وأخيراً تحررت الرمادي وتطهرت من السرطان الداعشي بعد أن تمكن الجيش العراقي والشرطة الاتحادية وأبناء العشائر من تحريرها وأداء واجبهم على أكمل وجه .
وهنا لابد أن لا ننسى أن نشوء داعش في العراق ناجم عن تأجيج النار الطائفية من قبل النظام الحاكم في إيران ، حيث تبلورت في السياسات المعتمدة أساسا على القمع والفساد التي كان ينتهجها نوري المالكي ، وداعش في النهاية واحد من عشرات المصائب التي خلقها النظام الإيراني وأذنابه في العراق ليكون بلاءً ابتلي به الشعب العراقي ، فالإرهاب لم ولن يكون جزءاً من ثقافة الفرد العراقي .
وفي عملية تحرير الرمادي يجدر بنا التركيز على قضيتين هامتين وعدم التقليل من أهميتهما لأن ذلك سيعود بالضرر على العراقيين عموماً وعلى أهالي المحافظات المقموعة خصوصاً :
الأمر الأول ان تحرير الرمادي يجب أن يكون انعطافة مهمة وبداية لوقف سياسة القمع والتشريد للمواطنين في ستة محافظات كانت قد انتفضت في حراك شعبي ضد سياسات النظام الإيراني والمالكي ، فمن الآن فصاعدا يجب أن يستعيد أهالي هذه المحافظات دورهم الحقيقي كمواطنين في عراق مستقر وآمن ومزدهر .
والأمر الثاني الذي يجدر بنا التركيز عليه هو هزيمة الميليشيات الموالية للنظام الإيراني المعادي للعراق ، حيث لم تستطع الميليشيات هذه المرة فرض نفسها على الساحة لتمارس المزيد من القمع على أهالي الرمادي ، وهذا شيء إيجابي جداً ، إذ لامجال للشك أن هذه الميلشيات المجرمة لو شاركت - لا سمح الله - في تحرير الرمادي لأوقعت خسائر فادحة بالأهالي أكثر مما ألحقته بالمواطنين في جرف الصخر ومدن مختلفة في صلاح الدين وديالى ، فقد قتلوا الناس في تلك المناطق وعذبوهم ونهبوا ممتلكاتهم ودمروا كل شيء وشردوا مئات الآلاف من المواطنين ، والأفضع من ذلك ادعاؤهم المشين بأنهم قد حرروا هذه المناطق! وبالطبع من تخرج من معسكرات التفخيخ والإرهاب في إيران اللاإسلامية واللاإنسانية لاشيء متوقع منه سوى ذلك.
ولايوجد أدنى شك لدى أي عراقي في أن أفراد الميلشيات المجرمة التي تعذب وتنهب أموال الناس ليسوا الا بيادق في يد فيلق القدس الإرهابي ، فما يدلي به المالكي وهادي العامري من تملقات مقززة للإرهابي المجرم وقاتل العراقيين قاسم سليماني يثير اشمئزاز كل عراقي غيور ، لذلك فإن عدم حضور هؤلاء المجرمين في تحرير الرمادي يعد هزيمة كبرى لهؤلاء الجناة ونظامهم الإيراني المعادي للإنسانية ليس في العراق فحسب بل في المنطقة العربية ، فهزيمة هذه الميليشيات تشكل تغييراً في ميزان القوى في المشهد السياسي العراقي ضد النظام الحاكم في إيران.
واليوم ، بعد تحرير الرمادي من عصابات داعش المجرمة ، تزداد المسؤولية الملقاة على عاتق أبنائنا الشرفاء في الرمادي لإعادة بناء المدينة وأحيائها ، وهي مسؤولية تدعو للفخر كما أنها فرصة لإبراز الهوية الحقيقية لأبناء العراق ، ولابد من القيام بالأعمال الضرورية التالية في أسرع وقت :
1. تشكيل مجالس محلية ومناطقية لإقرار السلم بين بعض العشائر ، ولإعادة بناء المدينة وأحيائها لابد من التيقن بأن العدو المنهزم سيعمل على تأجيج الخلافات الجزئية الموجودة بين العشائر والكيانات السياسية المحلية لكي يثير الناس بذرائع عديدة ضد بعضهم البعض.
2. يجب عودة أهالي الرمادي النازحين الى مناطقهم بأسرع وقت سواء بشكل مباشر أو عن طريق المؤسسات التابعة للأمم المتحدة.
3. على الحكومة المركزية والحكومة المحلية مساعدة أهالي الرمادي لإعادة تأهيل البنى التحتية والبيوت المدمرة في الرمادي عبر المجالس الشعبية في كل حي ومنطقة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة