|
Re: مفاوضات السد الاثيوبى : خطوة بعيدا عن دائ (Re: على حمد إبراهيم)
|
الأخ الفاضل / على أحمد إبراهيم التحيات لكم وللقراء الكرام : أخيراَ هي صحوة مصرية سودانية .. وقد كاد الفأس أن يقع في الرأس .. لو لا تلك الصحوة المتأخرة لعقول كانت في غفوة كبيرة .. وهي تلك الغفوة والهفوة المعهودة في العقول العسكرية المتحجرة هنـا وهنـالك .. تلك العقول التي كانت سبباَ في كارثة كبيرة في يوم من الأيام .. تلك الكارثة التاريخية التي ما زالت ماثلة في الأذهان .. وهي كارثة الاتفاقية الظالمة المجحفة بين السودان ومصر عند قيام السد العالي . ثم أخيراَ بعد تردد وتخاذل وغباء شديد فجأة تنبهت دولة مصر ودولة السودان بالمخاطر الكبيرة المتوقعة جراء سد النهضة الأثيوبية .. ذلك التردد وذلك الغباء الذي لا يليق ولا يتوقع حدوثه في القرن الحادي والعشرين من دول تعايش العصر الحديث !! .. حيث العقول الواعية والخبرات في الدولتين .. وحيث بيوت الخبرة العالمية المتوفرة والمستعدة لتقديم كل ألوان الدعم والإفادات والمعلومات ودراسات الجدوى والمخاطر .. والعلل في الأول والأخير تتمثل في : ( مخ عسكري صنخ يتسلط في الخرطوم ومخ آخر عسكري صنخ يتسلط في القاهرة ) .. فتلك أمخاخ أثبتت أنها دون المستويات .. وقـد ابتليت بها الدولتان في غفلة من أهل الزمن .. والإخفاق من تلك الأمخاخ البطيئة الحركة كان متوقعاَ من الأساس .. حيث القرارات المتخبطة بمقدار وأوزان تلك الأمخاخ .. ولكن الشيء المؤلم والمؤسف والقاتل أن في مصر والسودان توجد تلك الكوادر القانونية العالية والكوادر الخبيرة في شئون المياه والسدود بذلك القدر الذي لا يتواجد مثله في أيـة دولة من دول وادي النيل أو في العالم أجمع .. ومع ذلك نجد أن تلك الكوادر كانت تقف متفرجة وهي لا تبالي على المجريات .. فتلك الكوادر أثبتت أنها خالية من أية نخوة وطنية إطلاقاَ .. وما كان يضيرها لو أنها تكاتفت وأجمعت في الدولتين بمقاومة ومحاربة أي لون من ألوان الارتجال بشأن سد النهضة .. وكان عليها واجب التمسك بالصحيح في كل الأحوال .. ولو فعلت ذلك لكان لها القدح المعلي بالثناء والتمجيد من قبل شعوب الدولتين .. ولكن مع الأسف الشديد فإن تلك الكوادر المؤهلة آثرت الوقوف متفرجاَ .. كما آثرت النباح في الفضائيات من بعيد وبعيد .. وكأنها لا تبالي أو كأنها تخاف من الحفنة العسكرية المتسلطة .. ومثل ذلك الخوف لا يجوز إطلاقا في مثل تلك القضايا الوطنية المصيرية . والآن الشعوب في السودان وفي مصر تطالب تلك الكوادر الوطنية القانونية المؤهلة والكوادر الخبيرة في الشئون المائية والسدود أن تتقي الله في مصير أوطانها .. وأن تظهر نوعا من الوطنية العالية .. وأن تظهرا نوعا من الاستماتة في تصحيح الأوضاع .. وتبدي إخلاصها في تصحيح أوضاع سد النهضة بذلك القدر الذي يمجدهم في التاريخ ذات يوم .. وإلا فإن لعنة الشعوب في دولة السودان ومصر سوف تلاحقهم وتلاحق سيرتهم إلى الأبد .. أما بالنسبة لحكام تلك الدولتين فمن الملاحظ أن هنالك من بدأ يطرق أذهانهم بشدة في اللحظات الأخيرة .. فالشكر والثناء لذلك الطارق الوطني الحريص المخلص الذي يعلم ويستدرك كوامن الضعف في تلك القيادات .
| |
|
|
|
|