنا مابكم اخبرناه بماحدث .. قال لنا انها عظام ماذا ستفعلون بها قلنا له وهي عظام سندفنها .. نحن الذين نجينا كنا 23 فرد .. انا وابراهيم انقذنا 8 احياء والجثث اخرجناها لوحدنا .. كنا نحن المسلمين اثنين وبقية الناجين كانو من النصاري نحن لانستطيع ان ندفن اكثر من 80 شخصا .. كان يتعين علينا ان نبحث عن اناس يساعدوننا .. قالو لنا الليبين سنذهب بكم إلي السجن واطلبو من اخوانكم ان يساعدوكم في الدفن وانتم ستمكثون في السجن بعد دفن هؤلاء الناس .. وكأن السجون بنيت لأمثالنا وجدنا في السجن شباب نعرفهم وقفو معنا ذهبنا الي المستشفي ثم عدنا وحفرنا لهم حفرة جماعية دفناهم فيها .. وبعد الدفن اخذونا الي سجن الخبز .. العساكر الليبيين في حد ذاتهم عصابة .. بعد ان وصلنا الي السجن اصبحت مشلولا ولم استطع ان اكل كنت اكتفي بالشراب فقط .. كان هناك شاب من معسكر ام قرقور هو الذي كان يرفعني ويغسلني كان اكثر من اخ .. وكان هناك سوداني اخته طبيبة عن طريقه كانت تأتيني الادوية .. في اليوم الرابع وصل المهرب الي السجن .. قبل ذلك كان قد اتصل ع.ن اخو المرحوم الي احد الليبين حين كنت في المستشفي كان يسأله عن الناجين والليبي وجدني امامه قال له هذا سوداني خذ كلمه .. لم استطع ان اميز صوته قلت له انا محمد سألني من اخيه قلت له قد توفي رحمه الله وع.ن بدوره نقل الخبر الي خ.ق واخبر الاهل بأنني من الناجين .. علمت ان المهرب جمال موجود خارج السجن وهو يريد ان يدفع لنا الفدية المطلوبة ليخرجنا من السجن .. من اجل ابتزاز اهلنا والتربح فينا فيما بعد .. جمال السعودي لم يدخل الي السجن لكنه ارسل شخص اخرا وهو السمسار الذي يعمل تحت امرته ويدعي ادريس .. قابلني وتحدث الي قال لي ان جمال يريد ان يخرجكم من هنا كان يحمل معه هاتف وبعض الدولارات اخذت منه الهاتف وقلت له اعطيني الدولارات التي معك والا سأقول للعساكر انت المهرب وهم سيطلقون عليك الرصاص .. تملكه الخوف واعطاني المبلغ ثم غادر .. الدولارات التي اخذتها من ادريس تساوي 1,200$ والليبيين يحتاجون 1000$ لنخرج من سجنهم .. اثنا عشر يوما قضيتها بلا نوم هذا اول يوم انام فيه .. بالصدفة وجدت شخصا اعرفه كان يقيم معنا هنا في خ.ق . اصبح هناك مهربا دخل الي السجن ليدفع لبعض المسجونيين وجدني اصلي سأل من اسمي اخبروه اسمي اخرجني من السجن دون ان يسألني من النقود قال لي اعتبرها ثمن العشرة .. صديقي الذي كان بمثابة اخي كان يريد ان يخرج لكنه لم يجد شخصا يدفع له اخبرته ان اخيه سيحول له المبلغ بعد ان يخرجه وقلت له محمد فعل لي كذا وكذا وانا في السجن .. بعد ان خرجت من السجن ذهبت الي اصدقاء اعرفهم في طرابلس مكثت معهم ايام بدأت ابحث عن جمال السعودي وحين علم اني ابحث عنه ارسل لي عساكر ليبيين رصدو تحركاتي دخلو البيت ولحسن حظي لم اكن موجود في المنزل .. كل من وجدوه في البيت قامو بضربه .. حين علمت انهم ضربوهم بسببي غادرت البيت .. بحثت عن طريق للعودة الي السودان السفارة السودانية هناك لاتنظر اليك كأنك لست بشرا.. هم فقط يتعاملون كالمجرمين سمسار فوق سمسار في النهاية ذهبت الي مصراته وكنت قد اخرجت تأشيرة خروج اضطرارية كان معي ابراهيم هو ايضا فعل مثلي .. ومن هناك غادرنا نحو القاهرة ومن القاهرة عدت انا الي السودان وصديقي ابراهيم عبر بالبحر من جديد الي اروبا كما طلب منه اخاه الذي كان يتواجد في اسرائيل .

    نسيت ان اخبرك شيئا مهما كانت معنا فتاة انتحرت بعد ان تم اغتصابها قبل ان تصل الي ليبيا وان عدد الذين ماتو في الصحراء اكثر من ستة اشخاص بعضهم قتلهم الجوع وبعضهم قد انتحر وواحد قتله الرصاص .

    سألته في النهاية عن ما إذا كان يود الذهاب إلي اروبا قال لي أنه كان يكره ان يسمع اسمها ولكن مع الايام تغيرت أشياء كثيرة .

    بقلم جعفر وسكة


    أحدث المقالات
  • حكايات الأنتحار – قصص واقعية بقلم هلال زاهر الساداتي
  • تذكرة عودة الي دار الزغاوة بقلم عبدالسلام كتر
  • المبادئ الثابتة لنظام الحكم وتنظيم المجتمع (5) (تابع ) بقلم عمر حيمري
  • التقرير السياسي عن المؤتمر السوداني ..إقرأ..فكر ..ناقش 4_6 بقلم منتصر ابراهيم الزين ابو ماريل
  • لحماية الشباب من الوقوع في شباك الغلو والعنف بقلم نورالدين مدني
  • ان رحلت الادبيات والنظام الاساسي عن فتح بقلم سميح خلف
  • شكراً للحرامي ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • ماذا قال الشهيد الزبير محمد صالح قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بقلم جمال السراج
  • دعوة للقيادات الجنوبية التاريخية لتعزيز التصالح والتسامح الجنوبي يوم 13 يناير 2016 في عدن
  • في فيروز، قوقعتي ! بقلم محمد رفعت الدومي
  • بلداً فيها أيلا، يااا حِليل بقلم عبد الله الشيخ
  • مصطفى سيد أحمد وكورنيل ويست: مشروعان للتنمية الثقافية بقلم صلاح شعيب
  • عبد الرحيم بقادي: وعزتنا ما شالها تحرير: عبد الله علي إبراهيم
  • فى حضرة شهداء أرتريا _ الفدائي الفَذ العم/عبد الله داؤود بقلم محمد رمضان
  • خطر سعودي – إيراني يهدد فلسطينبقلم نقولا ناصر*
  • الاستقلال و الديمقراطية تزاوج لم يكتمل بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • مهداة لروح الشاعر أحمد النعيمي بقلم الطيب الزين
  • ابني كاد يضيع من بين أيدينا !! بقلم نورالدين مدني























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de