قبل ايام زف وزير الاعلام خبرا يحسب انه سعيدا..جاء احمد بلال مهرولا ليخبر الصحفيين ان توجيهات من النائب الاول تقضي بتكوين محاكم خاصة للصحف الرياضية..بعدها تحدث الوزير في حوار صحفي مع الزميلة الصيحة عن انخراطه في الحركة الاسلامية لبعض الوقت اثناء الدراسة الثانوية بمدرسة كوستي القوز..لم تتوقف بشريات الوزير المسؤول عن الحريات في ذاك الحد فقدم اجتهادا جديدا يفيد ان نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام عرج في مقرن النيلين وانه التقي الرجل الصالح في توتي. قبل ان نفيق من تلك الاجتهادات صرح محافظ بنك السودان انهم سيعتمدون الخيانة العظمى كعقوبة للمتعاملين بالنقد الأجنبي خارج اطر بنك السودان..صحيح ان الرجل حدد وزارة العدل لتمرير مقترحاته في إيقاع عقوبات مشددة لمعالجة مشكلة اقتصادية..محافظ بنك السودان بعد ان فشلت كل خططه في الاصلاح يعود لتجريب سياسات قمعية لم يحصد منها الاقتصاد غير مزيد من الخراب..هذه الحكومة أراقت دماء مجدي محجوب وزملاءه بتهمة التعامل في النقد الأجنبي ولكن ذلك لم يوقف انهيار الجنيه ..صمد جنينها وتراجع الدولار حينما زاد ناتجنا المحلي بسبب تدفق عائدات البترول في السبع السمان.بداية استغربت ان اللغة الخشنة والمتجهة نحو الشمولية جاءت وبلادنا تستقبل وفدا من اتحاد الصحفيين العرب..هؤلاء الضيوف جاءوا ليطلعوا على اوضاعنا في مجال الحريات فلماذا نصدمهم بأخبار تجعلهم يتحسسون قلوبهم وجيبوهم.. مقترحات المحاكم الخاصة الإيجازية واستصناع عقوبة الخيانة العظمى في جرائم لا تعتبر حتى مجرد جنح في الدول الراشدة جاءت مواكبة مع مؤتمر الحوار الوطني الذي من المفترض ان يؤسس لبدايات جديدة في دولة سيادة القانون.تغول السلطة التنفيذية على اختصاصات غيرها من السلطات يجب ان يزعجنا..المحاكم الإيجازية او الخاصة من بدع الشمولية المتعارف عليها بين العالمين..القاعدة القانونية المتفق عليها تجعل من حق اي مواطن ان يمثل امام قاضيه الطبيعي في محكمة علنية تتوافر فيها فرص العدالة.. تكوين المحاكم اختصاص اصيل للسلطة القضائية التي اكد الدستور غير مرة انها مستقلة في اداء واجباتها في اقامة العدل..سن تشريعات جديدة او تغليظ عقوبات من واجبات السلطة التشريعية ..من حق الحكومة تقديم مشروعات قوانين يمكن ان تسقط ان لم يمررها البرلمان حتى لو أجيزت بمراسيم مؤقتة.في تقديري..ان على كل مسؤول ان يأكل من مما يليه..الطبيب احمد بلال يهتم بواجبه في توفير البيئة المهنية لوسائل الاعلام ويترك الاجتهادات الفقيه لرجالها ..وعلى محافظ بنك السودان ان يحيط نفسه بأهل الخبرة والدراية في الاقتصاد قبل ان يفكر في سفك دماء التجار الذين استثمروا في اخطاء الحكومة وجعلوا من الدولار سلعة تباع وتشترى وتخزن.بصراحة..بدا ينتابني قلق وحكومتنا تمضي في الاتجاه المعاكس في كل شيء..النتيجة البشرية تتقدم ونحن نسير الى الخلف وحكومتنا تظن انها على الصراط المستقيم.أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة