الاستاذ/ عبدالباسط سبدرات المحامي و العضو البارز في الاتحاد الاشتراكيسابقاً، و العضو البارز في المؤتمر الوطني حالياً.. لا يرى ما يحدث فيالبلد لأنه و ( إخوانه) المُنَعَّمين، على حساب الفقراء، يعيشون في البلدبعيداً عن البلد.. كلهم لا يرون ما نرى.. و الفقر في السودان يكاد يبلغنسبة ال 95%.. و البطالة تحرق الشباب في البيوت و الشوارع و تحت ظلالأشجار النيم في الحارات.. و ربات البيوت يقضيهن اليوم في صفوف الغاز.. ولا يستطعن العودة إلى الفحم (الغالي في السوق- و ما بحوق)..!تعجَّب أستاذ/ سبدرات في زمن العجب العجاب:- " ما عارف البخلي السودانيينيمشوا إسرائيل شنو؟"! و سبدرات محامٍ يُفترض أن يكون ضليعاً، لكن انتسابهللمؤتمر الوطني قزَّمه كما فعل بكثيرين في حزبٍ يتطاول فيه الأقزام؟كل السودانيين يعرفون.. " البخلي السودانيين يمشوا إسرائيل شنو؟"! أصحابالحظوة و أبناؤهم وحدهم لا يعرفون أما غيرهم، بما فيهم الأطفال، فيعرفونحق المعرفة، و لذلك يتدربون- منذ التعليم في الروضة- على كيفية الهروب منالبلد مستقبلاً إذا استمر ( الانقاذ) الثقيل جاثماً على الصدور بلاشفقة.. ( قطَّاعين طرق) من عصابة الانقاذ يرابطون في جميع ( سبل كسبالعيش في السودان).. و يضيِّقون الخناق على من يريد العبور:- " يا فيهايا أطفيها!".. و لا حل ل( علِيشة) أمام الشباب سوى استخراج جوازات سفر والزحف على أرض الله الواسعة..أليست إسرائيل أرض من أراضي الله الواسعة..؟ إن الشباب يهاجر إليهاطلباً للرزق المحجوب عنهم في السودان.. و طلباً للكرامة الانسانيةالمهدرة أمام من ( يسوى و من لا يسوى) من ( سواسيو) و ديوك ( التمكين)..و تشاهد و تسمع السيد/ إبراهيم محمود يعلن- بأسلوب غير مباشر- على قناةالشروق عن مشاركته للشعب في معاناته.. سأله ضياء الدين بلال عما إذا كانتلديه أنبوبة غاز.. فرد إيجاباً و أضاف بأنه اشترى الأنبوبة بثمانينجنيها! و السعر الرسمي للأنبوبة في حدود مبلغ خمسة و عشرين جنيهاً فقط لاغير!لن نصدقك يا باشمهندس، طالما أصغر ( نظامي)- لابس رسمي- يستطيع الحصولعلى الأنبوبة بالسعر الرسمي. و انت بإمكانك ابتعاث أكبر نظامي يجيب ليكأنبوبة الغاز من قرونها للمطبخ برنة تلفون و بس! لكن ماذا نقول للكذبالربُّوكم عليهو- منذ نعومة ظلاميتكم- في الحركة المتأسلمة..السيد ( نائب للمؤتمر الوطني في الجهة السياسية و مساعد لرئيس المؤتمرالوطني في الجهة التنفيذية) و مربط الفرس أنه تحدث بلغتين: سياسية وتنفيذية.. فقال أن أنبوبة الغاز تباع في بعض دول الجوار بمبلغ 20 دولار..و أن الغاز يُهرّب إلى دول الجوار لغلاء سعره.. إلا أن مُحاوره تدخلليذكره بأن السبب ربما يكون في الفارق بين الدخول و الرواتب في السودانو في دول الجوار.. لكن السيد نائب و مساعد الرئيس نفى أن يكون الأمركذلك.. بل و ادعى أن الرواتب في السودان أعلى منها في كل دول الجوار..إيقاعات الحياة اليومية في عدد من تلك الدول ربما تفنِّد ادعاءات السيد/إبراهيم محمود.. فالناس في تلك الدول يعيشون في حدود رواتبهم.. و ينامونو يصحون و أسعار السلع و الخدمات كما هي.. لا تتغير حين يذهبون لشراءحاجياتهم من الأسواق و البقالات كما تتغير الأسعار عندنا و الناسنائمون..إيقاعات الحياة اليومية انضباط تام، يخدمك الموظف.. و لا يطلب منك (أجر)ً إضافي فوق راتبه الرسمي.. و لا شيئ يعطل معاملاتك داخل المكاتب سوىتراتبية تقديم معاملتك وسط معاملات طالبي الخدمة الآخرين.. فليس هنالكخيار و فقوس.. و لا تفضيل في المكاتب لطالب خدمة ( نظامي)، تثقل الدبابيركتفيه، على حساب طالب خدمة ( مَلكي) مهما علا شأنه..و موضوع أنبوبة الغاز ذات الثمانين ألف جنيه موضوع يسترعي الانتباه..ربما كان السيد/ ابراهيم محمود يمهد لقرار سوف يصدر عما قريب لرفع الدعمعن الغاز.. و تحديد سعر أنبوبة الغاز بثمانين ألف جنيهاً رسمياً..و يبدو أن هنالك ( كارتل) يحدد سعر أنبوبة الغاز و نعلم أن هنالككارتلات لكل السلع في زمن الانقاذ الأغبر بالممكَّنين من أهل ( التمكين)،و إلا فقد سمعت أكثر من مواطن يقول أنه اشترى الانبوبة بنفس المبلغ (ثمانين ألف جنيه) .. كيف تم الاتفاق عليه دون وجود كارتل للغاز فيالسوق..؟لن أقول ما قاله الشاعر المرحوم الحاردلو: " ملعون أبوك بلد!" غفر اللهله.. و لكني أقول:- ملعون أبوك نظام، أضاع السودان، و أي بلدٍ أضاع؟!يجتاحني حزن عميق! و هو حزن لا ينقطع.. و مصائبنا لا تنقطع.. لكنها حتماًسوف تنقطع يوم تثور المآذن و تضيق بالشعب الشوارع.. و تتحرك الأشجار وتنتفض البيوت:- " نحو القصر.. حتى النصر!"يومها سوف نغني مع الخالد/ محمد عثمان وردي:- " بَلا و انجلا!".. و لنيأتي بلاء أشد قتامة من نظام المؤتمر الوطني بعد ذلك.. نعم، لن يأتي نظامأسوأ منه بالتأكيد! أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة